أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن مهدي بري الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن د. عصام خان الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالله البعيجان 6 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 6 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 6 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 6 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 6 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 6 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 465 المشاهدات 88776  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 18 / 10 / 2018, 06 : 12 PM   المشاركة رقم: 151
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
٢ . ٢ . ] الثاني : التشاؤم منه .
٢ .] ثانيًا:
أما
التشاؤم من شهر صفر
فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ..
ولا زالت بقاياه في بعض من ينتسب للإسلام.. فــ
ليس شهرًا منحوسًا كما يعتقد البعض، و
ليس
من عقيدة المؤمن الذي يعلم أنَّ الحوادث بيد الله تعالى وأنَّ الأيام والشهور لا تدبير لها بل هي مدبرة مسخرة، ليس عن عقيدته أن يستاء من هذا الشهر، أو يتضجر، أو يمتنع من مزاولة أموره الشخصية، في شؤون حياته، بل هو كبقية الأشهر والأيام.


*-*-*









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 10 / 2018, 22 : 12 PM   المشاركة رقم: 152
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
ما جاء في شهر صفر من الأدلة الشرعية :


1.] : النص القرآني الكريم "
لم يرد في كتاب الله تعالى لفظ صفر، و
إنما ورد ما يراد به صفر،
كما في تفسير قول الله تعالى:
﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ...
[التوبة:5]،
قال بعض أهل العلم:
إن المراد به أشهر الإمهال؛ عشرون من ذي الحجة والشهر المحرم وشهر صفر وشهر ربيع الأول وعشرًا من ربيعٍ الآخر(2).


وقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ... الآية [سورة : التوبة؛ آية : (37)]، و
سيأتي أن مِنْ أهل العلم مَنْ فسر «لا صفر»، بهذا النسيء، وهو التأخير.".


1.] : ما جاء في شهر صفر من السنة النبوية:


شهر صفر جاء في الأحاديث الصحيحة والصريحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنها ما يلي:


1- عن أبي هريرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى(3) ولا طيرة ولا صفر(4) ولا هامة(5)»، فــ
قال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إبلي تكون في الرَّمْل كأنها الظباء، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟.. فــ
قال عليه السلام:
«فمن أعدى الأول» متفق عليه(6).


2- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لا عدوى، ولا طيرة(7)، ولا هامة، ولا صفر»
متفق عليه(8).


وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا عدوى، ولا غول(9)، ... ولا صفر»(10).


3- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«لا يُعْدي شيء شيئًا»... فـــ
قال أعرابي: يا رسول الله، البعير أجرب الحشفة(11) نُدبِنْهُ(12) فيُجْرِبُ الإبلَ كلّها؟ .. فــ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«فمن أجرب الأول؟؟؟؟.... لا عدوى ولا صفر، خلق الله كل نفس، فكتب حياتها ورزقها ومصائبها»(13).

4- عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
«كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفر، ويقولون: إذا برأ الدَّبر(14)، وعفا الأثر(15)، وانسلخ صفر، حلَّت العمرة لمن اعتمر.




قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم فقالوا:
يا رسول الله، أي الحل؟
قال: «الحلُّ كله»(16).












عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 10 / 2018, 51 : 12 PM   المشاركة رقم: 153
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
المراد بـ ﴿ صفرفي الأحاديث المتقدمة:
بدايةً ندعوه -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا لما يحب ويرضى ...

فــ العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم:
«ولا صفر»
ثلاثة أقوال:
1- المراد بصفر:

داءٌ يكون في البطن يُصيب الماشية والناس، و
هو أعدى من الجرب عند العرب، و
المراد بنفي الصفر هنا: ما كانوا يعتقدونه بسببه من العدوى،
وبه قال ابن عيينة وأحمد ورجحه البخاري في صحيحه، وابن جرير الطبري، وعضدوا ترجيحهم هذا بأنه قُرِن في الحديث مع نفي العدوى.
2- المراد بصفر:

داءٌ يأخذ البطن(17) يقال إنه دود فيه كبار كالحيات، وكانوا يعتقدون أنه يعدي، فنفى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال به سفيان بن عيينة والإمام أحمد وابن جرير وغيرهم.
3- المراد بصفر:

شهر صفر، ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أحدهما:

نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، فكانوا يستحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه، وهذا قول مالك، وأبي عبيدة(18).
والثاني:

أن أهل الجاهلية كانوا يتشاءمون بصفر ويقولون:
إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وهذا حكاه أبو داود عن محمد بن راشد المكحولي عمن سمعه يقول ذلك(19).
قال ابن رجب:

«ولعل هذا القول أشبه الأقوال، وكثير من الجهال يتشاءم بصفر، وربما ينهى عن السفر فيه، والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها»(20).
ثم قال ابن رجب :

وأما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح، وإنما الزمان كله خلق الله تعالى، وفيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤوم عليه، فــــ
الشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى، كما قال ابن مسعود :
«إذا كان الشؤم في شيء ففي ما بين اللحيين؛ (يعني اللسان)..، ثم أطال في هذا المعنى والاستدلال له بما ورد عن السلف الصالح، فانظره فإنه نفيس فيه فائدة (21).

ومع ذلك يتداول بعض الناس معلومات خاطئة وأفكاراً خطيرة تؤثر في عقيدتهم وإيمانهم بالله تعالى إن كانوا مقتنعين ومصدقين بها ؛ فيتحدثون عن التشاؤم من شهر صفر واعتباره شهر حلول المكاره ونزول المصائب، وهذا مخالف لمبدأ التوكل على الله سبحانه وتعالى والإيمان بأنه وحده الضار النافع، وهي من صور التطيّر التي كانت سائدة بين العرب أيام الجاهلية ؛ حيث كان المشركون يتشاءمون منه لأنهم كانوا يعودون فيه إلى السلب والنهب والغزو والقتل بعد أن كانوا قد كفوا عنها في الأشهر الحرم الثلاثة التي تسبقه، لدرجة أن كثيراً منهم كان لا يتزوج فيه مخافة فشل زواجه، ولا يمضي تجاراته وصفقاته فيه خشية الخسارة .
فـــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاء الإسلام ونهى عن التطير عموماً سواء من الأشخاص والأزمان والأحداث، واعتبر ذلك من الشرك بالله، ونص على إبطال التشاؤم من هذا الشهر، فهو كسائر الشهور ليس فيه ما يدعو إلى الخوف منه، وبيّن أن كل شيء حادث بإذن الله وأمره وقضائه وقدره، وأن الزمان كله لله، خلقه الله ليكون الظرف الذي تقع فيه أعمال الناس وفق إرادته، وهذا هو مقتضى الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص.
والأحاديث النبوية الدالة على تحريم التطير والتشاؤم كثيرةو

أما النهي عنه في السنة المباركة فقد صحت في ذلك أحاديث كثيرة، قال النووي :
«وقد تظاهرت الأحاديث في النهي عن الطيرة »(27)، فنذكر انفسنا مرة ثانية .. :
منها حديث شريف حول التطير من شهر صفر بالتحديد، فـ
1. ] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

« لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد . » .(28)
و

قال النووي :
«والتطير: التشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي، وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح، فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمن تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضر»(29).
وقال ابن القيم :

«وهذا يحتمل أن يكون نفيًا، وأن يكون نهيًا، أي: لا تطيروا، ولكن قوله في الحديث:
«لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة»، يدل على أن المراد النفي، وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النَّهي؛ لأنَّ النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي إنما يدل على المنع منه»(30).
قوله:

«ولا هامَة» المحفوظ من روايتها تخفيف الميم،
قال ابن حجر :
«قال القزاز: الهامة: طائر من طير الليل، كأنه يعني البومة. و
قال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم، يقول: نعت إليَّ نفسي أو أحدًا من أهل داري. و
قال أبو عبيد: كانوا يزعمون أنَّ عظام الميت تصير هامة فتطير، ويسمون ذلك الطائر الصدى. فعلى هذا فالمعنى في الحديث: لا حياة لهامة الميت، و
على الأول: لا شؤم بالبومة ونحوها» (31).
قوله: «ولا صفر» قال البغوي :

«معناه أن العرب كانت تقول: الصفر حية تكون في البطن تصيب الإنسان والماشية، تؤذيه إذا جاع، وهي أعدى من الجرب عند العرب، فأبطل الشرع أنها تعدي، و
قيل في الصفر: إنه تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر، و
قيل: إن أهل الجاهلية كانوا يتشائمون بصفر، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك»(32).
و

قال ابن عثيمين؛ محمد بن صالح.. الشيخ رحمه الله تعالى :
و " صفر " فُسِّر بتفاسير :
الأول :

أنه شهر صفر المعروف ، والعرب يتشاءمون به .
الثاني :

أنه داء في البطن يصيب البعير، وينتقل من بعير إلى آخر، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام .
الثالث :

صفر : شهر صفر، والمراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر، يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً .
وأرجحها [عند الشيخ محمد بن صالح؛ اصلح الله تعالى حالنا بعلمه] :

أن المراد : شهر صفر، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية .
والأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر .











2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الطيرة شرك ـ ثلاثًا ـ وما منا إلا، ولكنَّ الله يذهبه بالتوكل»(33).
قال البيهقي :

«قال الإمام أحمد... يريد ـ والله تعالى أعلم ـ الطيرة شرك على ما كان أهل الجاهلية يعتقدون فيها، ثم قال: «وما منا إلا» يقال: هذا من قول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: وما منا إلا وقع في قلبه شيء عند ذلك على ما جرت به العادة، وقضت به التجربة، لكنه لا يقر فيه، بل يحسن اعتقاده أن لا مدبر سوى الله تعالى، فيسأل الله الخير، ويستعيذ به من الشر، ويمضي على وجهه متوكلًا على الله»(34).
وقال النووي :

«أي: اعتقاد أنها تنفع أو تضر، إذ عملوا بمقتضاها مُعتقدين تأثيرها، فهو شرك؛ لأنهم جعلوا لها أثرًا في الفعل والإيجاد»(35).







وقال ابن حجر :

«وإنما جعل ذلك شركًا لاعتقادهم أنَّ ذلك يــجـــلـــب نفعًا أو يدفع ضرًا، فكأنهم أشركوه مع الله تعالى»(36).





وقال صديق حسن خان :

« وهذا صريح في تحريم الطيرة، وأنها من الشرك؛ لما فيه من تعلق القلب بغير الله»(37).



وقال ابن عثيمين :
« واعلم أن التطير ينافي التوحيد، ووجه منافاته له من وجهين:
الأول:

أنَّ المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غيره،
الثاني:
أنه تعلق بأمر لا حقيقة له؛ فأي رابط بين هذا الأمر وبينما يحصل لك؟!
وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد؛ لأن
التوحيد:
أ.] عبادة و
ب.] استعانة،
قال تعالى:
:" إِيَّاكَ نَعْبُدُ ... "...
وَ :" إِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ".
[الفاتحة:5]،
إذن فالطيرة محرمة، وهي منافية للتوحيد كما سبق»(38).











3- عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليس منا من تَطير أو تُطير له»(39).
قال الحليمي ما ملخصه:
« كان التطير في الجاهلية في العرب إزعاج الطير عند إرادة الخروج للحاجة... وهكذا كانوا يتطيرون بصوت الغراب وبمرور الظباء، فسموا الكل تطيرًا؛ لأنَّ أصله الأول... فجاء الشرع برفع ذلك كله، و
قال:
« من تكهَّن أو ردَّه عن سفرٍ تطيرٌ فليس منا »، و
نحو ذلك من الأحاديث. و
ذلك إذا اعتقد أن الذي يشاهده من حال الطير موجبًا ما ظنه ولم يضف التدبير إلى الله تعالى، فأما إن علم أن الله هو المدبر ولكنه أشفق من الشر؛ لأن التجارب قضت بأن صوتًا من أصواتها معلومًا أو حالًا من أحوالها معلومة يُردفها مكروه، فإن وطن نفسه على ذلك أساء، و
إن سأل الله الخير واستعاذ به من الشر ومضى متوكلًا لم يضره ما وجد في نفسه من ذلك، و
إلا فيؤاخذ به، وربما وقع به ذلك المكروه بعينه الذي اعتقده عقوبة له، كما كان يقع كثيرًا لأهل الجاهلية، والله أعلم» (40).














عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 10 / 2018, 04 : 01 PM   المشاركة رقم: 154
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
إستشكل أمر واسعى إلى بيانه !!:
في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار»(41).
فاختلف أهل العلم ـ رحمهم الله تعالى ـ في توجيه هذا الحديث مع ما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم من نفي الشؤم والطيرة والنهي عنهما، و

هذه أقوالهم باختصار(42):
1.] قال بعضهم:

إن الحديث ليس على ظاهره، وإنما هو إخبار عما كان عليه أهل الجاهلية؛ فـ
عن أبي حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة، فقالا:
إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
« إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار»..
قال: فطارت شقّة منها في السماء وشِقّة في الأرض،
قال السندي: شقة بكسر فتشديد، أي قطعة وهذه مبالغة في الغضب والغيظ...
فــ
قالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقول، ولكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
« كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرة في المرأة .. والدار.. والدابة »،
ثم قرأت عائشة رضي الله عنها: :" مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"
[الحديد:22](43).







2.] وقال آخرون:

بل الحديث على ظاهره وفيه إثبات للطيرة، ولكن لهذا توجيهه، وهو أن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأعلمهم أن لا طيرة، فلما أبوا أن ينتهوا بقيت الطيرة في هذه الأشياء الثلاثة، وبهذا يكون حصول الشؤم في هذه الأشياء لمن تطير بها دونمن لم يتطير.









3.] وقال آخرون:

إن التطير منفي ولا وقوع له، ولكن لما كانت هذه الأشياء هي أكثر ما يتطير به الناس، أبيح لمن وقع في نفسه شيء نحوها أن يتركه ويستبدل به غيره؛ حتى يغلق باب التطير ويرتاح من تحديث نفسه بذلك.









4.] وحمل بعضهم الشؤم على ظاهره، ولكن فسره بمعنى جرى قدر الله بوقوعه لدى بعض الناس، فيكون المسلم مأمورًا حينئذ بمجانبة ما يكره.







5] قال الخطابي :

« معناه: إبطال مذهبهم في الطيرة بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ونحوها، إلا أنه يقول: إن كانت لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس لا يعجبه ارتباطه، فليفارقها بأن ينتقل عن الدار ويبيع الفرس، وكان محل هذا الكلام محل استثناء الشيء من غير جنسه، وسبيله سبيل الخروج من كلام إلى غيره، و
قد قيل: إن شؤم الدار ضيقها وسوء جوارها، و
شؤم الفرس أن لا يغزى عليها، و
شؤم المرأة أن لا تلد»(44).







6.] وقيل: بل هو بيان أنه لو كانت الطيرة ثابتة لكانت في هذه الأشياء، لكنها غير ثابتة في هذه الأشياء، فلا ثبوت له أصلًا.
قال ابن القيم :

«وبالجملة فإخباره بالشؤم أنه يكون في هذه الثلاثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها، وإنما غايته أن الله سبحانه قد يخلق منها أعيانًا مشؤومة على من قاربها وسكنها، وأعيانًا مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر، وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولدًا مباركًا يريان الخير على وجهه، ويعطي غيرهما ولدًا شرًّا مشؤومًا نذلا، يريان الشرعلى وجهه، وكذلك ما يعطاه العبد من ولاية أو غيرها، فكذلك الدار والمرأة والفرس.
والله سبحانه خالق الخير والشر، والسعود والنحوس، فيخلق بعض هذه الأعيان سعودًا مباركة، ويقضي بسعادة من قارنها، وحصول اليمن له والبركة، ويخلق بعض ذلك نحوسًا يتنحس بها من قارنها، وكلذلك بقضائه وقدره، كما خلق سائر الأسباب وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة؛ فكما خلق المسك وغيره من حامل الأرواح الطيبة، ولذذ بها من قارنها من الناس، وخلق ضدها وجعلها سببًا لإيذاء من قارنها من الناس، والفرق بين هذين النوعين يُدرك بالحس، فكذلك في الديار والنساء والخيل، فهذا لون، والطيرة الشركية لون آخر»(45).









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 10 / 2018, 08 : 01 PM   المشاركة رقم: 155
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الثابت علمياً اليوم .. أن المرأة قد تكون عقيماً لا تحبل فلا تلد ....
أو قد يكون الرجل هو العقيم !!.. فوجب عليَّ التنبيه..









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 18 / 10 / 2018, 13 : 01 PM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
لا تقل: «صفر الخير»:


قال ابن عثيمين :
« والأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله لها، فصفر كغيره من الأزمنة يقدَّرفيه الخير والشر، وبعض الناس إذا انتهى من شيء في صفر أرَّخ ذلك و
قال: انتهى فيصفر الخير، و
بعضهم إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس والعشرين - مثلاً - من صفرأرَّخ ذلك و
قال : انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير، فــ
هذا من باب مداواةالبدعة بــ بدعة، والجهل بالجهل فهو ليس شهر خيرولا شهر شر»(49). فــ
هو ليس شهر خير ولاشر؛ ولهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال:"خيراً.(!!!) إن شاء الله"، فــ
لا يقال خير ولاشر، بل هي تنعق كبقية الطيور .


وقال بكر أبو زيد :
« وبعض يقول : «صفر الخير» تفاؤلًا يرد ما يقع في نفسه من اعتقاد التشاؤم فيه، وهذه لوثةجاهلية من نفسٍ لم يصقلها التوحيد بنوره» ا.هـ(50).


فهذه الأربعة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تدل على وجوب التوكل على الله وصدق العزيمة وألا يضعف الملم أمام هذه الأمور .


وإذا ألقى المسلم بالَه لهذه الأمور فلا يخلو من حالين :


الأولى : إما أن يستجيب لها بأن يقدم أو يحجم، فيكون حينئذٍ قد علَّق أفعاله بما لا حقيقة له .


الثانية : أن لا يستجيب بأن يقدم ولا يبالي، لكن يبقى في نفسه نوع من الهم أوالغم، وهذا وإن كان أهون من الأول لكن يجب أن لا يستجيب لداعي هذه الأمور مطلقاً ، وأن يكون معتمداً على الله عز وجل …


والنفي في هذه الأمور الأربعة ليس نفياً للوجود؛ لأنها موجودة، ولكنه نفي للتأثير، فالمؤثر هو الله، فما كان سبباً معلوماً فهو سبب صحيح، وما كان سبباً موهوماً فهو سبب باطل، ويكون نفياً لتأثيره بنفسه ولسببيته …









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 07 / 11 / 2018, 22 : 12 PM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
﴿[ سيهل الربيع ...!!! ].









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 09 / 11 / 2018, 53 : 11 AM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
حول ذكرى مولد «النبي»
[صلى الله عليه وآله وسلم]
لفضيلة الشيخ/ محمود شلتوت
[ مجلة الهدي النبوي، العدد الثالث لسنة 1362هـ.]
منذ 78 عاماً ..
كتب رحمه الله يقول:









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 09 / 11 / 2018, 58 : 11 AM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
في شهر ربيع الأول من كل عام يقيم المسلمون حفلات الذكرى لمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فينصبون السرادقات، ويرفعون الإعلام، ويلقون الخطب، ويذيعون الأحاديث، ويكتبون الفصول، يشرحون للناس فيما يخطبون ويذيعون ويكتبون سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو ناحية من نواحي سيرته، ويذكرون تشريعه وأحكامه، وطريقته في التأديب، وإنهاض النفوس وتهذيب الأخلاق. يذكرون أطواره التي مر بها في حياته قبل البعثة وهو طفل رضيع في صحراء بني سعد، وهو غلام يرعى الغنم بمكة، وهو شاب قوي جلد يتجر ويسافر، ويحضر حرب الفجار وحلف الفضول.

ثم يذكرون دعوته وكيف بدأت سرية ثم كانت جهرية. ويذكرون ما ناله من أذى قومه، واضطهادهم له، وتضييقهم عليه حتى أخرجوه من دياره وأمواله إلى المدينة، فكانت الهجرة، وكانت الحروب، وكان التشريع والأحكام إلى أن نزل قوله تعالى بعد ثلاث وعشرين سنة من مبعثه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3].

يحتفلون على هذا النحو في يوم أو أيام، ويقولون: إنها ذكرى، ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، و

لقد كان المسلمون في عصورهم الأولى لا يعرفون احتفالاً خاصاً يقام في مثل هذه الأيام بقصد إحياء ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا يرون أن


عظمته ليست من جنس هذه العظمات التي يألفها الناس في أفذاذهم ورجالهم، والتي يخلعها الزمن على بعض الناس في بعض نواحي الحياة.

لم تكن عظمته صلى الله عليه وسلم من جنس هذه العظمات المحدودة في نوعها، و
المحدودة في أمدها.
لم تكن من جنس هذه العظمات التي يخشى عليها من الضياع والتلاشي في بطون الأزمان والأيام؛ فيحتاج بقاؤها في أذهان الناس إلى مذكر.


كانوا يعرفون أن عظمته صلى الله عليه وسلم ليست من جنس هذه العظمات، وإنما هي

العظمة الخالدة التي ينبغي أن تكون دائماً
قارّة في النفوس،
ماثلة في القلوب،
ممتزجة بالدماء،
مؤاخية للعقيدة.
لذلك كانت هذه العظمة المحمدية ظاهرة في قولهم إذا نطقوا،

في حركتهم إذا تحركوا،
في سكونهم إذا سكنوا،
في جميع شئونهم الفردية والاجتماعية،
السرية والعلنية،
الدنيوية والأخروية، فـ

هي عظمة قد رسمت لهم باطن الحياة وظاهرها، و
حدودها ودوائرها،
لم تقف عند ناحية من نواحي الحياة، بل لم تقف عند حدود هذه الحياة الفانية، فشملت جميع نواحي الحياة وامتدت إلى الحياة الآخرة فكشفت لهم عن حجب غيبها، وصورت لهم ما يكون للمحسن فيها من نعيم، وما يكون للمسيء فيها من شقاء.

لم تكن عظمته عندهم بانتصار في معركة، ولا برأي في علم، ولا باختراع في صلاح، ولا بنظرية في أرض ولا سماء، وإنما كانت عظمة عامة وشاملة، ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9- 10].
بـــ

هذا آمَن المسلمون في عصورهم الأولى يوم كان الإيمان قوياً في النفوس، تشتعل جذوته فتلتهب الجوارح، وتُبذل الأنفس، ويضحى بالأرواح في ترسّم خُطى تلك العظمة والجد في معرفتها، ونشرها على العالم مهذبة نقية حتى تحيا بها النفوس وتطمئن إليها القلوب، وبذلك كانت جميع أيامهم وجميع أوقاتهم ذكرى عملية لهذه العظمة، ذكرى عملية يتمثلون فيها مبادئه وأحكامه وإرشاداته الحكيمة ويسيرون على نهجها، فكانت حالتهم مثالاً صادقاً ومرآة صافية تُرى منها عظمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الأمر بحاجة إلى مذكر بعظمة هم فيها سابحون، وبنورها مهتدون.









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 09 / 11 / 2018, 03 : 12 PM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,288 [+]
بمعدل : 0.55 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 206
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
كانوا يرون النبي صلى الله عليه وسلم
أعظم قدراً وأجل شأناً من أن يكرَّم كما يكرَّم آحاد الناس بخطبة تلقى أو حديث يذاع، أو فصل يكتب.

كرمه الله وليس بعد تكريم الله تكريم، و
خلد اسمه في كتابه الخالد، فذكر اسمه الصريح، وذكره بوصف الرسالة مبعث العظمة، و
ذكره بوصف العبودية لله الواحد، و
ذكره بعظمة خُلقه، و
ذكره برحمته للمؤمنين، و
برحمته للناس أجمعين،
وذكره بأنه المزكي للنفوس، و
المعلم للكتاب والحكمة.
ذكره بكل هذا كما ذكره بالتبشير والإنذار، وبأنه شهيد على أمته، وبأنه صاحب المقام المحمود، وجعل محبته من محبته، وطاعته من طاعته، وذكره في كتابه الخالد بهذا وبغيره من أوصاف التكريم بل من الأوصاف التي طبعه عليها وصاغه بها؛ بياناً لحقيقته، ورسماً لوظيفته.

لم يقف التكريم الإلهي لمحمد صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد، بل

جعل له ذكراً في الأولين إذ كتبه في التوراة والإنجيل، و
بشر به على لسان عيسى بن مريم، و
جعل له ذكراً في الآخرين إذ قرن بينه و بين اسمه الكريم في كلمه التوحيد التي بها يكون المرء مسلماً، والتي هي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر، وإذ جعل المناداة باسمه جزءاً من الأذان الذي يكرر في كل يوم خمس مرات بصوت مسموع؛ إيذاناً بالصلوات المفروضة، وجمعاً للمسلمين على عبادة الله، وفي التشهد كلما صلى مسلم فرضاً أو نقلاً. فكم إذاً من ملايين تفتر شفاهم، وتنطق ألسنتهم بذكر محمد صلى الله عليه وسلم في كل يوم و ليلة كلما أذن مؤذن أو أجاب مجيب، أو صلى مصلٍّ أو آمن مؤمن، أو تلا قارئ أو حدّث محدث.

لم يكن بعد هذا كله ما يُلتمس أن يكون لمحمد صلى الله عليه وسلم، و

متى كانت هذه العظمة تنسى حتى تُذكر؟!

ومتى كان هذا التكريم يخفى حتى يظهر؟!

تلك روح خص الله بها نبيه ومصطفاه، لم تكن لتخفى على قلب يؤمن بالله وبرسوله الله.

آمن الأولون بهذا كله، آمنوا بأن تمجيد رسولهم وتكريمه إنما يكون عن طريق اتباعه وإحياء سنته والتحلي بأخلاقه، وإقامة شرعه ودينه. آمنوا بهذا واعلموا أن الإيمان الحق يثمر المحبة الصادقة؟

وللمحبة الصادقة حقوق و
عليها تبعات، فمن حقوقها: المتابعة لمن تحب، والرضا بما يرضيه، والغضب لما يغضبه. ومن تبعاتها تحمل المشاق والتضحية بالنفس في سبيل رضا المحبوب.
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران: 31]، ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ[التوبة: 24]، ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما)).









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 0 والزوار 27)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018