أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ملتقى خاص بالموضوعات التي تخص الدعوة بكافه الأشكال كالاشرطة والفيديو .. ومواضيع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الحسبة وانجازاتهم .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا 13 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بندر بليلة 13 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالباري الثبيتي 12 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ياسر الدوسري 12 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 12 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ياسر الدوسري 12 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 12 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا 12 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أحمد عفيفي الثلاثاء 12 ذو الحجة 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن إبراهيم المدني الثلاثاء 12 ذو الحجة 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو الوليد البتار مشاركات 2 المشاهدات 1223  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29 / 07 / 2009, 53 : 05 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
حقا.. الناس كطبق البيض, اكتب الإساءة على الرمال وانحت المعروف على الصخر
بينما كان الصديقان يسيران في الصحراء، تجادلا، فضرب أحدهم الآخر على وجهه لم ينطق بأي كلمة، كتب على الرمال:اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا, علقت قدم المضروب آنفا في الرمال المتحركة وبدأ يغرق ولكن صديقه أمسكه وأنقذه.
وبعد أن نجا من الموت قام ونحت على قطعة من الصخر: اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي.
سأله صديقه متعجبا: لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال, والآن عندما عندما أنقذتك نحتّ على الصخرة؟.
فأجاب صديقه: نكتب الإساءة على الرمال عسى ريح التسامح أن تمحيها, وننحت المعروف على الصخر حيث لا يمكن لأشد ريح أن تمحيه.

فيم التقاطع والإيمان يجمعنا! ****** قم نغسل القلب مما فيه من وضر


متى تسود بيننا روح الألفة والتسامح؟!.

من لي بإنسان إذا خاصمته ****** وجهلت كان الحلم رد جوابه

وتراه يصغي للحديث بسمعه ****** وبقلبه ولعله أدرى به



أسباب التشاحن والتباغض

طاعة الشيطان: قال تعالى: ((وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً))[الإسراء:53] وقال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ رواه مسلم.

الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً فقال: لَا تَغْضَبُفرددها مراراً رواه البخاري, فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم.

الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها, وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله قال صلى الله عليه وسلم: إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ رواه أبوداود.

التنافس على الدنيا:فهذا يحقد على زميلة لأنه نال رتبة أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها حصلت على ترقية وظيفية، والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال.
وما هي إلا جيفة مستحيلة ****** عليها كلاب همهن اجتذابها

فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها ****** وإن تجتذبها نازعتك كلابها




حب الشهرة والرياسة: قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير!.

كثرة المزاح: فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح والمزاح كالملحللطعام قليله يكفي وإن كثر أفسد وأهلك.


سوء الخلق, داء الأمم:

وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم ****** فأقم عليهم مأتماً وعويلا
وليس بعامرٍ بنيان قومٍ ****** إذا أخلاقهم كانت خرابا

فهو نذير شؤم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ!! رواه الترمذي.
لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ****** ولكن أخلاق الرجال تضيق

الاجتماع والألفة بين المؤمنين قوة, والتفرق والتشتت ضعف قال المرّار بن سعيد..

إذا شئت يوماً أن تسود قبيلة ****** فبالحلم سد لا بالسّفاهة والشّتم


لا تكثر من العتاب, والزم السكوت ولك الجنة


كثرة اللوم في الغالب لا يأتي بخير
ومن يتتبع جاهداً كل عثرة ****** يجدّها ولا يسلم له الدهر صاحب!!

ثق تماماً أن لحظة كدر في عتاب قد تفسد عليك أخوة دهرا وتسرع في عتاب, يفرّق عليك رأس المال.

واسمع للخادم الصغير أنس رضي الله عنه وهو يقول: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا رواه مسلم, هذا وهو صغير مظنة وقوع الخطأ منه أعظم من مظنتها في كبير واع!!.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا رواه البخاري.
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ****** وإن عظمت منه علي الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثة ****** شريف, ومشروف, ومثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره ****** وأتبع فيه الحق, والحق لازم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن ****** إجابته نفسي وإن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا ****** تفضلت إن الحر بالفضل حاكم

وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح.قال الشافعي رحمه الله..
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ ****** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهةً فأزيد حلماً ****** كعودٍ زاده الإحراق طيبا


أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة فقال: اتق الله! ثم قال له: وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِأَمْرٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ فَيَكُونَ لَكَ أَجْرُهُ وَعَلَيْهِ إِثْمُهُ وَلَا تَشْتُمَنَّ أَحَدًا رواه أحمد.
إذا سبني نذلٌ تزايدتُ رفعةً ****** وما العيبُ إلا أن أكونَ مساببه
ولو لم تكن نفسي عليَ عزيزةً ****** لمكنتُها من كلِ نذلٍ تحاربُه

قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ رواه البخاري.


واصفح عن سباب الناس حِلماً ****** وشرُّ الناس من يهوي السبابا
ومن هاب الرجال تهيبوه ****** ومن حقَّر الرجال فلن يُهابا

عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما خير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة اللَّه فينتقم لله تعالى مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

إذا رُمْتَ أَنْ تَحْيَا سَليماً مِنْ اَلْرّدَى ****** وَدِينُكَ مَوْفُورٌ وَعَرْضَكَ صَيِّنُ
فَلا يَنْطِقَنْ مِنْكَ اللِسَانُ بِسَوْءَ ةٍ ****** فَكُلّك سَوْءَاتٌ ولِلنَاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَكَ إِن أَبْدتْ إِلَيْكَ مَعايِباِ ****** فَدَعْهَا، وَقُلْ يا عَيْنُ لِلنَاسِ أَعْيُنُ
وَعاشِرْ بِمَعْروف وَسَامِحْ مَنْ اعْتَدى ****** وَدَافِعْ وَلَكنْ بِالتِي هِي أَحْسَنُ

قال ابن تيمية رحمه الله: ((ما جزيت من عصى الله بمثل أن تطيع الله فيه))[الفتاوى:ج1ص245].

من لك بأخيك كله؟! يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه: ما أُعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح يذكره بالله؛ فإذا رأى أحدكم من أخيه ودّاً فليتمسك به.
وما المرءُ إلا بإخوانه ****** كما تقبضُ الكفُ بالمِعْصمِ
ولا خيرَ في الكفِّ مقطوعةً ****** ولا خيرَ في السَّاعد الأَجذمِ
تمسَّك به مَسْكَ البخيلِ بماله ****** وعضَّ عليه بالنواجذِ تَغْنم


ويقول الحسن عليه رحمة الله: إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا؛ لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة، ويُعينوننا على الشدائد في العاجلة.
إنْ يختلفْ نسبٌ يؤلفْ بيننا ****** دينٌ أقمناه مقامَ الوالدِ
أو يختلفْ ماءُ الوِصَالِ فماؤنا ****** عذبٌ تحدَّر منْ غمامٍ واحدِ

يقول عمر رضى الله عنه: والله! لولا أن أجالس إخوة لي ينتقون أطايب القول كما يُلتقط أطايب الثمر، لأحببت أن ألْحق بالله الآن.
تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسراً ****** وإذا انفردت تكسرت آحادا

بنيان واحد, جسد واحد, أمة واحدة:

لو كبَّرت في جموع الصينِ مِئذنةٌ ****** سمعت في الغربِ تهليلَ المصلينَ


((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا))[آل عمرن:103].
أيهجر مسلم فينا أخاه ****** سنيناً لايمد له يمينه
أيهجره لأجل حطام دنيا ****** أيهجره على نتف لعينه
ألا أين السماحة والتآخي ****** وأين عرى أُخوتنا المتينه
بنينا بالمحبة مابنينا ****** وماباع امرئ بالهجر دينه
علام نسد أبواب التآخي ****** ونسكن قاع أحقاد دفينه


الإنسان قليل بنفسه، كثير بإخوانه.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلُّها ****** كفى المرء نبلاً أن تُعَدَّ معايبه
من ذا الذي ما ساء قط ****** ومن له الحسنى فقط
تريد مبرأً لا عيب فيه ****** وهل نارٌ تَفوح بلا دُخَان

من طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ، ألا فانظر لإخوانك بعين الرضا.
فعين الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلة ****** ولكن عين السخطِ تُبْدي المساويا
وكيف ترى في عين صاحبك القذى ****** ويخفى قذى عينيك وهو عظيمُ

بعض الإخوة ظلمة, غير منصفين، يرون القذاة في أعين غيرهم، ولا يرون الجذع في أعينهم، فحالهم كقول القائل..
إن يسمعوا سُبّةً طاروا بها فرحاً ****** مني وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا
صمٌ إذا سمعوا خيراً ذُكِرت به ****** وإنْ ذُكرت بسوءٍ عندهم أَذِنوا
إن يعلموا الخيرَ أخفوه وإن يَعلموا ****** شراً أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا

أما يستحي من يعيب الناس وهو معيب؟!فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب غيره، وكان حاله..
لنفسي أبكي لستُ أبكي لغيرها ****** لنفسي عن نفسي من الناسِ شاغلُ


الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ
فلست بناجٍ من مقالةِ طاعنٍ ****** ولو كنتَ في غارٍ على جبلٍ وعرِ
ومن ذا الذي ينجو من الناسِ سالماً ****** ولو غاب عنهم بين خافقتي نسر


شجرة طيبة وشجرة خبيثة

لا خير ولا أفضل ولا أجمل ولا أحسن من كلمة طيبة: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا))[إبراهيم:24-25].
أُخيَّ إنَّ البرَ شيءٌ هينُ ****** وجهٌ طليقٌ وكلامٌ لينُ


ليس لنا أن ننزل عن مستوى دعوتنا إلى التراشق برديء الكلام، ليس لنا أن ننزل إلى سفاسف الأمور، ولو حاول غيرنا جرَّنا إلى هذه الأمور، ليكن تحركنا ذاتياً، فلا يحركنا غيرنا؛ لئلا نُجرَّ إلى معارك وهمية خاسرة علينا ألا نغضب لأنفسنا، بل علينا أن نسمو بأنفسنا، عن كل بذيء، وعن كل ساقط.
لَو كلُ كلبٍ عَوى أَلقَمته حجراً ****** لأَصبحَ الصخرُ مثقالاً بِدِينار
ومنْ عاتبَ الجُهَال أتعب نفسه ****** ومنْ لام مَنْ لا يعرف اللوم أفسدَا

أحمد بن حنبل عليه رحمة الله في مجلسه وبين تلاميذه، ويأتي سفيه من السفهاء فيسبُّه ويشتمه ويقرعه بالسب والشتم، فيقول طلابه وتلاميذه: يا أبا عبد الله! رُدّ على هذا السفيه. قال: لا والله! فأين القرآن إذاً؟ ((وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما))[الفرقان:63]وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء فقال صلى الله عليه وسلم: لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم حاثاً على المحبة والألفة: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا رواه مسلم.

وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ. قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ, لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ رواه ابن ماجه, وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها: ((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ))[الحجر:47] وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة.


الناس كطبق البيض!!


يقول د. يحي إبراهيم اليحي: يمكنك أن تشبه الناس اليوم بطبق البيض، تقول ما أجمله وما أنعمه وما أحسنه، لكن لايكاد يلتقي بعضه مع بعض فينهشم فتخرج الروائح الكريهة منه، وأنت تجد الناس ما داموا متباعدين تقول ما أجمل أخلاقهم، حتى إذا حدث أدنى احتكاك بينهم ظهرت الفضائح فلا يتحمل أحد من أحد شيئا أبدا.

لابد من معرفة طبيعة الإنسان الأصلية من حيث هو قال الله عز وجل: ((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً))[النساء28], ((وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً))[الإسراء11] ((خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ))[الأنبياء:37], ((وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً))[الأحزاب72], ((إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ))[العاديات:6], ((إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ))[المعارج:19] ((إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً))[المعارج:20]((وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً))[المعارج:21] والهلع: هو شدة الجزع عند حلول المصائب، وشدة التعلق بالدنيا والإمساك لها عند حلول النعم، خوفا على فواتها ونقصها.

((وَكَانَ الإنسَانُ قَتُوراً))[الإسراء:100]((إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)) [إبراهيم:34]((وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً))[الكهف54] ((وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً)) [الإسراء:83] ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور، ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ، إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير.
إذا كان الإنسان في طبيعته الأصلية بهذه الصفات وهو لا ينفك عنها ويصعب تغيير نفسه فكيف يطلب من الناس أن يغيروا أخلاقهم معه؟! وهذه الصفات لا تفارقه ولكنها تقل وتزداد وتظهر وتختفي أحيانا بحسب التربية والتزكية للنفس وهكذا ينبغي أن نقبل الآخرين, على أنهم بشر يخطئون.
فلا تطلب من الآخرين عدم الخطأ, وإنما اطلب منهم أن لا يستمروا في الخطأ..
إذا علموه بكيت من عمروٍ فلمّا تركته ****** وجرّبت أقواماً بكيت على عمرو!


قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ رواه الترمذي.


الناس ليسوا مَلائِكَة, فتوقع منهم أسوأ شئ!


ولو أنهم تعاملوا كما قال ابن حزم: توقع من الناس أسوأ شئ, لربحوا، إن الذي يتعامل مع الناس بهذه النفسية يبقى رصيده رابحا أبدا من بداية يومه إلى نهايته العلاقة القائمة بين الناس اليوم مبنية على انتظار أحسن المعاملة من المخلوق، وهذا خطأ كبير تسبب في فصم العلاقات بينهم.

يقول ابن حزم: إذا أحسنت إلى إنسان، فانتظر منه الإساءة تربح دائما:

·فأولا: يكون إحسانك لله.
·وثانيا: إذا أساء لم تصب بصدمة نفسية.
·والثالثة: إذا لم يسئ فأنت رابح.
·والرابعة: إذا أحسن فأنت رابح.
·والخامسة: إذا كافأك فأنت رابح.

كثيرا ما ينسى الناس أن الإنسان مجبول على الجحود نسي آدم فنسيت ذريته وجحد آدم فجحدت ذريته قال تعالى: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً))[ العنكبوت:8] ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً))[الأحقاف:15] وهل يحتاج هذا الرجل مع كل هذا إلى الوصية برد الإحسان إلى الوالدين؟ نعم. يحتاج ويحتاج؛ لأن طبيعة الإنسان النسيان والجحود فإذا كان هذا في شأن الوالدين فما بالنا نحن ننتظر رد الإحسان القليل من فلان وفلان وإذا لم يفعل انشلت حركتنا وأصبح هو حديثنا وقضيتنا.


لا تكن كصاحب الزجاجة


لا تشغل قلبك بالتفاهات أو بمن سبك أو نال منك, لأن أذاه عليك وحدك لا غير مثلك كزجاجة نظيفة جاءها طفل فمسحها بيده المتسخة فغير من بهائها وجمالها والطفل لم يعر لذلك بالا، فإن قمت بتنظيفها ثانية عشت مرتاح البال، وإن تتبعت الطفل تشتمه أو تلطمه لامك الناس وعابوا عليك وبقيت زجاجتك على حالها وربما استغل الحدث آخر في غيابك فسرق بضاعتك.

تقدم واعصر عمرك عصرا واستخلص منه كل خير ومصلحة تقدمها لنفسك في الآخرة، واعلم أن مدة اليوم 1440 دقيقة، واكسب نفسك باستغلال جميع طاقاتك وقدراتك وإمكاناتك قبل أن تنزع منك إلى غيرك.

كفانا تنظيرا، ما دستورك في الحياة وهل بدأت بخطواته؟ صاحب الهدف لا يلتفت إلى التفاهات والطيار لا يرد على النيران الأرضية إذا كان أمامه هدف! الغزالة أسرع من الضبع، لكنها في النهاية تقع بين أنيابه، لأنها تكثر الالتفات.

لا تحفر قبرك بيديك!!!

تجد أكثر أمراض الناس اليوم وأخطرها من الضغط و السكر وتوابعهما بسبب أذى الخلق لهم باللسان أليس كذلك؟ فأين الخطأ؟ قال ابن حزم: رأيت أكثر الناس إلا من عصم الله وقليل ما هم, يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم في الدنيا ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بما لا يحظون معه بنفع أصلاً، من نيات خبيثة يضبون عليها من تمنى الغلاء المهلك للناس وللصغار، ومن لا ذنب له، وتمنى أشد البلاء لمن يكرهونه، وقد علموا يقيناً أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئاً مما يتمنونه أو يوجب كونه وأنهم لو صفوا نياتهم وحسنوها لتعجلوا الراحة لأنفسهم وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم، ولاقتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد من غير أن يؤخر ذلك شيئاً مما يريدونه أو يمنع كونه، فأي غبن أعظم من هذا الحال التي نبهنا عليها؟ وأي سعد أعظم من الحال التي دعونا إليها.
وكثير من الناس اليوم يتورع عن أكل الحرام أو النظر الحرام ويترك قلبة يرتع في مهاوي الحقد والحسد والغل والضغينة، إن الانتقام للنفس يضر بك أكثر مما يضر خصمك.



رجل من أهل الجنة


ليس أهنأ للمرء في الحقيقة ولا أطرد لهمومه ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب بريئاً من وساوس الضغينة وثوران الأحقاد، ومستريحاً من نزعات الحقد الأعمى، فإن فساد القلب بالضغائن داء عياء، وما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش كما يتسرب الماء من الإناء المثلوم.

عن أنس بن مالك صلى الله عليه وسلم قال: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ رواه الإمام أحمد.قال الشافعي..
لما عفوت ولم أحقد على أحد ****** أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيّي عدوي عند رؤيته ****** لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ****** كما أن قد حشا قلبي محبات
الناس داء ،وداء الناس قربهم ****** وفي اعتزالهم قطع للمودات

فضل الأعداء علينا!!!


قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ))[النور:11]. يقول ابن حزم: إن الذي يسبك خير لك من الذي يمدحك, فالذي يمدحك إما أن يمدحك بما فيك وهذا لم يقدم لك شيئا، وإما أن يمدحك بما ليس فيك فمن الخطأ أن تفرح بالكذب وأما الذي يسبك فإما أن تسمعه منه ويكون صادقا فهذا هدية تعدل فيها من سلوكك، وإما أن يكون كاذبا فحسنة لم تعملها ومن الخطأ أن تحزن على الكذب, وإما لا تسمعها فهذه حسنة كفيت شرها.
عداتي لهم فضل علي ومنة ****** فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ****** وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

تنقية الأجواء قبل الحوار


يقول ابن القيم في الرسالة التبوكية: وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ))[آل عمران:159] وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق، فإنهم إما أن يسيئوا في حق الله أو في حق رسوله، فإن أساءوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم، وإن أساءوا في حقي فاسألني أغفر لهم واست*** قلوبهم, واستخرج ما عندهم من الرأي بمشاورتهم، فإن ذلك أحرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة، فإذا عزمت فلا استشارة بعد ذلك، بل توكل وامض لما عزمت عليه من أمرك، فإن الله يحب المتوكلين فهذا وأمثاله من الأخلاق التي أدب الله بها رسوله وقال تعالى فيه: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))[القلم4].

دعه يرجع بمسبته ولا تأخذها منه


قابل المسبة بالإهمال التام وعدم الاعتبار بها، تخيل ذلك الموقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام اليهود الذين دخلوا عليه ودعوا عليه بالموت (السام عليك يا محمد) مع أنه سلطانهم ورسول الله وحاكم البلد وأمنهم على أنفسهم وهو قادر عليهم ويعلم انهم يعلمون أنه رسول الله الله صلى الله عليه وسلم، فهل استطاعوا أن يستفزوه!, كلا.
بل قال: "وعليكم" الحديث وفيه عبر كثيرة لأنك إن رددت عليها فكأنك قبلتها منهم فاستويتم فى الجهل يقول الشافعي..
ولقد أمر على اللئيم يسبني ****** فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

***

إذا نطق السفيه فلا تجبه ****** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه ****** وإن أهملته كمدا يموت

***
يكلمني السفيه بكل قبح ****** وأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما ****** كعود زاده الإحراق طيبا


قال رجل لسفيان الثوري: يا قدري. فقال: إن كنت قدريا فأستغفر الله، وإن لم أكن قدريا فغفر الله لك.
يقول ابن القيم في الفوائد: إذا خرجت من عدوك لفظة سفه فلا تلحقها بمثلها تلقحها ونسل الخصام نسل مذموم, ويقول أيضا حميتك لنفسك أثر الجهل بها، فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها.


العلاج لمن أراد سلامة صدره

فن معالجة أخطاء الآخرين


أولاً: كن نقيا (الإخلاص): عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ رواه الترمذي.

ومن علامات الإخلاصألا يترك ثغرا من ثغور الدعوة سواء أكان خطابة أو منتدى أو درسا لنقد الناس له أو إهانتهم إياه لأنه يعمل لله فلا ينتظر الشكر من الناس وليكن متأسيا بأولى العزم من الرسل الذين تحملوا أذى قومهم وهم يدعونهم إلى الله يعلم أنه وقف لله أجير عنده فلا يحق له أن يترك مكانه وليعتبر بالرماة فى غزوة أحد لما تركوا أماكنهم فمنهم أُتينا.

ثانياً: كن راضيا عن الله: قال ابن القيم رحمه الله في الرضا:إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقياً من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم، فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضا، وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا.

ثالثا: كن مستعدا للسؤال أو الكرامة: انتظر السؤال والحساب يوم القيامة يا من تُؤذي المسلمين بالحقد والحسد والغيبة والنميمة والإستهزاء وغيرها, أما من عفا, فانتظر الكرامة من الله يوم ينادى المنادى من كان أجره على الله فليقم فيقوم كل من عفا عن أخيه فى الدنيا الإمام أحمد يدعو ويقول: اللهم إنى قد جعلت كل من آذانى فى حل إلا صاحب بدعة فيدهش بعض طلبته لذلك، فيقول أحمد: وما ينفعك أن يعذب أخوك بسببك!.

رابعا: كن كالنحلة: النحلة لا تقع إلا على كل طيب وتترك كل خبيث قال تعالى(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ))[ الإسراء:53] عند الصينين مثل يقول : نقطة عسل تصيد من الذباب ما لا يصيده برميل من العلقم!! قال النبى صلى الله عليه وسلم: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ رواه الترمذي.
لا خيل عندك تهديها ولا مال ****** فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

عمر بن عبد العزيز رحمه الله، يختار جلاسه اختياراً، ويشترط عليهم شروطاً، فكان من شروطه: ألا تغتابوا، ولا تعيبوا أحداً في مجلسي حتى تنصرفوا.
السَّهل أسهلُ مسلكاً ****** فدع الطريق الأوعَرا
واحفظ لسانك تسترح ****** فلقد كفى ما قد جرى

سمع يوماً أحد جلاسه يسبّ الحجاج بعد وفاته، فأقبل مغضباً، وقال: صهٍ يا بن أخي! فقد مضى الحجاج إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج، ولكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا بن أخي! أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بعيب أحد، ولا تتبع عثرات أحد:
ومن يتبع جاهداً كل عثرةٍ ****** يجدْها ولا يسلم له الدهر صاحبُ

يا عائب الناس وهو معيب! اتق الله، أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وخواص المسلمين هم العلماء، والوقيعة فيهم عظيمة جد عظيمة، لحومهم مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالسب بلاه الله قبل موته بموت القلب:

وكم من عائبٍ قولا صحيحا ****** وآفته من الفَهم السقيمِ
فإن عبت قوماً بالذي فيك مثْلُه ****** فكيف يعيبُ الناسُ من هو أعورُ؟
وإن عبت قوماً بالذي ليس فيهمُ ****** فذلك عند اللهِ والناس أكبرُ

لاتكن كالذباب لا يقع إلا على الجروح والقاذورات.

شر الورى من بعيب الناس مشتغلًا ****** مثل الذباب يراعى موضع العلل


خامسا: كن كالطبيب:((َبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(([آل عمران:159] فنحن دعاة خير كالطبيب الذى يعالج الناس لا يوبخهم لمرضهم ولا يصرخ فيهم بل يرفق بهم فحرى بمن يعالج المرضى ألا يكون مريضا فيكون حاله كطبيب يداوى الناس وهو سقيم قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ أَوْ قَالَ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ رواه مسلم عموم الناس لا يحبون المخاطبة من علو يكرهون الأستاذية عليهم.
إذا صاحبت قوماً أهل فضل ****** فكن لهموا كذي الرحم الشفيق
ولا تأخذ بزلة كل قوم ****** فتبقى في الزمان بلا رفيق

سادسا: كن كالنخيل: تسمو بنفسك عاليا فى السماء أن تستمع لغيبة أو نميمة قال صلى الله عليه وسلم: لَا يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ رواه أحمد والكثير اليوم يلقي بكلمة أو كلمتين توغر الصدور خاصة المنتديات الحوارية و مجتمع النساء.
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً ****** بالطوبِ يُرمى فيرمي أطيب الثمر ِ

سابعا: وأعرض عن الجاهلين: روى البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير في قوله:((خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)) قَالَ:مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا فِي أَخْلَاقِ النَّاسِوقال جعفر الصادق: أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية.

قال القرطبي في تفسيره: لما نزل قول الله ((خُذْ الْعَفْوَ)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يارب والغضب فنزلت: ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ))[الأعراف:200].


قال أبو بكر بن العربي قال علماؤنا: هذه الآية من ثلاث كلمات، قد تضمنت قواعد الشريعة المأمورات والمنهيات، حتى لم يبق فيه حسنة إلا أوضحتها، ولا فضيلة إلا شرحتها، ولا أكرومة إلا افتتحتها، وأخذت الكلمات الثلاث أقسام الإسلام الثلاثة، فقوله: ((خُذْ الْعَفْوَ)) تولى جانب اللين، ونفي الحرج في الأخذ والإعطاء والتكليف.

وقوله: ((وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)) تناول جميع المأمورات والمنهيات، وأنهما ما عرف حكمه، واستقر في الشريعة موضعه، واتفقت القلوب على عمله، وقوله: ((وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)) تناول جانب الصفح بالصبر الذي به يتأتى للعبد كل مراد في نفسه وغيره، ولو شرحنا ذلك على التفصيل لكان أسفارا.


ثامنا: التمس الأعذار وأزل الغشاوة عن عيني المخطئ!: حين ترى الخطأ, لا تتشنج, أو تنقلب حماليق عينك، أو يتعكر صفو مزاجك, تمهل قد يكون المخطئ غطت على عينيه غشاوة الخطأ أو المعصية, فلا تستعجل في ذم أو تقبيح, بل ابذل جهدك في إزالة الغشاوة عن عين المخطئ يدخل شاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وهو يقول:يا رسول الله ائذن لي في الزنا!! استر يا رب!! يريد الزنا, ويريده حلالا بإذن رسول الله تعالى له! حتى قال أحد الصحابة: دعني أضرب عنقه!! ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعدو عن أن تبسم وقرّب الفتى إليه وقال له: أترضاه لأمك؟! أترضاه لأختك؟! والفتى في كل جواب يقول: لا جعلني الله فداك فقال صلى الله عليه وسلم: فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم وأخواتهم ثم وضع يده الشريفة على صدره ودعا له قائلا: اللهم اهد قلبه وأحصن فرجه بأبي وأمي أنت يا رسول الله, ما أشد حلمك مع شدة حرصك وتسلّط السفهاء عليك.

تاسعا: ضع نفسك موضع المخطئ, ثم ضع حلا!:
لا تقل عن عمل ذا ناقص ****** جئ بأوفى ثم قل ذا أكمل


لا يكفي أن تنتقد وتعاتب, بل لابد مع العتاب بلسماً وحلا, وانظر كيف أن منهج القرآن ليس هو الزجر دون بيان طريق النصر والظفر, قال تعالى: ((وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا))[البقرة:275] ويأمر عباده المؤمنين بغض الأبصار عن الحرمات ثم يعقّب بالحث على الزواج من المؤمنات فبدل أن تعاتب, ولو سمت عبارتك, أردفها بحل, أو فكرة! يا غلام, سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك!!.


اجعل المخطئ يكتشف خطأه ويحله بنفسه

يُذكر أن رجلاً من الهند كان يعادي إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب عداء شديداً، ويحارب كتبه ومؤلفاته ويحذر منها, فاحتال أحد الفضلاء فغيّر بها اسم الشيخ من: محمد بن عبد الوهاب، إلى: محمد بن سليمان التميمي, وأهدى جملة كتب الشيخ لهذا العالم الهندي فلمّا قرأها أعجب بها، ووجدت في قلبه قبولا وأثرا حسناً فأعلمه هذه الحكيم أن هذه الكتب من مؤلفات إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب فما كان من هذا العالم الهندي إلا أن جثى على ركبتيه من البكاء والحسرة والألم على ما كان منه من عداء للإمام, وصار من أكثر الناس دعوة وتوزيعا ونشرا لكتب إمام الدعوة في محيطه.

استفسر عن الخطأ مع إحسانالظن والتثبت !

إنك بهذا تشعره بالإحترام والتقدير, كأن تقول: زعموا أنك فعلت!! واسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب في الإنصار بقوله: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ قَالُوا بَلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ قَالَ أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ قَالُوا وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقْنَارواه الإمام أحمد, فلا تعاتب, قبل أن تستفسر عن الخطأ لعل له عذرا أو مخرجاً.

عاشرا: ترويض النفس: وإنما الحلم بالتحلم والأدب بالتأدب
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى ****** فإن شاء علاها وإن شاء سفّلا
فعود نفسك الخير وأحسن إلى الناس القول وأحسن بهم الظن فإن رأت نفسك منهم شرا فقل: للناس أعين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ****** فكلك عورات وللناس أعين
وعينك إن أبدت إليك مساوئا ****** فصنها وقل يا عين للناس أعين

روض نفسك على شكر الناس والثناء علي أفعالهم الطيبة وانظر لذلك الذي طوّع السبع المفترس في باحات العروض, كيف روّضه وهو السبع الذي لا يعقل ولا يفهم, كل ذلك بمدح القليل والتشجيع عليه.
امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب!! اقرأ في هذا الأثر في عتابه صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر بقوله: نعم الرجل عبدالله لوكان يقوم من الليل! فما ترك ابن عمر قيام الليل بعدها!! يالله, ما أعظمك يا رسول الله, وما أعظم أدبك وسمو نفسك ورفعتها!!.
هبني أسأت كما زعمت ****** فأين عاطفة الأخوة
أو إن أسأتَ كما أسأتُ ****** فأين فضلك والمروّة؟!

الحادى عشر: الدعاء: فيدعو العبد ربه دائماً أن يرزق قلبه سليماً لإخوانه، وأن يدعوا لهم أيضاً، فهذا دأب الصالحين، قال تعالى: ((وَالذِّينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم))[الحشر:10] ومن دعاء النبى صلى الله عليه وسلم : اللهم اهدنى لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت" "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي, اللهم ألف بين قلوبنا ووحد بين كلمتنا واجمعنا على قلب رجل واحد ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا.
أموت ويبقى كل ماقد كتبته ****** فياليت من يقرأ مقالي دعا ليا
لعل إلهي أن يمن بلطفه ****** ويرحم تقصيري وسوء فعاليا




تَمَّ بِحَمدِ الله

i`h hgHo hgthqg Hshx Ygd ,ajlkd >> ;dt Huhlgi ?










عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 01 / 08 / 2009, 30 : 01 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
محب الشيخ علي جابر
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محب الشيخ علي جابر


البيانات
التسجيل: 26 / 01 / 2008
العضوية: 33
العمر: 36
المشاركات: 1,394 [+]
بمعدل : 0.23 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 339
نقاط التقييم: 12
محب الشيخ علي جابر is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محب الشيخ علي جابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .









عرض البوم صور محب الشيخ علي جابر   رد مع اقتباس
قديم 04 / 08 / 2009, 54 : 05 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018