أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات العامة > الملتقى العام

الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن سهيل حافظ الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أسامة الأخضر الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن حمد دغريري الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عبدالرحمن خاشقجي الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 2 المشاهدات 633  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 24 / 05 / 2018, 16 : 01 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى العام
تنبيه على حديث مكذوب عن رمضان



قبل قليل من انطلاق مسابقة الربانيِّين لنَيل نفحات أرحم الراحمين في أيام من أفضل أيام السنين - تنتشر الكثير من المقاطع المتعلِّقة بهذا الشهر الفضيل، ومن أشهر المقاطع المنتشرة على مواقع التواصُل بخصوص ((رمضان))، وتتلقَّاها الأيدي بالترحاب والإرسال، مقطعٌ خبيثٌ يَطعُن في الأنبياء والمرسلين، ويُفسِد عقيدة الموحِّدين، ونصُّ هذا المقطع كالآتي:

لقد ورَد أنَّ كليم الله موسى عليه السلام قال: ربي، هل أكرمتَ أحدًا مثلما أكرمتَني به؟ لقد أسمعتَني كلامَكَ!



قال تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]، وقال تعالى: يا موسى، يا موسى، إني اصطفيتُكَ على النَّاس برسالاتي وكلامي، فخُذْ ما آتيتُك، وكُن من الشاكرين، فقال: يا ربي، هل أكرمتَ أحدًا بمثل ما أكرمتني به؟ أسمعتني كلامَكَ! فقال الله عز وجل: يا موسى، إن لي عبادًا أُخرِجُهم في آخر الزمان، أُكرِمُهم بشهر رمضان، وأنا أقربُ إليهم منك! فإنِّي كلمتُكَ وبيني وبينك سبعون ألف حجابٍ! فإذا صامتْ أمةُ محمد شهر رمضان، وابيضَّتْ شفاهُهم، واصفرَّت ألوانُهم، ارفعتْ تلك الحُجُب وقت إفطارهم!



يا موسى! طُوبَى لمن عطِشتْ كبدُه، وجاع بطنُه في رمضان! فإني لا أُجازيه من دون لقائي، وخُلُوف أفواههم عندي أطيبُ من ريح المسك! ومن صام يومًا من رمضان استوجَب عندي ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذُن سمِعت، ولا خطر على قلب بشر، قال موسى: يا ربي، أكرمني بشهر رمضان مثلما أكرمتَ أمَّة محمد صلوات الله وسلامه عليه، قال الله: هو لأمة محمد خاصة)).



أرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينفعني والقارئ الكريم بتأمُّل الفوائد التالية:

الفائدة الأولى: هذا الحديث ليس موجودًا في أي كتاب من كتب الحديث البتةَ! لا في الكتب الصحيحة، ولا الحسنة، ولا حتى الضعيفة والموضوعة!



وإنما ذكَرها بعض القُصَّاصِ الذين لا عَلاقةَ لهم بالحديث في شيء البتة؛ منهم عبدالرحمن الصفوري في كتاب "نزهة المجالس ومنتخب النفائس"[1]، ومنهم أبو الفداء الإستانبولي الحنفي الخلوتي في كتابه "روح البيان"[2]، وهي من الكتب المحشوَّة بالتخاريف التي لا أصل لها البتة، ولا يهتمُّ أصحابها بما يُسوِّدون به صحائفهم للأسف! ومِن ثَمَّ فالحديث لا يستحقُّ أن يُقال عنه: مكذوب أو موضوع! فأقل شيء: إنه إفْكٌ مُفترى، وأُبطولة خبيثة!



الفائدة الثانية: بعض الموضوعات لا تتناقض معانيها مع الشريعة الإسلامية! ولكن هذا الإفك المفترى فوق كونه مُصطنعًا بالباطل والزور، فإن الأخبث من ذلك أنه يَطعُن في الأنبياء والمرسلين، لا سيَّما أُولو العزم منهم، فقد أخبر الحديث أن أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضلُ من كليم الله موسى صلى الله عليه وسلم، وأقرب منه إلى الله عز وجل، ولعَمْرُ الله إنه لزَيغٌ مبين وضلالٌ أثيمٌ!



إن من أعظم ثوابت الأمة وأقوى عقائدها - أن خيرَ البشر المسلمون، وخير المسلمين أولياء ربِّ العالمين، وخير الأولياء الأنبياء، وخير الأنبياء المرسلون، وخير المرسلين أولو العزم منهم، وموسى الكليم مِن أُولي العزم على نبينا وعليه وعلى أنبياء الله ورسله أشرف الصلاة والسلام.



ولكن الحديث الشيطاني عكَس العقيدة، وجعَل عوام المسلمين خيرًا من أولي العزم من المرسلين! وهذا لعمرُ الله في الضلال عظيمٌ عند كل ذي مُسكةٍ من لُبٍّ.



الفائدة الثالثة: مع عِظَمِ الضلال في انتكاس هذا الميزان، لكنه مع ذلك لم يكُن آخرَ الفساد العقَدي الموجود بالحديث، ولكنَّ مِن العقائد الفاسدة التي اشتمَل عليها ذلك الإفك العظيم، القولَ المنسوب لله سبحانه وتعالى، وهو: ((هو لأمة محمد خاصة))؛ أي: رمضان، وحِرمان الله سبحانه وتعالى لموسى صلى الله عليه وسلم من هذا الشهر الفضيل، ورفْضه لطلبه!



والسؤال: أما نسأل أنفسنا: كيف كان صيام موسى صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كان صيام عيسى صلى الله عليه وسلم؟

إن شهر رمضان كُتِبَ على الأمم السابقة كما كُتِبَ على الأمَّة المحمدية، وقد أكَّد سبحانه وتعالى ذلك في قوله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 183 - 185].



فقد فرَض الله سبحانه وتعالى صيام رمضان على أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، كما فرضه على أُمَّتَي موسى وعيسى على نبينا وعليهما أشرف الصلاة والسلام، وهذا الضلال العقدي أيضًا من خبث هذا الحديث المختلق!



الفائدة الرابعة: بعض الخطباء تركوا الكثير من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل شهر رمضان بالصحيحين وغيرهما، وفضَّلوا أن يُدنِّسوا الآذان، ويُفسدوا العقائد بالأُبطولات الزائفة الطاعنة في عقائد الملَّة لغرابتها، وإعجاب الناس بها.



الفائدة الخامسة: من أعظم أُبطولات هذا الحديث المزيَّف المختلَق، أنَّه ركَّز في الصيام على جانب الامتناع عن الطعام والشراب، فحسبُ، وكأنَّ الصيامَ جوعٌ وظَمأٌ فحسبُ!



بينما كل الأحاديث الصحيحة على العكس من ذلك تمامًا، تُؤكِّد أنَّ الصيام عمليةٌ أخلاقيةٌ متكاملةٌ، وهي مرتبطة بالرُّوح والأخلاق أكثرُ من ارتباطها بالجسد! وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، فالثواب المرصود للصائم ليس مرصودًا لمن يقتصر صيامُه على الجوع والظمأ! بل لمن يكون صيامُه متكاملًا عن كل ما حرَّم الله سبحانه وتعالى!

وهي عقيدة متناقضة تمامًا مع هذا الحديث المصطنع!



الفائدة السادسة: إننا نسمع في هذا الشهر الفضيل كثيرًا عن الثواب العظيم، والأجر الجزيل الذي أعدَّه الله سبحانه وتعالى للصائمين! ألا فلنَقتطِفْ طاقةً من الأحاديث النبوية والكلمات النورانيَّة! وَلْنَرَ فيها إجابة عن هذه الأسئلة الملحَّة:

س: هل كل ممتنع عن الطعام والشراب يكون امتناعه لله عز وجل لا يَجزي به غيره سبحانه وتعالى؟

هل كل ممتنع عن الطعام والشراب يكون امتناعه عن الطعام والشراب جُنَّةً له من النَّار؟

هل كل ممتنع عن الطعام والشراب يكون خُلُوفُ فَمِه أطْيَبَ عندَ الله منْ رِيحِ المِسْكِ؟

هل كل ممتنع عن الطعام والشراب له فَرْحَتان يَفْرَحُهُما: عند فِطْرِهِ، وعند لِقاء الله عز وجل؟

هل كل ممتنع عن الطعام والشراب له دعوة لا تُردُّ؟!

هل كل ممتنع عن الطعام والشراب يدخل من باب الريَّان، فإذا دخل أُغلِق خلفَه، ولم يدخل معه غيرُه؟

هل كل ممتنع عن الطعام والشراب يكون من المسعودين بما وعد الله به الصائمين؟



فنتأمل بعضًا من الكلمات الربانية من سيد خير البرية صلى الله عليه وسلم تَشْفي غليلَنا، وتُجيب عن أسئلتنا!



فعن أبي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عنه: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((قال اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِها إلى سَبْعمِائة ضِعْفٍ؛ إلَّا الصِّيام، فإنه لي وأنا أَجزي به؛ يَدَعُ شَهْوتَهُ وطَعَامَهُ وَشَرابَهُ مِنْ أجْلِي، والصِّيامُ جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحَدِكُم، فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ولا يَجْهَل، فإنْ سابَّهُ أحَدٌ أو قاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ؛ مَرَّتَيْنِ، فوالذي نفس محمدٍ بيده، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عند الله من رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتانِ يَفْرَحُهُما: إذا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وإذا لَقِيَ الله فرِح بصومه))[3].



ولنتأمل الحديث رجاء الانتفاع بنوره الفيَّاض:

أولًا: أخبر سبحانه وتعالى أن الصيام له عز وجل! فإذا كان الصيام لله سبحانه وتعالى، فلمن تكون الصلاة والحج والجهاد والصدقة، وغيرها من العبادات! إن كل العبادات لله سبحانه وتعالى، فإذا كانت كل العبادات لله سبحانه وتعالى، فما معنى تخصيص المولى سبحانه وتعالى للصيام ووصْفِه بأنه له، علمًا بأن كل العبادات له أيضًا!



ولنستعرض أوجه إضافة الصوم لله عز وجل:

1- إضافة تشريف:

كما نقول عن المساجد: "إنها بيوت الله سبحانه وتعالى"، فكل المصانع والشركات والبيوت والكنائس والمعابد والسموات والأرض، وكل شيء لله سبحانه وتعالى، ولكننا نخصُّ المساجد بنسبتها إلى الله سبحانه وتعالى، من قبيل إضافة التشريف لا أكثر؛ لأن الكون كله لله سبحانه وتعالى.



2- أحب العبادات:

قيل: لأن الصوم أحبُّ العبادات لله سبحانه وتعالى؛ ولكن يعترض على هذا التوجيه بالحديث عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا، ولن تُحْصُوا، واعلَموا أن خير أعمالكم الصلاةُ، ولا يُحافظ على الوضوء إلا مؤمنٌ))[4].



3 - انفرَد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته؛ بمعنى أن الله سبحانه وتعالى بيَّن ثواب الكثير من الأعمال، لكنه أخفى ثواب الصائم خاصة!



4- الصوم لا يظهر، فتَكُتبه الحَفَظَةُ كما تكتُب سائر الأعمال، بمعنى أن الأعمال تكون ظاهرة للناس، ولكن الصيام لا يراه إلا الله سبحانه وتعالى.



5- الصوم لا رياءَ فيه؛ لأن العبد يستطيع أن يُفطِر دون أن يعلَم الناس.



6- لا حظَّ فيه للعبد؛ لأن الناس يشكرون المتصدِّق، بينما لا يشكرون الصائم؛ لأنهم لا ينتفعون بصيامه.



7- لم يُعبَدْ أحدٌ غير الله تعالى به، ولكن يَرُدُّ على هذا أن بعض الملل يتقرَّب أبناؤها إلى آلهتِهم بالجوع والظمأ.



8- لا تُوفَّى منه المظالِمُ، ولكن يَرُدُّ على هذا حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون مَن المفلس؟))، قالوا: المفلسُ فينا يا رسول الله مَنْ لا دِرْهمَ له، ولا متاعَ، قال: ((المفلس من أمَّتي يومَ القيامة مَنْ يأتي بصلاةٍ، وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتَم عِرْضَ هذا، وقذَف هذا، وأكل مال هذا، وضَرَب هذا، فيُقْعَد فيَقْتَصُّ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنِيتْ حسناتُه قبل أن يَقضي ما عليه، أُخِذ من خطاياهم، فطُرِحَ عليه، ثم طُرِح في النار))[5].



لن أخوض في شرح الحديث أكثرَ من ذلك! ولكن فقط سأشير إلى الجانب المقصود، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كان يومُ صوم أحدكم، فلا يَرفُثْ ولا يَصخَبْ، ولا يَجْهَل، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقُلْ: إنِّي امرؤ صائم، إنِّي امرؤ صائم، مرتين))، فتأمَّل التعليم النبوي لحقيقة الصيام! وتأمَّل ربط النبي صلى الله عليه وسلم للصيام بالجانب الأخلاقي والتربوي!



فكم أكَّد صلى الله عليه وسلم حقيقةَ الصيام، وأنه ليس امتناعًا مجردًا عن الطعام والشراب؛ وذلك كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الصيام من الأكل والشرب؛ إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابَّك أحدٌ، أو جَهِلَ عليك، فلتَقُلْ: إني صائمٌ، إني صائمٌ))[6].



وفي أحاديث أكثر صراحة، أكَّد صلى الله عليه وسلم خطورة الجانب الأخلاقي والتربوي في الصيام، حتى جعله حقيقته التي لا يكون بغيرها؛ كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه))[7].



فقد أكد صلى الله عليه وسلم أن مَنْ يَفهَمُ الصيام على أنه امتناع مجرد عن الطعام والشراب، فإنه لن يَجنيَ مِن وراء امتناعه هذا سوى الجوع والظمأ، وذلك كما في الحديث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر))[8].




وتأمل إجماع الأمة في حقيقة الصيام:

"واتَّفقوا على أن المراد بالصيام هنا صيامُ مَن سلِم صيامه من المعاصي قولًا وفعلًا"[9]، كل هذه المعاني الجليلة نُقِضَت في هذا الحديث المختلَق!



الفائدة السابعة: للأسف العظيم الكثير من الناس يُهروِلون لتلقُّف كل ما يندهشون له من الأخبار الغريبة، والأمور العجيبة؛ كأنهم يريدون مشاهدة أمور خارجة عن الواقع! وعلى قدر تحمُّسهم لاستماع الغريب والضال من الأحاديث ونقله، تجده بالدرجة نفسها من الخمول والكسل في استماع الخير ونقله! وهذا ممَّا رُوِّج للكثيرين ممَّن لا يتكلمون إلا في الموضوعات!



أقسم بالله العظيم أجد الشيخ منهم يقول حديثًا موضوعًا يسمعه أكثرُ من مليون إنسان! حديثًا موضوعًا لا أصلَ له، ومخالفًا لأصل الشريعة وصحيح الفطرة، ولُبِّ المنطق! ومع ذلك يستمع إليه الملايين!

بينما من يشرح الحديث الصحيح لا تنهض الهممُ الكثيرة إلى سماعه! ألا فاتَّقوا الله سبحانه وتعالى! وانظروا عمَّن تأخذون دينكم!



الفائدة الثامنة: وردت الكثير من النصوص المحذِّرة من الكذب على الله سبحانه وتعالى، والكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم، فاتَّقوا الله يا مَنْ ترغبون في الخير، ولا تنقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما صحَّ إسناده، حتى لا تقعوا في كبيرة الكذب على الله سبحانه وتعالى، ونبيه صلى الله عليه وسلم.



الفائدة التاسعة: قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ومن تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى ألا تأخذ دينَك وشعائره إلا ممَّن كان لذلك أهلًا، وقال عز وجل: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وتسبيح اسمه سبحانه وتعالى يعني تنزيهه عز وجل، ومن تنزيه اسم الله سبحانه وتعالى، ألَّا تقبل عن الله سبحانه وتعالى كلامًا إلا بصحيح الإسناد! وقد يسأل العامة: كيف نعرف مَنْ كان أهلًا للحديث عن الإسلام ممَّن ليس لذلك أهلًا؟



أقول وبالله التوفيق:

هناك ضوابط كثيرة، وأنا هنا أتكلَّم عن ضابط واحد فقط، وهو: لا يوجد في دين الله سبحانه وتعالى شيء اسمه: يُحكى، أو يُروى! فكل كلمة في الدين لها إسناد، والإسناد عليه حكمٌ من أهل الشأن! فلا تسمع لأحد يَنسُبُ الكلام لله سبحانه وتعالى، أو لنبيه صلى الله عليه وسلم بغير إسناد!



الفائدة العاشرة: خطورة تعلم العقيدة: إن تلقِّي الناس هذه الموضوعات الضالَّة بالإعجاب والدعوة، لمن أعظمِ الأدِلَّة على جهل الناس بأصول دينهم، وصُلب عقائدهم! ومِن ثَمَّ أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفِّقا وإياكم ويُعلِّمنا فقه الأولويَّات!



ألا فاجْعلوا تعلُّمكم للعقيدة من أولويَّاتكم التي تُقدمونها، ولا تُقدمون عليها شيئًا البتة!



وهذه نصائح موجزة، وما دعاني لها إلا حبِّي لكم وحرصي على نفعكم! فمن كان منتفعًا فليَخصني بدعوة بظَهْر الغيب أن يُصلِح الله أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين، وأن يوفِّقنا ويُسدِّدنا، وأن يَرزُقَنا القَبول في شهر رمضان، وأن يرزقنا فيه حقيقة الصيام والقيام؛ فهو وَلِيُّ ذلك والقادر عليه.



وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك.


[1] انظر: نزهة المجالس ومنتخب النفائس (1/ 165).

[2] انظر: روح البيان (8/ 150).

[3] صحيح، رواه الإ

jkfdi ugn p]de l;`,f uk vlqhk










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 24 / 05 / 2018, 30 : 05 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 9
المشاركات: 65,283 [+]
بمعدل : 10.94 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6735
نقاط التقييم: 164
محمد نصر has a spectacular aura aboutمحمد نصر has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 24 / 05 / 2018, 06 : 11 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابراهيم عبدالله
اللقب:
المراقب العام للملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابراهيم عبدالله


البيانات
التسجيل: 28 / 01 / 2008
العضوية: 92
المشاركات: 26,598 [+]
بمعدل : 4.48 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2862
نقاط التقييم: 104
ابراهيم عبدالله will become famous soon enoughابراهيم عبدالله will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابراهيم عبدالله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام
جزاك الله خيرا وبارك فيك









عرض البوم صور ابراهيم عبدالله   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى العام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018