ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   ملتقى السيرة النبويه (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=50)
-   -   حديث يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا. (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=31371)

أبو عادل 17 / 08 / 2010 47 : 05 PM

حديث يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا.
 

السؤال:

هناك حديث أريد أن أعرف ما إذا كان صحيحاً أم لا ، وما إذا كان في الأصل حديثاً أم لا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة لابنته فاطمة رضي الله عنها : ( أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك الشفاعة إلا أن يأذن الله لي ) فهل هذا حديث صحيح ، أم هناك حديث صحيح قريب من هذا المعنى ، وما شرحه وتفسيره ؟

الاجابة:

الحمد لله
يبدو أن الحديث المقصود بالسؤال هو ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) قَالَ : ( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) رواه البخاري (2753) ومسلم (206)
ولم نقف في أي من روايات الحديث على التصريح بالشفاعة ، ولكن معناها داخل ضمن الحديث : كما يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" في قوله : ( لا أغني شيئا ) إضمار : إلا إن أذن الله لي بالشفاعة " انتهى.
" فتح الباري " (8/502)
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" قوله : ( قام )، أي : خطيبا .
قوله : ( أنزل عليه )، أي : أنزل عليه بواسطة جبريل : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ ) الشعراء/214.
قوله : ( أنذر )، أي : حذِّر وخوِّف ، والإنذار : الإعلام المقرون بتخويف .
قوله: ( عشيرتك )، العشيرة : قبيلة الرجل من الجد الرابع فما دون .
قوله : ( الأقربين ) ، أي : الأقرب فالأقرب ؛ فأول من يدخل في عشيرة الرجل أولاده ، ثم آباؤه ، ثم إخوانه ، ثم أعمامه ، وهكذا .
ويؤخذ من هذا أن الأقرب فالأقرب أولى بالإنذار ؛ لأن الحكم المعلق على وصف يقوى بقوة هذا الوصف ، وذلك أن الوصف الموجب للحكم كلما كان أظهر وأبين ، كان الحكم فيه أظهر وأبين.
وقوله : ( حين أنزل عليه ) يفيد أنه لم يتأخر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بل قام ، فقال : ( يا معشر قريش ) ؛ أي : يا جماعة قريش .
وقريش : هو فهر بن النضر بن مالك ، أحد أجداد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قوله : ( أو كلمة نحوها ) ، أي : أو قال كلمة نحوها ، أي شبهها ، وهذا من احتراز الرواة أنهم إذا شكوا أدنى شك قالوا : أو كما قال ، أو كلمة نحوها ، وما أشبه ذلك ، وعليه فـ ( أو ) : للشك والتردد .
قوله : ( اشتروا أنفسكم )، أي : أنقذوها ؛ لأن المشتري نفسه كأنه أنقذها من هلاك ، والمشتري راغب ، ولهذا عبر بالاشتراء ، كأنه يقول : اشتروا أنفسكم راغبين .
وفي قوله : ( اشتروا أنفسكم ) من الحض على هذا الأمر ما هو ظاهر ؛ لأن المشتري يكون راغبا .
قوله : ( لا أغني عنكم من الله شيئا ) هذا هو الشاهد ؛ أي : لا أدفع أو لا أنفع ، أي : لا أنفعكم بدفع شيء عنكم دون الله ، ولا أمنعكم من شيء أراده الله لكم ؛ لأن الأمر بيد الله ، ولهذا أمر الله نبيه بذلك ؛ فقال : ( قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) الجن/21-22.
قوله : ( شيئا ) نكرة في سياق النفي ، فتعم أي شيء ....
قوله : ( لا أغني عنك من الله شيئا ) أي : لا أنفعك بشيء دون الله ، ولا أمنعك من شيء أراده الله لك ؛ فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يغني عن أحد شيئا حتى عن أبيه وأمه .
قوله : ( يا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئت ) أي : اطلبي من مالي ما شئت ؛ فلن أمنعك ؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مالك لماله ، ولكن بالنسبة لحق الله قال : ( لا أغني عنك من الله شيئا ) .
فهذا كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأقاربه الأقربين : عمه ، وعمته ، وابنته ؛ فما بالك بمن هم أبعد ؟ فعدم إغنائه عنهم شيئا من باب أولى .
فهؤلاء الذين يتعلقون بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ويلوذون به ، ويستجيرون به الموجودون في هذا الزمن وقبله : قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق ؛ لأنهم تعلقوا بما ليس بمتعلق؛ إذ الذي ينفع بالنسبة للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الإيمان به واتباعه .
أما دعاؤه والتعلق به ورجاؤه فيما يؤمل ، وخشيته فيما يخاف منه ؛ فهذا شرك بالله ، وهو مما يبعد عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن النجاة من عذاب الله .
ففي الحديث امتثال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمر ربه في قوله تعالى : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ ) الشعراء/214، فإنه قام بهذا الأمر أتم القيام ؛ فدعا وعم وخصص ، وبين أنه لا ينجي أحدا من عذاب الله بأي وسيلة ، بل الذي ينجي هو الإيمان به واتباع ما جاء به .
وإذا كان القرب من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يغني عن القريب شيئا ؛ دل ذلك على منع التوسل بجاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لأن جاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ينتفع به إلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولهذا كان أصح قولي أهل العلم تحريم التوسل بجاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى مختصرا .
" مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (9/285-288)
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله :
" المعيار الحقيقي هو اتباع ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة قولا وعملا واعتقادا ، أما الأنساب فإنها لا تنفع ولا تجدي ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) – رواه مسلم - وقال : ( يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا )، وهكذا قال لعمه العباس وعمته صفية وابنته فاطمة ، ولو كان النسب ينفع أحدا لنفع هؤلاء " انتهى.
" مجموع فتاوى ابن باز " (3/98)
والله أعلم .


محمد نصر 17 / 08 / 2010 04 : 06 PM

رد: حديث يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا.
 
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

الله يبارك فيكم اخي ****** ابو عادل علي هذا الموضوع الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

أبو عادل 18 / 08 / 2010 48 : 01 PM

رد: حديث يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا.
 

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا آخى الكريم محمد نصر وبارك الله فيك.
وجعله الله فى ميزان حسناتك يوم القيامة.
نفعنا الله وإياك بها.

شريف حمدان 26 / 08 / 2010 08 : 04 PM

رد: حديث يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على المجهود الرائع
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
بارك الله فيكم...وجعل الجنة مثواكم....



أبو عادل 27 / 08 / 2010 06 : 10 AM

رد: حديث يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا.
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم شريف حمدان على مرورك الكريم وأسأل الله أن يتقبل منا ومنك.


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط