ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   ملتقى الفتاوى (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=53)
-   -   هل صفات الله تعالى الفعلية توقيفية أم لا؟ (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=30743)

أبو عادل 02 / 08 / 2010 48 : 09 PM

هل صفات الله تعالى الفعلية توقيفية أم لا؟
 

السؤال:

إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، أمّا بعد:
فشيخنا -حفظكم الله تعالى- نرجو من الله عز وجلّ أن يبارك في عمركم ونسأله تعالى أن تصل رسالتنا هذه إليكم وأنتم في أحسن الأحوال وما ذلك على الله بعزيز.
فإنّه ممّا لا يخفى عليكم -حفظكم الله- شؤم الجهل وقُبحه، وأنّه يفعل في صاحبه ما الله به عليم، وشفاؤه كما قال عليه الصلاة والسلام: «السؤال»(١- أخرجه أبو داود كتاب «الطهارة» باب في المجروح يتيمم: (336)، والدارقطني في «سننه»: (744)، والبيهقي: (1115)، عن جابر رضي الله عنه أنّ النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «فَإِنَّمَا شِفَاءُ العَيِّ السُّؤَالُ». وأخرجه أبو داود في «الطهارة»: (337)، وابن ماجه في «الطهارة وسننها»: (615)، والدارقطني: (745)، والدارمي: (777)، والبيهقي: (1114)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال ابن الملقن في «البدر المنير» (615/2): «إسناد رجاله ثقاة»، وقال أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد (22/5): «إسناده صحيح»، وحسَّنه الألباني في «تمام المنة»: (ص 131)، وفي «صحيح سنن أبي داود» (336)).
لذا ارتأينا نحن الإخوة من بلعباس أن نسألكم عمّا أشكل علينا:
إنّه قد ورد كلام للإمام ابن الصلاح في كتابه «صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط» قوله -رحمه الله-: «إنّ الأمرَ في إضافة الأفعال إليه سبحانه واسع حتى لا يتوقّف فيها على التوقيف كما يتوقّف عليه في أسمائه وصفاته، ولذلك توسّع الناس قديمًا وحديثًا في ذلك في خطبهم وغيرها» اﻫ.
موضع الإشكال أنّه -حفظكم الله- الصفاتُ نوعان: صفات الذّات وصفات الفعل، وكما يتوقّف في صفات الذات كذلك يتوقّف في صفات الفعل، وعلى هذا فما هو توجيه كلام الإمام ابن الصلاح -رحمه الله تعالى-؟


الاجابة:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فمراد ابن الصلاح -رحمه الله تعالى- أنّه يجوز إضافة الأفعال إليه سبحانه إذا كانت صفة كمال وإضافتها إليه من باب الإخبار عنه سبحانه وتعالى فإنّه لا يتوقّف فيها على التوقيف، فما كان على الكمال فتقيّد به، وما كان من باب الإخبار فهو أوسع ممّا يدخل في باب أسمائه على ما أفاده ابن القيم -رحمه الله تعالى- في «البدائع»(٢- «بدائع الفوائد» لابن القيم (1/161)) فصفة المريد والصانع والفاعل هي صفات أفعال كمالية لا تدخل في أسمائه بل تقيّد بالكمال إخبارًا عنه بتلك الصفة، ولذلك استعمل ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في بعض المواضع من «المجموع» وصف القديم -وهو المتقدّم على غيره- وإن لم يدخل في أسمائه إلاّ أنه استعمله مخبرًا عنه سبحانه، فباب الإخبار عنه سبحانه وتعالى أوسع من أسمائه وصفاته التوقيفية.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

..............
١- أخرجه أبو داود كتاب «الطهارة» باب في المجروح يتيمم: (336)، والدارقطني في «سننه»: (744)، والبيهقي: (1115)، عن جابر رضي الله عنه أنّ النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «فَإِنَّمَا شِفَاءُ العَيِّ السُّؤَالُ». وأخرجه أبو داود في «الطهارة»: (337)، وابن ماجه في «الطهارة وسننها»: (615)، والدارقطني: (745)، والدارمي: (777)، والبيهقي: (1114)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال ابن الملقن في «البدر المنير» (615/2): «إسناد رجاله ثقاة»، وقال أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد (22/5): «إسناده صحيح»، وحسَّنه الألباني في «تمام المنة»: (ص 131)، وفي «صحيح سنن أبي داود» (336).

۲- «بدائع الفوائد» لابن القيم (1/161).




المفتي فضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ





شريف حمدان 03 / 08 / 2010 10 : 07 PM

رد: هل صفات الله تعالى الفعلية توقيفية أم لا؟
 
زادك الله من حسن ثواب
وخير ومتاع ونعيم الدنيا والاخرة
وجزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك

محمد نصر 04 / 08 / 2010 43 : 11 AM

رد: هل صفات الله تعالى الفعلية توقيفية أم لا؟
 
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بوركتم اخي ****** ابو عادل

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

أبو عادل 04 / 08 / 2010 35 : 01 PM

رد: هل صفات الله تعالى الفعلية توقيفية أم لا؟
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله عني كل الخير وبارك الله فيكم على مروركم الكريم.




For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط