|
ليلة النصف من شعبان ليلة النصف من "شعبان " يستلزم الحديث عن ليلة النصف من شعبان تقديمه بمقدمتين؛ الأولى منهما تتحدث عن أيام الله -الذي رفع السموات بغير عمد نراها-، والثانية تتحدث عن الأخذ بالحديث الضعيف. 1.] ورد أثر رواه: محمدبن مسلمة: « إنَّ لِربِّكم -عزَّ وجلَّ- في أيَّامِ دهرِكم نَفَحاتٍ فتعرَّضوا لها؛ لعَلَّ أحَدَكم أنْ تُصيبَه منها نَفحةٌ لا يشقى بعدَها أبدًا ». انظر: 1.)الطبراني في المعجم الأوسط: 3 /180؛ لا يروى هذا الحديث عن محمد بن مسلمة إلا بهذا الإسناد ... تفرد به أحمد بن عبدة. 2.) وعنده في المعجم الأوسط: 6 /221؛ 3.) وعند الهيثمي في مجمع الزوائد: 10 /234؛ وقال : الحديث فيه مَن لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا. 4.) والألباني في ضعيف الجامع : 1917؛ وحكم على الحديث بـ الضعيف. وجاء برواية أبي هريرة : « إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها ». انظر: العراقي في : تخريج الإحياء : 1 /251 ؛ الحديث: إسناده مختلف فيه . بيد أن الحديث جاء بصيغة آخرى مع إضافة؛ والراوي هو مَن نال شرف خدمة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين -صلى الله عليه وآله وسلم- أنس بن مالك -رضوان الله تعالى عليه- ؛ وايضاً أبو هريرة " 1.] « اطلُبُوا الخيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رحمةِ اللهِ، فإِنَّ للهِ نفحاتٍ مِنْ رحمتِهِ، يُصيبُ بِها مَنْ يشاءُ مِنْ عبادِهِ »... و الإضافة « وسلُوا اللهَ -تَعَالَى- أنْ يستُرَ عوْراتِكُم، و أنْ يُؤَمِّنَ رَوْعاتِكُم ». انظر : 1.) البغوي في شرح السنة : 3 /155 ؛ و الحديث: غريب؛ 2.) ابن عساكر في تاريخ دمشق : 24 /123؛ والحديث: له متابعة؛ 3.) السيوطي في الجامع الصغير : 1103؛ والحديث : ضعيف؛ 4. 1. ) الألباني في ضعيف الجامع : 902؛ و 4. 2. ) عنده في السلسلة الضعيفة : 2798؛ و قلتُ (الرمادي) في كليهما الحديث: ضعيف . والحديث السابق جاءت بدايته بلفظة : « افعلوا... » بدلا من « اطلُبُوا... ». و رواه: أنس بن مالك انظر: 1.) الهيثمي في مجمع الزوائد : 10 /234؛ والحديث: إسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة 2.) الألباني في السلسلة الصحيحة : 1890؛ والحديث: حسن. كم جاء بلفظة ثالثة : « تعلَّموا.. » انظر أبو نعيم في حلية الأولياء : 3/190؛ والحديث: غريب من حديث صفوان .. تفرد به عمرو عن يحيى. فإذا اعتمدتُ -بعد اعتمادي على الله تعالى في سماه وتقدست اسماه- ما حسنه الألباني في سلسلته الصحيحة فـأقول وأفعل بما رواه خادم خاتم الأنبياء -رضوان الله تعالى عليه- عن نبي المرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- « افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ، وسَلو االلهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وأنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ». نفعل الخير كما يرضي ربنا وخالقنا ورازقنا -تعالى في سماه وتقدست اسماه- طوال حياتنا ... هذه هي المقدمة الأولى . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ قراءه وكتبه: د. محمد فخرالدين الرمادي 10 شعبان 1439هـ ~ 26 ابريل 2018م (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى) |
تنبيه ! يجب أن ننتبه إلى أن الإمام مسلم النيسابوري خرَّج حديثاً عن جابر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً ، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ".. [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. أقول: الحق تبارك وتعالى ابهم (اخفى): 1.) ساعة يوم الجمعة و 2.) الصلاة الوسطى و 3.) ليلة القدر وإن قيل فيها 40 قولاً و 4.) ساعة من الليل... و هذا كله لحكمة سوف أتعرض لها في بحث قادم. |
المقدمة الثانية!!! أما المقدمة الثانية فاتحدث فيها عن : " الْحَدِيثِ الضَّعِيفِ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ". |
أقوال السادة العلماء في مسألة الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال 1. ) كتب ابن تيمية ما قاله: أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: « إذَا جَاءَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ». 2.) وكتب النووي الشافعي يقول: " وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ : " ١. " الْمُرْسَلَ وَ " ٢. " الضَّعِيفَ وَ " ٣. " الْمَوْقُوفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَيُعْمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ". 3. ) وقال السيوطي الشافعي "الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ" 4. ) وقال صاحب المرقاة؛ القاري (واظنه حنفي) : " أَنَّ الْقَاعِدَةَالْمُقَرَّرَةَ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ لَا يُعْمَلُ بِهِ إِلَّا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ". 5. ) وقال محمد بن عبدالرحمن (الحطاب) الرعيني المالكي: " وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " 5. 1. ) وقال ابن عابدين (الحنفي) : " فَائِدَةٌ شَرْطُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ ﴿[ 1 ]﴾ عَدَمُ شِدَّةِ ضَعْفِهِ ، وَأَنْ ﴿[ 2 ]﴾ يَدْخُلَ تَحْتَ أَصْلٍ عَامٍّ ، وَأَنْ ﴿[ 3 ]﴾ لَا يُعْتَقَدَ سُنِّيَّةُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ . |
رد: المناسبات « شهر رمضان لعام : 1439 » الحمد لله الذي جعلنا من نسل مَن سجدت له الملآئكة تكريماً لفضله وتعظيماً لعقله.. والحمد لله على نعمة الإنشاء من عدم والخلق في أحسن تقويم والإيجاد .. والحمد لله على نعمة العقل والبيان والفهم والإدراك؛ والحمد لله على نعمة الإيمان والعقيدة والإسلام. فالحمد لله رب العالمين، خالق الأولين؛ وإله الآخرين.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ومتمم المبتعثين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان ومَن استن بسنته وسار على طريقته إلى يوم الدين.. أما بعد: نهنئ الأمة الإسلامية بقرب قدوم شهر القرآن شهر الصبر شهر رمضان العظيم، بما فضله خالقنا ونتكلم عن بعض ما يشرع فيه من العبادات.. فإن الله سبحانه وتعالى قد مَنَّ علينا بهذا الشهر الكريم المبارك الفضيل، زمن فاضل خصه الله بمزيد من الخصائص من بين سائر الشهور، فهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن كتاب الله العظيم.. يقول الله عز وجل: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " .. |
رد: المناسبات 1.] ففي هذا الشهر الكريم الفضيل تفتح أبواب الرحمة والغفران، وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين، فتكون النفوس المؤمنة مقبلة على طاعة رازقها، معرضة عن معاصيه؛ مقبله على آداء أوامره مبتعدة عن نواهيه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين »[1] |
رد: المناسبات 2.] وجاء في رواية : « وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر ،ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة »[2]. |
رد: المناسبات 3.] عباد الرحمن.. أحباب رسول الإيمان.. وأهل القرآن !.. إن شهر الغفران شهر رمضان من الأزمان الفاضلة والمواسم الخَيِّرة التي ينبغي للمسلم اغتنامها بعمل الصالحات، واستثمارها في العمل الصالح الموافق لكتاب ربنا تعالى وسنة رسوله الكريم ..والحرص على المواظبة على الطاعات، فكم من أخٍ لنا انتظر هذا الشهر -ولقدره- فلم يستقبله، وكم مِمَن استقبله -ولإنتهاء أجله- فلم يكمله، وكم مِمَن أكمله -ولعلمه تعالى- ولم يدركه من قابل. |
رد: المناسبات 4.] والله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- تفضل على عباده المسلمين .. ومنَّ على أهل طاعته المخلصين بهذا الشهر الكريم الفضيل فشرع لهم من العبادات ما يكون لهم بها الأجر العظيم، والخير الكثير والعطاء الجزيل. وقد خص الله -تعالى ذكره- هذه الأمة على سائر الأمم بمزيد مَنِّهِ وعطائه وكرمه وفضله، فالأعمار -كما ترى- قصيرة، والأعمال -حسب أزماننا والوقت- قليلة، والثواب والأجور -لكرمه وفضله-مُضَاعفة كثيرة، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إنما بقاؤكم فيمن سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتاب: هؤلاء أقل منا عملا وأكثر أجرا، قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئا!!؟. قالوا: لا . فقال: فهو فضلي أوتيه من أشاء ﴾ .[3] |
رد: المناسبات 5.] فاللهم اجعلنا -برحمتك- ممن يدرك هذا الشهر الكريم، و وفقنا -بكرمك ومَنِّك وجزيل عطاءك- فيه للصيام الميسور.. والقيام المأجور.. والذكر المأثور.. والدعاء المقبول وسائر الطاعات؛ التي تحبها أنتَ يامولانا وترضى بها عنا، اللهم واجعل عملنا فيه صالحا موافقا لكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وآله وسلم، و لوجهك الكريم خالصا، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك المكرمين مِن النار، اللهم واجعلنا ممن يدرك ليلة القدر قياما لذكرك وصلاتك؛ وقراءة لكتابك وقرآنك فتكتب لنا فيها عظيم الأجر، وجزيل الثواب.. اللهم وفقنا للأعمال الصالحة قبل وبعد رمضان، وأعده علينا أعواما عديدة وسنين مديدة وأزمان متكررة ونحن بصحة نتمكن من عبادتك وأيضا أهلينا ومعلمينا واساتذتنا وكافة الأمة الإسلامية في خير حال يا رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره وتقيد بسنته والتزم هديه إلى يوم الدين . |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
