أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ خالد المهنا الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. بندر بليلة الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. صلاح البدير الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن سهيل حافظ الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أسامة الأخضر الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن حمد دغريري الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عبدالرحمن خاشقجي الثلاثاء 14 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 4 المشاهدات 2056  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 08 / 04 / 2016, 05 : 03 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني

1387 - " لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدا
فإن ربك يصلي ! قال : و هو يصلي ؟ قال : نعم . قال : و ما يقول ؟ قال : يقول :
سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/571 ) :

منكر
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/119 ) من طريق محمد بن يحيى الحفار :
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي : حدثني أبي عن ابن جرير عن عطاء قال : فذكره ،
و قال ابن الجوزي :
" رجاله ثقات ، موقوف على عطاء ، فلعله سمعه ممن لا يوثق به ، و لا يثبت مثل
هذا بهذا " .
قلت : و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) فقال :
" قلت : قال في " الميزان " : " محمد بن يحيى الحفار لا يدرى من ذا " و أورد له
هذا الحديث و قال : " هذا منكر " انتهى . لكن رأيت له طريقا آخر " .
قلت : ثم ساقه السيوطي من رواية ابن نصر بإسناد صحيح عن ابن جريج عن عطاء :
بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به .. الحديث نحوه ، و ليس فيه "
إن ربك يصلي " و هو الشيء المستنكر في الحديث .
و أنا أقول : إن إعلال الحديث بعنعنة ابن جريج أولى من إعلاله بإرسال عطاء له ،
ذلك لأن الإرسال و إن كان علة قائمة بنفسها كافية في تضعيف الحديث ، فإن ابن
جريج كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين ، و لذلك قال الإمام أحمد :
" بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا
يبالي من أين يأخذها " ، كما سبق نقله مرارا .
ثم ذكر السيوطي للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة ، و هو الذي قبله ، و قد ذكرت
هناك علته ، و قد روي بلفظ آخر و هو :
" قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى :
ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي
تطفئ غضبي " .

(3/386)

1388 - " قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى :
ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي
تطفىء غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/572 ) :

ضعيف
ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) شاهدا للذي قبله من حديث أبي هريرة
يرفعه ، و لم يذكر من خرجه ، إلا أنه نقل عن الفيروزابادي صاحب " القاموس " أنه
قال :
" و إسناده جيد ، و رجاله ثقات يحتج بهم في الصحيحين ، و ليس فيه علة غير أن
الحسن رواه عن أبي هريرة ، و لم يسمع منه عند الأكثرين " .
قلت : فإذن فيه علة ، فأنى له الجودة ؟ ! على أنه لو سلم بثبوت سماعه منه في
الجملة لجاءت علة أخرى ، و هي عنعنة الحسن ، فقد كان مدلسا ، كما سبق مرارا ،
فالإسناد ضعيف إذن .
و لعل الحديث من الإسرائيليات ، أخطأ بعض الرواة فرفعه إليه صلى الله عليه وسلم
، والله أعلم .
ثم رأيت السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للديلمي و ابن عساكر .
و هو عنده في " تاريخ دمشق " ( 17/190/1 ) من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة
مرفوعا .

(3/387)

1389 - " كان إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ،
و إن كان شاهدا زاره ، و إن كان مريضا عاده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) :

موضوع
أخرجه هكذا أبو الشيخ في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم و آدابه " ( ص
75 ) :
حدثنا أبو يعلى : نا الأزرق بن علي : نا يحيى بن أبي بكير : نا عباد بن كثير عن
ثابت عن أنس به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، آفته عباد بن كثير ، و هو البصري ، قال الحافظ في
" التقريب " :
" متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " .
و الحديث أورده الهيثمي ( 2/295 - 296 ) من رواية أبي يعلى بزيادة طويلة في
آخره ، و قال :
" و فيه عباد بن كثير ، و كان رجلا صالحا ، و لكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته "
.
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى مختصرا كرواية أبي
الشيخ ، و تعقبه المناوي بما نقلته عن الهيثمي ، و الأولى تعقبه بما صنعه
السيوطي نفسه في " اللآلي " ( 2/404 - 405 ) فإن الحديث أورده بتمامه ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3/206 - 207 ) من رواية ابن شاهين ، ثم قال ابن
الجوزي :
" موضوع ، و المتهم به عباد " .
فأقره السيوطي على ذلك ، و نقل كلام الهيثمي المتقدم ، ثم قال :
" و قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : تفرد به عباد بن كثير ، و هو
واه ، و آثار الوضع عليه لائحة " .
و أقره أيضا ، و مع ذلك أورده في " الجامع " !
و أما المناوي فله موقفان مختلفان باختلاف كتابيه ، فهو في " الفيض " نقل كلام
الهيثمي و أقره ، و ذلك معناه عنده أنه ضعيف جدا ، و أما في " التيسير " فقد
قال :
" إسناده ضعيف " !
و مما لا شك فيه أن الأول أقرب إلى الصواب ، والله سبحانه و تعالى أعلم .

(3/388)

1390 - " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس ، فإن الأمور تجري بالمقادير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) :

ضعيف
تمام في " فوائده " ( 2/62/1 ) : أخبرنا أبو زرعة محمد بن سعيد بن أحمد القرشي
يعرف بابن التمار : حدثنا علي بن عمرو بن عبد الله المخزومي : حدثنا معاوية بن
عبد الرحمن : حدثنا حريز بن عثمان : حدثنا عبد الله بن بسر المازني مرفوعا
به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، من دون حريز لم أعرف أحدا منهم غير معاوية بن
عبد الرحمن ، فقد أورده هكذا ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 4/1/387 ) و قال :
" روى عن عطاء ، و عنه محمد بن إسحاق ، سمعت أبي يقول ذلك ، و سألته عنه فقال :
ليس بمعروف " .
و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 7/468 ) على قاعدته المعروفة !
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " برواية تمام و ابن عساكر عن عبد الله بن
بسر ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء سوى أنه قال : " رمز لضعفه " !
ثم رأيت الحديث في " الأحاديث المختارة " للضياء ( 105/2 ) رواه من طريق تمام !
و هذا مما يدل على تساهله في الاختيار ، و قد مضى له أحاديث أخرى من هذا النوع
أقربها برقم ( 1319 ) .

(3/389)

1391 - " لكل شيء معدن ، و معدن التقوى قلوب العارفين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/574 ) :

موضوع
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/171 - 172 ) من رواية الخطيب ( 4/11 )
بسنده عن وثيمة بن موسى بن الفرات : حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن سمعان عن
الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
و قال ابن الجوزي :
" لا يصح ، ابن سمعان كذبه مالك و يحيى ، و وثيمة ; قال ابن أبي حاتم : حدث عن
سلمة بموضوعات " .
قال السيوطي في " اللآلي " ( 1/124 ) :
" كذا قال في " الميزان " : إن هذا الحديث موضوع . أورده في ترجمة عبد الله بن
زياد بن سمعان ، ثم في ترجمة وثيمة ، و اتهم به في " اللسان " ابن سمعان خاصة ،
و قد أخرجه البيهقي في " الشعب " من هذا الطريق إلا أنه قال : " عن رجل ذكره عن
ابن شهاب " لم يسم ابن سمعان و قال :
هذا منكر ، و لعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم انتهى .
و وجدت له طريقا آخر :
قال الطبراني ( يعني في " المعجم الكبير " 3/193/1 ) : حدثنا أبو عقيل أنس بن
سلمة الخولاني : حدثنا محمد بن رجاء السختياني .. " .
قلت : و ساق سنده إلى ابن عمر مرفوعا به ، و سكت عليه ، و ليس بجيد ، فإن أبا
عقيل هذا لم يذكروه ، و محمد بن رجاء متهم ، قال الذهبي :
" روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد خبرا باطلا في فضل معاوية اتهم بوضعه " .
و أقره الحافظ في " اللسان " فهو علة هذا الطريق ، فلا ينبغي أن يستشهد به ،
و لا يخرج به الحديث عن الوضع الذي وصفه به ابن الجوزي ثم الذهبي و العسقلاني .

(3/390)

1392 - " لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن ، بهم يعافون ، و بهم
يرزقون ، و بهم يمطرون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/575 ) :

موضوع
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/61 ) و من طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3/150 - 152 ) عن عبد الرحمن بن مرزوق : حدثنا عبد الوهاب بن
عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
أورده ابن حبان في ترجمة ابن مرزوق هذا ، و قال :
" كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه " .
و قال ابن الجوزي :
" لا يصح " .
ثم ذكر قول ابن حبان المذكور ، و زاد :
" و عبد الوهاب بن عطاء قال أحمد : هو ضعيف الحديث ، مضطرب " .
قلت : هذا و إن كان فيه ضعف ، فقد وثقه بعضهم ، و أخرج له مسلم ، فالأغلب أنه
لا دخل له في هذا الحديث ، و إن كان أقره السيوطي على ذلك كله في " اللآلي " 0
2/331 ) ، فالآفة ابن مرزوق ، كما هو ظاهر كلام ابن حبان ، و تابعه الذهبي ،
فأورد الحديث في ترجمته من " الميزان " و قال :
" و هذا كذب " .
و وافقه العسقلاني في " اللسان " ، و لكنه مال إلى توثيق ابن مرزوق هذا ، فقال
:
" فكأن هذا الحديث أدخل عليه ، فإنه باطل " .
و مع هذا كله و إقرار السيوطي لابن الجوزي على وضعه ، فقد أورده في " الجامع
الصغير " من رواية ابن حبان ، فتعقبه المناوي في " فيضه " بقوله بعد أن ذكر قول
ابن حبان المتقدم :
" و حكاه عنه في " الميزان " و أورد له هذا الخبر ، ثم قال : هذا كذب . اهـ .
و به يعرف اتجاه جزم ابن الجوزي بوضعه ، و من ثم وافقه على ذلك المؤلف في "
مختصر الموضوعات " مع بيان ضعفه ، و ما صنعه المؤلف هنا من عزوه لمخرجه ابن
حبان و سكوته عما عقبه به غير صواب " .
و أقول : هذا التعقب و إن كان سليما في ذاته ، و لكنه شكلي بالنسبة للمناوي ،
فلا يكون له قيمة ، ذلك لأن في " الجامع " حديثا آخر بعد هذا برواية ( طس ) عن
أنس مثله إلا أنه قال :
" أربعين بدل ثلاثين " و زاد :
" ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر " .
و قد قال السيوطي في " الجامع الكبير " :
" و حسن " .
يشير بذلك إلى الهيثمي ، فإنه هو الذي حسنه ، فقال في مجمع " الزوائد " ( 10/63
) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " .
و نقله عنه السيوطي في رسالته " الأبدال " ( 2/460 - الفتاوى ) و كذلك نقله
المناوي في " الفيض " و تبنى تحسينه إياه في كتابه الآخر " التيسير " فقال دون
أن يعزوه لأحد :
" و إسناده حسن " !
قلت : فإذا كان حسنا عنده ; فما فائدة ذلك النقد الذي وجهه للحديث الأول و هو
موجود متنا في هذا الذي قواه ، بل و في زيادة على الأول كما رأيت ؟
و لكن هل أصاب الهيثمي و من تبعه في تحسين إسناده أم أخطأوا ؟ ذلك ما سيأتي
بيانه بإذن الله تعالى برقم ( 4341 ) ، و هو ولي التوفيق ، و الهادي إلى أقوم
طريق .
و اعلم أن أحاديث الأبدال كلها ضعيفة لا يصح منها شيء ، و بعضها أشد ضعفا من
بعض ، و قد سبق من حديث عبادة بن الصامت برقم ( 936 ) ، و تحته حديث عوف بن
مالك ، و سيأتي من حديث علي بن أبي طالب برقم ( 2993 ) .
ثم تتبعت أحاديث كثيرة من أحاديث الأبدال التي جمعها السيوطي في رسالته التي
سماها " الخبر الدال على وجود القطب و الأوتاد و النجباء و الأبدال " ، و تكلمت
على أسانيدها و كشفت عن عللها التي سكت السيوطي عنها ، و ذلك في آخر هذا المجلد
برقم ( 1474 - 1479 ) .

(3/391)

1393 - " كان يعجبه النظر إلى الأترج ، و كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/577 ) :

موضوع
و قد روي عن أبي كبشة ، و علي ، و عائشة ، و أنس ، و طاووس مرسلا .
1 - أما حديث أبي كبشة ، فيرويه بقية : حدثني أبو سفيان الأنماري عن حبيب بن
عبد الله بن أبي كبشة عن أبيه عن جده رفعه .
أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ( 2/357 ) و من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 3/9 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/148 ) و أبو العباس الأصم
في " حديثه " ( 1/140/ ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/299/2 ) و كذا
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22/339 ) .
ذكره ابن حبان في ترجمة أبي سفيان هذا ، و قال :
" يروي الطامات من الروايات " .
و به أعله ابن الجوزي و زاد :
" و قال أبو حاتم الرازي : مجهول " .
و كذا قال الذهبي في " الميزان " و الحافظ في " اللسان " .
قلت : و حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة لم أجد له ترجمة ، و ذكره الحافظ في "
التهذيب " تمييزا ، و لم يذكر فيه شيئا ، فهو في عداد المجهولين ، و لم يورده
في " التقريب " .
و قد خالفه إسماعيل بن أوسط البجلي عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه عن جده مرفوعا
به دون الشطر الأول منه .
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/50 ) .
كذا وقع فيه : " عن جده " و لعلها زيادة من بعض النساخ ، أو وهم من البجلي فإن
فيه ضعفا ، قال الذهبي :
" هو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل ، لا ينبغي أن يروى عنه ، و وثقه ابن معين
و غيره " .
و زاد الحافظ في " اللسان " :
" و قال الساجي : كان ضعيفا " .
و ذكره ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 6/30 - 31 ) .
و يرجح الأول ; أن لإسماعيل هذا حديثا آخر يرويه عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه
قال : لما كانت غزوة تبوك .. الحديث ، لم يذكر فيه : " عن جده " . أخرجه
الدولابي و الطبراني ( 22/340 - 341 ) و كذا أحمد ( 4/231 ) و البخاري في "
التاريخ " ( 1/1/346 ) ، أورده في ترجمة إسماعيل ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا .
و أما محمد بن أبي كبشة ; فذكره البخاري ( 1/1/176 ) برواية إسماعيل فقط عنه ،
و أما ابن حبان فقال في " الثقات " ( 5/371 ) :
" يروي عن أبيه ، و له صحبة - و اسم أبي كبشة : سعد بن عمر ، و يقال : عمر بن
سعد - و هو أخو عبد الله بن أبي كبشة ، روى عن محمد بن أبي كبشة سالم بن أبي
الجعد ، و قد قدم محمد بن أبي كبشة الكوفة ، فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط
البجلي ( الأصل : ( العجلي ) و هو خطأ ) و سالم بن أبي الجعد " .
و نقله الحافظ في " التعجيل " ، و لم يزد عليه شيئا .
و بالجملة فهذه الطريق علتها الجهالة ، و لم أجد من تكلم عليها . والله سبحانه
و تعالى أعلم .
2 - حديث علي ; يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبي عن أبيه عن جده
علي بن أبي طالب قال : فذكره .
أخرجه ابن حبان ( 2/122 ) و من طريقه ابن الجوزي و قالا :
" روى عن آبائه أشياء موضوعة ، لا يحل الاحتجاج به " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 5/1883 ) :
" روى أحاديث ليست مستقيمة ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و قال أبو نعيم :
" روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال الدارقطني : متروك " .
3 - حديث عائشة ; يرويه عمرو بن شمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي عنها به .
أخرجه ابن الجوزي ( 3/9 ) من طريق الحاكم بسنده عنه ، و قال :
" عمرو بن شمر ; قال يحيى : ليس بثقة ، و قال السعدي : كذاب ، و قال النسائي
و الدارقطني : متروك ، و قال ابن حبان : يروي الطامات عن الثقات ، لا يحل كتب
حديثه إلا على جهة التعجب " .
قلت : و لعله سرقه منه يحيى بن عبد الحميد الحماني ، فإنه معروف بالسرقة ، فقد
قال العقيلي في " ضعفائه " ( 4/413 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : قلت لأبي
: بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه النظر إلى الحمام ، فأنكروه عليه ، فرجع عن
رفعه ، فقال : " عن عائشة " ، فقال أبي :
" هذا كذب ، إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان . يعني أنه وضعه على هشام " .
زاد ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/165/2 ) :
" قلت : إن بعض أصحاب الحديث زعم أن أبا زكريا السيلحيني رواه عن شريك ؟ فقال :
كذب ، السيلحيني لا يحدث بمثل هذا ، هذا حديث باطل " .
4 - حديث أنس ، يرويه غنيم بن سالم عنه مرفوعا به إلا أنه لم يذكر الشطر الأول
، و ذكر بديله :
" و كان يعجبه القرع " .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2/257 ) و قال :
" و هو يغنم بن سالم بن قنبر " .
قلت : و هو متهم ، قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/145 ) :
" شيخ ، يضع الحديث على أنس بن مالك ، روى عنه نسخة موضوعة ، لا يحل الاحتجاج
به و لا الرواية عنه على سبيل الاعتبار " .
و قال ابن يونس :
" حدث عن أنس فكذب " .
5 - حديث طاووس يرويه عبد الرحمن بن بحر : حدثنا حازم بن جبلة بن أبي نضرة :
حدثني سالم الأصبهاني عن طاووس به .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/338 ) تعليقا فقال : حدث عمران بن
عبد الرحيم : حدثنا عبد الرحمن بن بحر .
قلت : و هذا إسناد مظلم مع إرساله ، ذكره في ترجمة سالم هذا ، و قال :
" روى عنه حازم بن جبلة بن أبي نضرة و قال : أراه سالم بن عبد الله ختن سعيد بن
جبير ، ذكره ابن منده " .
قلت : في " تاريخ البخاري الكبير " ( 2/2/115 و 184 - 186 ) و " الجرح
و التعديل " ( 2/2/18 و 120 ) جماعة يسمون ( سالم بن عبد الله ) و بعضهم لا
ينسبون ، و ليس فيهم من روى عن طاووس ، فالله يعلم من هو و ما حاله ؟
و حازم بن جبلة ; لم أجد له ترجمة .
و أما عمران بن عبد الرحيم ; فقد ترجمه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " (
ترجمة 314 - نسختي ) فقال :
" كان يرمى بالرفض ، كثير الحديث ، حدث عن عمرو بن حفص و غيره بعجائب " . و ذكر
أن وفاته كانت سنة ( 281 ) .
و في " الميزان " و " اللسان " :
" قال السليماني : فيه نظر ، و هو الذي وضع حديث أبي حنيفة عن مالك رحمهما الله
تعالى " .
قلت : فلعله هو المتهم في هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم ، والله سبحانه
و تعالى أعلم .
و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ، و لذلك
حكم ابن الجوزي بوضعه من الطرق الثلاثة الأولى ، و ليس خيرا منها ما بعدها ،
و قال الإمام أحمد :
" كذب " .
و أقر ذلك كله السيوطي في " اللآلي " ( 2/229 - 230 ) فلم يتعقبه بشيء ، و كذلك
صنع المناوي في " فيض القدير " ، فإنه أقر ابن الجوزي على وضعه ، ثم تناقضا ،
فأورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! و قال المناوي في " التيسير " :
" إسناده واه " !
( تنبيه ) : تقدم أن في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا :
" و كان يعجبه القرع " .
فاعلم أن هذه الجملة منه صحيحة عنه من طرق سقت بعضها في " الصحيحة " ( 2127 ) ،
و انظر كتابي الجديد " مختصر الشمائل المحمدية " ( 135 و 136 ) .

(3/392)

1394 - " لكل أمر مفتاح ، و مفتاح الجنة حب المساكين و الفقراء ، و هم جلساء الله يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/582 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 6/2375 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/146 -
147 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات ( 3/141 ) من طريق أحمد بن داود بن
عبد الغفار : حدثنا أبو مصعب : حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
و قال ابن حبان :
" موضوع " ، و أحمد بن داود كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل الإبانة
عن أمره ، لينكب حديثه " .
و كذا قال ابن الجوزي و زاد :
" و قال الدارقطني : هذا الحديث وضعه عمر بن راشد الجاري ( الأصل : الحارثي )
عن مالك ، و سرقه منه هذا الشيخ فوضعه على أبي مصعب " .
قلت : أبو مصعب هذا اسمه مطرف بن عبد الله المدني ، و في ترجمته ساق الحديث ابن
عدي مع أحاديث أخرى منكرة ، و قال عقبه :
" هذا منكر بهذا الإسناد جدا " .
فتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : هذه أباطيل حاشا مطرفا من روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ،
فكيف خفي هذا على ابن عدي ؟ فقد كذبه الدارقطني ، و لو حولت هذه إلى ترجمته كان
أولى " .
و ذكر نحوه الحافظ في ترجمة مطرف من " التهذيب " .
و مطرف هذا وثقه ابن سعد و ابن حبان و الدارقطني ، و أخرج له البخاري ، و قال
أبو حاتم :
" مضطرب الحديث صدوق " .
فمثله لا يتحمل هذا الحديث و إنما البلاء من الراوي عنه أحمد بن داود كما قال
الذهبي و العسقلاني ، فإنه لم يوثق مطلقا ، بل قال فيه ابن حبان كما تقدم :
" كان يضع الحديث " . و كذا قال ابن طاهر ، و لذا قال الذهبي في ترجمته من "
الميزان " و تبعه الحافظ في " اللسان " :
" هذا الحديث من أكاذيبه " .
و قد تقدم في كلام الدارقطني أنه سرقه من عمر بن راشد الجاري ، و قد ذكر
السيوطي في " اللآلي " أن رواية الجاري هذه رواها أبو الحسن بن صخر في " عوالي
مالك " و الخطيب في " رواة مالك " بإسناديهما عنه . قال ( 2/324 ) :
" و أخرجه ابن لال في " مكارم الأخلاق " و ابن عدي " .
قلت : ابن عدي لم يخرجه من طريق الجاري ، و إنما من طريق أحمد بن داود كما تقدم
، و قد قال فيه الحاكم و أبو نعيم :
" يروي عن مالك أحاديث موضوعة " .
و قال الدارقطني :
" كان يتهم بوضع الحديث على الثقات " .
و الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " فذكره فيه برواية ابن لال
فقط مع أنه أقر ابن الجوزي على وضعه كما تقدم ! و كذلك أقره المناوي في " الفيض
" بقوله :
" و أورده ابن الجوزي من عدة طرق ، و حكم عليه بالوضع " .
لكن قوله : " من عدة طرق " ليس بدقيق ، لأنه ليس له إلا الطريق التي وضعها
الجاري عن مالك ، ثم سرقها منه أحمد بن داود فرواه عن أبي مصعب عن مالك ، فهل
يقال في مثل هذا :
" من عدة طرق " ؟
و الأعجب من ذلك أنه لم يصرح بوضعه في " التيسير " و إنما اقتصر على قوله :
" و فيه متهم " !
( تنبيه ) : ذكرت فيما سبق أن مطرفا أبا مصعب ثقة ، فما وقع في التعليق على
ترجمته في " الكامل " معزوا للتهذيب :
" كذبه الدارقطني " !
فهو كذب مخالف للواقع في " التهذيب " و غيره ، فقد تقدم ما قاله الذهبي في أن
البلاء في هذا الحديث من أحمد بن داود . قال : فقد كذبه الدارقطني . و قلت ثمة
: و ذكر نحوه الحافظ .. و الآن أذكر نص كلامه في ذلك ليتبين القارىء كيف وقع
هذا الخطأ الفاحش ! قال الحافظ في ترجمة مطرف ( 10/175 - 176 ) :
" ذكره ابن عدي في " الكامل " و قال : يأتي بمناكير . ثم ساق له أحاديث بواطيل
من رواية أحمد بن داود أبي صالح الحراني عنه ، و أحمد كذبه الدارقطني ،
و الذنب له فيها لا لمطرف " .

(3/393)

1395 - " أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/584 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في الجزء الثاني من كتابه " مختصر مكارم الأخلاق " ( ورقة 158 -
مجموع الظاهرية - 81 ) و رقم ( 139 - طبعة المغرب ) من طريق الوليد بن سفيان
القطان البصري : حدثنا عبيد بن عمرو الحنفي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : ابن جدعان ، فإنه ضعيف معروف به .
و الأخرى : عبيد بن عمرو الحنفي ضعفه الدارقطني و الأزدي ، قال الذهبي :
" أورد له ابن عدي حديثين منكرين " .
قلت : و هذا أحدهما ، و لفظه :
" رأس العقل بعد .. " إلخ . و سيأتي برقم ( 3631 ) .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " المكارم "
، و بيض له المناوي في " فيض القدير " فلم يتكلم عليه بشيء ، و أما في "
التيسير " فقال :
" إسناده حسن " !
و هذا مما لا وجه له البتة كما يتبين للقارىء من التحقيق المتقدم ، و هو من
الأدلة الكثيرة على أن كتابه هذا ليس في الدقة و تحري الصواب ككتابه الأول : "
الفيض " ، بل هو في كثير من الأحيان ، يخالف فيه تحقيقه في الأول . و المعصوم
من عصمه الله عز وجل .

(3/394)

1396 - " للمرأة ستران : القبر و الزوج . قيل : و أيهما أفضل ؟ قال : القبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/271/2 ) و في " الصغير " ( 448 -
الروض النضير ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( ق 115/2 ) و اللفظ له ، و من طريقه
ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14/372/1 ) و كذا ابن الجوزي في " الموضوعات " (
3/237 ) عن خالد بن يزيد : حدثنا أبو روق الهمداني عن الضحاك عن ابن عباس
مرفوعا . و قال ابن الجوزي :
" حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المتهم به خالد ، و هو خالد
ابن يزيد عن أسد القسري ، قال ابن عدي : أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متنا
و لا سندا " .
قلت : و كذلك قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/15/424 ) :
" لا يتابع على حديثه " .
و قال أبو حاتم :
" ليس بالقوي " .
و ذكر الطبراني أنه تفرد به .
و فيه علة أخرى ، و هي الانقطاع بين الضحاك - و هو ابن مزاحم - و ابن عباس ;
فإنه لم يلقه ; كما تقدم غير مرة .
و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي بأن له شاهدا من حديث علي رضي الله عنه ، و ما
أظن ذلك يفيده قوة كما يأتي بيانه في الحديث التالي :
" للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر
القبر تسع عورات " .

(3/395)

1397 - " للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر
القبر تسع عورات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) :

منكر
أخرجه الديلمي من طريق إبراهيم بن أحمد الحسني : حدثنا الحسين بن محمد الأشقر
عن أبيه محمد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد عن أبيه عن أبيه الحسن بن الحسن
ابن علي عن الحسن عن علي مرفوعا .
ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 2/438 ) شاهدا للذي قبله ، و سكت عنه هو و ابن
عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/372 - 373 ) .
و أقول : إسناده مظلم ، من دون محمد الأشقر لم أعرفهم ، و شيخه عبد الله بن
محمد ; الظاهر أنه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي
قال الحافظ :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث .
و من فوقهم من أهل البيت معروفون بالصدق ، و مترجمون في " التهذيب " ، فالعلة
ممن دونهم .

(3/396)

1398 - " لو دعي بهذا الدعاء على شيء بين المشرق و المغرب في ساعة من يوم الجمعة
لاستجيب لصاحبه : لا إله إلا أنت ، يا حنان يا منان ! يا بديع السماوات و الأرض
! يا ذا الجلال و الإكرام ! " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/586 ) :

موضوع
رواه الخطيب في " التاريخ " ( 4/116 ) عن خالد بن يزيد العمري أبي الوليد :
حدثنا ابن أبي ذئب قال : حدثنا محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله
يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، رجاله كلهم ثقات غير خالد هذا ، قال ابن حبان في " الضعفاء
و المتروكين " ( 1/284 - 285 ) :
" شيخ ينتحل مذهب أهل الرأي ، منكر الحديث جدا ، أكثر عنه أصحاب الرأي ، لا
يشتغل بذكره لأنه يروي الموضوعات عن الأثبات " .
و قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/18 ) :
" يحدث بالخطأ ، و يحكي عن الثقات ما لا أصل له " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 3/890 ) :
" عامة أحاديثه مناكير " .
و قال الذهبي :
" كذبه أبو حاتم و يحيى " .
و ساق له في " الميزان " و " اللسان " بعض بلاياه و وضعه ! و هذا من أحاديث "
الجامع الصغير " ، و بيض له المناوي في " شرحيه " ، فكأنه لم يقف على إسناده .

(3/397)

1399 - " إذا مدح الفاسق غضب الرب ، و اهتز لذلك العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/587 ) :

منكر
رواه أبو الشيخ الأصبهاني في " العوالي " ( 2/32/1 ) عن أبي يعلى و ابن عدي في
" الكامل " ( 3/1307 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/277 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 7/298 و 8/428 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/59/1 ) و ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " ( 7/2/2 ) من طريق سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس عن
أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : أبو خلف هذا ، قال الذهبي في " الميزان " :
" كذبه يحيى بن معين ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" قيل : اسمه حازم بن عطاء ، متروك ، و رماه ابن معين بالكذب " .
قلت : فقول الحافظ في " الفتح " ( 10/478 ) - و عزاه لأبي يعلى و ابن أبي
الدنيا في " الصمت " - :
" و في سنده ضعف " .
فهو منه تساهل أو تسامح في التعبير ، لأنه لا يعطي أنه شديد الضعف كما يعطيه
قوله في ترجمة أبي خلف : " متروك " . و ما نقله المناوي عنه أنه قال : " سنده
ضعيف " ; لعله في مكان آخر من " الفتح " و إلا فهو تصرف من المناوي غير جيد .
الثانية : سابق بن عبد الله ، رجح الحافظ في " اللسان " أنه واه ، و أنه غير
الرقي ، و في ترجمته ساق الذهبي حديثه هذا في كل من " الميزان " و " الضعفاء "
، و قال :
" و هذا خبر منكر " .
هذا ، و لفظ أبي نعيم :
" إن الله عز وجل يغضب إذا مدح الفاسق " .
و هو رواية للبيهقي . و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/139 ) :
" رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " و البيهقي في " الشعب " من حديث أنس ،
و فيه أبو خلف خادم أنس ; ضعيف " .
و زاد في التخريج في موضع آخر : " ابن عدي و أبو يعلى " .
و لم أره في " مسند أبي يعلى " و لا في " مجمع الهيثمي " و هو على شرطه ،
فالظاهر أنه في " مسنده الكبير " و قد عزاه إليه الحافظ في " المطالب العالية "
( 3/3 ) .
و الحديث روي هكذا مختصرا دون ذكر اهتزاز العرش من حديث بريدة مرفوعا .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1917 ) من طريق محمد بن صبيح الأغر ( الأصل :
الأعز و هو خطأ مطبعي ) : حدثنا حاتم بن عبد الله عن عقبة الأصم عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
ساقه في جملة أحاديث لعقبة - و هو ابن عبد الله الأصم الرفاعي البصري - و قال
فيه :
" و له غير ما ذكرت ، و بعض أحاديثه مستقيمة ، و بعضها مما لا يتابع عليه " .
و روى عن ابن معين أنه قال فيه :
" ليس بشيء " . و في رواية : " و ليس بثقة " .
و عن عمر بن علي قال :
" كان ضعيفا واهي الحديث ، ليس بالحافظ " .
قلت : و الراوي عنه حاتم بن عبد الله أورده ابن حبان في " الثقات " ( 8/211 )
و قال :
" يخطىء " .
و وقع عند ابن أبي حاتم ( 1/2/260 ) و أبي نعيم فيما يأتي " حاتم بن عبيد الله
" ، و قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
" نظرت في حديثه ، فلم أر فيه مناكير " .
و محمد بن صبيح الأغر قال الخطيب في " التاريخ " ( 5/373 ) :
" يكنى أبا عبد الله ، و يعرف بـ ( الأغر ) ، و هو موصلي لا بغدادي ، حدث عن
المعافى بن عمران و سابق الحجام ، و العباس بن الفضل الأنصاري . روى عنه علي بن
حرب الموصلي و كانت وفاته في سنة ثمان و عشرين و مائتين " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أنا أظن أنه الذي في " الميزان "
و " اللسان " :
" محمد بن صبيح ، عن عمر بن أيوب الموصلي ، قال الدارقطني : ضعيف الحديث " .
و لعل مما يدل على ضعفه أنه قد خالفه في متن هذا الحديث و لفظه أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن يزيد الأخوين قال : حدثنا حاتم بن عبيد الله : حدثنا عقبة
ابن عبد الله الأصم .. فذكره بلفظ :
" إذا قال الرجل للفاسق : يا سيدي فقد أغضب ربه " .
أخرجه الحاكم و الخطيب في " التاريخ " .
و هو بهذا اللفظ صحيح ، لأنه قد تابعه قتادة عن عبد الله بن بريدة به نحوه ،
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 371 و 1389 ) .
و من هذا التخريج و التحقيق يتبين خطأ عزو السيوطي لحديث الترجمة لرواية ابن
عدي عن بريدة و متابعة المناوي إياه ، فقد علمت أنه ليس في حديثه ذكر العرش
مطلقا فاقتضى التنبيه .
و شيء آخر ، فقد وقع في متن " التيسير " :
( عد ، عن أبي هريرة ) .
فذكر أبا هريرة بدل بريدة ، و هو خطأ مطبعي ، والله أعلم .
و خطأ مطبعي آخر وقع في تعليق الشيخ الأعظمي على " المطالب العالية " ، فإنه
عزاه للحاكم ( 2/154 ) ، و ليس له ذكر في هذا المجلد و صفحته ، و الصواب (
4/311 ) .
( تنبيه ) : لقد سبق تخريج هذا الحديث برقم ( 596 ) و لكن قدر الله أن أعيد
تخريجه هنا بزيادة تذكر ، و فائدة أكثر ، و الحمد لله عز وجل .

(3/398)

1400 - " ألا إن رحى الإسلام دائرة ، قيل : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : اعرضوا
حديثي على الكتاب ، فما وافقه فهو مني ، و أنا قلته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/590 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 1429 ) بإسناد الحديث المتقدم (
1384 ) عن ثوبان .
و هو إسناد ضعيف جدا كما سبق بيانه هناك .
و عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " للطبراني و سمويه عن ثوبان ، و أورد في "
الجامع الصغير " من رواية الطبراني وحده الشطر الثاني منه ، و هو اختصار لا وجه
له ، بل كان عليه أن لا يورده فيه مطلقا ، لأن هذا القدر منه باطل يقينا ، فإنه
من وضع الزنادقة و الملاحدة ، أو ممن تأثر بهم و استجابوا لضلالتهم ، شعروا
بذلك أو لم يشعروا ! كطائفة الخوارج و الإباضية ، و من جرى مجراهم في تحكيمهم
لأهوائهم ، فقد أورده الربيع بن حبيب إمام الإباضية في كتابه الذي سماه بعضهم
- على قاعدة : يسمونها بغير اسمها - : " الجامع الصحيح - مسند الإمام الربيع "
، و اعتمد عليه المسمى عز الدين بليق ، فنقل منه أحاديث كثيرة ، منها هذا
الحديث فأورده في منهاجه الذي سماه على القاعدة المذكورة " منهاج الصالحين " !
( رقم 1387 ) ، و هو كتاب ضخم عجيب في أسلوب تأليفه أو طريقة جمعه ، فإنه عبارة
عن فصول مختلفة مسروقة من كتب متعددة مصورة منها تصويرا ببعض الآلات الحديثة
مثل ( الأوفست ) ، و لذلك تراه كشكولا من حيث نوعية أحرفه و سطوره ، فبعضه كبير
و بعضه صغير ، و بعضه طويل و بعضه فصير ! ! و لذلك نجد فيه من البحوث المتناقضة
العجب العجاب ، لأنها لا تمثل رأي ملفقها ( بليق ) و إنما الذين سرقها منهم ،
و لذلك فمنها النافع و منها الضار ، و من أبرز ما فيه من النوع الثاني و أسوئه
كثرة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة فيه ، و من مكره إن لم نقل كذبه أنه كساها
ثوب الصحة بزعمه في مقدمته : إنه استبعد منه الأحاديث الضعيفة و الموضوعة !
و لذلك كنت شرعت في الرد عليه في هذه الدعوى الكاذبة و غيرها حين وجدت المناسبة
و الظروف المواتية ، و تعهد بعضهم بنشره ، و فعلا نشر من أوله ثلاث مقالات
متتابعة في جريدة ( الرأي ) ، ثم لم يتح لبقيتها النشر لأسباب لا تخفى على أهل
العلم ، و لقد كان مما انتقدته منها هذا الحديث الباطل المخالف للكتاب و السنة
معا كما بينه علماؤنا رحمهم الله تعالى . من ذلك قول ابن عبد البر في " باب
موضع السنة من الكتاب و بيانها له " من كتابه القيم " جامع بيان العلم و فضله "
، قال ( 2/190 - 191 ) :
" و قد أمر الله عز وجل بطاعته و اتباعه أمر مجملا لم يقيد بشيء ، كما أمرنا
باتباع كتاب الله ، و لم يقل : وافق كتاب الله ، كما قال بعض أهل الزيغ ، قال
عبد الرحمن بن مهدي :
" الزنادقة و الخوارج وضعوا ذلك الحديث .. " فذكره بنحوه ثم قال :
" و هذه الألفاظ لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بصحيح النقل من
سقيمه ، و قد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم و قالوا . نحن نعرض هذا الحديث
على كتاب الله قبل كل شيء و نعتمد على ذلك ، قالوا : فلما عرضناه على كتاب الله
وجدناه مخالفا لكتاب الله ; لأنا لم نجد في كتاب الله أن لا يقبل من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله ، بل وجدنا كتاب الله يطلق
التأسي به و الأمر بطاعته ، و يحذر المخالفة عن أمره جملة على كل حال " .
و لقد أطال النفس في الكلام على طرق هذا الحديث ، و بيان بطلانه ، و أنه من وضع
الزنادقة ; الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه " الإحكام في أصول الأحكام
" ( 2/76 - 82 ) فشفى و كفى جزاه الله خيرا ، و من ذلك قوله :
" إنه لا يقول هذا إلا كذاب زنديق كافر أحمق ، إنا لله و إنا إليه راجعون على
عظم المصيبة بشدة مطالبة الكفار لهذه الملة الزهراء ، و على ضعف بصائر كثير من
أهل الفضل يجوز عليهم مثل هذه البلايا ; لشدة غفلتهم ، و حسن ظنهم لمن أظهر لهم
الخير " .
و لقد صدق رحمه الله و أجزل ثوابه ، فهذا هو المثال بين يديك ، فقد أورده
السيوطي في " الجامع الصغير " الذي ادعى في مقدمته أنه صانه عما تفرد به وضاع
أو كذاب ! و لما ذكره في " الجامع الكبير " ( 3487 ) برواية الطبراني أيضا لم
يزد على ذلك إلا قوله :
" و ضعف " !
و تبعه المناوي على ذلك في " شرحيه " ! ثم اللجنة الأزهرية القائمة على التعليق
على " الجامع الكبير " ! فاعتبروا يا أولي الأبصار .

(3/399)

1401 - " يقبل الجبار تعال يوم القيامة ، فيثني رجله على الجسر ، فيقول : وعزتي وجلالي
لا يجاوزني ظالم ، فينصف الخلق بعضهم من بعض ، حتى إنه لينصف الشاة الجماء من
العضباء بنطحة نطحتها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " بالسند المشار إليه قبله .
لكن جملة الشاة صحيحة ، جاءت في أحاديث عديدة بعضها صحيح ، و قد سبقت الكثير
الطيب منها في " الصحيحة " ، فانظرها برقم ( 1588 ، 1966 ) .
و قوله فيه : " فيثني رجله " منكر جدا في نقدي ، فإني لا أعرف له شاهدا فيما
عندي ، و لا أجد فيه طلاوة الكلام النبوي ، والله سبحانه و تعالى أعلم .

(3/400)

1402 - " سيكون أقوام من أمتي يتعاطون فقهاؤهم عضل المسائل ، أولئك شرار أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني بالإسناد المشار إليه آنفا .

(3/401)

1403 - " لو جاءت العسرة حتى تدخل هذا الجحر ، لجاءت اليسرة حتى تخرجه ، فأنزل الله
تبارك و تعالى : *( إن مع العسر يسرا )* "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/593 ) :

ضعيف جدا
رواه البزار ( 2288 ) و ابن عدي في الكامل ( 80/2 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1/107 ) و الحاكم ( 2/255 ) عن حميد بن حماد : حدثنا عائذ بن شريح
قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا
ينظر إلى جحر بحيال وجهه فقال : فذكره و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن عائذ غير حميد بن حماد ، و هو يحدث عن الثقات بالمناكير ،
و هو على قلة حديثه لا يتابع عليه " .
و قال الحاكم :
" حديث عجيب ، غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : تفرد به حميد بن حماد عن عائذ ، و حميد منكر الحديث كعائذ " .
و قد روي عن ابن مسعود ، و لكنه واه جدا .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/59/1 ) عن يزيد بن هارون : أنا أبو مالك
النخعي عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عنه به نحوه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبو مالك النخعي و هو الواسطي متروك كما قال
الحافظ .
و ذكر الحافظ ابن كثير في " التفسير " أن شعبة رواه عن معاوية بن قرة عن رجل عن
عبد الله بن مسعود موقوفا .
رواه ابن جرير في " تفسيره " ( 30/151 ) .
و رجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم .
و أما حديث : " لن يغلب عسر يسرين " فقد جاء مرسلا ، و سيأتي تخريجه برقم (
4342 ) مع بيان جهل من صححه ممن اختصر تفسير ابن كثير ، و هو الشيخ الصابوني
الحلبي .
و قد صنع مثله ابن بلده الشيخ الرفاعي فأورد حديث عائذ هذا في " مختصره " أيضا
( 4/404 ) ، مع تصريحه أيضا في مقدمته بأنه التزم فيه الصحيح من الحديث ، بل إن
صنيعه أسوأ من صنيع الصابوني ; لأن هذا الحديث قد ضعفه ابن كثير و بين علته
بقوله عقبه و قد عزاه لابن أبي حاتم و البزار الذي قال :
" لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح " ; فقال ابن كثير :
" قلت : و قد قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف " .
فأين الالتزام المزعوم يا نسيب ؟ فاتق الله في حديث نبيك صلى الله عليه وسلم ،
و لا تدع ما لا تحسنه .

(3/402)

1404 - " كل مشكل حرام ، و ليس في الدين إشكال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) :

موضوع
رواه الروياني في " مسنده " ( ق 163/2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (
1259 - بغداد ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 96/1 ) و إسحاق بن إسماعيل الرملي
في " حديث آدم بن أبي إياس " ( ق 4/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 10/2
) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن
تميم الداري مرفوعا ، و قال ابن عدي :
" لا يروى إلا عن حسين هذا بهذا الإسناد ، و هو ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين
على حديثه " .
قلت : و قد كذبه مالك و أبو حاتم و ابن الجارود .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/244 ) :
" يروي عن أبيه عن جده بنسخة موضوعة " .
ثم ساق له هذا الحديث و قال :
" و ليس تحفظ هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح " .

(3/403)

1405 - " تسحروا و لو بشربة من ماء ، و أفطروا و لو على شربة ماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 96/1 ) عن أبي بكر بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن
جده عن علي مرفوعا . و قال ابن عدي :
" الحسين هذا ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين على حديثه " .
قلت : و لذلك كذبه جماعة من الأئمة كما تقدم في الحديث السابق .
نعم ، الجملة الأولى منه صحيحة ، فقد روي من حديث أنس في " المختارة " للمقدسي
، و ابن عمرو عند ابن حبان في " صحيحه " ( 884 ) ، و أبي سعيد الخدري عند أحمد
( 3/12 و 44 ) ، و جابر عند ابن أبي شيبة ( 2/147/1 ) و الطبراني في " الأوسط "
( 3911 ) ، و أبي أمامة عند الخلال في " جزء من أدركهم من أصحاب ابن منده " (
148/2 ) ، و ابن عساكر عن عبد الله بن سراقة كما في " الجامع " ، و أسانيدها
و إن كانت لا تخلو من ضعف فمجموعها يعطي لها قوة ، لا سيما و إسنادها عند ابن
حبان حسن ، والله أعلم .

(3/404)

1406 - " في أبوال الإبل و ألبانها شفاء للذربة بطونهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني ( 3/185/1 ) عن ابن لهيعة : نا عبد الله بن هبيرة عن حنش عن
ابن عباس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو نعيم في " الطب " ( 9 - 10 نسخة السفرجلاني ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . و فيه علتان :
الأولى : حنش هذا اسمه الحسين بن قيس ، و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب
" .
و الأخرى : ابن لهيعة و اسمه عبد الله و هو ضعيف .

(3/405)

1407 - " عليكم بأبوال الإبل البرية و ألبانها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 4/10/1 - 2 ) من طريق دفاع بن دغفل السدوسي عن
عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده صهيب الخير قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، دفاع و شيخه عبد الحميد كلاهما ضعيف .

(3/406)

1408 - " من احتجم يوم السبت و الأربعاء ، فرأى وضحا ، فلا يلومن إلا نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 98/2 ) من طريق حسان بن سياه مولى عثمان بن عفان
: حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أورده في جملة أحاديث ساقها لحسان هذا ثم قال :
" و عامتها لا يتابعه غيره عليه ، و الضعف يتبين على رواياته و حديثه " .
قلت : و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/267 ) :
" منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه " .
قلت : فهو بهذا الإسناد ضعيف جدا و قد روي من حديث أبي هريرة أيضا ، و لا يصح
كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى ( 1524 ) .

(3/407)

1409 - " من احتجم يوم الخميس ، فمرض فيه ; مات فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) :

منكر جدا
رواه ابن عساكر ( 2/397/2 ) عن أحمد بن محمد بن نصر الضبعي : نا أحمد بن محمد
ابن الليث : نا منصور بن النضر : حدثنا إسحاق بن يحيى بن معاذ قال : كنت عند
المعتصم أعوده فقلت : يا أمير المؤمنين أنت في عافية . قال : كيف تقول و قد
سمعت الرشيد يحدث عن أبيه المهدي عن أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن ابن
عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، مسلسل بمن لا تعرف حالهم :
1 - إسحاق هذا، أورده الحافظ في ترجمته و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
2 - و منصور بن النضر ، قال الخطيب ( 3/82 ) :
" من شيعة المنصور " .
ثم ساق له حديثا آخر ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
3 - و أحمد بن محمد بن الليث ، كناه الخطيب ( 5/84 ) أبا الحسن ، ثم ساق له
حديثا آخر و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
4 - و أحمد بن محمد بن نصر الضبعي كناه الخطيب ( 5/108 ) أبا بكر ، و قال :
" روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني و ذكر أنه سمع منه بالرقة " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا " .
و الحديث عندي منكر جدا . والله أعلم . و قد أورده السيوطي في " الجامع " من
رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء في كل من كتابيه "
الفيض " و " التيسير " ! فكأنه لم يقف على إسناده .

(3/408)

1410 - " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر ، كان دواء لداء السنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/597 ) :

منكر
أخرجه ابن عدي ( 144/2 ) و عنه البيهقي ( 9/340 ) من طريق سلام بن سلم الطويل
عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم . و قال البيهقي :
" سلام الطويل متروك ، و روي عن زيد كما أخبرنا .. " .
ثم ساقه بإسناده عن هشيم عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس رفعه .. فذكره .
قلت : و زيد العمي ضعيف ، و هشيم ثقة ، و لكنه مدلس . فقول الذهبي في " المهذب
" :
" إسناده جيد مع نكارته " . نقله المناوي في " الفيض " و أقره !
فغير جيد ، كيف و هو قد أورد زيدا هذا في " كتاب الضعفاء و المتروكين " و قال :
" ليس بالقوي " !
ثم قال البيهقي :
" و رواه أبو جزي نصر بن طريف بإسنادين له عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ،
و هو متروك لا ينبغي ذكره " .
و سيأتي الحديث بزيادة في التخريج و التحقيق برقم ( 5575 ) .

(3/409)

1411 - " إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 9/341 ) من طريق عبد الله بن صالح : حدثنا عطاف بن خالد ، عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و قالا :
" عطاف ضعيف " .
قلت : و مثله عبد الله بن صالح ، و هو كاتب الليث المصري فإنه قد تكلموا فيه من
قبل حفظه . ثم قال البيهقي :
" و روى يحيى بن العلاء الرازي و هو متروك بإسناد له عن الحسين بن علي فيه
حديثا مرفوعا ، و ليس بشيء " .
قلت : قد وقفت عليه و هو :
" إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " .

(3/410)

1412 - " إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) :

موضوع
أخرجه أبو يعلى ( 317/2 ) : حدثنا جبارة : حدثنا يحيى بن العلاء عن زيد بن أسلم
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته يحيى بن العلاء ، قال أحمد :
" كذاب يضع الحديث " .
و قد ذكرت له فيما سبق غير ما حديث ، منها :
" أحبوا العرب لثلاث .... " ( 360 ) .
و هو متفق على تضعيفه .
و تقدم آنفا قول البيهقي فيه : " متروك " ، و في حديثه هذا :
" ليس بشيء " .
و لذلك فقد أصاب ابن الجوزي بإيراده لهذا الحديث في " الموضوعات " بقدر ما أخطأ
السيوطي في ذكره إياه في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى . و لم يصنع شيئا
بتعقبه ابن الجوزي بقوله في " اللآلي " ( 2/411 ) و تبعه ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 2/359 ) :
" قلت : له شاهد . قال البيهقي .. " .
ثم ساق الحديث الذي قبله ، لأنه مع ضعفه ، ليس فيه ذكر الموت ، خلافا لهذا .
فتأمل .

(3/411)

1413 - " ذروا الحسناء العقيم ، و عليكم بالسوداء الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم حتى
بالسقط محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة . فيقول : حتى يدخل
والدي معي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/599 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 98/2 ) من طريق أبي يعلى عن عمرو بن حصين : حدثنا حسان بن سياه
: حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله مرفوعا و قال :
" لا يرويه عن عاصم غير حسان بن سياه ، و عامة حديثه لا يتابع عليه و الضعف بين
على رواياته " .
قلت : و كلام ابن حبان فيه يدل على أنه شديد الضعف ، و قد ذكرته قريبا تحت
الحديث ( 1409 ) . لكن الراوي عنه عمرو بن حصين شر منه ، فقد اتهم بالوضع كما
تقدم غير مرة ، و لذلك فقد أساء السيوطي بذكره للحديث في " الجامع الصغير " من
رواية ابن عدي ! و لكنه أساء مرة أخرى ، فإنه لم يورده بتمامه ، و إنما إلى
قوله : " الولود " ! فأوهم أنه كذلك عند ابن عدي ، و شاركه في هذا المناوي فإنه
قال :
" و زاد أبو يعلى في روايته : فإني مكاثر ... " .
فأوهم أن هذه الزيادة ليست عند ابن عدي ! فكأنه لم يقف عليه عنده ، أو أنه لم
يتنبه أنه تلقاه من أبي يعلى ، و الأول أقرب عندي . والله تعالى أعلم .
ثم تعقب السيوطي لسكوته عليه ، فقال بعد أن ذكر تجريح ابن عدي المذكور لحسان
نقلا عن " اللسان " :
" و به يعرف أن سكوت المصنف على عزوه لابن عدي و حذفه من كلامه إعلاله غير صواب
" .
قلت : و مثل هذا السكوت يكثر من السيوطي رحمه الله تعالى و من غيره أيضا ،
و هذا شيء ابتلي به المتأخرون كثيرا ، و لا يكاد ينجو منه إلا القليل ، و ليس
ذلك من النصح في شيء . والله تعالى هو المستعان .

(3/412)

1414 - " أقل الحيض ثلاث ، و أكثره عشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/600 ) :

منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( ق 36/1 - رقم 593 - مصورتي ) : حدثنا أحمد قال :
حدثنا محرز بن عون و الفضل بن غانم قالا : نا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن
العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال :
" لم يروه عن مكحول إلا العلاء " .
قلت : وقع في الإسناد أنه العلاء بن كثير كما ترى ، و في " المعجم الكبير "
خلافه فقال ( 8/152/7586 ) : حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي : حدثنا الفضل بن
غانم : حدثنا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن العلاء بن حارث عن مكحول به .
و لم يتنبه الهيثمي لهذا الاختلاف الذي وقع في المعجمين في اسم والد العلاء ،
فجعله واحدا في كلامه على إسنادهما فقال في " مجمع الزوائد " ( 1/280 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عبد الملك الكوفي عن العلاء
ابن كثير ، لا ندري من هو ؟ " .
و قلده المعلق على " المعجم الأوسط " ( 1/356 ) فنقله عنه بالحرف الواحد و لم
يزد عليه حرفا واحدا ، و هكذا كل أو جل تعليقاته عليه ليس فيها شيء من العلم
الذي يستحق به أن يكتب عليه : تحقيق الدكتور فلان ، فالله المستعان على تحقيقات
بل تجارات دكاترة آخر الزمان ! !
و اعلم أن الفرق بين العلاءين فرق شاسع ، فابن كثير و هو الليثي الدمشقي متهم ،
قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك رماه ابن حبان بالوضع " .
و أما ابن الحارث ، و هو الحضرمي الدمشقي ; فهو ثقة ، قال الحافظ :
" صدوق ، فقيه لكن رمي بالقدر و قد اختلط " .
قلت : و الراجح عندي أنه الأول ، و ذلك لسببين :
الأول : أن السند بذلك صحيح إلى حسان بن إبراهيم فإن راويه عنه محرز بن عون ثقة
من رجال مسلم ، و كذلك شيخ الطبراني أحمد الراوي عنه ، و هو أحمد بن القاسم بن
مساور أبو جعفر الجوهري ثقة ، مترجم في " تاريخ بغداد " ( 4/349 - 350 ) ،
بخلاف إسناد " كبير الطبراني " فإنه لا يصح إلى حسان ، فقال المناوي في " الفيض
" :
" و فيه أحمد بن بشير الطيالسي ، قال في " الميزان " : لينه الدارقطني ،
و الفضل بن غانم قال الذهبي : قال يحيى : ليس بشيء ، و مشاه غيره ، و العلاء بن
الحارث قال البخاري : منكر الحديث " .
قلت : و هذا الأخير منه وهم ، فإن البخاري إنما قال ما ذكر في العلاء بن كثير ،
و ليس العلاء بن الحارث .
و الآخر : أن العلماء أعلوا الحديث بابن كثير ، و ابن حبان ذكره في ترجمته من
كتابه " الضعفاء " فقال ( 2/181 - 182 ) :
" العلاء بن كثير مولى بني أمية ، من أهل الشام ، يروي عن مكحول و عمرو بن شعيب
، روى عنه أهل الشام و مصر ، و كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يحل
الاحتجاج بما روى و إن وافق فيها الثقات ، و من أصحابنا من زعم أنه العلاء بن
الحارث ، و ليس كذلك لأن العلاء بن الحارث حضرمي من اليمن ، و هذا من موالي بني
أمية ، و ذاك صدوق ، و هذا ليس بشيء في الحديث ، و هو الذي روى عن مكحول عن أبي
أمامة .. " .
قلت : فذكر الحديث بأتم منه .
ثم ساق إسناده هو و ابن عدي في " الكامل " ( ق 99/1 ) و الدارقطني في " سننه "
( ص 80 ) و عنه ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ( 1/384 ) و البيهقي (
1/326 ) من طرق عن حسان بن إبراهيم الكرماني قال : نا عبد الملك قال : سمعت
العلاء قال : سمعت مكحولا به مطولا و لفظه :
" أقل ما يكون الحيض للجارية البكر و الثيب التي أيست من المحيض ثلاثا ، و أكثر
ما يكون الحيض عشرة أيام ، فإذا زاد الدم أكثر من عشرة فهي مستحاضة ، يعني ما
زاد على أيام أقرائها ، و دم الحيض لا يكون إلا دما أسود عبيطا يعلوه حمرة ،
و دم المستحاضة رقيق تعلوه صفرة ، فإن كثر عليها في الصلاة فلتحتش كرسفا ، فإن
غلبها في الصلاة فلا تقطع الصلاة و إن قطر ، و يأتيها زوجها ، و تصوم " .
و قال الدارقطني و تبعه البيهقي و ابن الجوزي :
" عبد الملك هذا مجهول ، و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث ، و مكحول لم يسمع
من أبي أمامة شيئا " .
و أما ابن عدي فأعله بالكرماني ، فإنه أورده في ترجمته فيما أنكر عليه و قال :
" و هو عندي من أهل الصدق ، إلا أنه يغلط في الشيء ، و ليس ممن يظن به أنه
يتعمد في باب الرواية إسنادا و متنا ، و إنما هو وهم منه ، و هو عندي لا بأس به
" .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
قلت : فالعلة - والله أعلم - ممن فوقه ، إما عبد الملك شيخه ، و هو مجهول ،
و إما العلاء بن كثير المتهم ، و هو ليس عليه بكثير .
و قد ابتلي بهذا الحديث بعض متعصبة الحنفية من المتقدمين و المتأخرين ، منهم
ابن التركماني فقد حاول أو على الأقل أوهم أنه صحيح ! فقال في " الجوهر النقي "
متعقبا على البيهقي قوله المتقدم : " و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث " :
" قلت : لم ينسب العلاء في هذه الرواية ، و قول الدارقطني : هو ابن كثير يعارضه
أن الطبراني روى هذا الحديث ، و فيه العلاء بن حارث ، و قال أبو حاتم : ثقة لا
أعلم أحدا من أصحاب مكحول أوثق منه .. " إلخ .
قلت : و هذه المعارضة لا قيمة لها البتة ، و ذلك بين مما شرحته آنفا لولا
التعصب المذهبي الأعمى ، الذي يحاول قلب الحقائق العلمية لتتفق مع الأهواء
المذهبية دائما ، و لكن لا بأس من تلخيص ذلك من وجوه :
الأول : أن الطبراني له إسنادان إلى العلاء ، في أحدهما التصريح بأنه ابن كثير
الواهي ، و في الآخر أنه ابن الحارث الثقة ، فإطلاق العزو للطبراني بهذا لا
يخفى على اللبيب ما فيه من الإيهام المخالف للواقع !
الثاني : أن إسناده إلى ابن الحارث ضعيف ، بخلاف إسناده إلى ابن كثير ; فإنه
صحيح على ما سبق بيانه .
الثالث : أن أئمة الجرح و التعديل بينوا أنه ابن كثير ; الواهي ، فلا قيمة لرأي
مخالفهم من المتأخرين ، و بخاصة إذا كان الحامل له على ذلك التعصب المذهبي .
الرابع : هب أنه ابن الحارث الثقة ، و لكنه كان قد اختلط كما تقدم عن الحافظ ،
فمثله لا يحتج به إلا إذا عرف أنه حدث به قبل الاختلاط ، و هيهات .
الخامس : افترض أنه عرف ذلك أو أن اختلاطه يسير لا يضر فما فائدة ذلك و الراوي
عنه عبد الملك مجهول ، كما تقدم عن الدارقطني و غيره ، و ابن التركماني مقر به
و إلا لعلق عليه ، فحرصه على ترجيح أنه ابن الحارث حرص ضائع .
و منهم الشيخ علي القارىء ، فإنه نقل في " الأسرار المرفوعة " عن ابن قيم
الجوزية قوله في " المنار " ( ص 122/275 - حلب ) :
" و كذلك تقدير أقل الحيض بثلاثة أيام و أكثره بعشرة ، ليس فيها شيء صحيح ، بل
كله باطل " .
فتعقبه الشيخ القاريء بقوله ( 481 - بيروت ) :
" قلت : و له طرق متعددة ، رواه الدارقطني و ابن عدي و ابن الجوزي ، و تعدد
الطرق و لو ضعفت ، يرقي الحديث إلى الحسن ، فالحكم بالوضع عليه لا يستحسن " .
قلت : و قد سبقه إلى هذه الدعوى ابن الهمام في " فتح القدير " ( 1/143 ) ثم
العيني في " البناية شرح الهداية " ( 1/618 ) و زاد ضغثا على إبالة قوله :
" على أن بعض طرقها صحيحة " !
ثم قلدهم في ذلك الكوثري الحلبي في تعليقه على " المنار " ، فإنه قال بعد أن
نقل كلام الشيخ علي المتقدم :
" و قد ذكر العلامة القاري تلك الطرق المشار إليها في كتابه " فتح باب العناية
بشرح كتاب النقاية " ( 1 : 202 - 203 ) الذي حققته و طبع بحلب سنة ( 1387 ) ،
فانظره " .
و لو أنه أراد خدمة السنة و الإنصاف للعلم لأحال في ذلك على كتاب " نصب الراية
" لأنه أشهر عند أهل العلم ، و لأن مؤلفه الزيلعي أقعد بهذا الفن و أعرف به من
كل من ذكرناهم من الحنفية ، فإنه بحث هذه الأحاديث بحثا حرا ، و نقدها نقدا
حديثيا مجردا عن العصبية المذهبية ، خلافا لهؤلاء الذين جاؤوا من بعده ، فإنهم
لا يلتزمون القواعد الحديثية ، فانظر إليهم كيف يقولون :
" و تعدد الطرق و لو ضعفت يرقي الحديث إلى الحسن " .
فإنهم يعلمون أن هذا ليس على إطلاقه ، بل ذلك مقيد بأن لا يشتد ضعفه كما هو
مذكور في " مصطلح الحديث " <1> ، و هذا الشرط غير متوفر في هذا الحديث ، لأن
مدار طرقه كلها على كذابين و متروكين و مجهولين لا تقوم بهم حجة ، و هاك بيانها
:
1 - حديث معاذ ، يرويه أسد بن سعيد البجلي عن محمد بن الحسن { الصدفي } عن
عبادة بن نسي ، عن عبد الرحمن بن غنم عنه مرفوعا بلفظ :
" لا حيض أقل من ثلاث ، و لا فوق عشر " .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 375 ) و قال :
" محمد بن الحسن ليس بمشهور بالنقل ، و حديثه غير محفوظ " .
و قال ابن حزم في " المحلى " ( 2/197 ) :
" و هو مجهول ، فهو موضوع بلا شك " .
و أقول : لا أستبعد أن يكون محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، فقد
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 291/2 ) من طريق أخرى عن محمد بن سعيد الشامي
قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم به . فأسقط من الإسناد عبادة بن نسي ، و لعل هذا
من أكاذيبه ، فإنه كذاب وضاع معروف بذلك ، و قد قال فيه سفيان الثوري :
" كذاب " .
و قال عمرو بن علي :
" يحدث بأحاديث موضوعة " .
و قال ابن عدي بعد أن روى هذا و غيره من أقوال الأئمة في تجريحه و ساق له
أحاديث مما ( أخذ ) عليه :
" و له غير ما ذكرت ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و لا يقال : إن محمد بن الحسن الصفدي غير محمد بن سعيد الشامي ; فإنه قد قيل
فيه : بأنهم قد قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى . و الراوي عنه أسد بن سعيد
البجلي غير معروف ، و من المحتمل أنه الذي في " اللسان " :
" أسد بن سعيد أبو إسماعيل الكوفي ، قال ابن القطان :
" لا يعرف " .
فيمكن أن يكون هو الذي قلب اسم هذا الكذاب .
2 - حديث أنس ، يرويه الحسن بن دينار عن معاوية بن قرة عنه مرفوعا بلفظ :
" الحيض ثلاثة أيام و أربعة و خمسة و ستة و سبعة و ثمانية و تسعة و عشرة ، فإذا
جاوز العشرة فمستحاضة " .
أخرجه ابن عدي ( ق 85/1 ) و قال :
" هذا الحديث معروف بالجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس " .
يعني موقوفا .
قلت : و هو أعني الجلد متروك كما يأتي ، أما الحسن بن دينار فهو كذاب كما قال
أبو حاتم و أبو خيثمة و غيرهما ، و ترجمته في " اللسان " من أسوأ ما تكون
تجريحا و تكذيبا .
و قد روي موقوفا ، و هو حديث الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس به .
أخرجه الدارمي ( 1/209 ) و الدارقطني ( 77 ) و البيهقي ( 1/322 ) من طرق عنه .
و كذلك رواه ابن عدي في ترجمته . و روى تضعيفه عن الشافعي و أحمد ، و عن ابن
المبارك قال : " أهل البصرة يضعفون الجلد " .
و كذا رواه العقيلي و زاد :
" قال ابن المبارك : شيخ ضعيف " .
و عن ابن عيينة قال :
" حديث الجلد بن أيوب في الحيض حديث محدث لا أصل له " .
و عن يزيد بن زريع قال :
" ذاك أبو حنيفة لم يجد شيئا يحدث به في حديث الحيض إلا بالجلد " !
و روى الدارقطني عن أبي زرعة الدمشقي قال :
" رأيت أحمد بن حنبل ينكر حديث الجلد بن أيوب هذا ، و سمعت أحمد بن حنبل يقول :
لو كان هذا صحيحا لم يقل ابن سيرين : استحيضت أم ولد لأنس بن مالك ، فأرسلوني
أسأل ابن عباس رضي الله عنه " .
و هذا يعني بوضوح لا خفاء فيه أن أنسا رضي الله عنه لم يحدث بهذا الذي رواه
الجلد عنه . و هذا معناه أنه ضعيف جدا ، و هذا ما يشير إليه الدارقطني في "
الضعفاء و المتروكين " ( 168/141 - مكتبة المعارف - الرياض ) :
" متروك " .
و روى البيهقي عن أحمد بن سعيد الدارمي قال : سألت أبا عاصم عن الجلد بن أيوب ؟
فضعفه جدا ، و قال :
" كان شيخا من مشايخ العرب تساهل أصحابنا في الرواية عنه " .
و له طريق أخرى عن أنس شديدة الضعف أيضا ، يرويه إسماعيل بن داود بن مخراق عن
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس قال :
" هي حائض فيما بينها و بين عشرة ، فإذا زادت فهي مستحاضة " .
و آفة هذه الطريق - مع وقفها - هو إسماعيل هذا ، فإنه ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث جدا " .
3 - حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا مثل حديث الترجمة ، رواه محمد بن أحمد بن أنس
الشامي : حدثنا حماد بن المنهال البصري عن محمد بن راشد عن مكحول .
أخرجه الدارقطني ( ص 81 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/385 )
و قالا :
" ابن منهال مجهول ، و محمد بن أحمد بن أنس ضعيف " .
قلت : و فيه علتان أخريان :
الأولى : ضعف محمد بن راشد و هو المكحولي الخزاعي الدمشقي ، قال ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/253 ) :
" كثرت المناكير في روايته فاستحق الترك " .
و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1/192 ) . و قال الحافظ :
" صدوق يهم " .
و الأخرى : الانقطاع ، فإن مكحولا لم يسمع من واثلة كما قال البخاري ، و قد روي
عن العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة كما تقدم مع بيان وهائه .
4 - حديث أبي سعيد الخدري و غيره ، قال يعقوب بن سفيان :
أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو ، قدري ، رجل سوء كذاب ، كان يكذب مجاوبة
، قال إسحاق : أتيناه فقلنا له : أيش تعرف في أقل الحيض و أكثره و ما بين
الحيضتين من الطهر ؟ فقال : الله أكبر ، حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و حدثنا أبو طوالة عن أبي سعيد الخدري ، و جعفر
بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به و زاد :
" و أقل ما بين الحيضتين خمسة عشر يوما " .
رواه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9/20 ) و من طريقه ابن الجوزي .
ذكره الخطيب في ترجمة النخعي هذا و روى عن جمع غفير من الأئمة أنه كذاب يضع
الحديث . و في آخر ترجمته من " اللسان " :
" قال ابن عبد البر : هو عندهم كذاب يضع الحديث و تركوا حديثه . قلت : الكلام
فيه لا يحصر ، فقد كذبه و نسبه إلى الوضع من المتقدمين و المتأخرين ممن نقل
كلامهم في الجرح و العدالة - فوق الثلاثين نفسا " .
قلت : و قد رواه بعض المتروكين عنه عن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي أمامة به
نحوه .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/333 ) من طريق إبراهيم بن زكريا
الواسطي : حدثنا سليمان بن عمرو به .
ذكره في ترجمة سليمان هذا و قال فيه :
" كان رجلا صالحا في الظاهر ، إلا أنه كان يضع الحديث وضعا ، و كان قدريا لا
تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار " .
و قال في ترجمة الواسطي هذا ( 1/115 ) :
" يأتي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات إن لم يكن بالمتعمد لها ، فهو المدلس
عن الكذابين ، لأني رأيته قد روى أشياء عن مالك موضوعة ، ثم رواها أيضا عن موسى
ابن محمد البلقاوي عن مالك " .
أقول : هذه هي الطرق التي زعم الشيخ القارىء أن الحديث يرقى بها إلى مرتبة
الحسن ، و هي بعينها التي ساق أحاديثها في " فتح باب العناية " ( 1/202 - 204 )
ساكتا عن كل هذه العلل الفاضحة ، و عن أقوال أئمة الحديث فيها ليقول في نهاية
بحثه :
" فهذه عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق متعددة ترفع الضعيف إلى
الحسن " ! !
فليت شعري ما قيمة هذه الطرق إذا كان مدارها على الكذابين و المتروكين
و المجهولين ؟ ! و هم يعلمون من علم المصطلح أنها لا تعطي الحديث قوة ، بل
تزيده و هنا على وهن .
و من العجائب حقا أن يتابعه في ذلك كوثري اليوم ، فيحيل القراء عليه متبجحا كما
تقدم ، و هو الذي يكتب في بعض تعليقاته أن يجب الرجوع في كل علم إلى أهل التخصص
فيه . فما باله هنا خالف فعله قوله ، فأعرض عن أقوال أئمة الحديث بل إجماعهم
على رد هذا الحديث ، و تمسك بقول المخالف لهم من الحنفية المتعصبة ؟ !
أفلا يحق لي أن أقول :
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم ؟ !
و زيادة في الفائدة على ما تقدم أقول :
قال البيهقي في " سننه " عقب حديث الجلد :
" و قد روي في أقل الحيض و أكثره أحاديث ضعاف ، قد بينت ضعفها في ( الخلافيات )
" .
و سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث فأجاب بقوله :
" باطل ، بل هو كذب موضوع باتفاق علماء الحديث " .
نقلته من " مجموع فتاويه " ( 21/623 ) .
و قال الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/142 ) :
" لم يأت في تقدير أقل الحيض و أكثره ما يصلح للتمسك به ، بل جميع الوارد في
ذلك إما موضوع ، أو ضعيف بمرة " .
قلت : و هذا أعدل و أوجز ما يقال كخلاصة لهذا التحقيق الممتع الذي وفقني الله
إليه ، راجيا المثوبة منه .
( فائدة ) لقد اختلف العلماء في تحديد أقل الحيض و أكثره و الأصح كما قال شيخ
الإسلام ابن تيمية ( 19/237 ) أنه لا حد لأقله و لا لأكثره ، بل ما رأته المرأة
عادة مستمرة فهو حيض ، و إن قدر أنه أقل من يوم استمر بها على ذلك فهو حيض ،
و أما إذا استمر الدم بها دائما ، فهذا قد علم أنه ليس بحيض ; لأنه قد علم من
الشرع و اللغة أن المرأة تارة تكون طاهرا ، و تارة تكون حائضا ، و لطهرها أحكام
، و لحيضها أحكام . و راجع تمامه فيه إن شئت .
و هذا الذي رجحه ابن تيمية مذهب ابن حزم في " المحلى " ، و قد أطال النفس -
كعادته - في الاستدلال له ، و الرد على مخالفيه ، فراجعه في المجلد الثاني منه
( ص 200 - 203 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " علوم الحديث " لابن الصلاح ، و " الاختصار " لابن كثير ، و حاشية
الشيخ علي القارىء على " شرح نخبة الفكر " . اهـ .
1

(3/413)

1415 - " من أم قوما و فيهم من هو أقرأ لكتاب الله منه ، لم يزل في سفال إلى يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/609 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/29/2 - زوائد المعجمين ) و ابن عدي ( 100/1 )
و ابن السماك في " الأمالي " ( 2/103/1 ) عن الحسين بن علي بن يزيد الصدائي :
حدثنا أبي عن حفص بن سليمان عن الهيثم بن عقاب عن محارب بن دثار عن ابن عمر
مرفوعا . و قال الطبراني .
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الحسين " .
قلت : و هو صدوق ، لكن أباه فيه لين ، و حفص بن سليمان هو الغاضري و هو متروك
الحديث مع إمامته في القراءة كما تقدم .
و الهيثم بن عقاب قال عبد الحق في " أحكامه " ( 41/1 ) :
" كوفي مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ " .
و به فقط أعل الحديث ! و هو تابع في ذلك للعقيلي كما يأتي ثم تبعهما المناوي !
و قول الطبراني : " تفرد به الحسين " ليس بصواب ، فقد أخرجه العقيلي في "
الضعفاء " ( 451 ) من طريق سليمان بن توبة النهرواني قال : حدثنا علي بن يزيد
الصدائي به . و قال :
" الهيثم بن عقاب مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ و لا يعرف إلا به " .

(3/414)

1416 - " من جحد أية من القرآن فقد حل ضرب عنقه ، و من قال : لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، و أن محمدا عبده و رسوله ، فلا سبيل لأحد عليه ، إلا أن يصيب حدا ،
فيقام عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/610 ) :

منكر
أخرجه ابن ماجه ( 2539 ) و ابن عدي ( 101/1 ) و الهروي في " ذم الكلام " (
2/25/1 - 2 ) من طريق حفص بن عمر بن ميمون العدني : حدثنا الحكم بن أبان عن
عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال ابن عدي
:
" و الحكم بن أبان ، و إن كان فيه لين ، فإن حفصا هذا ألين منه بكثير ،
و البلاء منه لا من الحكم ، و عامة حديثه غير محفوظ " .
و في " التقريب " :
" الحكم بن أبان صدوق عابد ، و له أوهام . و حفص بن عمر العدني ضعيف "
و ذكر له الذهبي في " الميزان " هذا الحديث من منكراته .

(3/415)

1417 - " من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) :

ضعيف
رواه ابن ماجه ( 1862 ) و ابن عدي ( 164/2 ) و عنه ابن عساكر ( 4/284/1 ) عن
سلام بن سوار : حدثنا كثير بن سليم عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت أنس بن
مالك قال : فذكره مرفوعا . و قال ابن عدي :
" لا أعلم رواه عن كثير بن سليم عن الضحاك عن ابن عباس إلا سلام هذا ، و غيره
قال : عن كثير بن سليم عن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، و روي عن
نهشل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و سلام بن سوار هو
عندي منكر الحديث .
قلت : و نحوه شيخه كثير بن سليم و هو الضبي ، و قد جزم بضعفهما الحافظ في "
التقريب " . و لذلك أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/67 ) لضعفه . و نقل
المناوي عنه أنه قال : " حديث ضعيف " . و هذا ليس عنده إلا إشارة كما ذكرنا ،
والله أعلم .
و الحديث ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4/2/404 ) معلقا في ترجمة يونس
ابن مرداس عن أنس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال :
" و روى عنه أحمد بن يوسف العجلي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال محققه - و هو اليماني - رحمه الله
تعالى :
" هذه الترجمة من ( قط ) ، و لم أجده و لا الراوي عنه فيما عندنا من الكتب .
فالله أعلم " .

(3/416)

1418 - " شر الناس شرار العلماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 101/2 ) عن حفص بن عمر أبي إسماعيل : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد
ابن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال :
كنت أطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! من أشر
الناس ؟ فأعرض عني ، ثم سألته فأعرض عني ، ثم سألته فقال : " شرار العلماء " .
و قال :
" لا أعرفه إلا من حديث حفص بن عمر الأبلي ، و أحاديثه كلها ; إما منكر المتن ،
أو منكر الإسناد ، و هو إلى الضعف أقرب " .
قلت : و كذبه أبو حاتم و الساجي ، و لكنه لم يتفرد به ، فقد رواه البزار ( 167
) عن الخليل بن مرة عن ثور بن يزيد به نحوه .
و أورده المنذري في " الترغيب " ( 1/77 ) و قال :
" رواه البزار و فيه الخليل بن مرة ، و هو حديث غريب " .
قلت : الخليل هذا ضعفه الجمهور ، و هو من أتباع التابعين .
و له شاهد مرسل أخرجه الدارمي ( 1/104 ) : أخبرنا نعيم بن حماد : حدثنا بقية ،
عن الأحوص بن حكيم عن أبيه قال :
" سأل رجل النبي عن الشر ؟ فقال : لا تسألوني عن الشر ، و اسألوني عن الخير ،
يقولها ثلاثا . ثم قال : ألا إن شر الشر شرار العلماء ، و إن خير الخير خيار
العلماء " .
قلت : و هذا مرسل ، حكيم أبو الأحوص تابعي ، و هو صدوق يهم . و من دونه كلهم
ضعفاء !

(3/417)

1419 - " تدرون ما يقول الأسد في زئيره ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : يقول :
اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/612 ) :

منكر
أخرجه الطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1/13/1 ) و من طريقه الديلمي (
2/1/40 ) : حدثنا محمد بن داود الصدفي : حدثنا الزبير بن محمد العثماني : حدثنا
علي بن عبد الله بن الحباب المدني عن محمد بن عبد الرحمن بن داود المدني عن
محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، ما بين الطبراني و ابن عجلان ثلاثتهم مجهولون لم
يذكروا في شيء من كتب الرجال المعروفة ، حتى و لا في " الأنساب " للسمعاني .
و الحديث منكر ظاهر النكارة . والله تعالى أعلم .

(3/418)

1420 - " إذا أحببت رجلا فلا تماره ، و لا تجاره ، و لا تشاره ، و لا تسأل عنه ، فعسى
أن توافق له عدوا ، فيخبرك بما ليس فيه ، فيفرق ما بينك و بينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) :

منكر
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/434 - بيروت ) و ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( رقم 196 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5/136 ) من طريق غالب بن
وزير ، قال : حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث جبير بن نفير عن معاذ متصلا ، و أرسله غير ابن وهب عن معاوية "
.
و قال العقيلي :
" غالب حديثه منكر لا أصل له ، و لم يأت به عن ابن وهب غيره ، و لا يعرف إلا به
" .
ثم قال :
" هذا يروى من كلام الحسن البصري " .
قلت : و هو به أشبه . و قال الذهبي :
" هذا حديث باطل " .

(3/419)

1421 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فذاك حظه من القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/142 ) من طريق إسحاق بن العنبري : حدثنا
عبد الوهاب الثقفي : حدثنا سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال :
" غريب من حديث الثوري ، تفرد به إسحاق " .
قلت : قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" كذاب " .
و لذلك قال المناوي عقبه :
" فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " .
يعني " الجامع الصغير " للسيوطي .
و بهذا الكذاب أعله في " التيسير " .

(3/420)

1422 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فقد تعجل حسناته في الدنيا ، و القرآن يخاصمه يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) :

منكر
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4/20 ) عن الحسن بن علي بن الوليد : حدثنا
عبد الرحمن بن نافع - درخت - حدثنا موسى بن رشيد عن أبي عبيد الشامي عن طاووس
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" غريب من حديث طاووس ، لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي و هو مجهول و في
حديثه نكارة " .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، من دون طاووس لم أعرف أحدا منهم ! و قوله في السند :
" أبي عبيد الشامي " كذلك وقع في الأصل ، و وقع في تعقيب أبي نعيم عليه : " أبو
عبد الله الشامي " . و كتب الطابع على الهامش :
" كذا سماه هنا في الأصول الثلاثة " .
فالله أعلم بالصواب .

(3/421)

1423 - " كره السؤال في الطريق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3/1/178/561 ) : قال ابن حميد : حدثنا
يحيى بن واضح عن أبي مجاهد ، سمعت عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته ابن حميد ، و هو محمد الرازي قال الذهبي في
" الكاشف " :
" وثقه جماعة ، و الأولى تركه ، قال يعقوب بن شيبة :
" كثير المناكير " . و قال البخاري :
" فيه نظر " . و قال النسائي :
" ليس بثقة " .
مات سنة 248 .
و أبو مجاهد اسمه عبد الله بن كيسان المروزي ، قال الذهبي :
" ضعفه أبو حاتم " .
و في ترجمته أورد الحديث البخاري ، و لعله أشار بذلك إلى أنه حديث منكر ، و قال
فيه :
" و له ابن ، نسبهما إسحاق ، منكر ليس من أهل الحديث " .
كذا وقع فيه ، و في نقل الحافظ المزي في " التهذيب " :
" له ابن يسمى إسحاق ، منكر الحديث " .
و لعل هذا هو الصواب .

(3/422)

1424 - " إذا دخل الرجل على أخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من عنده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/615 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 53/2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن عنبسة عن جعفر بن الزبير عن
القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
أورده في ترجمة جعفر هذا في جملة من أحاديث له ، و قال في آخرها :
" و له أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم ، و عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف
على حديثه بين " .
قلت : كذبه شعبة . و قال البخاري :
" تركوه " .
لكن من دونه شر منه ، فإن كلا من عنبسة و هو ابن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد
القرشي و عثمان بن عبد الرحمن و هو القرشي الوقاصي وضاع . و كأن المناوي لم يقف
على هذا الإسناد التالف فاقتصر على قوله فيه :
" ضعيف " !
و لم يكتف بهذا بل أتبعه بقوله :
" لكن يقويه ما رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا :
" إذا دخل قوم منزل رجل ، كان رب المنزل أميرهم ، حتى يخرجوا من منزله ،
و طاعته عليهم واجبة " انتهى . أي : متأكدة بحيث تقرب من الوجوب " .
قلت : و هذا أعجب ما رأيت للمناوي ، فإن حديث أبي هريرة هذا موضوع أيضا ، و ما
جاءه هذا الخبط و الخلط ; إلا من قلة التحقيق ، و عدم مراجعة الأسانيد ، و إلا
لم يخف ذلك على مثله إن شاء الله تعالى .
و قد بينت وضع حديث أبي أمامة ، فلنبين وضع حديث أبي هريرة هذا ، فأقول :
" إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته
عليهم واجبة " .

(3/423)

1425 - " إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته
عليهم واجبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/616 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/245 ) و الديلمي ( 1/1/114 ) عن سهل بن
عثمان : حدثنا المعلى : حدثنا ليث عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته المعلى و هو ابن هلال الطحان الكوفي ، و هو
كذاب وضاع ، اتفق النقاد على ذلك كما سبق ذكره عند الحديث ( 341 ) .
و ليث هو ابن أبي سليم ، و هو ضعيف . و قد ساق الذهبي في ترجمة الأول عن هذا
حديثا آخر عن ابن عباس قال :
" التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء ، و كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
عصا يتوكأ عليها و يأمر بالتوكؤ عليها " .
و قد مضى برقم ( 916 ) .

(3/424)

1426 - " أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2/616 ) :

منكر
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7/47/1 ) : حدثنا ابن فضيل عن أبي نصر
عبد الله بن عبد الرحمن عن مساور الحميري عن أمه قالت : سمعت أم سلمة تقول
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 1/217 ) و ابن ماجه ( 1854 ) و الثقفي في "
الثقفيات " ( ج9 رقم 30 ) و الحاكم ( 4/173 ) و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
قلت : و كل ذلك بعد عن التحقيق ، فإن مساورا هذا و أمه مجهولان كما قال ابن
الجوزي في " الواهيات " ( 2/141 ) ، و قد صرح بذلك الحافظ ابن حجر في الأول
منهما ، و سبقه إليه الذهبي فقال في ترجمته من " الميزان " :
" فيه جهالة ، و الخبر منكر " . يعني هذا .
و قال في ترجمة والدة مساور :
" تفرد عنها ابنها " .
يعني أنها مجهولة .
قلت : فتأمل الفرق بين كلاميه في الكتابين ، و الحق ، أن كتابه " التلخيص " فيه
أوهام كثيرة ، ليت أن بعض أهل الحديث - على عزتهم في هذا العصر - يتتبعها ، إذن
لاستفاد الناس فوائد عظيمة ، و عرفوا ضعف أحاديث كثيرة صححت خطأ .
و بالجملة فالحديث منكر لا يصح لجهالة الأم و الولد .

(3/425)

1427 - " أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ، فليست من الله في شيء ، و لن يدخلها
الله جنته ، و أيما رجل جحد ولده و هو ينظر إليه احتجب الله منه ، و فضحه على
رؤوس الأولين و الآخرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/617 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 2263 ) و النسائي ( 2/107 ) و الدارمي ( 2/153 ) و ابن حبان (
1335 ) و الحاكم ( 2/202 - 203 ) و البيهقي ( 7/403 ) من طريق يزيد بن الهاد عن
عبد الله بن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول حين نزلت آية المتلاعنين : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ! و ذلك من أوهامهما ، فإن عبد الله بن
يونس هذا ، لم يخرج له مسلم أصلا ، ثم هو لا يعرف ، كما أشار إلى ذلك الذهبي
نفسه بقوله في " الميزان " :
" ما حدث عنه سوى يزيد بن الهاد " .
و نحوه في " الكاشف " . و صرح بذلك في " الضعفاء " فقال :
" تابعي مجهول " .
و قول الحافظ في " التقريب " : " مجهول الحال " . ينافي ما تقرر في " المصطلح "
أن من لا يعرف إلا برواية واحد فهو مجهول العين .
و قد قال في " الفتح " بعدما عزاه لأبي داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم عن
عبد الله بن يونس :
" ما روى عنه سوى يزيد بن الهاد " <1> .
نعم تابعه يحيى بن حرب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 2743 ) من طريق موسى بن عبيدة عنه .
لكن يحيى هذا حاله كحال متبوعه عبد الله بن يونس .
قال الذهبي :
" فيه جهالة ، ما حدث عنه سوى موسى بن عبيدة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مجهول " .
قلت : و موسى بن عبيدة ضعيف ، و في " الضعفاء و المتروكين " للذهبي :
" ضعفوه ، و قال أحمد : لا تحل الرواية عنه " .
قلت : فهذه المتابعة واهية ، لا تعطي الحديث قوة ، فيظل على ضعفه ، و من
الغرائب أن الدارقطني صححه في " العلل " مع اعترافه بتفرد عبد الله بن يونس عن
سعيد المقبري ، و أنه لا يعرف إلا به !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] نقله عنه المناوي في " الفيض " . اهـ .
1

(3/426)

1428 - " إذا شرب أحدكم فليمصه مصا ، فإنه أهنأ و أمرأ و أبرأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/619 ) :

ضعيف
أخرجه ابن شاذان الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 2/126/1 ) من طريق
عبد الواحد السوري قال : حدثنا أبو عصام عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الواحد السوري لم أعرفه ، و ( السوري ) نسبة إلى
( سورية ) و هي نسبة غريبة لم يذكروها في " الأنساب " ، على شهرتها اليوم ،
و قد ذكرها ياقوت في " معجم البلدان " فقال :
" سورية : موضع بالشام بين خناصرة و سلمية " .
قلت : فإذا ثبت أن عبد الواحد هذا نسب إلى ( سورية ) فمن المحتمل حينئذ أنه
الذي في " الجرح و التعديل " ( 3/1/23 ) :
" عبد الواحد بن قيس ، والد عمر بن عبد الواحد الشامي صاحب الأوزاعي ، روى عن
أبي هريرة ، مرسل ، و عن عروة بن الزبير و قد أدركه . روى عنه الأوزاعي و ثور
ابن يزيد ... " .
و هو مختلف فيه ، كما تراه مبسوطا في " تهذيب التهذيب " ، و قد لخص ذلك الحافظ
في " التقريب " بقوله :
" صدوق ، له أوهام و مراسيل " .
و أما الذهبي فقال في " الكاشف " :
" منكر الحديث " .
لكنه قد توبع بلفظ :
" مصوا الماء مصا ، و لا تعبوه عبا " .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 116/2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/206/1 ) من
طريق عبد الوارث عن أبي عصام عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أورده في ترجمة أبي عصام هذا ، و سماه خالد بن عبيد ، و قال عن البخاري :
" في حديثه نظر " .
و ساق له أحاديث منها هذا ، و منها حديثه عن أنس أيضا قال :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنفس في الإناء ثلاثا و يقول : هو أهنأ و أمرأ
و أبرأ " <1> و ختمها بقوله :
" و ليس في حديثه حديث منكر جدا " .
لكن في الرواة اثنان ، كل منهما يعرف بأبي عصام ، و من طبقة واحدة ، أحدهما ثقة
، و الآخر ضعيف ، و ابن عدي جرى على عدم التفريق بينهما ، خلافا لابن حبان
و أبي أحمد الحاكم ، و الصواب أنهما اثنان كما قال الحافظ في " التهذيب " ،
و عليه جرى الذهبي في " الميزان " ، فقال في " الأسماء " منه ( 1/634 ) :
" و قد وهم ابن عدي ، فتوهم أن هذا هو أبو عصام ذاك الثقة الذي حدث عنه شعبة
و عبد الوارث ، فساق في الترجمة حديث " النفس ثلاثا " الذي أخرجه مسلم ، و حديث
" مصوه مصا " ، و هو خبر محفوظ " .
كذا وقع فيه " خبر محفوظ " ، و هذا مما لا يلتقي مع ما ادعاه من التوهيم ، فلعل
الطابع وهم ، و الصواب : " غير محفوظ " ، لأن هذا هو المناسب مع الدعوى ، و هو
كالدليل عليه . والله أعلم .
و على التفريق المذكور جرى أيضا في كتابه " الضعفاء " ، و في " الكاشف " أيضا ،
و لكنه قال في كنى " الميزان " :
" و الفرق بينهما يعسر " .
و عليه جرى الحافظ في " التقريب " أيضا ، فقال :
" خالد بن عبيد العتكي أبو عصام البصري ، نزيل مرو ، متروك الحديث مع جلالته "
.
و قال في " كنى التقريب " :
" أبو عصام ، هو خالد بن عبيد ، تقدم ، و قيل : هو الذي قبله " . يعني " أبو
عصام البصري ، قيل : اسمه ثمامة ، مقبول . من الخامسة " .
و هذا التردد و الاختلاف إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الموضوع غامض غير
واضح عند الحافظ و غيره ، و هو حري بذلك ، فليس هناك ما يحمل على القطع بشيء من
ذلك ، و لو رواية ضعيفة . و كأنه لذلك اقتصر المناوي على قوله في " الفيض " :
" رواه البيهقي في " الشعب " عن أنس : و في سنده لين " .
فلم يعرج على بيان السبب خلافا لعادته . والله أعلم .
فإن قيل : فإذا كان المناوي لم يبين علته لأنه لم يتبين له من أبو عصام هذا ؟
فلماذا ضعف إسناده ؟
فأقول - والله أعلم - : لأنه إذا لم يتبين له أنه أبو عصام الثقة ، فالإسناد من
الوجهة العملية ، مجهول الصحة ; و الحالة هذه . و ما كان كذلك من الأسانيد ،
فهو في حكم الضعيف ، و من أجل ذلك أوردته أنا في " السلسلة " ، فإن ظهر لنا شيء
يقتضي صحته نقلناه إلى " السلسلة " الأخرى . والله أعلم .
ثم روى البيهقي من طريق ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة و الليث بن سعد عن عقيل عن
ابن شهاب :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثة أنفاس ، و نهى عن العب
نفسا واحدا ، و يقول : ذلك شرب الشيطان . و قال :
" هذا مرسل ، و روينا عن معمر عن ابن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:
إذا شرب أحدكم فليمص مصا و لا يعب عبا ، فإن الكباد من العب " .
ثم رواه من طريق أحمد بن منصور : حدثنا عبد الرزاق : أنا معمر فذكره . و هو في
" مصنف عبد الرزاق " ( 10/428 ) بهذا الإسناد . و ابن أبي حسين هو عبد الله بن
عبد الرحمن المكي ، و هو تابعي ثقة ، فهو مرسل صحيح ، كالذي قبله . فلعل الحديث
يقوى بهما ، والله سبحانه و تعالى أعلم .
و تقدم حديثان آخران في المص ، أحدهما قولي ، و الآخر فعلي ، فراجعهما إن شئت (
940 ، 941 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] أخرجه مسلم ( 6/111 ) من الطريق المذكورة لحديث ابن عدي ! و هو مخرج في "
الصحيحة " ( 378 ) . اهـ .
1

(3/427)

1429 - " بر الوالدين يزيد في العمر ، و الكذب ينقص من الرزق ، و الدعاء يرد البلاء ،
و لله في خلقه قضاآن ، فقضاء نافذ ، و قضاء ينتظر ، و للأنبياء على العلماء فضل
درجتين ، و للعلماء على الشهداء فضل درجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/622 ) :

موضوع
رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 323 ) عن السري بن مسكين عن الوقاصي عن أبي
سهيل بن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
و بهذا الإسناد أخرجه في " الفوائد " أيضا ( 81/2 ) دون قوله : " و في خلقه " .
قلت : و هذا إسناد موضوع ; الوقاصي هذا بفتح الواو و تشديد القاف هو عثمان بن
عبد الرحمن أبو عمرو كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات لا يجوز
الاحتجاج به . كذا في " الأنساب " للسمعاني و هذا التجريح هو نص ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/98 ) .
و روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/239/1 ) عن صالح بن محمد الحافظ أنه
قال فيه :
" كان يضع الحديث ، و علي بن عروة أكذب منه " .
قلت : و السري بن مسكين ، قال الحافظ :
" مقبول " . يعني عند المتابعة كما هو اصطلاحه في المقدمة ، و قد تابعه خالد بن
إسماعيل المخزومي عن عثمان بن عبد الرحمن لكنه قال : عن أبي سهيل و هو نافع بن
مالك عن أبيه عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن عدي ( 120/1 ) في ترجمة المخزومي في جملة أحاديث له و قال :
" و عامة حديثه موضوعات " .
قلت : لكن متابعة السري له ، تبرئ عهدة المخزومي من الحديث ، و تعصب الجناية
في شيخه الوقاصي .
و يبدو لي أن المناوي لم يقف على علته ، فإنه قال تعليقا على قول السيوطي في "
الجامع " : " رواه أبو الشيخ في " التوبيخ " و ابن عدي عن أبي هريرة " :
" ضعفه المنذري " !
و لم يزد على هذا ! و المنذري ذكره في " الترغيب " ( 4/29 ) من رواية الأصبهاني
إلى قوله : " يرد القضاء " دون ما بعده ، و أشار لضعفه . و مما حققناه يتبين لك
أنه موضوع ، فكان على المنذري أن يبينه ، و على السيوطي أن يحذفه من كتابه ،
وفاء منه بوعده !
و تابعه أيضا يحيى بن المغيرة عن أبي عن عثمان بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة به .
أخرجه الأصبهاني في " ترغيبه " ( ق 47/1 ) و الديلمي في " مسنده " ( 2/1/4 ) .
و يحيى هذا صدوق ، لكن أبوه و هو المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي مجهول
كما قال الذهبي .
و بالجملة فمدار هذه الروايات كلها على عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي و هو وضاع
كما عرفت ، و قد تقدمت له أحاديث عديدة تدل على حاله ، أقربها الحديث ( 877 ) .

(3/428)

1430 - " ليس للنساء سلام و لا عليهن سلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/623 ) :

منكر
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/58 ) : حدثت عن أبي طالب : حدثنا علي بن
عثمان النفيلي : حدثنا هشام بن إسماعيل العطار : حدثنا سهل بن هشام عن إبراهيم
ابن أدهم عن الزبيدي عن عطاء الخراساني يرفع الحديث قال : فذكره . قال
الزبيدي : أخذ على النساء ما أخذ على الحيات : أن ينحجرن في بيوتهن !
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لانقطاعه في أعلاه ، و في أدناه على جهالة فيه و ضعف
.
أما الأول : فلأن عطاء الخراساني ، قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، يهم كثيرا ، و يرسل و يدلس ، من الخامسة ، مات سنة خمس و ثلاثين " .
يعني و مائة ، فهو تابعي صغير .
و أما الآخر ، فظاهر من قول أبي نعيم : " حدثت عن أبي طالب " فلم يذكر الذي
حدثه ، و أبو طالب هذا هو ابن سوادة كما في إسناد آخر قبل هذا ، و لم أعرفه .
و بقية الرجال ثقات غير سهل بن هشام ، فلم أعرفه أيضا . لكن الظاهر أن فيه خطأ
مطبعيا ، و الصواب سهل بن هاشم و هو الواسطي البيروتي ، فقد ذكروا في ترجمته
أنه روى عن إبراهيم بن أدهم ، و هو ثقة . والله أعلم .

(3/429)

1431 - " لذكر الله بالغداة و العشي ، خير من حطم السيوف في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 124/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " من
طريق الحسن بن علي العدوي : حدثنا خراش : حدثنا مولاي أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال ابن عدي :
" و خراش هذا مجهول ، ليس بمعروف ، و ما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق ، و العدوي
كنا نتهمه بوضع الحديث ، و هو ظاهر الأمر في الكذب " .
و أورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " و " الجامع الكبير " من رواية
الديلمي ، و كذلك أورده في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 49 ) ! ! و عزاه في "
الكبير " لابن شاهين في " الترغيب في الذكر " عن ابن عمرو ، و ابن أبي شيبة عنه
موقوفا بزيادة " و من إعطاء المال سحا " .

(3/430)

1432 - " ما احتلم نبي قط ، إنما الاحتلام من الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) :

باطل
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 127/2 ) من طريق سليمان بن عبد العزيز الزهري
: حدثني أبي عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أورده في ترجمة داود هذا و قال :
" و هذا الحديث ليس البلاء [ فيه ] من داود ، فإن داود صالح الحديث ، إذا روى
عنه ثقة ، و الراوي عنه ابن أبي حبيبة قد مر ذكره في هذا الكتاب في ضعفاء
الرجال ، فالبلاء منه " .
قلت : و سليمان بن عبد العزيز هذا لم أعرفه ، و يحتمل أنه الذي في " اللسان " :
" سليمان بن عبد العزيز ، عن الحسن بن عمارة ، و عنه عبد الله بن سويد أبو
الخصيب ، جهله ابن القطان " .
قلت : و قد خالفه الثقة إبراهيم بن المنذر الحزامي فقال : حدثنا عبد العزيز بن
أبي ثابت عنه عن ابن عباس قال : فذكره موقوفا عليه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/126 - 127 ) و " الأوسط " ( ق 9/2 -
مجمع البحرين ) و ابن المظفر في " الفوائد " ( ق 99/2 ) و قال الطبراني :
" لم يروه عن داود إلا ابن أبي حبيبة ، و لا عنه إلا عبد العزيز " .
قلت : و هو شديد الضعف كما يشهد بذلك أقوال الحفاظ ; المتقدمين منهم
و المتأخرين ، فقال البخاري و أبو حاتم :
" منكر الحديث " . زاد الثاني : " جدا " .
و قال الذهبي في " الكاشف " و " الضعفاء " :
" تركوه " .
و قال الحافظ :
" متروك " .
قلت : فهو آفة هذا الحديث سواء كان حدث به موقوفا كما في رواية الحزامي عنه ،
أو مرفوعا كما في رواية ابنه سليمان عنه ، و ليست الآقة من ابن أبي حبيبة كما
تقدم عن ابن عدي ، لأن هذا أحسن حالا من عبد العزيز .
فالحديث ضعيف جدا موقوفا ، و باطل مرفوعا ، لتفرد سليمان المجهول برفعه
و مخالفته للحزامي الثقة في وقفه .

(3/431)

1433 - " إذا حج رجل بمال من غير حله فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله : لا لبيك
و لا سعديك ، هذا مردود عليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/625 ) :

ضعيف
رواه ابن دوست في " الفوائد العوالي " ( 1/14/1 ) و ابن عدي ( 130/1 )
و الديلمي في " مسنده " ( 1/1/161 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/75 )
و كذا الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 107/1 ) عن أبي الغصت الدجين بن ثابت - من
بني يربوع - عن أسلم مولى عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف أبو الغصن هذا قال ابن عدي :
" مقدار ما يرويه ليس بمحفوظ " .
ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه سئل عن دجين بن ثابت ، قال يحيى : ليس بشيء ،
و النسائي : غير ثقة " .
قلت : و نقل هذا المناوي في " الفيض " و أقره ، و أما في " التيسير " فقد أفسده
بقوله :
" و إسناده ضعيف ، لكن له شواهد " !
و لا أعلم له من الشواهد إلا حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه أتم منه . و لا يصلح
شاهدا لشدة ضعفه ، فإن فيه سليمان بن داود اليمامي قال فيه البخاري :
" منكر الحديث " .
و قد تقدم من هذه الطريق برقم ( 1092 ) و ( 1091 ) من الطريق التي قبل هذه .
( تنبيه ) : هذا الحديث في المصادر التي خرجته منها هو من مسند عمر ، و كذلك هو
في " الجامع الكبير " للسيوطي ، و كذا في بعض نسخ " الجامع الصغير " . و وقع في
النسخة التي تحتها " شرح المناوي " ( ابن عمر ) و كذلك وقع في " الفتح الكبير "
للنبهاني ، ثم في " ضعيف الجامع الصغير " رقم ( 559 ) ، فليصححه من كان عنده
نسخة منه .

(3/432)

1434 - " إذا حج الرجل عن والديه تقبل منه و منهما ، و استبشرت أرواحهما في السماء ،
و كتب عنه الله برا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/626 ) :

ضعيف
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 272 ) و ابن شاهين في " الترغيب " ( 299/1 )
و أبو بكر الأزدي الموصلي في " حديثه " ( 1 - 2 ) عن أبي أمية الطرسوسي : حدثنا
أبو خالد الأموي : نا أبو سعد البقال عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن أرقم
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا سند ضعيف : أبو سعد البقال - هو سعيد بن مرزبان - ضعيف مدلس كما في
" التقريب " .
و أبو خالد الأموي لم أعرفه . و ذكر المناوي أنه أبو خالد الأحمر . و فيه بعد
و أبو أمية الطرسوسي ، و اسمه محمد بن إبراهيم بن مسلم . قال الحافظ :
" صدوق صاحب حديث يهم " .
و قد توبع أبو سعد البقال من قبل عيسى بن عمر : حدثنا عطاء بن أبي رباح به
و لفظه :
" من حج عن أبويه ، و لم يحجا ، أجزأ عنهما و عنه ، و بشرت أرواحهما في السماء
... " .
أخرجه الثقفي في " الثقفيات " ( ج4 رقم الحديث 34 - نسختي ) : حدثنا أبو الفرج
عثمان بن أحمد بن إسحاق : نا محمد بن عمر بن حفص : حدثنا إسحاق بن إبراهيم -
شاذان - حدثنا سعد بن الصلت : حدثنا عيسى بن عمر به .
قلت : و هذه متابعة قوية ، فإن عيسى هذا - و هو الأسدي الهمداني - ثقة ، كما في
" التقريب " ، لكن الطريق إليه مظلم ، فإن أبا الفرج هذا و شيخه محمد بن عمر بن
حفص لم أجد من ترجمهما .
و سعد بن الصلت ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/1/86 ) برواية ثلاثة عنه ، أحدهم شاذان
هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : و هو على شرط ابن حبان فلعله ذكره في " الثقات " .
و أما شاذان ، فترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/211 ) ، و ذكر أنه ابن ابنة شيخه سعيد
ابن الصلت و قال :
" كتب إلى أبي ، و إلي ، و هو صدوق " .
و بالجملة ، فالحديث ضعيف من الطريقين ، و قوله في الآخر منهما : " و لم يحجا "
. منكر ، لأن ظاهره أنه يسقط الحج عنهما بحج ولدهما ، و لو كانا قادرين عليه ،
و أما إن كان المقصود به إذا كانا غير قادرين فلا نكارة فيه ، لحديث الخثعمية
المعروف في " الصحيحين " و غيرهما " . والله أعلم .
هذا ما كنت كتبته منذ نحو عشر سنين أو أكثر ، و قبل طبع كتاب " الثقات " لابن
حبان رحمه الله ، فلما مرت تجربة هذا الحديث تحت يد الأخ علي الحلبي لتصحيح
أخطائها المطبعية كتب بجانبه مذكرا - جزاه الله خيرا - ما خلاصته :
1 - أن سعد بن الصلت ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6/378 ) ، فصدق بذلك ما كنت
ظننته .
2 - أن أبا الفرج عثمان بن أحمد و شيخه محمد بن عمر قد وثقهما السمعاني في "
الأنساب " ، ذكر الأول منهما في مادة ( البرجي ) ، و الآخر في مادة ( الجرجيري
) ، و أن الذهبي ذكرهما عرضا في " تذكرة الحفاظ " واصفا لكل منهما بأنه " مسند
أصبهان " .
قلت : فعلى هذا فالطريق إلى عيسى بن عمر نظيف ، إن سلم من سعد بن الصلت ، فإن
فيه جهالة كما يشعر به صنيع ابن أبي حاتم المتقدم ، و بخاصة أن ابن حبان قد قال
فيه : " ربما أغرب " . والله أعلم .
و قد روي الحديث عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا ، و هو :
" من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " .

(3/433)

1435 - " من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/628 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( 99/2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم -
7964 ) و الدارقطني ( 272 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 202/2 ) و أبو بكر
الأزدي في " حديثه " ( 3/2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 58/2 و 285/2 ) عن
صلة بن سليمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، صلة بن سليمان هذا قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين
" :
" تركوه " .
و ذكر له في " الميزان " من مناكيره حديثين ، هذا أحدهما . و أقره الحافظ في "
اللسان " و نقل عن ابن معين و أبي داود أنهما قالا فيه : " كذاب " و قد ذكر
الطبراني أنه :
" لم يروه عن ابن جريج إلا صلة " هذا .
و في ترجمته أورده ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/376 ) و قال فيه :
" يروي عن الثقات المقلوبات ، و عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات " .

(3/434)

1436 - " إذا قدم أحدكم من سفر فليهد إلى أهله ، و ليطرفهم و لو كانت حجارة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/629 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 289 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/97
) من طريق محمد بن المنذر بن عبيد الله بن المنذر بن الزبير عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن
الجوزي :
" لا يصح " .
قلت : و هذا إسناد هالك ، رجاله ثقات غير ابن المنذر هذا قال ابن حبان :
" لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار " .
و قال الحاكم :
" يروي عن هشام أحاديث موضوعة " .
و قال أبو نعيم :
" يروي عن هشام أحاديث منكرة " .
و له شاهد من حديث وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ :
" ... فليطرف أهله ، و لم أن يلقي حجرا في مخلاته " .
أخرجه أبو القاسم بن أبي العقب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( ق 7/1 ) : حدثنا
إبراهيم بن أحمد اليماني قال : حدثني محمد بن زياد عن يحيى بن بسطام الأصفر :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيدي : حدثني وحشي بن حرب ...
قلت : و هذا إسناد مظلم هالك ، ليس فيهم موثق من معتبر ، حرب بن وحشي ، مستور .
و ابنه وحشي بن حرب مجهول .
و سعيد بن عبد الجبار ضعيف .
و يحيى بن بسطام مختلف فيه ، قال أبو حاتم " صدوق " ، و قال ابن حبان : " لا
تحل الرواية عنه " . و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " .
و محمد بن زياد لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون زياد تحرف في الأصل أو في نقلي عنه
- عن " زكريا " ، و هو محمد بن زكريا الغلابي ، فقد ذكر العقيلي في " الضعفاء "
( 459 ) أنه روى عن يحيى هذا ، فإن يكن هو فهو وضاع .
و إبراهيم بن أحمد اليماني ، لم أعرفه أيضا .
و له شاهد آخر من حديث ابن عمر ، و لكن في إسناده كذاب أيضا ، و هو :
" إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " .

(3/435)

1437 - " إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/120 و 2/338 ) و من طريقه الديلمي في "
مسند الفردوس " ( 1/1/74 ) عن أبي الحسن أحمد بن إسحاق المديني : حدثنا الهيثم
ابن بشر بن حماد : حدثنا أبو صالح إسحاق بن نجيح عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن
ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته إسحاق هذا و هو الملطي كذاب وضاع .
و قد تابعه غياث بن إبراهيم التميمي ، لكنه قال :
" عن الوضين عن محفوظ بن علقمة عن أبي الدرداء رفعه بلفظ :
( .. فليقدم معه بهدية ، و لو يلقي في مخلاته حجرا ) " .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 0 15/94/2 ) .
و غياث وضاع أيضا .
و من دون إسحاق ترجمهما أبو نعيم ، و لم يذكر فيهما توثيقا .
قلت : لكن الشطر الأول منه ثبت في الصحيحين من حديث جابر نحوه .

(3/436)

1438 - " ما من يوم إلا ينزل مثاقيل من بركات الجنة في الفرات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 132/2 ) عن الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و قال :
" لا أعرفه إلا من حديث الربيع بن بدر " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن عدي في آخر ترجمته :
" و عامة حديثه مما لا يتابعه أحد عليه " .
و قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" تركه الدارقطني و غيره " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و به أعله في " الفيض " و زاد :
" قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، فيه الربيع ، يروي عن الثقات المقلوبات ،
و عن الضعفاء الموضوعات " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن مردويه عن ابن مسعود ، ففاته هذا
المصدر العالي !
و من أحاديث هذا الهالك :
" إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير " .

(3/437)

hg[.x hgehlk ,hguav,k lk hgsgsgm hgqudti gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 08 / 04 / 2016, 34 : 09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابراهيم عبدالله
اللقب:
المراقب العام للملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابراهيم عبدالله


البيانات
التسجيل: 28 / 01 / 2008
العضوية: 92
المشاركات: 26,598 [+]
بمعدل : 4.48 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2862
نقاط التقييم: 104
ابراهيم عبدالله will become famous soon enoughابراهيم عبدالله will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابراهيم عبدالله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
أخى ******
بارك الله فيك واطال فى عمرك
وجعل هذه الاعمال المباركة فى
مثقلات موازين حسناتك
لاحرمنا الله منكم









عرض البوم صور ابراهيم عبدالله   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2016, 50 : 02 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2016, 10 : 03 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** الحاج
ابراهيم عبدالله
رفع الله قدركم
في الدارين









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2016, 11 : 03 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 39
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج عبد الجواد
اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, من, الالباني, الثامن, الجزء, السلسلة, الضعيفه, والعشرون

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018