أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > ملتقى الفتاوى

ملتقى الفتاوى ملتقى خاص بالفتاوى الشرعية

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن سهيل حافظ الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أسامة الأخضر الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن حمد دغريري الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عبدالرحمن خاشقجي الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع حنان مشاركات 3 المشاهدات 1890  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 11 / 12 / 2007, 17 : 10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
حنان
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حنان


البيانات
التسجيل: 05 / 12 / 2007
العضوية: 1
المشاركات: 1,967 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 397
نقاط التقييم: 30
حنان is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حنان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الفتاوى


فتاوى فــي نواقض الإسلام



ـ من أقرَّ من الناس بوجود الله، وأنّه الخالق الرازق، ولكنَّه يجعل بينه وبين الله في العبادة وسيطًا؛ كنبيٍّ أو وليٍّ أو غير ذلك؛ فهل يُخرَجُ هذا من دائرة الإسلام والإيمان‏؟‏

من آمن بأن الله هو الخالق الرازق، ولكنَّه يجعل بينه وبين الله وسائط في العبادة؛ فقد ابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ لأن الله سبحانه أمر بعبادته بدون اتِّخاذ وسائط‏.‏
ثم إن كان هذا يتقرَّب إلى الوسائط بشيء من العبادة كالذبح للأولياء والصَّالحين والنذَّر لهم وطلب قضاء الحوائج من الموتى، ويستغيث بهم؛ فهذا شرك أكبر يخرج من الملة‏.‏
وإن كان يتوسَّل بالوسائط لحقهم أو جاههم دون أن يصرف لهم شيئًا من العبادة؛ فهذا يعتبر بدعة محرَّمة ووسيلة من وسائل الشرك‏.‏
وعلى كل حال؛ لا يجوز اتخاذ الوسائط بين الله وبين العبد في العبادة والدُّعاء؛ لأن الله أمر بعبادته ودعائه؛ دون اتخاذ وسائط، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو ردٌّ‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏8/156‏)‏ معلقًا، ورواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏3/1343-1344‏)‏؛ من حديث عائشة رضي الله عنها‏.‏‏]‏، والله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 18‏.‏‏]‏؛ فسمَّاهم باتِّخاذ الوسائط مشركين، ويقول تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 3‏.‏‏]‏، فسماهم باتخاذ الوسائط كفارًا وكاذبين‏.‏ والله أعلم‏.‏



45 ـ إذا كان هناك شخص يعتقد أو يقرُّ التوسُّل بالصَّالحين؛ فهل تصحّ الصلاة خلفه‏؟‏


يُشترط في الإمام أن يكون مسلمًا عدلاً في دينه وأخلاقه واستقامته، وأن يكون مثالاً طيِّبًا في التمسُّكِ بالسُّنَّة والابتعاد عن البدعة وترك الشِّرك ووسائله؛ فالذي يتَّخذ التوسُّل بالصَّالحين أو الأولياء أو الأموات على ما اعتاده عبَّاد القبور اليوم، ويستعمل هذا، أو يدَّعي أنَّ هذا أمر جائز؛ فهذا لا تصحُّ الصلاة خلفه؛ لأنه مختلُّ العقيدة، وإذا كان يتوسَّل بالصَّالحين؛ بمعنى أنه يطلُبُ منهم الحوائج وتفريج الكربات وينادي بأسمائهم ويستغيث بهم؛ فهذا مشركٌ الشِّرك الأكبر المخرج من الملَّة؛ فليس بمسلم، فضلاً عن أن يتَّخذ إمامًا لمسجد‏.‏
فالواجب على المسلمين أن ينتبهوا لهذا، وأن لا يقدِّموا لدينهم وصلاتهم إلا سالم العقيدة، مستقيم السُّلوك، على الكتاب والسنة، ومتجنِّبًا للبدع والفسق‏.‏
حتى المسلم الفاسق لا تصحُّ إمامته عند كثير من أهل العلم، الذي فسقُه فسقٌ عمليٌّ‏!‏ فكيف بالفسق أو المبتدع الذي عنده خللٌ في عقيدته‏؟‏‏!‏ هذا أشدُّ، ولا سيَّما إذا كان كما ذكرنا ممَّن يتوسَّلون بالأموات ويطلُبون منهم الحوائج؛ فهذا مشركٌ الشِّرك الأكبر، لا تصحُّ صلاته، ولا صلاة من خلفه، حتى يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، ويرجع إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل‏.‏
نسأل الله عز وجل أن يوقِظَ المسلمين لمعرفة دينهم، والتمسُّكِ بكتاب ربهم وسنة نبيهم، وترك ما خالف ذلك من البدع والخرافات والمحدَثات التي ظنُّوها من الدِّين واعتقدوها من الدِّين، وهي بعيدة كل البعد عن الدِّين‏.‏


ـ إذا كانت أفعال شخص كلُّها تناقض ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏؛ فهل يجوز لنا تكفيرُهُ مع أنه ينطقُ الشَّهادتين‏؟‏

من أتى بناقض من نواقض الإسلام؛ كترك الصلاة متعمِّدًا، أو الذَّبح لغير الله، والنَّذر لغير الله؛ كما يُفعلُ عند الأضرحة، أو دعاء غير الله، والاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، أو سبّ الله أو رسوله، أو سبِّ الدين، أو الاستهزاء بالقرآن أو بالسُّنَّة؛ فهذا مرتدٌّ عن دين الإسلام، يُحكم بكفره، ولو كان يقول‏:‏ لا إله إلا الله؛ لأن هذه الكلمة العظيمة ليست مجرَّد قول يقال باللسان، وإنما لها معنى ومقتضىً تجبُ معرفتهما والعمل بهما‏.‏
قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قال‏:‏ لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبَدُ من دون الله‏)‏ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/53‏)‏ من حديث أبي مالك عن أبيه‏.‏‏]‏؛ فلم يجعل النُّطق بـ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ كافيًا في عِصمته الدَّم والمال، حتى يضيف إليه الكفر بما يُعبَدُ من دون الله‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 256‏.‏‏]‏؛ فقدَّم الكفر بالطَّاغوت على الإيمان بالله‏.‏
إلى غير ذلك من الأدلة‏.‏


ـ سائل يقول‏:‏ إنه شاب مسلم يحمل مؤهلاً جامعيًّا في الهندسة، وقد سافر إلى إحدى الدول العربية للبحث عن عمل، ولكنه لم يفلح في ذلك، بينما وجد أن غير المسلمين لهم قبول أكثر، وفي مثل تخصصه ذلك ويُفَضَّلونَ على غيرهم من المسلمين، أي أن عدم حصوله على عمل راجع إلى كونه يدين بالإسلام، فقرر أن يعود إلى بلده في محاولة لتغيير مُسمى الديانة في جواز سفره، وفعلاً سافر إلى إحدى البلاد الإفريقية، وحصل على جواز سفر منها بديانة غير الإسلام، ثم سافر مرة أخرى إلى إحدى البلاد العربية، فوجد القبول والحصول على وظيفة، ولكنه متألم لتغيير اسم الديانة في جواز سفره، وإن كان هو في داخله يدين بالإسلام ويفخر به دينًا، لذلك هو يسأل‏:‏ ما حكم عمله هذا‏؟‏ وما حكم كسبه المال بهذه الطريقة‏؟‏


أولاً‏:‏ يجب على المسلم أن يتمسك بدينه وأن لا يتنازل عنه لأي ظرفٍ من الظروف؛ لأن الدين هو رأس الماس، وهو الذي تترتب عليه النجاة من عذاب الله سبحانه وتعالى، وهو الذي خُلِقَ الإنسان من أجله، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 56‏.‏‏]‏؛ فيجب على المسلم أن يتمسك بدينه مهما كلفه الثمن‏.‏
وما فعلته فيما ذكرت في السؤال من أنك ذهبت وغيره من مسمى الديانة إلى ديانة غير الإسلام لتحصل على عمل؛ فهذا شيء خطير، ويعتبر ردة عن دين الإسلام؛ لأنك فعلت هذا، وتظاهرت بغير دين الإسلام، وانتسبت إلى غير دين الإسلام، والمسلم لا يجوز له ذلك، ويجب عليه أن يتمسك بدينه، وأن يعتزَّ بدينه، وأن لا يتنازل عنه لطمعٍ من أطماع الدنيا، فالله سبحانه وتعالى لم يستثن في أن يتلفظ الإنسان بشيء من ألفاظ الكفر؛ إلا في حالة الإكراه المُلجئ؛ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 106-107‏.‏‏]‏‏.‏
فأنت تظاهرت بغير دين الإسلام وانتسبت لغير دين الإسلام لأجل الدنيا وطمع الدنيا، لم تصل إلى حد الإكراه الذي تُعذَرُ به؛ فالواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والمبادرة إلى تغيير هذا الانتساب، والمبادرة إلى كتابة الديانة الإسلامية في ورقة عملك، مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على ما فات، والعزم على أن لا تعود لمثل هذا الشيء؛ لعلَّ الله أن يتوب علينا وعليك‏.‏
ثم على الجهات المسؤولة من المسلمين وحكومات المسلمين أن لا يُحرجُوا المسلمين إلى هذا الحد؛ بحيث إنهم يُقدِّمون أهل الديانات الكافرة على المسلمين في توظيفهم في الأعمال وتوليتهم الأعمال؛ لأن هذا ربما يكون دسيسة من أعداء المسلمين؛ ليصرفوا الناس عن دينهم؛ كما حصل لهذا السائل؛ فالواجب على الجهات المسلمة والحكومات الإسلامية أن تنتبه لهذا، وأن لا تُحرِج المسلمين إلى مثل هذه الحالة التي وقع فيها هذا الإنسان، وأن تتابع الموظفين الذين يفرضون على المسلمين هذه الفرضيات الخبيثة‏.‏ وفق الله الجميع‏.‏



8 ـ كثيرًا ما يطلب والدي من أهلي خدمته في وقت شربه الخمر؛ من إحضاره له وتغسيل آنيته ونحو ذلك، وكذلك يسخر منهم إذا رآهم يصلون؛ فما الحكم في ذلك، وأنا أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة أشخاص ‏[‏رواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏ج4 ص296‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏ج2 ص1122‏)‏؛ كلاهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه‏.‏‏]‏؛ فماذا يجب علينا نحو والدنا‏؟‏

هذا الوالد مستهتر، وإذا بلغ من استهتاره أنه يستهزئ بالصلاة وبالمصلين؛ فهذا ردة عن دين الإسلام، فيجب عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن يرجع إلى دينه من جديد، وأنت لا يجوز لك إعانته على المعصية كما ذكرنا في أول الجواب؛ فلا تُحضروا له ما يستعين به على معصية الله، والواجب إنكار هذا المنكر والتغليظ عليه في ذلك ومضايقته في ذلك لعله يتوب إلى الله سبحانه وتعالى‏.‏


ـ أفيدكم أني أبلُغُ من العمر الخمسة والأربعين، وقد مضى عليَّ أربع سنين من عمري دون أن أصلي ودون أن أصوم رمضان، ولكنّي في العام الماضي أدَّيت فريضة الحجِّ؛ فهل تكفّر عمَّا فاتني من صوم وصلاة‏؟‏ وإن كانت لا تكفِّر؛ فماذا عليَّ أن أفعله الآن‏؟‏ أرشدونا وفَّقكم الله‏.‏

ترك الصلاة متعمِّدًا خطير جدًّ؛ لأن الصلاة هي الرُّكن الثاني من أركان الإسلام، وإذا تركها المسلم متعمِّدًا؛ فإنّ ذلك كفر؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏بينَ العبد وبين الكفر ترك الصلاة‏)‏ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/88‏)‏ من حديث جابر بن عبد الله بنحوه‏.‏‏]‏، وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها؛ فقد كفر‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏5/346‏)‏، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/283‏)‏، ورواه النسائي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/231-232‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/342‏)‏؛ كلهم من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه‏.‏‏]‏، والله تعالى يقول في الكفار‏:‏ ‏{‏فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 5‏.‏‏]‏، ويقول عن أهل النار‏:‏ ‏{‏مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 42-44‏.‏‏]‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من النصوص التي تدلُّ على كفر تارك الصلاة، وإن لم يجحد وجوبها، وهو الصحيح من قولي العلماء رحمهم الله‏.‏
فما ذكرت من أنك تركتها متعمِّدًا مدَّة أربع سنوات؛ هذا يقتضي الكفر، ولكن إذا تُبت إلى الله عز وجل توبة صحيحة، وحافظت على الصلاة في مستقبل حياتك؛ فإن الله يمحو ما كان من ذي قبلُ، والتوبة الصادقة تَجُبُّ ما قبلها‏.‏
أما الحجُّ؛ فلا يكفِّرُ ترك الصلاة ولا ترك الصيام؛ لأن هذه كبائر موبقة لا يكفِّرها الحجُّ‏.‏
وكذلك الحجُّ إذا كنت أدَّيته وأنت لا تُصلِّي؛ فإنه لا يصحُّ؛ لأن الذي لا يصلي ليس له دين، وليس له إسلام؛ ولا يصحُّ منه عمل إلى أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى؛ فإذا تُبت إلى الله توبة صحيحة، وحافظت على الصلاة؛ فإنَّ هذا يكفِّر ما سبق، ولكن عليك بالصِّدق والاستمرار على التَّوبة والاهتمام بالصلاة‏.‏
وإذا كانت أدَّيت الحجَّ في حالة تركك للصلاة؛ فإنَّ الأحوط لك أن تعيده، أمَّا إذا كنت أدَّيته بعدما تُبت؛ فهو حجٌّ صحيح إن شاء الله‏.‏
وما مضى من المعصية وترك الصلاة والصيام تكفِّره التَّوبة الصَّادقة‏.‏


ـ لدي أخ لا يواظب على الصلاة، ولا يحرص على صلة الرَّحم، ويرافق جلساء السُّوء؛ فهل يجب عليَّ أن أهجره ولا أحادثه، خاصة وأنني نصحته عدة ومراتٍ، ولم يمتثل‏؟‏

من يترك الصلاة ويقطع الرحم؛ فإنه تجب مناصحته، فإن لم يقبل؛ وجب هجره حتى يتوب إلى الله؛ لأن ترك الصلاة كفر، وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب، والله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ‏}‏ ‏[‏المجادلة‏:‏ 22‏.‏‏]‏‏.‏


1 ـ ما حكم زيارة تارك الصلاة في مرضه، أو محاولة علاجه والسعي لذلك، أو تشييع جنازته إذا مات‏؟‏


أما مسألة زيارته والسعي في علاجه؛ فإذا كان هذا سببًا لهدايته ودعوته إلى التَّوبة والرُّجوع عمَّا هو علي؛ فهذا شيء طيِّبٌ؛ فأنتم تزورونه، وتنصحونه، وتدعونه للتَّوبة، لعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يمُنَّ عليه بها، وتكونون سببًا في ذلك، ويُختَم له بخير إن مات أو إن شفاه الله من مرضه‏.‏
وكذلك السَّعي في علاجه إذا كان هذا يترتَّبُ عليه أو يُرجى منه أو يؤثِّر ذلك على سلوكه وتوبته ورجوعه عمّا هو فيه؛ فهذا شيء طيِّبٌ‏.‏
أمَّا اتِّباع جنازته إذا مات، وأنتم تعلمون أنَّه لا يصلِّي أبدًا ويترك الصلاة ونهائيًّا متعمِّدًا؛ فهذا لا يجوز لكم اتِّباع جنازته؛ لأنه بذلك يكون كافرًا، ويكون مات على الكفر، والكافر لا يتَّبِعُ جنازته المسلم ولا يصلِّي عليه، بل ولا يُدفن في مقابر المسلمين، إذا ثبت أنه لا يصلِّي أبدًا، وأنه ترك الصلاة متعمِّدًا، ومات على ذلك؛ فإنَّه مات ميتة الكافر والعياذُ بالله؛ فلا يجوز اتِّباع جنازته‏.‏
هذا هو الراجح، ومن العلماء من يفصِّل بين من تركها جَحدًا لوجوبها؛ فإنه يكون كافرًا، وبين من يتركها كسلاً مع اعترافه بوجوبها؛ فلا يكفر‏.‏


ـ في هذا الوقت مع الأسف الشديد نرى كثيرًا من الناس يقولون كلمة التوحيد لا إله إلا الله، ولكنهم لا يحافظون على الصلوات إلا في يوم الجمعة أو في رمضان، والبعض منهم لا يصلي مطلقًا إلا مرة واحدة في العام كله، وهي صلاة عيد الفطر المبارك لكي يراه الناس، مع أن هذه الصلاة فرض كفاية أو سنة مؤكدة، والبعض لا يصلي أبدًا ولا يعرف القبلة أي هي؛ إلا أننا نراهم في ليلة السابع والعشرين من رمضان يذهبون إلى مكة لأداء العمرة، أو في الحج يذهبون مع الناس إلى الحج؛ فما حكم هؤلاء‏؟‏ وقد يموت أحدهم ويأتي أهلهم بجنائزهم فيصَلِّي عليهم المسلمون لأنهم يُحسنون الظن بهم، أليس في هذا غش للمسلمين يجعلهم يصلون عليه ويُدفَنَ في مقابرهم‏؟‏ وهل الصلاة عليه مقبولة أم مردودة‏؟‏ وهل أهل الميت آثمون بعملهم هذا أم لا‏؟‏

هذا وضع خطير وشر كبير يجب التنبه له، وقول السائل وفقه الله‏:‏ إن هناك أناسًا يشهدون أن لا إله إلا الله ولكنهم لا يصلون إلا في أوقات معينة؛ كرمضان أو الجمعة أو العيد، هذا فيه تفصيل‏:‏
إن كان المراد أنهم لا يصلون مع الجماعة ويصلون في بيوتهم ولا يتركون الفرائض؛ فهؤلاء قد ارتكبوا أمرًا كبيرًا؛ لأن ترك صلاة الجماعة ترك لواجب عظيم يأثمون عليه، ويجب الأخذ على أيديهم وإلزامهم بصلاة الجماعة مع المسلمين، ولكن صلاتهم صحيحة، ولا يخرجون من الإسلام بهذا العمل الذي هو ترك صلاة الجماعة؛ لأن ترك صلاة الجماعة ترك لواجب لا يقتضي الردة‏.‏
أما إذا كان قصده من ذلك أنم لا يصلون أبدًا، بل يتركون الصلاة تركًا نهائيًا، فإن هذا ردة عن دين الإسلام، فإن كانوا تركوا الصلاة لأنهم لا يرَون وجوبها؛ فهذا ردة عن الإسلام بإجماع أهل العلم، وإن تركوها مع اعترافهم بوجوبها، ولكنهم تركوها تكاسلاً، وداوموا على تركها متعمدين لذلك؛ فهذا أيضًا ردة على الصحيح من قولي العلماء؛ لأن الصلاة هي عمود الإسلام، والأدلة على كفر تاركها بدون تفصيل أدلة كثيرة من الكتاب والسنة‏.‏
وعلى كل حال؛ من ترك الصلاة فأمره خطير، وهذا إذا مات على هذه الحالة؛ فإنه لا تجوز الصلاة عليه؛ لأنه مات على غير الإسلام، ومثل هذا يُدفَنُ بدون صلاة وبدون إجراءات جنائز المسلمين؛ لأنه يعتبر مرتدًا عن دين المسلمين، بل لا يُدفَنُ مع المسلمين في مقابرهم؛ لأنه ليس منهم‏.‏
وهذا أمر خطير، والصلاة لا تجب في رمضان فقط أو يوم العيد فقط أو يوم الجمعة فقط، بل الصلاة جعلها الله عز وجل خمس صلوات في اليوم والليلة، كما قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏خمسُ صلواتٍ فَرَضَهُنَّ الله في اليوم والليلة‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏ج2 ص63‏)‏، ورواه النسائي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏ج1 ص230‏)‏؛ كلاهما من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه‏.‏‏]‏، وكما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 103‏.‏‏]‏، فالصلوات تجب المحافظة عليها في مواقيتها في اليوم والليلة في جماعات المسلمين في المساجد، هذا هو دين الإسلام، وما ذكره السائل من التغرير‏.‏


ـ أنا شابٌّ، وأهلي لا أشاهدهم يصلُّون، وكلَّما نصحت لهم وقلت لهم‏:‏ صلُّوا؛ لا يستمعون إليَّ، وهم لا يصلُّون؛ هل عليَّ إثم أم لا‏؟‏

الصلاة ركن من أركان الإسلام، بل هي آكدُ أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام، وهي الفارقة بين المؤمن والكافر؛ كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏بين العبد وبينَ الكُفرِ والشِّركِ‏:‏ تركُ الصلاة‏)‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/88‏)‏؛ بلفظ‏:‏ ‏"‏بين الرجل‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه‏.‏‏]‏‏.‏
والمرأة التي لا تصلِّي‏:‏ إن كانت لا ترى وجوب الصلاة عليها؛ فهي كافرة بإجماع أهل العلم، وإن كانت ترى وجوبها وتركتها تكاسُلاً؛ فإنها تكفر على الصحيح من قولي العلماء‏.‏
فعلى هذا لا يصحُّ للمسلم أن يتزوَّجها، وإذا كان قد تزوَّجها؛ فلا يجوز له إمساكها؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ‏}‏ ‏[‏الممتحنة‏:‏ 10‏.‏‏]‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 221‏.‏‏]‏؛ فإن تابت توبة صحيحة، وحافظة على الصلاة؛ فإنه يجدِّد العقد عليها‏.‏ والله أعلم‏.‏


ـ كثيرًا ما أترك صلاة الفجر - والعياذ بالله - فلا أصليها في المسجد، والسبب هو ثِقَلُ النَّوم، وخاصَّة إذا تغيَّر الوقت من الصَّيف إلى الشِّتاء‏؟‏

تجب المحافظة على الصلاة في الجماعة في الفجر وغيرها، والنوم ليس بعذر دائمًا؛ فالذي يعتاد النَّوم ويترك الصلاة ليس بمعذور، والواجب عليه أن يعمل الأسباب التي توقظُهُ؛ من النوم مبكِّرًا، والعزم على القيام للصلاة، وإيصاء من يوقظه من أهله أو جيرانه، أو اتِّخاذ ساعة تنبِّهُهُ للصَّلاة، ‏{‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا‏}‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 2‏.‏‏]‏؛ فالأمر راجع إلى اهتمام العبد وعدم إهماله‏.‏
وقد همَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلِّفين عن صلاة الفجر (1).‏ والله أعلم‏.‏


ـ هل إذا ذهب المرء إلى المسجد، ووجد أناسًا عند المسجد، ودخل المسجد، ولم يقل لهم‏:‏ صلُّوا؛ هل عليه إثم أم لا‏؟‏

يجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب استطاعته‏:‏ إمَّا باليد، وإمَّا باللسان، وإمَّا بالقلب، ولا يجوز للمسلم ترك إنكار المنكر، فإذا رأى أناسًا لا يصلون؛ فإنه يأمرهم بالصلاة؛ فإن امتثلوا، وإلا؛ فإن كان له سلطة عليهم؛ ألزمهم وأدَّبهم، وإن لم يكن له سلطة؛ فإنه يبلِّغ أهل السلطة عن وضعهم، ولا يجوز له السُّكوت على المنكر وإقراره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَن رأى منكم مُنكرًا، فليُغيِّره بيده، فإن لم يستطع؛ فبلسانه، فإن لم يستطع؛ فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان‏)‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/69‏)‏ من حديث أبي سعيد رضي الله عنه‏.‏‏]‏‏.


هل يصحُّ للمرأة أن تصلّي عند صورة في كتاب أو صحيفة، وإذا وضع شيء على الصُّورة أو أغلق الكتاب؛ فهل تصحَّ الصلاة‏؟‏

يُكره للمسلم أن يصلِّي مستقبل الصورة، ويُكره أن يصلي في مكان قد عُلِّقت ونُصبت فيه الصُّور، أما الصور الممتهنة والمُلقاة على الأرض؛ فلا تأثير لها، ولا يجوز الاحتفاظ بالصُّور للذِّكريات أو الهواية؛ لأنَّ الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة، ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم بطمس الصُّور (2).‏



هل تجوز الصلاة على الملائكة لفضلهم ورفعة قدرهم‏؟‏ وإذا كانت تجوز؛ هل يجوز أن أُلحق الصلاة بهم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهُّد في الصلاة أولا‏؟‏


السلام على الملائكة مشروع؛ بأن تقول‏:‏ عليهم السلام؛ لأنهم عباد مكرمون، وهم خلق من خلق الله، فضَّلهم الله سبحانه وتعالى على غيرهم؛ كما قال تعالى في حقِّهم‏:‏ ‏{‏بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 26‏.‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ‏}‏ ‏[‏عبس‏:‏ 15-16‏.‏‏]‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك؛ فهم لهم قَدرُهم وفضلُهم وشرفُهم، ويُشرع الصلاة والسلام عليهم‏.‏



هل يجوز أن أُلحق الصلاة عليهم بالصّلاة على الرسول في التّشهُّد‏؟‏


لا؛ الصّلاة التي في التشهُّد يقتصر فيها على الوارد، ولكن في قولنا‏:‏ السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين‏:‏ ما يشمَلُ كلَّ عبد صالح في السماء أو في الأرض، وتدخل فيه الملائكة من باب أولى‏.‏



هل يجوز للمسلمين أن يؤدُّوا صلاة الجنازة على مسلم مات منتحرًا‏؟‏

تجب الصلاة على جنازة كل مسلم، ولو كان قاتلاً لنفسه؛ لأنَّ قتله لنفسه كبيرة لا تخرجه عن الإسلام؛ فالقاتل لنفسه عاص، له ما للمسلمين من الصلاة عليه والاستغفار له وتغسيله وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين‏.



يتبــــع

k,hrq hghsghl lk tjh,n hgado whgp hgt,.hk‏










عرض البوم صور حنان   رد مع اقتباس
قديم 11 / 12 / 2007, 35 : 10 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
حنان
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حنان


البيانات
التسجيل: 05 / 12 / 2007
العضوية: 1
المشاركات: 1,967 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 397
نقاط التقييم: 30
حنان is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حنان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حنان المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

ماهي نواقض الإسلام وما هي الكتب التي شرحتها بالتفصيل حتى نحذر من الوقوع فيها‏؟‏


نواقض الإسلام كثيرة وخطيرة جدًا - أعاذنا الله وإخواننا المسلمين منها - وقد يكون بعضها خفيًا يحتاج إلى عناية وتنبيه، وقد ذكر الشيخ محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - عشرة من نواقض الإسلام، وهي رسالة مستقلة مطبوعة ضمن ‏"‏مجموعة التوحيد‏"‏، وكذلك من أراد التوسع في معرفة هذا الباب المهم فليرجع إلى باب الردة في ‏"‏كشاف القناع‏"‏ في الفقه الحنبلي أو في غيره من كتب الفقه في المذاهب الأخرى، فإن باب الردة يتضمن بيان الأسباب التي يرتد بها الشخص بعد إسلامه‏.‏ وهذه النواقض العشرة التي ذكرها الشيخ رحمه الله‏:‏
الأول منها‏:‏ الشرك في عبادة الله عز وجل، ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو القبر‏.‏
والثاني‏:‏ من نواقض الإسلام‏:‏ من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم‏.‏
والثالث‏:‏ من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم‏.‏
والرابع‏:‏ من اعتقد أن غير هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه صلى الله عليه وسلم‏.‏
والخامس‏:‏ من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه يرتد ولو عمل به‏.‏
والسادس‏:‏ من استهزأ بشيء من دين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ثوابه أو عقابه، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ الآيتين 65، 66‏]‏‏.‏
السابع‏:‏ السحر تعلمه وتعليمه فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 102‏]‏‏.‏
والثامن‏:‏ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية 51‏]‏‏.‏
والتاسع‏:‏ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهذا كافر‏.‏
والعاشر‏:‏ الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ‏}‏ ‏[‏سورة السجدة‏:‏ آية 22‏]‏ قال الشيخ رحمه الله تعالى‏:‏ ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطرًا، وأكثر ما يكون وقوعًا فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه‏.‏


ـ ما مدى صحة الحديث القائل‏:‏ ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏8/50‏)‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما‏]‏ وما معناه وكيف نجمع بينه وبين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 256‏]‏ وبين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏سورة يونس‏:‏ آية 99‏]‏ وبين الحديث القائل‏:‏ ‏(‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل‏)‏ وهل يفهم أن اعتناق الدين بالاختيار لا بالإكراه‏؟‏

أولاً الحديث ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏ حديث صحيح رواه البخاري وغيره من أهل السنة بهذا اللفظ‏:‏ ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏‏.‏ وأما الجمع بينه وبين ما ذكر من الأدلة فلا تعارض بين الأدلة ولله الحمد‏.‏ لأن قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏8/50‏)‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما‏]‏ في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه فيجب قتله بعد أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 256‏]‏ وقول تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ‏}‏ ‏[‏سورة يونس‏:‏ آية 99‏]‏ فلا تعارض بين هذه الأدلة؛ لأن الدخول في الإسلام لا يمكن الإكراه عليه؛ لأنه شيء في القلب واقتناع في القلب، ولا يمكن أن نتصرف في القلوب، وأن نجعلها مؤمنة، هذا بيد الله عز وجل هو مقلب القلوب، وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء‏.‏
لكن واجبنا الدعوة إلى الله عز وجل والبيان والجهاد في سبيل الله لمن عاند بعد أن عرف الحق، وعاند بعد معرفته، فهذا يجب علينا أن نجاهده، وأما أننا نكرهه على الدخول في الإسلام، ونجعل الإيمان في قلبه هذا ليس لنا، وإنما هو راجع إلى الله سبحانه وتعالى لكن نحن، أولاً‏:‏ ندعو إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة ونبيّن للناس هذا الدين‏.‏
وثانيًا‏:‏ نجاهد أهل العناد وأهل الكفر والجحود حتى يكون الدين لله وحده، عز وجل، حتى لا تكون فتنة‏.‏
أما المرتد فهذا يقتل، لأنه كفر بعد إسلامه، وترك الحق بعد معرفته، فهو عضو فاسد يجب بتره، وإراحة المجتمع منه؛ لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقائد الباقين، لأنه ترك الحق لا عن جهل، وإنما عن عناد بعد معرفة الحق، فلذلك صار لا يصلح للبقاء فيجب قتله، فلا تعارض بين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 256‏]‏ وبين قتل المرتد، لأن الإكراه في الدين هنا عند الدخول في الإسلام، وأما قتل المرتد فهو عند الخروج من الإسلام بعد معرفته وبعد الدخول فيه‏.‏
على أن الآية قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 5‏]‏ فيها أقوال للمفسرين منهم من يقول‏:‏ إنها خاصة بأهل الكتاب، وأن أهل الكتاب لا يكرهون، وإنما يطلب منهم الإيمان أو دفع الجزية فيقرون على دينهم إذا دفعوا الجزية، وخضعوا لحكم الإسلام، وليست عامة في كل كافر، ومن العلماء من يرى أنها منسوخة بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 5‏]‏ فهي منسوخة بهذه الآية‏.‏
ولكن الصحيح أنها ليست منسوخة، وأنها ليست خاصة بأهل الكتاب، وإنما معناها أن هذا الدين بيِّن واضح تقبله الفطر والعقول، وأن أحدًا لا يدخله عن كراهية، وإنما يدخله عن اقتناع وعن محبة ورغبة‏.‏ هذا هو الصحيح‏.


ـ ما رأي الدين في الذين يستنجدون بالرسل أو الأنبياء أو الأولياء عندما تحل بهم كارثة كأن يقول الشخص الذي حلت به المصيبة‏:‏ يا رسول الله أو بالمهدي أو نحو ذلك‏؟‏

الذين يستنجدون بالأموات من الرسل والأولياء والصالحين أو الأحياء فيما لا يقدرون عليه، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات مشركون شركًا أكبر؛ لأنه لا يطلب مثل هذه الأمور إلا من الله سبحانه وتعالى؛ لأن الاستغاثة والدعاء من أنواع العبادة، والعبادة كلها مستحقة لله، وصرفها لغيره شرك، وهؤلاء الأموات لا يقدرون على مساندة من ناداهم ولا نجدة من دعاهم لأنهم أموات انتقلوا إلى الدار الآخرة فالاستنجاد والاستغاثة بالأموات والغائبين لطلب النجدة ولطلب الإغاثة ولطلب تفريج الكرب وكشف الغم وغير ذلك كل هذا من الوثنية ومن شركيات الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏سورة يونس‏:‏ آية 18‏]‏ وقال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ، أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ‏}‏ ‏[‏سورة الزمر‏:‏ آية 2، 3‏]‏‏.‏
وهذا الذي ذكره السائل من أنواع الشرك الأكبر، وعلى من فعله أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة صحيحة، وأن يرجع إلى رشده، وأن يترك هذا الشرك الذي إذا مات عليه فهو خالد مخلد في النار - نسأل الله العافية والسلامة - قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية 72‏]‏، مع أن يحبط عمله في الدنيا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الزمر‏:‏ آية 65، 66‏]‏ فالشرك محبط للعمل ومخلد في النار إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا، فإن الله يتوب عليه ومن تاب تاب الله عليه‏.‏ والتوبة تَجُبُّ ما قبلها، فعلى من وقع في مثل هذه الأمور أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة صحيحة، وأن يخلص العبادة بجميع أنواعها لله، وأن ينقذ نفسه من النار قبل أن يحضره الأجل، وهو على عقيدة الشرك، نسأل الله العافية والسلامة‏.‏


ـ هناك من يقع في التوسل بغير الله، ويطل بالمدد من الأولياء والصالحين رغم أنه يوحد الله بالقول ويصلي ويصوم، وإذا نهيناه عن ذلك كابر وجادل وحاول أن يحرِّف في معاني القرآن ويقول‏:‏ إنني لا أطلب الرزق مباشرة أو دفع الضر، ولكني أطلب من الله ببركتهم وصلاحهم وتقواهم فهل في هذا فرق بين من يطلبهم مباشرة أو يطلب الله بواسطتهم وهل هذا القائل على حق أم لا‏؟‏

التوسل بالأموات والغائبين أمر محرم ولا يجوز، لأن الميت والغائب لا يقدر أن يعمل شيئًا مما طلب منه ثم هذا يختلف حكمه باختلاف نوع التوسل، فإن كان توسلاً بالغائب والميت، ويتقرب إليه بشيء من أنواع العبادة كالذبح له والنذر له ودعائه فهذا شرك أكبر ينقل من الملة ـ والعياذ بالله ـ لأنه صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله، أما إذا كان التوسل بالغائب والميت بمعنى أنه يدعو الله سبحانه وتعالى، ويجعل هذا واسطة فيقول‏:‏ أسألك بحق فلان فهذا بدعة لا يصل إلى حد الشرك الأكبر، لكنه بدعة محرمة، وهو وسيلة إلى الشرك، وباب إلى الشرك، فلا يجوز التوسل بالأموات والغائبين بهذا المعنى، فإن كان يطلب منهم الحاجة، ويذبح لهم فهذا شرك أكبر، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏سورة يونس‏:‏ آية 18‏]‏‏.‏


نرجو من فضيلتكم إيضاح أمر الاستعانة والاستغاثة بغير الله المباحة والمحرمة‏؟‏

الاستعانة والاستغاثة بغير الله فيهما تفصيل‏:‏ فإن كانت فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه من شفاء المرضى و*** الخير ودفع الشر، أو الاستغاثة بالموتى، فهي شرك أكبر؛ لأنها صرف للعبادة لغير الله تعالى، فالاستعانة والاستغاثة اللتان من هذا النوع من أعظم أنواع العبادة‏.‏‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏}‏ ‏[‏سورة الفاتحة‏:‏ آية 5‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 9‏]‏، أما إذا كانت الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق الحي الحاضر فيما يقدر عليه من دفع عدو أو إعانة على حمل شيء فلا بأس بها‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ‏}‏ ‏[‏سورة القصص‏:‏ آية 15‏]‏ قال الشيخ عبد الرحمن ابن حسن - رحمه الله - في ‏"‏فتح المجيد‏"‏ نقلاً عن الشيخ صنع الله الحلبي‏:‏ والاستغاثة تجوز في الأسباب الظاهرة العادية من الأمور الحسيّة في قتال أو إدراك عدو أو سبع أو نحوه كقولهم‏:‏ يا لزيد، يا للمسلمين، بحسب الأفعال الظاهرة، ولا تجوز الاستغاثة بالقوة والتأثير أو في الأمور المعنوية من الشدائد كالمرض وخوف الغرق والضيق والفقر وطلب الرزق ونحوه، فهي من خصائص الله لا يطلب فيها غيره ‏(1)‏‏.‏‏.‏ انتهى‏.‏


بعض الناس حينما يصاب لهم قريب أو عزيز يذهبون به إلى شخص يسمونه ‏"‏الطبيب الشعبي‏"‏ وحينما يؤتى بالمريض إلى هذا الطبيب يسرد لولي المريض جملة من الأمراض، ويؤكد بأن هذا المريض لن يشفى إلا إذا ذبح له حيوان معيّن لا يذكر اسم الله عليه، ويدفن بعد ذلك في مكان يحدده‏.‏
هل إذا فعل الإنسان ذلك طلبًا للشفاء غير قاصد الشرك يكون آثمًا، وهل يعتبر ذلك من الشرك الأكبر ثم ما تأثير الذبح لغير الله عمومًا على عقيدة المسلم‏؟‏


الذبح لغير الله من أجل شفاء المريض أو لغير ذلك من الأغراض شرك أكبر، لأن الذبح عبادة قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ‏}‏ ‏[‏سورة الكوثر‏:‏ آية 2‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ الآيتين 162، 163‏]‏ فأمر سبحانه بأن يكون الذبح لله وحده، وقرنه مع الصلاة، كما أمر سبحانه بالأكل مما يذكر اسم الله عليه من الذبائح، ونهى عن الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ آية 118‏]‏ إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ آية 121‏]‏‏.‏
فالذبح لغير الله شرك أكبر لأي غرض من الأغراض سواء كان لأجل شفاء المريض كما يزعمون أو لغير ذلك من الأغراض، وهذا الذي يأمر أقارب المريض بأن يذبحوا ذبيحة لا يذكرون اسم الله عليها مُشعوذ يأمر بالشرك، فيجب إبلاغ ولاة الأمور عنه ليأخذوا على يديه، ويريحوا المسلمين من شره‏.‏
والله سبحانه وتعالى جعل لنا أدوية مباحة يعالج بها المرضى، وذلك بأن نذهب إلى الأطباء والمستشفيات، ونعالج بالعلاج النافع المباح‏.‏ وكذلك شرع الله سبحانه لنا الرقية بكتابه بأن نقرأ على المريض من كتاب الله، وندعو الله له بالشفاء بالأدعية الواردة‏.‏‏.‏ وفي هذا كفاية للمؤمن ‏{‏وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ‏}‏ ‏[‏سورة الطلاق‏:‏ آية 3‏]‏ أما هؤلاء المشعوذون فإنهم كذّابون دجّالون يريدون إفساد عقائد المسلمين، وأكل أموال الناس بالباطل، فلا يجوز تركهم يعبثون بالناس، ويضلونهم بل يجب ردعهم، وكف شرهم‏.‏‏.‏
أما تركهم فإنه من أعظم المنكر والفساد في الأرض‏.‏‏.‏ ويجب على المسلم المحافظة على عقيدته، فلا يعالج جسمه بما يفسد دينه وعقيدته، ولا يذهب إلى هؤلاء المشبوهين والدجّالين‏.‏ وإذا كانوا يخبرون الناس عن الأشياء الغائبة فهم كُهّان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أتى كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏"‏ رواه أحمد وأبو داود والترمذي ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏2/408، 476‏)‏، ورواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏4/14‏)‏، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/164‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/209‏)‏، ورواه البيهقي في ‏"‏السنن الكبرى‏"‏ ‏(‏7/198‏)‏، ورواه الدارمي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/275، 276‏)‏، كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وانظر ‏"‏تحفة الأشرف‏"‏ ‏(‏10/123، 124‏)‏‏]‏‏.


هل تجوز الصلاة خلف إمام يعتقد بالأولياء والصالحين‏؟‏

الاعتقاد بالأولياء والصالحين بأنهم ينفعون ويضرون أو يشفون المرضى أو يفرجون الكربات كما يعتقده القبوريون اليوم بأصحاب الأضرحة هذا شرك أكبر - والعياذ بالله - صاحبه خارج عن الملة؛ لأنه يعبد غير الله عز وجل؛ لأنه لا يملك الضر والنفع، وتفريج الكربات، وقضاء الحاجات إلا الله، لا يملك ذلك إلا الله سبحانه وتعالى، والاعتقاد بالأموات والمقبورين أنهم ينفعون أو يضرون أو حتى بالأحياء أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى من شفاء المرضى و*** الرزق ودفع الضر هذا شرك أكبر؛ لأنه تعلق على غير الله سبحانه وتعالى، وتوكل على غير الله بل وصرف أعظم أنواع العبادة لغير الله عز وجل، فهذا الإمام إذا كان كما ذكرت فإنه ليس من أهل الإسلام مادام على هذا الاعتقاد ولا تصح إمامته، لأنه مشرك بالله عز وجل‏.


الأصناف الثمانية الذين تدفع إليه الزكاة أوضحهم القرآن الكريم في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ إلى آخر الآية ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 60‏]‏ ولكن هناك أي ما يسمون أنفسهم شيوخًا ولا يتصفون بصفة من صفات أهل الزكاة المستحقين لها بل هم أغنياء ولكن هم يأخذون الزكاة من الناس بسبب اعتقاد البعض من العوام أنهم أصحاب أنساب رفيعة ومكانة عالية، ويجب أن ينالوا رضاهم وإلا أصيبوا بمصائب وعواقب وخيمة حتى إنهم يحلفون بهم ويستثنون مشيئتهم مع مشيئة الله فما حكم مثل هذا العمل‏؟‏

هذا العمل حرام من وجهين‏:‏
أولاً‏:‏ أنه إعطاء للزكاة لغير مستحقيها والله يقول‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 60‏]‏ إلخ فحصرها في ثمانية أصناف، وهؤلاء ليسوا من هؤلاء الأصناف فهم أخذوها بغير حق فلا تبرأ ذمة الدافع، ولا تباح للمدفوعة له فهي سحت وحرام‏.‏
أما الأمر الثاني‏:‏ فهو ما اقترن بذلك من أن هؤلاء يتعظمون على الخلق ويترفعون عليهم، ويزعمون أنهم يصيبونهم بالأذى والأمراض إذا لم يدفعوا لهم، هذا من اتخاذهم أربابًا من دون الله عز وجل، فاعتقاد أن مخلوقًا ينفع أو يضر من دون الله عز وجل هو الشرك الأكبر، والعياذ بالله‏.‏
والواجب أن يفقه هؤلاء أن لا أحد من المخلوقين مهما ارتفع نسبه وشرف أصله لا يصلح أنه يعتقد فيه أنه ينفع أو يضر من دون الله أو أن له تأثيرًا في الكون أو ***ًا للرزق أو دفعًا للشر، فهذا كله لله عز وجل الذي بيده الملك، وهو على كل شيء قدير، أما هؤلاء فهم مخلوقون محتاجون إلى الله، وهم ضعاف ليس لهم تأثير‏.‏ فالله سبحانه وتعالى يقول‏:‏ ‏{‏إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ‏}‏ ‏[‏سورة الحجرات‏:‏ آية 13‏]‏ جعل التقوى هي سبب الكرامة أما النسب فإنه لا تأثير له عند الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة المؤمنون‏:‏ آية 101‏]‏، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى‏)‏ ‏[‏رواه أبو نعيم في ‏"‏الحلية‏"‏ ‏(‏3/100‏)‏ من حديث جابر رضي الله عنه ورواه غيره‏]‏، فهؤلاء مثل غيرهم ليس لهم كرامة إلا بالتقوى، أما نسبهم أو أصلهم فلا دخل له ولا ينفعون ولا يضرون، بل هم من أحقر الناس إذا لم يتقوا الله سبحانه وتعالى، أما إذا اتقوه فيكونون من أشرف الناس، ومن أرفع الناس عند الله سبحانه وتعالى، ولكن ليس لهم من الأمر شيء‏.‏



لي زوجة ولي منها أولاد ولكنها للأسف لا تؤدي الصلاة، وقد طلبت منها ذلك مرارًا ونصحتها ولكنها لا تُطيع وتصرُّ على ترك الصلاة فهل أستمر في حياتي معها أم أفارقها‏؟‏ أفيدونا وفقكم الله‏.‏

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي الفارقة بين المسلم والكافر، قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏5/346‏)‏، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/283‏)‏، ورواه النسائي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/231، 232‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/342‏)‏، كلهم من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه‏]‏، وقال‏:‏ ‏(‏بين العبد وبين الكفر - أو الشرك - ترك الصلاة‏)‏ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/88‏)‏ من حديث جابر بن عبد الله بنحوه‏]‏ والأحاديث في هذا كثيرة، والصلاة هي عمود الإسلام، فمن تركها متعمدًا فإنه كفر بذلك سواء تركها جاحدًا لوجوبها أو تركها تكاسلاً على الصحيح من قول العلماء، فالذي يترك الصلاة جاحدًا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين، وهذه المرأة التي يسأل عنها السائل تركت الصلاة، وقد نصحها مرارًا، واستمرت على ترك الصلاة هذه تعتبر كافرة لا يجوز بقاء المسلم زوجًا لها قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 221‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ‏}‏ ‏[‏سورة الممتحنة‏:‏ آية 10‏]‏، وهذه كافرة يتعين عليك تركها، ويعوضك الله خيرًا منها من المسلمات الصالحات إن شاء الله تعالى‏.‏ وإن تابت، وحافظت على الصلاة، فجدد العقد عليها إن كنت تريدها‏.‏


ـ لي بعض أقارب لا يصلون تهاونًا وكسلاً، وقد نصحتهم كثيرًا ولكن دون جدوى فهل أستمر في مواصلتهم والإحسان إليهم على أمل التأثير عليهم أم أقاطعهم وأعاملهم على أنهم كفار، وما الحكم فيمن يصوم رمضان وهو لا يصلي وهل الأفضل أن يصوم وهو لا يصلي أو يترك الصيام مادام لا يصلي‏؟‏

لا شك أن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام، وأمرها في الإسلام أمر مهم ومكانتها عظيمة، وقد أكد الله سبحانه وتعالى في شأنها في آيات كثيرة في كتابه الكريم، أمر بإقامتها، وأثنى على الذين يقيمونها، ويحافظون عليها، ووعدهم بجزيل الثواب، وتوعد الذين يتساهلون في شأنها، أو يتركونها ولا يقيمونها بأشد الوعيد مما يؤكد على المسلم أن يهتم بشأن الصلاة، وأن يحافظ عليها، ويداوم عليها، وأن ينكر على من يتخلف عنها أو يتساهل فيها أشد النكير، وأن يكون اهتمام المسلمين بوجه عام بالصلاة اهتمامًا بالغًا‏.‏ يتواصون بإقامتها، ويتناصحون في شأنها ويأخذون على يد من يتهاون بها أو يتخلف عنها كما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الكرام والسلف الأول من صدر هذه الأمة‏.‏
أما من يترك الصلاة متعمدًا فإنه إن كان مع تركه لها جاحدًا لوجوبها ويرى أنها غير واجبة، وأنها ليست بشيء فهذا كافر بإجماع المسلمين، ليس له في الإسلام نصيب، وإن كان يقر بوجوبها ويعترف بركنيتها ومكانتها في الإسلام، ولكنه تركها تهاونًا وتكاسلاً، فإنه يكون كافرًا أيضًا على أصح قولي العلماء، لأن الله سبحانه وتعالى يقول في الكفار‏:‏ ‏{‏فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 5‏]‏ ويقول في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 9‏]‏ والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏5/346‏)‏، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/283‏)‏، ورواه النسائي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/231، 232‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/342‏)‏، كلهم من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه‏]‏، وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة‏)‏ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/88‏)‏ من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بنحوه‏]‏، والأحاديث في هذا كثيرة جدًا‏.‏
وما ذكرت أيها السائل من أن لك أقارب يتركون الصلاة، وأنك تناصحهم، فهل تستمر على ذلك وتواصلهم رجاء التأثير عليهم‏؟‏ نعم يجب عليك أن تناصحهم وأن تنكر عليهم، وأن تواصل ذلك معهم لعل الله أن يهديهم على يدك، وأن تكون سببًا في إنقاذهم من الكفر ومن النار‏.‏ أما إذا كانوا لا تجدي فيهم النصيحة، ولا ينفع فيهم الوعظ والتذكير، فإنه يجب عليك أن ترفع بشأنهم لولاة الأمور وأهل الحسبة ليأخذوا على أيديهم، ولا يجوز تركهم على حالهم أبدًا إذا كان المسلم يستطيع أن ينكر عليهم، وأن يقوم عليهم ويناصحهم ويرفع بشأنهم لولاة الأمر‏.‏ فإن لم يكن هناك من يلزمهم بالصلاة فاعتزلهم وابتعد عنهم وأبغضهم في الله‏.‏
أما الصيام مع ترك الصلاة فإنه لا يجدي ولا ينفع ولا يصح مع ترك الصلاة، ولو عمل الإنسان مهما عمل من الأعمال الأخرى من الطاعات فإنه لا يجديه ذلك مادام أنه لا يصلي لأن الذي لا يصلي كافر، والكافر لا يقبل منه عمل، فلا فائدة من الصيام مع ترك الصلاة‏.‏
والواجب عليهم أن يقيموا الصلاة ويقيموا أركان الإسلام كلها، لأن الإسلام بني على خمسة أركان لابد من إقامتها، ومن آكدها بعد الشهادتين الصلاة وهي عمود الإسلام فمن ترك الصلاة فإنه لا يصح منه عمل من الأعمال الأخرى، والله أعلم‏.


ـ أنا أبلغ من العمر 36 عامًا ولكن أكثر أعمالي خلال هذا العمر غير مرضية فقد ارتكبت كثيرًا من المخالفات، ولم أكن أصوم رمضان سوى من عامين فقط، وكذلك الصلوات فماذا يجب عليّ نحو الصلاة والصيام، فإني قد عقدت العزم على التوبة الصادقة إلى الله‏؟‏ كذلك حلفت أيمانًا كثيرة وقد حنثت في الكثير منها ولكني أجهل عددها فهل عليّ كفارة وكيف تؤدى وأنا أجهل عدد الأيمان التي حنثت فيها‏؟‏

أما القضية الأولى وهي تركك للصلوات سنين، وتركك للصيام فهذه الفترة التي كنت فيها على هذه الحالة لست فيها على الإسلام، لأن من ترك الصلاة متعمدًا فهو كافر سواءً كان جاحدًا لوجوبها أو يقر بوجوبها وتركها كسلاً على الصحيح، فكل هذه الفترة وأنت لست على دين لكن لما منَّ الله عليك بالتوبة، وتبت إلى الله، وحافظت على الصيام والصلاة، فإن التوبة تَجُبُّ ما قبلها ولا يلزمك قضاء ما فات قبل التوبة‏.‏
وأما من ناحية الأيمان التي حلفتها وخالفتها وأنت لا تصلي ولا تصوم حينذاك فليس عليك فيها كفارة، لأن الكفارة إنما تجب على المسلم، وتارك الصلاة متعمدًا ليس بمسلم‏.


ما هو السحر وكيف يعمل المسلم لتلافي الوقوع فيه‏؟‏ وإن وقع عليه سحر فكيف يعالجه بالطرق المشروعة‏؟‏

السحر عمل شيطاني - وهو عبارة عن رقى شيطانية وعقد وأبخرة - والسحر يؤثر في جسم المسحور فيقتل أو يمرض، وفي قلبه فيفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة، وكل ذلك بقضاء الله وقدره، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 102‏]‏، أي‏:‏ بقضائه وقدره وهو يوجب على المسلم اللجوء إلى الله والاستعاذة به من شر السحرة كما أمر الله نبيه وعباده المؤمنين أن يستعيذوا برب الفلق من النفاثات في العقد‏.‏ ومن السحر ما هو تخييلي وليس له حقيقة وهو ما يسمى بالسحر التخييلي وبالقمرة بحيث يظهر الأشياء أمام الناظر على غير حقيقتها كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف‏:‏ آية 116‏]‏، وكما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى‏}‏ ‏[‏سورة طه‏:‏ آية 66‏]‏، وهذا النوع هو الذي يستعمله المشعوذون من الصوفية ومن الذين يسمون بالبهلوانيين‏.‏



104 ـ ما مدى صحة الحديث القائل‏:‏ ‏(‏ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏4/399‏)‏، ورواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏، ورواه أبو يعلى في ‏"‏المسند‏"‏ من حديث أبي موسى رضي الله عنه‏]‏، وكيف يكون التصديق بالسحر‏؟‏ أهو بقدرة الساحر أو بالتصديق بما يراه المسحور قد تغير عما كان قبل أن يسحر أرجو توضيح هذه المسألة جزاكم الله كل خير‏؟‏


أما الحديث الذي أشار إليه السائل ‏(‏ثلاثة لا يدخلون الجنة‏)‏ فقد رواه الإمام أحمد وابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ وصححه الحاكم وأقره الذهبي - رحم الله الجميع - وأما معناه فهو الوعيد الشديد لمن يصدق بالسحر مطلقًا ومنه التنجيم لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من اقتبس شعب من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏4/15‏)‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما‏]‏‏.‏
والتصديق بالسحر ذنب عظيم وجرم كبير، لأن الواجب تكذيب السحرة والمنجمين ومنعهم، والأخذ على أيديهم من تعاطي هذه الأعمال الذميمة، لأنهم بذلك يضلون الخلق ويروجون على الناس ويفسدون العقائد، والسحر كفر كما دل على ذلك القرآن الكريم والسنة، والواجب قتل السحرة فإذا صدقهم فمعناه أنه وافقهم، وأنه أقرهم على مهنتهم الخبيثة، والواجب تكذيبهم ومحاربتهم ومنعهم من مزاولة ذلك‏.‏
أما تأثير السحر وما يترتب عليه من إصابات فذلك شيء واقع ويؤثر ويقتل ويمرض ويفرق بين المرء وزوجته ويفسد بين الناس فتأثيره شيء واقع، أما تصديق الساحر أو المنجم في أمور الغيب المستقبلة فهذا فيه وعيد عظيم وفيه إثم كبير‏.‏
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏المسند‏"‏ ‏(‏2/408، 476‏)‏، ورواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏4/14‏)‏، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/164‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/209‏)‏، ورواه الدارمي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/275، 276‏)‏، ورواه البيهقي في ‏"‏السنن الكبرى‏"‏ ‏(‏7/198‏)‏، كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وانظر ‏"‏تحفة الأشراف‏"‏ ‏(‏10/123، 124‏)‏‏]‏‏.


105 ـ هل تجوز الصلاة خلف الساحر أو المصدق بالسحر، وهل يجوز فك السحر بالسحر إذا لم توجد وسيلة أخرى‏؟‏

السحر من أعظم كبائر الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اجتنبوا السبع الموبقات‏)‏ قالوا‏:‏ وما هي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الشرك بالله والسحر وقتل النفس‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏3/195، 7/29‏)‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏]‏ إلى آخر الحديث‏.‏
فعدَّ السحر من الموبقات وجاء بعد الشرك بالله عز وجل والسحر كفر، لأنّ الله سبحانه وتعالى ذكر عن اليهود أنهم استبدلوا كتاب الله بالسحر كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ، وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ الآيتين 101، 102‏]‏، السحر من فعل الشياطين، وهو كفر وفي الآية يقول سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 102‏]‏، فدل على أن تعلم السحر كفر، وفي ختام الآية قال‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 102‏]‏، يعني‏:‏ من نصيب، فدل على أن الساحر إذا لم يتب إلى الله أنه ليس له نصيب في الآخرة وهذا هو الكافر، فالسحر كفر وعلى هذا لا تصح الصلاة خلف الساحر، وكذلك من يصدق بالسحر، ويعتقد أنه شيء حق، وأنه يجوز عمله فهذا مثل الساحر يأخذ حكمه‏.‏
أما قضية حل السحر بسحر مثله فقد نص كثير من العلماء على أن ذلك لا يجوز، لأن التداوي إنما يكون بالحلال والمباح، ولم يجعل الله شفاء المسلمين فيما حرم عليهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تداووا ولا تداووا بحرام‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏4/7‏)‏ من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وهو جزء من حديث أوله ‏(‏إن الله أنزل الداء والدواء‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏]‏‏.‏ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏6/247، 248‏)‏ معلقًا من كلام ابن مسعود رضي الله عنه‏]‏، ومن أعظم المحرمات السحر فلا يجوز التداوي به ولا حل السحر به، وإنما السحر يحل بالأدوية المباحة وبالآيات القرآنية والأدعية المأثورة هذا الذي يجوز حل السحر به‏.‏
وأما حله بسحر مثله فهذا هو النشرة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنها من عمل الشيطان‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏3/294‏)‏، ورواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏4/5، 6‏)‏، ورواه البيهقي في ‏"‏السنن الكبرى‏"‏ ‏(‏9/351‏)‏ كلهم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وانظر ‏"‏مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‏"‏ ‏(‏5/102‏)‏‏]‏، وقال الحسن‏:‏ ‏(‏لا يحل السحر إلا ساحر‏)‏ ‏[‏ذكره ابن مفلح في ‏"‏الآداب الشرعية‏"‏ عن ابن الجوزي في ‏"‏جامع المسانيد‏"‏ ‏(‏3/ 77‏)‏ بلفظ‏:‏ ‏(‏لا يطلق‏)‏‏]‏، ومنع منها كثير من العلماء‏.‏


هناك من يعمل بالسحر التخييلي من الطعن والنار والضرب بالمطارق ويظهرون في وسائل الإعلام على أنهم يأتون بمعجزات فكيف ينهى عن هذا وكيف يواجه هذا الأمر‏؟‏

الواجب إنكار هذا ومنعه من وسائل الإعلام التي لنا عليها سلطة ولنا عليها قدرة‏.‏ أما وسائل الإعلام التي ليس لنا عليها قدرة ولا سلطة فنمنعها من بلادنا‏.‏ وإذا حصل شيء من ذلك فإنه يطلب من المسئولين إزالته والقضاء عليه حماية للمسلمين من شره وخطره‏.‏



ما نصيحتكم لمن يقول‏:‏ إن عصا موسى سحرية‏؟‏

هذا كفر بالله - والعياذ بالله - إذا كان يعتقد أن موسى ساحر وأن عصاه أداة سحر، وما كانت عصا موسى سحرية، وإنما هي معجزة من آيات الله سبحانه وتعالى‏.‏ فالذي يقول هذا الكلام يتوب إلى الله، لأن هذا كلام شنيع‏.‏ وإن كان لا يقصد أن موسى ساحر وإنما قالها تقليدًا لغيره ومجاراة لكلام الناس فقد أخطأ في ذلك خطأ كبيرًا فيجب الابتعاد عن هذا التعبير‏.‏


ـ بعض الناس عندهم جهل بالقراءة ويستعينون بالجان ويقولون‏:‏ هذا جني مسلم ويسألونه عن مكان السحر‏.‏ هل من كلمة بهذا الموضوع‏؟‏

لا يستعان بالجان وإن كان يقول‏:‏ إنه مسلم فإنه يقول‏:‏ إنه مسلم وهو كذاب من أجل أن يتدجّل على الإنس فيغلق هذا الباب من أصله‏.‏
ولا يجوز الاستعانة بالجن، لأن هذا يفتح باب الشر، والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيًّا أو غير جني سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، فالاستعانة بالغائب لا تجوز إنما يستعان بالجن الحاضر الذي يقدر على الإعانة كما قال الله تعالى عن موسى‏:‏ ‏{‏فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ‏}‏ ‏[‏سورة القصص‏:‏ آية 15‏]‏ هذا حاضر ويقدر على الإغاثة فلا مانع من هذا في الأمور العادية‏.‏


ما حكم تحضير الأرواح وهل هو نوع من أنواع السحر‏؟‏

لا شك أن تحضير الأرواح نوع من أنواع السحر أو من الكهانة وهذه الأرواح ليست أرواح الموتى، كما يقولون، وإنما هي شياطين تتمثل بالموتى وتقول‏:‏ إن روح فلان أو أنا فلان وهو من الشياطين فلا يجوز هذا‏.‏
وأرواح الموتى لا يمكن تحضيرها، لأنها في قبضة الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى‏}‏ ‏[‏سورة الزمر‏:‏ آية 42‏]‏‏.‏
فالأرواح ليست كما يزعمون أنها تذهب وتجيء إلا بتدبير الله عز وجل فتحضير الأرواح باطل، وهو نوع من السحر والكهانة‏.‏


بعض الناس إذا أراد أن يبني بيتًا ذبح في هذا البيت خروفًا أو شاة وقال‏:‏ هذا من أجل أن يثبت البنيان والأصل‏؟‏

هذا شرك بالله عز وجل وهو ذبح للجن، لأنهم يذبحون على عتبة البيت أو إذا وضعوا مشروع شركة أو مصنع يذبحون أول ما تدار الحركات ويقولون‏:‏ هذا فيه مصلحة للمصنع وهو شرك بالله، لأن هذا ذبح للجن واعتقاد بالجن، وهم الذين أمروهم بهذا وأوحوا إليهم أن هذا الذبح ينفعهم‏.‏ ومن ذبح لغير الله فقد أشرك‏.‏
وفي الحديث ‏(‏لعن الله من ذبح لغير الله‏)‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏3/1567‏)‏ من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏]‏، قال الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ آية 162‏]‏، فالنسكُ‏:‏ هي الذبح‏.‏ قرنها مع الصلاة‏.‏ فكما أن الإنسان لا يصلي لغير الله فكذلك لا يذبح لغير الله قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ‏}‏ ‏[‏سورة الكوثر‏:‏ آية 2‏]‏، فالنحر عبادة لا تجوز إلا لله‏.‏


هل تعتبر من التنجيم معرفة أمور حساب السنين والشهور والأيام ومعرفة توقيت المطر والزرع ونحو ذلك‏؟‏

ليس هذا من التنجيم وإنما هو من العلم المباح، وقد خلق الله الشمس والقمر لمعرفة الحساب، قال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ‏}‏ ‏[‏سورة يونس‏:‏ آية 5‏]‏ وهذا ما يُسمّى بعلم التسيير‏.‏
قال الخطابي‏:‏ أما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال وتعلم جهة القبلة فإنه غير داخل فيما نُهِيَ عنه‏.‏‏.‏ والله أعلم‏.‏
وكذلك الاستدلال بالنجوم على معرفة الجهات لا بأس به، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏}‏ ‏[‏سورة النحل‏:‏ آية 16‏]‏، قال ابن رجب‏:‏ وأما علم التسيير فتعلم ما يحتاج إليه للاهتداء ومعرفة القبلة والطُرق جائز عند الجمهور وما زاد عليه لا حاجة إليه لشغله عما هو أهم منه‏.‏
قال البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏‏:‏ قال قتادة‏:‏ خلق الله هذه النجوم لثلاث‏:‏ زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلّف ما لا عِلم له به‏.‏
قال الشيخ سليمان بن عبد الله‏:‏ هذا مأخوذ من القرآن في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ‏}‏ ‏[‏سورة الملك‏:‏ آية 5‏]‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ‏}‏ ‏[‏سورة النحل‏:‏ آية 16‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وَعَلامَاتٍ‏}‏ أي دلالات على الجهات والبلدان ‏(2).‏
وأما معرفة توقيت المطر فهذا لا يمكن، لأن معرفة وقت نزول المطر من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وربط نزول المطر بأحوال النجوم هذا هو الاستسقاء بالأنواء وهو من أمور الجاهلية‏.‏
وأما معرفة وقت بذار الزروع فهذا يرجع إلى معرفة الفصول، وهو علم يدرك بالحساب‏.‏ والله أعلم‏.‏



هل الاستدلال بالنجوم على المواقع الأرضية سحر‏؟‏


النجوم تدل على الطريق والاتجاه للمسافر، فإذا رأى النجم عرف الاتجاه، ويعرف الطريق هذا هو المقصود ‏{‏لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ آية 97‏]‏، فإن كان قصد السائل بالمواقع الأرضية معرفة الاتجاه والطريق فهذا صحيح‏.‏


ـ فضيلة الشيخ‏:‏ ما رأيكم في قراءة الفنجان وقراءة الكف وما يسمى بالأبراج التي تنشر في الجرائد‏؟‏


كل هذه من الكهانة والشعوذة قراءة الفنجان والكف والأبراج التي تنشر في الجرائد كلها من ادعاء علم الغيب، فهي كهانة، والكهانة نوع من السحر، كلها أعمال باطلة‏:‏ الكهانة والسحر والعيافة وطرق الحصى وضرب الودع ونثر الودع كلها من أنواع الباطل وادعاء علم الغيب والتدجيل على الناس لإفساد عقائدهم‏.‏


نسمع من يقول‏:‏ عُرف كذا أو حدث كذا، قبل مائة مليون سنة، أو مائة وخمسين مليون سنة‏.‏‏.‏ هل يجوز لهم أو يمكنهم أن يقدروا حدوث بعض الأشياء‏؟‏ ثم هل يُعد ما بيننا وبين آدم عليه السلام، هل يعد بملايين السنين‏؟‏


قول بعضهم‏:‏ حدث كذا منذ مليون سنة، أو أقل أو أكثر، هو من التخرص الذي لا دليل عليه، والغيوب الماضية لا يجوز الكلام فيها إلا بدليل صحيح من كتاب الله أو سنّة رسوله أو إخبار الثقات، ولا يعلم القرون الماضية إلا الله قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ‏}‏ ‏[‏سورة الإسراء‏:‏ آية 17‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏سورة إبراهيم‏:‏ آية 9‏]‏، فما يقال في بعض وسائل الإعلام أو بعض الكتب عن بعض الآثار من تحديد ملايين السنين للأشياء هو تخرص وافتراء وقول بلا علم‏.









عرض البوم صور حنان   رد مع اقتباس
قديم 09 / 10 / 2009, 44 : 06 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 9
المشاركات: 65,283 [+]
بمعدل : 10.94 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6735
نقاط التقييم: 164
محمد نصر has a spectacular aura aboutمحمد نصر has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حنان المنتدى : ملتقى الفتاوى
بارك الله فيكي اختنا الكريمه حنان

جزاكم الله خيرا









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2010, 54 : 10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حنان المنتدى : ملتقى الفتاوى
اللهم اغفر لها وارحمها
وعافها واعف عنها
وتقبلها برضاك
وألحقها بصالح أهل قربك
يارب العالمين









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى الفتاوى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018