أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي الأربعاء 8 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري الأربعاء 8 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن د. سامي ديولي الأربعاء 8 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن إبراهيم المدني الأربعاء 8 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالله البعيجان 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن سعود بخاري الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن نايف فيده الثلاثاء 7 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 0 المشاهدات 549  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 09 / 02 / 2018, 46 : 02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
اللامبالاة بأكل الحرام: آثار وأضرار


الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أنعم فأجزل، وأعطى فأغنى، وكل شيء عنده بمقدار، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه الغزار، وجوده المدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الواحد القهار، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، ومن سار على هديهم، وسلك سبيلهم إلى يوم المعاد.



أما بعد: فيا أيها المسلمون اتقوا الله حق تقاته، فإن تقواه سبحانه شعار المؤمنين، ودثار المتقين، ووصية الله للناس أجمعين، فاتقوا الله تعالى في كل ما تأتون وتذرون، واتقوا الله لعلكم تفلحون.

لا ترغبنْ في كثيرِ المالِ تكنزهُ
من الحرامِ فلا ينمى وإِن كَثُرا
واطلبْ حلالاً وإِن قلَّتْ فواضلهُ
إِن الحلالَ زكيٌ حيثما ذُكِرا


حديثنا اليوم أيها الأحباب عن (اللامبالاة بأكل الحرام: آثار وأضرار) وتلك من الأمور العظام التي قد يتهاون بها بعض الإخوة الكرام والأمور عظيم وخطره جسيم ونتيجته عناء وبلاء وغضب من رب الأرض والسماء.



اللامبالاة بأكل الحرام من علامات الساعة:

أمة الإسلام لقد أخبرنا نبينا الهُمام - صلى الله عليه وسلم - عما نراه الأن من لامبالاة في أكل المال الحرام فأصبح الحلال ما حل بيديه والحرام مالم يستطع أخذه والاستيلاء عليه.



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، مَا يُبَالِي الرَّجُلُ مِنْ أَيْنَ أَصَابَ الْمَالَ، مِنْ حِلٍّ أَوْ حَرَامٍ» النسائي[1].



أثار اكل الحرام على الفرد والمجتمع:

إخوة الإسلام إن لأكل الحرام آثار وأضرار على الفرد وعلى المجتمع في الدنيا والأخرة أُذكر نفسي وإياكم بها منها:

أولاً: محق البركة:

إنالله تعالى ينزع البركة من المال الحرام وينزع البركة في حياة آكله وهذا ما قرره الله تعالى في كتابه و بينه لنا النبي - صلى الله عليه وسلم في سنته قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276].



فتأملوا عباد الله لما ذكر الله الربا وهو من أعظم أبواب الحرام رتب عليه المحق وقلة البركة ولما ذكر الصدقة والبذل والعطاء رتب عليها البركة والنماء.



عن أبي خالد حكيم بن حزام - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما))[2].



وإن الناظر في دنيا الناس ليرى تلك الحقيقة فكم وكم من التجار يربحون الكثير والكثير ولكنهم يعيشون في فقر وبلاء وضيق وعناء و قلة للبركة و النماء و السبب في ذلك الطمع.



ثانيا: عدم إجابة الدعاء:

وهذه حقيقة واقعية ترى الأمة تجأر إلى الله تعالى بالدعاء وترفع إليه أكف الضراعة والبكاء ولكن لا يسمع لهم دعاء ولا يرحم لهم بكاء فإذا فتشنا في سبب ذلك نرى أن سببه عدم اللامبالاة بأكل الحرام.



عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك[3]؟



فانظر رحمك الله إلى أثر أكل الحرام في منع إجابة الدعاء، وما حيلة الإنسان إذا انقطعت عنه أسباب السماء، يمد يديه إلى السماء وهو مريض يتلوى من المرض وهو في كربة يرجو تنفيسها، وهو في همًّ يرجو تفريجه، يرفع يديه متضرعًا إلى ربه في كشف كربته وتفريج همه وقد قفل أبواب السماء بأكله للحرام، فأنى يستجاب له؟ لو لم يكن في الحرام إلا هذه المضرة لكانت أعظم رادع وزاجر في أكل الحرام، فأطب مطعمك تستجب دعوتك، ولا تقفل أبواب السماء بالحرام؛ فأنت محتاج إلى ربك، وفقير إليه، ولا غنى لك عنه.



قال الشاعر:

نحن ندعو الإله في كل كرب
ثم ننساه عند كشف الكروبِ
كيف نرجو إجابةً لدعاءٍ
قد سددنا طريقها بالذنوبِ


ثالثا: فساد القلب:

اعلموا أن صلاح القلوب لا يكون إلا بصلاح المطعم و المشرب لذا فالنبي - صلى الله عليه وسلم يوضح لنا أن صلاح الأعضاء بصلاح القلوب و صلاح القلوب بصلاح المطعم و المشرب عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ"[4].



قال ابن حجر رحمه الله: «فيه التنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على صلاحه والإشارة إلى أن لِطيب الكسب أثرًا فيه» [فتح الباري]. «سُئِل الإمام أحمد رحمه الله: بِمَ تلين القلوب؟ قال: بأكل الحلال»[5].



فالقلب إذا امتلأ بالحرام، انغلق عن المعنويات، وأوصدت نوافذ الهداية فيه، فالابتعاد عن الحق وهجران الإنسان لبارئه واقترافه المعاصي والتعدي على حقوق الناس، مقدمة طبيعية تقود إلى ظلمة القلب، إذْ إن من جملة الأسباب الرئيسة لعدم توطين النفس للحق وعدم اتباع الصراط السوي، أكل المال بالباطل، فالأموال التي يحصل عليها بطرق غير مشروعة وأسباب غير مرضية عند الله تعالى، تطبع على القلب بظلمتها.



قال بعض السلف: إن العبد يأكل أكلة فيتقلب قلبه فينغل كما ينغل الأديم ولا يعود إلى حاله أبدا.

أَكلُ الخَبيثِ بِهِ تعمى القُلوبُ فَلا ♦♦♦ تُحَدِث بِها ظُلمَةً تَفضي إلى كلَلِ




رابعا: معصية الجوارح:

قال سهل رضي الله عنه من أكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى علم أو لم يعلم ومن كانت طعمته حلالا أطاعته جوارحه ووفقت للخيرات[6].



وقال ابن عباس رضي الله عنه: "إن للحسنة نوراً في القلب، وضياء في الوجه، وقوة في البدن، وزيادة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق".



ويقول يحيى بن معاذ: الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لقم الحلال.



خرج الأمير شروان للصيد فأدركه العطش فرأى في البرية بستاناً وعنده صبي فطلب منه ماء فقال ليس عندنا ماء قال ادفع لي رمانة فدفعها إليه فاستحسنها فنوى أخذ البستان ثم قال ادفع لي أخرى فدفع له أخرى فوجدها حامضة فقال أما هي من الشجرة الأولى قال نعم قال كيف تغير طعمها قال لعل نية الأمير تغيرت فرجع عن ذلك في نفسه ثم قال ادفع لي أخرى فدفع له أخرى فوجدها أحسن من الأولى فقال كيف صلحت قال بصلاح نية الأمير[7].



خامسا: مانع من موانع قبول الطاعات والعبادات:

الكسب الحرام سبب من أسباب عدم قبول العمل. عن ابن عباس والذي نفس محمد بيده، إن الرجل ليَقْذفُ اللقمة الحرام في جَوْفه ما يُتَقبَّل منه أربعين يومًا، وأيّما عبد نبت لحمه من السُّحْت والربا فالنار أولى به"[8].



عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " قتل نفر يوم خيبر فقالوا فلان شهيد حتى ذكروا رجلا فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في عباءة أو في بردة غلها، ثم قال لي يا بن الخطاب قم فناد في الناس انه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون فقمت فناديت في الناس"[9].



قال أحدهم:

رأيتُ حَلالَ المالِ خيرَ مغَبةٍ
وأجدرَ أن يبقى على الحدَثَانِ
وإِياكَ والمالَ الحرامَ فإِنه
وبالٌ إِذا ما قدّم الكفنانِ


وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالأوتار لم يقبل ذلك منكم إلا بورع حاجز.



وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله ما أدرك من أدرك إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه وقال الفضيل من عرف ما يدخل جوفه كتبه الله صديقا فانظر عند من تفطر يا مسكين.



وقال يحيى بن معاذ الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفتاحها الدعاء وأسنانه لقم الحلال وقال ابن عباس رضي الله عنهما لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام[10].



وقال عبد الله بن المبارك رضي الله عنه: «لئن أرد درهمًا من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بستمائة ألف».



ولقد حذر السلف الصالح من اكل الحرام قال ابن المبارك: "لأنْ أرُدَّ دِرْهمًا من شُبْهَةٍ؛ أحبّ إليَّ من أن أتصدَّق بمائة ألفٍ".

قال عمر رضي الله عنه: ((كنَّا نَدَعُ تسعةَ أعشار الحلال؛ مخافةَ الوقوع في الحرام)).



قال سفيان الثوري: "مَنْ أنفق الحرام في الطاعة، فهو كمَنْ طهَّر الثوبَ بالبَوْل، والثوب لا يَطْهُر إلا بالماء، والذنب لا يكفِّره إلا الحلال".

أيا من عاش في الدّنيا طويلا
وأفنى العمر في قيل وقالِ
وأتعب نفسه فيما سيفنى
وجمعٍ من حرام أو حلال
هب الدّنيا تقاد إليك عفوا
أليس مصير ذلك للزّوال


وأكل الحرام يجرأ صاحبه على المعاصي والحرمات والموبقات، وهذا ثمرة فساد قلبه بأكل الحرام.

وأشبه من يتوب على حرام
كبيض فاسد تحت الحمام
يطول عناؤه في غير شغل
وآخره يقوم بلا تمام
إذا كان المقام على حرام
فلا معنى لتطويل المقام
فلا بارك الله في مال أورث ذُلاً، وفي تجارة أعقبت همًّا وغمًّا.



سادسا: الحجب والحرمان من دخول الجنان:

الكسب الحرام يستوجب غضب الجبار ودخول النار، عن أبي أمامة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتطع حق امرئ مسلمٍ بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة))، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: ((وإن كان قضيبًا من أراك))[11].



وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ خَسِرُوا وَخَابُوا؟ قَالَ: فَأَعَادَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: الْمُسْبِلُ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ، أَوِ الْفَاجِرِ، وَالْمَنَّانُ[12].



روى البخاري من حديث خولة الأنصارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة»[13].



وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام ". رواه البيهقي في شعب الإيمان[14].



سابعا: عذاب القبر:

ومن عقوبات أكل الحرام عذاب القبر كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.



ومن أخوف عواقب أكل المال الحرام أنه سبب من أسباب عذاب القبر: فهذا مجاهدٌ قُتلَ في سبيلِ الله، فقال الصحابةُ - رضي الله عنهم- هنيئاً لهُ الشهادةِ يا رسول الله، فماذا كان رد النبي صلى الله عليه آله وسلم -؟



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَامَ حُنَيْنٍ فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَباً، وَلاَ وَرِقاً، إِلاَّ الْأَمْوَالَ: الثِّيَابَ، وَالْمَتَاعَ. قَالَ: فَأَهْدَى رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، غُلاَماً أَسْوَدَ، يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ. فَوَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى وَادِي الْقُرَى. حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَادِي الْقُرَى، بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ [15]. فَأَصَابَهُ، فَقَتَلَهُ. فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئاً لَهُ الْجَنَّةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلاَّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّذِي أَخَذَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَاراً».



قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ ذلِكَ، جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ، أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «شِرَاكٌ، أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ».[16] متفق عليه.



نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



أما بعد:

إخوة الإسلام نقف في أخر المطاف مع صور مشرقة من تحري الحلال والبعد عن الحرام من حياة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم وصحابته الخيار-رضي الله عنهم أجمعين- وممن سار على دربهم.



ورع النبي -صلى الله عليه وسلم-:

وها هو سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- لا يستطيع أن ينام ليلة بأكملها لأنه وجد تمرة على فراشه فخشي أن تكون من تمر الصدقة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تحت جنبه تمرة من الليل فأكلها فلم ينم تلك الليلة فقال بعض نسائه يا رسول الله أرقت البارحة قال إني وجدت تحت جنبي تمرة فأكلتها وكان عندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت أن تكون منه" أخرجه أحمد[17].



ورع أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-:

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان لأبي بكر غلام له يخرج له خارج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام أتدري ما هذا؛ فقال أبو بكر، وما هو؛ قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه قالت فادخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه[18].



ورع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

عن زيد بن أسلم أنه قال: شرب عمر بن الخطاب رضى الله عنه لبنا فأعجبه فسأل الذى سقاه من أين لك هذا اللبن؟ فأخبره أنه ورد على ماء قد سماه فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوا لى ألبانها فجعلته في سقائى هذا فأدخل عمر رضى الله عنه إصبعه واستقاءه.) السنن الكبرى للبيهقي[19].



وروي في أثار السلف: أن الواعظ إذا جلس قال: العلماء تفقدوا منه ثلاثا فإن كان معتقدا لبدعه فلا تجالسوه فإنه عن لسان الشيطان ينطق، وإن كان سيئ الطعمة فعن الهوى ينطق فإن لم يكن مكين العقل فإنه يفسد بكلامه أكثر مما يصلح فلا تجالسوه.



وفي الأخبار المشهودة عن علي -رضي الله عنه- وغيره.:إن الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب، وزاد آخرون وشبهتها عتاب[20].



فاقنعوا بالحلال عن الحرام، وتوبوا إلى الله من المظالم والآثام، وأحسنوا كما أحسن الله إليكم، ويسروا على عباده كما يسر الله عليكم، واجعلوا أموالكم لكم ستراً من النار بكثرة الصدقات ومشروع النفقات، وامتطوها إلى ما يرضي الله توصلكم إلى الدرجات العالية من الجنات.



ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].



فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


[1] قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 8003 في صحيح الجامع.

[2] أخرجه: البخاري 3/ 76 (2079)، ومسلم 5/ 10 (1532) (47).

[3] أخرجه: مسلم 3/ 85 (1015) (65).

[4] صحيح البخاري (1/ 20).

[5][مناقب الإمام أحمد ص255].

[6] إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (2/ 405).

[7](نزهة المجالس ومنتخب النفائس، للصفوري صـ 7).

[8] المعجم الأوسط للطبراني برقم (5026).

[9] رواه ابن حبان في صحيحه 11/ ص 186 حديث رقم: 4849.

[10] إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (2/ 404).

[11] أخرجه أحمد (5/ 260، رقم 22293)، ومسلم (1/ 122، رقم 137).

[12] رواه مسلم" 1/ 71(208)وأحمد" 5/ 148(21644).

[13] رواه البخاري 6 / 165 - 166.

[14] مشكاة المصابيح (2/ 129).

[15] أي: لا يدرى من رمى به، الزرقاني 3: 42.

[16] صحيح: البخاري في الأيمان والنذور (33).

[17] المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة (19/ 16).

[18] أخرجه أبو نعيم (1/ 31).

[19] أخرجه البخاري (3/ 1395، رقم 3629).

[20] إحياء علوم الدين -(2 / 91).

hgghlfhghm fH;g hgpvhl: Nehv ,Hqvhv










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018