أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن سهيل حافظ الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أسامة الأخضر الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن حمد دغريري الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عبدالرحمن خاشقجي الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 4 المشاهدات 1852  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 02 / 04 / 2016, 36 : 03 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:


الجزء السادس عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني


846 - " إن الله تعالى فضل المرسلين على المقربين ، فلما بلغت السماء السابعة لقيني
مالك من نور ، على سرير من نور ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، فأوحى الله
إليه : يسلم عليك صفيي و نبيي فلم تقم إليه ، و عزتي و جلالي لتقومن فلا تقعدن
إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 242 ) :
موضوع . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 3 / 306 - 307 ) عن محمد بن مسلمة
الواسطي حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن عباس
مرفوعا . و قال : " هذا الحديث باطل موضوع ، رجال إسناده كلهم ثقات سوى محمد بن
مسلمة ، رأيت هبة الله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة ، و سمعت الحسن بن
محمد الخلال يقول : محمد بن مسلمة ضعيف جدا " . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 292 ) من طريق الخطيب ، و احتج بكلامه المذكور في وضعه ، و
أقره الذهبي في " الميزان " و كذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 274 - 275 ) .
و مع ذلك فقد أورد في كتابه " الجامع الصغير " حديثا آخر للواسطي هذا ، فوجب
بيانه و هو : " إياك و قرين السوء فإنك به تعرف " .

(2/345)

847 - " إياك و قرين السوء فإنك به تعرف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 242 ) :
موضوع . رواه سليم بن أيوب الفقيه في جزئه " عوالي مالك " و هو آخر حديث
فيه < و أخرجه > بإسناده عن طريق مالك - عن محمد بن مسلمة الواسطي : حدثنا موسى
الطويل عن أنس مرفوعا . و من طريق سليم هذا رواه ابن عساكر في " التاريخ "
( 4 / 333 / 1 ) و كذا في " التجريد " ( 4 / 21 / 2 ) و في المجلس الثالث و
الخمسين من " الأمالي " ( 46 / 1 ) و قال : " هذا حديث سباعي غريب " . قلت : و
إسناده موضوع آفته إما محمد بن مسلمة الواسطي فإنه متهم بالوضع كما سبق في
الحديث الذي قبله . و إما شيخه موسى الطويل و هو ابن عبد الله ، فقال ابن حبان
( 2 / 242 ) : " روى عن أنس أشياء موضوعة ، كان يضعها ، أو وضعت له فحدث بها "
. و قال أبو نعيم : " روى عن أنس المناكير ، لا شيء " . و الحديث مما سود به
السيوطي " الجامع الصغير " ! فأورده فيه من رواية ابن عساكر وحده . و بيض له
المناوي فلم يتكلم عليه بشيء ! و بهذا الإسناد الحديث الآتي : " من أذن سنة على
نية صادقة ، لا يطلب عليها أجرا حشر يوم القيامة فأوقف على باب بالجنة فقيل له
: اشفع لمن شئت " .

(2/346)

848 - " من أذن سنة على نية صادقة ، لا يطلب عليها أجرا حشر يوم القيامة فأوقف على
باب بالجنة فقيل له : اشفع لمن شئت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 243 ) :
موضوع . رواه ابن شاهين في " رباعياته " ( 176 / 1 ) و تمام ( 147 / 1 ) و
ابن عساكر ( 5 / 2 / 2 ) عن محمد بن مسلمة الواسطي : حدثنا موسى الطويل : حدثنا
مولاي أنس بن مالك مرفوعا . و هذا موضوع كما عرفت مما سبق بيانه في الحديث
السابق ، و من العجائب أن السيوطي أورده أيضا في " الجامع الصغير " من رواية
ابن عساكر وحده عن أنس ، مع أنه أورده أيضا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص
104 ) من رواية ابن النجار عن محمد بن مسلمة هذا به و قال : " قال ابن حبان
: موسى روى عن أنس موضوعات " . و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة ( 256 / 1
) . و لما أورده في " الجامع الصغير " تعقبه المناوي بقوله : " قال ابن الجوزي
: حديث لا يصح ، فيه موسى الطويل كذاب ، قال ابن حبان : زعم أنه رأى أنسا ، و
روى عنه أشياء موضوعة ، و محمد بن مسلمة غاية في الضعف " .

(2/347)

849 - " من حافظ على الأذان سنة وجبت له الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 243 ) :

موضوع . رواه الخطيب البغدادي في " الموضح " ( 2 / 186 ) عن أبي قيس
الدمشقي عن عبادة بن نسي عن أبي مريم السكوني عن ثوبان مولى رسول الله صلى
الله عليه وسلم مرفوعا . و قال : " أبو قيس هذا هو محمد بن عبد الرحمن القرشي "
و ذكر له أسماء و كنى كثيرة جدا ، ثم روى عن ابن نمير أنه ذكر له رواية
الكوفيين عن محمد بن سعيد الذي يقال له : ابن أبي قيس ، فقال : لم يعرفوه ،
إنما العيب على من روى عنه من أهل الشام بعد المعرفة ، من يروي عن هذا العدو
لله ؟! <1> كذاب يضع الحديث ، صلب في الزندقة ، و لقد حدث الناس ، قبحه الله !
و قال ابن سعيد : سمعت عبد الله بن أحمد بن سوادة أبا طالب يقول : قلب أهل
الشام اسم محمد بن سعيد الزنديق على مائة اسم و كذا و كذا اسما ، قد جمعتهن في
كتاب ، و هو الذي أفسد كثيرا من حديثهم " . و هذه فائدة هامة من كلام الحافظ
الخطيب أن أبا قيس هذا هو محمد بن سعيد المصلوب ، و بذلك جزم ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 436 ) ، و كأن الذهبي لم يقف على كلامه حيث قال في
الكنى من " الميزان " : " أبو قيس الدمشقي عن عبادة بن نسي ، أظنه المصلوب ،
هالك " . و أما الحافظ فجزم في " الكنى " من " التهذيب " و " التقريب " أنه
المصلوب ، و خفي هذا كله على السيوطي و بعضه على المناوي ، فأما الأول فقد أورد
الحديث في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي عن ثوبان و فيها أبو قيس كما
سيأتي ، فلو كان يظن على الأقل أنه محمد بن سعيد الكذاب لما استجاز إن شاء الله
أن يرويه له ، لعلمه بقول النبي صلى الله عليه وسلم " من حدث عني بحديث و هو
يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين " . و أما المناوي فقال في شرحه على الجامع " : "
و فيه أبو قيس الدمشقي عن عبادة بن نسي ، أورده الذهبي في " الضعفاء و
المتروكين " فقال : كأنه المصلوب ، متهم " . فوقف المناوي عند ظن الذهبي ، و هو
المصلوب يقينا كما سبق . و اعلم أن العلماء مطبقون على تكذيب هذا المصلوب ،
فقال أحمد : " حديثه حديث موضوع " . و قال : " عمدا كان يضع " . و قال ابن حبان
( 2 / 247 ) : " كان يضع الحديث على الثقات ، لا يحل ذكره إلا على وجه القدح
فيه " . و قال أبو أحمد الحاكم : " كان يضع الحديث ، صلب على الزندقة " . و قال
ابن الجوزي ( 1 / 47 ) : " و الوضاعون خلق كثير فمن كبارهم وهب بن وهب القاضي ،
و محمد بن السائب الكلبي ، و محمد بن سعيد الشامي المصلوب ... " . و حكاه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 473 ) و أقره . ثم رأيت الحديث رواه ابن عدي في
" ترجمة محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب من " الكامل " ( ق 291 / 1 ) بسنده
عنه عن عبادة بن نسي به و قال : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و أما أبو
مريم السكوني فأورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 436 ) و
ساق له هذا الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكر الحافظ في " الإصابة
" في ترجمة أبي مريم الفلسطيني : " و أبو مريم السكوني ، آخر ، تابعي معروف
، يروي عن ثوبان ، و عنه عبادة بن نسي ، ذكره البخاري و غيره " . و هكذا ذكره
ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 273 ) ، فيبدو أنه مجهول الحال . و قد وجدت
للحديث طريقا أخرى عن أبي مريم ، رواه ابن عساكر ( 15 / 286 / 1 ) عن محمد بن
عبد الله بن نمران الذماري : أخبرنا أبو عمرو العنسي عن أبي مريم مولى السكوني
أنه سمع ثوبان به . و قال : " أبو عمرو هو شراحيل بن عمرو العنسي " . قلت : و
هو ضعيف جدا ، و كذا الراوي عنه ابن نمران ، فقد روى ابن عساكر بسنده عن محمد
بن عوف الحمصي الحافظ أنه ضعفهما جدا ، و عن أبي زرعة أنه قال في ابن نمران :
" منكر الحديث لا يكتب حديثه " و عن الدارقطني : " ضعيف " . و قال ابن أبي حاتم
( 4 / 2 / 307 ) : " سألت أبي عنه فقال : هو ضعيف الحديث جدا " .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل ( والله ) ، و التصويب من " التهذيب " . اهـ .

(2/348)

850 - " من أذن سبع سنين محتسبا كتب الله له براءة من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 245 ) :

ضعيف جدا . رواه الترمذي ( 1 / 267 - 206 طبع حمص ) و ابن ماجه ( 1 / رقم
727 ) و الطبراني ( 3 / 109 / 2 ) و ابن السماك في " التاسع من الفوائد " ( 3 /
1 ) و ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2 / 125 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه
" ، ( 1 / 247 ) من طريقين عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و قال
الترمذي : " حديث غريب " . يعني ضعيف ، و قال العقيلي في " الضعفاء " : ( ص 155
) : " و في إسناده لين " . و قال البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 58 / 1 ) : " و
إسناده ضعيف " . و أشار المنذري في " الترغيب " ( 1 / 111 ) لتضعيفه . قلت : و
علته جابر هذا ، و هو ابن يزيد الجعفي ، و هو ضعيف بل كذبه بعض الأئمة ، و كان
رافضيا يؤمن أن عليا لم يمت ، و أنه في السحاب و سيرجع ! و رواه ابن عدي ( 99 /
2 ) عن محمد بن الفضل عن مقاتل بن حيان و حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . قلت : و محمد بن الفضل ، هو ابن عطية كذاب .

(2/349)

851 - " من أذن خمس صلوات إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، و من أم أصحابه
خمس صلوات إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 245 ) :
ضعيف . رواه رزق الله التميمي الحنبلي في جزء من " أحاديثه " ( 2 / 1 ) و
الأصبهاني في " الترغيب " ( 40 / 1 ) الجملة الأولى فقط ، عن إبراهيم بن رستم
قال : أنبأ حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا
. و من هذا الوجه رواه البيهقي في " سننه " ( 1 / 433 ) إلا أنه جمع الجملتين
في جملة واحدة فقال : " من أذن خمس صلوات و أمهم ..... " الحديث و قال : " لا
أعرفه إلا من حديث إبراهيم بن رستم " . قلت : و هو ضعيف ، و محله الصدق و له
حديث آخر في فضل المؤذن المحتسب يأتي بعد هذا ، و اعلم أنه لم يأت حديث صحيح في
فضل المؤذن يؤذن سنين معينة ، إلا حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " من أذن اثنتي
عشرة سنة وجبت له الجنة ، و كتب له بكل أذان ستون حسنة ، و بكل إقامة ثلاثون
حسنة " . رواه الحاكم بإسنادين ، و صححه ، و وافقه الذهبي و هو كما قالا ، فإن
أحد إسناديه صحيح ، كما بينته في " الصحيحة " ( 42 ) .

(2/350)

852 - " المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ، يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان
و الإقامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 246 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 25 / 2 مجمع البحرين في زوائد
المعجمين ) عن إبراهيم بن رستم عن قيس بن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن
جبير عن ابن عمر مرفوعا . و من هذا الوجه رواه أبو بكر المطرز في " الأمالي
القديمة " ( 1 / 172 / 1 ) . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل قيس بن الربيع و
إبراهيم بن رستم و هو الخراساني ، و كلاهما ضعيف ، و قد تفرد به عن قيس كما قال
الحاكم على ما في " اللسان " . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 1 /
111 ) و الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 3 ) من حديث عبد الله بن عمرو
مرفوعا بلفظ : " المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ، إذا مات لم يدود في
قبره " . و قالا : " رواه الطبراني في " الكبير " . قال الهيثمي : " و فيه
إبراهيم بن رستم و هو مختلف في الاحتجاج به ، و فيه من لم نعرف ترجمته " . قلت
: و هو في " المعجم الكبير " أيضا من طريق أخرى عن سالم الأفطس عن مجاهد عن ابن
عمر بأتم منه و هو : " المؤذن المحتسب كالشهيد يتشحط في دمه حتى يفرغ من أذانه
، و يشهد له كل رطب و يابس ، و إذا مات لم يدود في قبره " .

(2/351)

853 - " المؤذن المحتسب كالشهيد يتشحط في دمه حتى يفرغ من أذانه ، و يشهد له كل رطب و
يابس ، و إذا مات لم يدود في قبره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 246 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 205 / 2 ) : حدثنا أحمد بن
الجعد الوشا : أخبرنا محمد بن بكار : أخبرنا محمد بن الفضل عن سالم الأفطس عن
مجاهد عن ابن عمر مرفوعا . و رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 113
) عن محمد بن عبسى العطار : حدثنا محمد بن الفضل بن عطية بن سالم الأفطس به .
قلت : و هذا سناد ضعيف بمرة ، آفته محمد بن الفضل بن عطية ، و هو كذاب ، و قال
الهيثمي ( 2 / 3 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه محمد بن الفضل
القسطاني و لم أجد من ذكره " . قلت : لم يقع في نسختنا من المعجم الكبير " : (
القسطاني ) ، و هي نسخة جيدة ، عليها سماعات كثيرة ، لعلماء مشهورين ، منهم
الضياء المقدسي ، إلا أن يكون وقع ذلك في مكان آخر من " المعجم " ، و محمد بن
الفضل هذا هو ابن عطية كما سبق ، و الدليل على ذلك أمور : 1 - أن الخطيب ذكر (
3 / 147 ) في الرواة عنه محمد بن بكار بن الريان ، و هذا الحديث من روايته عنه
كما ترى . 2 - أن أبا نعيم صرح بأنه ابن عطية في روايته ، و هي و أن كان فيها
محمد بن عيسى العطار و هو ابن حبان المدائني ضعيف ، فهي في الشواهد لا بأس بها
. 3 - قال الذهبي في " الميزان : " محمد بن بكار ، روى عن محمد بن الفضل بن
عطية عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يرفعه : " الحج جهاد ، و
العمرة تطوع " . قال ابن حزم : ابن بكار و ابن الفضل مجهولان . قلت : أما ابن
بكار فصحيح أنه مجهول ، و أما ابن الفضل فتكلم فيه أحمد و .... و هو ضعيف متروك
بالإجماع " . قلت : فهذا يدل على أن ابن الفضل معروف بالرواية عن سالم الأفطس
، و قد خفي على الذهبي أن ابن بكار هذا هو ابن الريان و ليس مجهولا ، بل هو ثقة
من رجال مسلم في " صحيحه " . هذا و أما محمد بن الفضل القسطاني فهو راو آخر غير
ابن عطية ، و هو متأخر عنه . قال ابن أبي حاتم : " كتبت عنه و هو صدوق " . و له
ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 3 / 152 - 153 ) . ( تنبيه ) : الجملة الثانية من
الحديث " و يشهد له كل رطب و يابس " صحيحة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ، جاءت
من حديث ابن عمر و أبي هريرة و غيرهما . انظر " الترغيب " .

(2/352)

854 - " اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون بعدي ، يروون أحاديثي و سنتي ، و يعلمونها
الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 247 ) :
باطل . رواه الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 5 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 81 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 1 / 36 / 1 ) و الهروي
في " ذم الكلام " ( 4 / 82 / 2 ) و كذا القاضي عياض في " الإلماع " ( 3 / 4 ) و
عبد الغني المقدسي في " كتاب العلم " ( 50 / 2 ) و الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 74 / 1 ) و محمد بن طولون في " الأربعين " ( 5 / 1 ) كلهم من
طريق أحمد بن عيسى بن عبد الله الحواني : حدثنا ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار : سمعت علي بن أبي طالب يقول : خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . و من هذا الوجه رواه الطبراني في
" الأوسط " كما في " المجمع " ( 1 / 126 ) ، و أورده أبو نعيم في ترجمة أحمد بن
عيسى هذا و قال : " توفي بأصبهان في خلافة الرشيد " ، و لم يذكر فيه جرحا ، و
هذا عجب فقد قال الدارقطني فيه " كذاب " . كما في " الميزان " للذهبي . و ساق
له هذا الحديث ، و قال : " و هذا باطل " . و أقره الحافظ ابن حجر في " اللسان "
، و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " . و تعقبه المناوي بما
نقلناه عن الدارقطني و الذهبي و أتبع ذلك بقوله : " فكان ينبغي حذفه من الكتاب
" . و ذكر المناوي أن مخرجه الطبراني قال : " تفرد به أحمد بن عيسى هذا " . قلت
: و فيه نظر ، فقد قال الخطيب : و أخبرني علي بن أبي علي البصري قال : حدثنا
أبو العباس عبيد الله بن الحسن بن جعفر بن أبي موسى القاضي الموصلي ، قال :
حدثنا سعيد بن علي بن الخليل قال : حدثنا عبد السلام بن عبيد : قال ابن أبي
فديك به . و من طريق الخطيب رواه الكازروني في " المسلسلات " ( 99 / 2 ) . لكن
عبد السلام هذا قال الدارقطني : " ليس بشيء " و قال الأزدي : " لا يكتب حديثه "
و قال ابن حبان ( 2 / 144 ) : " كان يسرق الحديث و يروي الموضوعات " . قلت :
فالظاهر أن هذا الحديث مما سرقه من أحمد بن عيسى ! و للحديث طرق أخرى : 2 -
أخرجه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 49 / 2 ) و عفيف الدين في "
فضل العلم " ( 124 / 2 ) عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي : حدثني أبي
: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا ..... قلت : فساق إسناده عن آبائه من أهل
البيت إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم . و عبد الله هذا متهم بالوضع
، له بهذا السند نسخة موضوعة باطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه ، كما قال
الذهبي . 3 - أخرجه السلفي في " الطيوريات " ( 34 / 1 ) عن إبراهيم بن ميمون
: أخبرنا عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا . و آفة هذه الطريق
عيسى بن عبد الله و هو ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال ابن حبان ( 2
/ 119 ) : " يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة " . 4 - أخرجه ابن بطة في
" الإبانة " ( 1 / 129 / 2 ) و ابن عساكر ( 14 / 347 / 2 ) عن عبيد بن هشام
الحلبي قال : حدثنا ابن أبي فديك عن عمر بن كثير عن الحسن رفعه نحوه . و هذا مع
إرساله واه ، عبيد بن هشام هذا قال أبو داود : " ثقة إلا أنه تغير في آخر أمره
، لقن أحاديث ليس لها أصل " . قلت : فالظاهر أن هذا الحديث من جملة ما لقنوه
فتلقنه ! 5 - أخرجه أبو نعيم و غيره بسند موضوع عن علي بلفظ آخر و هو : " ألا
أدلكم على الخلفاء مني و من أصحابي و من الأنبياء قبلي ؟ هم حفظة القرآن و
الأحاديث عني و عنهم ، في الله و لله " .

(2/353)

855 - " ألا أدلكم على الخلفاء مني و من أصحابي و من الأنبياء قبلي ؟ هم حفظة القرآن
و الأحاديث عني و عنهم ، في الله و لله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 249 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 134 ) و الخطيب في " شرف
أصحاب النبي " ( 1 / 36 / 1 ) عن عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن علي
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته عبد الغفور هذا و هو أبو الصباح
الأنصاري الواسطي قال ابن معين : " ليس حديثه بشيء " . و قال ابن حبان ( 2 /
141 ) : " كان ممن يضع الحديث على الثقات ، كعب و غيره ، لا يحل كتابة حديثه و
لا ذكره إلا على جهة التعجب " .

(2/354)

856 - " طلب الحق غربة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 249 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5 / 161 / 1 - 2 ) في ترجمة حمزة
بن محمد بن عبد الله الجعفري الطوسي الصوفي : أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن
أحمد الهاشمي الصوفي : أخبرنا أحمد بن منصور بن يوسف الواعظ الصوفي قال : سمعت
أبا محمد بن جعفر بن محمد الصوفي يقول : سمعت الجنيد بن محمد الصوفي يقول
: سمعت السري بن المغلس السقطي الصوفي ، عن معروف الكرخي الصوفي ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
مظلم مسلسل بالصوفية ، و غالبهم غير معروفين ، و منهم حمزة هذا فإن ابن عساكر
لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و قد قال الذهبي في " الميزان " : " علان بن
زيد الصوفي ، لعله واضع هذا الحديث الذي في " منازل السائرين " فقال : سمعت
الخلدي : سمعت الجنيد : سمعت السري عن معروف ....... ( قلت : فذكره ) رواه عنه
عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ، و لا أعرف الآخر " . و أقره الحافظ في " اللسان "
و المناوي في " الفيض " . قلت : و أنت ترى أنه ليس في إسناد الحديث عند ابن
عساكر " علان بن زيد " ، فلعله سقط من قلم أحد النساخ . و الله أعلم .

(2/355)

857 - " من حبس طعاما أربعين يوما ، ثم أخرجه فطحنه و خبزه و تصدق به لم يقبله الله
منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 250 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( ق 130 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 8 / 382 ) و
ابن عساكر ( 7 / 55 - 56 ) من طريق عبد الله بن محمد بن ناجية قال : سمعت
دينارا أبا مكيس يقول : خدمت أنس ثلاث سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، قال : فذكره . قلت : و هذا موضوع آفته دينار هذا ، قال الذهبي :
" حدث في حدود الأربعين و مائتين بوقاحة عن أنس بن مالك ! تالف متهم ، قال ابن
حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة " . ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها . ثم
قال : " قال القناص : أحفظ عن دينار مائتين و خمسين حديثا " . قال الذهبي :
" قلت : إن كان من هذا الضرب ، فيقدر أن يروي عنه عشرين ألفا كلها كذب ! " . و
قال الحاكم : " روى عن أنس قريبا من مائة حديث موضوع " . قلت : و لذلك أورد ابن
الجوزي حديثه هذا في " الموضوعات " و قال ( 2 / 244 ) : " لا يصح دينار روى عنه
أشياء موضوعة " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 146 - 147 ) بأنه ورد من
حديث معاذ و علي . قلت : و هذا لا شيء ، فإن فيهما من هو متهم ، و لابد من
بيانهما . أما حديث معاذ فهو : " من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما و تصدق
به لم يقبل منه " .

(2/356)

858 - " من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما و تصدق به لم يقبل منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 250 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 5 / 346 / 2 ) عن خلاد بن محمد بن هانيء بن واقد
الأسدي : حدثني أبي : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الرحمن الطيالسي ( ! ) أخبرنا
خصيف عن سعيد بن جبير عن معاذ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره . قلت : كذا الأصل ( الطيالسي ) و قال ابن عساكر الصواب :
( البالسي ) . قلت : و هو متهم ، قال الذهبي : " اتهمه الإمام أحمد " . و قال
ابن حبان ( 2 / 132 ) : " كتبنا عن عمر بن سنان عن إسحاق بن خالد البالسي عنه
نسخة شيبها بمائة حديث مقلوبة ، منها ما لا أصل له ، و منها ما هو ملزق بإنسان
ليس يروي ذلك الحديث بتة ، لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال النسائي و غيره :
" ليس بثقة ، و ضرب أحمد على حديثه " . قلت : فالعجب من السيوطي كيف يتعقب ابن
الجوزي في الحديث السابق بمثل هذا الحديث الذي ضرب عليه الإمام أحمد ، و راويه
متهم . مع أنه يعلم أن مثله لا يفيد في الشواهد ، و إنما يفيد فيها الراوي
الصدوق الذي ضعف من قبله حفظه كما قرره هو في " التقريب شرح التدريب " . و محمد
بن هانيء لم أجد له ترجمة . و ابنه خلاد ترجمه ابن عساكر و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا . فهذا هو الشاهد الأول الذي استشهد به السيوطي في " اللآليء "
للحديث الذي قبله و قد عرفت وضعه ، و أما الشاهد الآخر فهو : " من احتكر طعاما
أربعين يوما على المسلمين ثم تصدق به لم يكن له كفارة " .

(2/357)

859 - " من احتكر طعاما أربعين يوما على المسلمين ثم تصدق به لم يكن له كفارة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 351 ) :

موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق محمد بن مروان السدي عن
يحيى بن سعيد التيمي عن أبيه عن علي رفعه . قلت : و محمد بن مروان كذاب كما
قال ابن نمير و غيره ، و أشار إلى ذلك البخاري بقوله : " سكتوا عنه " . و قال
ابن معين : " ليس بثقة " . و قال ابن حبان ( 2 / 281 ) : " كان محمد يروي
الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و هذا الحديث أورده السيوطي في " اللآليء " مع
الحديث الذي قبله شاهدا للحديث الذي قبلهما ، و قد علمت من الحديث الذي قبله أن
مثله لا ينفع في الشواهد ، لشدة ضعفه . على أن هذا الحديث لو ثبت لا يصلح شاهدا
، لأنه يقول : " لم يكن له كفارة " . و ذاك يقول : " لم يقبله الله منه " و فرق
واضح بين الأمرين ، فإنه لا يلزم من عدم صلاحية العمل ليكون كفارة لجرم أو ذنب
أن لا يقبل منه مطلقا ، بل قد يقبل و يثاب عليه صاحبه و مع ذلك لا يصلح أن يكون
كفارة لذلك الذنب . و هذا بين إن شاء الله تعالى . و لما سبق من حال السدي و
البالسي راوي الحديث الذي قبله تعقب ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 193
)السيوطي في استشهاده بالحديثين بقوله : " إنهما لا يصلحان شاهدين " .

(2/358)

860 - " إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقههم في الدين ، و وقر صغيرهم كبيرهم ، و رزقهم
الرفق في معيشتهم ، و القصد في نفقاتهم ، و بصرهم عيوبهم فيتوبوا منها ، و إذا
أراد الله بهم غير ذلك تركهم هملا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 251 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 6 / 111 / 2 ) من طريق الدارقطني بسنده عن موسى
بن محمد بن عطاء : أخبرنا المنكدر بن محمد عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا .
و قال الدارقطني : " غريب من حديث ابن المنكدر عن أنس ، تفرد به ابنه المنكدر
عنه ، و لم يروه عنه غير موسى بن محمد بن عطاء " . قلت : و هو الدمياطي
البلقاوي ، و كان يضع الحديث كما قال ابن حبان و غيره ، و ساق له الذهبي أحاديث
قال في أحدها : " هذا موضوع " . و في غيره : " و هذا باطل " . و في ثالث : " و
هذا كذب " ! قلت : فالعجب من السيوطي كيف سود " الجامع الصغير " بهذا الحديث !
و قد عزاه للدارقطني في " الأفراد " ! و أخرجه الخطيب في " الفقيه و المتفقه "
( 3 / 2 ) عن الفضل بن محمد العطار : أخبرنا سليم بن منصور بن عمار : أخبرنا
أبي : أخبرنا المنكدر بن محمد به ، دون قوله : " و بعدهم ...... " ، فهذه
متابعة لموسى بن محمد بن عطاء من منصور بن عمار ، و هذا مع كونه مضعفا فالسند
إليه هالك ، فإن الفضل هذا قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و قال ابن عدي : "
يسرق الحديث " . فالظاهر أنه مما سرقه من ابن عطاء .

(2/359)

861 - " ضع القلم على أذنك ، فإنه أذكر للمملي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 252 ) :
موضوع . رواه الترمذي ( 3 / 391 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 169 )
و ابن عدي ( 232 / 2 ) و ابن عساكر ( 16 / 19 / 1 ) عن عنبسة عن محمد بن زاذان
عن أم سعد عن زيد بن ثابت قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم و
بين يديه كاتب ، فسمعته يقول : فذكره و قال : " إسناده ضعيف و عنبسة و محمد
ضعيفان " . قلت : و الأول شر من الآخر ، و هو عنبسة بن عبد الرحمن الأموي ، قال
أبو حاتم : " كان يضع الحديث " . و قال ابن حبان : " هو صاحب أشياء موضوعة ، لا
يحل الاحتجاج به " . و أشار البخاري إلى اتهامه فقال : " تركوه " . و قال
النسائي : " متروك " . قلت : و لهذا أورد ابن الجوزي الحديث في " الموضوعات " (
1 / 259 ) من رواية الترمذي هذه ثم قال : " لا يصح ، عنبسة متروك ، و قال أبو
حاتم الرازي : كان يضع الحديث " . و تعقبه السيوطي بأنه ورد من حديث أنس . ثم
ساقه من طريقين فيهما متهمان كما سيأتي عقب هذا ، فلا يصلح الاستشهاد بهما كما
هو مقرر في محله من علم المصطلح . و من الغرائب قول المناوي : " و زعم ابن
الجوزي وضعه ، و رده ابن حجر بأنه ورد من طريق أخرى لابن عساكر ، و وروده
بسندين مختلفين يخرجه عن الوضع " . قلت : كيف هذا و في السند الأول من كان يضع
الحديث كما عرفت ، و في الآخر مثله كما يأتي . و لهذا لم يصب السيوطي في تعقبه
على ابن الجوزي ، كما لم يحسن صنعا في إيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير "
!

(2/360)

862 - " إذا كتبت فضع قلمك على أذنك ، فإنه أذكر لك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 253 ) :
موضوع . رواه الديلمي ( 1 / 1 / 146 ) و ابن عساكر ( 8 / 251 / 2 ) عن عمرو
بن الأزهر عن حميد عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع آفته عمرو هذا كذبه
ابن معين و غيره ، و قال أحمد : " كان يضع الحديث " . و كذا قال ابن حبان ( 2 /
78 ) . ثم وجدت للحديث طرقا أخرى عن أنس . 1 - قال أبو نعيم " في أخبار أصبهان
" ( 2 / 337 ) : حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن سمير بن نصر : حدثنا أبو
عبد الرحمن الراعي : حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف : حدثنا إبراهيم بن زكريا
: حدثني عثمان بن عمرو بن عثمان البصري عنه مرفوعا به . و رواه الديلمي كما في
" اللآليء " ( 1 / 216 ) من طريق أخرى عن إبراهيم بن محمد القرشي عن إبراهيم بن
زكريا الواسطي عن عمرو بن أبي زهير عن حميد عن أنس به . كذا وقع فيها " عمرو بن
أبي زهير عن حميد " فلا أدري هل هو تحريف من بعض النساخ أو هكذا هو في رواية
الديلمي ، و أيا ما كان فمدار هذا الطريق على إبراهيم بن زكريا الواسطي و قد
قال فيه ابن حبان ( 1 / 102 ) : " يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة " . و قال :
" يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، إن لم يكن المتعمد لها فهو المدلس
عن الكذابين " . و ضعفه غيره أيضا . و شيخه عمرو ، أو عثمان بن عمرو و لم أعرفه
. و مثله إبراهيم بن محمد القرشي . و رواه تمام ( 29 / 102 / 1 رقم 2427 ) عن
عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن محمد عن حميد عن أنس مرفوعا . و عثمان هذا
هو القرشي الوقاصي و هو كذاب كما سبق مرارا . 2 - رواه الباطرقاني في " مجلس من
الأمالي " ( 266 / 2 ) عن إسماعيل بن عمرو البلخي حدثنا عثمان البري عن ابن
غنام عن أنس به . قلت : و عثمان هذا هو ابن مقسم قال ابن معين : " هو من
المعروفين بالكذب و وضع الحديث " . و الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع
الصغير " فأورده فيه من رواية ابن عساكر هذه ! و بيض لها المناوي فلم يتكلم
عليه بشيء !

(2/361)

863 - " إن أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من الأموات ، فإن كان خيرا استبشروا
به ، و إن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 254 ) :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 3 / 64 - 165 ) من طريق سفيان عمن سمع أنس بن مالك
يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف لجهالة الواسطة بين سفيان ، و أنس
، و بقية الرجال ثقات . و الحديث عزاه الأستاذ سيد سابق في " فقه السنة " ( 4 /
60 ) لأحمد و الترمذي ، فأخطأ من وجهين : الأول : أنه سكت عليه ، و لم يبين
علته ، فأوهم صحته . الثاني : أنه عزاه للترمذي و هذا خطأ فليس في " سنن
الترمذي " و لا عزاه السيوطي في " الفتح الكبير " إلا لأحمد فقط ، و كذا فعل
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 328 - 329 ) ، و لو كان في الترمذي لما
أورده فيه كما هو شرطه . و له شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري و لكنه ضعيف جدا
، و هو الحديث الآتي : " إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباده
كما يتلقون البشير من الدنيا ، فيقولون : أنظروا صاحبكم يستريح ، فإنه قد كان
في كرب شديد ، ثم يسألونه ماذا فعل فلان ؟ و ما فعلت فلانة هل تزوجت ؟ فإذا
سألوه عن الرجل قد مات قبل فيقول : أيهات <1> قد مات ذلك قبلي ! فيقولون : إنا
لله و إنا إليه راجعون ، ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم و بئست المربية .
و قال : و إن أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من أهل الآخرة ، فإن كان خيرا
فرحوا و استبشروا ، و قالوا : اللهم هذا فضلك و رحمتك ، و أتمم نعمتك عليه و
أمته عليها ، و يعرض عليهم عمل المسيء فيقولون : اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى
به عنه و تقربه إليك " .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و في " المجمع " : " هيهات " و المعنى واحد . قال ابن الأثير
: و هي كلمة تبعيد مبنية على الفتح ، و ناس يكسرونها ، و قد تبدل الهاء همزة
فيقال : ( أيهات ) . اهـ .

(2/362)

864 - " إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباده كما يتلقون البشير من
الدنيا ، فيقولون : أنظروا صاحبكم يستريح ، فإنه قد كان في كرب شديد ، ثم
يسألونه ماذا فعل فلان ؟ و ما فعلت فلانة هل تزوجت ؟ فإذا سألوه عن الرجل قد
مات قبل فيقول : أيهات <1> قد مات ذلك قبلي ! فيقولون : إنا لله و إنا إليه
راجعون ، ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم و بئست المربية . و قال : و إن
أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من أهل الآخرة ، فإن كان خيرا فرحوا و
استبشروا ، و قالوا : اللهم هذا فضلك و رحمتك ، و أتمم نعمتك عليه و أمته عليها
، و يعرض عليهم عمل المسيء فيقولون : اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به عنه و
تقربه إليك " .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و في " المجمع " : " هيهات " و المعنى واحد . قال ابن الأثير
: و هي كلمة تبعيد مبنية على الفتح ، و ناس يكسرونها ، و قد تبدل الهاء همزة
فيقال : ( أيهات ) . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 254 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 194 / 2 ) و في " الأوسط " (
1 / 72 / 1 - 2 من الجمع بينه و بين الصغير ) و عنه عبد الغني المقدسي في "
السنن " ( 198 / 1 ) عن مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبد الرحمن بن
سلامة عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا ، و قال الطبراني
: " لم يروه عن مكحول إلا زيد و هشام تفرد به مسلمة " . قلت : و هو متهم قال
الحاكم : " روى عن الأوزاعي و الزبيدي المناكير و الموضوع " . و الحديث قال
الهيثمي ( 2 / 327 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه
مسلمة بن علي ، و هو ضعيف " . قلت : و رواه سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد
بن معدان عن أبي رهم به . ذكره ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 336 ) في ترجمة
سلام الطويل ، و قال : " روى عن الثقات الموضوعات " . و النصف الأول من الحديث
له طريق أخرى عن عبد الرحمن بن سلامة ، بلفظ " إن نفس المؤمن إذا مات ..... " و
سندها ضعيف أيضا ، فيها محمد بن إسماعيل بن عياش ، قال أبو داود : " ليس بذاك "
. و قال أبو حاتم : " لم يسمع من أبيه شيئا " .

(2/363)

865 - " يجلسني على العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 255 ) :
باطل . ذكره الذهبي في " العلو " ( 55 طبع الأنصار ) من طريقين عن أحمد بن
يونس عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ عليه حتى بلغت *( عسى أن يبعثك ربك
مقاما محمودا )* قال : فذكره . و قال الذهبي : " هذا حديث منكر لا يفرح به ، و
سلمة هذا متروك الحديث ، و أشعث لم يلحق ابن مسعود " . قلت : قد وجدت له طريقا
أخرى موصولا عن ابن مسعود مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا كما سيأتي بيانه برقم (
5160 ) إن شاء الله تعالى . ثم ذكره الذهبي نحوه عن عبد الله بن سلام موقوفا
عليه و قال : " هذا موقوف و لا يثبت إسناده ، و إنما هذا شيء قاله مجاهد كما
سيأتي " . ثم رواه ( ص 73 ) من طريق ليث عن مجاهد نحو حديث ابن مسعود موقوفا
على مجاهد . و كذلك رواه الخلال في " أصحاب ابن منده " ( 157 / 2 ) ، ثم قال
الذهبي : " لهذا القول طرق خمسة ، و أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ، و عمل فيه
المروزي مصنفا " ! ثم رواه ( ص 78 ) من طريق عمر بن مدرك الرازي : حدثنا مكي بن
إبراهيم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس موقوفا مثله . قال : " إسناده ساقط ، و
عمر هذا متروك ، و جويبر ( سقط الخبر من الأصل و لعله . مثله ) ، و هذا مشهور
من قول مجاهد ، و يروى مرفوعا ، و هو باطل " . قلت : و مما يدل على ذلك أنه ثبت
في " الصحاح " أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا صلى الله
عليه وسلم . و من العجائب التي يقف العقل تجاهها حائرا أن يفتي بعض العلماء من
المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي ( ص 100 - 101 و 117 - 118 ) عن غير
واحد منهم ، بل غلا بعض المحدثين فقال : لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله
يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش و استفتاني ، لقلت له : صدقت و بررت !
قال الذهبي رحمه الله : " فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الغلو بهذا
المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر ، و اليوم فيردن الأحاديث الصريحة في العلو
، بل يحاول بعض الطغام أن يرد قوله تعالى : *( الرحمن على العرش استوى )* " .
قلت : و إن مثل هذا الغلو لمما يحمل نفاة الصفات على التشبث بالاستمرار في
نفيها ، و الطعن بأهل السنة المثبتين لها ، و رميهم بالتشبيه و التجسيم ، و دين
الحق بين الغالي فيه و الجافي عنه ، فرحم الله امرءا آمن بما صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كهذا الحديث ، فضلا عن مثل هذا الأثر ! و بهذه المناسبة
أقول : إن مما ينكر في هذا الباب ما رواه أبو محمد الدشتي في " إثبات الحد " (
144 / 1 - 2 ) من طريق أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش : أنشدنا أبو طالب
محمد بن علي الحربي : أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله
قال : حديث الشفاعة في أحمد ، إلى أحمد المصطفى نسنده . فأما حديث إقعاده على
العرش فلا نجحده . أمروا الحديث على وجهه و لا تدخلوا فيه ما يفسده . و لا
تنكروا أنه قاعد و لا تجحدوا أنه يقعده . فهذا إسناد لا يصح ، من أجل أبي العز
هذا ، فقد أورده ابن العماد في وفيات سنة ( 526 ) من " الشذرات " ( 4 / 78 ) و
قال : " قال عبد الوهاب الأنماطي : كان مخلطا " . و أما شيخه أبو طالب و هو
العشاري فقد أورده في وفيات سنة ( 451 ) و قال ( 3 / 289 ) : " كان صالحا خيرا
عالما زاهدا " . فاعلم أن إقعاده صلى الله عليه وسلم على العرش ليس فيه إلا هذا
الحديث الباطل ، و أما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح ، و لا تلازم
بينه و بين الاستواء عليه كما لا يخفى . و قد وقفت فيه على حديثين ، أنا
ذاكرهما لبيان حالهما : " إن كرسيه وسع السماوات و الأرض ، و إنه يقعد عليه
، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط
الرحل الجديد إذا ركب من ثقله " .
" يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده : إني
لم أجعل علمي و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم ، على ما كان فيكم ، و لا
أبالي " .

(2/364)

866 - " إن كرسيه وسع السماوات و الأرض ، و إنه يقعد عليه ، ما يفضل منه مقدار أربع
أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من
ثقله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 256 ) :
منكر . رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني في فتياله حول الصفات ( 100
/ 1 ) من طريق الطبراني عن عبيد الله بن أبي زياد القطواني : حدثنا يحيى بن أبي
بكير : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب
قال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة
، فعظم الرب عز وجل ، ثم قال : فذكره . و رواه الضياء المقدسي في " المختارة "
( 1 / 59 ) من طريق الطبراني به ، و من طرق أخرى عن ابن أبي بكير به . و كذلك
رواه أبو محمد الدشتي في " كتاب إثبات الحد " ( 134 - 135 ) من طريق الطبراني و
غيره عن ابن أبي بكير به و لكنه قال : " هذا حديث صحيح ، رواته على شرط البخاري
و مسلم " . كذا قال : و هو خطأ - بين مزدوج فليس الحديث بصحيح ، و لا رواته على
شرطهما ، فإن عبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان ، و توثيقه لا يعتد به
كما تقدم بيانه مرارا ، و لذلك قال الذهبي في ابن خليفة هذا : " لا يكاد يعرف
" ، فأنى للحديث الصحة ؟ ! بل هو حديث منكر عندي . و مثله حديث ابن إسحاق في "
المسند " و غيره ، و في آخره : " إن عرشه لعلى سماواته و أرضه هكذا مثل القبة ،
و إنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب " . و ابن إسحاق مدلس ، و لم يصرح بالسماع في
شيء من الطرق عنه ، و لذلك قال الذهبي في " العلو " ( ص 23 ) : " هذا حديث غريب
جدا فرد ، و ابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند ، و له مناكير و عجائب ، فالله
أعلم أقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أم لا ؟ و أما الله عز وجل فليس كمثله
شيء جل جلاله ، و تقدست أسماؤه ، و لا إله غيره . ( قال : ) . " الأطيط الواقع
بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل ، فذاك صفة للرحل و للعرش ، و معاذ
الله أن نعده صفة لله عز وجل . ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت " . هذا حال
الحديث و هو الأول من حديثي القعود على العرش ، و أما الآخر فهو : " يقول الله
عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده : إني لم أجعل علمي
و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم ، على ما كان فيكم ، و لا أبالي " .

(2/365)

867 - " يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده : إني
لم أجعل علمي و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم ، على ما كان فيكم ، و لا
أبالي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 257 ) :
موضوع بهذا التمام . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 137 / 2 ) :
حدثنا أحمد بن زهير التستري ، قال : حدثنا العلاء بن مسلمة ، قال : حدثنا
إبراهيم الطالقاني ، قال : حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن
ثعلبة بن الحكم مرفوعا . و رواه أبو الحسن الحربي في " جزء من حديثه " ( 35 /
2 ) : حدثنا الهيثم بن خلف : حدثنا العلاء بن مسلمة أبو مسلمة أبو سالم : حدثنا
إسماعيل بن المفضل ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك به . قلت : و هذا سند
موضوع فإن مداره على العلاء بن مسلمة بن أبي سالم ، قال في " الميزان " : " قال
الأزدي : لا تحل الرواية عنه ، كان لا يبالي ما روى . و قال ابن طاهر : كان يضع
الحديث ، و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات " . و كذا في " التهذيب "
، فلم يوثقه أحمد و لذا قال الحافظ في " التقريب " : " متروك ، و رماه ابن حبان
بالوضع " . و قد اختلف عليه في شيخه ، فأحمد بن زهير سماه إبراهيم الطالقاني ،
و الهيثم بن خلف سماه إسماعيل بن المفضل ، و أيهما كان فإني لم أعرفهما . و مع
ظهور سقوط إسناد هذا الحديث ، فقد تتابع كثير من العلماء على توثيق رجاله و
تقوية إسناده ، و هو مما يتعجب منه العاقل البصير في دينه ، فهذا المنذري يقول
في " الترغيب " ( 1 / 60 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ، و رواته ثقات " .
و مثله و إن كان دونه خطأ قول الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 26 ) : " رواه
الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون " . و ذلك لأن قوله " موثقون " و إن كان
فيه إشارة إلى أن في رجاله من وثق توثيقا غير معتبر مقبول ، فهو صريح بأن ثمة
من وثقه ، و قد عرفت آنفا أنه متفق على تضعيفه ! و أبعد من هذين القولين عن
الصواب قول الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 141 ) : " إسناده جيد " . و
نحوه قول السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 221 ) : " لا بأس به " ، ثم حكى قول
الهيثمي المتقدم . فهذا القول من ابن كثير و السيوطي نص في تقوية الحديث ، و
ليس كذلك قول المنذري و الهيثمي ، أما قول الهيثمي فقد عرفت وجهه ، و أما
المنذري فقوله : " رواته ثقات " غاية ما فيه الإخبار عن أن سند الحديث فيه شرط
واحد من شروط صحته ، و هو عدالة الرواة و ثقتهم ، و هذا وحده لا يستلزم الصحة ،
لأنه لابد من اجتماع شروط الصحة كلها المذكورة في تعريف الحديث الصحيح سنده عند
أهل الحديث . و الخلاصة أن الحديث موضوع بهذا السياق ، و فيه لفظة منكرة جدا و
هي قعود الله تبارك و تعالى على الكرسي ، و لا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح ،
و خاصة أحاديث النزول و هي كثيرة جدا بل و هي متواترة كما قطع بذلك الحافظ
الذهبي في " العلو " ( ص 53 ، 59 ) ، و ذكر أنه ألف في ذلك جزءا . و قد روي
الحديث بدون هذه اللفظة من طرق أخرى كلها ضعيفة ، و بعضها أشد ضعفا من بعض
، فلابد من ذكرها لئلا يغتر بها أحد لكثرتها فيقول : بعضها يقوي بعضا ! كيف و
قد أورد بعضها ابن الجوزي في " الموضوعات " ؟! . اهـ .

(2/366)

868 - " يبعث الله العباد يوم القيامة ، ثم يميز العلماء ، ثم يقول : يا معشر العلماء
إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم ، و لم أضع علمي فيكم لأعذبكم ، انطلقوا
فقد غفرت لكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 259 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 205 / 2 ) و أبو الحسين الكلابي في " نسخة أبي
العباس طاهر التميمي " ( 5 - 6 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 48 ) و
أبو المعالي عفيف الدين في " فضل العلم " ( 114 / 2 ) عن صدقة بن عبد الله عن
طلحة بن زيد عن موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري
مرفوعا . و من هذا الوجه رواه أبو بكر الآجري في " الأربعين " ( رقم 16 ) إلا
أنه وقع فيه " يونس بن عبيد " بدل " موسى بن عبيدة " ، و لعله تصحيف . و قال
ابن عدي : " و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، و إن كان الراوي عنه صدقة بن عبد
الله ضعيف ، فابن شابور ثقة و قد رواه عنه " . يعني أن طلحة بن زيد تفرد به ،
فلزمه الحديث كما قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 263 ) . قلت : و طلحة
هذا متهم بالوضع ، فهو آفة الحديث ، و إن كان شيخه موسى بن عبيدة ضعيفا جدا كما
قال ابن كثير في " التفسير " ( 3 / 141 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 127 )
، و اقتصرا على إعلاله به ، و هو قصور بين إذا علمت أن الراوي عنه متهم . و من
هذا القبيل قول الحافظ العراقي في " المغني " ( 1 / 7 ) : " سنده ضعيف " ! و
عزاه هو و الهيثمي و غيرهما للطبراني . و قد روي الحديث عن ثعلبة بن الحكم و
ابن عباس و أبي أمامة أو واثلة بن الأسقع ( هكذا على الشك ) و أبي هريرة و ابن
عمر و جابر بن عبد الله الأنصاري و الحسن البصري موقوفا عليه . أما حديث ثعلبة
فسنده ضعيف جدا بل موضوع ، و فيه زيادة منكرة ليست في جميع طرق الحديث ، و قد
تقدم الكلام عليه قبل هذا . 2 - و أما حديث ابن عباس فأخرجه العقيلي في
" الضعفاء " ( 332 ) عن عدي بن أرطاة ابن الأشعث عن أبيه عن مجالد عن الشعبي
عنه مرفوعا . و قال : " عدي حديثه غير محفوظ ، و الرواية في هذا فيها لين و ضعف
" . قلت : و هو غير عدي بن أرطاة الفزاري الشامي ، فإنه تابعي أكبر من هذا كما
صرح بذلك الحافظ . و أبوه أرطاة بن الأشعث لم أعرفه . و مجالد و هو ابن سعيد
ضعيف أيضا . 3 - و أما حديث أبي أمامة أو واثلة بن الأسقع ، فرواه ابن عدي في "
الكامل " ( 288 / 1 ) و ابن عساكر ( 12 / 219 / 1 ) عن عثمان بن عبد الرحمن
القرشي عن مكحول عن أبي أمامة أو واثلة بن الأسقع مرفوعا . و هذا سند ضعيف جدا
بل موضوع . عثمان هذا هو الوقاصي قال ابن معين : " يكذب " . و قال ابن حبان ( 2
/ 98 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . و ضعفه ابن المديني جدا . و
قال ابن عدي عقب الحديث : " منكر لم يتابعه الثقات " . أورده في ترجمة عثمان بن
عبد الرحمن الجمحي مشيرا إلى أن الحديث حديثه . و تعقبه الذهبي بأنه ليس من
حديثه و إنما هو من حديث القرشي الوقاصي . و الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " من رواية ابن عدي و ترجم للقرشي بما يدل على أنه ليس من حديثه و
إنما هو من حديث القرشي الوقاصي . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "
من رواية ابن عدي و ترجم للقرشي بما يدل على أنه عنده الطريفي ، و ليس الجمحي ،
و لا الوقاصي ! فراجعه مع كلام ابن حبان على الطريفي ( 2 / 96 - 97 ) . و تعقبه
السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 221 - 222 ) بالطرق الآتية و طريق ثعلبة ! و ليس
بشيء ، لشدة ضعفها كما سبق و يأتي . 4 - و أما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبسي في
" ترغيبه " بسنده عن نصر بن أحمد البورجاني : حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا
سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا له ثلاث علل :
الأولى : عنعنة ابن جريج فإنه مدلس . الثانية : ضعف ابن صالح و هو أبو الصلت
الهروي ، و الأكثرون على تضعيفه ، بل اتهمه ابن عدي و غيره بالكذب و الوضع .
الثالثة : نصر بن أحمد البورجاني لم أجد له ترجمة ، و وقع اسمه في حديث آخر
يأتي بعد هذا بحديث : " نصر بن محمد بن الحارث " و لم أجده أيضا . الرابعة :
الاختلاف في سنده ، فقد رواه البورجاني عن أبي الصلت كما رأيت ، و خالفه يعقوب
بن يوسف المطوعي : حدثنا أبو الصلت الهروي : حدثنا عباد بن العوام عن عبد
الغفار المدني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به . أخرجه ابن النجار كما في
" اللآلي " . و المطوعي هذا ثقة كما قال الدارقطني ، و ترجمته في " التاريخ " (
14 / 289 ) ، و حينئذ فروايته أصح من رواية البورجاني ، و فيها عبد الغفار
المدني قال العقيلي في " الضعفاء " ( ص 263 ) : " مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ
و لا يعرف إلا به " . ثم ساق له حديثا آخر يأتي بعد حديث . و قال الذهبي في
" الميزان " : " لا يعرف ، و كأنه أبو مريم ، فإن خبره موضوع " . و اسم أبي
مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري صرح غير واحد من الأئمة بأنه كان يضع
الحديث ، و لكنه معدود في أهل الكوفة كما في " ضعفاء ابن حبان " ( 2 / 136 ) ،
و صاحب هذا الحديث مدني . 5 - و أما حديث ابن عمر فرواه ابن صرصري في " أماليه
" بسنده عن محمد بن يونس بن موسى القرشي : حدثنا حفص بن عمر بن دينار الأبلي :
حدثني سعيد بن راشد السماك : حدثني عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر مرفوعا
. سكت عنه السيوطي مع وضوح بطلانه فإن سعيد السماك متروك ، و حفص كذاب ، و محمد
بن يونس القرشي و هو الكديمي وضاع !
6 - و أما حديث جابر فأخرجه الطبسي أيضا بسنده عن عبد القدوس : حدثنا إسماعيل
بن عياش عن أبي الزبير عن جابر . عبد القدوس هذا هو ابن حبيب الكلاعي و هو كذاب
يضع . و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها . و أبو
الزبير مدلس و قد عنعنه . 7 - و أما حديث الحسن فأخرجه السهمي في " تاريخ جرجان
" ( ص 160 ) عن حماد بن زيدك عن جويبر عن أبي معاوية سهل عن الحسن قال : فذكره
. قلت : و هذا مع وقفه ففيه سهل أبو معاوية هذا و لم أعرفه ، و لعله سهل بن
معاذ بن أنس الجهني ، و هو مختلف فيه . و جويبر و هو متروك . و حماد بن زيدك
أورده السهمي و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و رواه ابن عساكر ( 5 / 94 / 1
) عن عبد الله بن داود قال : سمعت أبا عمر الصنعاني و هو يقول : فذكره موقوفا
عليه . و هذا مع وقفه فإنه منقطع فإن أبا عمر الصنعاني و اسمه حفص بن ميسرة
الشامي توفي سنة ( 181 ) . و مما سبق يتبين أن طرق الحديث كلها ضعيفة جدا ، لا
يصلح شيء منها لتقوية الحديث ، فلم يبعد ابن الجوزي بإيراده إياه في "
الموضوعات " . و الله أعلم . اهـ .

(2/367)

869 - " إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام و أهله وليا يذب عنه و يتكلم بعلاماته ،
فاغتنموا تلك المجالس بالذب عن الضعفاء ، و توكلوا على الله و كفى بالله وكيلا
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 261 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 263 ) : حدثنا محمد بن أيوب قال :
حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا عباد بن العوام قال : حدثنا عبد الغفار
المدني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي : " عبد
الغفار مجهول بالنقل ، حديثه هذا غير محفوظ و لا يعرف إلا به " . و قال الذهبي
: " لا يعرف ، و كأنه أبو مريم فإن خبره موضوع " . يشير إلى هذا الحديث ، و أبو
مريم اسمه عبد الغفار بن القاسم الأنصاري صرح غير واحد من الأئمة بأنه كان يضع
الحديث و قال ابن حبان ( 2 / 136 ) : " كان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان
، و يشرب الخمر حتى يسكر ، و مع ذلك يقلب الأخبار ، لا يجوز الاحتجاج به ، تركه
أحمد و ابن معين " . و الحديث رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 322 ) و
الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 80 / 2 ) عن عبد السلام به . اهـ .

(2/368)

870 - " إن من العلم كهيئة المكنون لا يعرفه إلا العلماء بالله ، فإذا نطقوا به لم
ينكره إلا أهل الغرة بالله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 262 ) :
ضعيف جدا . رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 8 / 2 )
و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 2 / 7 / 2 ) عن نصر بن محمد بن الحارث :
حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي
هريرة مرفوعا . و من طريق السلمي رواه الديلمي في " مسند الفردوس " كما في "
ذيل ثبت الشيخ إبراهيم الكوراني " ( 12 / 1 ) و رواه الطبسي عن نصر بن محمد به
كما في " اللآلي " ( 1 / 221 ) . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و له ثلاثة علل
تقدم بيانها في الحديث الذي قبله بحديث ، رقم الشاهد ( 4 ) . و قد أشار لضعفه
المنذري في " الترغيب " ( 1 / 62 ) و صرح بتضعيفه الحافظ العراقي في " تخريج
الإحياء " ( 1 / 35 طبع لجنة نشر الثقافة الإسلامية ) . اهـ .

(2/369)

871 - " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله
صيامه فريضة ، و قيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى
فريضة فيما سواه ، و من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، و
هو شهر الصبر ، و الصبر ثوابه الجنة ، و شهر المواساة ، و شهر يزاد فيه في رزق
المؤمن ، و من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه ، و عتق رقبته من النار ، و كان
له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء . قالوا : يا رسول الله ، ليس كلنا
يجد ما يفطر الصائم ، قال : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن ،
أو تمرة ، أو شربة من ماء ، و من أشبع <1> صائما سقاه الله من الحوض شربة لا
يظمأ حتى يدخل الجنة ، و هو شهر أوله رحمة ، و وسطه مغفرة ، و آخره عتق من
النار ، فاستكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتان ترضون بهما ربكم ، و خصلتان لا
غنى بكم عنهما ، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا
الله ، و تستغفرونه ، و أما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما ، فتسألون الجنة
، و تعوذون من النار " .

-----------------------------------------------------------
[1] وقع في " الترغيب " ( 2 / 67 ) برواية أبي الشيخ : " و من سقى صائما " و
الصواب ما أثبتنا كما جزم بذلك الناجي ، انظر " التعليق الرغيب " . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 263 ) :

منكر . رواه المحاملي في " الأمالي " ( ج 5 رقم 50 ) و ابن خزيمة في "
صحيحه " ( 1887 ) و قال : " إن صح " ، و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 640 / 1 -
2 ) و السياق له عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي
قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان ، فإنه ضعيف كما قال أحمد و
غيره ، و بين السبب الإمام ابن خزيمة فقال : " لا أحتج به لسوء حفظه " . و لذلك
لما روى هذا الحديث في صحيحه قرنه بقوله : " إن صح الخبر " . و أقره المنذري في
" الترغيب " ( 2 / 67 ) و قال : إن البيهقي رواه من طريقه . قلت : و في إخراج
ابن خزيمة لمثل هذا الحديث في " صحيحه " إشارة قوية إلى أنه قد يورد فيه ما ليس
صحيحا عنده منبها عليه ، و قد جهل هذه الحقيقة بعض من ألف في " نصرة الخلفاء
الراشدين و الصحابة " ، و فيهم من وصفوه على ظهر الغلاف بقولهم : " و خرج
أحاديثها العالم الفاضل المحقق خادم الحديث الشريف ..... " فقالوا ( ص 34 القسم
الثاني ) : " رواه ابن خزيمة في صحيحه ، و صححه " ! و هذا يقال فيما إذا لم
يقفوا على كلمة ابن خزيمة عقب الحديث ، أما إذا كانوا قد وقفوا عليها ، فهو كذب
مكشوف على ابن خزيمة ! و ليس هذا بالغريب منهم فرسالتهم هذه كسابقتها محشوة
بالبهت و الافتراء الذي لا حدود له ، مما يعد الاشتغال بالرد عليهم إضاعة للوقت
مع أناس لا ينفع فيهم التذكير ! و حسبنا على ذلك مثال واحد قالوا ( ص د ) : "
فهو يعترف من جديد بصحة رواية صلاة التراويح بعشرين ركعة الثابتة من فعل عمر
رضي الله عنه و جمع الناس عليها بعد أن كان ينكرها ، فها هو يقول في صفحة ( 259
من رسالته الثانية من تسديد الإصابة " : " و حمل فعل عمر رضي الله عنه على
موافقة سنته صلى الله عليه وسلم أولى من حمله على مخالفتها " . فإذا رجع
القاريء إلى قولنا هذا وجده مقولا في ترجيح رواية الثمان على العشرين هذا
الترجيح الذي ألفت الرسالة كلها من أجله ، و مع ذلك يجهرون بقولهم أنني اعترفت
من جديد بصحة العشرين ! و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " إذا لم
تستح فاصنع ما شئت " . و لقد أصدروا رسالتهم هذه الثانية في هذا الشهر المبارك
الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور و العمل به
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه " ! رواه البخاري و غيره <1> ثم إن
الحديث قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 249 ) عن أبيه أنه : " حديث منكر
" . اهـ .
-----------------------------------------------------------
[1] و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2045 ) . اهـ .

(2/370)

872 - " لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح شيطان ، و لكن قولوا : قوس الله عز وجل ، فهو
أمان لأهل الأرض من الغرق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 264 ) :

موضوع . أخرجه أبو نعيم ( 2 / 309 ) و الخطيب ( 8 / 452 ) من طريق زكريا بن
حكيم الحبطي عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس مرفوعا . و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث أبي رجاء ، لم يرفعه فيما أعلم إلا زكريا بن حكيم " . قلت : و
في ترجمته ساقه الخطيب ثم عقبه بقول ابن معين فيه و كذا النسائي : " ليس بثقة "
. و قال ابن حبان ( 1 / 311 ) : " يروي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم ، حتى
يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها " . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" ( 1 / 144 ) من رواية الخطيب ثم قال : " لم يرفعه غير زكريا ، قال فيه يحيى و
النسائي : ليس بثقة ، قال أحمد : ليس بشيء ، قال ابن المديني : هالك " . و
تعقبه السيوطي في " اللآلي " فقال ( 1 / 87 ) : " قلت : أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ، قال النووي في " الأذكار " : يكره أن يقال : قوس قزح ، و استدل
بهذا الحديث ، و هذا يدل على أنه غير موضوع " . قلت : و هذا تعقب يغني حكايته
عن رده ! لأن الحديث في " الحلية " من هذه الطريق التي فيها ذلك الهالك المتفق
على تضعيفه ، فمثله لا يكون حديثه إلا ضعيفا جدا ، فكيف يستدل به على حكم شرعي
و هو الكراهة ؟! بل لا يجوز الاستدلال به عليه و لو فرض أنه ضعيف فقط ، أي ليس
موضوعا و لا ضعيفا جدا ، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بالحديث الضعيف اتفاقا .
و ما أرى النووي رحمه الله تعالى أتي إلا من قبل تلك القاعدة الخاطئة التي تقول
: " يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال " ! و هي قاعدة غير صحيحة كما أثبت
ذلك في مقدمة كتابنا " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " ، و لعله يطبع
قريبا إن شاء الله تعالى ، فإنه - أعني النووي - ظن أن الحديث ضعيف فقط ! و هو
أشد من ذلك كما رأيت . و الله المستعان . و من مساويء هذه القاعدة المزعومة
إثبات أحكام شرعية بأحاديث ضعيفة ، و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا و حسبك منها
الآن هذا الحديث ، بل إن بعضهم يثبت ذلك بأحاديث موضوعة اعتمادا منه على تضعيف
مطلق للحديث من بعض الأئمة ، بينما هو في الحقيقة موضوع ، و لا ينافي القول به
الاطلاق المذكور . و هذا باب واسع لا مجال لتفصيل الكلام فيه في هذا المكان .
هذا و يغلب على الظن أن أصل الحديث موقوف ، تعمد رفعه ذلك الهالك ، أو على
الأقل المتقدم عن ابن عباس موقوفا عليه ، و قد رواه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 3 / 85 - 86 ) من طريق أخرى عنه موقوفا عليه مختصرا بلفظ : " إن
القوس أمان لأهل الأرض من الغرق " . و رجاله كلهم ثقات ، و قال الحافظ ابن كثير
في " البداية " ( 1 / 38 ) : " إسناده صحيح " . و فيه عندي نظر لأن في سنده
عارما أبا النعمان و اسمه محمد بن الفضل و كان تغير بل اختلط في آخر عمره . و
يؤيده أيضا أن ابن وهب رواه في " الجامع " ( ص 8 ) و الضياء المقدسي في "
الأحاديث المختارة " ( 1 / 176 - 177 ) من حديث علي موقوفا عليه أيضا . ثم رواه
ابن وهب عن القاسم بن عبد الرحمن من قوله . و إذا ثبت أن الحديث موقوف
، فالظاهر حينئذ أنه من الإسرائيليات التي تلقاها بعض الصحابة عن أهل الكتاب ،
و موقف المؤمن تجاهها معروف ، و هو عدم التصديق و لا التكذيب ، إلا إذا خالفت
شرعا أو عقلا . و الله أعلم . اهـ .

(2/371)

873 - " إن من الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ من صلاته ، و أن يصلي لا يبالي
من إمامه ؟ و أن يأكل مع رجل ليس من أهل دينه ، و لا من أهل الكتاب في إناء
واحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 265 ) :
ضعيف جدا . رواه تمام ( ج 29 ) و ابن عساكر ( 2 / 236 / 2 ) عن أبي عبد
الله نجيح بن إبراهيم النخعي : أخبرنا معمر بن بكار : حدثني عثمان بن عبد
الرحمن عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا
، بل موضوع ، عثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي متهم ، قال البخاري : " سكتوا عنه
" . و قال ابن حبان ( 2 / 99 ) : " كان يروي عن الثقات الموضوعات لا يجوز
الاحتجاج به " . ثم ساق له الطرف الأول من الحديث نحوه . و معمر بن بكار ، قال
العقيلي : " في حديثه وهم ، و لا يتابع على أكثره " . و أما ابن حبان فذكره في
" الثقات " ! و نجيح بن إبراهيم النخعي قال مسلمة بن قاسم : " ضعيف " . و أما
ابن حبان فذكره في " الثقات " أيضا ! و الشطر الأول من الحديث أخرجه ابن ماجه (
رقم 964 ) عن هارون بن عبد الله بن الهدير التيمي عن الأعرج عن أبي هريرة
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ابن الهدير هذا و اسمه هارون بن هارون بن
عبد الله . قال البخاري : " لا يتابع في حديثه " . و قال النسائي : " ضعيف " .
و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به " . و قال
البوصيري في " الزوائد " : " اتفقوا على ضعف هارون " . و نقل المناوي عن مغلطاي
أنه قال : " حديث ضعيف ، لضعف هارون " .

(2/372)

874 - " أصلحوا دنياكم ، و اعملوا لآخرتكم ، كأنكم تموتون غدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 266 ) :
ضعيف جدا . رواه القضاعي ( 60 / 2 ) عن مقدام بن داود قال : أخبرنا علي بن
معبد قال : أخبرنا عيسى بن واقد الحنفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، سليمان بن أرقم و مقدام بن داود
ضعيفان جدا . و عيسى بن واقد لم أعرفه . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع
الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تبعه نجم الدين الغزي في
" حسن التنبه فيما ورد في التشبه " ( 8 / 70 ) و قال المناوي : " و فيه زاهر بن
طاهر الشحامي ، قال في " الميزان " كان يخل بالصلوات فترك الرواية عنه جمع . و
راويه عن أنس مجهول " . ثم رأيته في " مختصر الديلمي " للحافظ ابن حجر ( 1 / 1
/ 27 ) من طريق زاهر بن أحمد : حدثنا البغوي : حدثنا زهير بن حرب عن رجل عن
قتادة عن أنس . فالراوي عن قتادة هو المجهول ، و ليس راويه عن أنس ! قلت : و
هذا الحديث نحو الحديث المتقدم بلفظ " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... " . (
رقم 7 ) . و إنما قلت : " نحو " لأن هذا أقل إغراقا في الحض على العمل للدنيا
من ذاك ، بل هذا لا تأباه الشريعة ، و أما ذاك فلا أعتقد أن في الشرع هذه
المبالغة في الحض على السعي للدنيا ، بل الأحاديث متضافرة على الترغيب في
التفرغ للعبادة ، و عدم الانهماك في الدنيا ، كقوله صلى الله عليه وسلم " ما قل
و كفى خير مما كثر و ألهى " . فراجع لهذا الموضوع " الترغيب و الترهيب " ( 4 /
81 - 83 ) للمنذري .

(2/373)

875 - " لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال : الحمد لله ، لكانت
الحمد لله أفضل من ذلك كله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 267 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 15 / 276 / 2 ) عن أبي المفضل محمد بن عبد الله
بن محمد بن همام بن المطلب الشيباني : حدثني محمد بن عبد الحي بن سويد الحربي
الحافظ : أخبرنا زريق : أخبرنا عمران بن موسى الجنديسابوري - نزل بردعة - :
أخبرنا سورة بن زهير العامري - من أهل البصرة - حدثني هشيم عن الزبير بن عدي عن
أنس بن مالك مرفوعا . و هذا موضوع ، آفته أبو المفضل هذا ، قال الخطيب ( 5
/ 466 - 467 ) : " كان يروي غرائب الحديث و سؤالات الشيوخ فكتب الناس عنه ،
بانتخاب الدارقطني ، ثم بان كذبه فمزقوا حديثه ، و أبطلوا روايته ، و كان بعد
يضع الأحاديث للرافضة . قال حمزة محمد بن طاهر الدقاق : كان يضع الحديث ، و كان
له سمت و وقار ! و قال لي الأزهري : كان أبو المفضل دجالا كذابا " ، و رواه ابن
عساكر عنه في ترجمة أبي المفضل هذا . و من بينه و بين هشيم لم أعرفهم غير زريق
، و الظاهر أنه ابن محمد الكوفي . روى عن حماد بن زيد . قال الذهبي : " ضعفه
الأمير ابن ماكولا " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن
عساكر هذه ، و هذا مما يؤكد إخلاله بشرطه الذي نص عليه في أول الكتاب ، و هو
أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع ، فإن هذا الحديث إنما ساقه ابن عساكر في
ترجمة أبي المفضل هذا و قد سمعت ما قالوا فيه ، فهذا يؤيد تساهل السيوطي عفا
الله عنه ، فإنه لم تخف عليه هذه الترجمة ، و مع ذلك أخرج لصاحبها هذا الحديث !
و أما المناوي فبيض له ! فكأنه لم يقف على إسناده ! و قد روى الحديث بإسناد آخر
نحوه و هو : " لو أن الدنيا كلها بيضة واحدة فأكلها المسلم أو قال : حساها ، ثم
قال : الحمد لله ، كان الحمد لله أفضل من ذلك " .

(2/374)

876 - " لو أن الدنيا كلها بيضة واحدة فأكلها المسلم أو قال : حساها ، ثم قال : الحمد
لله ، كان الحمد لله أفضل من ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 267 ) :

ضعيف . رواه أبو محمد السراج القاريء في " منتخب الفوائد " ( 4 / 117 / 1 -
2 ) عن محمد بن أحمد القرشي أبي عبد الله قال : حدثنا علي بن غراب الكوفي قال
: حدثنا جعفر بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن جابر - كذا قال -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال : " هذا الحديث غريب جدا من
حديث جعفر بن محمد عن أبيه ، و من رواية حفص بن غياث ، لا أعلم روي إلا من هذا
الوجه " . قلت : و هذا سند ضعيف و رجاله ثقات غير محمد بن أحمد القرشي ضعفه
الدارقطني ، و هو محمد بن أحمد بن أنس القرشي النيسابوري و قال الحافظ في
" اللسان " : " قرأت بخط الحسيني أن الذهبي اتهمه بالوضع " .

(2/375)

877 - " أولاد الزنا يحشرون يوم القيامة على صورة القردة و الخنازير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 268 ) :
منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 139 ) عن زيد بن عياض عن عيسى بن
حطان الرقاشي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . و قال : " لا يحفظ من وجه يثبت
" . ثم روى عن سلام بن أبي مطيع قال : حدث رجل أيوب يوما حديثا ، فأنكره أيوب
، فقال أيوب : من حدثك بهذا ؟ قال : محمد بن واسع . قال : بخ ، ثقة . قال : عن
من ؟ قال : عن زيد بن عياض : قال لا تزده " . و للحديث علة أخرى و هي الرقاشي
هذا ، فهو و إن ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 162 ) فقد قال ابن عبد البر
: " ليس ممن يحتج بحديثه " . و الحديث عندي ظاهر النكارة مخالف لأصل إسلامي
عظيم و هو قوله تبارك و تعالى : *( لا تزر وازرة وزر أخرى )* . فما ذنب أولاد
الزنا حتى يحشروا على صورة القردة و الخنازير ؟! و رحم الله من قال :
غيري جنى و أنا المعذب فيكم فكأنني سبابة المتندم ! و الحديث أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " من طريق العقيلي هذه ، و قال ( 3 / 109 ) : " موضوع لا أصل له
" . و وافقه السيوطي في " اللآلي " ( 1971 ) . و أما ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 310 / 1 ) فقد تعقبهما بقوله : " لم أر من اتهمهما بكذب و وضع ، و
قال الذهبي في زيد بن عياض : قلت : كأن أيوب رحمه الله يغمز من زيد بن عياض ،
فيقول للرجل حينما ذكره : " لا تزده " . أي لا تزد في ذكر من فوقه من الإسناد
لأنه سقط ما دام أنه من طريق ابن عياض ذكره ابن أبي حاتم مختصرا و لم يضعفه ، و
الله أعلم " . قلت : و كأنه ذهل عن الأصل القرآني العظيم الذي ذكرناه ، و الله
أعلم .

(2/376)

878 - " لتفتحن القسطنطينية ، و لنعم الأمير أميرها ، و لنعم الجيش ذلك الجيش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 268 ) :
ضعيف . رواه أحمد و ابنه في زوائده ( 4 / 235 ) و ابن أبي خيثمة في "
التاريخ " ( 2 / 10 / 101 - مخطوطة الرباط ) و البخاري في " التاريخ الصغير " (
ص 139 ) و الطبراني في " الكبير " ( ج 1 / 119 / 2 ) و ابن قانع في " المعجم "
( ق 15 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 422 ) و الخطيب في " التلخيص " ( ق 91 / 1 ) و ابن
عساكر ( 16 / 223 / 2 ) عن زيد بن الحباب قال : حدثني الوليد بن المغيرة :
حدثني عبد الله بن بشر الغنوي : حدثني أبي قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه و على آله و سلم يقول : ( فذكره ) ، قال عبد الله : فدعاني مسلمة ابن عبد
الملك فسألني عن هذا الحديث ؟ فحدثته ، فغزا القسطنطينية . و قال الحاكم : "
صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، و قال الخطيب : " تفرد به زيد بن الحباب " .
قلت : و هو ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه ضعف ، و ليس هذا منه ، و في "
التقريب " : " صدوق يخطيء في حديث الثوري " و عبد الله بن بشر الغنوي لم أجد من
ترجمه ، و إنما ترجموا لسميه " عبد الله بن بشر الخثعمي " ، و هذا أورده ابن
حبان في " ثقات أتباع التابعين " و قال ( 2 / 150 ) : " من أهل الكوفة ، يروي
عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير روى عنه شعبة و الثوري " . و أخرج له الترمذي و
النسائي . فهو متأخر عن الغنوي هذا فليس به ، و من الغريب أن الإمام أحمد أورد
الحديث في مسند " بشر بن سحيم " مشيرا بذلك إلى أنه بشر الغنوي في هذا الحديث ،
و لم أجد من وافقه على ذلك و الله أعلم . و كذلك وقع في روايته " عبد الله بن
بشر الخثعمي " بينما وقع عند الآخرين " الغنوي " . ثم رجعت إلى " تعجيل المنفعة
" للحافظ ابن حجر فرأيته ترجم لعبد الله بن بشر الغنوي هذا ترجمة طويلة و ذكر
الاختلاف في نسبه و في اسمه أيضا ، و حكى أقوال المحدثين في ذلك ثم جنح إلى أنه
غير الخثعمي الثقة الذي أخرج له الترمذي و النسائي ، و أنه وثقه ابن حبان وحده
، و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث لم يصح عندي لعدم الاطمئنان إلى توثيق
ابن حبان للغنوي هذا ، و هو غير الخثعمي كما مال إليه العسقلاني ، و الله أعلم
.

(2/377)

879 - " ليس على النساء أذان و لا إقامة و لا جمعة و لا اغتسال جمعة و لا تقدمهن
امرأة و لكن تقوم في وسطهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 269 ) :
موضوع . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 65 / 1 ) و ابن عساكر ( 16 / 159 / 2
) عن الحكم عن القاسم عن أسماء ( يعني بنت يزيد ) ، مرفوعا . و قال ابن عدي
بعد أن ساق أحاديث أخرى للحكم هذا و هو ابن عبد الله بن سعد الأيلي : " أحاديثه
كلها موضوعة ، و ما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد ، و ما أمليت
للحكم عن القاسم بن محمد و الزهري و غيرهم كلها مما لا يتابعه الثقات عليه ، و
ضعفه بين على حديثه " . و قال أحمد : " أحاديثه كلها موضوعة " . و قال السعدي و
أبو حاتم : " كذاب " . و قال النسائي و الدارقطني و جماعة : " متروك الحديث " .
كما في " الميزان " ثم ساق له أحاديث هذا منها . و الحديث رواه البيهقي في
" السنن الكبرى " ( 1 / 408 ) من طريق ابن عدي ، ثم قال عقبه : " هكذا رواه
الحكم بن عبد الله الأيلي ، و هو ضعيف ، و رويناه في الأذان و الإقامة عن أنس
بن مالك موقوفا و مرفوعا ، و رفعه ضعيف ، و هو قول الحسن و ابن المسيب و ابن
سيرين و النخعي " . ( تنبيه ) : أخطأ في هذا الحديث عالمان جليلان : أحدهما أبو
الفرج ابن الجوزي فإنه قال في " التحقيق " ( 79 / 1 ) : " و قد حكى أصحابنا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس على النساء أذان و لا إقامة " . و
هذا لا نعرفه مرفوعا ، إنما رواه سعيد بن منصور عن الحسن و إبراهيم و الشعبي و
سليمان بن يسار ، و حكى عن عطاء أنه قال : يقمن " . قلت : فلم يعرفه ابن الجوزي
مرفوعا ، و قد روي كذلك كما سبق . و الآخر الشيخ سليمان بن عبد الله حفيد
الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى فقال الشيخ سليمان في حاشيته على "
المقنع " ( 1 / 96 ) : " رواه البخاري عن أسماء بنت يزيد " ! و هذا خطأ فاحش لا
أدري منشأه ، و هو الذي حملني على تحقيق القول في هذا الحديث و نشره على الناس
، و خاصة إخواننا النجديين ، خشية أن يغتروا بهذا القول ثقة منهم بالشيخ رحمه
الله تعالى ، و العصمة لله وحده . ثم تبين أن البخاري محرف من " النجاد " فقد
عزاه إليه بعض الحنابلة كما حدثني أحد أساتذة الجامعة الإسلامية في المدينة في
( 17 / 9 / 1381 ) . و " النجاد " هذا أحد محدثي فقهاء الحنابلة و حفاظهم ، و
اسمه أحمد بن سلمان بن الحسن أبو بكر الفقيه ، ولد سنة 253 ، و توفي سنة 348 .
ثم إن الحديث أخرج الشطر الأول منه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5022 ) و
البيهقي من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه قال : فذكره موقوفا .
و هذا سند ضعيف مع وقفه ، فإن عبد الله بن عمر هذا هو العمري المكبر و هو ضعيف
. و أما قول الشوكاني في " النيل " ( 2 / 27 ) : " إسناد صحيح " فليس بصحيح . و
لعله توهم أن العمري هذا هو المصغر ، فإن ثقة و ليس به ، فإن اسمه عبيد الله ،
على أنه أوهم أن الحديث مرفوع عن ابن عمر ، و ليس كذلك كما عرفت . و قد روي عن
ابن عمر خلافه ، فقال أبو داود في " مسائله " ( 29 ) : " سمعت أحمد سئل عن
المرأة تؤذن و تقيم ؟ قال : سئل ابن عمر عن المرأة تؤذن و تقيم ؟ قال : أنا
أنهى عن ذكر الله عز وجل ؟! أنا أنهى عن ذكر الله عز وجل ؟! استفهام " . و هذا
أولى من الذي قبله و إن كنت لم أقف على إسناده ، و غالب الظن أنه لو لم يكن
ثابتا عند أحمد لما احتج به . ثم صدق ظني ، فقد وجدت الأثر المذكور أخرجه ابن
أبي شيبة في " مصنفه " ( 1 / 223 ) بسند جيد عن ابن عمر ، و يؤيده ، ما عند
البيهقي عن ليث عن عطاء عن عائشة أنها كانت تؤذن و تقيم ، و تؤم النساء و تقوم
وسطهن . و رواه عبد الرزاق و ابن أبي شيبة مختصرا . و ليث هو ابن أبي سليم ، و
هو ضعيف . ثم روى البيهقي عن عمرو بن أبي سلمة قال : سألت ابن ثوبان : هل على
النساء إقامة ؟ فحدثني أن أباه حدثه قال : سألت مكحولا ؟ فقال : إذا أذن فأقمن
فذلك أفضل ، و إن لم يزدن على الإقامة أجزأت عنهن ، قال ابن ثوبان : و إن لم
يقمن فإن الزهري حدث عن عروة عن عائشة قالت : " كنا نصلي بغير إقامة " . قلت :
و ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي و ليس هو محمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان كما ذكر المعلق على " سنن البيهقي " ، و هو العامري المدني
، فإن هذا العامري متقدم على العنسي هذا من التابعين ، و العنسي من أتباع
التابعين ، و هو حسن الحديث ، و بقية الرجال ثقات ، فالسند حسن ، و قد جمع
البيهقي بين هذا و بين رواية ليث المقدمة بقوله : " و هذا إن صح مع الأول ، فلا
يتنافيان ، لجواز أنها فعلت ذلك مرة ، و تركته أخرى لبيان الجواز ، و الله أعلم
. و يذكر عن جابر بن عبد الله أنه قيل له : أتقيم المرأة ؟ قال : نعم " . و
الحق في هذه المسألة ما قاله أبو الطيب صديق خان في " الروضة الندية " ( 1 / 79
) : " ثم الظاهر أن النساء كالرجال لأنهن شقائقهن ، و الأمر لهم أمر لهن ، و لم
يرد ما ينتهض للحجة في عدم الوجوب عليهن ، فإن الوارد في ذلك في أسانيده
متروكون لا يحل الاحتجاج بهم ، فإن ورد دليل يصلح لإخراجهن فذاك ، و إلا فهن
كالرجال " .

(2/378)

880 - " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى ابن مريم ، و شاهد يوسف ، و صاحب جريج ،
و ابن ماشطة بنت فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 271 ) :
باطل بهذا اللفظ . رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 295 ) : حدثنا أبو
الطيب محمد بن محمد الشعيري : حدثنا السري بن خزيمة : حدثنا مسلم بن إبراهيم :
حدثنا جرير بن حازم : حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا - و قال :
" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي و هو عجب ، فإن السري بن
خزيمة لم أجد له ترجمة ، و كذلك محمد بن محمد الشعيري لم أجده إلا أن يكون ،
هو الذي أورده السمعاني في " الأنساب " : محمد بن جعفر الشعيري ، قال ( 335 / 2
) : " حدث عن عثمان بن صالح الخياط ، روى عنه علي بن هارون الحربي " . و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل عندي ، و ذلك
لأمرين : الأول : أنه حصر المتكلمين في المهد في ثلاثة ، ثم عند التفصيل ذكرهم
أربعة ! و الثاني : أن الحديث رواه البخاري في " صحيحه - أحاديث الأنبياء " من
الطريق التي عند الحاكم فقال : حدثنا مسلم بن إبراهيم بسنده عند الحاكم تماما
إلا أنه خالفه في اللفظ فقال : " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى ، و كان
في بني إسرائيل رجل يقال له جريج ( قلت فذكر قصته و فيها : ثم أتى الغلام فقال
: من أبوك يا غلام ؟ فقال : الراعي ، ثم قال : ) و كانت امرأة ترضع ابنا لها من
بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة ، فقالت : " اللهم اجعل ابني مثله ، فترك
ثديها فأقبل على الراكب ، فقال : اللهم لا تجعلني مثله " . الحديث . و أخرجه
مسلم أيضا ( 8 / 4 - 5 ) من طريق يزيد بن هارون : أخبرنا جرير بن حازم به و
رواه أحمد ( 2 / 307 - 308 ) من طريقين آخرين عن جرير به . و الظاهر أن أصل
حديث الترجمة موقوف ، فقد أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 12 / 115 ) : حدثنا
ابن وكيع : قال : حدثنا العلاء بن عبد الجبار عن حماد بن سلمة عن عطاء بن
السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " تكلم أربعة في المهد و هم صغار
..... " . قلت : فذكرهم كما في رواية الحاكم الباطلة ! و رجال هذا الموقوف
موثقون و لكن فيه علتان : الأولى : عطاء بن السائب ، فإنه كان قد اختلط ، و
حماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط و بعده ، خلافا لمن يظن خلافه من المعاصرين
! الثانية : ابن وكيع هذا و هو سفيان ، قال الحافظ : " كان صدوقا إلا أنه ابتلي
بوراقه ، فأدخل عليه ما ليس من حديثه ، فنصح فلم يقبل ، فسقط حديثه " . قلت
: لكنه لم يتفرد به ، فقال ابن جرير : " حدثنا الحسن بن محمد قال : أخبرنا عفان
قال : حدثنا حماد قال : أخبرني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تكلم أربعة و هم صغار ، فذكر فيهم شاهد يوسف
" . قلت : و أخرجه الحاكم ( 2 / 496 - 497 ) من طريق أخرى عن عفان به و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي مع أنه قال في عطاء في " الضعفاء " ( 187 /
2 ) : " مختلف فيه ، من سمع منه قديما فهو صحيح " . و قد علمت مما سبق أن حماد
بن سلمة سمع منه في اختلاطه أيضا ، و لا يمكن تمييز ما سمعه في هذا الحال عن ما
سمعه قبلها ، فلذا يتوقف عن تصحيح روايته عنه . ثم إن السيوطي قد أورد حديث أبي
هريرة من طريق الحاكم في " الجامع الصغير " بلفظ : " لم يتكلم في المهد إلا
عيسى ابن مريم ... " فحذف منه كما ترى لفظة " ثلاثة " لمعارضتها للتفصيل
المذكور في الحديث عقبها كما سبق بيانه ، و هذا تصرف من السيوطي غير جيد عندي ،
بل الواجب إبقاء الرواية كما هي ، مع التنبيه على ما فيها من التناقض ، فلربما
دل هذا التناقض على ضعف أحد رواة الحديث كما فعلنا نحن حيث بينا أن الحديث في
" البخاري " من الطريق التي أخرجها الحاكم بغير هذا اللفظ . هذا ، و لم أجد في
حديث صحيح ما ينافي هذا الحصر الوارد في حديث الصحيحين إلا ما قصة غلام الأخدود
ففيها أنه قال لأمه : " يا أمه اصبري فإنك على الحق " رواه أحمد ( 6 / 17 - 18
) من حديث صهيب مرفوعا بسند صحيح على شرط مسلم . و فيه عنده زيادة أن أمه كانت
ترضعه ، و القصة عند مسلم أيضا ( 8 / 231 ) دون هذه الزيادة ، و قد عزاها
الحافظ في " الفتح " ( 6 / 371 ) لمسلم ، و هو وهم إن لم تكن ثابتة في بعض نسخ
مسلم . و قد جمع بين هذا الحديث و حديث الصحيحين بأن حمل هذا على أنه لم يكن في
المهد . و الله أعلم . و من تخاليط عطاء بن السائب أنه جعل قول هذا الغلام : "
اصبري ..... " من كلام ابن ماشطة بنت فرعون ! و سيأتي في لفظ : " لما أسري بي
........ " . ثم إن ظاهر القرآن في قصة الشاهد أنه كان رجلا لا صبيا في المهد ،
إذ لو كان طفلا لكان مجرد قوله إنها كاذبة كافيا و برهانا قاطعا ، لأنه من
المعجزات ، و لما احتيج أن يقول : " من أهلها " ، و لا أن يأتي بدليل حي على
براءة يوسف عليه السلام و هو قوله : *( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من
الكاذبين ، و إن كان قميصه قد من الدبر )* الآية ، و قد روى ابن جرير بإسناد
رجاله ثقات عن ابن عباس أن الشاهد كان رجلا ذا لحية ، و هذا هو الأرجح ، و الله
أعلم .
( فائدة ) ما يذكر في بعض كتب التفسير و غيرها أنه تكلم في المهد أيضا ،
إبراهيم و يحيى و محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين . فليس له أصل مسند إلى النبي
صلى الله عليه وسلم . فاعلم ذلك .

(2/379)

881 - " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 273 ) :

منكر . أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 286 - منحة المعبود ) و
كذا أحمد ( 5 / 230 ، 242 ) و أبو داود في " السنن " ( 2 / 116 ) و الترمذي ( 2
/ 275 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 347 و 584 - طبع بيروت ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 76 - 77 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 93 / 1 و 112 -
113 مخطوطة الظاهرية ، 154 - 155 و 188 - 189 - مطبوعة الرياض ) و البيهقي في
" سننه " ( 10 / 114 ) و ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 55 - 56 )
و ابن حزم في " الإحكام " ( 6 / 26 ، 35 ، 7 / 111 - 112 ) من طرق عن شعبة عن
أبي العون عن الحارث بن عمرو - أخي المغيرة بن شعبة - عن أصحاب معاذ بن جبل عن
معاذ بن جبل : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن قال له :
كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ قال : أقضي بما في كتاب الله . قال : فإن لم يكن في
كتاب الله ؟ قال : بسنة رسول الله ، قال : فإن لم يكن في سنة رسول الله ؟ قال :
أجتهد رأيي لا آلو ، قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ، و قال :
فذكره . و قال العقيلي : " قال البخاري : لا يصح ، و لا يعرف إلا مرسلا " . قلت
: و نصه في " التاريخ " ( 2 / 1 / 275 ) : " لا يصح ، و لا يعرف إلا بهذا ،
مرسل " . قلت : يعني أن الصواب أنه عن أصحاب معاذ بن جبل ليس فيه " عن معاذ " .
و قال الذهبي : " قلت : تفرد به أبو عون محمد بن بن عبيد الله الثقفي عن الحارث
بن عمرو الثقفي أخو المغيرة بن شعبة ، و ما روى عن الحارث غير أبي عون فهو
مجهول ، و قال الترمذي : ليس إسناده عندي بمتصل " . قلت : و لذلك جزم الحافظ في
" التقريب " بأن الحارث هذا مجهول . ثم رواه أحمد ( 5 / 236 ) و أبو داود و ابن
عساكر ( 16 / 310 / 2 ) من طريقين آخرين عن شعبة ، إلا أنهما قالا : " عن رجال
من أصحاب معاذ أن رسول الله لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن " . الحديث . لم
يذكر : " عن معاذ " . قلت : هذا مرسل و به أعله البخاري كما سبق ، و كذا
الترمذي حيث قال عقبه : " هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و ليس إسناده
عندي بمتصل " . و أقره الحافظ العراقي في " تخريج أحاديث منهاج الأصول "
للبيضاوي ( ق 76 / 1 ) . قلت : فقد أعل هذا الحديث بعلل ثلاث : الأولى :
الإرسال هذا . الثانية : جهالة أصحاب معاذ . الثالثة : جهالة الحارث بن عمرو .
قال ابن حزم : " هذا حديث ساقط ، لم يروه أحد من غير هذا الطريق ، و أول سقوطه
أنه عن قوم مجهولين ، لم يسموا ، فلا حجة فيمن لا يعرف من هو ؟ و فيه الحارث بن
عمرو ، و هو مجهول لا يعرف من هو ؟ و لم يأت هذا الحديث قط من غير طريقه " . و
قال في موضع آخر بعد أن نقل قول البخاري فيه : " لا يصح " . " و هذا حديث باطل
لا أصل له " . و قال الحافظ في " التلخيص " ( ص 401 ) عقب قول البخاري المذكور
: " و قال الدارقطني في " العلل " : رواه شعبة عن أبي عون هكذا . و أرسله ابن
مهدي و جماعات عنه . و المرسل أصح . قال أبو داود ( يعني الطيالسي ) : و أكثر
ما كان يحدثنا شعبة عن أصحاب معاذ أن رسول الله . و قال مرة : عن معاذ . و قال
ابن حزم : " لا يصح لأن الحارث مجهول ، و شيوخه لا يعرفون ، قال : و ادعى بعضهم
فيه التواتر ، و هذا كذب ، بل هو ضد التواتر ، لأنه ما رواه أحد غير أبي عون عن
الحارث ، فكيف يكون متواترا ؟! " . و قال عبد الحق : " لا يسند ، و لا يوجد من
وجه صحيح " . و قال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " : " لا يصح و إن كان
الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم و يعتمدون عليه ، و إن كان معناه صحيحا " . و
قال ابن طاهر في تصنيف له مفرد ، في الكلام على هذا الحديث : " اعلم أنني فحصت
عن هذا الحديث في المسانيد الكبار و الصغار ، و سألت عنه من لقيته من أهل العلم
بالنقل ، فلم أجد غير طريقين : أحدهما : طريق شعبة . و الأخرى : عن محمد بن
جابر عن أشعث بن أبي الشعثاء عن رجل من ثقيف عن معاذ و كلاهما لا يصح . قال : و
أقبح ما رأيت فيه قول إمام الحرمين في كتاب " أصول الفقه " : " و العمدة في هذا
الباب على حديث معاذ " قال : " و هذه زلة منه ، و لو كان عالما بالنقل لما
ارتكب هذه الجهالة " ، ( قال الحافظ رحمه الله تعالى ) : " قلت : أساء الأدب
على إمام الحرمين ، و كان يمكنه أن يعبر بألين من هذه العبارة مع كلام إمام
الحرمين أشد مما نقله عنه ! فإنه قال : " و الحديث مدون في " الصحاح " متفق على
صحته (!) لا يتطرق إليه التأويل " . كذا قال رحمه الله ، و قد أخرجه الخطيب في
كتاب " الفقيه و المتفقه " من رواية عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل ، فلو
كان الإسناد إلى عبد الرحمن ثابتا لكان كافيا في صحة الحديث " . قلت : لم يخرجه
الخطيب ، بل علقه ( ص 189 ) بقوله : " و قد قيل إن عبادة بن نسي رواه عن عبد
الرحمن بن غنم عن معاذ . و هذا إسناد متصل و رجاله معروفون بالثقة " . قلت : و
هيهات ، فإن في السند إليه كذابا وضاعا ، فقد أورده ابن القيم في " تهذيب السنن
" تعليقا على هذا الحديث فقال ( 5 / 213 ) : " و قد أخرجه ابن ماجه في " سننه "
من حديث يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن سعيد بن حسان عن عبادة بن نسي عن عبد
الرحمن بن غنم : حدثنا معاذ بن جبل قال : " لما بعثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى اليمن قال : لا تقضين و لا تفصلن إلا بما تعلم ، و إن أشكل عليك أمر
فقف حتى تبينه ، أو تكتب إلي فيه " . و هذا أجود إسنادا من الأول ، و لا ذكر
للرأي فيه " . قلت : كيف يكون أجود إسنادا من الأول و فيه محمد بن سعيد بن حسان
و هو الدمشقي المصلوب ؟! قال في " التقريب " : " قال أحمد بن صالح : وضع أربعة
آلاف حديث ، و قال أحمد : قتله المنصور على الزندقة و صلبه " . و قد سبق نحوه (
ص 244 ) عن غيره من الأئمة . قلت : و لعله اشتبه على ابن القيم رحمه الله بمحمد
بن سعيد بن حسان الحمصي ، و ليس به ، فإنه متأخر عن المصلوب ، و لم يذكروا له
رواية عن ابن نسي ، و لا في الرواة عنه يحيى بن سعيد الأموي ، و إنما ذكروا ذلك
في الأول ، على أنه مجهول كما قال الحافظ ، و أيضا فإن هذا ليس من رجال ابن
ماجه ، و إنما ذكروه تمييزا بينه و بين الأول . و الحديث في " المقدمة " من سنن
" ابن ماجه " ( 1 / 28 ) ، و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 5 / 2 ) : " هذا
إسناد ضعيف ، محمد بن سعيد هو المصلوب اتهم بوضع الحديث " . على أن قول ابن
القيم : " و لا ذكر للرأي فيه " . إنما هو بالنظر إلى لفظ رواية ابن ماجه ، و
إلا فقد أخرجه ابن عساكر في " تاريخه " ( 16 / 310 / 1 ) من طريق المصلوب هذا
بلفظ : " قال معاذ : يا رسول الله : أرأيت ما سئلت عنه مما لم أجده في كتاب
الله و لم أسمعه منك ؟ قال : اجتهد رأيك " . ثم رواه ابن عساكر ( 16 / 310 / 2
) من طريق سليمان الشاذكوني : أخبرنا الهيثم بن عبد العفار عن سبرة بن معبد عن
عبادة بن نسي به بلفظ : " اجتهد رأيك ، فإن الله إذا علم منك الحق وفقك للحق "
. و الهيثم هذا قال ابن مهدي : " يضع الحديث " . و الشاذكوني كذاب . قلت : و
أجاب ابن القيم عن العلة الثانية ، و هي جهالة أصحاب معاذ بقوله في " إعلام
الموقعين " ( 1 / 243 ) : " و أصحاب معاذ و إن كانوا غير مسمين فلا يضره ذلك
، لأنه يدل على شهرة الحديث ، و شهرة أصحاب معاذ بالعلم و الدين و الفضل و
الصدق بالمحل الذي لا يخفى .... " أقول : فهذا جواب صحيح لو أن علة الحديث
محصورة بهذه العلة ، أما و هناك علتان أخريان قائمتان ، فالحديث ضعيف على كل
حال ، و من العجيب أن ابن القيم رحمه الله لم يتعرض للجواب عنهما مطلقا . فكأنه
ذهل عنهما لانشغاله بالجواب عن هذه العلة و الله أعلم . ثم تبين لي أن ابن
القيم اتبع في ذلك كله الخطيب البغدادي في " الفقيه و المتفقه " ( 113 / 1 - 2
من المخطوطة ، 189 - من المطبوعة ) ، و هذا أعجب ، أن يخفى على مثل الخطيب في
حفظه و معرفته بالرجال علة هذا الحديث القادحة ! ( تنبيه ) أورد ابن الأثير هذا
الحديث في " جامع الأصول " ( 10 / 551 ) عن الحارث بن عمرو باللفظ الذي ذكرته ،
ثم قال : " و في رواية : " أن معاذا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله بما أقضي ؟ قال : بكتاب الله ، قال : فإن لم أجد ؟ قال : بسنة
رسول الله ، قال فإن لم أجد ، قال استدق الدنيا ، و تعظم في عينيك ما عند الله
و اجتهد رأيك فيسددك الله للحق . ثم قال عقبه : " و أخرجه أبو داود " . قلت :
و ليست عنده هذه الرواية ، و لا رأيت أحدا عزاها إليه غيره ، و لا وجدت لها
أصلا في شيء من المصادر التي وقفت عليها ، فهي منكرة شديدة النكارة ، لمخالفتها
لجميع الروايات المرسلة منها و الموصولة ، و جميعها معلة بالجهالة . و مر على
هذا العزو لأبي داود المحقق الفاضل لـ " جامع الأصول " ( 10 / 177 - 178 - طبعة
دمشق ) دون أي تعليق أو تحقيق ! تنبيه آخر : ذهب الشيخ زاهد الكوثري المعروف في
مقال له إلى تقوية هذا الحديث ، و ليس ذلك بغريب منه ما دام أنه قد سبق إليه ،
و لكن الغريب حقا أنه سلك في سبيل ذلك طريقا معوجة ، لا يعرفها أهل الجرح و
التعديل ، فرأيت أن أنقل خلاصة كلامه فيه ، ثم أرد عليه و أبين خطأه و زغله .
قال في " مقالاته " ( ص 60 - 61 ) : " و هذا الحديث رواه عن أصحاب معاذ الحارث
بن عمرو الثقفي ، و ليس هو مجهول العين بالنظر إلى أن شعبة بن الحجاج يقول عنه
: إنه ابن أخي المغيرة بن شعبة ، و لا مجهول الوصف من حيث أنه من كبار التابعين
، في طبقة شيوخ أبي عون الثقفي المتوفى سنة 116 ، و لم ينقل أهل الشأن جرحا
مفسرا في حقه ، و لا حاجة في الحكم بصحة خبر التابعي الكبير إلى أن ينقل توثيقه
عن أهل طبقته ، بل يكفي في عدالة و قبول روايته ألا يثبت فيه جرح مفسر من أهل
الشأن ، لما ثبت من بالغ الفحص على المجروحين من رجال تلك الطبقة . أما من
بعدهم فلا تقبل روايتهم ما لم تثبت عدالتهم و هكذا . و الحارث هذا ذكره ابن
حبان في " الثقات " و إن جهله العقيلي و ابن الجارود و أبو العرب ، و قد روى
هذا الحديث عن أبي عون عن الحارث - أبو إسحاق الشيباني و شعبة بن الحجاج
المعروف بالتشدد في الرواية و المعترف له بزوال الجهالة وصفا عن رجال يكونون في
سند روايته " . قلت : و في هذا الكلام من الأخطاء المخالفة لما عليه علماء
الحديث ، و من المغالطات و الدعاوى الباطلة ، ما لا يعرفه إلا من كان متمكنا في
هذا العلم الشريف ، و بيانا لذلك أقول : 1 - قوله : " ليس هو مجهول العين
بالنظر إلى أن شعبة يقول عنه ابن أخي المغيرة " . فأقول : بل هو مجهول و توضيحه
من ثلاثة وجوه : الأول : أن أحدا من علماء الحديث - فيما علمت - لم يقل أن
الراوي المجهول إذا عرف اسم جده بله اسم أخي جده خرج بذلك عن جهالة العين إلى
جهالة الحال أو الوصف . فهي مجرد دعوى من هذا الجامد في الفقه ، و المجتهد في
الحديث دون مراعاة منه لقواعد الأئمة ، و أقوالهم الصريحة في خلاف ما يذهب إليه
! فإنهم أطلقوا القول في ذلك ، قال الخطيب : " المجهول عند أهل الحديث من لم
يعرفه العلماء و لا يعرف حديثه إلا من جهة واحد ..... " . الثاني : أنه خلاف ما
جرى عليه أئمة الجرح و التعديل في تراجم المجهولين عينا ، فقد عرفت مما سبق
ذكره في ترجمة الحارث هذا أنه مجهول عند الحافظين الذهبي و العسقلاني و كفى
بهما حجة ، لاسيما و هما مسبوقون إلى ذلك من ابن حزم و غيره ممن ذكرهم الكوثري
نفسه كما رأيت ! و من الأمثلة الأخرى على ذلك ذهيل بن عوف بن شماخ التميمي أشار
الذهبي إلى جهالته بقوله في " الميزان " : " ما روى عنه سوى سليط بن عبد الله
الطهوي " و صرح بذلك الحافظ فقال في " التقريب " : " مجهول من الثالثة " . و من
ذلك أيضا زريق بن سعيد بن عبد الرحمن المدني ، أشار الذهبي أيضا إلى جهالته و
قال الحافظ : " مجهول " . و الأمثلة على ذلك تكثر ، و فيما ذكرنا كفاية ، فأنت
ترى أن هؤلاء قد عرف اسم جد كل منهم ، و مع ذلك حكموا عليهم بالجهالة . الثالث
: قوله : " شعبة يقول عنه : إنه ابن أخي المغيرة بن شعبة " . فأقول : ليس هذا
من قول شعبة ، و إنما هو من قول أبي العون كما مر في إسناد الحديث ، و شعبة
إنما هو راو عنه ، و هو في هذه الحالة لا ينسب إليه قول ما جاء في روايته ، حتى
و لو صحت عنده لأنه قد يقول بخلاف ذلك ، و لذلك جاء في علم المصطلح ، " و عمل
العالم و فتياه على وفق حديث رواه ليس حكما بصحته ، و لا مخالفته قدح في صحته و
لا في رواته " . كذا في " تقريب النووي " ( ص 209 بشرح التدريب ) . و كأن
الكوثري تعمد هذا التحريف و نسبة هذا القول لشعبة - و ليس له - ليقوي به دعوى
كون الحارث بن عمرو هذا ابن أخي المغيرة ، لأن أبا العون - و اسمه محمد بن عبيد
الله ابن الثقفي الأعور و إن كان ثقة ، فإنه لا يزيد على كونه راويا من رواة
الحديث ، و أما شعبة فإمام نقاد . على أننا لو سلمنا بأنه من قوله ، فذلك مما
لا يفيد الكوثري شيئا من رفع الجهالة كما سبق بيانه . 2 - قوله : " و لا مجهول
الوصف من حيث أنه من كبار التابعين في طبقة شيوخ أبي عون ....... " . فأقول :
الجواب من وجهين : الأول : بطلان هذه الدعوى من أصلها ، لأن شيوخ أبي عون ليسوا
جميعا من كبار التابعين حتى يلحق بهم الحارث هذا ، فإن من شيوخه أبا الزبير
المكي و قد مات سنة ( 126 ) ، و لذلك جعله الحافظ من الطبقة الرابعة ، و هم
الذين جل روايتهم عن كبار التابعين ، و من شيوخه والده عبيد الله بن سعيد ، و
لا تعرف له وفاة ، لكن ذكره ابن حبان في " أتباع التابعين " ، و قال : يروي
المقاطيع . قال الحافظ : فعلى هذا فحديثه عن المغيرة مرسل . يعني منقطع ، و
لذلك جعله في " التقريب " من الطبقة السادسة ، و هم من صغار التابعين الذين لم
يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج . إذا عرفت هذا فادعاء أن الحارث بن
عمرو من كبار التابعين افتئات على العلم ، و تخرص لا يصدر من مخلص ، و الصواب
أن يذكر ذلك على طريق الاحتمال ، فيقال : يحتمل أنه من كبار التابعين ، كما
يحتمل أنه من صغارهم . فإن قيل : فأيهما الأرجح لديك ؟ قلت : إذا كان لابد من
اتباع أهل الاختصاص في هذا العلم ، و ترك الاجتهاد فيما لا سبيل لأحد اليوم
إليه ، فهو أنه من صغار التابعين ، فقد أورده الإمام البخاري في " التاريخ
الصغير " في فصل " من مات ما بين المائة إلى العشرة " ( ص 126 - هند ) و أشار
إلي حديثه هذا و قال : " و لا يعرف الحارث إلا بهذا ، و لا يصح " . و لذلك جعله
الحافظ في " التقريب " من الطبقة السادسة التي لم يثبت لأصحابها لقاء أحد من
الصحابة فقال : " مجهول ، من السادسة " . فإن قيل : ينافي هذا ما ذكره الكوثري
( ص 62 ) أن لفظ شعبة في رواية علي بن الجعد قال : سمعت الحارث بن عمرو ابن أخي
المغيرة بن شعبة يحدث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معاذ بن جبل .
كما أخرجه ابن أبي خيثمة ، في " تاريخه " و مثله في " جامع بيان العلم " لابن
عبد البر . فهذا صريح في أنه لقي جمعا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو
تابعي . فأقول : نعم والله إن هذه الرواية لتنافي ذلك أشد المنافاة ، و لكن
يقال للكوثري و أمثاله : أثبت العرش ثم انقش ، فإنها رواية شاذة ، تفرد بها علي
بن الجعد مخالفا في ذلك لسائر الثقات الذين لم يذكروا رسول الله صلى الله عليه
وسلم مضافا إلى ( الأصحاب ) ، و إنما قالوا : أصحاب معاذ كما تقدم في الإسناد
عند جميع من عزونا الحديث إليهم ، إلا في رواية لابن عبد البر ، و هي من روايته
عن أحمد بن زهير قال : حدثنا علي بن الجعد ...... و أحمد بن زهير هو ابن أبي
خيثمة . و إليك أسماء الثقات المخالفين لابن الجعد في روايته تلك : الأول : أبو
داود الطيالسي نفسه في " مسنده " و عنه البيهقي . الثاني : محمد بن جعفر عند
أحمد و الترمذي . الثالث : عفان بن مسلمة عند أحمد أيضا . الرابع : يحيى بن
سعيد القطان ، عند أبي داود و ابن عبد البر في الرواية الأخرى . الخامس : وكيع
بن الجراح عند الترمذي . السادس : عبد الرحمن بن مهدي عند الترمذي . السابع :
يزيد بن هارون عند ابن سعد . الثامن : أبو الوليد الطيالسي عند ابن سعد .
فهؤلاء ثمانية من الثقات و كلهم أئمة أثبات ، لاسيما و فيهم يحيى القطان الحافظ
المتقن لو أن بعضهم خالفوا ابن الجعد لكان كافيا في الجزم بوهمه في نسبته (
الأصحاب ) إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لا إلى معاذ ، فكيف بهم مجتمعين ؟! و
مثل هذا لا يخفى على الكوثري ، و لكنه يتجاهل ذلك عمدا لغاية في نفسه ، و إلا
فإن لم تكن رواية ابن الجعد هذه شاذة فليس في الدنيا ما يمكن الحكم عليه
بالشذوذ ، و لذلك لم يعرج على هذه الرواية كل من ترجم للحارث هذا . فثبت مما
تقدم أن الحارث بن عمرو هو من صغار التابعين ، و ليس من كبارهم ، و قد صرح
بسماعه من جابر بن سمرة في رواية الطيالسي في " مسنده " ( 216 ) عن شعبة عنه .
و الآخر : هب أنه من كبار التابعين ، فذلك لا ينفي عنه جهالة العين فضلا عن
جهالة الوصف عند أحد من أئمة الجرح و التعديل ، بل إن سيرتهم في ترجمتهم للرواة
يؤيد ما ذكرنا ، فهذا مثلا حريث بن ظهير من الطبقة الثانية عند الحافظ ، و هي
طبقة كبار التابعين ، فإنه مع ذلك أطلق عليه الحافظ بأنه مجهول . و سبقه إلى
ذلك الإمام الذهبي فقال : " لا يعرف " . و مثله حصين بن نمير الكندي الحمصي .
قال الحافظ : " يروي عن بلال ، مجهول من الثانية " . و نحوه خالد بن وهبان ابن
خالة أبي ذر . قال الحافظ : " مجهول ، من الثالثة " . 3 - قوله : " و لم ينقل
أهل الشأن جرحا مفسرا في حقه " . قلت : لا ضرورة إلى هذا الجرح ، لأنه ليس
بمثله فقط يثبت الجرح ، بل يكفي أن يكون جرحا غير مفسر إذا كان صادرا من إمام
ذي معرفة بنقد الرواة ، و لم يكن هناك توثيق معتمر معارض له ، كما هو مقرر في
علم المصطلح ، فمثل هذا الجرح مقبول ، لا يجوز رفضه ، و من هذا القبيل وصفه
بالجهالة ، لأن الجهالة علة في الحديث تستلزم ضعفه ، و قد عرفت أنه مجهول عند
جمع من الأئمة النقاد و منهم الإمام البخاري ، فأغنى ذلك عن الجرح المفسر ، و
ثبت ضعف الحديث . 4 - قوله : " و لا حاجة في الحكم بصحة خبر التابعي الكبير إلى
أن ينقل توثيق عن أهل طبقته " . فأقول : فيه أمور : أولا : أن الحارث هذا لم
يثبت أنه تابعي كبير كما تقدم فانهار قوله من أصله . و ثانيا : أنه لا قائل بأن
الراوي سواء كان تابعيا أو ممن دونه بحاجة إلى أن ينقل توثيقه عن أهل طبقته
، بل يكفي في ذلك أن يوثقه إمام من أئمة الجرح و التعديل سواء كان من طبقته أو
ممن دونها ، فلما كان الحارث هذا لم يوثقه أحد ممن يوثق بتوثيقه بل جهلوه فقد
سقط حديثه . 5 - قوله : " بل يكفي في عدالته ........ ( إلى قوله ) من رجال تلك
الطبقة " . قلت : هذه مجرد دعوى ، فهي لذلك ساقطة الاعتبار ، فكيف و هي مخالفة
للشرط الأول من شروط الحديث الصحيح : " ما رواه عدل ضابط ..... " فلو سلمنا أن
عدالته تثبت بذلك ، فكيف يثبت ضبطه و ليس له من الحديث إلا القليل بحيث لا يمكن
سبره و عرضه على أحاديث الثقات ليحكم له بالضبط أو بخلافه ، أو بأنه وسط بين
ذلك . كما هو طريق من طرق الأئمة النقاد في نقد الرواة الذين لم يرو فيهم جرح
أو تعديل ممن قبلهم من الأئمة . و يكفي في إبطال هذا القول مع عدم وروده في
" علم المصطلح " أنه مباين لما جاء فيه : أن أقل ما يرفع الجهالة رواية اثنين
مشهورين كما تقدم عن الخطيب . و لما تعقبه بعضهم بأن البخاري روى عن مرداس
الأسلمي ، و مسلما عن ربيعة بن كعب الأسلمي و لم يرو عنهما غير واحد . رده
النووي في " التقريب " بقوله ( ص 211 ) : " و الصواب نقل الخطيب ، و لا يصح
الرد عليه بمرداس و ربيعة فإنهما صحابيان مشهوران ، و الصحابة كلهم عدول " . و
أيده السيوطي في " التدريب " فقال عقبه : " فلا يحتاج إلى رفع الجهالة عنهم
بتعداد الرواة ، قال العراقي : هذا الذي قاله النووي متجه إذا ثبتت الصحبة ، و
لكن بقي الكلام في أنه هل تثبت الصحبة برواية واحد عنه أو لا تثبت إلا برواية
اثنين عنه ، و هو محل نظر و اختلاف بين أهل العلم ، و الحق أنه إن كان معروفا
بذكره في الغزوات أو في من وفد من الصحابة أو نحو ذلك فإنه تثبت صحبته " . قلت
: فتأمل كلام العراقي هذا يتبين لك بطلان قول الكوثري ، لأنه تساهل في إثبات
عدالة التابعي الكبير فلم يشترط فيه ما اشترطه العراقي في إثبات الصحبة
المستلزمة لثبوت العدالة ! فإنه اشترط مع رواية الواحد عنه أن يكون معروفا
بذكره في الغزوات أو الوفود . و هذا ما لم يشترط الكوثري مثله في التابعي !
فاعتبروا يا أولي الأبصار . و لعله قد وضح لك أنه لا فرق بين التابعي الكبير و
من دونه في أنه لا تقبل روايتهم ما لم تثبت عدالتهم . و تثبت العدالة بتنصيص
عدلين عليها أو بالاستفاضة . كما هو معلوم . 6 - قال : " أما من بعدهم فلا تقبل
روايتهم ما لم تثبت عدالتهم و هكذا " . قلت : بل و التابعي الكبير كذلك كما
حققناه في الفقرة السابقة . 7 - قال : " و الحارث هذا ذكره ابن حبان في "
الثقات " ، و إن جهله العقيلي و ابن الجارود و أبو العرب " . قلت : فيه أمران :
الأول : أنه تغافل عن أئمة آخرين جهلوه ، منهم الإمام البخاري و الذهبي و
العسقلاني و غرضه من ذلك واضح و هو الحط من شأن هذا التجهيل ! و الآخر :
اعتداده بتوثيق ابن حبان هنا خلاف مذهبه الذي يصرح في بعض تعليقاته <1> بأن ابن
حبان يذكر في " الثقات من لم يطلع على جرح فيه ، فلا يخرجه ذلك عن حد الجهالة
عند الآخرين ، و قد رد شذوذ ابن حبان هذا في ( لسان الميزان ) " . و هذا من
تلاعبه في هذا العلم الشريف ، فتراه يعتد بتوثيق ابن حبان حيث كان له هوى في
ذلك كهذا الحديث ، و حديث آخر في التوسل كنت خرجته فيما تقدم برقم ( 23 ) ، و
لا يعتد به حين يكون هواه على نقيضه كحديث الأوعال و غيره ، و قد شرحت حاله هذا
هناك بما فيه كفاية . و لكن لابد لي هنا من أن أنقل كلامه في راوي حديث الأوعال
و هو عبد الله بن عميرة راويه عن العباس بن عبد المطلب ، فهو تابعي كبير
، لتتأكد من وجود التشابه التام بينه و بين الحارث بن عمرو الراوي للحديث عن
معاذ ، و مع ذلك يوثق هذا بذاك الأسلوب الملتوي ، و يجهل ذاك و هو فيه على
الصراط السوي ! قال في " مقالاته " ( ص 309 ) : " و قال مسلم في " الوحدان " (
ص 14 ) : " انفرد سماك بن حرب بالرواية عن عبد الله بن عميرة " . فيكون ابن
عميرة مجهول العين عنده ، ( يعني مسلما ) لأن جهالة العين لا تزول إلا برواية
ثقتين ، ( تأمل ) و قال إبراهيم الحربي - أجل أصحاب أحمد - عن ابن عميرة لا
أعرفه . و قال الذهبي في " الميزان " عن عبد الله بن عميرة : فيه جهالة " . قلت
: ثم وصفه الكوثري بأنه شيخ خيالي ! و بأنه مجهول عينا و صفة ! و نحوه قوله في
" النكت الطريفة " ( ص 101 ) و قد ذكر حديثا في سنده عبد الرحمن بن مسعود : " و
هو مجهول . قال الذهبي : " لا يعرف " و إن ذكره ابن حبان في الثقات على
قاعدته في التوثيق " ! و قال في ( قابوس ) . " و إنما وثقه ابن حبان على طريقته
في توثيق المجاهيل إذا لم يبلغه عنهم عنهم جرح ، و هذا غاية التساهل " !! ( ص
48 منه ) . فقابل كلامه هذا بالقاعدة التي وضعها من عند نفسه في قبول حديث
التابعي الكبير حتى و لو نص الأئمة على جهالته تزداد تأكدا من تلاعبه المشار
إليه . نسأل الله السلامة . و لو كانت القاعدة الموضوعة صحيحة لكان قبول حديث
ابن عميرة هذا أولى من حديث الحارث ، لأنه روى عن العباس فهو تابعي كبير قطعا ،
و لذلك جعله ابن حجر من الطبقة الثانية ، بينما الحارث إنما يروي عن بعض
التابعين كما سبق ، و لكن هكذا يفعل الهوى بصاحبه . نسأل الله العافية . 8 -
قال أخيرا : " و قد روى هذا الحديث عن أبي عون عن الحارث - أبو إسحاق الشيباني
، و شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في الرواية ، و المعترف له بزوال الجهالة
وصفا عن رجال يكونون في سند روايته " ! قلت : فيه مؤاخذتان : الأولى : أن كون
شعبة معروفا بالتشدد في الرواية لا يستلزم أن يكون كل شيخ من شيوخه ثقة ، بله
من فوقهم ، فقد وجد في شيوخه جمع من الضعفاء ، و بعضهم ممن جزم الكوثري نفسه
بضعفه ! و لا بأس من أن أسمي هنا من تيسر لي منهم ذكره : 1 - إبراهيم بن مسلم
الهجري . 2 - أشعث بن سوار . 3 - ثابت بن هرمز . 4 - ثوير بن أبي فاختة . 5 -
جابر الجعفي . 6 - داود بن فراهيج . 7 - داود بن يزيد الأودي . 8 - عاصم بن
عبيد الله ( قال الكوثري في " النكت " ( ص 74 ) : ضعيف لا يحتج به ) . 9 - عطاء
بن أبي مسلم الخراساني . 10 - علي بن زيد بن جدعان . 11 - ليث بن أبي سليم . 12
- مجالد بن سعيد . - قال الكوثري في " النكت " ( ص 63 ) : " ضعيف بالاتفاق " و
ضعف به حديث : " زكاة الجنين زكاة أمه " ! ثم ضعف به فيه ( ص 95 ) حديث " لعن
الله المحلل و المحلل له " ! فلم يتجه من تضعيفه إياه أنه من شيوخ شعبة ! <2>
.13 - مسلم الأعور . 14 - موسى بن عبيدة . 15 - يزيد بن أبي زياد . 16 - يزيد
بن عبد الرحمن الدالاني . 17 - يعقوب بن عطاء . 18 - يونس بن خباب . من أجل ذلك
قالوا في لم المصطلح : و إذا روى العدل عمن سماه لم يكن تعديلا عند الأكثرين ،
و هو الصحيح كما قال النووي في " التدريب " ( ص 208 ) و راجع له شرحه " التقريب
" و إذا كان هذا في شيوخه فبالأولى أن لا يكون شيوخ شيوخه عدولا إلا إذا سموا
، فكيف إذا لم يسموا ؟! الأخرى : قوله : " و المعترف له بزوال الجهالة ........
" . أقول : إن كان يعني أن ذلك معترف به عند المحدثين ، فقد كذب عليهم ، فقد
عرفت مما سردناه آنفا طائفة من الضعفاء من شيوخ شعبة مباشرة ، فبالأولى أن يكون
في شيوخ شيوخه من هو ضعيف أو مجهول ، و كم من حديث رواه شعبة ، و مع ذلك ضعفه
العلماء بمن فوقه من مجهول أو ضعيف ، من ذلك حديثه عن أبي التياح : حدثني شيخ
عن أبي موسى مرفوعا بلفظ : " إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعا " .
فضعفوه بجهالة شيخ أبي التياح كما سيأتي برقم ( 2320 ) ، و من ذلك حديث " من
أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ..... " الحديث . رواه شعبة بإسناده عن أبي
المطوس عن أبي هريرة مرفوعا : فضعفه البخاري و غيره بجهالة أبي المطوس فراجع
" الترغيب و الترهيب " ( 2 / 74 ) ، و " المشكاة " ( 2013 ) ، و " نقد الكتاني
" ( 35 ) . و إن كان يعني بذلك نفسه ، أي أنه هو المعترف بذلك ، فهو كاذب أيضا
- مع ما فيه من التدليس و الإيهام - ، لأن طريقته في إعلال الأحاديث بالجهالة
تناقض ذلك ، و إليك بعض الأمثلة : 1 - عبد الرحمن بن مسعود ، صرح في " النكت
الطريفة " ( ص 101 ) بأنه " مجهول " مع أنه من رواية شعبة عنه بالواسطة ! و قد
قمت بالرد عليه عند ذكر حديثه الآتي برقم ( 2556 ) و بيان تناقضه ، و إن كان
الرجل فعلا مجهولا . 2 - عمرو بن راشد الذي في حديث وابصة في الأمر بإعادة
الصلاة لمن صلى وراء الصف وحده . قال الكوثري في " النكت " ( ص 28 ) : " ليس
معروفا بالعدالة فلا يحتج بحديثه " . مع أنه يرويه شعبة بإسناده عنه ، و هو
مخرج في " صحيح أبي داود " ( 683 ) ، و " إرواء الغليل " ( 534 ) . و راجع
تعليق أحمد شاكر على الترمذي ( 1 / 448 - 449 ) " . 3 - وكيع بن حدس الراوي عن
أبي رزين العقيلي حديث كان في عماء ما فوقه هواء ، و ما تحته هواء ..... " قال
الكوثري في تعليقه على " الأسماء " ( ص 407 ) : " مجهول الصفة " . مع أنه يعلم
أن شعبة قد روى له حديثا آخر عند الطيالسي ( 1090 ) و أحمد ( 4 / 11 ) . فما
الذي جعل هؤلاء الرواة مجهولين عند الكوثري ، و جعل الحارث بن عمرو معروفا عنده
و كلهم وقعوا في إسناد فيه شعبة ؟! الحق ، و الحق أقول : إن هذا الرجل لا يخشى
الله ، فإنه يتبع هواه انتصارا لمذهبه ، فيبرم أمرا أو قاعدة من عند نفسه
لينقضها في مكان آخر متجاوبا مع مذهبه سلبا و إيجابا . و في ذلك من التضليل و
قلب الحقائق ما لا يخفى ضرره على أهل العلم . نسأل الله العصمة من الهوى . و
بعد ، فقد أطلت النفس في الرد على هذا الرجل لبيان ما في كلامه من الجهل و
التضليل نصحا للقراء و تحذيرا ، فمعذرة إليهم . هذا و لا يهولنك اشتهار هذا
الحديث عن علماء الأصول ، و احتجاجهم به في إثبات القياس ، فإن أكثرهم لا معرفة
عندهم بالحديث و رجاله ، و لا تمييز لديهم بين صحيحه و سقيمه ، شأنهم في ذلك
شأن الفقهاء بالفروع ، إلا قليلا منهم ، و قد مر بك كلام إمام الحرمين في هذا
الحديث - و هو من هو في العلم بالأصول و الفروع ، فماذا يقال عن غيره ممن لا
يساويه في ذلك بل لا يدانيه ، كما رأت نقد الحافظ ابن طاهر إياه ، ثم الحافظ
ابن حجر من بعده ، مع إنكاره على ابن طاهر سوء تعبيره في نقده . ثم وجدت لكل
منهما موافقا ، فقد نقل الشيخ عبد الوهاب السبكي في ترجمة الإمام من " طبقاته "
عن الذهبي أنه قال فيه : " و كان أبو المعالي مع تبحره في الفقه و أصوله ، لا
يدري الحديث ! ذكر في كتاب " البرهان " حديث معاذ في القياس فقال : هو مدون في
" الصحاح " متفق على صحته . كذا قال ، و أنى له الصحة ، و مداره على الحارث بن
عمرو و هو مجهول ، عن رجال من أهل حمص لا يدري من هم ؟ عن معاذ " . ثم تعقبه
السبكي بنحو ما سبق من تعقب الحافظ لابن طاهر ، و لكنه دافع عنه بوازع من
التعصب المذهبي ، لا فائدة كبرى من نقل كلامه و بيان ما فيه من التعصب ، فحسبك
أن تعلم أنه ذكر أن الحديث رواه أبو داود الترمذي ، و الفقهاء لا يتحاشون من
إطلاق لفظ " الصحاح " عليها . فكأن السبكي يقول : فللإمام أسوة بهؤلاء الفقهاء
في هذا الإطلاق ! فيقال له : أولو كان ذلك أمرا منكرا عند العلماء بالحديث ؟! و
في الوقت نفسه فقد تجاهل السبكي قول الإمام في الحديث " متفق على صحته " ، فإنه
خطأ محض لا سبيل إلى تبريره أو الدفاع عنه بوجه من الوجوه ، و لذلك لم يدندن
السبكي حوله و لو بكلمة . و لكنه كان منصفا حين اعترف بضعف الحديث ، و أن
الإمام صحح غيره من الأحاديث الضعيفة فقال : " و ما هذا الحديث وحده ادعى
الإمام صحته و ليس بصحيح ، بل قد ادعى ذلك في أحاديث غيره ، و لم يوجب ذلك
عندنا الغض منه " . و أقول أخيرا : إن وصف الرجل بما فيه ليس من الغض منه في
شيء ، بل ذلك من باب النصح للمسلمين ، و بسبب تجاهل هذه الحقيقة صار عامة
المسلمين لا يفرقون بين الفقيه و المحدث ، فيتوهمون أن كل فقيه محدث ، و
يستغربون أشد الاستغراب حين يقال لهم الحديث الفلاني ضعيف عند المحدثين و إن
احتج به الفقهاء ، و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا ، تجدها مبثوثة في تضاعيف هذه "
السلسلة " ، و حسبك الآن هذا الحديث الذي بين يديك . و جملة القول أن الحديث لا
يصح إسناده لإرساله ، و جهالة راويه الحارث بن عمرو ، فمن كان عنده من المعرفة
بهذا العلم الشريف ، و تبين له ذلك فبها ، و إلا فحسبه أن يستحضر أسماء الأئمة
الذين صرحوا بتضعيفه ، فيزول الشك من قلبه ، و ها أنها ذا أسردها و أقربها إلى
القراء الكرام : 1 - البخاري . 2 - الترمذي . 3 - العقيلي . 4 - الدارقطني . 5
- ابن حزم . 6 - ابن طاهر . 7 - ابن الجوزي . 8 - الذهبي . 9 - السبكي 10 - ابن
حجر كل هؤلاء - و غيرهم ممن لا نستحضرهم - قد ضعفوا هذا الحديث ، و لن يضل
بإذن الله من اهتدى بهديهم ، كيف و هم أولى الناس بالقول المأثور : " هم القوم
لا يشقى جليسهم " . هذا و لما أنكر ابن الجوزي صحة الحديث أتبع ذلك قوله : " و
إن كان معناه صحيحا " كما تقدم . فأقول : هو صحيح المعنى فيما يتعلق بالاجتهاد
عند فقدان النص ، و هذا مما لا خلاف فيه ، و لكنه ليس صحيح المعنى عندي فيما
يتعلق بتصنيف السنة مع القرآن و إنزاله إياه معه ، منزلة الاجتهاد منهما . فكما
أنه لا يجوز الاجتهاد مع وجود النص في الكتاب و السنة ، فكذلك لا يأخذ بالسنة
إلا إذا لم يجد في الكتاب . و هذا التفريق بينهما مما لا يقول به مسلم بل
الواجب النظر في الكتاب و السنة معا و عدم التفريق بينهما ، لما علم من أن
السنة تبين مجمل القرآن ، و تقيد مطلقه ، و تخصص عمومه كما هو معلوم . و من رام
الزيادة في بيان هذا فعليه برسالتي " منزلة السنة في الإسلام و بيان أنه لا
يستغنى عنها بالقرآن " . و هي مطبوعة ، و هي الرسالة الرابعة من " رسائل الدعوة
السلفية " . و الله ولي التوفيق .
-----------------------------------------------------------
[1] انظر " مقالات الكوثري " ( ص 309 ) ، و " شروط الأئمة الخمسة " ( ص 45 ) .
[2] و لا يفوتني التنبيه على أن الحديثين المذكورين صحيحان رغم أنف الكوثري ، و
تعصبه المذهبي ، و هما مخرجان في " إرواء الغليل " ( 2606 و 1955 ) . اهـ .

hg[.x hgsh]s uav lk hgsgsgi hgqudtm gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 03 / 04 / 2016, 31 : 03 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
[motr]جزاك الله خيرا[/motr]









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 03 / 04 / 2016, 26 : 04 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** الحاج عبد الجواد
اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 03 / 04 / 2016, 39 : 09 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابو توفيق
اللقب:
نائب المشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو توفيق


البيانات
التسجيل: 30 / 03 / 2016
العضوية: 54282
المشاركات: 2,489 [+]
بمعدل : 0.84 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 347
نقاط التقييم: 12
ابو توفيق is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
بارك الله تعالى فيكم اخي ****** ابو عبدالله
.وثقل ميزانكم بماتقدموه من
مجهود في الدعوة لدين الله تعالى
تقبل مني مرورا متواضعا
وأسأل الله تعالى أن يجازيكم خير الجزاء









عرض البوم صور ابو توفيق   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2016, 31 : 02 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج ابوتوفيق
رفع الله قدركم
في الدارين









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, من, الالباني, الجزء, السلسله, السادس, الضعيفة, عشر

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018