(من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أزواجه )

[ثائر الكبيسي]

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن إهتدى هداه .

أما بعد:

في هذه الأيام المتألقة من شهر ربيع الأول ، يحتفي العالم الإسلامي في مولد رسول الإنسانية ، محمد صلى الله عليه وسلم ، يطيب لنا أن نستعرض بشكل أفقي ،جانباً من جوانب سيرته العاطرة مع أزواجه رضي الله عنهن.

لقد أولى نبي الإسلام الحفاوة والتقدير والإجلال للمرأة ، في جميع أطوار حياتها ،بنتاً كانت، أو زوجاً، أو أماً.

ولكي لا نستطرد ، نجمل القول في تعامله صلى الله عليه وسلم ، مع زوجاته التسع، فيقول :

" أكمل المؤمنين إيماناً: أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم"[1].

"إنَّ الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا: المرأة الصالحة "[2].

" ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم"[3].

" استوصوا بالنساء خيراً، فإنما هُنَّ عوان عندكم"[4].

ولقد بلغ من إكرامها عند النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى العام الذي ماتت فيه السيدة خديجة: " عام الحزن" كما يذكره أهل السير فلتهنأ المسلمة بهذا الاحتفاء الذي حالفها قبل ألف وأربعمائة عام، ولترفعه بوجه هيئة الأمم المتحدة التي تذكرت بعد قرون طويلة، فسمت عام: 1975م عام المرأة النصرانية !!

ومـن يتابـع شريط حياة الرسـول صلى الله عليه وسلم يجد البُعد العملي بين واقعنا، والأُلفة التي سادت الجو العائلي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقـد كان يمزح مع زوجاته، ويساير تفكيرهن، فلنفتح أبصارنا جيداً على ما تنقله السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: " سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلما حملت اللحم (امتلأ جسدي) سابقني، فسبقني، فقال: هذه، بتلك"[5].

وكان يقول: إن الله عزَّ وجلَّ، ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق، أي " الحمق" وإذا أحبّ الله عبداً أعطاه الرفق، وما من أهل بيت يُحرمون الرفق إلاّ حُرموا الخير كله"[6].

صورة مورقة تمثل ذروة الكمال الإنساني.

وتضيف أمنا عائشة لوحة باهرة مغبوطة، فتقول:

(جاء حبش يزفون[7] في يوم عيد، في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لَعبِهِم. حتى كنت أنا التي انصرف عن النظر إليهم")[8].



بهذه الدعابة المتألقة، والمزاح النبيل... تكللت الحياة الزوجية لأعظم الناس خلقاً، وأشدّهم شهامة، وأقواهم انتصاراً للحق.

ولا يفوت الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمر الأزواج بتوطين نفوسهم إذا ما رأوا في زوجاتهم ما يكرهون،

ولهذا نجد المعلم والرسول صلى الله عليه وسلم سمحاً كريماً، حنوناً، متواضعاً مع زوجاته، ولو استجاب لمشاكل نسائه، لما بقين كلهن عنده، ولكنه عرف بعضهن، وأعرض عن بعض، وهذا هو شأن الحكماء يتغافلون عن بعض السيئات، ولكم أغناني المشهد الذي سأعرضه بإسهاب وهو: ذكر البخاري عن أسامة بن هشام عن أبيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة وقد رآها غاضبة غيرى من بعض نسائه: إني لأعلم إذا كُنتِ عني راضية.. وإذا كُنتِ عليَّ غضبى.

قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟

قال لها: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنت علي غضبى قلت: لا وربّ إبراهيم[9]! قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله ما أهجرُ إلا اسمك.

ما عسانا أن نتحدث أمام كلمة:

إذا كُنتِ عني راضية، وإذا كُنتِ عليَّ غضبى..؟

أيّ تقدير وإكبار لرضا المرأة أو غضبها أكثر من هذا..؟

أما ردُّ عائشة فكان آية فياضة بالودّ والعاطفة:

أجل...والله ما أهجر إلا اسمك.

أما محبتك واحترامك، وولائك، فهي مستقرة في سويداء قلبي.

وقبل هذا وبعده كان صلى الله عليه وسلم ،يستغفر ربه إذا مال قلبه لإحداهن ويقول :

((اللهم هذا قَسْمي فيما أملك،فلا تلمني فيما تملك ، ولا أملك)) (10)

هذا وجيز من حسن الصحبة – فأين نحن اليوم..؟

هناك الكثير ممن يدخل على أهله وكأنه طامة كبرى، كأنه إمبراطور لا يريد أن يسمع صوتاً.

بل يوجد من لا ينادي زوجته بإسمها، ولا يسمح لها أن تؤاكله، كأنها من جنس آخر!.

لماذا يحدث هذا التناقض من بعض الأزواج..؟

أليست هي رفيقة عمرنا، ومربية أولادنا..؟

لماذا يختلف عندنا الليل والنهار..!؟

أيّ عقل هذا... أي تخلف!

ولا يفهم.. أني أدعو إلى مجاراة المرأة في كل ما تهوى، ولكن سياسة المرأة هي كما يحددها الإمام الغزالي:" نفس المرأة على مثال نفسك.. إن أرسلت عنانها قليلاً... جمحت بك طويلا.. وإن أرخيت عذارها فتراً.. جذبتك ذراعاً.. وإن كبحت وشددت يدك عليها في محل شدة ملكتها"11

والسؤال الذي يفرضه المقام :

هل طالعتنا القوانين الوضعية بمثل هذا التبجيل ؟

إن الشريعة الإسلامية أحاطت المرأة بسعادة غامرة شملت كل أدوار حياتها،وما خفي من شؤونها وهذه الحقوق لم تنلها المرأة الغربية إلى اليوم،ف((ياليت قومي يعلمون)) 12

هذه لمحات خاطفة استعرضناها على شيء من التفصيل بالقدر الذي ينسجم له جهدنا المتواضع، واستيعابنا المحدود،والله ولي المؤمنين .







--------------------------------------------------------------------------------

[1] رواه الترمذي برقم (1082)، في كتاب الرضاع، باب: ما جاء في حق المرأة على زوجها، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في مسنده برقم (7095)، في كتاب باقي مسند المكثرين. واللفظ لهما.

[2] رواه مسلم برقم (2668) في كتاب الرضاع، باب: خير متاع الدنيا المرأة الصالحة. وأحمد في مسنده برقم (6289)، في كتاب مسند المكثيرين من الصحابة، واللفظ له..

[3] كنز العمال، طرف الحديث (44943)، رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن علي، وفي مختصر تاريخ دمشق (2/412).

[4] رواه الترمذي برقم (1083) في كتاب الرضاع، وبرقم (3012) في كتاب تفسير القرآن عن رسول الله، وقال: هذا حديث حسن صحيح .

[5] رواه أبو داود برقم (2214)، في كتاب الجهاد، بلفظ: عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر قالت: فسابقته فسبقت على رجليَّ، فلما حملت اللهم سابقته فسبقني فقال: هذه بتلك السبقة. وأحمد في مسنده برقم (25075)، في كتاب باقي مسند الأنصار وابن ماجه وغيره.

[6] رواه الكبراني في المعجم الكبير (2/306)، طرف الحديث (2274) عن جابر، وابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن جرير..

[7] يزفون: يلعبون بسلاحهم.

[8] رواه مسلم برقم (1483) في كتاب صلاة العيدين، باب: الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه، وابن منير وأبن بشير كلاهما عن هشام بهذا الإسناد لم يذكرا في المسجد.

[9] رواه البخاري برقم (4827) في كتاب النكاح، باب: غيرة النساء ووجدهن. ومسلم برقم (4469) في فضائل الصحابة. وأحمد في المسند برقم (23182) في كتاب باقي مسند الأنصار.

10 رواه أبو داود برقم (1821) في كتاب النكاح، باب: القسم بين النساء. والنسائي برقم(3881)،واللفظ له . والدارمي برقم (2109) في كتاب النكاح .

11 تفسير الطبري :2/273 .

12 يس :27 .

---

(lk sdvm hgvs,g wgn hggi ugdi ,sgl lu H.,h[i )

[محمد نصر]

اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

بارك الله فيكم اخي الكريم

[ابو علي الكبيسي]

بارك الله فيك وجزاك خيرا

[ثائر الكبيسي]

مشكور مروركم بارك الله فيكم
اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

[ابو قاسم الكبيسي]

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
أللـهـم اغـفـر لـهم ولـوالـديـهم مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .

[الفارس الاسلامي]

بارك الله فيك اخي الكريم

ما اروع سيرة المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه عليه .. لكن اخي ان الاحتفال بما يدعيه البعض بمولده انما من البدع المحدثة .والتي يجب علينا محاربتها بقوة

[شريف حمدان]