ملتقى أهل العلم - الدعــــــوة بالمعـــامـــلــــــة الحســنــــــــــة

الدعوة إلى الله تعالى واجبةٌ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ كلٌ يقومُ بهذا الواجب حسب قدرته وطاقته..

والدعوة إلى الله جل وعلا امتدح الله تعالى القائمين عليها بقوله سبحانه وتعالى:

{ ومن أحسنُ قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين }

وأمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أعظم داعية ومن بعده من الدعاة بأن تكون دعوتهم

إلى الله تعالى بأساليب ثلاثة هي كما جاءت في قوله عز وجل:

{ ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..}

وهناك أسلوبٌ يغفل عنه الكثير من المسلمين وفي نفس الوقت يستطيع أن يستخدمه جميع

المسلمين سواءً الذكر منهم أم الأنثى ؛ الصغير أم الكبير...

ألا وهو أسلوب المعاملة الحسنة مع المسلم العاصي أو غير المسلم ...

وبسبب هذا الأسلوب دخل الدين الإسلامي الكثير من المسلمين..

وترك الكثير من العصاة ما كانوا عليه من معاصي وآثام بسبب المعاملة الحسنة..

وخير شاهدٍ على هذا الأسلوب السهل والمؤثر...

تعامل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع اليهودي وابنه معاملةً حسنةً وزيارته لابن اليهودي

المريض حينما افتقده عليه الصلاة والسلام..وكان الغلام يحتضر..وأمره الرسول الكريم عليه

أفضل الصلاة وأتم التسليم بأن يُسلم وينطق بالشهادتين..فقال اليهودي لابنه أطع أبا القاسم..

فنطق الغلام بالشهادتين وبعدها قُبضت روحه..فقال عليه الصلاة والسلام:

الحمد لله الذي أنقذه بي من النار..

فهذه القصة تدل دلالةً واضحةً على أن أسلوب المعاملة الحسنة من زيارة الرسول صلى الله عليه

وسلم للغلام المريض..وأمر اليهودي لابنه بإطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت من فراغ..

إنما هي المعاملة الحسنة التي جعلته يأمر ابنه بالدخول في الإسلام وإطاعة خير الأنام..

عليه أفضل الصلاة والسلام..ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنةٌ..

والشواهد على فاعلية هذا الأسلوب كثيرة..لكن للأسف أين مستخدميها في عصرنا الحاضر..

ومن سمات هذا الأسلوب:

الابتسامة الصادقة..السلام..الإهداء..

قضاء الحوائج..الممازحة الخالية من

المحاذيرالشرعية..التودد..

وكل ما يجذب الإنسان من أمور مباحة للإسلام

أو لترك المنكرات والمعاصي..

ومن الشواهد على نجاح أسلوب المعاملة الحسنة في عصرنا الحاضر..

أعلن (3) فلبينيين إسلامهم في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمدينة الجبيل.
وأكد الفلبينيون الثلاثة أنهم قدموا إلى المكتب برغبة ذاتية منهم في اعتناق الإسلام..
في حين ارجعوا السبب وراء ذلك إلى المعاملة الحسنة التي لاقوها من المسلمين بمختلف جنسياتهم كما أن ذلك دفعهم إلى الحصول على العديد من المطويات والكتب التي تعلم الدين الإسلامي وحقيقته باللغة الفلبينية ومن ثم اقتناعهم بالدين الإسلامي..
وأضاف المسلمون الجدد انهم قاموا بتغيير أسمائهم السابقة وأنهم اختاروا أسماء جديدة هي (رشيد، منصور، عبدالملك) كما أنهم سيتواصلون مع مكتب توعية الجاليات بالجبيل سعياً في تعلم المزيد والمزيد عن الدين الاسلامي..
ومن جهته عبر الداعية الشيخ يوسف بوتستا عن سعادته باعتناق الفلبينيين الثلاثة للإسلام كما أكد على ضرورة حسن المعاملة بين المسلمين وغير المسلمين وأن ذلك سيعكس صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين..

لذا كان لزاماً على كل مسلمٍ ومسلمةٍ أن يتعاملوا بهذا الأسلوب الناجح الذي يُعتبرُ من أخلاق

المسلمين التي اندثرت أو قلَّما يتخلَّق بها أهل الإسلام..بل للأسف أخذها منا الكفار..