أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات العامة > الملتقى العام

الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن سهيل حافظ الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أسامة الأخضر الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن حمد دغريري الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عبدالرحمن خاشقجي الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع محمد منير مشاركات 0 المشاهدات 551  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 03 / 05 / 2013, 41 : 02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
محمد منير
اللقب:
مشرف ملتقى الصوتيات والمرئيات الأسلامية
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد منير


البيانات
التسجيل: 16 / 09 / 2010
العضوية: 38770
العمر: 44
المشاركات: 13,856 [+]
بمعدل : 2.79 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1552
نقاط التقييم: 23
محمد منير is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد منير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة









تدورُ سُورُ القرآنِ بين معاني الهدى والضلال كالأرض بين النور والظلام كل 24.


يضربُ الله تعالى لنا الأمثالَ في القرآن الكريم وفي كتاب الخلق المبين. ولكنْ لماذا كان ضربُ الأمثال ضرورياً؟ السببُ أنَّ هناك عَالَمَين اثنين. فيستشهدُ اللهُ تعالى بما في العَالَم الأول (الشهادة) لإثبات صحّةِ ما في العَالم الثاني (الغيب). بمعنى أنه سبحانه وتعالى يقدمُ كشهادةٍ ومثال ما يحدث أمامَنا من أحداث في العالم المادي الذي نعيش فيه لما سيحدث لا محالة في المقابل في العالم الغيبي ...

وقد تكلمنا بالتفصيل عن هذا الموضوع في مقال آخر ...


ولأنَّ العَالَمينِ من خلقهِ تعالى وهو الواحدُ فوجبَ أنْ يتحدا في الأهداف والغايات بل وحتى في المعاني والدلالات. فمادة المثل الذي يضربه تعالى تحققُ الهدفَ المنشودَ منها كُليَّاً "وجوهرياً" في أصل خَلْقِها ... فالعالَمُ المادي قُدِّرَ له وخُلِقَ أصلاً ليكون شاهداً على عالَم الغيبِ ...


وقد بيَّنا أنَّ معنى "أرض" وهي من عَالَمِ الشهادة بمعنى "سورة" وهي من عَالَمِ الغيب الروحاني. فكلمةُ "سُورة" إذا ذكرتْ في المُصحفِ قد تُبْطِن معنى "أرض" ، والعكسُ صحيحٌ ....


ولأنَّ الأرضَ تدورُ حول نفسها دورة كاملة كل 24 ساعة، فهل تدورُ سُورُ القرآنِ حول معانيها بطريقةٍ ما؟ هذا ما سنُفصِله فيما يلي ....


ففي الحديثِ النبوي الشريف: ألا وَإنَّ رَحَى الإيمانِ دائرةٌ فَدُوروا مع الكتابِ حيثُ مـا دَارَ ...


الكتاب أي القرآن يُدُورُ بنصِّ الحديث النبوي الشريف.


لو تأملنا دورانَ الأرض حول محورها كل 24 ساعة نجدُ النور والظلام على أشدهما في الظهيرة ومنتصف الليل.

فهل في معاني القرآن حركةٌ دوريةٌ كما في الأرض؟ هل تتبعُ سورُ القرآنِ نمَطاً دورياً في التغير؟ فإنْ كان الجواب بنعم، فما الذي يتغير ويدور في القرآن وسُورِه باستمرار وبتكرارٍ؟


إنَّ أبرزَ ما في الحركة الدورية للأرض هو بطبيعة الحال حركة النور والظلام الدورية. وجاءَ التذكيرُ بتعاقٌبِ آيةِ الليل وظُلُماتهِ والنهارِ ونورهِ كثيراً في القرآن. ولأنَّ الليلَ ظلامٌ، والظلامُ بدوره يرمُزُ للضلال والظلم والكفر والجهل كما جاءت به الآيات القرآنية من تشبيه الظُلم بالظلام، فإنَّنا نستنتجُ أنَّه كما يأتي الليلُ ويروحُ بحركةٍ دوريةٍ على الأرض فإنَّ معاني الضلال والظلم والكفر والجهل تأتي وتروحُ بحركةٍ دورية في القرآن وسوره.

وأنَّه كما يأتي النهارُ ويروحُ بحركةٍ دوريةٍ على الأرض، فمعاني الهُدى والنور والخير والتوحيد والفرج تأتي وتروحُ بحركةٍ دوريةٍ في القرآن وسوره.


وبهذا فإنْ كان أبرزُ ما في الأرض أي حركة الظلام والنور يدور، فإنَّ أبرزَ ما في القرآن أي معاني الضلال والهُدى يدور أيضاً.

لن نُبينَ هذا فحسب، بل أيضاً أنَّه كما وأنَّ دورة الظلام والنور تستغرق 24 ساعة على الأرض، فإنَّ دورة الهُدى والضلال تستغرق كذلك 24 سورة في القرآن ....


وهنا ينشأ سؤالٌ. كيف يكونُ القرآن الكريم تابعاً في دورته للعدد 24 في الوقت الذي كان فيه تقسيم طول اليوم إلى 24 ساعة عملا اصطلاحيا من وضع البشر؟ يعني لو قسَّمَ البشرُ الأوائلُ طولَ اليومِ إلى 10 ساعات مثلاً فهل سأدَّعي أنَّ القرآنَ سيتبعُ هو أيضاً دورة من معاني الخير والشر بطولِ 10 سور؟


تكلمنا عن هذا الموضوع بالتفصيل في مقال سورة المدثر وأمر التسعة عشر وقلنا أنَّ البشر الأوائل لم يقوموا بتقسيم اليوم إلى 24 جزءاً من تلقاء أنفسهم بل كان نوعاً من أنواع تعليم آدم الأسماء.


إذ كان على الإنسان الأوَّلِ أنْ يُقسِمَ السَنَةَ إلى ( 12 ) قِسماً أو شهراً إمَّا بأمر تشريعيٍّ: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ... {التوبة: 36} ... أو عن طريقِ وَحْي الطبيعةِ من حولِه المُتَمَثِلِ برؤيةِ 12 شهرا (بدراً) في السَنَةِ الواحِدةِ، فكان لابدَّ من تقسيم الليلِ أيضاً إلى ( 12 ) جزءاً لتكون حساباته متناغمة مع بعضِها ... ولأنَّه قسَّمَ الليلَ إلى 12 جزءاً، فلابدَّ من تقسيمِ النهار إلى ( 12 ) جزءاً مماثلاً .... فكان اليومُ (24 ) جزءاً.


والآن، كما قسَّمنا الأرض من حيثيةِ وخصائصِ"النور والظلام على الأرض"، فيمكن تقسيم سور القرآن بما يقابلها من خصائص "الهُدى والضلال في القرآن" بحيث تكمل الدورة الواحدة 24 سورة.




القسم الأول: مُقابلَ نورِ الظهيرةِ الوهَّاج المُنير على الأرض نجد ما نُسميه هنا اصطلاحاً سور "الهُدى" وهي السور التي تتميزُ معانيها بـ: الهُدى والنور والبيانِ والوضوح وظهور الحقِّ الجَلِيِّ والخيرِ العميمِ وغيابِ الظُلم والشَّر والكُفر ... سأوضح في المقال أنَّ سور الهُدى هي: الفاتحة 1 ، النور 24 ، الفتح 48 ، الجن 72 ، العلق 96 ... أي أنَّ سورَ "الهُدى" هذه تتكرر كلّ 24 سورة ...

القسم الثاني: بعد 12 ساعة يذهبُ النورُ تماماً ويعُمُّ الظلامُ الدامسُ الأرضَ ويحِلُّ وقتُ الغسق، فلا يكادُ المرءُ يُمَيِّزُ بين الخيطِ الأبيض والخيطِ الأسود. ويتخفى ويسكُنُ الصالحون والأخيارُ في بيوتهم وفي مساجدهم، ويظهرُ الأشرارُ بكل حُريَّةٍ وقوةٍ ليفسدوا في الأرض.

وكذلك فبعد 12 سورة من سور "الهدى" تأتي سور تتحدث عن ضلالٍ كاملٍ شاملٍ ويأسٍ شديدٍ وظُلمٍ مُبينٍ، وضغائِنَ ومَكائدَ ومُؤامراتٍ تُحاك في الظلام. وهذه السور هي: يوسف 12 ، يس 36 ، الممتحنة 60 ، الانشقاق 84 ، الكوثر 108 ... أي أنَّها تتكرر كلّ 24 سورة ...


الدورة الأولى: الفاتحة 1 (سُورةُ هُدى)

إنْ كان كتابُ الله تبارك وتعالى نوراً كانت الفاتحةُ أمَّ النورِ كونها أمّ الكتابِ، لِذَا فهي تحملُ جميعَ معاني الهُدى والنور والحقِ الواضح والخير العميم وغياب الظُلم والشَّر والكُفر ... فهي بشدةِ نورِها ووُضوحِها في القرآن تمثلُ وقتَ الظهيرةِ على الأرض.


الدورة الأولى: يوسف 12 (سورة ضلال الإنسان)

بعد 12 سورة من الفاتحة يدخلُ "الغسق والضلال" مُتمثلاً بسورة يوسف التي تختص بـ "ضلال" الناس الشديد من جهة، وتومئ إلى انتصاف الليل من جِهةٍ أخرى.

فهي تُشيرُ إلى انتصاف الليل ابتداءً عن طريقين، اسمها وترتيبها. فاسمها "يوسف" وهو المعروف بجماله والجمال من صفات القمر، والقمر لا يظهر إلا في الليل. أما ترتيبها فهو 12 وهذا العدد مرتبط ارتباطاً أزلياً بالقمر ومن ثمَّ بالليل ... إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِى كِتَبِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ... {التوبة: 36} ...

وتحتوي السورة على 4 رؤى (رؤيا يوسف، ثم صاحبيه في السجن، ثم رؤيا الملك) ولابد من أنَّ الرؤى تومئ إلى حلول الليل.

أقصرُ آية في السورة من حيث عدد الكلمات هي الآية {16} وفيها: وَجَاءُو أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ {16} ... وهي تلفت النظر لقصرها. ولأنها آية بحد ذاتها نسأل ما هي الآية فيها؟ لماذا ذكر الحكيم الخبير {عِشَاءً} في هذا الجزء من القصة؟ فجميع الأحداث سواءً في هذه القصة أو في غيرها تحدثُ في وقت معين من اليوم، فلِمَ اختار اللطيف الخبير أنْ يخبرنا بهذا التفصيل اللطيف هنا تحديداً؟ ونجيب بأنَّ الآيةَ في الآيةِ هو ذِكرُ كلمةِ {عِشَاءً} في إشارةٍ إلى مكرهم وكيدهم المظلم في الليل إذ أنَّ هذه السورة تمثلُ وقت"الظُلْم" في القرآن كما يُمثلُ "الغسق" وقت الظلام في الأرض ....

وفي السورةِ أطولُ قصةٍ في القرآن على الإطلاق لأنَّها تمثلُ وقت "الظُلْم"، وليلُ الظلمِ طويلٌ لا ينتهي بالنسبة للمظلومين ...

وفيها كيدٌ عظيمٌ بدأً من كيد إخوة يوسف وبغضه والرغبة في قتله ورميه في البئر

ثُمَّ:

ومعاناة {غَيَابَت الْجُبِّ} وظلام البئر في الطفولة: فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فى غَيَابَت الْجُبِّ ... {15} ... ولاحظ أنَّ كلمة {غَيَابَتِ} تومئ إلى الظُلمةِ والظُلم ...

إلى كيد امرأة العزيز ومن ثم صاحباتها...

ثم معاناة ظلم السجن مما يعني ظلام الليل ... بل إنَّ كلمة {السجن} وردت 9 مرات في السورة والسجن بطبيعة الحال من أشد المعاناة وخاصة إذا كان المسجون مظلوماً. ولبيان أنَّ الأمر ليس مصادفة فإنَّ كلمة {السجن} أو أي من تصاريفها لم ترد في أي موضع من المصحف عدا مرة واحدة فقط في سورة الشعراء آية 29 !...



وعباراتُ اليأسِ الشديدِ الناتج من طول الليل والظلام والظُلُمات: يَابَنِىَ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ ... والتحسس يكون في الظلامِ الشديد ...
وَلاَ تاَيـئـسُواْ مِن رَّوْحِ الله إِنَّهُ لاَ يَايْـئـسُ مِن رَّوْحِ الله إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ {87} ... وكأنه صوت غريقٍ مؤمنٍ من بطون الظلمات ...

وحتى يأس الرسل:
حَتَّى إِذَا اسْتَيــئـسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّى مَن نَّشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {110}

بل وحتى الملك الذي صدّقَ رؤيا يوسف وأخرجه من السجن وجعله على خزائن الأرض لم يكن من المؤمنين بشريعة الله تعالى وكان له دينٌ مختلف ...



الدورة الثانية: النور 24 (سُورةُ هُدى)

بعد 12 سورة من يوسف نجد سورة النور والتي تُمثل وقت الظهيرة من جديدٍ على الأرض. واسمُ السورة "النور" يُشيرُ ذاته إلى نورٍ عظيم كما فصلناه في مقال منفصل.


كما إن كلمة {النور} أو أحدَ تصاريفِها {نُور، نُورَه، بِنورِ، نُوراً، نُورَهم، نُورَكم، نُورَنا، بِنُورِهم} وردتْ 43 مرةً في المُصحفِ وكان نصيب سورة النور الأكبر بواقع سبعة مرات.



الدورة الثانية: يس 36 (سورة ضلال الإنسان)

وبعد 12 سورة من سورةِ يس يدخلُ وقت "الغسق" ووقت "الضلال" من جديد فنجدُ سورةَ "يس" وهي من السور التي تختص بـ "ضلال" الناس الشديد من جهة، ومن جِهةٍ أخرى فهي تُشيرُ إلى انتصاف الليل ... وفي إشارةٍ إلى علاقة السورة بالضلال الشديد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: اقرءُوها على موتاكم ...

يس {1} وَالقُرءانِ الْحَكِيمِ {2} إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {3} عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {4} تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ {5} لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءَابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ {6} لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ {7} ...

فابتداءً من مطلع السورةِ يقول تعالى إلى قومٍ {غَافِلُونَ} لأنَّهم {مَّا أُنذِرَ ءَابَاؤُهُمْ} ... وهذا تصريحٌ بضلال مبينٍ وليلٍ بهيم إذ طال عليهم زمان الكُفر ...

فالناسُ في كُفرٍ شديدٍ وسط الظلمات بلا أمل:

إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَاقِهِمْ أغْلَالاً فَهى إِلَى الأذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ {8} وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُم فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ {9} وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ {10} ..... وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأنى يُبْصِرُونَ {66} ... إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ {69} لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ {70} ...

وإشارةٌ إلى الليل وظلماته:
وءَايَةٌ لَّهُمْ الَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ {37} وَالشَّمْسُ تجْرى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {38} ...

وفي لمحاتٍ جميلة يومئ تعالى إلى الليل المظلم إذ لا ضوءَ من الشمسِ ولا من القمرِ:
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ {39} ...
فالعرجونُ هو العودُ النحيلُ المُقوسُ الذي تخرجُهُ النخلةُ. فتشبيهُ القمرِ بالعرجونِ هو تذكيرٌ بالهلال في آخر ليلة من الشهر وفي أول ليلة منه أي وقت الظلام الكامل الدامس ...

وكلُّ شيءٍ يتبعُ هذه الدورة، دورةُ الليل والنهار في الأرض، ودورةُ الهُدى والضلال في القرآن:
لا الشَّمْسُ يَنبَغِى لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا الَّيلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {40} ...

وفي إشارةٍ إلى الرقاد الطويل في الليل البهيم: إِنَّا نَحْنُ نُحْى الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءاثَارَهُمْ وَكُلَّ شَىْءٍ أحْصَيْناهُ فِى إِمَامٍ مُبِينٍ {12} ... قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ {52} ..

وفي إشارةٍ إلى الجهل والتخلف يقول الناس لأنبيائهم: قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ، لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {18} قَالُوا طَائِرُكُم مَعَكُمْ، أَئِن ذُكِّرْتُم، بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {19} ... فالتطيرُ دلالةٌ على شدة الجهل والتخلف ...

ومن شدة الضلال فقد استلزم الأمر ثلاثة رسلٍ بدلاً من واحدٍ، ولم يزل الظلام بل قُتِلَ الأنبياءُ:
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا أصحاب الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14}


الدورة الثالثة: الفتح 48 (سُورةُ هُدى)

بعد 12 سورة من يس نجد الفتح التي تُمثل وقت الظهيرة ونهاراً جديداً على الأرض وهي التي يعني اسمها ذاته فتحاً ونوراً عظيماً.

تستهلُ السورة بذكر الفتح المبين، وكلمة "المبين" تعني بطبيعة الحال الواضح الظاهر البيِّن في إشارة إلى نور الظهيرة:
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا {1}

وفي إشاراتٍ أخرى إلى النور والبيانِ:
إِنَّا أَرسَلْنَاكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {8} لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا {9}

فالكلمات {شاهِدًا} و {بُكْرَةً وَأَصِيلًا} تعبِّرُ عن النور والضياء والوضوح لأنَّ البكرة أول النهار والأصيل آخره وما بينهما بطبيعة الحال إلا النور والبيان ...

وفي إشارة في غاية اللطف والإبداع:
لَقَدْ رَضِىَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وأَثَبَهُم فَتْحًا قَرِيبًا {81}

فلاحظ كلمات "الرضى". وكذلك فلِمَ { تَحْتَ الشَّجَرَةِ}؟ ما الحكمة؟ ولماذا لم يذكرِ القرآنُ اليومَ أو اسمَ المكانِ أو اسمَ الجبلِ أو الوادي ... أو ... أو؟ فجميعُ الأحداثِ تحدثُ في مكانٍ معين، فلِمَ اختار اللطيف الخبير أنْ يخبرنا بهذا التفصيل اللطيف هنا تحديداً؟

كما سبق وذكرنا سبب ورود كلمة "عشاءً" في سورة يوسف فمن منظورنا فعبارة {تَحْتَ الشَّجَرَةِ} تشير إلى أنَّ البيعة حدثت في الظهيرة إذ لا يتجمع الناس تحت الشجر في الليل ... فالإشارةُ إذن لعلاقة السورة بالظهيرة إذ أنَّها تُمَثلُ وقت "الهُدى والوضوح" في القرآن كما تُمَثَلُ "الظهيرة" وقت النور في الأرض ...



وأخيراً نجد الوعد الإلهي العظيم بالفتح المبين:
هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَكَفىَ بِالله شهيداً {28}


الدورة الثالثة: الممتحنة 60 (سورة ضلال الإنسان)

بعد 12 سورة من سورة الفتح يدخلُ وقت "الغسق والضلال" فنجدُ سورةَ الممتحنةِ المُختصةُ بذِكْرِ "ضلال" الناس الشديد. ففيها العباراتُ المشيرةُ لمعاني الظلم كالعداوة والبغضاء والكفر والفتنة واليأس كما وجدناها في سورتي يوسف و يس من قبل.

بل إنَّ اسم السورة نفسه "الممتحنة" يعني الامتحانَ والابتلاءَ ... كما إنَّ آخرَ كلمةٍ فيها {الْقُبُورِ} تومئ للظلام الشديدِ لزمانٍ طويل. ليس هذا وحسب فآياتُ السورةِ طويلة بشكل مُلفتٍ للنظر مقارنة بما حولها والسببُ هو أنَّ الظلمَ وزمنَه يبدو لمن يعيشه طويلاً بلا انتهاء ...

فتأمل في عبارات الظلام في السورة التي تكلمنا عنها بالتفصيل في المقال المنشور.


والسورة تنتهي بكلماتٍ تدل على الظلم والغضب واليأس:
ياأيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أصْحَابِ الْقُبُورِ {13}

وآخر كلمةٍ فيها {الْقُبُورِ} تشير بوضوح إلى الظلام الشديد والليل الطويل ... أوَ أطول من ليل القبر وأظلم منه؟



الدورة الرابعة: الجن 72 (سورة هدى)

بعد 12 سورة من الممتحنة نجد سورة الجن والتي تُمثل وقت الظهيرة ونهاراً جديداً على الأرض.

آيات السورة تومئ إلى نزول أمر عظيمٍ إلى الأرض، وهذا الأمر العظيم هو بطبيعة الحال نور الهداية ينزل من السماء كما تنزل أشعة الشمس إلى الأرض وقت الظهيرة:
قُلْ أوُحِىَ إلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانَاً عَجَباً {1} ...
والوحي نورٌ نازلٌ من السماء ...

يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَــآمَنَّا بِهِ، وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً {2} ...
ويهدي أهلَ الظلماتِ ويُخرجُهم إلى نور الهداية والرشد كما تخرجُ أشعةُ الشمسِ الظلامَ من الأرض ...


وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى ءَامَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً {13}
وهذا الهُدى هو نور الظهيرة ...


الدورة الرابعة: الانشقاق 84 (سورة ضلال الإنسان)

بعد 12 سورة من الجن يدخلُ وقتُ "الغسق والضلال" فنجدُ الانشقاقَ وهي من السور التي تختصُ بـ "ضلال" الناس وظلمة الليل ...

والسورة تتحدث في مجملها عن الليل وعن ظلم الإنسان ... راجع المقال المفصل.



الدورة الخامسة: العلق 96 (سورة هدى)

بعد 12 سورة من الانشقاق نجد سورة العلق والتي تُمثل وقت الظهيرة ونهاراً جديداً على الأرض.

السورةَ بحدِّ ذاتِها نورٌ عظيمٌ كونها أول ما أنزل من القرآن .... فهي نورُ الهدايةِ ينزلُ من السماء نُزُولَ أشعةِ الشمسِ إلى الأرض وقت الظهيرة ...


فكما كانت الفاتحة أول الأنوار ترتيبا في المصحف، فإن العلق أول الأنوار من حيثية النزول.

كذلك تأمل في عبارات النور من هذه السورة:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإنسَنَ مِنْ عَلَقٍ {2}
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ {3} الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإنسَنَ مَالَمْ يَعْلَمْ {5}

فالقراءةُ والعلم نورٌ ...


الدورة الخامسة: الكوثر 108 (سورة ضلال الإنسان)

وبعد 12 سورة من العلق يدخلُ وقتُ "الغسق والضلال" فنجد سورة الكوثر وهي من السور التي تختص بـ "ضلال" الناس وظلمة الليل ...

ولكن أنَّى لهذه السورة أن تُمثلَ وقت الضلال والظلمات واسمها الكوثر؟ السبب من منظوري أنَّها نزلت في أبي لهب الذي وصف سيد الخلق بأشنع الصفات وهي صفة البتر في النسب، وهو مما لا ينبغي أنْ يقال في أيِّ مخلوق فضلاً عن أنْ يقال في سيد الخلق أجمعين ذلك أنَّ الذريَّة هي أمرٌ من أمور الخالق تبارك وتعالى فلا ينبغي لأحدٍ من الناس أنْ يتمننَ ويفاخر على غيره بها ...


فالقول والاستخفاف بالناس في هذه الأمور القدرية من أقبح وأشنع ما يفعل الإنسان بحق أخيه الإنسان، ولهذا السببِ تصفُ السورةُ عملاً من أعمال الظلام ... ... إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ {3} ...

glh`h qvf hggi hgHlehg tn hgrvHk >>>>>>>>>>>>>?










عرض البوم صور محمد منير   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى العام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018