ما هو المطلوب مِن شخصٍ دخل الأشهر الحرم؟ http://ahlalalm.org/vb/imgcache/14501.imgcache هل أنت معظِّم؟ اسأل نفسك هذا السؤال من حين دخول شهر ذي القعدة أول الشهر الحرم المتوالية التي خصها الله بمزيد فضلٍ وحرمة وتعظيم، دائمًا نقرأ قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36] وربما نتساءل: لماذا فُضلت هذه الأربعة دون غيرها؟ لكن السؤال الأجدر بالطرح: "ماذا علينا أن نفعل فيها وقد خُصت بهذا الفضل؟" قال القرطبي –رحمه الله-: "لا يقال: كيف جعل بعض الأزمنة أعظم حرمة من بعض؟ فإنّا نقول: للبارئ تعالى أن يفعل ما يشاء ويخص بالفضيلة ما يشاء ليس لعلمه علة، ولا عليه حجر، بل يفعل ما يريد بحكمته وقد تظهر فيه الحكمة وقد تخفى"[1]. إذن أول مفهوم لا بد من اصطحابه: أن المؤمن بأن الله حكيم سيبحث عما يجب عليه فِعله في الزمان الفاضل والمكان الفاضل. والمفهوم الثاني: العلم بأن الحسنات تضاعف في كل زمان ومكان فاضل. وأن السيئات تُعَظَّم في كل زمان ومكان فاضل، والدليل على ذلك:قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: {إن عدة الشهور عند الله} الآية؛ فلا تظلموا فيهن أنفسكم في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرامًا وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم[2]. - فمَن ارتكب الذنب في هذه الأشهر فقد جمع على نفسه: الوقوع في الذنب، وهتك حرمة الشهر. إذن: ادخل الأشهر الحرم وأنت مؤمن أن الله الحكيم هو الذي خصَّها، وأن الحسنات تضاعف في كل زمان ومكان فاضل، والسيئات تعظم فيها، ولا تنس الدليل: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} مجرد إرادة رُتّب عليه عقوبة، فهذا تعظيم للحُرُمات. ما هو المطلوب مِن شخصٍ دخل الأشهر الحرم؟ {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} "فلا تعصوا الله فيها ولا تحلوا ما حرم الله عليكم فتكسبوا أنفسكم ما لا قِبَل لها به من سخط الله وعقابه. ذكر الطبري في تفسيره: "حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} قال: الظلم: العمل بمعاصي الله، والترك لطاعته"[3]. ونلاحظ في الآية الكريمة أنها ابتدأت بالنهي عن الظلم ولم تبتدئ بالحث على العمل الصالح، فما العلة في ذلك؟ والجواب: أن لظلم النفس شقّان: الشق الأول: لا تظلم نفسك بتفويت الزمن الصالح وتركه للطاعة. الشق الثاني: لا تظلم نفسك بعمل المحرمات في الزمن الفاضل. ومن أجل أن يتم للعبد الأمر ويبتعد عن الظلم والتقصير؛ لابد له من محرك في قلبه (فالقلب ملك والجوارح جنوده). والشريعة دلت على هذا المحرك الذي يكمن في القلب ألا وهو التعظيم. • وقد يرد سؤال آخر: ماذا نعظم؟ وتجيب عن ذلك الآيات: أولاً: الحرمات قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]. نعظّم نواهيه ومحارمه التي حرّمها في كتابه, أو حرَّمها رسوله –صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومن أعظم ما حرّمه الله: الشرك بأنواعه. [حرمات الله: كل ماله حرمة، وأمر باحترامه، بعبادة أو غيرها، كالمناسك كلها، وكالحرم والإحرام، وكالهدايا، وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية فيها، غير متهاون، ولا متكاسل، ولا متثاقل][4].
|
بارك الله فيكي اختي الكريمة ام نيرة علي هذه المواضيع الرائعة جزاكي الله عنا كل خير وجعله في ميزان حسناتك اللهم يكتبها لنا ولسائر المسلمين يا رب العالمين |
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته بارك الله فيكي اختنا الكريمه ام نيره علي هذا الموضوع الطييب اكرمكي الله وجزاكي الله خيرا |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي