ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   المنهج السلفي في سؤال وجواب .. بين يديك !! (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=17622)

ابو الوليد البتار 10 / 05 / 2009 17 : 04 PM

المنهج السلفي في سؤال وجواب .. بين يديك !!
 



- هم الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين
I) من هم الصحابة ؟--الصحابة جمع صحابي ٬ والصحابي: هو من لقي النبي صلي الله عليه وسلم مسلما ومات علي ذلك.
II) من هم التابعون ؟--التابعون جمع التابعي٬ والتابعي:هو من لقي أحد من الصحابة واعتقد معتقدهم وسلك سبيلهم ومات علي ذلك
III) من هم تابعوا التابعين ؟--هم من تتلمذ علي أيدي التابعين ٬ واعتقدوا معتقدهم وسلكوا سبيلهم وماتوا علي ذلك.



2) هل للسلف فضل علي غيرهم من المسلمين ؟--


أجاب الله عز وجل عن هذا السؤال فقال عن الصحابة:
-I-:" للفقراء المهاجرين الذين أ ُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون(8)--هذا في شأن المهاجرين--والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون(9)-- وهذه في شأن الأنصار-- ...الآية "من سورة الحشر9٬8
-II-وقال:"لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم...الآيات"من سورة الفتح من الآية(18) --أهل بيعة الرضوان--
-III-وقال:"لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسني...الآية"سورة الحديد(10) --قبل فتح مكة--
-IV-وقال عن الصحابة جملة:"كنتم خير أمة أُخرجت للناس"آل عمران110٬
وقال:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس"البقرة143٬--أمة الصحابة ككل--
-V-وقال عن اعتقادهم وإيمانهم:"فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق"البقرة 137
-VI-وقال عن السلف عامة بعد آيات المهاجرين والأنصار في سورة الحشر:"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"الحشر10
-VII-وقال:"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه...الآيات"التوبة100٬--يعني رضي الله عن المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان في كل زمان ومكان--



ويجيب النبي صلي الله عليه وسلم:"لما سُئل أي الناس خير؟ قال"أقراني"البخاري ومسلم٬٬٬
وقال:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ..."صحيح رواه الترمذي٬٬٬
وقال:"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"البخاري ومسلم
وعند مسلم :" أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ الْقَرْنُ الَّذِي أَنَا فِيهِ ثُمَّ الثَّانِي ثُمَّ الثَّالِثُ "
وقال :" لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي -وفي رواية لمسلم(أحدا من أصحابي)- فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "متفق عليه
وغيرها من الأحاديث


) فما معني السلفية أو المنهج السلفي؟



-- هو المنهج الذي سار عليه السلف رضي الله عنهم في العقيدة والعمل والسلوك والدعوة والتزكية، وبعبارة أخري هو ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ، والتابعون لهم بإحسان إلي يوم الدين ممن شُهد له بالإمامة والتقي والعلم والعمل ، والسلفية منهج ، وليست حقبة تاريخية ، كما يظن البعض .
-- وتعني بصيغة أخري : العودة بأصول الفهم والتلقي والاستنباط إلي الكتاب والسنة ٬ وقواعد الفهم المعتبر لدي خير القرون ٬ كما تعني تكوين أسلوب للنظر في كليات الأمور ومهماتها ٬ وإنشاء منهجية للتعامل مع الأحداث ٬ والحكم علي المواقف والأشياء والأشخاص ٬ وضبط المناحي العلمية والعملية كافة بطريقة منهجية ٬ تنبثق من مشكاة الصحابة والتابعين ٬ وسلف الأمة الصالحين ٬ وأهل الحديث المتبعين ...
) إذا فمن هو السلفي ؟



-- هو المسلم الذي يسير علي هذا المنهج الندي المنير ، الذي علي رأسه رسول الله ،،ورائه الصحابة ،ورائهم من تبعهم بإحسان، وبعبارة أخري: هو المسلم الذي يعتقد باعتقاد الصحابة ، ويسير في سلوكه وفي دعوته وفي تزكية نفسه وتزكية غيره وفي عمله عامة علي عملهم وطريقتهم..............لماذا؟..
-- لأن الله زكي إيمانهم ومُعتقدهم وسلوكهم...الخ٬كما زكاهم أيضا رسول الله ، فهم قدوة المسلمين في كل زمان ومكان.




5) من مؤسس المنهج السلفي ؟


-- وهذا السؤال غير منضبط أصلاً، لأن السلفية منهج الإسلام ليست من صنع البشر ، فهي فهم القرآن والسنة بفهم الصحابة وتابعيهم بإحسان إلي يوم الدين ، ولمزيدٍ من الإيضاح نقول أن مؤسس المنهج السلفي هو رسول الله ، لأنه هو الذي وضع الأسس التي يجب أن يسير عليها المسلم في فهم الكتاب والسنة .


6) هل السلفية قابلة للأخذ والترك ؟ يعني هل يلزم السير بها وعليها ٬ أم يجوز تركها واتباع منهج آخر ؟


-- ظهرت من الإجابات السابقة أن المنهج السلفي هو منهج الإسلام في فهم القرآن والسنة ، فإذا تركت منهج الإسلام ، فإلي أين ستتجه ؟ .. والسلفية ليست حِجرا علي طائفة معينة من الناس ، وليست جماعة من دخلها كان منها ومن فارقها فليس منها ، لا ، فهي منهج الإسلام ، علي كل مسلم وأي مسلم أن ينتهج نهجها ، وهذا هو المقصود بقولنا (حتمية المنهج السلفي) ، فإن اتباع منهج السلف في الإيمان والعمل والتزكية هو أمر الله وأمر رسوله ، لا يجوز الانحراف عن تلك الجادة قيد أنملة .
ننصح بسماع شريط :
السلفية منهج ملزم لكل مسلم : للشيخ المقدم :






7) هل هناك من المسلمين من لا يدين بمنهج الصحابة في فهم الدين؟


-- نعم ، وهؤلاء أخبر عنهم الذي لا ينطق عن الهوي فقال : " افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقة وافترقت النصاري علي اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا - أي الصحابة - ما هي يا رسول الله ؟ قال " هي ما أنا عليه وأصحابي " وفي رواية قال " الجماعة " صحيح أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما...
فالفرقة الناجية هي أهل السنة والجماعة
) ما المقصود بالسنة ؟ وما المقصود بالجماعة في الحديث ؟



-- المقصود بالسنة: أي سنة الرسول صلي الله عليه وسلم التي قال عنها :"عليكم بسنتي"
ويُقصد بها أيضا سنة الخلفاء الأربعة لقوله:"وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"
و يُقصد بها أيضا سنة الصحابة التي كانوا عليها في عهد النبي وبعده لقوله:"ما أنا عليه اليوم وأصحابي " وفي الرواية الأخري : " ما أنا عليه وأصحابي " .



-- المقصود بالجماعة : أي الجماعة المؤمنة الأولي جماعة الصحابة ٬ وكذا جماعة السلف الصالحين ٬ وكذا جماعة من تبع هؤلاء بإحسان إلي يوم الدين من الأئمة العالِمين العاملين والعلماء الربانيين والدعاة المخلصين وصالحي هذه الأمة الذين هم علي المنهج ... فؤلائك هم جماعة المسلمين القدوة ٬ قال الإمام ابن القيم رحمه الله : " إن سألوك عن شيخك فقل شيخي رسول الله ٬ وإن سألوك عن جماعتك فقل "هو سماكم المسلمين"...الخ"


-- وأهل السنة أهل الحق والدين ؛ ليس لهم مكان يجمعهم دون مكان ٬ أو زمان دون زمان ٬ بل هم منتشرون في الأرض ٬ يبلغون دين الله ٬ وإن حدث أمر عارض فخلي منهم مكان معين , لم يخل منهم مكان آخر ٬ ولا تزال حجة الله بهم قائمة ٬ وفي عصرنا الحاضر فإن إقامة الحجة وتبليغ الدين أصبح أمرا مُيسرا لتيسير الله ٬ من خلال الفضائيات الإسلامية السنية ٬ والشبكات العنكبوتية السلفية ٬ وغيرها من التقنيات الحديثة ٬ التي يمكن تطويعها لخدمة دين الله بها ...


-- وأهل السنة هم أهل الحق ٬ فكل من دان بهذ الحق فهو من أهل السنة ٬ في أي مكان وُجد ٬ وفي أي زمان كان ... قال نووي:" ولا يلزم أن يكونوا – أي الطائفة المنصورة – مجتمعين – يعني في مكان واحد – ٬بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض."(شرح النووي علي مسلم:13\67) ٬ قال الأوزاعي :" كتب إلي قتادة من البصرة :" إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك ؛ فإن أُلفة الإسلام بين اهلها جامعة "(سير أعلام النبلاء:7\121) .


9) فما مآل من أصبح من أهل السنة وسار علي منهج السلف_منهج أهل السنة والجماعة_؟


-- مآله الجنة ابتداءً ٬ إلا إذا زادت سيئاته علي حسناته فحينها يستحق دخول النار علي قدر زيادة السيئات ٬ وإذا ما تساوت حسناته وسيئاته فهو في المشيئة ٬ ولو دخل النار فمآله في النهاية إلي الجنة ولابد .
يتبع ...

ابو الوليد البتار 10 / 05 / 2009 21 : 04 PM



10) وما مآل من حاد عن منهج أهل السنة والجماعة واتبع فرقة من تلك الفرق التي أخبر عنها النبي r في حديث افتراق الأمة ؟



:: تمهيد لابد منه ::




تكفير النوع معناه : أن العمل الفلاني فِعـْلـُهُ كفر أكبر ٬ مثل من سجد لغير الله فقد كفر ٬ ومن حكم بغير ما أنزل الله فقد كفر ٬ ومن دعا غير الله فقد كفر .
وتكفير العين معناه: أن فلانا بعينه كافر لارتكابه العمل الكفري ٬٬٬ والفتوي بأن فلانا بعينه كافر لارتكابه هذا الكفر;; فإنما هو لأهل العلم بعد نظرهم في استفياء الشروط وانتفاء الموانع ٬ والفتوي في ذلك من قبيل اجتهاد العالم القائل بتكفير هذا الشخص ٬ وليست مُلزمة لغيره من أهل العلم المجتهدين الذين يقولون بعدم تكفير ذلك الشخص ذاته ٬ لظنهم أن عنده مانع من موانع التكفير ٬ ما لم يكن كفر ذلك الشخص متعينا > لمخالفته معلوما من الدين بالضرورة مما انتشر علمه بين المسلمين في مكان معين وفي زمن معين ٬ وأمر المعلوم من الدين بالضرورة وانتشاره نسبي إضافي ٬ يختلف باختلاف ظهور حجة الإسلام و انطفاء نوره في الأماكن والأزمنة ٬ فلو فـُرض أن هناك شخصا يجهل المعلوم من الدين بالضرورة في زمان أو مكان فإن العلماء يعذرونه بالجهل .
من شروط التكفير : العلم والبلوغ والعقل والقصد و التذكر والاختيار وعدم التأويل .
ومن موانع التكفير : الجهل الناشئ عن عدم البلاغ والصغر والجنون و الخطأ والنسيان والإكراه والتأويل .


كفر النوع وكفر العين : للشيخ المقدم :




-- أما إجابة السؤال :


> هذا علي حسب مُعتقد تلك الفرقة ٬ فإن الفرق تتفاوت في اقترابها وابتعادها عن الإسلام :
فإن هناك من الفرق التي لا تُعد من فرق الأمة الإسلامية الـ72 أصالة ٬ بل تلك الفرق كافرة نوعا وعينا > مثل الدروز( يؤلهون الحاكم بأمر الله) والعلوية(يؤلهون علي بن أبي طالب) والإسماعيلية(يؤلهون الأئمة وعلمائهم) و فلاسفة الصوفية(القائلون بالوجود المُطلق) وغلاة الصوفية(الحلولية والاتحادية والقائلون بالأقطاب الأربعة وغير ذلك) وغلاة الرافضة(الذين يقولون بتحريف القرآن ونقصانه ويؤلهون الأئمة وآل البيت وغير ذلك) وغيرهم .
وهناك من الفرق النارية الـ72 التي أقوالها أقوالا كفرية وأعمالها أعمالا كفرية إلا أن الجهل بالحق في تلك المسائل قد انتشر ٬ والتلبيس من علماء السوء وشياطين الإنس قد غطي علي الحق فلم يعد ظاهرا ٬ بل عاد الحق منبوذا وأهله مكروهين ٬ فالتكفير هنا تكفير نوع ٍ لا تكفير عين ٍ٬ وفي تكفير تلك الفرق بعين أفرادها خلاف سائغ بين العلماء > مثل الرافضة غير الغلاة (الذين يسبون الصحابة ويكفرون بعضهم و الذين يقولون بالرجعة والإمامة والتقية وغيرها) والمعتزلة (القائلون بنفي الصفات مع إثبات الذات والأسماء ويقولون سميع بلا سمع وبصير بلا بصر) وبعض فرق الصوفية(الذين يتبركون بالقبور و يتمسحون بها والذين يطوفون بالقبور وينذرون لها و الذين يدعون الأموات بتأويل(ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفا)وغير ذلك ) وغيرهم ٬ فمن كان من عوام تلك الفرق متأولا أو جاهلا أو مُلـَبَّساً عليه فهو في مشيئة الله تعالي ٬ إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ٬ وهو مستحق للعذاب ابتداءً ٬ وحتي لو دخل النار علي قدر مخالفته فمآله في النهاية إلي الجنة والله أعلم ٬ أما العالم من أهل تلك الفرق ٬ الذي علم الحق ولم يظهره ٬ ودعا لذلك الكفر أو الشرك ٬ لأي مرض قلبي ٬ أو لأي شهوة :: فهو كافر هالك في النار .



وهناك من الفرق النارية التي لا خلاف في عدم تكفير أهلها ٬ ولكنهم مبتدعة ضالون > مثل عامة الزيدية(الذين يقولون بأن أفضل الخلق بعد النبي هو علي بن أبي طالب ولكنهم يثبتون إمامة أبي بكر وعمر دون لعنهم أو سبهم) والمرجئة(الذين يخرجون عمل القلب والجوارح من الإيمان) وغيرهم .

هذه اشرطة لها صلة بالموضوع ننصح باستماعها !

_____________________
الشيعة الزيدية : ممدوح الحربي :

المرجئة : عبدرالحمن صمايل :

المرجئة : محمد حسن عبدالغفار :

لمحة عن الفرق المعاصرة : للمنجد :

لمحة عن الفرق : للشيخ صالح آل فوزان :



11) ثبت أمامنا الآن ثبوت اسم السنة والجماعة ٬ فلماذا تفرقون الأمة بالتسمية بالسلفية ؟ ٬ وهي لم ترد في القرآن ولا في السنة !!



-- أولا : إن إطلاق الأسماء علي أي حقيقة لا ضرر منه مطلقا٬سواء في الشرعيات أو المباحات ٬ والاسم ما دام أنه لم يشتمل علي باطل فليس ممنوعا شرعا ٬ ولا مشاحة في الاصطلاح .
ثانيا: فلقد سُمّي بعض المسلمين بالمهاجرين من أجل الهجرة ٬ وسُمّي آخرون بالأنصار من أجل النصرة٬ وسُمّي آخرون بالتابعين لاتباعهم الصحابة٬ وسُمّي آخرون بالسلفيين لاتباعهم السلف ومنهجهم ٬ وقد تبين معنا أهمية هذه التسمية ٬> لتمييز الفرقة الناجية والطائفة المنصورة عن سائر الطوائف المخالفة لهم باسم يتميزون به.
ومع هذا فالسلفيين لا يتعصبون لهذا الاسم ٬ فهم مسلمون يوالون كل مسلم علي قدر اتباعه للإسلام وحسب اعتقاده وإيمانه٬ فهم لا ينصرون من اتسم بالسلفي إن كان مبطلا٬ولو كان عدوه كافر٬ إنما ينصرونه بكفه عن باطله ٬ فإن الدعوة السلفية منهج الإسلام لفهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه.
وقد ظهر مُسمّي (السلفية) في العصر العباسي كرد فعل لمن عُرفوا بـ(الخلف) ٬ وتبلور المسمي علي يد شيخ الإسلام ابن تيمية ٬ وأصبح هذا الاسم مما يميز تلك الطائفة التي لم يشب منهجها شائبة...أما المنهج فهو واحد وإن تعددت أسماؤه.



مفهوم السلفية : للشيخ الألباني :

هل يجزو التسمي بالسلفية؟ : صالح آل الشيخ

معني السلفية : محمد عبد المقصود :

ما السلفية وما حكم الانتساب إليها ؟ للشيخ العثيمين : الدقيقة 26:52وأول الوجه الثاني




ابو الوليد البتار 10 / 05 / 2009 25 : 04 PM

هل التسمي بالسلفية بديلا عن التسمي بالإسلام ؟


-- لا ٬ليس التسمي بالسلفية بديلا عن التسمي بـ(الإسلام) ٬ بل التسمي بالسلفية هو توضيح وتمييز لذلك الإسلام الذي انتهجه الصحابة ومن تبعهم بإحسان ٬فالسلفية هي بوابة فهم الدين .




أو بصيغة أخري : ألا يكفي اسم الإسلام (هو سماكم المسلمين) ؟


-- كان هذا يسع من كان قبلنا ٬ قبل ظهور البدع والمبتدعة ٬ وانتشارهم وسط البلاد وعقول العباد ٬ فهذا إمام أهل السنة يُسئل : ألا يسعنا أن نقول أن القرآن كلام الله ونسكت؟ -- فقال : كان هذا يسع من كان قبلنا ٬ أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول : القرآن كلام الله غير مخلوق . ٬ قال ابن مسعود :" إنكم قد أصبحتم اليوم علي فطرة٬ وإنكم ستحدثون ويحدث لكم٬ فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول".






هل التسمي بالسلفية بديلا عن التسمي بـ(السنة والجماعة) ؟


-- لا ليس التسمي بالسلفية بديلا عن التسمي بالسنة والجماعة ٬ لأن المذهب السلفي هو مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب أهل الحديث والأثر هو مذهب الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ٬ فهي كلها أشبه بمرادفات لبعضها البعض ٬ وكلها تشير إلي مذهب الطائفة المذكورة في الحديث (الجماعة) (ما كان عليه رسول الله وصحابته) .
ما هي أهداف الدعوة السلفية ؟



-- أهداف عامة : وهي :
1- تحقيق مرضات الله --.
2- تعبيد الناس لله --.
3- إبلاغ الحق إلى الخلق.
4- حماية الدين.
5- إقامة الحجة على الخلق، وقطع العذر على المخالفين.
6- الإعذار إلى الله سبحانه بأداء الأمانة.
7- إصلاح البلاد والعباد.
8- نشر السنة، ومحاربة البدع.



-- أهداف خاصة : وهي :


1- إيجاد الشخصية المؤمنة القدوة : التي تعمل علي تحقيق كمال الإيمان كما أراده الله ، والتي تعمل علي تحقيق كمال الاتباع لرسول الله  ، والتي تتربي علي منهج أهل السنة تربية نقية صادقة ، والتي تفهم معاني القرآن والسنة فهما سليما ، والتي تفقه الواقع وكيفية التعامل معه والعمل من خلاله فقها صحيحا ، والتي تصلح أن تكون قدوة للعاملين السالكين لطريق التمكين ، ووضع هذه الشخصية في مكانها المناسب الملائم من العمل الإسلامي ( أي العمل الإسلامي لتحقيق الهدف المنشود ).


 2- إيجاد الطائفة المؤمنة : التي حققت القدر الواجب من الإيمان ، والتي تعمل علي تحقيق كمال الإيمان كما أراده الله ، والتي حققت الواجبات من سنة الرسول  ، والتي تعمل علي تحقيق كمال الاتباع كما بينه  ، والتي تـَرَبـَّتْ علي منهج أهل السنة تربية نقية صادقة ، والتي تفهم معاني القرآن والسنة فهما سليما ، والتي تفقه الواقع وكيفية التعامل معه والعمل من خلاله فقها صحيحا ، والتي يجتمع عليها باقي أهل السنة ، لتحقيق توحيد الكلمة ، بعد أن حققوا كلمة التوحيد ، فتعمل هذه الطائفة المؤمنة علي إقامة فروض الأعيان أولا ، كالجمع والجماعات والأعياد وغيرها ، وفروض الكفايات المُضيعة بكل ما أوتيت من قوة ، وتسعي لتحصيل أسباب القدرة والقوة المادية المطلوبة ، كما أنها – أي الطائفة المؤمنة – ملتزمون بالتعاون المنضبط المُنظم علي إقامة تلك الفروض ، كالتعلم والتعليم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة العامة والخاصة ، وكإقامة الواجبات الاجتماعية ، من سد حاجات الفقراء والمساكين ، ورعاية اليتامي والأرامل ، وحث الأغنياء علي إخراج الزكاة والصدقة ، وتيسير إخراج الزكاة وصرفها في مصارفها ، وتعمل أيضا علي تزكية روح الأخوة الإيمانية بين المسلمين ، من عيادة المرضي واتباع الجنائز وتلبية الدعوات ، والتعزية في المصاب والتهنئة في الأفراح وغير ذلك ، وكالسعي إلي إقامة الجهاد في سبيل الله ، طالما مقوماته وشروطه ، والسعي إلي أسبابه عند العجز عنه ، وكذلك تربية الناس علي لزوم التحاكم إلي الله وإلي رسوله وإلي أولي الأمر من العلماء الربانيين ، الذين يجب وجودهم في كل صقع وبلد ، لفض الخصومات وللحكم بين الناس بشرع الله ، عملا بقول الله  : " وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " (123)هود.


 3- إقامة دولة الإسلام : فبعد العمل علي إقامة دولة الإسلام في القلوب ، وبعد العمل علي إقامة دولة الإسلام في ما بين الفئة المؤمنة > "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (55)النور ، " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ " (106)الأنبياء ، والتمكين محض منة من الله وفضل ، فليس - لنا بعد تحقيق ما سبق - أن نسأل أين التمكين؟ ومتي التمكين؟ وكيف التمكين؟ ..... قال تعالي لنبيه  :" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " (22)الغاشية ، وقال :" إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) الرعد وقال :" إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)هود ، وغيرها من الآيات ، ولقد مُكِّن النبي بعد ثلاث عشرة سنة قضاها في مكة ، وفـُتحت المدينة واليمن والبحرين بالقرآن ؛ وفـُتحت مكة ذاتها بالسنان !...فالحاصل : أنه لا يخفي أن واقعنا لا يزال أصغر بكثير مما نأمل ، وأن حالنا أبعد عما نعلم أنه يلزمنا أن نكون عليه ، فاعملوا يا عباد الله لعلكم تفلحون .


السلفيون متهمون بالرجعية والتشدد ورفض التقدم الحضاري ... فما ردكم ؟



-- هذا ما فهمه الجُهال من المنهج السلفي ، ألا وهو : ان السلفية تريد أن ترجع بالأمة إلي القرون الأولي بفهمها وأساليبها ووسائل حياتها ...!، وهذا خطأ بَيِّن في فهم المنهج السلفي ، لأن المنهج السلفي يقبل المعاصرة في حدود الأصالة الشرعية ، فإن المنهج السلفي لا يرفض أي وسيلة حديثة مشروعة تخدم دين الله  ، سواء بالرحلات أم بالإنترنت أم بالفضائيات أم بالمحمول أم بالكتب والشرائط والسيديهات أم بغير ذلك ... كمثال يعني .

ننصح بسماع هذه الاشرطة !


كلنا رجعيون : للشيخ عبدالمنعم الشحات :
السلفية والتقدم : مقال :


المنهج السلفي متهم بالتساهل في التكفير والتبديع والتفسيق ...


-- لا يجوز أن تحاكم المنهج بسلوك الأفراد المنتسبين إليه ، بل من أراد نقد منهج أحد الناس فلينظر إلي المنهج أولا وما يأمر به ، فإن المنهج هو الحاكم علي كل أحد وليس العكس ،راجع باب الإيمان والكفر. فمن جهة أولي وقع بعض المشايخ في التساهل في التكفير والتبديع ... وتكفيره وتبديعه مردود عليه ، ولا يُثبت منه إلا ما صح دليله وصح مناطه وصح تحقيق مناطه ، ومن جهة أخري: فإن هناك فـَرق بين النوع والعين ، فلابد أولا لإثبات أن هذا الأمر كفر أو بدعة أو فسق > لابد من الدليل الواضح الصريح علي ذلك ، كقوله  :" لعن الله من ذبح لغير الله "صححه الألباني ثم بعد ذلك لابد من التأكد تماما أن فلان من الناس قام بهذا الشرك أو الكفر أو البدعة أو اللعن أو الفسق ، وتلبس بها ، فيكون عندنا فعل وفاعل ، فلكي نسقط وننزل الأحكام الشرعية علي الواقع > وضع لنا علماؤنا شروط لابد من توافرها ، وموانع لابد من نفيها ، ولا يقوم بتحقيق المناط إلا علماء الأمة الأثبات ، فإنه لا يجوز الإقدام علي شئ منها حتي تكون البينة أوضح من شمس النهار ، فمن ثبت إسلامه بيقين فلا يُكفر ولا يُبدع ولا يُفسق إلا بيقين مثله.
-- ومثال ذلك من سنة الرسول  : حديث اليهودي الذي جائه الموت فقال لأولاده إذا أنا مت فاحرقوني ثم اسحقوني وذروني في الريح فلإن قدر الله علّي ليعذبني عذاباً شديداً، ففعلوا به ذلك فجمعه الله وقال له ما حملك علي ما فعلت ؟ قال خشيتك يا رب ، فغفر له وأدخله الجنة صححه الألباني ، لجهله أن الله قادر علي جمعه وحسابه.
وحديث آخر : حديث الذي قال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، قال ذلك من شدة الفرح صححه الألباني، فلم يؤاخذه الله بذلك .
-- ولكن إذا أثبت عالم أن العمل أو القول كفر وأن فلان فعل هذا الكفر وأنه لا عذر عنده ؛> فحينها يُكفره كفرا مخرجا من الملة ، ومن لم يكفر الكافر فهو كافر ، وليقل أي ضال ما يقول ، فليس هذا من التساهل في التكفير، فإن العلماء يعلمون شدة التحذير من تكفير المسلم أو لعنه ، "أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه"متفق عليه،" لعن المؤمن كقتله، ومن رمي مؤمنا بالكفر فهو كقتله "رواه البخاري،"لا يرمي رجل رجلا بفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك "رواه البخاري...


لمن تسمع ؟ : محمد حسان :
موانع تكفير المعين : مقال :

قضية التكفير : المقدم :

شروط تكفير المعين : مقال :

قضية التكفير وفقه التغيير : محمد حسان :


يتبع ...


ابو الوليد البتار 10 / 05 / 2009 29 : 04 PM

أنتم متهمون بالتعصب لمن انتسب للسلفية وترفعونه ، وتبغضون غير المنتسب إليكم وتنسفون به الأرض ...
-- التفصيل فيها سيأتي بإذن الله ، ولكن ملخص الإجابة أن ذلك خطأ ، يقع فيه بعض الأفراد المنتسبين للمنهج ، ولا يجوز تعميم الحكم ، لأن المنهج هو الحاكم علي غيره ، لا أن غيره هو الحاكم عليه ، وكل فرد يُحب ويُوالـَََََََََََََََََي علي قدر ما فيه من خير ، ويُبغض ويُعادي علي قدر ما فيه من شر إن أصر عليه بعد بيانه ، ودعا إليه بعد تبيانه .



أنتم متهمون أيضا بالطعن في أئمة المذاهب الأربعة ...
-- نعوذ بالله من ذلك ... أول هؤلاء الأئمة الأعلام مولداً هو الإمام النعمان بن ثابت والمكنى بأبي حنيفة رحمه الله‏ ورضي عنه.‏ ولد سنة 80 هـ وتوفي سنة 150 هـ، وثانيهم مالك بن أنس بن مالك رحمه الله ورضي عنه، ولد سنة 93 هـ وتوفي سنة 179هـ، وثالثهم محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ( الإمام الشافعي ) رحمه الله ورضي عنه، ولد بمدينة غزة بفلسطين سنة150 هـ وتوفي 204 هـ ، آخر الأربعة زمنا أحمد بن حنبل الشيباني، ولد في ربيع أول سنة 164 هـ وتوفي ببغداد سنة 241 هـ ..... .


-- إننا نحب الأئمة ونقدرهم ونتبعهم... لا كما يتخرص المتخرصون‏.‏ بل الأئمة رضوان الله عليهم هم سادتنا وهم بعض من سلفنا الصالح المشهود لهم بالخير والفضل، والأئمة الأربعة هم دعاة السلفية الحقيقيون، عنهم أخذت مبادئ السلفية في اتباع النص وترك التقليد، والسلفيون في كل العصور هم أولى الناس باتباع الأئمة واقتفاء آثارهم وفهم أقوالهم، وأسعد الناس حظاً بذلك‏.‏
وأما المقلدون الذين يزعمون أنهم على مذهبهم فهم أبعد الناس عنهم، لأنهم خالفوا هؤلاء الأئمة في نهيهم عن تقليدهم والإفتاء بآرائهم دون معرفة دليلهم‏.‏ فهؤلاء المقلدون الذين يزعمون اتباع الأئمة هم أولى الناس بعداوة الأئمة ورفض مناهجهم في التعليم والعمل‏.‏ ولكن لتعصبهم وضعف عقولهم ووازعهم الديني تاجروا بأقوال الأئمة وتترسوا بهم موهمين الناس أنهم على طريقتهم
ومذهبهم وما هم كذلك‏.‏ لأن كل إمام قال‏ ما نحوه:"إذا خالف كلامي كلام رسول الله فخذوا بكلام رسول الله واضربوا بكلامي عرض الحائط‏"‏ ‏(‏الإيقاظ ص‏:‏104‏)‏.
 وإذا كان الأئمة الأربعة أنفسهم هم حرب على التقليد فماذا بقي بعد ذلك‏؟‏ وإذا كان الأئمة الأربعة هم أساتذة السلفيين بعدهم وإلى قيام الساعة فماذا بقي بعد ذلك‏؟‏‏!‏
أما شبهة الطعن الفارغة فلم تحدث ولن تحدث من سلفي يعتقد باعتقاد السلف الذين منهم الأئمة الأربعة ، وهناك فرق بَيـِّن بين الطعن في الأئمة والتحذير من تقليد الأئمة.


السلفية متهمة بتلقين علوم الأقدمين للشباب وعدم تنمية عقولهم وتطويرها ونبذ علوم الدنيا...


-- هذا زعم خاطئ وتشويه متعمد علي السلفية ، علوم الدنيا فرض كفاية علي الأمة الإسلامية ، إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن باقي الأمة ، وإذا لم يقم بها من يكفي أثم من استطاع شيئا ولم يفعله ، ولابد دائما من تذكر أن السلفية هي منهج الإسلام في فهم الإسلام ، السلفي مسلم ، والمسلم العامي سلفي سني بصورة أو بأخري، من دون أن يسمي نفسه بذلك ... كيف ؟ ، لأنه – الأصل فيه - أنه يحب النبي  ، ويحب سنته ، ويحب الصحابة ، ويعظمهم أكثر من غيرهم ، ويعظم الصالحين من آل البيت أكثر من غيرهم ، وهذا من ما تدعو إليه السلفية ، إلا أن العامي مُلبس عليه من رؤوس الشياطين ، الذين هم في جثمان إنس ، فيلبسون عليهم دينهم الذي ارتضي الله لهم ، ويوقعونه في ( حيص بيص ) ، من الوقوع في الصحابة من جهة ، والغلو في آل البيت من جهة أخري ، ونشر البدع باسم حب النبي ، ومحاربة السنة باسم محاربة التشدد والإرهاب ، فانتشر الجهل ، وانتشر التلبيس ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
-- المهم أن العلوم الدنيوية لابد وأن يقوم بها المجتمع المسلم ، تحقيقا للمصلحة ودفعا لأي مفسدة ، بل اعتني أئمة العلم بعلوم الدنيا قديما وحديثا بالقدر الذي يحقق المصلحة الشرعية الطلوبة ،فمنهم أساتذة الجامعات ومنهم الأطباء والمهندسين والتجار والمهنيين والصحفيين وأصحاب مهن حرة مختلفة وغير ذلك .


كيف تبلور المنهج السلفي في مواجهة الفرق المنحرفة والمناهج الكلامية ؟



-- تبلور وتميز بمسائله وقضاياه التي ثبت عليها علماء أهل السنة ٬ من لدن الصحابة إلي يومنا هذا ٬ وقد زاد تحديد معالم المنهج السلفي بقواعد وأصول وضعها علماء الأمة ٬ مستقاة ً من القرآن والسنة بفهم السلف الصالح ٬ وأبرز هذه القواعد::
1) كثرة الاستدلال بالكـتـاب و السنة.
2) تقديم النقل علي العقل.
3) رفض الـتـأويـل الكلامي .
4) التمسك بفهم الصحابة للشرع.
أما الأصول العلمية فهي::
1) التوحيد.
2) الاتباع .
3) التزكية.
) نرجو التفصيل...


:: قواعد المنهج السلفي ::





تصحيح علامات المنهج : خالد صقر :


المراد بكثرة الاستدلال بالكتاب والسنة : معلوم أن مسائل الدين أصولها وفروعها تـُأخذ من خطاب الشارع ٬ فالحلال والحرام وأمور الاعتقاد وغيرها إنما تـُعرف عن طريق الوحي ٬ لذا كان استنباط الأحكام من القرآن والسنة ٬ وكان الاستدلال علي تلك الأحكام من القرآن والسنة ٬كما أمر بذلك الشرعُ ذاته ;;

فمن القرآن :"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"النساء(59)٬٬٬:"إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون"النور(51)٬٬٬:"وإذا قيل لهم تعالوا إلي ما أنزل الله وإلي الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا"النساء(61) ٬فهذا حال المنافقين٬وحال المؤمنين أن يقولوا"سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"البقرة(285)٬٬٬وما أكثر الآيات....

ومن السنة :"ألا إني أوتيتُ الكتاب ومثله معه..."رواه أحمد وأبوداوود وصححه الألباني٬٬٬:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"رواه البخاري ومسلم٬وفي رواية:" مَنْ صَنَعَ أَمْرًا عَلَى غَيْرِ أَمْرِنَا فَهُوَ رَدٌّ"أحمد وأبوداوود وصححه الألباني٬٬٬وما أكثر الأحاديث...٬وقال الله عن السنة و
صاحبها فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)٬٬٬وقال :"وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"الحشر(7)٬٬٬وقال:"من يطع الرسول فقد أطاع الله"النساء(80)٬٬٬وقال :"وما ينطق عن الهوي(3)إن هو إلا وحي يوحي(4)"النجم
...إلي آخر الآيات.

وقد أخبر النبي  بمن يُسمون الآن بالقرآنيين الذين يَدَّعُون التمسك بالقرآن ويرفضون السنة فقال:" لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لَا نَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ"رواهأبوداوود وصححه الأباني
وفي رواية"أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ...الخ الحديث" أحمد وأبوداوود وصححه الألباني
تمام المنة في الرد علي أعداء السنة للشيخ الحويني

كلمة في الرد علي منكري السنة : للحويني


الرد علي القرآنيين للشيخ مسعد أنور :




--...لذا نجد علماء السلف وأهل السنة يتمسكون بهذه القاعدة ٬ويعتنون بالوحيين اعتنائا كبيرا ٬تلاوة ًوحفظاً وفهماً وتفسيراً ٬حتي ردوا كل التساؤلات المطروحة في كل القضايا منهما مباشرة أو بالاستنباط منهما .
-- وفي هذا رد علي من ترك الاستدلال بالوحي ٬ وقدَّم الاستدلال بالعقل ٬وفيه رد أيضا علي من ادعي الاستدلال بالقرآن فقط دون السنة.


ابو الوليد البتار 10 / 05 / 2009 31 : 04 PM

--2- ما المراد بتقديم النقل علي العقل؟

--المقصود بالنقل هو القرآن والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة ٬وعلماء الإسلام يُعملون العقول في فهم النصوص وفي دراستها وفي الاستنباط منها٬لا أن تكون العقول هي مصدر الاستدلال الأول ٬ ولا أن تكون هي المتحكم في النصوص الصحيحة الصريحة ٬ فكما أن القرآن والسنة والإجماع هي المصادر الأصلية في التلقي ٬ فإن العقل السليم والفطرة السليمة هي المصادر الفرعية ٬ وقد أمرنا الله  بإعمال العقول في فهم الدين ٬ وفي تدبر القرآن وفي التفكر في آيات الله  ... الخ ٬ ولكنه وَضَعَ للعقل حدودا ليس لللعقل أن يتخطاها ولا أن يتعداها ٬ وهي أن يكون تابعا للشرع ٬ ممتثلا للأمر ٬ مجتنبا للنهي ٬ عَلِمَ هذا العقلُ الحكمة َ من الأمر أو النهي أو لم يعلمها ; فإنه ممتثل . ٬ لا يعترض علي النص ولا يرده لهواه ولا يتوقف حتي يعلم الحكمة ٬ فإن أحكم الحاكمين هو الذي أمر أو نهي ٬ وأحكم الخلق أجمعين هو الذي بلغ .
-- أما ما أثاره المتكلمون من أن النصوص تخالف العقول ٬ فقدموا العقل علي النقل لأن العقل عندهم أثبت من النقل الصحيح ; ; فعند التحقيق نقول : الأصل الثابت أنه لا يمكن أن يحدث في الحقيقة تعارض بين النقل الصحيح الصريح وبين العقل السليم...فإذا ورد ما يوهم هذا التعارض فهو أحد هذه الأمور:
أ) أن يكون النقل صحيحا صريحا ٬ فما يزعمه البعض من أن الدليل العقلي يعارضه ; فهذا راجع لفساد هذا العقل ٬ أو لتدخله فيما لا مجال له فيه من الأمور الغيبية ٬ التي الواجب فيها التسليم والانقياد .
ب) أن يكون النقل غير صحيح ٬ فهو لا يصلح للمعارضة ولا يُحتج به .
ج) أن يكون النقل صحيحا غير صريح ٬ وهذا في ظواهر الأمور الفرعية ٬ التي يسوغ الاختلاف فيها بين أهل العلم ٬ والتي عند النظر فيها يزول الإشكال .
-- فالشرع قد يأتي بأمور تحتار العقول البشرية في إدراكه والإحاطة به٬ ولا يأتي بمحال أبدا.
مثال : وجود الملائكة وصفاتها ووظائفها وأعمالاه ... الخ ٬ فهذا تحتار العقول في الإحاطة به ومعرفة حقيقته ٬ وهو معقول ومفهوم .
مثال آخر : وجود ذرات الهواء والميكروبات التي لا تـُري إلا بالميكروسكوبات الدقيقة ٬ فهي موجودة و معقولة ٬ والإحاطة بها من غير الأجهزة الدقيقة صعب ومتعسر جدا.
العقل بين الإسلام والنصرانية والفلسفة : عبدالمنعم الشحات :

تقديم النقل علي العقل : حسن أبو الأشبال :




تقديم العقل علي النقل قدح في النقل والعقل : سفر الحوالي :




العقل والنقل : محمود عبدالرازق رضواني :



بالنسبة لرفض التأويل الكلامي; ما الفرق بين التأويل عند المتكلمين والتأويل عند المتأخرين؟
التأويل عند المتكلمين : هو أن يكون العقل أصلا والشرع تابعا ٬ وإذا ظهر تعارض - في زعمهم - بين العقل والنقل فإنهم يقدمون العقل ويؤولون النص الشرعي ليوافق أدلتهم العقلية.
والتأويل عند المتأخرين : هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ٬ إلي احتمال آخر مرجوح لدليل يقترن به .
-- ولا تصلح الأدلة العقلية الكلامية كدليل لصرف الأدلة الشرعية عن معانيها ٬ وإنما الحجة في الأدلة الشرعية ٬ لا في غيرها .
وهذا الذي يفعله المتكلمون إنما هو نوع من أنواع التحريف .
وضح بأمثلة...
-- مثل قول الجهمية والأشاعرة في (الرحمن علي العرش استوي)طه(5) إلي (استولي)
-- مثل قول الأشاعرة في (وجاء ربك )الفجر(22) إلي (جاء أمر ربك)
-- مثل قول المبتدعة في صفة اليدين الثابتة لله(قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيَدَيَّ)ص(75) إلي النعمة أو القدرة
-- مثل نفي صفة الكلام عن الله ونصبهم للآية(وكلم اللهُ موسي تكليما) إلي (وكلم اللهَ)
-- لذا كان من سمات المنهج السلفي في الاستدلال الأخذ بظواهر النصوص الشرعية ٬ خاصة في مسائل الاعتقاد ٬ إلا إذا ثبت دليل صحيح صريح يصرف هذا الظاهر إلي معني آخر ٬٬٬ وظاهر النصوص هو ما يتبادر منها من المعاني بحسب استعمال العرب لها ٬٬٬ ولهذا يرفض السلفيون أي صرف للنصوص الشرعية عن ظاهر معانيها ٬ خاصة في الغيبيات والأسماء والصفات .
لماذا يتمسك السلفيون برفض منهج المتكلمين؟1)
إن في الكتاب والسنة الغني التام عن كل ما سواهما في أمور الدين وأحكامه٬وقد كَمُلَ الدين بختام بعثة النبي ٬كما ثبت في الحديث"ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
2) إن مصطلحاتهم لم ترد الكتاب والسنة وأدت إلي ظهور فتن فرقت صفوف المسلمين عبر القرون الطويلة٬فتعددت الفرق والمعتقدات والخصومات.
3) لكثرة متناقضاتها و تعقداتها ومخالفتها للشرع والعقل معا.
4) أن علم الكلام مضيعة للوقت مفسدة للقلب٬كما قال بذلك من تاب ممن كان من علماء المتكلمين.
5) أن مسائل الغيب إنما هي من بيان الأنبياء والرسل٬لا مجال للابتداع والخوض فيها٬إذ الغيبيات لا تُدرك بالمجادلات والمناقشات العقلية.
6) أن كل من الراجعين عن منهج المتكلمين وغيرهم من علماء السنة : ذ موا علم الكلام أشد الذم .
((وننصح بمصنفات السلف في ذم الرأي وعلم الكلام٬مثل:مقدمة شرح العقيدة الطحاوية ط٬الشيخ أحمد شاكر٬ومنهاج السنة النبوية والفتوي الحموية لابن تيمية٬وصون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام للحافظ السيوطي٬وغيرها كثير))
ذم السلف لعلم الكلام وسبب ذلك : مقال : الشيخ آل فوزان :




الإحياء ورحلة الإمام العائد : للشيخ المقدم :



رفض التأويل : محمد الحسن الددو الشنقيطي :



--4- وماذا عن تمسك أهل السنة بفهم السلف عموما والصحابة خصوصا للشرع؟
-- هذا لتفضيل الله ورسوله لإيمان وعمل السلف عموما ولاعتقاد وإيمان الصحابة خصوصا ٬ ولأنهم قدوة المسلمين في كل أبواب الدين قاطبة ٬ في العقيدة والعمل والسلوك والدعوة والتزكية .
راجع السؤال—2- وكتب فضـائل الصحابة

وضح المراد من الأصول العلمية للدعوة السلفية...
-- ذكرنا أن الأصول العلمية للدعوة السلفية هي 1-التوحيد٬2-الاتباع ٬3-التزكية
الأصول العلمية للدعوة السلفية للحويني :





الأصول العلمية للدعوة السلفية : للشيخ أحمد فريد :



الأصل الأول :التوحيد :
-- وليس المراد من كون الأصل الأول هو التوحيد المعني العام الذي يفهمه كثير من الناس من أنه لا خالق إلا الله ٬ولا رازق إلا الله...الخ فقط ٬ بل يفهم ويتعلم المسلم من معاني التوحيد أصولا مهمة ٬ وقضايا إيمانية عظيمة ٬ بها يثبت إيمانه ٬ ويزيد يقينه ٬ فلا يقع في شرك العبادات ٬ ولا يُلحِد في الأسماء والصفات ٬ ولا يَعتقد تفريق الدين إلي قشر ولب .

ابو الوليد البتار 10 / 05 / 2009 34 : 04 PM

لماذا التوحيد أولا ؟


لأن التوحيد لأجله خلق الله السماوات والأرض ٬ والجنة والنار ٬ خلق لأجله الدارين ٬ الدنيا والآخرة ٬ ولأجله خلق الجن والإنس ٬ ولأجله أنزل الله الكتب ٬ وأرسل الرسل ٬ ولأجله أظهر الله الآيات ٬ وبين المعجزات ٬ والتوحيد : هو أول عمل الرسل ٬ فإنما بُعث الرسل ليعبدوا العباد لرب العباد ٬ وبدونه لا يُقبل صرف ولا عدل ٬ فإن الإسلام عقيدة ٬ تنبثق منها شريعة ٬ تنظم هذه الشريعة كل شؤون الحياة ٬ ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلا إذا صحت عقيدتهم ٬ ولأن التوحيد هو حق الله علي العبيد .
-- قال تعالي : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"56 الذاريات٬ وقال النبي :" حق الله علي العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا"رواه البخاري ومسلم٬ وقال تعالي:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"النحل 36٬ وقال  :" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"الأنبياء25٬ولما أرسل الرسول عليا إلي خيبر أمره أن يدعوهم أولا إلي التوحيد ٬ وكذا فعل مع معاذ حين بعثه إلي اليمن ٬ وقال تعالي :" ولقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين"الزمر65
-- وأخيرا لأن التوحيد بها تتوحد الأمة وتُنصر علي عدوها ٬ وبالتوحيد ندخل الجنة ٬ نسأل الله الجنة.


كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة : للشيخ سعيد عبدالعظيم :



كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة : للشيخ الحويني :




كلمة النجاة كلمة التوحيد : للشيخ المقدم :






أصول التوحيد في المُعتقد السلفي كما يلي:-


أولا : الإيمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ٬علي الوجه الذي يليق به  : فيؤمن المسلم بصفات الله وأسمائه الثابتة في القرآن والسنة ٬ كما جائت علي ظاهرها في القرآن والسنة -- سواء كانت السنة متواترة أو أخبار آحاد صحيحة ٬ فخبر الآحاد الصحيح يوجب العلم والعمل ٬ لأنهما سواء فلا علم دون عمل ٬ ولا عمل دون علم -- إلا إذا ثبت دليل يصرف النص عن ظاهره لقرينة تتعلق به ٬
مثال : الحديث القدسي : "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي)"رواه مسلم


فالأصل ٬إمرار الصفات علي ظاهرها ٬ إلا أن الصفات الثابتة في هذا الحديث(مَرِضْتُ- اسْتَطْعَمْتُكَ- اسْتَسْقَيْتُكَ):مصروفة عن ظاهرها لأدلة ثابتة صارفة في نفس الحديث ٬ وهي المقصودة (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ - أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا - اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ) ٬٬ قال الإمام النووي شارح مسلم :" قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا أَضَافَ الْمَرَض إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى ، وَالْمُرَاد الْعَبْد٬ تَشْرِيفًا لِلْعَبْدِ وَتَقْرِيبًا لَهُ . قَالُوا : وَمَعْنَى ( وَجَدْتنِي عِنْده ) أَيْ وَجَدْت ثَوَابِي وَكَرَامَتِي ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى فِي تَمَام الْحَدِيث : " لَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي ، لَوْ أَسْقَيْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي " أَيْ ثَوَابه . وَاَللَّه أَعْلَم ."


-- ونذكر هنا أن تفويض السلف في الأسماء والصفات هو تفويض الكيف لا تفويض المعني ٬ فالمعني معلوم ٬ والكيف مجهول ٬ والإيمان به واجب ٬ والسؤال عنه بدعة .


 وفي هذا ردا علي من أوّل الأسماء والصفات ٬ وعلي من نفاها جملة ٬ وعلي من نفي بعضها وأثبت البعض الآخر٬ وعلي من وصف الله بما لا يليق به  .
 وفيه رد علي من ادعي أن السلف يفوضون في المعني .


ثانيا : إفراد الله سبحانه وحده بالعبادة ٬ وعندما نقول إفراده بالعبادة فلا نعني الصلاة والزكاة والصوم والحج فقط : بل نعني كل ما يندرج تحت هذه اللفظة من معاني ٬ فما معني العبادة شرعا ؟ -- العبادة هي : كل ما يحبه الله ويرضاه ٬ من الأقوال والأفعال ٬ الظاهرة والباطنة .
وعلي رأس أنواع العبادات :الدعاء ٬والسجود ٬والذبح والنذر والرغبة والرهبة والخشية والتعظيم والتوكل والحلف والتبرك...الخ العبادات القلبية والبدنية والمالية ٬ فلا يُصرف شيء من ذلك لغير الله أبدا ٬ كائنا من كان ٬ رسولا أو نبيا أو وليا صالحا أو صاحب قبر مشهور .
فالدعوة السلفية تجعل نصب عينيها تطهير مُعتقدات الناس. أ ) من الشرك الخفي ٬ وهو أمراض القلوب المُهلكة ٬ من خوف غير الله ورجاء غير الله و إنابة لغير الله ... ب ) من الشرك الظاهر الجلي ٬ الذي لا يماري فيه إلا مشرك أو مكابر أو مطموس القلب ٬ بعيد عن نور التوحيد والإيمان .
-- وفي هذا رد علي عُباد القبور ٬ وعلي الذين يسألون غير الله كائنا من كان ٬ فيما لا يقدر عليه إلا الله ...


ثالثا : الإيمان بأن الله وحده  ليس لأحد سواه حق التشريع للبشر في شؤون دينهم ودنياهم : والتشريع يدخل في أبواب التوحيد كلها ٬ ففي باب الألوهية < وتوحيد الألوهية معناه:توحيد الله بأفعال العباد > : : يجب الرجوع إلي كتاب الله وإلي سنة رسول الله  ٬ في الأمور كلها ٬ الدينية والدنوية ٬ والتعبد لله بما فيهما ٬ وعلي مقتضاهما.


وفي باب الربوبية <وتوحيد الربوبية معناه : توحيد الله بأفعاله  > : فإن التشريع حق الرب  ٬ فالحلال ما أحله ٬ والحرام ما حرمه ٬ فكما أن لله وحده حق الخلق والرزق والتبير٬ فإن له وحده المِلك والمُلك التام ٬ يتصرف فيهما كيف يشاء ٬ وله وحده أيضا حق الأمر والنهي والسيادة والحكم والتشريع والتحليل والتحريم >> ففي هذا الأصل قضيتان أ) قضية اعتقاد أن لغير الله أن يغير الشرع ٬ وله أن يحكم ويحلل ويحرم ٬ فمن اعتقد ذلك في أحد ; فقد اتخذه ربا من دون الله ٬ وأشرك في الربوبية . ب) قضية الاتباع علي ذلك التبديل والرضا به ٬٬ معتقدا فيه ٬ دون ما قاله الله ورسوله ٬ فهذا أشرك في الألوهية .


وفي باب الأسماء والصفات < ومعني توحيد الأسماء والصفات: الإيمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ٬علي الوجه الذي يليق به  > :فإن الله من أسمائه الحَكَم العَدْل السَيِّد المُشَرِّع ٬ومن صفاته أنه الآمر الناهي ٬ بحكمته يحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء ٬ "لا يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون"الأنبياء(23)٬ فمن اعتقد في نفسه أنه الآمر الناهي الحاكم بالإطلاق ٬ ولم يقيد حكمه بما أنزل الله ٬ ولم يقيد أمره ونهيه بما أمر الله به ونهي عنه ٬ فقد أشرك في توحيده لله بأسمائه وصفاته ٬ ومن اعتقد أن غير الله له الأمر والنهي والحكم والسيادة المطلقة ٬ فقد أشرك هو الآخر في الأسماء والصفات.


فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت ٬ لأنه تجاوز حد العبودية ٬ وادعي لنفسه ما هو خالص لله  ٬ سواء اخترع الحكم وأنشأه ٬ أم أعطي لنفسه حق التبديل والتغيير علي شرع الله من قـِبـَل ِ نفسه .


رابعا : الإيمان أن قضايا التوحيد الثلاثة السالفة الذكر قضايا لا تتجزأ- إنما جزئناها للشرح والتوضيح ٬ وهذا التقسيم تقسيم اصطلاحي ٬ ولا مشاحة في الصطلاح . - ٬ ولا تقبل المساومة ٬ لأنها أركان في فهم العقيدة وفي معني لا إله إلا الله.
حكم تقسيم التوحيد : ياسر برهامي :




الرد علي من أنكر تقسيم التوحيد : المقدم :






ابو الوليد البتار 10 / 05 / 2009 38 : 04 PM



• الأصل الثاني :الاتباع :

تكمل شهادة (محمد رسول الله) بالأمور التالية:


1- أن يعلم أن محمدا  مُبلغ عن ربه ٬ وأنه قد جاء بوحيين : القرآن والسنة ٬ فالنبي  لا يأمر ولا ينهي ولا يُحل ولا يُحرم من قبل نفسه ٬ ٬ ويدخل في ذلك جميع أحكام التكاليف من واجب ومندوب وحرام ومكروه ومباح .


2- أن الدين هو المنهج والطريق و الصبغة العامة وليس التقرب فحسب ٬ فالرسول هو المشرع بأمر الله ٬ في جميع شؤون الحياة .


3- لذلك ٬ فللرسول  الطاعة المطلقة لا تدانيها منزلة لأحد من البشر ٬ ولذلك فلا يُقبل قول أحد كائنا من كان يخالف قول الرسول ويتعداه ٬ ومن قدم قولا لأحد علي قول الرسول فقد أساء وتعدي وظلم ... ٬ وخالف الإجماع .


4- لا تكمل هذه المتابعة إلا بكمال الحب له  .


--- ومما يُؤسف له في أوساط المسلمين : أنه قد ضعفت المتابعة ٬ وخبا ذلك الحب لرسول الله  ٬ وذلك للأسباب الآتية:
أ) القول بجواز التقليد المطلق .
بـ) الإفتاء بغير علم ولا دليل > 1- في أمور الشريعة ٬ 2- في أمور الاعتقاد والغيبيات .
ج) توعير طريق دراسة القرآن والسنة .
د) إيقاف العمل بالشريعة في كثير من نواحي الحياة .
وجوب الاتباع وذم الابتداع : للشيخ ناصر العقل :


السنة بين المحبة والاتباع : للشيخ الحويني :


الأئمة والاتباع : مقال :


السلفيون وتحقيق الاتباع : مقال :




الاتباع : ياسر برهامي :






• الأصل الثالث : التزكية :


ويُقصد بالتزكية : تنمية الإيمان في النفس٬وتطهيرها مما قد يعلق بها من أدران المعاصي .


- والتزكية من مهمات نبينا الكريم  ٬ قال تعالي : " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " . (الجمعة:2)
- وكان النبي  - وهو الزكي٬الطاهر النقي- يسأل الله أن يزكي له نفسه : " اللهم آت نفسي تقواها ٬وزكها أنت خير من زكاها ٬أنت وليها ومولاها " . (مسلم17\41)
- وأقسم الله  – ومن أصدق من الله قيلا ! - في كتابه أحد عشر قسما متاوليا علي أن صلاح العباد منوط بتزكية نفوسهم : " والشمس وضحاها 1 والقمر إذا تلاها 2 والنهار إذا جلاها 3 والليل إذا يغشاها 4 والسماء وما بناها 5 والأرض وما طحاها 6 ونفس وما سواها 7 فألهمها فجورها وتقواها 8 قد أفلح من زكاها 9 وقد خاب من دساها 10 " (الشمس

10)
- وغير ذلك من دلائل أهمية وفضائل التزكية...



فالحاصل : أن صلاح العباد في تزكية نفوسهم ٬ وخيبتهم وخسارتهم في تدسيتها .
ويمكن تقسيم التزكية إلي ثلاثة أنواع :



1- تزكية واجبة \ 2- تزكية مستحبة \ 3- تزكية محرمة .


1- (أ) وأول أنواع التزكية عند أهل المنهج الصحيح هو التزكية بالتوحيد ٬ فإذا كان ( المشركون نجس ) لشركهم ; فإن المؤمنين طـُهر ونقاء ٬ لما في قلوبهم من إيمان ٬ > قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي : " وويل للمشركين 6 الذين لا يؤتون الزكاة .. "(فصلت 6:7) قال :"الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله" ٬ فالزكاة هنا بالتوحيد ٬٬٬ > وأرسل الله موسي إلي فرعون يقول : " هل لك إلي أن تزكي 18 وأهديك إلي ربك فتخشي"(النازعات 18 :19).
ويُقصد بالتوحيد هنا ;; معرفة الله كما عرفنا بنفسه وكما عرفنا به نبيه  ٬ وإفراده  بالقصد والطلب .
(ب) التزكية بالفرائض التي افترضها الله علي المؤمنين ٬ سواء الفرائض الفعلية أو التركية ٬ فإن النفس تزكو وتعلو بأداء الصلوات الخمس ٬ وبإيتاء الزكاة و بالصوم وبالحج ٬ كما تزكو أيضا بترك الزنا لله وترك والسرقة وشرب الخمر و الربا والغيبة...الخ كل ذلك لله ٬ : " وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه . " (رواه البخاري(4\231) .



2- ثم بعد ذلك هناك التزكية بالنوافل ٬ التي ثبتت عن رسول الله صلي الله عليه وآله ومن والاه ٬ : " ... وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه... " (مسلم) ٬ فقد أوضحت لنا سنة نبينا -  - القولية والفعلية والتقريرية سبل تزكية النفس علي ما يرضي الله  عنا ٬ فهناك إثنا عشر ركعة من صلاها بني الله له بيتا في الجنة و صلاة الضحي و قيام الليل و الصلوات المطلقة ٬ وهناك صيام ثلاثة أيام من كل شهر والإثنين والخميس وعرفة وعاشوراء والصيام المطلق : " من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض".(البخاري6\47)( ومسلم8\33)) . ٬ وهناك الترغيب في العمرة والذكر و القرآن و وطلب العلم و الدعوة والتفكر ...الخ .


3- أما التزكية الممنوعة المحرمة فهي العمل علي التزكية بما لم يشرعه الله ولم يشرعه رسوله  ٬ لأن الابتداع في الدين ; اتهاما للشرع بالنقص ٬ أو اتهاما للرسول بالكتمان ٬ أو اتهاما للرسول بأنه ليس المثل الأعلي والأسوة الحسنة ... وقد حذرنا الله  من البدع والابتداع فقال تعالي : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"(المائدة 3) ٬ وقال تعالي : " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله..."(الأنعام153) ٬ قال مجاهد : " السبل:البدع والشبهات". وقال : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " (الأحزاب21) ٬ وقال : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" . (النور 63) . قال ابن كثير :" أمره:هو سبيله ومنهاجه و طريقته و سنته و شريعته٬فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ٬فما وافق ذلك قـُبل وما خالفه فهو مردود علي قائله وفاعله كائنا من كان..."


وقد حذرنا النبي  من الابتداع و البدع فقال : " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ... " (أحمد16694 و غيره وصححه الألباني في الجامع 2549) . ٬ وقال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . (مسلم1718 و أحمد والبخاري تعليقا) ٬ قال ابن رجب رحمه الله : " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلي الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه; فهو ضلالة والدين منه برئ ٬ وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ... " .


فالشرع غني بوسائل التزكية فلا نحتاج أن نبتدع طرقا ووسائل لتزكية النفس ٬ كالتطويح والرقص والذكر بالاسم المفرد وتحريم ما أحل الله من المباحات .
وفي ذلك رد علي كل أهل البدع من الصوفية و غيرهم...
منهاج تزكية النفس في الإسلام : للشيخ المقدم :



أمراض القلوب وشفاؤها : لشيخ الإسلام شرح الشيخ ياسر برهامي :

أصول الوصول إلي الله تعالي : للشيخ يعقوب :


التزكية : ياسر برهامي :



التزكية : أحمد فريد :



وتم ولله الحمد وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم




ام البراء 11 / 05 / 2009 17 : 05 AM

موضوع مهم ورائع ومميز
جزاك الله خير اخي

ابو الوليد البتار 12 / 05 / 2009 12 : 09 PM

بارك الله فيك اختنا الفاضلة ام البراء على المرور الكريم

الجودي-1 14 / 05 / 2009 41 : 04 AM

بِِِِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آل بيته الطاهرين أما بعد:
من هم الصحابة:
جاء في لسان العرب "صَحِـبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وصاحبه: عاشره. والصَّحْب: جمع الصاحب... والأَصْحاب:جماعة.. والصاحب: الـمُعاشر...والجمع أَصحاب، وأَصاحيبُ، وصُحْبان...وصِحاب ... وصَحْب وصَحابة وصِحابة، حكاها جميعاً الأَخفش ... وفي حديث قيلة: خرجت أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللّه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؛ هو بالفتح جمع صاحب" ومن هنا نعلم أن الصحابة لغة هم الذين رأوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مسلمين وعاشروه مدة من الزمن، ولكن علماء الحديث جعلوا الصحابي أعم من ذلك فقالوا: هو كل مسلم رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حيًّا ومات على الإسلام ولو تخللت ذلك ردة، وبذلك يكون المائة والأربعة عشر ألفًا الذين شهدوا حجة الوداع والمسلمون الذين عاشوا في البوادي ورأوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولو للحظة واحدة صحابة، ولم يقفوا عند هذا الحد بل عدَّلوهم جميعهم عدالة مستمرة معهم طيلة حياتهم أي غير العدالة التي تثبت بدخول الإسلام وقد تتغير بعد ذلك إذا ما فسق صاحبها، بأدلة لا دلالة فيها على ذلك كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، ثم جعلوا تعديلهم الذي يعني حكمهم عليهم بعدم فعل كبيرة أو إصرار على صغيرة، توثيقًا لهم مع علمهم أن التوثيق حكم بالعدالة والضبط معًا وهم لم يبحثوا مسألة ضبط الصحابة بالمرة، وهذا تساهل كبير مخالف لقواعد التوثيق والجرح والتعديل التي قعدها وأقرها علماء الجرح والتعديل أنفسهم، وإليك بيان ذلك:
أدلتهم على تعديل الصحابة كلهم: قالوا الصحابة كلهم عدول واستدلوا على ذلك بأدلة عامة نذكرها ونذكر الرد على استدلالاتهم بها إن شاء الله تعالى:
1- قول الله عَزَّ وَجَلَّكُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[آل عمران110]، وقولهوَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً[البقرة143]، وهاتان الآيتان لا دلالة فيهما على تعديل الصحابة عند كل منصف لأنهما لا علاقة لهما بالمسألة، وإنما هما تبينان خيرية الأمة الإسلامية في عهد الصحابة وفي عهد التابعين بل وفي كل وقت وحين وإلى يوم الدين على غيرها من الأمم لأنها أمة إسلامية وغيرها من الأمم إنما هي أمم إما جاهلية أو إسلامية لم تصل إلى درجتها من الفضل والخيرية، وهذه الخيرية للأمة الإسلامية بعمومها لا تعني مطلقًا عدالة كل فرد منها وفيها وإلا لما كانت هناك معاص كبيرة أو صغيرة يصر عليها، ولما كان هناك فساق ولما عذب أحد من أهل الملة الإسلامية في النار يوم القيامة وهذا قول لم يقل به أحد ولم يتخيله ذو لب لمناقضته الواقع والأدلة القطعية.
2- وقولهمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ[الفتح29]، وهذه الآية أيضًا لا دلالة فيها على تعديل الصحابة عند كل منصف لأنها لا علاقة لها بالمسألة، وإنما هي تبين صفتين من صفات أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حال حياته لا بعد موته غير صفة العدالة، وقد تجتمع هاتان الصفتان مع الفسق في شخص واحد أي أن اتصاف المسلم بهما لا يعني لزوم عدالته، ثم إننا لو قلنا بلزوم عدالة من اتصف بهاتين الصفتين فنحكم بعدالتهم حال كونهم مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أي في حياته وليس بعد وفاته.
3- وقولهوَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اَللهُ عَنْهُم وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[التوبة100]، وقولهلَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً[الفتح18]، وهاتان الآيتان لا دلالة فيهما على تعديل الصحابة عند كل منصف لأنهما لا علاقة لهما بالمسألة، وإنما هما تخبران عن رضا الله سبحانه وتعالى عن السَّابِقُينَ الْأَوَّلُينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ وعن الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة، وهذا لا علاقة له بتعديل الصحابة من وجوه عدَّة:
1- أن هاتين الآيتين لم تخبرا عن رضا الله عن جميع من شملهم تعريف الصحابة عند علماء الحديث الذين استدلوا بها على عدالة جميع الصحابة بحسب تعريفهم وإنما عن جماعة منهم فقط.
2- أن هاتين الآيتين تخبران عن حكم من أحكام الله وهو الرضا عن المؤمنين المبنية على علم الله بحقيقة الأمر ومنتهاه وليس عن حكم من أحكام البشر المبنية على الظاهر والتي الجرح والتعديل جزء منها.
3- أن رضا الله عن المؤمنين لا يدل على عدالة كل واحد منهم لأن الله يرضى عن المسلمين جميعهم عدلهم وفاسقهم، ورضاه عنهم لا يعني رضاه عن كل عمل منهم وإنما يعني رضاه عنهم بالكلية بسبب إسلامهم أو توبتهم من الذنوب أو زيادة حسناتهم على سيئاتهم أو رحمة منه وفضلاً، يدل على ذلك أدلة كثيرة منها قول الله تبارك وتعالىلَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[المجادلة:22]، وفي هذه الآية بيان من الله قاطع أنه رضي عن كل المؤمنين الذين يشكلون حزب الله ومن المعلوم يقينًا أن فيهم العدل والفاسق، وهذا الرضا من الله الذي يعلم ما يستحقونه يوم القيامة من الجزاء والثواب بحسب ما يموتون عليه من الإيمان، وما روي عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم "إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربِّ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا ربِّ، وأي شيء أفضل من ذلك، فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً"(1 )، وهذا إخبار عن رضا الله عز وجل عن كل من دخل الجنة ومنهم من عذب في النار ثم أخرج منها ، ومنهم من لم يدخلها لزيادة سيئاته على حسناته كما دل على ذلك ما روي عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في بعض صلاته "اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا فلما انصرف قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال: ينظر في كتابه ويتجاوز له عنه إنه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك وكل ما يصيب المؤمن كفر الله عنه حتى الشوكة تشوكه"( 2) ، وما روي عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "تحشر هذه الأمة على ثلاثة أصناف صنف يدخلون الجنة بغير حساب وصنف يحاسبون حسابًا يسيرًا وآخر يجوزون على ظهورهم أمثال الجبال الراسية فسأل الله عنهم وهو أعلم فيقول هؤلاء عبيد من عبيدي لم يشركوا بي شيئًا وعلى ظهورهم الذنوب والخطايا حطوها واجعلوها على اليهود والنصارى وادخلوا الجنة برحمتي"(3) ، ومنهم من لم يدخلها أيضًا لتوبته ومغفرة الله له ذنوبه بهذه التوبة، دلَّ على ذلك أدلة كثيرة منها قول الله تبارك وتعالىوَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى[طه:82]، وقوله وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[آل عمران:135]، وقولهقُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر:53]، وقولهإِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً[الفرقان:70].
4- وقولهوَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ[الأنفال74]، وقولهلِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر8-10]، وما قيل في الآيات السابقة يقال في هذه الآيات لأنها غاية ما فيها الشهادة لهم بالإيمان وليس بالعدالة إذ قد يجتمع الإيمان الحقيقي أي الموافق فيه الظاهر للباطن مع وجود المعصية والإصرار عليها.
5- وما روي عن عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"(4 )، وهذا الحديث لا دلالة فيه على تعديل الصحابة لأنه شهادة فقط بأن خير القرون قرن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذا لا يعني عدالة كل من فيه سواء كان صحابيًّا أو تابعيًّا، وقد ثبت فيه بالدليل القاطع وقوع ردة واسعة فيمن صاحبوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحدث كذلك بغي واسع من مانعي الزكاة على أبي بكر رضي الله عنه ومن معاوية ومن ناصره على الإمام علي عليه السلام، وهذا فسق أصروا عليه وورثوه من بعدهم.
6- وما روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه"(5 )، وهذا الحديث أيضًا لا دلالة فيه على تعديل الصحابة لأنه إما يحرم سب الصحابة لفضلهم أو يبين فضلهم على غيرهم وهذا لا يعني عدم فسق بعضهم بوقوعهم في كبائر الذنوب أو إصرارهم على صغائرها.
7- وما روي عن أبي موسى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال "النجوم أمنةٌ للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنةٌ لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"(6 )، وهذا الحديث أيضًا لا دلالة فيه على تعديل الصحابة لأنه إنما يبين أثر وجود الصحابة في تحقيق الأمان للمسلمين، وهذا ليس على إطلاقه فالذي وقع بين الصحابة من حروب واقتتال يبين ذلك ويؤكده وهو دليل على أن لا علاقة للحديث بتعديل الصحابة لأن اقتتالهم كان فيه المصيب والمخطئ، الظالم والمظلون، العدل والمجروح.
وبناء على ما ذكرناه نستطيع القطع بأنه لم يدل دليل على عدالة كل الصحابة بل منهم العدل ومنهم المجروح ومنهم من ثبت على عدالته ومنهم من رجع عنها ومنهم من ثبت على فسقه ومنهم من تاب منه، في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعد موته، ولدينا من الأدلة غير ما ذكرناه من رد الاستدلال بالأدلة المتوهم أنها تعدلهم، والتي تثبت جرح العديد من الصحابة الكثير والتي منها:
1- قول الله تعالىوَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[التوبة:118]، فهؤلاء الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك جرحوا وقوطعوا خمسين يومًا حتى تاب الله عليهم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: سمعت أبي كعب بن مالك، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم "أنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة غزاها قط غير غزوتين: غزوة العسرة وغزوة بدر، قال: فأجمعت صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضحى، وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضحى، وكان يبدأ بالمسجد، فيركع ركعتين، ونهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كلامي وكلام صاحبي، ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا، فاجتنب الناس كلامنا، فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر، وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو يموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأكون من الناس بتلك المنزلة، فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي، فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حين بقي الثلث الآخر من الليل، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند أم سلمة، وكانت أم سلمة محسنة في شأني، معنية في أمري، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة، تيب على كعب. قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره، قال: إذًا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة. حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفجر آذن بتوبة الله علينا، وكان إذا استبشر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة من القمر، وكنا أيها الثلاثة الذين خلفوا عن الأمر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا، حين أنزل الله لنا التوبة، فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المتخلفين واعتذروا بالباطل، ذكروا بشر ما ذكر به أحد، قال الله سبحانه "يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله" الآية"(7 ).
2- وقولهوَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً[الأحزاب:13].
3- وقولهيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ[الحجرات6]، وهاتان الآيتان نزلتا في بعض الصحابة الذين فسقوا وجرحوا بأفعالهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبل موته.
4- وما روي عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنَّ رجال منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"(8 )، وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك"(9 )، وعن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم "إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي"( 10)، وعن أبي هريرة: أنه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال "يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى"( 11)، وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "بينا أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وينهم، فقال: هلم، قلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم"( 12).
ولقد جرح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعض أصحابه أمثال معاوية وغيره يدل على ذلك ما روي عن أبي سعيد قال "كنا نحمل لبنة لبنة(13 ) وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فينفض التراب عنه ويقول: ويحُ عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، قال يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن"(14 )، وما روي عن عائشة "أن رجلاً استأذن على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فقال: ائذنوا له فلبئس ابن العشيرة أو بئس رجل العشيرة فلما دخل عليه ألان له القول قالت عائشة: فقلت يا رسول الله قلت له الذي قلت ثم ألنت له القول. قال: يا عائشة إن شر الناس منزلةً عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه"(15 ). وما روي عن فاطمة بنت قيس قالت "قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: إذا حللت فآذنيني. فآذنته، فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: أما معاوية فرجل ترب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء، ولكن أسامة بن زيد قال: فقالت: بيدها هكذا أسامة أسامة، فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: طاعة الله وطاعة رسوله خير لك، قالت: فتزوجته فاغتبطت"(16 )، وكذلك سار على نفس المنهج أصحابه بعد وفاته يدل على ذلك ما روي عن أبي إسحاق قال "كنت مع الأسود بن يزيد جالسا في المسجد الأعظم ومعنا الشعبي فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لم يجعل لها سكنى ولا نفقة ثم أخذ الأسود كفًّا من حصى فحصبه به فقال ويلك تحدث بمثل هذا، قال عمر لا نترك كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت لها السكنى والنفقة قال الله "لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة"(17 ).
وبذلك نقطع بعدم عدالة كل الصحابة لا في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا بعد مماته، وكذلك نقطع بعدم ضبطهم كلهم ومن هنا يجب إجراء قواعد الجرح والتعديل عليهم كما تجرى على غيرهم من رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يعلم مقبول الرواية منهم من مردودها، والله تعالى أعلم وأحكم.



---
-------------------------------------------------------------------
(1 ) رواه البخاري(فتح) ج11ص415 ومسلم والترمذي رقم2552 وأحمد ج2ص88.
(2 ) رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة.
(3 ) رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد شرط مسلم ولم يخرجاه
(4 ) رواه البخاري(فتح) ج5ص259 ومسلم(شرح النووي) ج16ص131-133 والترمذي ج4ص548 والحاكم ج3ص191 وأحمد ج4ص276 والطبراني في الكبير ج2ص320 والهيثمي في مجمع الزوائد ج10ص19والبغوي في شرح السنة ج10ص138وابن حبان رقم2258 والبيهقي في السنن الكبرى ج10 ص122 وابن أبي شيبة ج12ص178 وأبو نعيم في الحلية ج2ص78 وابن عبد البر في الاستذكار ج1 ص239والطحاوي في مشكل الآثار ج3ص177وفي شرح معاني الآثار ج4ص152وأحمد ج4 ص276.
(5 ) رواه البخاري في فضائل الصحابة ج5ص10 ومسلم مثله ج4ص1967 رقم2540 وابو داود رقم 4658 والترمذي رقم3861 وقال: حسن صحيح وأحمد ج3ص11 وابن ماجة رقم161 والحاكم ج2ص478 وابن أبي شيبة ج12ص175 والبيهقي في السنن الكبرى ج10ص203 والهيثمي في مجمع الزوائد ج10ص21.
(6 ) رواه مسلم ج4ص1961 رقم2531 وأحمد ج4ص399 والحاكم ج3ص457 والبغوي في شرح السنة ج14ص71.
(7 ) رواه البخاري (فتح) ج8ص342-343.
(8 ) رواه البخاري(فتح) ج11ص463،465 ومسلموابن ماجة رقم4306 وأحمد ج1 رقم257،والبيهقي في السنن الكبرى ج4ص78، والطبراني في الكبير ج2ص181 وابن أبي شيبة ج11ص439 وابن عبد البر في التمهيد ج2ص292 وابن خزيمة..
( 9) رواه البخاري(فتح) ج11ص385،464وعبد الرزاق رقم20854.
( 10) رواه البخاري(فتح) ج11ص468.
(11 ) رواه البخاري(فتح) ج11ص464.
(12 ) رواه البخاري(فتح) ج8ص150.
(13 ) أي في بناء المسجد.
( 14) رواه البخاري(فتح) ج1ص541، ج7ص92، وأحمد ج3ص91.
(15 ) رواه البخاري(فتح) ج10ص452 ووفي إسناده محمد بن سراء البصري رمي بالقدر مسلم(شرح النووي) ج16ص144 واللفظ له لصحة إسناده وأبوداود(عون) ج13ص147-148 وعبد الرزاق رقم2044 والهيثمي في مجمع الزوائد ج8ص17 والبيهقي في السنن الكبرى ج10ص245.
(16 ) رواه أحمد ج6ص412-413 وأبوداود ج2ص287 رقم 2288، ج4ص2119 رقم4326 وابن ماجة ج1ص652 رقم 2024 ومسلم(شرح النووي) ج10ص104،ج18ص78-84 والترمذي ج3 ص475 رقم1180وقال:حسن صحيح والدارمي ج2ص135والطحاوي في شرح معاني الآثار ج3ص5.
(17 ) رواه مسلم في كتاب الطلاق باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها حديث رقم 1480.


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط