أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: تراث الشيخ السيد متولى -تلاوات الفديو المرئية1600 تلاوه من انحاء العالم (آخر رد :حسن ادم)       :: طھط±ط§ط« ط§ظ„ط´ظٹط® ط§ظ„ط³ظٹط¯ ظ…طھظˆظ„ظ‰ -طھظ„ط§ظˆط§طھ ط§ظ„ظپط¯ظٹظˆ ط§ظ„ظ…ط±ط¦ظٹط©1600 طھظ„ط§ظˆظ‡ ظ…ظ† ط§ظ†ط*ط§ط، ط§ظ„ط¹ط§ظ„ظ… (آخر رد :حسن ادم)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله البعيجان الخميس 23 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري الخميس 23 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: نداء الفجر يرفعه بلال أبو الضبعات من الأقصى - الخميس 23 شوال 1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن عبدالمجيد السريحي الخميس 23 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن أحمد خوجة الخميس 23 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم 22 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 22 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالرحمن السديس 22 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 20 المشاهدات 4497  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 14 / 02 / 2010, 59 : 03 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.63 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 584
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 7
عدد المشاركات : 3,751
بمعدل : 0.63 يوميا
عدد المواضيع : 2675
عدد الردود : 1076
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. إلى عموم إخواننا المسلمين في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلتعلم أخي المسلم أن الله تعالى قد أكمل الدين وأتم الرسالة، كما قال سبحانه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا )، وأن الله قد ختم الشرائع ببعثة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يترك أمر خيرٍ إلا دلَّ الأمة عليه، ولا أمر شرٍ إلا حذرها منه وأمر بطاعته واتباع هديه فقال: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) , وقال تعالى : (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ), وقال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). [رواه البخاري, ومسلم] . وفي رواية لمسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

ولتعلم أن الله قد افترض علينا محبة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يقوم إيمان العبد حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه وماله وولده والناس أجمعين، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فوالذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري ، ومن لوازم محبته طاعته واتباع هديه وعدم الخروج على شرعه بأي وجه كان.
وقد بين العلماء قديماً وحديثاً أن الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة محدثة لم تكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه، ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به، ولم يفعله خلفاؤه من بعده، فقد تضمن فعلُه ذلك اتهامَ الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتضمن تكذيبَ قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).

وإذا كان البعض ينازع في بدعية المولد؛ فإن القاعدة الشرعية تقتضي رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) وقال تعالى: ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) . وقد رددنا هذه المسألة إلى كتاب الله سبحانه، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.
أخي المسلم: إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم في كل أوقاته، ويرتبط بها كلما ذُكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطبة، وكلما ردد المسلم الشهادتين بعد الوضوء وفي الصلوات، وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند ذكره، وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه بذلك يتذكره.. وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله ، لا في يوم المولد فقط ، ولا بما هو بدعة ومخالفة لسنته ، فإن البدعة تبعدك أخي المسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) ، فلا يذكر الله عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خطبة إلا ويذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداً لذكراه وحثاً على اتباعه.
اللهم اجعلنا من اتباع دينك ظاهراً وباطناً ، اللهم اجعل حبّك وحبّ نبيك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين، اللهم ارزقنا اتباع هدي رسولك الأمين صلى الله عليه وسلم واجعلنا من ورثة جنة النعيم ،،، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه









عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2010, 04 : 02 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.63 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 584
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
• مقدمة: (نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة).
أخي المسلم، أختي المسلمة : لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلي يوم الدين ، وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذي قال الله فيهم أنهم في : ( الدرك الأسفل من النار)
وإنني أضع بين يديك هذا البحث المتواضع لتقرأه بعين البصيرة تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فإن كان ما فيه حقاً قبلته وعملت فيه طاعة لله ورسوله الذي أمرنا باتباع الحق وما كان فيه من باطل أو خطأ فأعيذك بالله أن تتبعه لأننا لسنا متعبدون إلا بالحق الذي دل عليه الدليل الشرعي.
وفقنا الله وإياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،،.

• تاريخه:
إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به .
قال الحافظ السخاوي في فتاويه :"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد".أهـ(1)
إذن السؤال المهم : " متى حدث هذا الأمر –أعني المولد النبوي-وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم ؟"
والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني ( الإمام المقريزي ) رحمه الله :
يقول في كتابه الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها):" ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم"
قال:" وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)،ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ، ( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، ( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )، ( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام )،(ومولد الخليفة الحاضر )، ( وليلة أول رجب ) ، ( ليلة نصفه ) ، ( وموسم ليلة رمضان ) ، ( وغرة رمضان )،(وسماط رمضان)،( وليلة الختم )،( وموسم عيد الفطر )،( وموسم عيد النحر )،( وعيد الغدير)،( وكسوة الشتاء)،( وكسوة الصيف )،( وموسم فتح الخليج )،( ويوم النوروز)،(ويوم الغطاس) ، ( ويوم الميلاد ) ،( وخميس العدس) ، ( وأيام الركوبات )"أ.هـ.
وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء(2/48)سنة (394):
"وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر".
وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517):
"وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".وانظر (3/105).
ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها ( أنظر الخطط1/432-433 ، صبج الأعشى للقلقشندي3/498-499).
ومن النقل السابق تدبر معي كيف حُشِر المولد النبوي مع البدع العظيمة مثل:
-بدعة الرفض والغلو في آل البيت المتمثل في إقامة مولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.
وسيأتي مزيد بسط لبيان أن الدولة العبيدية التي تدعي أنها فاطمية: بأنها دولة باطنية رافضية محاربة لله ولرسوله ولسنته ولحملة السنة المطهرة .
- بدعة الاحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح وهي أعياد نصرانية .
يقول ابن التركماني في كتابه" اللمع في الحوادث والبدع" (1/293-316 ) عن هذه الأعياد النصرانية :"فصل ومن البدعة أيضا والخزي والبعاد ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى و مواسمهم و الأعياد من توسع النفقة " قال :" وهذه نفقة غير مخلوفة وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل " وقال : " ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم الخبيث في يعرف بالميلادة ( أي ميلاد المسيح) ".، ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب منه فهو كافر مثلهم .وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلين النصارى وبين تحريمها بالكتاب والسنة ومن خلال قواعد الشرع الكلية .
ذكر من أبطلها من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية:
قال المقريزي في خططه (1/432):"وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة : النبوي ، والعلوي ، والفاطمي ، والإمام الحاضر وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر.."أ.هـ
فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين (2).
ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر ( المولد النبوي)؟:
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 200-202عن الفاطميين العبيديين:
" أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) ؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا .
وعبيد هذا كان اسمه ( سعيدا) فلما دخل المغرب تسمى ب( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي وادعى نسبا ليس بصحيح -لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه -
ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب(المهدي) وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه ، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة ( 567)،.
وفي أيامهم كثرة الرافضة واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدرزية والحشيشية نوع منهم وتمكن رعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم مالم يتمكنوا من غيرهم وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة إلى أن من الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل ( صلاح الدين ) فاستردوا البلاد وأزالوا هذه الدولة عن أرقاب العباد .
وكانوا أربعة عشر مستخلفا ... يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي ( الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة ).
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون ) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة ( المعزية) بنفسه خطبة قال فيها اللهم صلي على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين ) كذب عدوّ الله اللعين فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول .
والملقب بالمهدي لعنه الله كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه ) ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله ) ويقولون لاخرى (هو الله الخالق الرازق) لا اله إلا الله وحده لا شريك له تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه وزاد شره على شر أبيه أضعافا مضاعفة وجاهر بشتم الأنبياء فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى ) اللهم صلي على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين وألعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين وارحم من ازالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم وأصلهم سعيرا ولقهم ثبورا وأسكنهم النار جمعا واجعلهم ممن قلت فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
ولو وفق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين فإنهم من شر أعداء دين الإسلام وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها وتعين على الكافه فرض جهادها وضرر هؤلاء أشدّ على الإسلام وأهله من ضرر الكفار إذا لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض ".أ.هـ بتصرف يسير.
وانظر رحمك الله إلى ما قرره هذا العالم المؤرخ وهو قريب عهد منهم حيث عاش ما بين سنة (599-665)للهجرة النبوية ، وكيف تألم لما حل بالمسلمين من كرب وضيق من جرّاء حكم هؤلاء الباطنيين وعلى هذا فالمولد النبوي أصله ومنشئه من الباطنيين ذي الأصول المجوسية اليهودية المحيين شعائر الصليبية ، ونحن هنا نقول لكل منصف هل يصح أن نجعل أمثال هؤلاء مصدر عباداتنا وشعائرنا ونحن نقول مرة أخرى إن القرون المفضلة التي عاش فيها سلفنا الصالح لم يكن فيها أثر لمثل هذه العبادة منهم أو من أعدائهم أو حتى من جهلتهم وعامتهم أفلا يسعنا ماوسعهم .

بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة:
إعلم رحمني الله وإياك أن ما يسمى بالمولد النبوي ليس مشروعا ولم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة لا إجماع ولا قياس صحيح ولا حتى دليل عقلي ولا فطري وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة.
قال الحافظ ابن رجب (3) :" والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ".
ويقول أيضاً (4) : " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة".
والبدعة كذلك " ما لم يشرعه الله من الدين فكل من دان الله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متاولاً".(5)


ويظهر فساد القول بجوازه ومشرعية من خلال الأوجه التاليه:

- الوجه الأول :
أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولاأمر به ولافعله صحابته ولاأحد من التابعين ولا تابعيهم ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر- كما تقدم- على ايدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون.
إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله عزو جل صاحبه وفاعله بقوله ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك انه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم .
- الوجه الثاني:
أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وجاء في رواية أخرى ( وكل ضلالة في النار ).
فقوله (كل بدعة ضلالة ) عموم لا مخصص له يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله والعلماء مجمعون على انه أمر محدث فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله وإياك منها.
الوجه الثالث :
أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ولايكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
- الوجه الرابع:
قال الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية وهو كفر بالله عزوجل فان قال انه مصدق بها لزمه ان يقول ان المولد ليس بعبادة ويكون اقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل.
وقلنا له أيضاً كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول .
فان قال أنا لا أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله ومومن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى.
- الوجه الخامس :
أن الممارس لهذا الأمر- اعني بدعة المولد- كأنه يتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله
قال الإمام مالك – رحمه الله (6)-: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".
- الوجه السادس (7) :
أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها لأن الله اعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله زاعم أن هناك طرقا أخرى للعبادة وان ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له فكأنه يقول بلسان حاله إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير.
- الوجه السابع :
أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من أصول الشريعة وهي محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لايتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس لان الذي يمارسون هذه البدعة يقولون ان هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم
وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول لان محبة الله والرسول تكون باتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال جل وعلا( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
فالذي يجعل المحبة باقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله التي تقول ان المحبة الصحيحة تكون باتباعه صلى الله عليه وسلم ، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم وبهذا يعلم أنه ( ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة ).
- الوجه الثامن :
أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ).(8)
- الوجه التاسع:
أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والاحترام لان فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم انهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبآءهم وأمهاتهم رضي الله عنهم وأرضاهم .
- الوجه العاشر :
ان فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم .
وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء وإذا لم يكن في الموالد-( التي تنفق فيها الاموال الطائلة وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم من إعطائه خصائص الربوبية كما سوف يمر معنا)- إطراء ففي ماذا يكون الإطراء؟
الوجه الحادي عشر :
وبدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما امرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع .
الوجه الثاني عشر:
أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم و من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر وهو الكفر المخرج من الملة لأن الغلو في الصالحين كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عزوجل.
وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة للشرك .
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) (9) وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال وإن كان سبب وروده في في لقط الجمار ونهيه عن لقط الكبار من الجمار لأنه نوع من الغلو في العبادة ومجاوزة للحد المشروع .
ومعلو ان سبب الشرك الذي وقع في بني آدم هو مجاوز الحد والغلو في تعظيم الصالحين فقد جاء في البخاري برقم ( 4920) عن ابن عباس" في قول الله تعالى ( وقالوا لاتذرن ألهتكم ولا تذرن ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسراً ) قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت ".
وقارن بما حصل عند قوم نوح مع أنهم لم يصرفوا شيئا من العبادة في أول الأمر حتى وقعوا في الشرك والسبب هذه التماثيل وهي مظهر من مظاهر الغلو وانظر ما حصل ويحصل في الموالد فهو ليس من ذرائع الشرك فحسب؛ بل يحصل الشرك بعينه من دعاء لغير الله عزوجل وإعطائه صلى الله عليه وسلم بعض خصائص الرب جل وعلا كالتصرف في الكون وعلم الغيب ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبويةوعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول:
ياأكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي:
نور الهدى قد بدا في العرب والعجم *** سعد السعود علا في الحل والحرم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومن *** لولاه لم تخرج الأكوان من عدم
فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركا في الألوهية بل هو شرك في الربوبية وهو أعظم من شرك كفار قريش والعياذ بالله لأن كفار قريش كانوا يعتقدون أن المتصرف في الكون هو الله عزو جل لا أصنامهم وهؤلاء يزعمون أن المتصرف في الكون الذي بيده الدنيا والآخرة هو النبي صلى الله عليه وسلم .
وانظر الى قوله ( يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ) فهو يعتبر رسول الله هو الملاذ وهو الذي يستغاث به ويدعوه عند الملمات وهذا هو عين شرك كفار قريش الذي يعبدون الاوثان بل هم احسن حالا منه فهم عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعوا غيرالله .
والموالد لايمكن ان تقوم بغير أبيات البردة والله المستعان فهي الشعيرة والركيزة الأساسية في هذه الموالد البدعية.
ولولم يكن فيها إلا هذه المفسدة لكفى بها مبرراً لتحريمها والتحذير منها .
وإن زعم شخص انه سوف يخليه مما تقدم قلنا له المولد بحد ذاته هو مظهر من مظاهر الغلو المذموم فضلا عما يحتويه من طوام عظيمة وبدعة في الدين محدثة لم يشرعهاولم يأذن بها الله .
الوجه الثالث عشر:
أن الفرح بهذا اليوم والنفقه فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه والله المستعان.
وأما يوم مولده فمختلف فيه ،فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به .
يقول الحافظ في فتح الباري ( شرح حديث برقم 3641 ):" . وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ : كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة : مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته , فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة , وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ , فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة "أ.هـ
ويقول ابن الحاج في المدخل (2/15):" ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عزو جل وفجعة الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لايعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وأنفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به ......". أهـ
الوجه الرابع عشر:
اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشرب فيها الخمر وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحرومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم مأزور غير مأجور فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عزوجل فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف.(10)
الوجه الخامس عشر:
اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ والتبذير وإضاعة الأموال وإنفاقها على غير اهلها.
الوجه السادس عشر:
أن في هذه الموالد والتي كثرت وانتشرت حتى وصلت في بعض الأشهر أن يحتفلوا بثمان وعشرين مولدا أن فيها من استنفاد الطاقات والجهود والأموال واشغال الأوقات وصرف للناس عن ما يكاد لهم من قبل أعدائهم فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم ولهذا لما جاء المستعمرون للبلاد الإسلامية حاولوا القضاء على كل معالم الإسلام وصرف الناس عن دينهم ومحاولة إشاعة الرذيلة بينهم وما كان من تصرفات المسلمين فيه مصلحة لهم وفت في عضد المسلمين وإضعاف لشانهم فإنهم باركوه وشجعوه مثل الملاهي والمحرمات ونحوها ومن ذلك البدع المحدثة التي تصرف الناس عن معالم الإسلام الحقيقية مثل بدعة المولد وغيرها من الموالد ، بل مثل هذه البدع من أسباب تخلف المسلمين وعدم تقدمهم على غيرهم .
يقول السيد رشيد رضا في المنار (2/74-76):" فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر وخانات للخمور ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس ....(إلى أن قال ): فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فهم ولا مراعاة شرع اتخذوا الشيوخ أنداداً وصار يقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على الخير ونتيجة لذلك كله ؛ أن المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوهم أنداداً وصاروا كالإباحيين في الغالب فلاعجب إذا عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف وحرموا ماوعد الله المؤمنين من النصر لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين ولم يكن في القرن الأول شيئ من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها بل ولا في الثاني ولايشهد لهذه البدع كتاب ولاسنة وإنما سرت إلينا بالتقليد أو العدوى من الامم الأخرى ، إذ رأى قومنا عندهم أمثال هذه الاحتفالات فظنوا أنهم إذا عملوا مثلها يكون لدينهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه ".أ.هـ


نابليون المستعمر الفرنسي يحي المولد ويدعمه:
واسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه عجائب الآثار(2/249،201) ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص47
تحدث وذكر ان المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفيه وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحياءها ودعمها
قال في مظهر التقديس :" وفيها (أي سنة 1213هـ في ربيع الأول ):سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف فلم يقبل وقال (لابد من ذلك ) واعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم واحرقوا حراقة في الليل وسواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً".
ولعل سائلا يسأل ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد؟
ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار(2/306):
" ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات ".


أقوال أهل العلم في المولد :
لقد أفتى علماء العالم الإسلامي على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومذاهبهم الفقهية بحرمة عمل المولد وأنه من البدع المحدثة التي لاأصل لها وإليك بعضهم:
شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من علماء الشام ومن المجتهدين.(انظر اقتضاء الصراط المستقيم ( 2 /619 )، ومجموع الفتاوى( 1/312 ) .
العلامة الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني له رسالة بعنوان (المورد في الكلام على عمل المولد). وهو عالم مالكي المذهب ت بالاسكندرية سنة 734هـ.
الاستاذ ابو عبد الله محمد الحفار له فتاوى ذكرها الونشريسي في المعيار المعرب.وهو من علماء المغرب.
العلامة ابن الحاج ابو عبد ال محمدبن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي ت بالقاهرة (732هـ)له كلام نفيس في المدخل بداية الجزالثاني
الشيخ العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية.
الشيخ على محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع .
الإمام الشاطبي وله كلام نفيس في فتوى له في كتاب طبع باسم فتاوى الإمام الشاطبي وهو عالم مالكي أندلسي.
الشيخ رشيد رضا في أكثر من موضع من مصنفاته كما في المنار (9/96)، (2/74-76) (17/111) (29/ 664-668).وفتاواه (الجزء الخامس في الصفحة 2112-2115) و(الجزء الرابع في الصفحة 1242-1243).
الشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي وهو من علماء الهند ( أنظر رسالة الشيخ حمود التويجري ص235 ط. العاصمة ضمن المجموع في الرسائل الخاصة ببدعة المولد ).
الشيخ بشير الدين القنوجي وهو من علماء الهند وهو شيخ أبي الطيب ( المصدر السابق ).
الشيخ فوزان السابق كما في كتابه البيان والإشهارص 299.
الشيخ محمد بن عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات .
شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في الدرر السنية.
العلامة الشيخ محمد بن ابراهيم له رسالة في إنكار عمل المولد وانظر مجموع فتاواه (3/48-95)فقد اشتملت على عدد من الفتاوى المتنوعة حول المولد .
العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في رسالته هداية الناسك إلى أهم المناسك .
العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز له رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي .
العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في رسالة بعنوان ( الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي).
الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري له رسالة وهي من أجود مارأيت بعنوان القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل.
العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين.
الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين .
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان .
هناك فتاوى متناثرة في مجلة التوحيد التي تصدر في مصر عن جماعة أنصار السنة المحمدية .
في الختام أسأل الله العلي القدير ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


كتبه وأملاه
الفقير إلى عفو مولاه
ناصر بن يحيى الحنيني
10/3/ 1422هـ - الرياض


==========
(1) نقلا عن سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/439) ط. وزارة الأوقاف المصرية .
(2) وقد قرر هذا جماعة من المتأخرين منهم :
- العلامة الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا الشيخ ( محمد بخيت المطيعي في كتابه " أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام".
- الأستاذ الشيخ على محفوظ في كتابه" الإبداع في مضار الإبتداع ".
- الشيخ إسماعيل الأنصاري في كتابه :" القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ".
- والشيخ بن منيع في رده على المالكي .
- وانظر بقية من قال به من أهل العلم لما نقله مشهور حسن سلمان في تعليقه أثناء تحقيقه لكتاب " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ص 96 في الحاشية .
(3) جامع العلوم والحكم (2/127).ت: الارناؤوط.
(4) المصدر السابق ( 2/128).
(5) أنظر مجموع الفتاوى (18/346).
(6) الاعتصام (1/49).
(7) اقتبست هذا الوجه من الإما م الشاطبي في الاعتصام (1/49).
(8) أنظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/581).
(9) الحديث صحيح : أخرجه أحمد(215،347) .
(10) أنظر مبحثا نفيسا لابن الحاج في كتابه المدخل (2/ من بداية الجزء ) فقدد ذكر ما يحدث من عظائم الأمور والمنكرات ما يندى له الجبين ، وانظر مانقله الشيخ اسماعيل الانصاري في رسالته القيمة (القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ص648) ط. دار العاصمة والتي جمعت عددا من الرسائل في حكم المولد. مجلدين .










عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2010, 08 : 02 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.63 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 584
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

من التعبيرات الشائعة قولهم: «أَكَلَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ وَشَرِبَ». ينطبق هذا التعبير على بعض شعائر الإسلام الذي لم يعرفه السلف الصالح، ولكن الذي عبث به المغرضون والمندسُّون بين صفوف الأمّةِ، وتَابَعَتْهُمْ في ذلك حُثالةٌ كثيفةٌ من الناس في كلّ عصر؛ عن جهلٍ وتقليد أعمى، حتّى تحوّل مع الزّمان إلى شِبْهِ ديانةٍ مُحَرَّفَةٍ، وَجَدْنَاهُ اليومَ في أثوابٍ غريبةٍ ومَظَاهِرَ بعيدةٍ عن أصله الطّاهر النقيّ، ومنهلهِ المقدّس.

ولعلّ الرسولَ الكريمَ - صلى الله عليه وسلم - كان يتوقّع هذه العاقبةَ الوخيمةَ ويخاف منها على أمّته حين يقولُ: {فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ؛ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْـمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ}[1].

عبثَ بالإسلامِ مَنْ عَبَثَ - لأمرٍ مَّا – بعد القرن الهجري الثالث، ونال منه كَثِيرٌ مِمَّنْ غَرَّتْهُ نفْسُهُ، ليس بطريقة العدوّ الْـمُجَاهِرِ، ولكن بأسلوب الصاحب الماكر والرفيق الخائن الغادر، كلّما نَاوَلَهُ بطعنةٍ مسمومةٍ مِنْ قِبَلِ ظهره؛ تحرّفَ بمناورة سريعة فواساه وواسى أَهْلَهُ مِنْ قِبَلِ وجهه.

لقد ظهرت عادة «المولد النّبويِّ» شكلاً من هذا العبث بالإسلام لأوّل مرّةٍ في مرحلةٍ من عصور الظلام وبالتحديد في عهد الدولة العبيدية أيَّامَ (الْـمُعِزِّ لِدِينِ اللهِ الفاطمي)، كَمَا أُحْدِثَتْ في تلك المرحلة تغيّراتٌ مذهبيةٌ تمثّلُ سيادةَ الفاطميين الشيعةِ في مصرَ؛ فزادوا في الأذانِ عبارةَ: «حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَل» والقنوتَ في الركعةِ الثانيةِ من صلاةِ الجمعةِ، وأن يُقالَ في خطبةِ الجمعةِ: ))اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْـمُصْطَفَى، وَعَلَى عَلِيٍّ الْـمُرْتَضَى، وَفَاطِمَةَ الْبَتُولِ، وَعَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَـيْنِ سِبْطَي الرَّسُولِ الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً)).

ورغم إلغاء الدّولة الأيوبيّة هذه البدعَ؛ إلا أن المماليكَ اهتمُّوا خاصّةً بإقامة حفلاتٍ تحت شعار «المولد النبويّ» وعملوا على إشاعتها وترسيخها. ثُمَّ جَاءَ العثمانيون فنـزعوا إلى هذه العادة واستحسنوها ربّما عن طريق العدوى بوصفها نتيجة للعلاقات الكثيفة بين الدّولة العثمانية والدّولةِ المملوكية. غير أنّ حفلات «المولد النبويّ» لم تكن شيئاً مذكوراً في المجتمع العثمانيِّ طيلةَ ثلاثةِ قرونٍ من تاريخه مع وجود أسبابِها. ومن أقواها شيوع القصص من حياةِ الرسولِ، وآلامِ أهلِ البيتِ، يتناقلها القصَّاصون في المجالس والمحافل بطريق الحديث الشفهي. وقد دَوَّنَهَا عددٌ من أُدَبَاءِ الأتراكِ باللّغة التركيّة نثراً ونظماً.

وأمّا أشهرها: فهي الرسالة المسمَّاة بـ «وَسِيلَةِ النَّجَاةِ»، نظمها الشاعرُ سليمان شلبي في مدينة بُورْسَا عام 1409م، وهي قصيدة شعرية تركيّة باللّهجة العثمانية، تتألّف مـن 800 بـيتٍ فـيـها ذكرُ معجـزاتِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومدائـح. ولا يخلو بيتٌ من بيوتِ الأتراكِ السُّنِّيِّينَ اليومَ من نسخةٍ من هذه الرسالة؛ منها: ما هو مطبوع بالحروف اللاتينية، وأخرى بالحروف العربية، والأُولى أكثر شيوعاً، ويحفظُ مُعْظَمَهَا (قُرَّاءُ الْـمَوْلِدِ) عن ظهرِ قلبٍ، خاصّةً أعضاءَ (جمعيّةِ المولدِ النبويِّ) المختصين بتلاوة قصيدة المولد في الحفلات، وهم فئة تستدعيهم عائلات من الطبقة الثريَّة لقراءة المولد في أيام هنائهم وعزائهم.

هذه القصيدة عند الأتراك السُّنِّيِّينَ هي بمثابة البردة للبوصيريّ عند صوفية العرب، وفيها من الغلوّ ما في البردة. ولكنّ الطَّامَّةَ الكبرى أنَّ قصيدة المولد تتبوّأُ في ضمير كثير من الأتراك منـزلةً لا تقلّ عن منـزلة القرآن الكريم! فهي مصدر البركة عندهم، ووسيلة الغفران لموتاهم، تبدو هذه الحقائق بكل وضوح في صيغ دعائهم حين يتضرعون بقولهم:

?lâhi ya rabbi, okumu? oldu?umuz bu mevlid-i ?eriften has?l olan sevab? Sevgili peygamberimizin ve bütün geçmi?lerimizin ruhlar?na hediye eyledik sen vas?l eyle.
ومعنى هذا الدعاء: «اللهمَّ أَوْصِلِ الثَّوابَ الحْاصِلَ مِمَّا تَلَوْنَاهُ مِنْ هَذَا الْـمَوْلِدِ الشَّرِيفِ إِلَى رُوحِ نَبِيِّنَا الْحَبِيبِ وَإِلَى أَرْوَاحِ أَمْوَاتِنَا جَمِيعاً»، وهذا ابتداعٌ ما أنزل الله به من سلطان.

طقوس المولد في تركيا:

تُقام حفلات «المولد النبويّ» فيِ المساجد، وقد يحضرها مفتي الديار التركية و (رجال الدين) والسياسيون ورجال العمل وجماهير من الناس، إلاَّ أنَّ هذه القصيدةَ التركيّةَ لم يُسمَعْ أن تَنَاوَلَهَا أحدٌ من علماءِ الأتراكِ بالنقد من مُنْطَلَقِ العقيدةِ الحنيفية بخلاف البردةِ؛ فإنّ كثيراً من العلماء في البلاد العربية قد درسوا البردةَ وبيَّنوا ما فيها من مواطنِ الغلوِّ وَما يخالف عقيدةَ التوحيدِ في الإسلام. ولعلّ هذا يدل على سطحية معرفةِ (رجال الدين) بأصول التوحيد في تركيا. وقد ترتبطُ المشكلةُ بضعف علمهم بالعربية.

يغلب أنَّ العُجْمَةَ السّائدةَ في الدين واللُّغةِ لدى المجتمع التركيِّ هي العقبةُ العظمى التي حالتْ بينه وبين الإسلام الصحيح منذ اعتناقهم هذا الدين، على رغم انتمائهم الشديد إلى الدين الإسلاميِّ واعتزازهم به، ومحبتهم البالغة لكتاب الله ورسوله... وهذه المشكلةُ العظيمةُ جديرةٌ بأن يَتَنَاوَلَهَا هيئاتٌ علميّةٌ بالبحوث العميقة والدراسات الموسَّعة في أبعادٍ متعددةِ الوجوهِ؛ للوصول إلى الأسباب التي أسفرت عنها مشكلات أخرى يعاني منها العالم الإسلاميُّ اليومَ.

أُقِيمَتْ حفلةُ «المولدِ النبويِّ» لأوّل مرّةٍ في عهد السلطان مراد الثالثِ (1574- 1595م)، وهو الثّانِي عشر من سلاطين بني عثمان، ومعروفٌ بسيرةٍ غيرِ محمودةٍ على لسان أهل الاختصاصِ والحِيَادِ من المؤرّخين. ومن أهم وقائعه: إعدامُ إخوته الخمسة صباحَ جلوسه على العرش، وإِدْمَانُهُ الخمرَ وانْهِمَاكُهُ في مضاجعةِ الجواري ومجالسةِ السفهاءِ، واستغلالُهُ الأثرياءَ، وتبذيرُهُ على حساب بيت مال المسلمين.

وَرَدَ بقلم المؤرخ رشاد أكرم كوجو في كتابه الموسومِ «سلاطين بني عثمان»: أنه استمرّت حفلات السهرة التي أُقيمت بمناسبة تطهير - ختان - ولده البِكْرِ الأمير محمّد؛ ثلاثَةً وخمسين يوماً، وبلغ ما تمّ إنفاقه من المال في هذه المدّة إلى حدود ما تمّ صرفه في تنفيذ قناة السويس.

أقيمت حفلةُ «المولدِ النبويِّ» بفرمانٍ (أي: مرسوم سلطاني) أصدره السلطان مراد الثالث في أيام هذه السهرات عام 1582م، ويكفي هذا لكشف القناعِ عن أسرار ما يسمِّيه الناس بحفلةِ «المولدِ النبويِّ

إنّ قصائد «المولدِ النبويِّ» في تركيا تختلف من حيث اللّغة باختلاف الطوائف العرقيّة من أهل السنّة التقليديّة؛ فَلِكُلٍّ من العرب والأكراد والظَّاظَا والشراكسة قصائد المولد بلغاتهم، إلاَّ أَنَّ أشهرَهَا وأكثَرَهَا انتشاراً: هي القصيدة التركيّةُ للشاعر سليمان شلبي، ومطلعها:

الله آدِينْ ذِكْر ايدَلِمْ أَوّلا

وَاجِبْ أُولْدُرْ جُمْلَهْ إِيشْدَهْ هَرْ قُولَه

ثمّ تأتي بعدها القصيدة الكُرْدِيَّةُ الّتي نظمها الشاعر الْكُرْدِيُّ (مَلاَ بَاتَهْ)، وقد عُرِفَ باسم: الملاَّ

حسن الأرطوشِيِّ (أو الهرطوشيِّ). ومطلع هذه القصيدة:

حَمْدِ بِي حَدْ بُو خُدَايِ عَالِمِين

أَوْ خُدَايِ دَايَهْ مَهْ دِينِ مُبِين

كانت هذه القصيدةُ الكُرْدِيَّةُ ممنوعةَ الطبعِ والنّشرِ إلى الماضي القريب، ثمّ سمحت بها السلطةُ ضمن جملة من مطالب الأكراد بعد ضغوط من الاتحاد الأوروبيّ الّتي استسلمت لها الحكومات التركيةُ أخيراً.

إنّ الصورة الّتي تتراءى من خلال هذه السطور الوجيزة دونما أي تعليق؛ تُعدُّ شاهدةً على الشتاتِ والتفكُّكِ والتفرقة الرهيبة الّتي لحقت بأمة الإسلام نتيجة تحويل الدين إلى سلسلة من العادات، وتفرض هذه الصورةُ نَفْسَهَا في كلّ بقعة من الوطن الإسلاميّ الكبير، وهو ما يدعو إلى تأمُّلٍ بالغٍ في شأن العادات الْـمُخْتَلَقَةِ باسم الدين. وتجدر الإشارة بهذه المناسبة إلى أن كلّ شريحة من نسيج هذه الأمّةِ قد اتّخذتْ موقفاً من الإسلامِ بحسب نزعاتها التقليدية وثقافتها الموروثة من العهد الجاهليّ، يختلف موقفها هذا عمّا حدّده الكتاب والسنّة إلاّ مَنْ رحم ربّي.

ويتلخّص هذا الموقف في ثلاث فئاتٍ رئيسةٍ هي: الموقف الصوفيُّ، والمذهب المتعصب، والموقف الفلسفيُّ. وهذا موضوع دراسةٍ مستقلّةٍ في غير هذا المقام، علماً أنّ عادةَ «المولدِ النبويِّ» سِمَةٌ تمثّلُ الموقف الصوفيَّ والمذهب المتعصب )من الإسلام) في آنٍ واحد على الساحة التركية بالتحديد!

لذا؛ ليست حفلةُ المولدِ النبويِّ مجردَ عادةٍ تناقشها الأطراف المتنازعة من وجهة نظر الدين بوصفها بدعةً فحسب، وإن كان يبدو هذا المنطلق أقوى الذرائع، ولكنّها قضيّةٌ ذاتُ جذورٍ تاريخيةٍ واجتماعيةٍ وثقافيةٍ تحتاج إلى أكثر من هذا تأمُّلاً وبحثاً.









عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2010, 10 : 02 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.63 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 584
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم

ظهور بدعة المولد

لقد مضت القرون المفضلة الأولى، الأول والثاني والثالث، ولم تسجل لنا كتب التاريخ أن أحداً من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم ومن جاء بعدهم –مع شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ كونهم أعلم الناس بالسنة، وأحرص الناس على متابعة شرعه صلى الله عليه وسلم- احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.

وأول من أحدث هذه البدعة هم بنو عبيد القداح الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين، وينتسبون زوراً إلى ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم في الحقيقة من المؤسسين لدعوة الباطنية، وقد أظهروا هذه البدعة وغيرها من البدع كي يغيروا على الناس دينهم، ويجعلوا فيه ما ليس منه؛ لإبعادهم عما هو من دينهم، فإن أشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة، والبعد عن شريعة الله السمحة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المطهرة.

وإليك أقوال العلماء التي تثبت أن أول من احتفل ببدعة المولد هم الفاطميون:-

1- قال تقي الدين المقريزي رحمه الله تحت عنوان: ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها عيداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم.

قال: (كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي: موسم رأس السنة، وموسم رأس العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه..) اهـ. (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (1/ 490) ).

2- وقال مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بن بخيت المطيعي: (مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعزل لدين الله...) اهـ. (أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام (ص:44) ).

3- وقال الشيخ علي محفوظ رحمه الله -وهو من كبار علماء مصر-: (قيل: إن أول من أحدثها -أي الموالد- بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي رضي الله عنه، ومولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد الخليفة الحاضر...) اهـ. (الإبداع في مضار الابتداع (ص:251) ).

4- وقال الدكتوران حسن إبراهيم حسن مدير جامعة أسيوط سابقاً، وطه أحمد شرف مفتش المواد الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم في كتابهما (المعز لدين الله) تحت عنوان: (الحفلات والأعياد): (إن المعز كان يشترك مع رعاياه في الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، وليلة أول رجب ونصفه، وليلة أول شعبان ونصفه، وموسم غرة رمضان؛ حتى لا يثير نفوس السنيين! ويقرب مسافة الخلف بين المبادئ السنية والعقائد الشيعية!! وكذلك كان المعز لدين الله يستغل هذه الأعياد التي كان زخر بها عهده في نشر خصائص المذهب الإسماعيلي وعقائده!! لذلك كان يحتفل بيوم عاشوراء ليحيي فيها ذكرى الحسين رضي الله عنه، كما كان يحيي ذكرى مولد كثير من الأئمة، وذكرى مولد الخليفة القائم بالأمر، وهكذا اتخذ المعز من الاحتفال بهذه الأعياد وسيلة لجذب رعاياه إليه ونشر مبادئ المذهب الإسماعيلي) اهـ. (المعز لدين الله (ص:284) ).

وقد اتفق العلامة محمد بخيت المطيعي الحنفي مع الشيخ علي محفوظ على أن الملك المظفر أبا سعيد إنما أحدث المولد النبوي بمدينة إربل في القرن السابع بعد الفاطميين.

وهؤلاء الفاطميون لم يعترف بنسبهم إلى أهل البيت أحد من أهل العلم الثقات، بل ألفوا في الطعن والقدح فيهم الكتب والمحاضر، وشهدوا عليهم بالإلحاد والزندقة والإباحية، قال الباقلاني: (هم قوم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض). ( نقلاً عن ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 387) ).

وكانوا يحدثون في هذه الاحتفالات أموراً شنيعة ذكرها المقريزي في خططه، وعقب عليها العلامة محمد بخيت المطيعي بقوله: (وأنت إذا علمت ما كان يعمله الفاطميون في المولد النبوي؛ جزمت بأنه لا يمكن بأن يحكم عليه بالحل). ( أحسن الكلام (ص:52) ).

فهذا الاحتفال لا شك في أنه محدث بعد القرون الثلاثة، وأن الذين أحدثوه هم من أخبث الفرق التي انتسبت إلى الإسلام إن لم تكن أخبثها.

قاموا على هذه الاحتفالات بغية التأثير على العامة المحرومين، ظناً منهم أن هذه الموالد ستؤكد نسبهم المزعوم، فوسعوا على الناس فيها، وصرفوا الأموال الطائلة عليها، فأقبل الناس على تلك الموائد العظيمة التي كانت تعد لهم، وصاروا ينتطرونها كل عام بنفس مستشرفة، وهكذا توالت السنوات، وتعارف الناس عليها؛ حتى صارت عقيدة يموت عليها الكبير، وينشأ عليها الصغير، ثم انتهت دولة بني عبيد ولكن الاحتفال بها استمر، وصار لها سلطان على العلماء لجريان عمل الناس عليها.

وإن من العجب أن يكون أول من وضع بذرة عقيدة التشيع والرفض هو اليهودي: عبد الله بن سبأ، وأول من ابتدع بدعة المولد النبوي هم العبيديون أبناء اليهودي عبيد الله بن ميمون القداح!!!












عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2010, 12 : 02 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.63 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 584
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على من أجاز الاحتفال بالمولد النبوي

الشيخ حامد بن عبد الله العلي

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
*** فقد أرسل إلي سائل، اعتراضا لبعض المتحمسين لبدعة المولد، على من يحرم هذه البدعة من العلماء المحققين، وقد تضمن كلام المعترض، خلطا في المسائل والدلائل، وخروجا عن موضع النزاع، واستدلالا بأمور لا يصح الاستدلال بها، إما بسبب ضعف طريق الثبوت، أو خطأ في وجه الدلالة، مع ما في اعتراضه من الخروج عن حدود الأدب، وادعاء أمور لم يقلها القائلون بأن المولد بدعة، وهم عامة علماء أهل السنة.

*** كما أوهم المعترض أن القائلين بتحريم المولد، يتهمون من يفعل هذه البدعة، بأنهم زنادقة، لان أول من أحدث هذه البدعة هم زنادقة الباطنية الفاطميين.

*** مع أنه ليس ثمة تلازم بين الأمرين، فكثير من العادات المنتشرة بين المسلمين اليوم، أصلها من عادات النصارى، وقد وقع فيها المسلمون، كما ورد في الحديث قال صلى الله عليه وسلم
{ لتتبعن سنن الذين من قبلكم } متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه، مع أنه لا يحكم على من قلد النصارى في تلك العادات بأنه صار نصرانيا، فكذلك لا يحكم على من قلد زنادقة الفاطميين في بدعة المولد بأنه زنديق.

*** كما أنه لا تلازم بين وقوع الشخص في البدعة، وكونه ضالا آثما، فقد ذكر العلماء أن الفاضل قد يفعل البدعة، ويكون مأجورا على نيته، وحسن قصده، معذورا بتأويله، والبحث ليس في حكم من يفعل المولد، وإنما في حكم فعله في حد ذاته، هل هو موافق لقواعد الشرع، متفق مع نصوصه، أم بدعة وإحداث في الدين، وأما الحكم على فاعله، فهذا قد يكون مأجورا، وقد يكون مأزورا، وقد يكون معذورا بجهله، وقد يكون رجلا صالحا أخطأ في اجتهاده، وقد يكون زنديقا، فليس البحث في هذا أصلا.

*** كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه: ( وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له، والله قد يثيبهم على المحبة والاجتهاد، لا على البدع: من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيرا محضا، أو راجحا، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا ) اقتضاء الصراط 295

*** ومن عجائب المعترض أنه زعم أن الإمام ابن كثير أثنى على أحد الملوك لعمله المولد، ثم جعل ثناء ابن كثير عليه، مناقضا لقول من قال من العلماء إن أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هم الزنادقة الفاطميون العبيديون في المائة الرابعة.

قال المعترض: قال ابن كثير: ("..الملك المظفر أبو سعيد كوكيري، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة (وانظر إلى قوله آثار حسنة) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهما ً شجاعاً فاتكاًعاقلاً عالماً عادلاً، رحمه الله وأحسن مثواه.." إلى ان قال "..وكان يصرف في المولد ثلاثمائة ألف دينار" اهـ.
فانظر رحمك الله إلى هذا المدح والثناء عليه من ابن كثير إذ أنه وصفه بأنه
عالم، عادل، شهم، شجاع، إلى قوله: رحمه الله وأحسن مثواه، ولم يقل: زنديق، فاجر، فاسق، مرتكب الفواحش والموبقات ) انتهى كلام المعترض.

*** والجواب: أن الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، ينقل التاريخ، ولا يعني نقله لحدث تاريخي، أنه يقر ما فيه، وأما ثناؤه على صفات الملك الحميدة، فلا يتناقض مع كون المولد بدعة، فالشخص قد يجمع بين الصواب و الخطأ، والسنة والبدعة.

*** وهذا الملك (كوكبري) كانت لديه بدع أخرى أيضا، كما قال ابن كثير في المصدر نفسه ( ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر يرقص بنفسه معهم ) انتهى، مع ما له أيضا من الخير والإحسان والبر والجهاد.

*** هذا مع أنه قد يمدح بعض الملوك أو السلاطين لأعمال يقومون بها، هي مذمومة لو فعلها غيرهم، والبدعة قد يفعلها جهلة الملوك، بحسن قصد، فيثابون على قصدهم الحسن، وإن كان ما فعلوه بدعة يجب النهي عنها.

*** كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمت لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار، ونحو ذلك فقال دعه، فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أن مذهبه: أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط ) اقتضاء الصراط ص 297

*** فحتى لو فرض أن الإمام ابن كثير أثنى على الملك الذي احتفل بالمولد، فلما يتضمنه ذلك من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته، وهذا قليل في الملوك، فحسن من هذا الوجه الثناء به على ذلك الملك، وإن كان قد يستقبح من المؤمن المسدد، مع أن هذا لا يعني إقرار الإمام ابن كثير بدعة المولد، بل ثناؤه كان على حسن قصد الملك، لا على بدعة المولد.


***هذا وقد اتفق السلف الصالح على ذم البدع، والنهي عنها والتحذير منها، وأما ما ورد عن بعض الصحابة أو العلماء من استحسان بعض البدع، فالمقصود الإطلاق اللغوي، وليس المعنى الشرعي.

*** وقال ابن رجب ( فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية، فمن ذلك قول عمر ـ رضي الله عنه ـ لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: ( نعمت البدعة هذه ) جامع العلوم والحكم ص 252

*** وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: ( كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلاله، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه ) مجموع الفتاوى (
10/471 ـ 22/
234
).،



*** وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال ( إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى ) الاعتصام 1/195

*** وكذلك قصد الشافعي عندما قال ( المحدثات من الأمور ضربان: ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا، فهذه البدعة ضلالة، وما أحدث لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير مذمومة ـ قد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان نعمت البدعة هذه، يعني إنها محدثة لم تكن، وإن كانت فليس فيها رد لما مضى ) ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 97

*** يقصد البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول ( وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق ) الرسالة 504

*** وأما الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله، الذي قسم البدع إلى خمسة أقسام واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، فهو إنما نظر إلى العمل من حيث وجه الإحداث فيه، وكونه أمرا مبتدأ، سواء كان عبادة أو غيرها، ولهذا فقد أدخل المصالح المرسلة في هذا التقسيم.

*** وقول النبي صلى الله عليه وسلم
{ كل بدعة ضلالة } قاعدة كلية عامة تستغرق، جميع جزيئات وأفراد البدع؛ لأن لفظ كل من ألفاظ العموم، وقد ذكر أهل اللغة أن فائدة لفظ كل هو رفع احتمال التخصيص إذا جاء مضافا إلى نكره، أو جاء للتأكيد.

*** ولأن كل عند أهل اللغة والأصول لا تدخل إلا على ذي جزئيات وأجزاء، ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزئيات أو الأجزاء.

***ولأنها إذا أضيفت إلى نكره كما في قوله تعالى: ((
كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ))[الطور:21] (( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ))[القمر:52].. (( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ))[الإسراء:13] و(( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))[آل عمران:185] فإنها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزئيات وتكون نصا في كل فرد دلت عليه تلك النكرة، مفردا كان أو تثنية أو جمعا، ويكون الاستغراق للجزئيات بمعنى أن الحكم ثابت لكل جزء من جزيئات النكرة، وإذا طبقنا هذا على حديث { كل بدعة ضلالة } فإنه يعني أنه لا يمكن أن تخرج أي بدعة عن وصف الضلال، كما لا تخرج أي نفس عن كونها ذائقة الموت، وكل إنسان عن كونه طائره في عنقه.


***وأما ما نقله المعترض من أن بعض العلماء قسموا البدع إلى حسنة وسيئة على غير معنى اللغوي بالبدعة، فلا حجة في قول أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل الحجة في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك احتجاجه بقول من قال بجواز الاحتفال بالمولد ـ مثل الإمام السيوطي وغيره ـ لا حجة فيه، بل هو مخالف للأدلة، وما كان عليه الصحابة، والقرون المفضلة، ولا يلزم من ذلك الطعن على من أجازه من العلماء، ورميهم بالبدعة والضلالة، كما تقدم إيضاح ذلك.


***والبدع أقســام:
- منها بدع اعتقادية: كإنكار القدر وتعطيل الصفات أو تأويلها، وجعل الإيمان مجرد القول والاعتقاد ونحو ذلك.
- ومنها بدع قلبيه: كالخوف من صاحب القبر الفلاني، ورجائه أو الخشية منه ونحو ذلك.
- ومنها بدع قوليه: كالذكر المبتدع عند الصوفية ودعاء الموتى والاستغاثة بالمقبورين ونحو ذلك.
- ومنها بدع بدنية: كصلاة الرغائب، والجثو أو السجود للولي الفلاني، وقصد المشاهد والمقامات المبتدعة، وإقامة الموالد ونحو ذلك.
- ومنها بدع مالية: كإخراج الخمس للإمام عند الرافضة والإسماعيلية والإنفاق على بناء الأضرحة وتشييدها ونحو ذلك.


*** ومن عجائب ما ذكره المعترض، أنه قرر أن كل ما له أصل في الشرع، فلا يكون بدعة بحال من الأحوال، وهذا يعود بالأبطال على قول النبي صلى الله عليه وسلـم { كل بدعة ضلالة } لان غالب أصحاب البدع إنما يستدلون بما له أصل في الشرع، ولكنهم ينزلون النصوص غير منازلها، كما قال تعالى: (( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ))[آل عمران:7].


*** ومن الأمثلة على هذا ما أحدثته الطرق الصوفية من الأذكار والصلوات التي ما أنزل الله بها من سلطان، زاعمين أن أصل ذلك موجود في الشرع، وهو الآيات والأحاديث التي ندبت إلى ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

- فأحدثوا صلاة احمد البدوي: ( اللهم صل على نور الأنوار، وسر الأسرار، وترياق الاغيار ) أفضل الصلوات ص 84
- وصلاة الدسوقي: ( اللهم صل على الذات المحمدية، اللطيفة الأحدية، شمس سماء الأسرار، ومظهر الأنوار، ومركز مدار الجلال، وقطب فلك الجمال ) المصدر السابق ص 85
- وصلاة محي الدين بن عربي: ( اللهم أفض صلة صلواتك، على أول التعينات المفاضة من العماء الرباني، وآخر التنزلات المضافة إلى النوع الإنساني، المهاجر من مكة، كان الله ولم يكن معه شيء ثاني.... ) المصدر السابق 86
- وصلاة الشاذلي، وصلاة البكري، والصلوات الزاهرة ( اللهم صل على الجمال الأنفس، والنور الأقدس، و****** من حيث الهوية، والمراد في اللاهوتية.. ) المصدر السابق ص 131


*** وهكذا فتحوا الباب لكل بدعة وبلاء، فابتدعت كل طائفة المحدثات، وضيعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بين تلك الأهواء.

***وابتدعوا لهم طرقا صوفية، اتخذوا فيها دين الله تعالى هزوا ولعبا، وصار ذكر الله تعالى، صياح وزعيق كزعيق المجانين، مثل الطريقة النقشبدنية التي أحدثت أسرع طريقة ذكر للوصول إلى الجذبة ( أي يجذبه الله تعالى إليه ) وخلاصتها: يدير المريد وجهه إلى اليمين حتى يصبح ذقنه فوق كتفه اليمنى، ويلفظ كلمة ( لا ) ثم يدير وجهه بسرعة إلى الإمام ويضع ذقنه على صدره، ويلفظ كلمة إله، ثم يدير وجهه بسرعة أيضا إلى اليسار، حتى تكون ذقنه فوق كتفه اليسرى، ويلفظ كلمة إلا، ثم يدير وجهه بسرعة دائما، إلى الإمام ويضع ذقنه فوق صدره، ويلفظ كلمة الله، ويعيد الكرة، ويقولون إن القيام بهذه العملية واحدا وعشرين مرة، يمكن يوصل إلى الجذبة !!


***ثم زادوا البدع، فأحدثوا الذكر مع الرقص، ولهذا فالصوفية تنقسم إلى قسمين:
-الصوفية الجالسة.
- والصوفية الراقصة.
***والصوفية الجالسة تنقسم إلى قسمين:
- الجالسة الصامتة.
- والجالسة الصائتة.



*** فالصامتة يقرؤون أورادهم جلوسا صامتين، كالنقشبندية والخوفية، وقد يجهرون بعض الاحيان، وقد يقفون حسب توجيه الشيخ.

*** والصائتة، يقرؤون أصواتهم جلوسا مع الجهر بالصوت، كالتيجانية والنعمتللاهية، وقد يقفون ويرقصون حسب توجيهات الشيخ.

*** وأما الصوفية الراقصة، وعليها أكثر الطرق، وكلها صائتة، فهم يبدؤون الحضرة في أكثر الأحيان جلوسا، ثم ينهضون للقفز والرقص، وقد يصاحب قفزهم الطبول والزمور والدفوف.

*** وأحدثت كل طريقة من الطرق، أساليب مبتكرة للرقص والذكر، وانتشر الأمر عليهم، وكثرة الطرق وتفرعت، وتحولت إلى ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض.

*** وكل هذا من شؤم البدع، وما ***ته على المسلمين من الضلال المبين.


*** والمقصود أن المعترض زعم أن الصحابة رضي الله عنهم قد زادوا في الدين أمورا، مستدلا بذلك على أن الزيادة فيه جائزة، مما يفتح باب كل بدعة وضلالة، فيزاد في الدين، وينقص، ويبدل بغير ضابط، سوى ظن المبتدع أن فعله راجع إلى أصل شرعي، وكفى بهذا الصنيع ضلالا مبينا.

*** وقد احتج بأن الصديق رضي الله عنه جمع المصحف، بأن عثمان رضي الله عنه، زاد الأذان الثالث يوم الجمعة، وأن عمر رضي الله عنه أخر مقام إبراهيم، وأن عليا رضي الله عنه انشأ صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من عند نفسه، وأن ابن عمر رضي الله عنهما زاد البسملة في التشهد، وزاد في التلبية ألفاظا، وأن ابن مسعود رضي الله عنه زاد بعد (ورحمة الله وبركاته) في التشهد ( السلام علينا من ربنا ).

*** والجواب:
أما جمع الصديق رضي الله عنه للمصحف، و زيادة عثمان رضي الله عنه لأذان الجمعة وتأخير عمر رضي الله عنه للمقام، فإن هذه سنة الخلفاء الراشدين المهديين، الذين أمرنا بالأخذ بسنتهم، فالأخذ بسنتهم أخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي مكملة لها، فرع عليها، كما قال صلى الله عليه وسلم
{ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي } رواه أحمد والترمذي وأبو داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.

*** وقد جاء في المدونة ( في قطع شجر الحرم ) كتاب الحج: ( قال مالك: بلغني أن عمر رضي الله عنه لما ولي حج ودخل مكة آخر المقام إلى موضعه، الذي هو فيه اليوم، وكان ملتصقا بالبيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر وقبل ذلك، وكان قدموه في الجاهلية مخافة أن يذهب به السيل، فلما ولي عمر أخرج أخيوطه كانت في خزانة الكعبة، قد كانوا قاسوا بها ما بين موضعه وبين البيت، إذ قدموه مخافة السيل، فقاسه عمر، فأخره إلى موضعه اليوم، فهذا موضعه الذي كان في الجاهلية وعلى عهد إبراهيم عليه السلام ) انتهى

*** فعلى هذه الرواية يكون عمر رضي الله عنه قد رد المقام إلى ما كان عليه في زمن إبراهيم عليه السلام، وقد ذكر العلماء أنه أخره رضي الله عنه لئلا يطأه الناس بأقدامهم، ولتوسعة المكان للطائفين.

*** وأما ما ورد عن ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما في صيغ التشهد، فهذا إن صح إسناده، فهو في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والعلماء متفقون على أن جواز كل التشهدات التي وردت عن الصحابــــة، لأنها كلها ـ إن صح الإسناد ـ محمولة على سماعها من النبي صلى الله عليه وسلم، لان أفعال الصلاة وأقوالها توفيقية، وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك مع صحة إسناده، فهو داخل في هذه القاعدة، وليس هو من الإحداث في الدين.

*** ومعلوم أن الصحابة كانوا أشد الناس حرصا على الائتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله، فكيف بالصلاة التي هي أعظم أركان الدين، فكانوا لا يفعلون شيئا فيها إلا اقتداء به صلى الله عليه وسلم.

*** والعجب من استدلال المعترض بأن الصحابة زادوا على صيغ التشهد، على جواز الزيادة في الدين، فهل هو يجيز لكل من يشتهي إضافة صيغة تشهد، أن يضيفها إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فتصبح أقوال الصلاة نهبا للأهواء؟! فهذا مخالف لإجماع العلماء، ويقتضي بطلان فائدة قول النبي صلى الله عليه وسلم
{ صلوا كما رأيتموني أصلي } رواه البخاري وغيره من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.

*** وأما زعمه المعترض أن عليا رضي الله عنه أنشأ صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من عند نفسه، وعلمها الناس، فلا يصح ذلك عنه رضي الله عنه، مع أنه ـ حتى لو صح ـ فإن ما يعلمه الصحابة للتابعين، في الأمور التي لا مدخل للعقل فيها، هو في حكم الرفع، أي محمول على سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر متقرر لا نزاع فيه.


*** هذا وقد سبق أن أرسل سائل سؤالا قال فيه: لماذا صار الاحتفال بالمولد بدعة لأنه لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن تنقيط المصحف أيضا لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن بدعة، أرجو بيان الفرق؟

*** والجواب:
*** من المعلوم أن السنة في تعريف العلماء هي ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو ترك، وزاد من زاد من العلماء الصفة الخلقية والخلقية، وتفصيل ذلك في كتب الأصول ومصطلح الحديث.

*** وهل الترك من الفعل، فيه خلاف، وبعض العلماء يجعل الترك من الفعل، لان الترك لا يكون سنة إلا إذا كان مقصودا، وهو الكف عن فعل الشيء، والكف فعل، لأنه امتناع مع قصد، ولهذا قيل: الأصح أن يقال الكف، لأنه ترك يتضمن قصدا، وليس مجرد الغفلة عن فعل الشيء.

*** والكف عن فعل شيء، لا يتحقق إلا بعد وجود الداعي إلى فعله، فيكف الإنسان عن فعله، فيدل على أنه تركه عمدا، قاصدا لتركه.

*** فإذا كان هذا النوع من التروك من النبي صلى الله عليه وسلم، كان من سنته، لان سنته هي فعل ما فعل، وترك ما تركه قاصدا تركه مع قيام الداعي إلى فعله.

*** لكنه إن كان في أمور العادات، فلا يستدل بالترك على التحريم، بل على الإباحة، أما إن كان في شأن العبادة، فإن الترك يدل على تحريم الفعل، لان الأصل في العبادات التوقيف، فقد دلت النصوص على أن الله تعالى لا يعبد إلا بما شرع، وسيأتي إيضاح هذه النقطة.

هذا إذا تركه مع وجوده في زمن النبوة، وتوفر الداعي إلى فعله، أما إن لم يتوفر الداعي إلى فعله، أو لم يكن موجودا في زمنه صلى الله عليه وسلم، فلا يكون مجرد تركه صلى الله عليه وسلم سنة.

*** مثل تركه الطواف في الطابق الثاني في الحج، ومثل تركه مكبرات الصوت للآذان، فالأول لم يتوفر الداعي إلى فعله، والثاني لم يكن موجودا في زمنه، ولهذا لم يكن فعل هذا، أو ذاك، بدعة.


*** وبهذا يعلم أنه إن كان الفعل الذي تركه صلى الله عليه وسلم، في شؤون العبادة، فإن تركه إياه يدل على أنه لم يؤذن له في التعبد لله تعالى به، وتعبدنا به إذن، هو البدعة التي قال صلى الله عليه وسلم عنها { وإياكم ومحدثات الأمور فإن كـــــل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وقال { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.


*** فالبدعة هي التعبد لله تعالى بما ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يكون ـ أعني وقوع التعبد على غير الهدي النبوي ـ بفعل ما تركه النبي قاصدا تركه، مع قيام الداعي إلى فعله.

*** أو ترك ما فعله صلى الله عليه وسلم قاصدا بفعله التقرب إلى الله تعالى وبيان حدود العبادة.

*** فالقسم الأول هو: فعل ما تركه صلى الله عليه وسلم قاصدا مع قيام الداعي إلى فعله في شؤون العبادة.

***والقسم الثاني: ترك ما فعله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الله تعالى مبينا حدود العبادة.

***ومن الأمثلة على الأول إضافة ألفاظ إلى الأذان، حتى لو كانت أذكارا مستحبة، كإضافة التسبيح والتحميد، أو إضافة ( أشهد أن عليا ولي الله ) أ و ( حي على خير العمل ) كما تفعل الرافضة، أو إضافة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم جهرا مع قول المؤذن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك، مع وجود الداعي إلى فعله، ولكنه تركه، فعلمنا أنه غير متعبد به، وأن فعله يصدق عليه أنه إحداث في الدين.

***ومن الأمثلة أيضا إحداث أذان لصلاة العيد، أو لصلاة الكسوف، ونحو ذلك.

***ومن الأمثلة على الثاني أي ترك ما فعله صلى الله عليه وسلم، إنقاص الأذان بترك بعض ألفاظه.

***وقد يجتمع في البدعة، فعل وترك، وذلك في تغيير هيئة العبادة عما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

***مثل ترك الخطبة بعد صلاة العيد، وفعلها قبل صلاة العيد، كما فعل مروان بن الحكم، كما روى أبو داود (أخرج مروان المنبر في يوم عيد فبدأ بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل فقال يا مروان خالفت السنة أخرجت المنبر في يوم عيد ولم يكن يخرج فيه وبدأت بالخطبة قبل الصلاة فقال أبو سعيد الخدري من هذا قالوا فلان بن فلان فقال: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } ورواه مسلم ( ‏أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة ‏ ‏مروان ‏ ‏فقام إليه رجل فقال الصلاة قبل الخطبة فقال قد ترك ما هنالك فقال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول: {‏ ‏من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } وهو في صحيح البخاري بألفاظ أخرى.

***ففي هذه المثال، فعلت بدعتان، بدعة ترك، وبدعة فعل، بدعة ترك الخطبة بعد صلاة العيد، وبدعة فعلها قبل صلاة العيد.

***ولهذا قال من قال من العلماء إنه ما من بدعة إلا وتميت سنة، لأنها تثمر ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم أيضا.

***والحاصل أن ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود الداعي إلى فعله في زمنه، في شؤون العبادة، فإنما تركه لبيان حدود العبادة، وهو من تمام بيانه الذي ذكره الله تعالى في قوله ((
وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[النحل:64]، وحينئذ فلا يجوز فعله، وهو من معنى الإحداث في الدين.

***أما ما تركه لأنه لم يكن ثمة داع إلى فعله، أو كان من قبيل الوسائل التي لا تقصد بذاتها، فلا يكون فعله من باب الإحداث في الدين.

***ومثال الأول ترك النبي صلى الله عليه و سلم جمع القرآن مكتوبا في الصحف، لأنه لم يكن ثمة حاجة إليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان الحفاظ متوافرين، والقرآن محفوظ في صدورهم.

***وإنما جاءت الحاجة في زمن الصديق، كما روى البخاري:

***أن ‏ ‏زيد بن ثابت ‏رضي الله عنه ‏‏ أرسل إلي ‏ ‏أبو بكر، ‏ ‏مقتل ‏ ‏أهل ‏ ‏اليمامة، ‏فإذا ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏عنده، قال ‏ ‏أبو بكر‏ ‏رضي الله عنه،‏ ‏إن ‏ ‏عمر‏ ‏أتاني فقال إن القتل قد ‏ ‏استحر ‏ ‏يوم ‏ ‏اليمامة ‏ ‏بقراء القرآن، وإني أخشى أن ‏يستحر‏ ‏القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت ‏‏لعمر: ‏كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم، ‏قال ‏عمر: ‏هذا والله خير فلم يزل ‏ ‏عمر، ‏يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى ‏ ‏عمر،‏ ‏قال ‏ ‏زيد ‏ ‏قال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم، ‏فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم، ‏قال هو والله خير فلم يزل ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر ‏أبي بكر ‏وعمر ‏رضي الله عنهما، ‏فتتبعت القرآن أجمعه من ‏ ‏العسب ‏ ‏واللخاف ‏ ‏وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع ‏ ‏أبي خزيمة الأنصاري، ‏ ‏لم أجدها مع أحد غيره ‏((
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ))[التوبة:128] حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏حتى توفاه الله ثم عند ‏ ‏عمر ‏ ‏حياته ثم عند ‏ ‏حفصة بنت عمر ‏ ‏رضي الله عنه.

***وإنما لم يكن جمع القرآن في الصحف بدعة، لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركه كفا عن فعله قاصدا التعبد لله تعالى بذلك، وإنما تركه لأنه لم يكن ثمة داع لفعله في زمنه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن فعله بعد النبي صلى الله عليه وسلم بدعة إذن.

***قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: ( البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب، فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر بالأدلة الشرعية، فهو من الدين الذي شرعه الله ـ إلى أن قال ـ سواء كان هذا مفعولا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يكن ) مجموع الفتاوى 4/107ـ 108

***وقال أيضا: ( السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليه بأنه طاعة لله ورسوله، سواء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعل على زمانه، أو لم يفعله ولم يفعل على زمانه، لعدم المقتضي حينئذ لفعله أو وجود المانع منه،...... فما سنه الخلفاء الراشدون ليس بدعة شرعية ينهى عنها، وإن كان يسمى في اللغة بدعة فكونه ابتدئ ) مجموع الفتاوى 21/317ـ 319

***ومثل هذا تنقيط المصحف، فإن القرآن كان محفوظا في الصدور في زمن النبوة، وكان يقرؤه العرب الفصحاء بسليقتهم لا يحتاجون إلى تنقيط، ولم يكن ثمة داع لتنقيطه، لأنه لم يكن مجموعا في صحف أصلا، وإنما احتيج إلى تنقيط المصحف بعد ذلك، عندما انتشرت العجمة، وقل في الناس حفظ القرآن في الصدور، ولهذا فإن تنقيطه عند قيام الحاجة إلى ذلك، لا يكون بدعة.

***وأيضا فإنه وسيلة لتصحيح القراءة، وباب الوسائل غير توقيفي، فيجوز استعمال الوسائل التي تحقق مقاصد الشريعة، حتى لو لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مثل مكبرات الصوت للآذان والصلاة، ومثل نقل العلوم الشريعة بوسائل الاتصال الحديثة، ومثل استعمال لغة الإشارة لتفهيم الصم تعاليم الإسلام، ونحو ذلك من الوسائل الكثيرة التي لا تحصى، والتي لا يقصد بها التعبد بذاتها على أنها عبادة، وإنما تتخذ وسائل فحسب، وكلما طرأت وسيلة أفضل منها تركت سابقتها، مما يدل على أنه لا يقصد التعبد بها لذاتها، فمثل هذا لا يدخل في باب الابتداع في الدين.


***وهذا بخلاف الاحتفال بالمولد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم تركه مع إمكان فعله في زمنه، ووجود الداعي إلى ذلك، فلم يكن أحد يحب النبي صلى الله عليه وسلم كما يحب الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يشرع لهم الاحتفال بمولده، فدل على أنه قصد هذا الترك، وأن فعله بدعة.

***وقد شرع لهم التعبد لله تعالى بتعظيم عيد الأضحى والفطر ويوم الجمعة، كما شرع لهم أيضا ترك التعبد بتعظيم يوم الثاني عشر من ربيع الأول، أو تخصيصه بشيء من العبادات، فالواجب اتباع هديه في الأمرين، في الفعل والترك.

***وهذا مــــــن تمام الائتساء به، كما قال تعالى ( ولكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقال تعالى ((
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ))[الحشر:7].

*** مع أنه تكرر عليه يوم مولده منذ بعثته، ثلاث وعشرون مرة، في ثلاث وعشرين سنة، مدة رسالته صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يحتفل ولا مرة واحدة بمولده صلى الله عليه وسلم.

***ثم جاء الخلفاء الراشدون، فتركوا أيضا الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، ومضى على هذا الترك القرون المفضلة، حتى جاء الفاطميون الباطنيون الرافضة فأحدثوا هذه البدعة، فهم أول من أحدث بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، فكيف تقاس هذه البدعة، على مسألة تنقيط المصحف، وما بينهما كما بين المشرقين.

***وكيف ندع ـ ليت شعري ـ هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وصحابته الكرام، ونستبدله ببدعة أحدثتها أضل فرقة، فحق للعقلاء إن فعلنا ذلك، أن يتمثلوا فينا بقول الشاعر:

نزلوا بمكة في قبائل هاشم ونزلت بالبيداء أبعد منزل

***والخلاصة: أن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، محدثة على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأما تنقيط المصحف فوسيلة لتعليم القراءة الصحيحة، ولم تفعل في زمنه صلى الله عليه وسلم لعدم الحاجة إليها، وليس لان النبي صلى الله عليه وسلم قد تركها قاصدا ذلك، تعبدا لله تعالى بتركها.

***وأخيرا نختم بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وقد بين فيه أن دين الإسلام، قائم على أصلين.
قال:
فَصْلٌ: الْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى الشَّرْعِ وَالاتِّبَاعِ لا عَلَى الْهَوَى وَالابْتِدَاعِ
فَإِنَّ الإسلام مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
وَالثَّانِي: أَنْ نَعْبُدَهُ بِمَا شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نَعْبُدَهُ بالأهواء وَالْبِدَعِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ((
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ))[الجاثية:19]...الآية
وَقَالَ تَعَالَى: ((
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ))[الشورى:21]
. فَلَيْسَ لأحَدِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ إلا بما شَرَعَهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ لا يَعْبُدُهُ بالأمور الْمُبْتَدَعَةِ كَمَا ثَبَتَ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ العرباض بْنِ سَارِيَةَ " قَالَ " التِّرْمِذِيُّ ": حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَفِي مُسْلِمٍ " أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ:
{ خَيْرُ الْكَلامِ كَلامُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرُّ الأمور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ } انتهى كلام شيخ الإسلام.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم










عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2010, 20 : 02 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.63 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 584
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
* دعني أحتفل بالمولد *
* كتبها: محمد بن عبد الله المقدي *

دعني أحتفل بالمولد... هكذا قالها بضيق.. ثم أردف قائلاً: لماذا لا تحتفل بالمولد؟ ألا تحب رسول الله؟... ألا ترى فضله عليك؟ لماذا تعاند؟.. كان هذا جزءاً من الحوار الذي دار بين محب وسعيد.. ولكن دعونا نبدأ القصة من أولها...

كان محب مرتحلاً عن قريته الصغيرة إلى العاصمة؛ ليستكمل إجراءات الحج لهذا العام، ركب القطار وهو يتمتم: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون).

ابتسامة عريضة تعلو محياه، والفرحة لا تسعه، هاهو أخيراً سيقوم بفرض الحج، وسيزور المشاعر، كم يشتاق لرؤية الكعبة المشرفة بردائها الأسود، وتطريزاتها المذهبة.. لقد رآها كثيراً في التلفاز، ولكنه أخيراً سيراها رأي العين، إنه يتخيل نفسه بالإحرام بين جموع المسلمين يدعو ربه.. لابد أن يقبل الحجر الأسود، ويشرب من ماء زمزم، إنه يريد أن يرى الصفا والمروة والمشعر الحرام!

السلام عليكم... السلام عليكم... السلام عليكم..

بدا كأن محباً يسمع مسلماً -وهو يهيم في أفكاره وآماله الجميلة- التفت فإذا برجل يبدو من مظهره أنه في آخر الأربعينات.. هاهو سيجاوره مقصورته؛ تمتم قائلاً: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

رحب به وأفسح له المكان.

جلس سعيد -وهذا اسم الرجل- وقال لمحب: أين كنت تفكر؟ لقد سلمت عليك ثلاث مرات ولم ترد.

اعتذر محب بخجل وقال: لقد كنت أفكر في بعض الأمور.

قال سعيد وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة عريضة: لا تزال صغيراً، فلم تحمل الهموم منذ الآن؟

ابتسم محب وقال: إني أنوي الحج وقد كنت أفكر في هذه الرحلة.

سعيد: ما شاء الله.. نويت الحج؟.

غمغم محب: إن شاء الله.

سعيد: إذن لا تنسنا من الدعاء، تلك الأماكن كم يشتاق المرء للذهاب إليها مرات أخرى.. هكذا تمتم سعيد.

ساد صمت قصير قطعه سعيد بقوله: الحمد لله أنا حججت ثلاث مرات، واعتمرت أربع مرات، وزرت النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، والحمد لله أولاً وآخراً.


قال محب: تقصد أنك زرت المسجد النبوي وبعد ذلك زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم!

أجاب سعيد: لا. لقد سافرت من مكة إلى المدينة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في شهر ربيع، إني أتذكر تلك الرحلة جيداً، لقد كانت رحلة مليئة بالعواطف الجياشة في حضرة ****** عليه الصلاة والسلام، لقد قرأنا المولد، وكانت جلسات نشعر فيها بروح ****** عليه الصلاة والسلام.

قال محب معترضاً: ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى}.

وهذا الحديث صحيح وواضح فيه أنه يقصر السفر وشد الرحال لهذه المساجد فقط، ولا يجوز لغيرها بدلالة هذا الحديث.

وأيضا المولد الذي ذكرته لا يجوز، ففعله بدعة.

سعيد مستنكراً: بدعة! أإظهار محبتنا لحبيبنا بدعة؟! أليس الفرح بمولده يعد شكراً لله لأنه هدية الله للبشرية والنعم تقتضي الشكر، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء قال: {ما هذا اليوم الذي تصومون؟ قالوا: هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منكم}، فصامه وأمر بصيامه..

وإن ميلاد هذا النبي من أكبر النعم، وهي تقتضي الشكر، فاحتفالنا بمولده هو من الشكر على هذه النعمة..

هنا بدأ القطار في التحرك وهو يصدر نفيراً عالياً، ساد صمت قصير.

أتبعه محب بقوله: لا شك أن بعثة رسول الله هي رحمة الله للعالمين.

قال سعيد معانداً: بل مولده هو النعمة.. ثم أردف.. وكذلك بعثته نعمة، لا بأس من الممكن أن نحتفل بالبعثة والمولد، في أي شهر بعث رسول الله؟

رفع محب حاجبيه منكراً: لا ليس هذا ما أريد، بل إن الاحتفال بالمولد لا يجوز فكيف تضم إليه بدعة أخرى؟!

سعيد: بدعة أخرى! أنا أريد أن أشكر الله على هذه النعمة بإقامة المولد، وهو شيء بسيط نقدمه لجناب النبي عليه الصلاة والسلام.

محب: لا شك أن النعم تستوجب الشكر عليها، والنعمة الكبرى على هذه الأمة هي بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس مولده، إذ القرآن لم يشر إلى المولد، ولم يهتم به وإنما أشار إلى بعثته صلى الله عليه وسلم على أنها نعمة ومنة من الله تعالى، قال جل وعلا: ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ)) [آل عمران: 164]، وقال جل شأنه: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)) [الجمعة:2]. وهذا هو الشأن في جميع الرسل، فإن العبرة ببعثتهم لا بمولدهم كما قال تعالى: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ)) [البقرة:213]، وقال تعالى: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)) [النحل:36]، فلو كان الاحتفال جائزاً لكان الأولى به ذكرى بعثته صلى الله عليه وسلم، وليس مولده، وصوم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وهو مشرِّع ومبلغ عن ربه لا يجوز لنا أن نقيس عليه فنبتدع، إذ المطلوب منا أن نتبع ولا نبتدع.


سعيد: بدعة ولا يجوز ما هذا التخريف؟! أتقول أن فرحنا بحبيبنا صلى الله عليه وسلم بدعة ولا يجوز؟!

دعني أحتفل بمولد حبيبي.

محب: أنا لم أقل هذا، بل محبته واجبة، ولكن دليل محبته اتباعه، وصحابته هم خيرنا ويحبونه أكثر منا أليس كذلك؟!

سعيد: بلى.

محب: فلماذا لم يحتفلوا بميلاده كل تلك العصور؟!

سعيد: صحيح أن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين لم يحتفلوا، وذلك لقرب عهدهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليسوا في حاجة إلى الاحتفال لهذا السبب..

محب: يا أخي!

إن بعد المسافة الزمنية بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبرر الإحداث في دين الله ما ليس منه، وما دام أن هذه القرون الثلاثة المفضلة -وهم أفضل القرون إلى يوم القيامة- لم يحتفلوا مع كونهم أشد حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ممن بعدهم فإن الصواب أن نترسم خطاهم لننال المحبة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم على الحق يقيناً..

ألا ترى أنك ليس لك حتى دليل واحد على ما تدعيه!

سعيد: بل لدي الدليل، قال ابن الجزري: رئي أبو لهب في المنام فقيل له: كيف حالك؟ قال: في النار، ولكنه يخفف عني كل ليلة اثنين؛ لأنني فرحت بمولد الرسول وأعتقت جاريتي ثويبة. فما دام هذا حال كافر استفاد بسبب فرحه بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف حال من يفرح ويحتفل بمولده كل عام وهو مسلم يعبد الله؟ !.

محب: أهذا دليل؟!

قالها محب بتعجب ثم أردف:

لم أر دليلاً أوهى من هذا الدليل، فالرائي مجهول، والمرئي المخبر كافر، ومتى كانت الأحلام دليلاً على إثبات حكم شرعي؟!

سعيد: حسناً أعترف أن هذا الدليل ضعيف، ولكن هل تمنعون ذكر الله، وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!.

محب: لا نمنع ذكر الله، ولا قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل نحبذه وإنما نمنع تخصيص ذلك بيوم في السنة من غير مخصص..

سعيد: يا أخي! ألا يعتبر المولد سنة حسنة، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:{من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة}..
محب: إن السنة الحسنة تكون فيما له أصل في الشرع، كالصدقة التي هي سبب ورود الحديث، فقد ثبت أن قوماً قدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم في حالة يرثى لها من الحاجة والفاقة، فحث الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه على التصدق لهؤلاء القوم وجاء رجل بصرة من الدراهم عجزت عن حملها يده، فتسابق القوم إلى التصدق مقتدين بهذا الرجل، وعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، وأما الاحتفال بالمولد فهو بدعة أحدثت بعد مضي القرون المفضلة، وكل بدعة ضلالة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سعيد: إن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار}، لا يدل على أن جميع البدع ضلالة؛ لأن (كل) ليست تشمل الجميع، ومن العلماء من قال: تنقسم البدعة إلى: بدعة حسنة، وبدعة سيئة، ومنهم من قال: إن البدعة تنقسم إلى: بدعة واجبة، وبدعة مستحبة، وبدعة مباحة، وبدعة مكروهة، وبدعة محرمة.

محب: إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظاهره، وهو يدل على أن جميع البدع في الدين ضلالة بدون استثناء؛ لأن (كل) تفيد الاستغراق أي: استغراق جميع الأفراد، خاصة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قدم عليها أداة التحذير: {وإياكم ومحدثات الأمور}، فهل يمكن مع كل هذا أنه يريد البعض؟ !.

يا أخي! إذا كان قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد أن جميع البدع ضلالة بقوله: {وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار}، فأي عبارة ترونها أبلغ من هذا للدلالة على رفض البدع كلها؟! وأما قول من قال من العلماء: إن البدعة تنقسم إلى بدعة حسنة، وبدعة سيئة أو قول من قال: إن البدع تنقسم حسب الأحكام الخمسة، فهذه الأقوال تتعارض مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل نأخذ بأقوالهم أم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم؟

أعتقد أنه لا يمكن لمسلم أن يقدم قول أي إنسان- مهما كان هذا الإنسان- على قول المصطفى المعصوم صلى الله عليه وسلم..

انظر إلى هذه المروج الخضراء الجميلة، ودعنا من هذا النقاش.. هكذا قال سعيد محاولاً تغيير الموضوع.

تبسم محب، وأخرج ورقة، وبدأ يكتب فيها مستغرقاً وقت الرحلة المتبقي، وقبل نزوله دس الورقة في يدي سعيد وفارقه مودعاً.

فض سعيد الورقة وبدأ يقرأ.

الأخ المحترم /سعيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكرك على حسن خلقك، وأردت من هذه الورقة الصغيرة أن أبين لك بعض الأمور:

1-لماذا لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم المولد طيلة حياته؟.

2- لماذا لم يقم أصحابه بالمولد وكذا ومن جاء بعدهم من العلماء؟ هل نحن نحبه أكثر منهم؟

3- إذا لم تقم بالمولد هل يدل ذلك على خلل في محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟

4- أتظن أن رسول الله يرضى أن تضرب الدفوف في يوم مولده؟

5- هل تأملت أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في نفس اليوم الذي تحتفل فيه بمولده؟! فالحزن أولى من الفرح، ومع هذا لم يأمرنا رسول الله بالفرح ولا بالحزن فلماذا لا نتبعه؟

أخيراً.. إذا توفاك الله وأنت بين رقص وضرب دف، ولقيت الله، بماذا ستجيبه حين يسألك عن إقامة المولد؟

هل ستقول له: وجدت جماعتي وعشيرتي يقيمونه فأقمته؟!

أم هل ستقول: رأيت فلاناً وفلاناً يفعله ففعلته من غير دليل ولا حجة ولا برهان؟

قال الله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)) [الشورى:21]، فالمولد لم يأذن به الله.

غفر الله لك! إني والله مشفق عليك فاتق الله.. اتق الله.. وأعد للسؤال جواباً.

قرأ سعيد الرسالة بتأمل، وشعر أنه أسقط في يده... نعم بماذا يجيب الله إذا سأله عن المولد؟!

لقد اعتاد على إقامة المولد منذ صغره... ولكن هذا لا يعد دليلاً.

ولكني أظهر محبتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة المولد...

ولكن لماذا لم يدلنا على ذلك رسول الله إذا كان يحب منا إقامته؟

لماذا لم يفعله أصحابه من بعده، وهم أشد حبا له منا؟

أحس أن الأرض تدور به، جلس في مكانه، وعاهد نفسه ألا يقوم بأي أمر ديني إلا بدليله؛ حتى إذا سأله الله يستطيع إجابته.










عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2010, 22 : 02 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.63 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 584
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:

فإن الناظر إلى الاحتفالات بالموالد التي تقام في زماننا ليرى عجباً عجاباً!!

مفاسد ومنكرات.. ومعاص ومخالفات.. ولهو وطرب، ومزامير وأغانٍ ملهيات..

يا عصبةً ما ضر أمة أحمد وسعى إلى إفسادها إلا هي

طار ومزمار ونغمة شادنٍ أرأيت قط عبادة بملاهي

قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: "فالموالد أسواق الفسوق، فيها خيام للعواهر، وحانات للخمور، ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات الكاسيات العاريات، ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس، وبعض هذه الموالد يكون في المقابر!!

وإن خلا -أي: هذا الاحتفال- من اختلاط الرجال بالنساء، وارتكاب المحرمات، وكثرة الإسراف، فإنه لا يخلو من أعظم المنكرات، وهو الشرك بالله، واتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالإخلال بالتبليغ، والشريعة بالقصور والنقص، فإذا قمنا باستعراض سريع للكتب المشهورة المعتمدة؛ نجد أنها لا تخلو أبداً من الخرافات والاعتقادات الفاسدة، والأحاديث الموضوعة الباطلة" اهـ.

وسنجمل تلك المنكرات فيما يلي:

1- استعمال الأغاني وآلات الطرب، من الطار المصرصر والشبابة وغير ذلك.

قال ابن الحاج رحمه الله في المدخل: (مضوا في ذلك على العوائد الذميمة، في كونهم يشتغلون في أكثر الأزمنة التي فضلها الله وعظمها ببدع ومحرمات).

2- قلة احترام كتاب الله تعالى؛ فإنهم يجمعون في هذه الاحتفالات بينه وبين الأغاني، ويبتدئون به قصدهم الأغاني.

قال ابن الحاج: (ولذلك نرى بعض السامعين إذا طول القارئ القراءة يتقلقلون منه؛ لكونه طول عليهم ولم يسكت حتى يشتغلوا بما يحبونه من اللهو).

وقال: (وهذا غير مقتضى ما وصف الله تعالى به أهل الخشية من أهل الإيمان؛ لأنهم يحبون سماع كلام مولاهم؛ لقوله تعالى في وصفهم: ((وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)) [المائدة:83]، فوصف الله تعالى من سمع كلامه بما ذكر، وبعض هؤلاء يستعملون الضد من ذلك، فإذا سمعوا كلام ربهم عز وجل قاموا بعده إلى الرقص والفرح والسرور والطرب بما لا ينبغي، فإنا لله وإنا إليه راجعون على عدم الاستحياء من عمل الذنوب، يعملون أعمال الشيطان، ويطلبون الأجر من رب العالمين، ويزعمون أنهم في تبعد وخير!!).

قال رحمه الله: (ويا ليت ذلك لو كان يفعله سفلة الناس، ولكن قد عمت البلوى، فتجد بعض من ينتسب إلى شيء من العلم أو العمل يفعله، وكذلك بعض من ينتسب إلى المشيخة -أعني في تربية المريدين- وكل هؤلاء داخلون فيما ذكر، ثم العجب كيف خفيت عليهم هذه المكيدة الشيطانية والدسيسة من اللعين؟!!).

3- الافتتان بالمردان من الصبيان؛ فإن الذي يغني في الاحتفالات ربما يكون شاباً جميل الصورة، حسن الكسوة والهيئة، أو أحداً من الجماعة الذين يتصنعون في رقصهم؛ بل يخطبونهم للحضور، فمن لم يحضر منهم ربما عادوه ووجدوا في أنفسهم عليه، وحضوره فتنة؛ سيما وهم يأتون إلى تلك المحافل شبه العروس، لكن العروس أقل فتنة؛ لأنها ساكنة حيية، وهؤلاء عليهم العنبر والطيب، يتخذون ذلك بين أثوابهم، ويتكسرون مع ذلك في مشيهم إذ ذاك، وكلامهم ورقصهم، ويتعانقون فتأخذهم إذ ذاك أحوال النفوس الرديئة؛ من العشق والاشتياق إلى التمتع بما يرونه من الشبان، ويتمكن الشيطان، وتقوى عليهم النفس الأمارة بالسوء، وينسد عليهم باب الخير سداً.

قال ابن الحاج: (قد قال بعض السلف: لأن أؤتمن على سبعين عذراء أحب إلي من أؤتمن على شاب. وقوله هذا ظاهر بين؛ لأن العذراء تمتنع النفوس الزكية ابتداءً من النظر إليها، بخلاف الشاب؛ لما ورد أن النظرة الأولى سهم، والشاب لا يتنقب ولا يختفي بخلاف العذراء، والشيطان من دأبه أنه إذا كانت المعصية كبرى أ*** عليها بخيله ورجله، ويعمل الحيل الكثيرة).

4- افتتان الرجال بالنساء؛ لأن بعض الرجال يتطلع إليهن ويراهن، وتزداد الفتنة برفع أصواتهن، وتصفيقهن بالأكف، وغير ذلك مما يكون سبباً إلى وقوع المفسدة العظمى.

5- افتتان النساء في اعتقادهن؛ وذلك لأنهن لا يحضرن إلى المولد إلا ومعهن شيخة تتكلم في كتاب الله وفي قصص الأنبياء بما لا يليق؛ فربما تقع في الكفر الصريح وهي لا تشعر؛ لأنها لا تعرف الصحيح من السقيم، والحق من الكذب، فتدخل النسوة في الغالب وهن مؤمنات، ويخرجن وهن مفتتنات في الاعتقاد أو فروع الدين.

6- خروج النساء إلى المقابر وارتكاب أنواع المحرمات من الاختلاط وغيره، ويذكر ابن الحاج هذه المفسدة من آثار بناء البيوت على المقابر، قال: (إذ لو امتثلنا أمر الشرع في هدمها لانسدت هذه المثالم كلها، وكفي الناس أمرها)، وقال: (فبسبب ما هناك من البنيان والمساكنة وجد من لا خير فيه السبيل إلى حصول أغراضه الخسيسة ومخالفة الشرع).

7- فتح باب الخروج للنساء لغير ضرورة شرعية؛ وهذا ما نهى عنه الشرع الحكيم، قال تعالى:

((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب:33]، وإن هذا -لعمري- من أعمال الجاهلية الأولى.

8- تغيير المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، بسبب وقوعه في هذه الليلة.

9- رواية الأحاديث الموضوعة المنكرة، مما يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار} [رواه البخاري (107) ومسلم (2)]، وقوله صلى الله عليه وسلم: {من حدَّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين} [أخرجه مسلم في المقدمة (ص:9)].

10- اعتقادهم أن في هذا اليوم ساعةً لا يوافقها عبد بالدعاء إلا أجيبت دعوته، قياساً على يوم الجمعة، وهو كذب مهين وافتراء مشين.

11- تلاوة الأشعار في مدح النبي صلى الله عليه وسلم على ما فيها من معانٍ شركية صارخة..

ومن ذلك قولهم:

يا أكرمَ الخلقِ ما لي من ألوذُ به سواكَ عند حلولِ الحادثِ العمِمِ

إن لم تكنْ في معادي آخِذاً بِيدي فَضلاً وإلَّا فقلْ يا زلةَ القدمِ

فإنَّ من جودِك الدنيا وضرَّتَها ومن علومِك علمُ اللوحِ والقلمِ

الله أكبر!! سبحان الله عما يصفون! وتعالى الله عما يشركون!

فمن هو الذي يلوذ به العبد ويتلجئ إليه عند حلول الحوادث والمصائب؟! إنه الله رب العالمين.

ومن هو الذي ينجي العبد يوم القيامة من العذاب الأليم ومن نار الجحيم؟! إنه الرحمن الرحيم.

ومن هو الذي خلق الأرض والسماء وجميع ما في الأكوان؟! إنه الخالق البارئ المصور.

ومن الذي يعلم ما في اللوح المحفوظ ولا أحد يعلم ما فيه سواه؟! إنه الله علام الغيوب.
ومن أشعارهم الشركية قولهم في النبي صلى الله عليه وسلم:

ولُذْ به في كلِّ ما ترتجي فإنَّه المأمنُ والمعقِلُ

ونادِهِ إنْ أزمةٌ أنشبتْ أظفارَها واستحكمَ المعضِلُ

يا أكرمَ الخلقِ على ربه وخيرَ منْ فيهم به يُسألُ

قد مسَّني الكربُ وكمْ مرةٍ فرجتَ كرباً بعضُه يُعضِلُ

عجِّل بإذهابِ الذي أَشتكي فإنْ توقَّفتَ فمنْ ذا أَسألُ

هكذا يقولون، وهكذا يفترون.. يشركون برب العالمين، إله الأولين والآخرين، الذي بيده الضر والنفع، وهو وحده كاشف الكروب، ومجلِّي الخطوب.. المحيي والمميت، والمعطي والمانع.. بيده مقاليد السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير..

أما نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهو بشر، خلقه الله تعالى واصطفاه للنبوة والرسالة، وكرمه وفضله على سائر خلقه، فهو عبد مطيع لربه ومولاه، تشرف بالعبودية لله في أشرف المواطن وأعظمها، قال تعالى: ((وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ)) [الجن:19]، ((فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)) [النجم:10]، ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا..)) [الإسراء:1].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله}.

أما هؤلاء فقد رفعوا النبي صلى الله عليه وسلم فوق منزلته، وأعطوه خصائص الإلهية، التي لا تليق إلا برب الأرض والسماوات.. ودعوه وتضرعوا إليه من دون رب البريات..

فإنا لله وإنا إليه راجعون من زمن استحكمت فيه غربة الدين.. فإلى الله المشتكى، وإليه الملتجا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

12- ومن المنكرات التي تكون في إحياء الموالد: القيام الذي يكون في المولد ويسمى (الغزة)، ومرادهم منه القيام بسرعة، وذلك عند ذكر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الدنيا، ويسمى عندهم أيضاً (الحضرة)؛ لأن كثيراً منهم يزعم أن روح النبي صلى الله عليه وسلم تحضر عندها، ويقولون: (حضر، حضر)، ويتركون النافذة مفتوحة لتدخل روح النبي صلى الله عليه وسلم منها!! فجمعوا بين البدعة وبين إساءة الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا القيام قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حال حياته وكرهه من الصحابة، فكيف يستحبونه في بدعة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم؟!!

قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئاً على عصا، فقمنا إليه، فقال: {لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً} [رواه أحمد (21677)، وأبو داود (5230)].

وقال أنس رضي الله عنه: (ما كان من شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا؛ لما يعلمون من كراهيته لذلك) [أخرجه أحمد (11936)]، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كره القيام له، ونهى عنه، وأخبر أنه من فعل الأعاجم، فكيف بالقيام عند ذكر ولادته؟! فهذا أولى بالنهي لجمعه بين البدعة والتشبه بالأعاجم.

13- والقوم لا يقفون عند هذا الحد؛ بل يزعمون أن هذا القيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم لأجل أن روحه تحضر في ذلك الوقت، وأنه يصافح المجتمعين في المجلس!! وإن هذا لدليل على سوء الاعتقاد، وخبث الطوية والمقصد، وهو دليل على سخافة عقولهم، وسمج أفعالهم واعتقادهم.. إذ كيف يخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد مات منذ سنين طويلة؟! فإنه صلى الله عليه وسلم لن يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم؛ بل هو مقيم في قبره، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة.

ومما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قد مات ميتة برزخية قوله تعالى: ((إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)) [الزمر:30]، وقال صلى الله عليه وسلم: {أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة}.

فهذه الأدلة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه عند جميع المسلمين، ليس فيه نزاع بينهم.

14- ومن منكرات الموالد: ما يحصل فيها من الذكر الجماعي بصوت واحد.

والقاعدة الشرعية هنا هي: أن الذكر الجماعي بصوت واحد، سراً أو جهراً، لترديد ذكر معين وارد أ غير وارد؛ سواء كان من الكل أو يتلقنونه من أحدهم، مع رفع الأيدي أو بلا رفع لها، كل هذا وصف يحتاج إلى أصل شرعي يدل عليه من كتاب أو سنة؛ لأنه داخل في عبادة، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الإحداث والاختراع؛ لهذا نظرنا في الأدلة لذلك من الكتاب والسنة فلم نجد دليلاً يدل على هذه الهيئة المضافة، فتحقق أنه لا أصل لها في الشرع المطهر، وما لا أصل له في الشرع فهو بدعة؛ إذاً فيكون الذكر والدعاء الجامعي بدعة يجب على كل مسلم مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم تركها والحذر منها، وأن يلتزم بالمشروع.

والذكر الجماعي بصوت واحد، سواء كان ذكراً لله تعالى مطلقاً، أم مرتباً باسم من أسماء الله تعالى، كتردي لفظ الجلالة (الله.. الله) ونحوها.. كل هذا بدعة خلاف المشروع الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.

وكذلك التمايل حال الذكر، السجود بعده، وقراءة الفاتحة أو غيرها، كل هذه أيضاً بدع لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته ولا التابعون لهم بإحسان.

وأما إن كان الذكر الجماعي لم يشرع، مثل الذكر بالضمير (هو.. هو) أو (يا هو.. يا هو) وهو ما تفعله الصوفية في اجتماعاتهم ومنها احتفالات الموالد، فهو ذكر مبتدع بطريقة مبتدعة.

وعلى هذا: يتبين أن ما يفعل في هذه الاحتفالات من الذكر الجماعي بصوت واحد؛ كترديد لفظ الجلالة، أو لفظ (هو.. هو) أو غيرها، فهو من البدع المحدثات المنكرات التي لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا على عهد الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين، وما كان كذلك فهو بدعة ضلالة.

وهناك آثار قبيحة ناتجة عن الاحتفال بهذه البدعة الشنيعة نذكر منها:-

1- التعبد لله بما لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما حكم بأنه ضلالة.

2- القدح في كمال الشريعة الإسلامية، ورد قوله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا)) [المائدة:3].

3- الطعن في أمانة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يؤد الأمانة، ولم ينصح للأمة.

4- تصيير هذا اليوم عيداً يحرم فيه الصوم ويمنع، كما أفتى بذلك ابن عباد وابن عاشر، كما بينه الحطاب في مواهب الجليل [(2/ 406)].

5- الطعن في محبة الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لم يقيموا له مولداً.

6- التشبه بالنصارى في احتفالهم بعيد ميلاد المسيح عليه السلام.

جاء في التبر المسبوك في ذيل السلوك للسخاوي، في معرض تقريره أن الاحتفال يوافق اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( وإذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيداً أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر) [(ص:14)]، فتعقبه الملا علي قاري في المورد الروي في المولد النبوي بقوله: (مما يرد عليه أنا أمرنا بمخالفة أهل الكتاب) [(ص: 29- 30)].

7- اعتقاد ليلة مولده صلى الله عليه وسلم أفضل من ليلة القدر، وهو ما قرره القسطلاني، فرد عليه الملا علي قاري بقوله: (أغرب القسطلاني وقال: ليلة مولده صلى الله عليه وسلم أفضل من من ليلة القدر من وجوه ثلاثة ذكرها، حيث لا يفيد الإطلاق، مع أن الأفضلية ليست إلا لكون العبادة فيها أفضل، بشهادة النص القرآني: ((لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)) [القدر:3]، ولا تعرف هذه الأفضلية لليلة مولده صلى الله عليه وسلم؛ لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا عن أحد من علماء الأمة).

وأخيراً: فإن الموالد من أخصب البيئات للمناكير الظاهرة، والمستترة، ففي ساحاتها الواسعة ينتشر الرقعاء دون خجل، ويختلط النساء بالرجال في المأكل والمشرب وغيرها؛ حيث تكثر جرائم الزنا واللواط، ويدخن الحشيش، وتسمع الأغاني الخليعة والموسيقى الصاخبة، وتختفي روح الجد، وتفيض روح الفوضى وعدم النظام، كما تختفي النظافة من المساجد، وتضطرب أوقات الصلوات والجماعات، ودعك من أن أكثر الوافدين على هذه الساحات لهم عقائد غريبة، فربما ضن أحدهم على أمه بقليل من المال يبرها به، في الوقت الذي يبسط يده بالنفقة هنا! وكل هذه الآثام ينتعش وجودها في هذا الجو الاحتفالي المبتدع الذي ما أنزل الله به من سلطان، ومع هذا يدعي أهله أنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويحبون ذكره!!

ولو خلت الموالد من هذه الآثام التي سقناها آنفاً، لوجب تعطيلها أيضاً؛ لمظاهر التدين الفاسد التي تسودها؛ فحلقات الذكر ضروب من الهوس وألوان الرقص الذي يسودُّ له وجه أهل الدين!

أما القرآن المتلو في هذه الساحات فيما ينتفع به قارئ ولا سامع؛ إنه ضرب من غناء مملول النغم يتصنع به بعض السامعين من الإقبال ريثما يفرغ منه، وكذلك الوعظ في دروس الوعظ والإرشاد والتي تنظمها بعض المؤسسات الدينية، لا تكاد تظفر بفائدة مما يراد نشره بين الجماهير المحتشدة في هذه الموالد.

تلك محاولات عابثة، وإهدار لقيمة الذكر الحكيم والحديث الشريف.

ولو افترضنا وجود بعض الخير بين الأعمال التي تمارس في المولد؛ فإنها لا تسوغ إقامة الموالد بعدما أضحت الشرور المتيقنة التي تكتنفها أكثير بكثير من تلك الفوائد المظنونة، وقانون الشريعة في هذا: أن درء المفاسد مقدم على *** المصالح.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين











عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 18 / 02 / 2010, 54 : 11 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
حنان
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حنان


البيانات
التسجيل: 05 / 12 / 2007
العضوية: 1
المشاركات: 1,967 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 397
نقاط التقييم: 30
حنان is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حنان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


يحسن التنبيه إلى أن ما يفعله بعض المسلمين من الاحتفالات بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول سواء كان بإقامة المحاضرات والمدائح ونحوها أو تخصيص هذا الشهر أو يوم منه بقراءة السيرة فكل هذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهانا عن المحدثات في الدين ولم يثبت في تحديد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم معين خبر صحيح .
وهذه الأمور لم يفعلها كبار محبي النبي صلى الله عليه وسلم الذين تربوا على يديه كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة ولم يفعلها بعدهم أحد من التابعين أو الأئمة الأربعة ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
وإنما هذه الأفعال حصلت في القرون المتأخرة تشبها بالنصارى وابتداعا في دين الله مالم ينزل به سلطانا.
فالحذر من المحدثات من أعظم محبة ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو اعتاد الناس علي فعل المولد في بلد معين فعلى المسلم أن يحذر من مشاركتهم في هذه البدع والاكتفاء بفعل كبار محبي النبي صلى الله عليه وسلم من الحرص على اتباع السنة وتطبيقها قولا وعملا والبعد عن المحدثات حتى لو قيل إنها حسنة!









عرض البوم صور حنان   رد مع اقتباس
قديم 19 / 02 / 2010, 42 : 12 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
حنان
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حنان


البيانات
التسجيل: 05 / 12 / 2007
العضوية: 1
المشاركات: 1,967 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 397
نقاط التقييم: 30
حنان is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حنان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين, وبعد:

ففي هذه الأيام يقومُ الكثيرُ من المسلمين بإقامة الاحتفالات بالموالد ظنا منهم أنَّ المولد هو البرهانُ الأوحدُ الأصدقُ على محبة ****** وحاشاهُ أن يُبَرهَـنَ على صدق محبته بالمحدثات والمخترعات.

وإنَّ من أشد البلاء وأمضاهُ وأنكـاهُ أن يرمَـى الذابُّ عن الدين والذائدُ عن حياضه بأنه جافٍ مبغضٌ لرسول الله , وذلك لأنهُ أزاحَ عن السنة ضلالات المبتدعة وحرسها من الفِـرى والأباطيل , ومن أنكر على الناس المحتفلين وحاجَّ كبراءهم سمع ورأى العجبَ العجاب.

وإنَّ من أنفس ما علمتُ وقراتُ وسمعتُ من كلامٍ حول المولد وبدعته والحكمة في مناصحة أهله , هذا الكلام لمعالي ا لشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي , عضو هيئة كبار العلماء , والمدرس بالحرم النبوي الشريف - حفظه الله - يومَ سئل في أحد دروس شرح السنن بجامع الملك سعود بجدة هذا السؤال:

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
فأجاب حفظه الله بقوله:

مولد النبي لم يثبت في دليل في كتاب الله وسنة النبي مشروعية إحياء ليلته ويومه ، وقد عاش-عليه الصلاة والسلام- بعد نزول الوحي سنوات لم يسن لأمته أن يحتفلوا بيوم مولده ، بل جاءت السُّنة بخلاف ذلك حينما كان- عليه الصلاة والسلام- يصوم الاثنين دون تخصيص ليوم مولده- عليه الصلاة والسلام- فقال عن يوم الاثنين : (( ذاك يوم ولدت فيه فأحب أن أصومه )) فصام لله شكراً يوم مولده-عليه الصلاة والسلام- هذا هو الاحتفاء وهذا هو الشكر للنعمة وهذا هو المفيد حينما يؤدي الإنسان العبادة المشروعة ويحس بأنه يقوم بشكر نعمة الله عز وجل عليه .

هذا المولد لم يفعل لا في زمان النبي ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا في المائة الأولى ولا في القرون المفضلة كلها.

هل هذه الأمة كلها غافلة عن تعظيم النبي ؟!

هل هذه الأمة كلها ما علمت أن هناك حق للنبي وفضل لهذا اليوم ؟!

كل هؤلاء العلماء والأئمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كلهم لا يعلمون فضيلة المولد حتى تأتي القرون المتأخرة بعد الخمسمائة ويأتي من يحيي ليلة المولد ويقول : إن هذا دين وشرع هل هذا يعقل ؟!

هل يمكن لمسلم أن يقول : إن هذا الشيء مشروع ، وينسبه إلى دين الله عز وجل وكل هذه القرون المفضلة لم يقع فيها ؟!

هما أحد أمرين :

الأول : إما أن المولد من الدين ويقصد به التقرب إلى الله عز وجل والطاعة والله-تعالى- يقول : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً } .

والثاني : وإما أن يكون ليس من الدين .

فإن كان من الدين : فهذا نص كتاب الله عز وجل على أنه ما كان يوم عرفة إلا وقد تمم الله شرائع الإسلام وشرائع الدين .

وإن كان ليس من الدين : فلماذا يدافع عنه ويقوم من يشرّعه للناس ويجعله ويوالي فيه ويعادي بل لا يجد أحدًا يتكلم فيه إلا ظن به السوء وأنه لا يحب النبي وأنه ينتقص النبي لماذا هذا ؟ !

يعني هل هؤلاء المتأخرون الذين قالوا حتى قال بعضهم يقول : إنها بدعة حسنة على أن البدعة فيها حسن وفيها سيء مع أن الله عز وجل ذم على لسان رسول الله كل الحدث في الدين وهو إذا سلم أنه بدعة فأنه لا حسن فيه .

فالشاهد من هذا أن المولد النصوص فيه تدل ، لم يدل نص في كتاب الله وسنة النبي على مشروعيته وأنه ينبغي للمسلم أن يتبع الوارد وأن يحيي سنة النبي بصيام الاثنين ، كيف يليق بالإنسان أن يحرص على شهود المولد وعلى جلوسه وعلى دعوته وقل أن يصوم الاثنين في الأسبوع تأسياً بالنبي أي الفريقين أحق بالسُّنة ؟!

فنحن نقول : إن هذه الأمور ينبغي تركها وعدم الحماس والدفاع عنها على أنها ثابتة في دين الله وشرع الله وأن من يثبتها يحب النبي وأن من لم يثبتها لا يحب النبي علينا أن نتقي الله عز وجل وأن نبين للناس دين الله وشرع الله بكل أمانة بعيدًا عن العواطف وبعيداً عما اعتاده الإنسان ، وعلينا أن نعمل بما في كتاب الله وسنة النبي وإذا قال الإنسان : إن المولد بدعة ، فليس معناه أنه لا يحب النبي وليس معناه - حاشا - أنه يكره النبي والله لو كان المولد هو الدليل على حب النبي ولا نزكي أنفسنا على الله لقاتلنا حتى نفعل هذا المولد كما يقاتل المسلم ويجتهد في أداء العبادات المشروعة في كتاب الله وسنة النبي فعندنا مسائل :

المسألة الأولى : كلام العلماء والأئمة من المتقدمين والمتأخرين في أن المولد بدعة وحدث لا غبار عليه والسواد الأعظم من الأمة تكلم على هذه المسألة وكلامهم فيها واضح ، والأئمة والمحررون والجهابذة كلهم على أنه لا يشرع إحياء ليلة مولده-عليه الصلاة والسلام- .

ثانياً : أن المولد نفسه مختلف في اليوم الذي ولد فيه- عليه الصلاة والسلام- ولم يثبت تحديد إلا اسم اليوم وهو الاثنين ، وأما الثاني عشر أو التاسع إلى غير ذلك من الأقوال التي قيلت في مولده-عليه الصلاة والسلام- .

ثالثاً : أنه ينبغي أن ينتبه لقضية تشريع هذا الشيء والدفاع عنه ويأتي الإنسان يتكلم في مسألة المولد , ويدافع عنها دفاعاً قد لا يدافعه عن بعض السنن الثابتة المعروفة عن رسول الله ولا ينبغي إشغال الأمة بمثل هذا .
كلام العلماء في هذا واضح ، ثم ما الذي يضير إذا كان الشيء يقال له : إنه مولد أنه مباح وأنه غير مباح ما هو الأحوط للأمة وما هو الأفضل ؟
أننا نتورع ونتقي هذا إذا سلمنا يعني كمسألة خلافية إذا جئنا ننصح للأمة وأنا أتكلم على البعض الذين يستميتون في الدفاع عن هذه الأشياء وتجد فيما يبلغنا من الانترنت وغيرها من إقامة الدنيا وإقعادها على هذا الأمر وشيء يعني يقرح القلب إذا جاء يوم المولد قامت الدنيا وقعدت ، هل المولد مشروع وإلا غير مشروع ؟

كلام العلماء واضح في هذا ، بل بلغ في البعض إفراط وتفريط لو أنك جئت وخطبت الجمعة في يوم المولد أو قريب من المولد ولم تخطب عن المولد فعليك ألف علامة استفهام ، وإذا العكس إذا جئت وخطبت عن المولد فأنت لا تحب النبي وإذا زهدت في المولد ، حتى إن بعضهم قام من الخطبة-نسأل الله السلامة والعافية- ما هذا ما هذا الذي يجري ، ولذلك-نسأل الله السلامة والعافية- يعني وقع الناس في أمور عظيمة لا ترضي الله عز وجل علينا أن نتقي الله عز وجل علينا أن نعيد النظر في اتباع السُّنة والوارد ، وما الذي يضيرني إذا كنت أرى المولد وأرى غيري من العلماء يشدد فيه وأرى له وجهاً لماذا لا احتاط للأمة ؟

لماذا أقيم الدنيا وأقعدها إلا أن المولد مثل الفريضة ، ليس هناك أحد من العلماء قال : إن المولد فريضة حتى يستميت البعض في إحيائه وإثباته وكأن الأمر للإغاظة ، حتى إن البعض يفعل المولد ويحرص عليه ليس من باب أنه يفعله قربةً لا , يفعله إغاظة لمن لا يقول به.

هو لو كان مشروعًا وقصد به الأمور هذه إغاظة الغير-نسأل الله السلامة والعافية- قد يكون إثمه أكثر من ثوابه , فأصبحت أمور الدين تكلف وتحمل ما لا تتحمل .

علينا أن نتقي الله في هذه الأمة وعلينا أن نتقي الله عز وجل في توجيهها وعلينا أن نتقي الله عز وجل في جمع شملها وشتاتها على كتاب ربها وقد قال : (( سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم )) فعلينا أن نرد الأمة إلى كتاب الله وسنة النبي ومن دعا إلى الكتاب والسُّنة فقد صدق وبر في قوله ، وليس معنى ذلك أن كل من دعا إلى الكتاب والسُّنة صادق في دعوته بل نقبل هذه الدعوة من العلماء الربانيين والأئمة المهديين الذين عرفوا بعلم الكتاب والسُّنة يعلمون ما هو الكتاب والسُّنة ودلالة الكتاب والسُّنة ، فالشاهد أن هذا الفعل ليس له دليل لا في الكتاب ولا في السُّنة ، والهدي عن النبي وعن الخلفاء الراشدين من بعده كلهم على تركه ، ويقولون المولد مشروع لأن الله يقول : { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } يا سبحان الله !! الله-تعالى- قال : { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } نسألكم هذا أمر من الله { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } طيب لما أمرهم بالفرح وما فعلوا المولد ، أحد أمرين :

الأمر الأول : إما أنهم خالفوا كتاب الله وحاشا .

والأمر الثاني : وإما أنه ليس من الفرح .

فعل المولد أحد أمرين أنتم تقولون إنه مشروع بقوله-تعالى- : { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } هذا نص نقول : نؤمن به ولا نكفره ونصدقه ولا نكذبه ، إذاً أمر الله عز وجل في حياة النبي أن يفرح بنعمته فنطبق ما فرح به النبي وجدنا فرحه-عليه الصلاة والسلام- بنعمة ربه بمولده بالصيام ووجدنا من يقول بالمولد : أن فرحه بالطعام فيجلسون ويسهرون ويأكلون ويحدثون المناسبات والاجتماعات هذا في بعض الصور لكن نحن نقول : انظر كيف يستدل بالشيء وهو دليل عليه ويتكلف في النصوص وهي حجة عليه ؟

علينا أن نضع النصوص في نصابها ، وإذا قيل إن هذه الآية تدل على مشروعية المولد وتمضي القرون المفضلة والعلماء والأئمة كلهم لا يفقهون لهذه الدلالة فما معنى هذا ؟ ما معنى هذا أن تخلو القرون المفضلة كلها من هذه الأدلة التي تسرد ويتكلف في دلالتها على مشروعية المولد ؟

ثم بعد ذلك أحد أمرين :

إما أن هؤلاء العلماء - حاشاهم - لا يحسنون الاستدلال وتركوا الدلالة على هذا الأمر العظيم في توقير النبي وحبه كما يقولون .

وإما أن الأمر بخلاف هذا وأننا نلبس على أنفسنا ، علينا أن نعيد النظر .

وعلى كل حال - أيضًا - أنبه على أننا إذا وجدنا أحداً يفعل المولد أن نترفق معه وأن نتبع السُّنة في تحبيبه إلى الخير وأن لا نشنع عليه ونقرع ونحاول-نسأل الله السلامة والعافية- حتى تفهم من كلام بعضهم أنه قد ضل ضلالاً مبيناً ،كأنه يخرجه من الملة ، هذا الإفراط والتفريط اتقيه عبد الله عز وجل والتمس ما يرضي الله ودل على الهدي والسنن ولو كنت صاحب سنة ، فابذل كل ما تستطيع على تحبيب الناس في قولك وعلى تحبيب الناس فيما تعتقده من الحق والبعد عن الألفاظ البذيئة والأذية والسخرية ، فعلينا أن نتقي الله عز وجل وكفى بالأمة ما بها من جراح والآم وفراق ، وعلينا أن ننصح لأمة محمد وأن يكون عندنا من الاتباع لهديه في اللين والرفق فهؤلاء حتى ولو فعل البعض المولد نجد منهم من يفعل ذلك بحسن نية ، ومن يفعله وهو يريد أن يتقرب إلى الله عز وجل ولكنه لم يحسن توجيهه ، فعلينا أن نوجهه بالتي هي أحسن وأن نبين له كيف يحب النبي وكيف تكون المحبة وكيف يكون الوعي عن الله ورسوله-عليه الصلاة والسلام- في النصوص الواردة في الكتاب والسُّنة دون المساس بحرمات المسلمين واعتقاد أن هؤلاء ضالون مضلون بضلال مبين بالله .

يالله ؟!

العجب تجد بعض أهل السُّنة يفعل مثلاً بعض الأمور التي يعتقد أنها بدعة ؛ ولكن لا يشنع عليه عشر معشار ما يشنعه على من يفعل المولد ، علينا أن نضع الأمور في نصابها وأن نبحث عن شيء اسمه مرضاة الله عز وجل وأن نكون مع الصادقين ، وأن نبتعد عن الإفراط والتفريط ، هذا دين لله ونلتمس فيه مرضاة الله بعيداً عن العادات والتقاليد والحمية والعصبية.

علينا أن ننصح لأمة محمد وإذا جاء أحد يخطب عن هذا الموضوع يخطب بكلام طيب مؤثر قال-تعالى- : { وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً } هذا عام في كل شيء نريد أن نؤثر فيه بالناس وأن نحس بأحاسيس الناس ومشاعرهم ، هناك عوام لا يفقهون ، فإذا نفروا من الحق ونفروا من السُّنة فالعواقب وخيمة ، علينا أن نبذل كل ما نستطيع في تحبيب الناس في طريق السلف الصالح والسُّنة وإحياء هذا الدين والشرع بالكلام الطيب وبالأسلوب النافع - أسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يرزقنا التمسك بالسُّنة عند فساد الأمة وأن يهدي ضال المسلمين









عرض البوم صور حنان   رد مع اقتباس
قديم 26 / 02 / 2010, 54 : 05 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
جزاك ربى
الفردوس الاعلى اخى فى الله
ورزقك السعادة في الدنيا والآخرة ,,
جعله الله فى ميزان حسناتك









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018