مثلثات القراءات أوما قُرئ بثلاثة أوجه في القرآن الكريم

[أبو عادل]

مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فهذا بحثٌ جمعت فيه الكلمات القرآنية التي قرئ كل منها بثلاثة أوجه، ورتبت هذه القراءات حسب ورودها في المصحف الشريف، وعزوت كل قراءة منها لمن قرأ بها من القراء العشرة ورواتهم، ثم بينت وجه كل من هذه القراءات بإيجاز، من حيث اللغة والإعراب بحيث يتضح المعنى. وحين يأتي للكلمة التي فيها ثلاث قراءات نظير، أو نظائر أذكر هذه النظائر في أول موضع، حتى يكون توجيه القراءات المتشابهة مرة واحدة، تجنباً للتكرار والإطالة. وقدمت لذلك بمقدمة تحدثت فيها عن التأليف في المثلثات في اللغة وفي القراءات.
ولا بد من الإشارة إلى أن ميدان البحث هنا مخصص لكل كلمة قُرئت بثلاثة أوجه،() فإذا زادت الأوجه عن ثلاثة أو نقصت لم أذكرها، كما أنه إذا حصلت ثلاثة أوجه من تركيب كلمة مع أخرى لم أذكرها، فمثلاً: قوله تعالى: (فمن اضطر) البقرة 173، قرأ أبو جعفر: (فمنُ اضْطِرَّ) بضم النون وكسر الطاء، وأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب: (فمنِ اضْطُرَّ) بكسر النون وضم الطاء، والباقون: (فمنُ اضْطُرَّ) بضم النون والطاء.() فهذه ثلاث قراءات، لكنها ليست في كلمة واحدة، وليس من غرض البحث إدراج ما كان كذلك.

مصطلحات البحث:
الأصول: مسائل علم القراءات التي لها قاعدة معينة تندرج فيها الجزئيات، مثل: الإدغام والمد والإمالة ونحو ذلك، وقد يخالف بعض القراء القاعدة في كلمات يسيرة. وقد يُعرَّف الأصل بأنه: الحكم الكلي الجاري في كل ما تحقق فيه شرطه.()
الفرش: الألفاظ القرآنية التي اختلف القراء في قراءتها، والتي لا تندرج ضمن قواعد ومسائل أصول القراءة، وسميت بالفرش لانتشارها وتفرقها في سور القرآن. ()
الاختلاس: النطق بمعظم الحركة، ويقدَّر بثلثيها، وكيفيته أن يسرع القارئ حال النطق بالحركة حتى يذهب شيء منها، على أن يكون الثابت أكثر من الذاهب، ويكون الاختلاس في الضمة والكسرة والفتحة.()
الإشمام: مصطلح يطلق على ثلاثة أمور هي: خلط حرف بحرف، وخلط حركة بحركة، والإشارة إلى الحركة. فأما الأول فهو خلط صوت الصاد بالزاي، وذلك في نحو: (الصراط، يصدر..) بحيث يحدث من الحرفين حرف فرعي يشبه الضاد في لفظ العوام، وأما الثاني فهو خلط الكسرة بالضمة في نحو: (قيل، وغيض..) بحيث ينطق القارئ بحركة مركبة من جزئين؛ ضمة وكسرة، جزء الضمة أولاً وهو الأقل، يليه جزء الكسرة وهو الأكثر، وأما الثالث فهو ضم الشفتين على هيئة من ينطق بالضمة بُعَيدَ تسكين الحرف، فهو إشارة بلا صوت، ويكون في المرفوع فقط.()

التأليف في المثلثات
عرف العلماء السابقون التأليف في المثلثات، سواء أكانت مثلثات لغوية، أم قرآنية، أم في القراءات..
وكان محمد بن المستنير المعروف بـ(قطرب) أقدم المؤلفين في هذا الفن()حيث ألف رسالة صغيرة جمع فيها اثنتين وثلاثين كلمةً من الكلمات التي تُقرأ بثلاثة أوجه، وهي رسالة صغيرة الجرم، كثيرة العلم، تتابع العلماء الأفاضل على الإضافة إلى ما بناه مؤلفها وسبق إليه، فكان له فضل السبق، ولهم شرف الإتمام، رحم الله الجميع. وقد اعتنى العلماء برسالة قطرب في المثلثات، فمنهم من نظمها شعراً، ومنهم من شرحها، ومنهم من أضاف إليها.()
وجاء الفيروزآبادي فألف كتابه المسمى: (الدرر المبثثة في الغرر المثلثة)، وهو كتاب حافل، ذكر فيه : أنه جمع جميع ما في كتب (المثلث): كقطرب والقزاز والبطليوسي وابن مالك وأبي عبد الله الحنبلي وإبراهيم بن زهر البصري و(كتاب الباهر): لابن عديس. وذكر أنه كان قد وضعه على قسمين:
الأول : في المثلث المتفق المعاني، والثاني: في المختلف المعاني. فجاء القسمان في خمسة مجلدات، ثم أفرد القسم الأول في هذا التأليف على ترتيب الحروف()
أما تعريف علم المثلثات فهو كما يراه قُطْرُبٌ - أقدمُ المؤلفين في هذا الفنِّ - : (اسمٌ يُرى في الكتابةِ واحداً ، ويُصرفُ على ثلاثةِ أوجه : فتح وكسر وضم..).()
أما في مثلثات القراءات فقد اشتهر كتاب: (تحفة الأقران فيما قرئ بالتثليث من حروف القرآن)، لأبي جعفر أحمد بن يوسف الرعيني الأندلسي (ت 779هـ).
وهذا الكتاب يُعدُّ سابقاً في بابِهِ، وموضوعُهُ: ما قرئ بالحركات الثلاث في القرآن الكريم، سواء أكان التثليث بنيةً أو إعراباً، ولكن يؤخذ عليه ما يلي:
أن مؤلفه لم يلتزم بإيراد القراءات المتواترة، بل كان يأتي أيضاً بالقراءات الشاذة.
أنه لم يستوف جميع ما قرئ بالتثليث، بل ترك كثيراً من الكلمات التي قُرئت بالتثليث.
والمؤلف يعرض الآية وما فيها من القراءات، ثم يتحدث عن كل قراءة ذاكراً من قرأ بها من القراء أو بعضهم، ثم يبين وجه القراءة في اللغة، وقد يذكر تتميمات تتعلق بتفسير آية أو إعرابها، أو يتحدث عن مرجع ضمير.. وكثيراً ما يستطرد المؤلف استطراداً يخرج به عن هدف الكتاب وموضوعه.
وقد قام الدكتور علي حسين البواب بجهد مشكور في تحقيق الكتاب وضبط نصه، ونشره عام 1407هـ =1987م، في دار المنارة بمدينة جدة. لكن هناك ملحوظات على عمل المحقق أهمها:
النقص والضعف في التعليق على القراءات الواردة في الكتاب.
عدم التفرقة بين ما يُقرأُ به وما لا يُقرأُ به، أو بين المتواتر والشاذِّ.
عدم الإشارة إلى ما في الكتاب من قصور عن استيعاب الكلمات التي قُرئت بالتثليث.
من هنا تأتي أهمية هذا البحث في جمع الكلمات التي قُرئت بالتثليث في جميع القرآن، مما قرأ به القراء العشرة ورواتهم، وترتيبها بطريقة تجعلها قريبة المنال للباحثين، وآثرت أن يكون التوجيه بإيجاز واختصار، إذ الهدف الأول إبراز ما قرئ بالتثليت. وسيشمل البحث كل كلمة قرئت بثلاثة أوجه، سواء أكان الاختلاف في الحركات أم في الحروف، أم بأبعاض الحركات كالاختلاس.() مع مراعاة ما تقدم استثناؤه لخروجه عن مجال هذا البحث.

د. أحمد محمد مفلح القضاة
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
بكلية الدراسات الإسلامية والعربية – دبي.

---

legehj hgrvhxhj H,lh rEvz feghem H,[i td hgrvNk hg;vdl

[محمد نصر]

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيكم اخي ****** ابو عادل

جهد مشكور عليه

جزاكم الله خيرا

[أبو عادل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
جزاك الله عني كل الخير وبارك الله فيك أخي الكريم محمد نصر على مرورك الكريم.

[شريف حمدان]

بارك الله فيك وجعل الله موضوعك
هذا في ميزان حسناتك وأثقل به موازينك
وكان لك حجاباً وستراً من النار يوم القيامة
ورفع الله قدركم ونفع بكم..