أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن مهدي بري الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن د. عصام خان الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالله البعيجان 6 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 6 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 6 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 6 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 6 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 6 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 1 المشاهدات 574  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 16 / 02 / 2018, 22 : 01 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نور البيان في مقاصد سور القرآن

"سلسلة منبريّة ألقاها فضيلة شيخنا الدكتور عبد البديع أبو هاشم رحمه الله، جمعتها ورتبتها وحققتها ونشرتها بإذن من نجله فضيلة الشيخ محمد عبد البديع أبو هاشم".



(18) سورة الكهف

الحمد لله رب العالمين، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ﴾، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا ﴾، نحمده سبحانه وتعالى ونستعينه ونستهديه ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرع لنا عقيدةً صحيحة ذات تصورٍ سليمٍ يجعلنا ننظر للحياة وما فيها وما حولها نظرةً حقيقيةً صحيحة تصل بنا إلى تقييم كل شيءٍ بقيمته، ومعرفة كل شيءٍ على حقيقته، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، وصفوته من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهادٍ حتى أتاه اليقين، صلّ يا ربنا وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته إلى يوم الدين، وصلي علينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.



أما بعد:

أيها الإخوة المسلمون عباد الله، فهذا موعدنا مع سورة الكهف ضمن سلسلة الحديث عن مقاصد السور والتعرف عليها، وسورة الكهف هي السورة الثامنة عشرة من سور القرآن بترتيب المصحف، وفيها ينتصف القرآن الكريم، ولذلك حزر أهل الأحزار أي عملوا حزراً وما يسمى بفزورة عن القرآن الكريم ونصفه فقالوا: طوله يزيد عن مئة، ونصفه يقل عن خمسين، وهكذا تصاغ الفوازير والأحزار حول معلوماتٍ قيِّمةٍ تنفع المؤمن في دينه أو في حياته وتذكره بالفضائل والقيم التي تملأ حياته بالخير.



سورة الكهف بهذا الاسم الجميل الغريب العجيب سماها الله سبحانه وتعالى، كما سمى غيرها من سور القرآن الكريم، والكهف هو شقٌ في الجبل فيه سَعةٌ من الداخل، أي شقٌ واسعٌ داخل الجبل، فإن كان ضيقاً ولا وسع فيه فهو الغار، فيقال: كهفٌ لما انشق داخل الجبل وكانت فيه فسحة، ويقال: غارٌ لما انشق في الجبل ولم يكن فيه اتساع[1].



والكهف المذكور في السورة هو كهف أصحاب الكهف، كهف تلك الفئة المؤمنة التي أوت إليه هروباً من الظلم والظالمين، هروباً من الشرك والمشركين، فراراً بعقيدة التوحيد العظيمة السليمة، أووا إلى الكهف فنشر لهم ربهم من رحمته وهيأ لهم من أمرهم مرفقًا، فكانوا في حفظ الله وعنايته، وانتهوا إلى فضل الله ورحمته.



فسميت السورة بهذا الاسم الكهف، وهي سورةٌ مكية نزلت قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلذلك هي تتسم بسمات القرآن المكي، وتحرص أيضاً على تأسيس العقيدة الإسلامية الصحيحة، ولكن تعرض هذا الغرض بعرضٍ جديد، حيث تبيِّن أثر العقيدة في حياة الإنسان، وأن العقيدة الصحيحة والتي هي عبارة عن مجموعة تصورات وتقريرات عن هذا الكون وما فيه وما حوله، من أنا - أنا الإنسان - من أنا؟ وما قيمتي في الوجود؟ وما أثري فيه؟ ما هذا الوجود الذي حوله؟ ولماذا؟ ماذا وراء هذه الماديات، أهناك غيبيات أخرى أو ليس كذلك؟ ومن الذي فعل كل هذا وصنعه ببديع الصنع وجميل الخلق، فخلقه وسوَّاه وأعطى كل خلقٍ صورته وجعل لكل خلقٍ مهمةً وهداه إليها؟ وأين هذا الخلاق الرزاق القوي العليم البديع، أين هو؟ هل نستطيع أن نراه أو لا نستطيع؟ وهل نستطيع أن نتعرف عليه وكيف ومن أين؟



هذه جملة العقيدة، تعطينا تصوراً عن كل هذه الأمور، حين يصح هذا التصور تصح نظرة الإنسان إلى ما حوله، فيرى كل شيءٍ على حقيقته، وبالتالي يقيِّم كلّ شيءٍ بقيمته، ومن هنا يصح السلوك ويرشد الفعل، ويتحرك الإنسان في حياته حركةً نافعة، حركةً مهتدية لا ضلال فيها.



أما حينما يفسد أمر الاعتقاد فيظن الإنسان نفسه أنه سيد نفسه وسيد الأكوان وأنه هو الملك هنا ولا ملك غيره، حين ينظر الإنسان إلى القيمة العليا في الوجود قيمة الألوهية فيعطيها لصنمٍ أو لشجرٍ أو لحجرٍ أو لقمرٍ أو لملكٍ أو نحو ذلك، حين تقف نظرة الإنسان عند ما يراه فقط وما لا يراه فليس بموجود ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ﴾، فهذه نظرةٌ قاصرة، وعقيدةٌ فاسدة تدفع الإنسان إلى أن يتحرك في الحياة حركةً هوجاء همجيّة لا خير فيها ولا منفعة، ولا تنتهي إلى هدفٍ سليمٍ؛ لذلك الاعتقاد الصحيح ضرورة لحياةٍ فاضلةٍ للإنسانية، فلنحسن اعتقادنا في الله، ولنقرأ هذه السورة والسور المكية قراءةً متأنية[2]، حتى نرى من هو الإله، ومن يكون، ولماذا كان الله إلهاً دون غيره، ولماذا لم يصلح غيره للألوهية؟ كيف كان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء رسل حقٍ وأنبياء صدق؟ كيف كان كلام الله وهو القرآن عندنا وكتبٌ أخرى سبقت قبلنا، كيف كان كلام الله هو أعظم وأفضل منهجٍ لقيادة الحياة وضبط حركة الإنسان في حياته الدنيا لتسعد حياته في الآخرة، لندرك هل من الصالح ومن الخير ومن العدل أن تنتهي الدنيا بأهلها على ما كانوا عليه من خيرٍ أو شر، من غنىً أو فقر، من صحة أو مرض، ولا يأتي يومٌ تتكافأ فيه الفرص، أو أنه لا بد من يومٍ يسمى بيوم القيامة؟ عقلاً وشرعاً وضرورةً لابد من يومٍ تتكافأ فيه الفرص ويُسأل الغني عن غناه، وصاحب النعمة عن نعمته، ويجازى المحروم عن صبره على الحرمان ويٌعوَّض عن يوم الفقدان، السور المكية تصوّر لنا هذه الأمور تصويراً حقيقيّاً واقعيّاً صحيحاً رشيداً، ومنها هذه السورة سورة الكهف.



سورة الكهف سورةٌ تميزت من بين سور القرآن بميزةٍ خاصة، القرآن كله كلام الله الفاضل العظيم ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾، القرآن كله بكل سورةٍ فيه مُعجز وكل سورة وحدها معجزة مستقلة، من قرأ القرآن – أي سورة منه أي آية منه – فله بكل حرفٍ حسنة والحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء[3]، لكن هناك بعض الآيات وبعض السور كانت لها خصوصياتٌ من بين غيرها، ومن هذه السور سورة الكهف، فقد صح في الحديث أن رجلاً كان يقرأ سورة الكهف في بيته ليلةً، وفي بيته بجواره فرسٌ مربوط وهو يقرأ ثار الفرس وكأن شيئاً يُفزِّعه فسكت الرجل عن القراءة لينظر إلى فرسه فسكن الفرس، عاد إلى القراءة عاد الفرس إلى الهيجان والثوران، سكت سكت الفرس، فإذا به يرفع بصره إلى السماء فيجد شيئاً كالظلة كالسحابة سوداء تتدلى منها أشياء كالقناديل، تتنزل وتنزل وتهبط وتدنوا منه شيئاً فشيئًا، فخشي منها أن تكون شيئاً مؤذياً أو شيئاً مخيفاً أو نحو ذلك فسكت عن القراءة وكف عن ذلك، وفي الصباح سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: اقرأ، يعني لماذا انتهيت عن القراءة، لماذا سكت، اقرأ، تلك السكينة من الملائكة تنزَّلت للقرآن، أو قال: تنزلت لقراءتك[4]، نزلت الملائكة في صحبةٍ كبيرةٍ كالغمامة والسحابة على صوت قراءة سورة الكهف، فتلك ميزة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من فتنة المسيح الدجال"[5]، وقانا الله الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، فتنة المسيح الدجال من الفتن العظام الجلل، فتنةٌ كبيرةٌ رهيبةٌ عظيمةٌ في أثرها على الناس نعوذ بالله منها، يعصم المسلم منها أن يحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، وفي روايةٍ لمسلم: "من حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف"[6]، إذاً احفظ عشراً من أولها وعشراً من آخرها تضمن بركتها وسلامة نفسك عند هذه الفتنة إن أدركتك، لا أدركنا الله إلا بالخير.



كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ سورة الكهف كل جمعة كانت له نوراً ما بين الجمعتين"[7]، فتقرأ في الأسبوع مرة تنير لصاحبها قلبه وفكره ووعيه فيتحرك برشاد ويتكلم بسداد ولا يقول إلا الخير ولا يسمع إلا الفضل والبر وهكذا، يوفقه الله إلى الجمعة الأخرى، بعض العلماء نظروا إلى كلمة كل جمعة فحددها باليوم، يوم الجمعة، وبعض العلماء فهم كل جمعةٍ أي كل أسبوعٍ مرة فأجاز قراءتها في غير يوم الجمعة، نأخذ بالأولى فالأولى، من استطاع أن يقرأها يوم الجمعة من كل أسبوع فهذا هو الأصل، فاتتك قراءتها يوم الجمعة لعذرٍ ما أو لانشغال وغفلة وما نحوها فاقرأها في أي يومٍ من أيام الأسبوع، ليكون عمرك كله نوراً من الله، فهي سورةٌ لها فضلٌ خاص.



أما عن موضوعاتها فصلب موضوعاتها القصص، تكاد تدور حول جملة من القصص تتلخص في قصة أصحاب الكهف، وهي تلك القصة العجيبة، ويأتي بعدها ذكر مثلٍ يشبه القصة لرجلين أحدهما أعطاه الله من عطاء الدنيا فاغتر به وكفر بسببه، وصاحبه الآخر رجلٌ مؤمنٌ طيب قنع من الدنيا بما رزقه الله واغتنى في الدنيا بإيمانه بالله، فهو يعيش على صبرٍ عظيمٍ وأملٍ جميلٍ في الحياة.



ثم بعد ذلك قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر عليهما سلام الله، وهي قصةٌ أيضاً لها من العجب مكان، وآخر قصةٍ قصة الملك الصالح ذي القرنين، وذلك ملكٌ آتاه الله قوةً وأسباباً وتمكيناً في الأرض فبلغ المشرق والمغرب.



والسورة بهذا بين حدّين، حدٌّ يدعو العالمين إلى أن يحمدوا الله حمداً عظيماً على أن أنزل إليهم كتاباً سماوياً غير ذي عوج، ليس فيه اعوجاج، ليس فيه تطرف، ليس فيه انحراف، بل هو قيم، أي قيِّمٌ ومعتدلٌ ومستوٍ ويأخذ من اهتدى به إلى الصراط المستقيم، فمن آمن به بشَّره الله تعالى بأن له أجراً حسنًا، ولا أحسن من الجنة، ومن كفر به وكذَّب فإن الله تعالى يعذبه عذاباً شديدًا.



والحد الآخر في نهاية السورة تنبيهٌ على اعوجاج الموازين بين الخلق، جاء القرآن أولاً لينبه الناس إلى الاتزان في الحياة، فهو كتابٌ غير ذي عوجٍ قيِّم معتدل مستوٍ، بينما حال الناس أن انقلبت موازينهم فصاروا يرون الخير شراً والشر خيرًا، والفساد إصلاحاً والصلاح إفسادًا، وهكذا انقلبت كل الأمور ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾، وهذا منطق مَن يا ربنا؟ ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾، منطق الكفر، منطق الشرك مختلّ، موازينه مهتزّة منقلبة لا تزن بالوزن الصحيح، ولا تكيل بالكيل المعروف، إنما ترفع ما يستحق الوضع وتضع ما يستحق الرفع، فإنها لا تحسن التقييم، ولذلك القائمون عليه والعاملون به من أهل الكفران والشرك والطغيان لا يقيم الله لهم وزناً يوم القيامة وإن ظنّوا أنهم أكبر الناس وأحسن الناس وأعلى الناس وأكرم الناس، يظنّون أنهم يزنون موازين ثقيلة، ويرجحون في كفة الميزان في كل عصر وفي كل ميزان، ولكنهم وإن ثقلت موازينهم في أفكارهم وعند أنفسهم وبين أيديهم فلا وزن لهم عند الله تبارك وتعالى، والعبرة بوزن من؟ بوزن الله هو الذي رفع السماء ووضع الميزان لكي يأخذ الناس به ﴿ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾، وهو الذي يزن يوم القيامة، وضع له ميزاناً في الدنيا ليعيش الناس به، وهو سبحانه الذي يزن الأعمال والناس يوم القيامة، إذاً النجاة والفلاح في أن تلتزم بميزان الله وأن تعتصم بتقييم الله.



هذه موضوعات السورة كما رأيتم تدور حول القَصص ولكن يستفتحها الله تعالى ويبتدئها بذكر نعمة إنزال الكتاب العظيم والقرآن الكريم، وتنتهي بالتنبيه إلى أن الذين أعرضوا عن القرآن اختلت موازينهم وضاعت قيمهم فهم يفسدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا، بينما هم عند الله هم الأخسرون أعمالًا، أعمالهم خاسرة فاسدة وهم كذلك لا يجنون من ورائها إلا الخسارة والبوار.



أحبَّتي في الله، من خلال ذلك نستخلص هدف السورة، فإنّ لكل سورةٍ هدفاً كما اتفقنا، ويُلحظ هذا الهدف من خلال اسم السورة وطرفيها، بدايتها ونهايتها.



الكهف مكانٌ في الجبل مهما كان متسعاً فهو في جبل في صحراء جرداء، الكهف يتصور الإنسان شكله وإن لم يره أنه مكانٌ في الجبل مظلم بلا شك، فليست فيه أنوار وخاصةً بالليل، مكانٌ موحش، مكانٌ لا تصلح فيه الحياة، كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا ذهب إلى غار حراء ليتعبد بعيداً عن ضلال قومه كان يتزود لحياته في الغار، يأخذ معه طعامه وشرابه وفراشه وغطاءه عليه الصلاة والسلام[8]، فليس في الكهف ولا في الغار مقوماتٌ للحياة، ومع ذلك عاش أصحاب الكهف في الكهف ثلاثمئة سنين بالأشهر الميلادية، وثلاثمئة سنين وتسعة سنوات بالأشهر العربية القمرية، ثلاثمائة سنين حياةً في منتهى الفضل، في منتهى الراحة، في منتهى الحفظ، في منتهى الأمان، الظلم من حولهم ولا يصل إليهم، تجاوبت الدنيا معهم، انطلقت الأكوان من حولهم تساعدهم على تلك الحياة، الأرض لم تسبب لهم قرحة فراش ولم تأكل ما وليها من أجسادهم، الشمس كانت تزاور عن كفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال، في مطلعها ومشرقها تبعد عن كهفهم كما أمرها الله، وإذا أرادت أن تغرب أيضاً بعدت وقرضتهم وتركتهم بعيداً ومشت بأشعتها بعيداً عن أجسادهم حتى لا تفسد الأجساد.



كلبهم وهو كلبٌ حيوانٌ في نظرنا غير ناطق ولا عاقل، وإن كانت له في الواقع لغةٌ خاصةٌ به وببني جنسه وعقلٌ يفهم به حياته وأموره، ولكن هو عندنا غير ناطق ولا عاقل بل هو حيوانٌ بهيم، حيوانٌ مستقذر ومع ذلك تجاوب معهم، فلم يخالطهم داخل الكهف وإنما كان لازماً لحدوده فبسط ذراعيه بالوصيد ونام ﴿ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ﴾ أي بسط ذراعيه على باب الكهف، الوصيد هو الباب، بسط ذراعيه هناك ووضع رأسه بين ذراعيه كعادته ونام على باب الكهف، فأكرمه الله تعالى بما أكرم به أصحاب الكهف حين أنامهم أنامه وحين بعثهم بعثه معهم وحفظ الله حياة الكلب فما بالك لو كان إنسانٌ يمشي مع الصالحين لأُكرم بكرمهم فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.



الكهف ليس مهيأً ولا معدّاً لحياة ولكن بالإيمان بالله، بتوحيد الله تمت فيه أعظم حياة، أهنأ حياة، من يعيش ثلاثمئة سنين لا يأكل طعاماً ولا يتذوق شراباً؟! كيف يصدق العقل والعلم هذا؟ لقد حدث بالفعل بإعجاز من الله، بأثرٍ من الإيمان بالله والتوحيد لله.



هذا هو الكهف، وأول السورة - كما قلنا - الله تعالى يدعو العباد إلى حمده على إنزال كتاب ليأخذوا به وليزنوا به حياتهم، إذاً هذه السورة كأنها تهدف إلى: أقيموا الوزن بينكم بكتاب الله، أقيموا حياتكم على ميزان القرآن المُنزَّل من عند الله غير ذي عوج، أقيموا حياتكم عليه، ترتقون بحياتكم هذه فوق مستوى الأسباب، فربما تعيش وليس عندك طعام، وربما تعيش وليس عندك شراب ولا تحتاج ويغنيك الله عز وجل، ليست عندك مقومات الحياة وتعيش حياةً أفضل من حياة القصور التي عاشها الكافرون والطغاة.



كأن الله تعالى في هذه السورة يوجهنا إلى أن الحياة الفاضلة الراقية السامية ليست بالماديات ولا بالأسباب المادية، وإنما هي بالإيمان بالله والتوحيد لله تبارك وتعالى، فهذا يرقى بأهله فوق مستوى هذه الأسباب، بينما يعيش كبراء الناس في الدنيا على الكفر وهم يعبدون تلك الأسباب، آهٍ لو نقص من عندهم طعام، آهٍ لو حُرِموا شراباً، يا ويلهم لو أشارت إليهم فتنة حرمانٍ من بعيد، ماذا نفعل؟ هكذا ترى العالم اليوم مرعوبٌ ومرتعبٍ من عدد المواليد، وسنكون في سنة كذا جياعاً بلا موارد ولا طعام ولا شراب إن بقي النسل على هذا فنظموا نسلكم، مم تخافون؟ أيخلق الله خلقاً بغير رزق؟! هل استأمنكم الله تعالى على رزقكم ورزق بعضكم؟ ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾، فتنةٌ من بعيد تلوح لهم وأشار إليهم بها الشيطان فصدقوها فهم يخافون منها خوفاً مرعباً يجعلهم يقتلون أولادهم وفلذات كبدهم نجاةً من هذه الفتنة، كما يتخيلونها.



لكن بتقوى الله، بالإيمان بالله، بالتوحيد تنعم الحياة ولو كانت في كهف، بالكفر والشرك والعصيان والفسوق تفسد الحياة وتنقلب موازينها ولو كانت في قصورٍ مشيدة، فافهموا هذا الميزان.



ولذلك تجد - أيها الأخ الكريم - في طول هذه السورة وعرضها، تجد الله تعالى يبيِّن في مطلع السورة بعد مقدمتها فيقول: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً ﴾ والزينة زائلة، الزينة مثل هذا اللون الذي على الجدار نغيّره بعد حين، وربما لو أخذْتُ مسكناً وعليه لونٌ ودهانٌ جديد لم يستعمل ولكنه لا يعجبني أغيره في التوّ واللحظة قبل أن أقيم في المكان، فهذه زينة زائلة لا تبقى، ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴾ كلّ ما خلق الله في الدنيا من زخرف وذهب ومتاع إنما هو للفتنة وللابتلاء فقط، هذا مكانٌ وأمرٌ معدٌّ للجنَة اختبار فقط، ونهايته إلى هلاكٍ وبوار ﴿ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴾ تراباً أجرد لا يصلح للحياة ولا تقوم عليه حياة، نهاية هذه الزينة هي هذه النهاية، من فهم هذا نظر بنظرةٍ حقيقيةٍ للأشياء.



يعلّم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ويزوّده بهذا الفهم الصحيح، أكثر وأكثر مما عنده، فكان قد آمن به في مكة بعض الناس من الضعاف، هذا شيخٌ كبيرٌ عجوز، وهذه امرأة، وهذا طفل، وهذا عبدٌ مملوك، وهذا.. وهذا، كلهم ليس فيهم أحدٌ من عِلية الناس وكبرائهم، فتكبّر الكافرون أن يؤمنوا به ويجلسوا مع هؤلاء، فإن كنت تريدنا مؤمنين معك يا محمد أذهب هؤلاء واصرفهم من حولك ولا تعتبر بهم وانظر إلينا نحن فنحن علية القوم وكبراء الناس، قال الله له: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ بالغداة في الصباح، والعشي بالليل، يعني ليلاً ونهاراً يدعون الله لا يغفلون عنه أبداً، هؤلاء عابدون حقّاً، ومخلصون في عبادتهم ﴿ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾ إياك أن تنصرف عيناك عن هؤلاء المؤمنين مهما كانوا من سقَط الناس، مهما كانوا من الموضوعين اجتماعيّاً، ليس فيهم رئيس ولا وزير ولا كبير ولا غفير إنما كلهم من بسطاء الناس، ﴿ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾ أي لا تتعداهم بعينيك لتنظر إلى غيرهم، ﴿ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ عِقد حياته منفرط، لا يعرف أين الأول فالأول ولا الترتيب في حياته ولا كذا، حياته مُفْرَطة، فلا تسمع لهؤلاء ولا تطعهم على ما يريدون!



إذا لم تعرف هذه الحقيقة – حقيقة الغنى والفقر، حقيقة العطاء والمنع- اختلّ تصوّرك، ستنظر بعين السخط، أمامك فلانٌ عنده مالٌ كثير وخيرٌ كثير فالإنسان يضعف، يا ربي تعطي هذا الكافر ولا تعطيني، أنا عبدك أسجد لك وأصلي وأركع، أنا أعيش محرومًا في الدنيا والكافر يرتع في الحياة، كيف هذا؟ ويدخل الإنسان في السخط على قدر الله وعدم الرضى بقضائه وربما كفر بهذا بالله عز وجل، لكن انظر الرجل المؤمن بعدما قام في وجهه صاحبه الكافر وقال حين دخل جنته ورأى جمالها: ﴿ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ﴾ مثالٌ صغير على غباء الكافر، ﴿ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾ كيف؟ هل رأيت شجرةً يبقى عمرها طول الدنيا، هل رأيت كائناً حيّاً تدوم حياته ولا يفنى، دورات النبات أمام عينك غثاءً أحوى، أخضر ثم يابس ثم حطام تذروه الرياح، طبيعة الدنيا هكذا في الأحياء، فكيف وصل إلى فهمه ورسخ في قلبه أن جنته هذه وحديقته لن تفنى أبدا، هذا من الغباء، هذا من الفتنة، من العمى، من عمى القلب، ﴿ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ ﴾ وهو فقير ولكنه مؤمن غنيٌّ بإيمانه ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ﴾ ماذا تتكلم؟ تتكلم في طينٍ وترابٍ ونباتٍ وثمرٍ..، كل هذه زينة زائلة، إنما أين الثوابت القيمة، أين القيم الرفيعة، أين إيمانك، لمن صرفته، تعظِّم ماذا، تُعظِّم الله الخلاق الذي وهبك وخلقك أم تُعظِّم من دونه؟ ﴿ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ ولكن قلة المال والولد لا تفتنني، لا توحّش حياتي ولا تسوِّدها، حياتي جميلة بالإيمان بالله وإن لم يكن عندي مالٌ ولا ولد، أو عندي مالٌ قليل وولدٌ قليل ﴿ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي ﴾ أعيش على الأمل في الله، الأمل في الله لا ينقطع، ولا يأس مع الإيمان ولا إيمان مع اليأس ﴿ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ﴾.



﴿ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا ﴾ أي على جنتك ﴿ حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ وهذا هو الحق، من كان عنده يتوقع أن يوماً من الأيام ألا يكون عنده، وأن يذهب ماله، تذهب صحته، تذهب قوته، يذهب سلطانه، لابد أن يقدِّر ذلك اليوم ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ﴾ أي تتحول حالتكم من حالةٍ إلى حالة، ومن كان فاقداً لا يفقد الأمل بل قد يعطيه الله خيراً مما عند غيره وخيراً مما يأمل ويطلب، هذا هو منطق الإيمان، منطق التوحيد، منطق الثقة بالله.



ويضرب الله المثل للدنيا، بماذا؟ ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا ﴾، ثلاث كلمات ماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً أي حطباً متكسراً تذروه الرياح، لو قامت فيه الرياح لبعثرته هنا وهناك، هذه هي الدنيا، هذا زخرفها وهذا ذهبنا صار ذرواً في الرياح ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾.



وتمضي السورة على هذا من باب النظرة الصحيحة للأشياء، وتقييم كل شيءٍ بقيمته، الملك الصالح يقول له بعض الناس الذين مر بهم عند السدين ﴿ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ تقبل أن تعطيك أجرة عظيمة وكبيرة على أن تسد ما بيننا وبين يأجوج ومأجوج حتى لا يخرجوا علينا ويفسدوا حياتنا، ﴿ قَالَ ﴾ هو ملك ما شاء الله بلغ المشرق والمغرب، أينظر إلى هذه الدولارات أو هذه الدينارات أو الدراهم أو كذا، تعالى على كل ذلك وسمى، تعالى وسمى عن كل ذلك فهذا لا يمثل له شيئاً في الدنيا فقد أعطاه الله ما هو خيرٌ من ذلك، فقال ﴿ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ﴾ ما أعطاني ربي خيرٌ مما عندكم ومما تعطوني، فإني لا أحتاج إلى كل هذا ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ﴾ أنا أحتاج رجلاً فقط يعاونونني، قوة بدنية، قوة يدوية، يد عاملة نقتلها من أجل البطالة، شغلها، استعملها، هكذا رفض المال وطلب قوة الرجال فهذه هي التي تقيم الحياة ولو في كهف، ولو على تراب، تقيم حياةً عظيمة بإيمانها بالله واعتصامها بالله، ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ﴾ أي خيرٌ مما عندكم ﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴾، أعطوني قوة رجال فقط، وأقام بينهم سداً منيعاً تحار العلماء فيه إلى اليوم، وكل المعادلات العلمية لم تصل لهذا الإعجاز حتى اليوم كما حدثني أهل التخصص في لك، إنها سبيكةٌ حديديةٌ نحاسية، قوالب من حديد بدلاً من أن تكون من حجر رُصَّت بطريقة معينة كطريقة البناء ثم صُبَّ عليها ما يمسكها ببعضها نحاسٌ مُذاب، يحارون إلى اليوم في تكوين وإنشاء سبيكة حديدية نحاسية لأن الحديد والنحاس لا يتجاذبان ولا يرتبطان، ربما يكشفها الله لهم يوماً من الأيام.



وهكذا كان الملك الصالح متعالياً أمام مال الدنيا وزخرف الدنيا ولم يقنع به، لأن ما أعطاه الله من الرضا والقناعة والإيمان كان خيراً له.



وهكذا يأتي ختام السورة على هذا المنوال أيضاً ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾، إذاً الوزن لمن؟ ومن الذي يثقل في ميزان الله؟ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾ وإن كانوا فقراء، وإن كانوا ضعافاً، وإن كانوا مضطهدين مطحونين في الدنيا إلا أنهم يوم القيامة يزنون في مثاقيل الله وموازينه بوزنٍ عظيم.



وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ مثلكم ولكن الفرق بينكم وبينه عظيم، يوحى إليه ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ﴾ إذاً بشرٌ يوحى إليه لابد أن يكون غير وخيراً من البشر الذي لا يوحى إليه، افهموا هذه القضية جيداً يا أيتها الأمة الضالة، يوجه الله الكافرين لهذا لأنهم كانوا ينظرون إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ويتعاملون معه على أنه بشرٌ عادي، وتجاهلوا أنه يوحى إليه، أي موصولٌ بربه سبحانه وتعالى يكشف له ويعلمه ما لم يصل إليه العلماء في أمته.



هذا استعراضٌ للسورة وختام القول في مناسبتها، في سورة الإسراء أحبتي الكرام لعلنا نذكر أن الله تعالى رفع من آمن به وصدَّق به وتحمّل رسالته، رفعه في ظلمة الليل إلى أعلى السموات، فكانت له معجزة، إذاً الإنسان لو كان وحده، لو كان فرداً واحداً في أمته يستطيع أن يرقى بإيمانه وفي ظلمة الليل وفي أي ظلمةٍ أخرى أن يرقى إلى أعلى مستويات الحياة الفاضلة في الدنيا قبل الآخرة، وهذا نموذج رسول الله محمدٌ صلى الله عليه وسلم، لم نرق مثله إلى ما فوق السموات ولكن على الأقل نرقى فوق رؤوس الناس بإيماننا بالله، باعتصامنا بالله، بتوكلنا على الله.



وسورة الكهف تصوّر لنا صورةً أخرى من الرقي في الظلمات، فأصحاب الكهف في ظلمة الظلم عند الملك الظالم الذي كان في حياتهم، في ظلمة الجهل، في ظلمة الشرك بالله، خرجوا بإيمانهم فارتقى الله بهم فوق مستوى الحياة القائمة على الأسباب المادية، وفي ظلمة الكهف ووحشته وخيفته عاشوا حياةً آمنةً مطمئنة حتى بعثهم الله أغنياء فضلاء، بلغ من أجرهم أن قال الملك الذي بُعثوا في زمانهم وأحياهم الله في زمانه وكان ملكاً صالحاً طيباً رحمه الله، قال من عجب أمرهم: ﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ أي لنجعلنهم ذكرى دينيةً يعتبر بها الناس، ويؤمّها الناس فيتعظوا بها، هكذا بالإيمان في وسط الظلمات يرقى الإنسان.جل اأ



نسأل الله تعالى أن يكرمنا بالإيمان به، وأن يثبتنا عليه، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم، فاستغفروه دائماً إنه هو الغفور الرحيم.

♦♦ ♦♦ ♦♦



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد فأوصيكم عباد الله بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، وأحذركم ونفسي عن عصيانه تعالى ومخالفة أمره، فهو القائل سبحانه وتعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.



أما بعد:

فكانت هذه سورة الكهف، سورةٌ مكيةٌ، سماها الله الكهف، وهي سورةٌ تعلم الناس العقيدة وتركز على أمر إقامة موازين الله في الحياة وفي المجتمع، حتى تصح التصورات، وتصح النظرات، وتصح التقريرات عن أشياء الكون وما فيه وما حوله، فنرى رأياً سديداً ونتحرك حركةً رشيدة في هذه الدنيا.



ومن القضايا البارزة في هذه السورة والتي لا تنفصل عما نتحدث فيه من الارتقاء فوق الأسباب حين نتعامل مع الله عز وجل، قضية الاستثناء، اسمها قضة الاستثناء، ومعنى الاستثناء يعني أن نقول في الأشياء المستقبلة سأفعل كذا إلا أن يشاء الله، سآتيك غداً إلا أن يشاء ربي شيئًا.. وهكذا، الأشياء المستقبلة نقدم فيها أمر المشيئة واستثناء المشيئة الربانية، مع أن الأسباب موجودة، الأسباب كلها في يدي أملكها وأتصرف فيها بفضل الله كما أشاء، ولكن قد يعطلها الله في يدي، قد يمنعني الله عنها، قد يجعلها الله تعصاني، قد يتخلف الأمر الذي عزمت عليه لسبب من الأسباب.



جاء هذا الأمر بصورةٍ عظيمة حيث طبَّقه الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم هو الذي لا ينسى ربه، طبق الله عليه هذا الأمر وهذا التعليم تطبيقاً عملياً لتفهمه الأمة فهماً واقعياً صحيحاً، فليس ذلك ولا في ذلك ذمٌّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو انتقاصٌ لحقه، ولكن هذا تقديرٌ من الله عليه لتتعلم الأمة، لأتعلم أنا وأنت هذا الدرس العظيم الذي جعله الله أمراً ثابتاً وسنةً ماضيةً في الكون كله.



أراد المشركين حينما رأوا أمر المسلمين قد عظم في مكة واستفحل بالنسبة لنظرتهم، أرادوا شيئاً يسألون عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعرفه فيوقعونه في حرج أمام أصحابه، إذاً نبيكم لا يعلم فكيف يكون نبيّاً، لو كان نبيّاً لأجابنا على أسئلتنا، ولكي يأتوا بأسئلة دقيقة وعرةٍ هم لا يستطيعون، فهم جهلة، ذهبوا إلى اليهود باعتبارهم أسبق في التعامل مع الأنبياء وأكثر منازعةً للأنبياء فيما أوحى الله به إليهم، حرَّفوا الكتب وقتلوا الرسل فمثلهم عندهم بالتأكيد أسئلةٌ صعبة، فاستوردوا منهم سؤالاً، فأجابتهم اليهود أن اسألوه عن فتيةٍ كانوا في غابر الزمان لهم قصة، وعن رجل طاف المشرق والمغرب، واسألوه عن الروح، صلى الله عليه وسلم.



فلما سألوه عن ذلك قدَّر الله لهم ما يريدون، هم يريدون إحراجه صلى الله عليه وسلم، أن لا يعرف الإجابة، فأعاطهم أملاً ثم قطع الأمل فجأة تعذيباً لهم، فقدَّر على رسوله عليه الصلاة والسلام حين توجه إليه السؤال أن لا يجيب، فليس عنده علمٌ بذلك سابق ولم يعلمه الله بوحي عاجل، فإلى نهاية المجلس وقال لا أدري، ائتوني غداً، ونُسِيَّ بقدر الله أن يقول إن شاء الله، فجاءوا في الغد فلم يجدوا جواباً، ائتوني غداً ولم يقل إن شاء الله، الغد.. الغد، مرت أيام وبدأوا تملأ الفرحة قلوبهم ويتخيل الأمل أمام أعينهم، بعد يومٍ وآخر سنصل إلى ما نريد، ونُظهر محمداً، صلى الله عليه وسلم، بالجهل الكبير أمام أصحابه ونصل إلى غرضنا.



وفجأة يُنزِّل الله عليه آيات قصة أصحاب الكهف فيقصها وكأنما حضرها، وقصة ذي القرنين – الملك الصالح – فيقصها وكأنما كان شاهد عيانٍ عليها، وفي الروح يقول: ﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾، فراحوا لليهود وقالوا: أجابنا بكذا وكذا، وقال في الروح: ﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾، قالت اليهود: أما إنه لو أجابكم عن الروح لما كان نبيّاً، عدم إجابته هنا دليلٌ على نبوته، ومع ذلك لم يؤمن هؤلاء ولا هؤلاء، عميت قلوبهم لعنهم الله، أما إنه لو أجابكم عن الروح لما كان نبياً.



ثم جاء بعدها قول الله تعالى ﴿ وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴾[9]، فمهما كانت الأسباب في يدي لابد أن أقول سأفعل كذا إن شاء الله.. إن شاء الله.. إن شاء الله، أو إلا أن يشاء الله.



تقرئون في سورة القلم قصة قوم فيمن كانوا قبلنا عزموا على أمرٍ أن يجمعوا ثمار حديقتهم في الغد الباكر قبل أن يستيقظ الفقراء والمساكين ويشاركوهم في ذلك، فقال الله عنهم ﴿ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴾ أي ليجمعن ثمرها مصبحين ﴿ وَلا يَسْتَثْنُونَ ﴾ لم يقولوا إلا أن يشاء الله، لقد عزمنا على الاستيقاظ مبكرين والغدو مصبحين ونجمع ثمار حديقتنا دون أن يرانا أحد، ولكنهم نُسُّوا ومن أعمالهم وبسبب عصيانهم لم يقولوا إلا أن يشاء الله، ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهَا ﴾ حين وصلوا إليها في الصباح ﴿ قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴾ ليست هذه حديقتنا، لماذا؟ لأنهم وجدوا أرضاً أصبحت كالصريم، أرض وجهها مسوَّد محترق، ما فيها احترق فصار وجهها مسوداً، كأنها لم تغن بالأمس بزرعٍ ولا ثمر، قالوا ليست هذه حديقتنا نحن ضللنا الطريق، وكأنهم يستديرون ليرجعوا لنظروا إلى جيرانهم فإذا هم هم، هذه أرضنا فعلاً ﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ كما حرمنا الفقراء وعزمنا على حرمانهم حرمنا الله تعالى، فعرفوا فعلتهم فتابوا إلى الله منها واستغفروه فعوَّضهم الله خيراً مما فاتهم.



سيدنا سليمان عليه السلام - وهو نبي - قال يوماً والحديث في البخاري وكاذبٌ من كذَّبه، والأنبياء أقوى الرجال، قال سليمان يوماً والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقص علينا هذا الخبر وهو الصادق المصدوق: "لأطوفن الليلة على تسعين امرأة - وفي رواية على مئة امرأة - تأتي كل واحدةٍ منهم بفارس يقاتل في سبيل الله"[10]، لأطوفن أي بالجماع على سبعين امرأة أو مئة امرأة من نسائه وإمائه، من هذا وذاك، ولا تسيئوا الظن بالأنبياء، وليس نبياً مباشراً لنا ولكننا نحسن الظن فيه فهو نبي حق، فتأتي كل واحدةٍ منهن أي تحمل وتلد فارساً يقاتل في سبيل الله، لم يكن غرضه عليه السلام شهوةً أو تمتعاً وإنما غرضه أن تحمل منه نسائه برجالٍ يكونون أبطالاً يجاهدون في سبيل الله، هل حدثتم أنفسكم بالجهاد، هذا مطلوب، هذه نية سيدنا سليمان عليه السلام، يريد جيشاً من نسله من أولاده، ولكن لم يقل لأمرٍ ما أراده الله تعالى لم يقل إن شاء الله، نُسِّيها، ونقول عن الأنبياء أنه نُسِّيها أي أنساه الله لقدرٍ ما، فلم تأت إلا واحدةٌ منهم بشق غلام، لم تحمل ولا امرأة إلا امرأة واحدة حملت عبرةً لسليمان، حملت موعظة، حملت بقدر الله شقّ غلام، نصف غلام بالطول، نصف رأس بعينٍ واحدة بنصف أنف بنصف فم وهكذا إلى قدمٍ واحدة، وحين ولدته جاءت به القابلة وقدمته إلى سليمان وهو جالسٌ على كرسي ملكه، فساعتها تذكر أنه أخطأ فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب.



وهذا معنى قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴾ تاب إلى الله تعالى واستغفر، ألقينا على كرسيه أي إليه وهو على كرسيه جسداً وهو جسد ولده الذي هو نصف غلام.



فالمشيئة مهمة جدّاً، مطلوبةٌ جدّاً، بنو إسرائيل وهم يلاوعون في تطبيق أمر الله، اذبحوا بقرة، ما هي؟ ما لونها؟ إن البقر تشابه علينا، إنا كذا..، ويريدون الفرار والخلاص من هذا الأمر ولكنهم وقعوا في كلمة ألزمتهم بالفعل، ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ﴾ فلما قالوا: إن شاء الله، تحقق الأمر مع صعوبته، فلم يجدوا في بني إسرائيل إلا بقرةً واحدة وتم بها الأمر، اشتروها بملء جلدها ذهباً كما طلب صاحبها[11]، وذبحوها كما قال ربنا: ﴿ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾، تحقق الأمر مع أن صاحبه لا يريد لأنه قال إن شاء الله.



فمشيئة الله وراء كل مشيئة، فما أردت من أمرٍ أخي المسلم فكن مع مشيئة الله وقدم مشيئة الله يكفيك الله الهم والجهد، ويحقق لك أحسن مما تريد.



وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير، ويسر لنا ولكم الفضل والبر، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أعد حياتنا وأمورنا على موازينك يا ربنا، ووفقنا يا ربنا للعمل بكتابك وسنة نبيك، اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً، ألزمنا به واجعلنا أحق به وأهله، إنك أنت الرحمن الرحيم، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا ربنا سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات ورافع الدرجات، اللهم يا من نشرت لأهل الكهف من رحمتك وهيأت لهم من أمرهم مرفقًا انشر لنا في بيوتنا وفي حياتنا وكهوفنا من رحمتك، اللهم انشر وابسط لنا من رحمتك، اللهم انشر وابسط لنا من رحمتك، وهيئ لنا من أمرنا رشداً ومرفقا، أنك أنت الرحمن الرحيم، اغفر ربنا للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها، وأوسع أرزاقنا عند كبر سننا، وخير أيامنا يوم نلقاك يا أرحم الراحمين.



عباد الله ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾، اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم... وأقم الصلاة.


[1] انظر: لسان العرب (9/ 310).

[2] سورة الكهف مكية، بإجماع المفسرين، وقد نقل هذا الإجماع القرطبي (10/ 346)، وابن الجوزي، وغيرهما، قال ابن الجوزي في زاد المسير: روى أبو صالح عن ابن عباس أن سورة الكهف مكية، وكذلك قال الحسن ومجاهد وقتادة، وهذا إجماع المفسرين من غير خلاف نعلمه. أهـ (3/ 63).

[3] أخرجه الترمذي (2910) وغيره، قال في الصحيحة (2/ 267): وإسناده جيـد، وقد خرجته في تعليقي على الطحاوية (ص201).

[4] أخرجه البخاري (4724)، ومسلم (795).

[5] أخرجه مسلم (809).

[6] أخرجه مسلم (809)، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع جلاء الأفهام : "اختلف فيه؛ فقال بعض الرواة" من أول سورة الكهف، وقال بعضهم: من آخرها، وكلاهما في الصحيح، لكن الترجيح لمن قال: من أول سورة الكهف؛ لأن في صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان في قصة الدجال: "فإذا رأيتموه فاقرؤوا عليه فواتح سورة الكهف"، ولم يختلف في ذلك، وهذا يدلّ على أنّ من روى العشر من أول السورة حفظ الحديث ومن روى من آخرها لم يحفظه" انظر: جلاء الأفهام (379)، ط دار عالم الفوائد.

[7] روراه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص131) والنسائي في الكبرى (10790)، وغيرهما، انظر تحقيقه في موسوعة فضائل القرآن، للشيخ محمد طرهوني: (1/ 337).

[8] أخرجه البخاري (4)، ومسلم (160).

[9] رواه الطبري في تفسيره (15/ 127).

[10] أخرجه البخاري (5242) رواية المائة، و(6720) رواية التسعين، ومسلم (1654).

[11] انظر: الطبري (2/ 206)، والدر المنثور، للسيوطي: (1/ 77).

lrhw] s,vm hg;it










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 17 / 02 / 2018, 37 : 01 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018