أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 10 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 10 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالله البعيجان 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن علي ملا الخميس 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن محمد ماجد حكيم الخميس 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عماد بقري الخميس 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن د. عمر كمال الخميس 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو الوليد البتار مشاركات 10 المشاهدات 1350  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 19 / 04 / 2009, 36 : 07 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


بسم الله الرحمن الرحيم


محبة الله ورسوله - خطبة لمعالي الشيخ الفوزان

الحمد لله على فضله وإحسانه، أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فقامت به الحجة وتمت به النعمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وأطيعوه حبا له وإجلالا وطمعا في ثوابه، وخوفا من عقابه؛ فهو الإله الذي تؤلهه القلوب وتعبده محبة وإجلالاً وتعظيما، وإذا كانت القلوب قد جبلت على حب من أحسن إليها، فإن كل إحسان وكل نعمة صادر منها سبحانه: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل: 53]؛ فيجب على العبد أن يحبه غاية الحب ويعبده وحده لا شريك له، ومحبة العبد لربه لها علامات تدل عليها، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31]؛ فعلامة محبة العبد لله أن يكون متبعا لرسوله يفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي) [آل عمران: 31]، أما من ادعى أنه يحب الله وهو مخالف لرسوله فإنه كاذب في دعواه، قال بعض السلف: "ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحنة"، (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي) [آل عمران: 31]، وقوله تعالى: (يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31]، إشارة إلى ثمرة محبة الله وفائدتها، وهي أن من أحب الله أحبه الله وغفر له ذنوبه قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) [المائدة: 54]؛ فذكر في هذه الآية الكريمة أن محبة العبد لربه لها أربع علامات:
الأولى: الذلة على المؤمنين، بمعنى أن يكون رحيما بهم عاطفا عليهم محسنا إليهم.
الثانية: العزة على الكافرين، بمعنى أنه يكون شديدا عليهم مبغضا لهم. كما قال الله تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) [الفتح: 29].
الثالثة: أن يكون مجاهدا في سبيل الله بالنفس والمال واللسان والقلب.
الرابعة: أن لا تأخذه في الله لومة لائم، بحيث لا يؤثر فيه لوم الناس له على ما يبذله من الجهاد والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فلا يمنعه لوم الناس له عن الاستمرار في ذلك.
ومن علامة صدق العبد في محبته لله: أن يقدم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، وما يميل إليه هواه وطبعه من المال والقرابة والوطن، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24]، أمر الله نبيه أن يتوعد من قدم محبة هذه الثمانية: أهله وماله وعشيرته وتجارته ومسكنه فآثرها أو بعضها على فعل ما أوجبه الله عليه من الأعمال التي يحبها الله تعالى ويرضاها كالجهاد والهجرة ونحو ذلك، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: أي إن كانت هذه الأشياء: (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا) [التوبة: 24]، أي انتظروا ماذا يحل بكم من عقابه، ولهذا آثر السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان ما يحبه الله على ما يحبونه؛ فقدموا أنفسهم وأموالهم للجهاد والإنفاق في سبيله مع ما في ذلك من القتل ونفاذ الأموال، وترك المهاجرون ديارهم وأموالهم وأولادهم، وانتقلوا من وطنهم الأصلي إلى دار الهجرة يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله، وقال الله فيهم: (أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات: 15]؛ فقارنوا يا عباد الله بين حال أكثرنا اليوم وحال هؤلاء الصادقين، فالكثير منا اليوم يقدم هوى نفسه على طاعة ربه؛ فإذا دعي إلى الصلاة في المسجد آثر النوم والراحة أو اللهو واللعب ولم يخرج إلى الصلاة ولم يجب داعي الله، وإنما يجيب داعي الشيطان والهوى والنفس، وإذا دعي إلى الصلاة وهو في متجره أو عمله آثر طلب الدنيا على طلب الآخرة فأقبل على البيع والشراء بأداء العمل الدنيوي ولم يذهب إلى الصلاة وعصى أمر ربه بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) [الجمعة: 9]، وبقوله: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ *رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) [النور: 36،37]. والتاجر الذي يأخذ المال بطرق محرمة كالربا والغش والكذب قد آثر حب المال على حب الله، والبخيل الذي يمنع الحقوق الواجبة في ماله كالزكاة، والإنفاق في سبيل الله قد آثر حب المال على حب الله ونسي قوله تعالى: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران: 180].
والوالد حينما يؤمر بإلزام أولاده بالصلاة وإحضارهم إلى المسجد وإنقاذهم من النار كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم: 6]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر"، فإنه لا يبالي بأمر الله ورسوله ويترك أولاده في بيته لا يشهدون صلاة ولا يعرفون مسجدا، لأنه آثر حب أولاده على محبة الله، فهو لا يريد أن يضربهم أو يغضبهم ولو عصوا ربهم وتركوا واجبهم؛ فصارت محبة الأولاد أشد عنده من محبة الله واتقاء غضب الأولاد أهم في نظره من اتقاء غضب الله، وإلا لو كان الأمر بالعكس لقدم أمر الله على محبتهم، وهذا خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمره الله بذبح ابنه الذي وهبه الله له بعد كبر سنه بادر إلى امتثال أمر ربه وتقديم محبة الله على محبة هذا الابن، ولما ظهر صدق نيته وخالص محبته لربه نسخ الله الأمر بذبح الابن وفداه بذبح عظيم، وبشره بابن آخر هو إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، كل هذا ببركة طاعة الله وتقديم محبته على محبة غيره.
عباد الله: وكما تجب محبة الله تعالى تجب محبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهي تابعة لمحبة الله ولازمة لها، عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" أخرجاه في الصحيحين، وروى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه قال للرسول -صلى الله عليه وسلم-: لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال له عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر"، وذلك لأن الرس-صلى الله عليه وسلم- هو الذي دلنا على الخير وبين لنا طريق النجاة وسبيل السعادة، وحذرنا من الشر والهلاك وبسببه اهتدينا، ومحبته -صلى الله عليه وسلم- تقتضي متابعته وطاعته؛ فمن ادعى محبته بدون متابعته أو ادعى محبته ولم يتمسك بسنته ولم يترك البدع المخالفة لسنته، فهو كاذب في دعوى محبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن محبته تقتضي فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وقد قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) [النساء: 80]؛ فالذي يدعي محبته ويخالف سنته ويعمل بالبدع والخرافات هو كاذب في دعواه.
ومن علامة محبة العبد لله ورسوله: أن يحب من يحبهم الله ورسوله؛ فالله يحب المحسنين والمتقين ويحب التوابين ويحب المتطهرين، والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين وما يحبه الله من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم، وفي الصحيحين، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان ولو كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عادة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا" رواه ابن جرير، فمن أحب الله تعالى أحب فيه ووالى أولياءه وعادى أعداءه؛ فمن كان كذلك تولاه الله، ومن لم يكن كذلك؛ فإن الله لا يتولاه، وإذا لم يتولاه الله، تولاه أعداءه، قال الله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 257].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم




الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، يمن على من يشاء من عباده بالإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان...
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من علامات محبة الله بغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال والأقوال، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18]، وقال تعالى: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 57]، وقال تعالى: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205]؛ فيجب على المؤمن، الذي يجب الله أن يبغض ما يبغضه الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) [الممتحنة: 1]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) [الممتحنة: 13]، وقال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: 22]؛ فأوجب سبحانه في هذه الآيات بغض أعداء الله المحادين له، الذين غضب الله عليهم من الكفار والمنافقين والمتكبرين، ولو كانوا من أقرب الأقربين، كما أوجب سبحانه على المؤمن بغض المعاصي من الكفر والفسوق والعصيان؛ لأن الله يبغضها فيكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار، كما جاء في الحديث.
واعلموا، أن كل محبة تأسست على معصية الله ستنقلب عداوة يوم القيامة، قال تعالى: (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67]، وقال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا *يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا *لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا) [الفرقان: 27،29]، وقال تعالى: (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) [العنكبوت: 25]؛ فاتقوا الله وانظروا من تحبون وتصاحبون؛ فإن المرء يكون مع من أحب يوم القيامة، وقد ذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله- أن الأسباب الجالبة لمحبة الله عشرة:
الأول: قراءة القرآن وتدبره.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
الثالث: دوام ذكر الله على كل حال بالقلب واللسان والعمل.
الرابع: إيثار محاب الله على محاب النفس.
الخامس: التأمل في أسماء الله وصفاته، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
السادس: التأمل في نعم الله تعالى على العبد؛فإن التأمل فيها يدعوا إلى محبة المنعم.
السابع: انكسار القلب بين يدي الله تعالى.
الثامن: الخلوة بالله وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه حين يبقى ثلث الليل الأخير وختم ذلك بالاستغفار.
التاسع: مجالسة الصالحين المحبين الصادقين والاقتداء بهم.
العاشر: الابتعاد عن كل الأسباب التي تحول بين القلب وبين الله عز وجل فاتخذوا هذه الأسباب رحمكم الله للحصول على محبة الله عز وجل وابتعدوا عن أضدادها.
واعلموا، أن خير الحديث كتاب الله...




( من كتاب الخطب المنبرية، لمعالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان/ ج1)

lpfm hggi ,vs,gi \ ggughlm hgt,.hk pt/i hggi










عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 19 / 04 / 2009, 09 : 09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.71 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2263
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

جزاك الله خيرا واثابك الجنة









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 20 / 04 / 2009, 22 : 10 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
الجودي-1
اللقب:
عضو ملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الجودي-1


البيانات
التسجيل: 12 / 04 / 2009
العضوية: 23893
المشاركات: 34 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 186
نقاط التقييم: 12
الجودي-1 is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 23893
عدد المشاركات : 34
بمعدل : 0.01 يوميا
عدد المواضيع : 0
عدد الردود : 34
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الجودي-1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحا بة الغر الميامين.
روى الترمذي من قوله عليه الصلاة والسلام
" أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"
وروى مسلم وأبو داود والترمذي عنه صلى الله وآله وسلم
"من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً "
وإما الصيغة التي تؤدّى بها الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,إذ حين نزل قوله تعالى( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) سأل الصحابة رسول الله عن كيفية هذه الصلاة
فعن كعب بن عُجرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة؟ فقال :
قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة .وصيغة السلام التي عرفها الصحابة هي الواردة في التشهد : "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" ويجزئ عنها ما كان في معناها .وصيغة الصلاة هذه يجزئ عنها ما كان في معناها , وقد حكت الروايات نماذج منها " كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .... كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم....." ومن ذلك : " قولوا اللهم صلِِ على محمد عبدك ورسولك... ومن ذلك قولوا اللهم صل على محمد وازواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته .....ومن ذلك: قولوا..... كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد"
إننا نرى ذكر النبي وذكر آله وذكر إبراهيم في كل هذه الروايات , والرواية الوحيدة التي علمهم فيها كيفية الصلاة عليه دون أن يذكر فيها إبراهيم هي :
" قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد" وهذه الرواية أخرجها الإمام احمد وابو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والشافعي في مسنده وبالا ستقراء لم نجد ولا رواية واحدة من الروايات التي علمهم فيها الصلاة عليه خالية من ذكر آله معه.
وبناء على ذلك نستطيع أن نقول إن صيغة (عليه السلام) أو صيغة (عليه الصلاة والسلام) أو صيغة (صلى الله عليه وسلم) كلها ناقصة. والصيغ الكاملة هي التي ورد فيها ذكره وذكر آله وذكر إبراهيم وآل إبراهيم,أو الصيغ التي ورد فيها ذكره وذكر آله.
رُب قائل يقول:الآية الكريمة ذكرت النبي فقط
( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) نعم ذكرت النبي فقط ولكن كيفية الصلاة على النبي لا تكون كاملة إلا كما علمنا. ولا ينبغي لنا أن نترك الصيغة التي علمنا إياها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ونقتصر على الصيغة المألوفة (صلى الله عليه وسلم) وهناك من صار يختصر الصيغة أكثر فيقول (صلعم) أو المطلوب شرعاً (سواء في حالة الوجوب أو الندب ) هو التلفظ بهذه الصيغة مع التبجيل والاحترام القلبي وليس المطلوب هو الكتابة ,فيستطيع الكاتب أن يكتب كلمة "النبي" وكلمة "الرسول" دون أن يكتب معها صيغة الصلاة ويكتفي بقولها بلسانه .قال ابن كثير في تفسيره (ذكر الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لآداب الراوى والسامع ) قال :رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة . قال وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظاً)
فإذا أراد الكاتب أن يكتب فإما يكتب الصيغة كاملة أو يتركها كلها. المشكلة الآن تكمن في التقليد الأعمي الذي يسوق المقلد إلى ترك قول النبي عليه وآله الصلاة والسلام ليتبع الناس (حتى لو كانوا أئمة وعلماء) دون دليل في فترة من الزمن ماضية عملت الفتنة بين المسلمين وجعلت بعضهم يقتل أو يشتم بعضاً انتهت تلك الفترة ولكن بعض آثارها ما زال كامنا ً في العقول والقلوب .
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .اللهم آمين

ولكم مني التحية









عرض البوم صور الجودي-1   رد مع اقتباس
قديم 20 / 04 / 2009, 33 : 05 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

اللهم امين ... واياك اخي ****** الكبيسي









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 20 / 04 / 2009, 45 : 08 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجودي-1 نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.قال ابن كثير في تفسيره (ذكر الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لآداب الراوى والسامع ) قال :رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة . قال وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظاً)


نريد رقم الصفحة ؟!!

فإذا أراد الكاتب أن يكتب فإما يكتب الصيغة كاملة أو يتركها كلها. المشكلة الآن تكمن في التقليد الأعمي الذي يسوق المقلد إلى ترك قول النبي عليه وآله الصلاة والسلام ليتبع الناس (حتى لو كانوا أئمة وعلماء) دون دليل في فترة من الزمن ماضية عملت الفتنة بين المسلمين وجعلت بعضهم يقتل أو يشتم بعضاً انتهت تلك الفترة ولكن بعض آثارها ما زال كامنا ً في العقول والقلوب .
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .اللهم آمين

ولكم مني التحية
اخي الكريم .. لماذا لاتخاطب بهذا الكلام علمائكم وشيعتكم ؟! الذين يقتصرون على حرف ( ص ) بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن معاشر اهل السنة نجمع بين الحسنيين .. نصلي على القرابة وعلى الصحابة !
ولاتجوز لنا صلاة ولاتقبل بغير الصلاة على ال محمد رضوان الله عليهم اجمعين , وهذه عقيدتنا .

فرضي الله عن الصحابة والقرابة أجمعين .









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2009, 08 : 06 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
الجودي-1
اللقب:
عضو ملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الجودي-1


البيانات
التسجيل: 12 / 04 / 2009
العضوية: 23893
المشاركات: 34 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 186
نقاط التقييم: 12
الجودي-1 is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 23893
عدد المشاركات : 34
بمعدل : 0.01 يوميا
عدد المواضيع : 0
عدد الردود : 34
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الجودي-1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الوليد البتار نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اخي الكريم .. لماذا لاتخاطب بهذا الكلام علمائكم وشيعتكم ؟! الذين يقتصرون على حرف ( ص ) بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
.. نصونحن معاشر اهل السنة نجمع بين الحسنيين لي على القرابة وعلى الصحابة !
ولاتجوز لنا صلاة ولاتقبل بغير الصلاة على ال محمد رضوان الله عليهم اجمعين , وهذه عقيدتنا .

فرضي الله عن الصحابة والقرابة أجمعين .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الاخ ابو الوليد مع من تتكلم وعن اي شيء واي علماء تقصد هل تعرف من انا ومن اكون ومن هم علمائي ؟
واي سنة الذي انت من اهلها التي نسبت نفسك اليها فقلت (ونحن معاشر اهل السنة نجمع بين الحسنيين نصلي على القرابة وعلى الصحابة)
والسلام على من اتبع الهدى









عرض البوم صور الجودي-1   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2009, 39 : 06 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
الجودي-1
اللقب:
عضو ملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الجودي-1


البيانات
التسجيل: 12 / 04 / 2009
العضوية: 23893
المشاركات: 34 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 186
نقاط التقييم: 12
الجودي-1 is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 23893
عدد المشاركات : 34
بمعدل : 0.01 يوميا
عدد المواضيع : 0
عدد الردود : 34
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الجودي-1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الوليد البتار نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بسم الله الرحمن الرحيم


محبة الله ورسوله - خطبة لمعالي الشيخ الفوزان

الحمد لله على فضله وإحسانه، أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فقامت به الحجة وتمت به النعمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وأطيعوه حبا له وإجلالا وطمعا في ثوابه، وخوفا من عقابه؛ فهو الإله الذي تؤلهه القلوب وتعبده محبة وإجلالاً وتعظيما، وإذا كانت القلوب قد جبلت على حب من أحسن إليها، فإن كل إحسان وكل نعمة صادر منها سبحانه: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل: 53]؛ فيجب على العبد أن يحبه غاية الحب ويعبده وحده لا شريك له، ومحبة العبد لربه لها علامات تدل عليها، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31]؛ فعلامة محبة العبد لله أن يكون متبعا لرسوله يفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي) [آل عمران: 31]، أما من ادعى أنه يحب الله وهو مخالف لرسوله فإنه كاذب في دعواه، قال بعض السلف: "ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحنة"، (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي) [آل عمران: 31]، وقوله تعالى: (يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31]، إشارة إلى ثمرة محبة الله وفائدتها، وهي أن من أحب الله أحبه الله وغفر له ذنوبه قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) [المائدة: 54]؛ فذكر في هذه الآية الكريمة أن محبة العبد لربه لها أربع علامات:
الأولى: الذلة على المؤمنين، بمعنى أن يكون رحيما بهم عاطفا عليهم محسنا إليهم.
الثانية: العزة على الكافرين، بمعنى أنه يكون شديدا عليهم مبغضا لهم. كما قال الله تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) [الفتح: 29].
الثالثة: أن يكون مجاهدا في سبيل الله بالنفس والمال واللسان والقلب.
الرابعة: أن لا تأخذه في الله لومة لائم، بحيث لا يؤثر فيه لوم الناس له على ما يبذله من الجهاد والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فلا يمنعه لوم الناس له عن الاستمرار في ذلك.
ومن علامة صدق العبد في محبته لله: أن يقدم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، وما يميل إليه هواه وطبعه من المال والقرابة والوطن، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24]، أمر الله نبيه أن يتوعد من قدم محبة هذه الثمانية: أهله وماله وعشيرته وتجارته ومسكنه فآثرها أو بعضها على فعل ما أوجبه الله عليه من الأعمال التي يحبها الله تعالى ويرضاها كالجهاد والهجرة ونحو ذلك، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: أي إن كانت هذه الأشياء: (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا) [التوبة: 24]، أي انتظروا ماذا يحل بكم من عقابه، ولهذا آثر السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان ما يحبه الله على ما يحبونه؛ فقدموا أنفسهم وأموالهم للجهاد والإنفاق في سبيله مع ما في ذلك من القتل ونفاذ الأموال، وترك المهاجرون ديارهم وأموالهم وأولادهم، وانتقلوا من وطنهم الأصلي إلى دار الهجرة يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله، وقال الله فيهم: (أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات: 15]؛ فقارنوا يا عباد الله بين حال أكثرنا اليوم وحال هؤلاء الصادقين، فالكثير منا اليوم يقدم هوى نفسه على طاعة ربه؛ فإذا دعي إلى الصلاة في المسجد آثر النوم والراحة أو اللهو واللعب ولم يخرج إلى الصلاة ولم يجب داعي الله، وإنما يجيب داعي الشيطان والهوى والنفس، وإذا دعي إلى الصلاة وهو في متجره أو عمله آثر طلب الدنيا على طلب الآخرة فأقبل على البيع والشراء بأداء العمل الدنيوي ولم يذهب إلى الصلاة وعصى أمر ربه بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) [الجمعة: 9]، وبقوله: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ *رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) [النور: 36،37]. والتاجر الذي يأخذ المال بطرق محرمة كالربا والغش والكذب قد آثر حب المال على حب الله، والبخيل الذي يمنع الحقوق الواجبة في ماله كالزكاة، والإنفاق في سبيل الله قد آثر حب المال على حب الله ونسي قوله تعالى: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران: 180].
والوالد حينما يؤمر بإلزام أولاده بالصلاة وإحضارهم إلى المسجد وإنقاذهم من النار كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم: 6]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر"، فإنه لا يبالي بأمر الله ورسوله ويترك أولاده في بيته لا يشهدون صلاة ولا يعرفون مسجدا، لأنه آثر حب أولاده على محبة الله، فهو لا يريد أن يضربهم أو يغضبهم ولو عصوا ربهم وتركوا واجبهم؛ فصارت محبة الأولاد أشد عنده من محبة الله واتقاء غضب الأولاد أهم في نظره من اتقاء غضب الله، وإلا لو كان الأمر بالعكس لقدم أمر الله على محبتهم، وهذا خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمره الله بذبح ابنه الذي وهبه الله له بعد كبر سنه بادر إلى امتثال أمر ربه وتقديم محبة الله على محبة هذا الابن، ولما ظهر صدق نيته وخالص محبته لربه نسخ الله الأمر بذبح الابن وفداه بذبح عظيم، وبشره بابن آخر هو إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، كل هذا ببركة طاعة الله وتقديم محبته على محبة غيره.
عباد الله: وكما تجب محبة الله تعالى تجب محبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهي تابعة لمحبة الله ولازمة لها، عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" أخرجاه في الصحيحين، وروى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه قال للرسول -صلى الله عليه وسلم-: لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال له عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر"، وذلك لأن الرس-صلى الله عليه وسلم- هو الذي دلنا على الخير وبين لنا طريق النجاة وسبيل السعادة، وحذرنا من الشر والهلاك وبسببه اهتدينا، ومحبته -صلى الله عليه وسلم- تقتضي متابعته وطاعته؛ فمن ادعى محبته بدون متابعته أو ادعى محبته ولم يتمسك بسنته ولم يترك البدع المخالفة لسنته، فهو كاذب في دعوى محبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن محبته تقتضي فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وقد قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) [النساء: 80]؛ فالذي يدعي محبته ويخالف سنته ويعمل بالبدع والخرافات هو كاذب في دعواه.
ومن علامة محبة العبد لله ورسوله: أن يحب من يحبهم الله ورسوله؛ فالله يحب المحسنين والمتقين ويحب التوابين ويحب المتطهرين، والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين وما يحبه الله من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم، وفي الصحيحين، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان ولو كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عادة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا" رواه ابن جرير، فمن أحب الله تعالى أحب فيه ووالى أولياءه وعادى أعداءه؛ فمن كان كذلك تولاه الله، ومن لم يكن كذلك؛ فإن الله لا يتولاه، وإذا لم يتولاه الله، تولاه أعداءه، قال الله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 257].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم




الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، يمن على من يشاء من عباده بالإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان...
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من علامات محبة الله بغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال والأقوال، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18]، وقال تعالى: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 57]، وقال تعالى: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205]؛ فيجب على المؤمن، الذي يجب الله أن يبغض ما يبغضه الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) [الممتحنة: 1]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) [الممتحنة: 13]، وقال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: 22]؛ فأوجب سبحانه في هذه الآيات بغض أعداء الله المحادين له، الذين غضب الله عليهم من الكفار والمنافقين والمتكبرين، ولو كانوا من أقرب الأقربين، كما أوجب سبحانه على المؤمن بغض المعاصي من الكفر والفسوق والعصيان؛ لأن الله يبغضها فيكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار، كما جاء في الحديث.
واعلموا، أن كل محبة تأسست على معصية الله ستنقلب عداوة يوم القيامة، قال تعالى: (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67]، وقال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا *يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا *لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا) [الفرقان: 27،29]، وقال تعالى: (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) [العنكبوت: 25]؛ فاتقوا الله وانظروا من تحبون وتصاحبون؛ فإن المرء يكون مع من أحب يوم القيامة، وقد ذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله- أن الأسباب الجالبة لمحبة الله عشرة:
الأول: قراءة القرآن وتدبره.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
الثالث: دوام ذكر الله على كل حال بالقلب واللسان والعمل.
الرابع: إيثار محاب الله على محاب النفس.
الخامس: التأمل في أسماء الله وصفاته، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
السادس: التأمل في نعم الله تعالى على العبد؛فإن التأمل فيها يدعوا إلى محبة المنعم.
السابع: انكسار القلب بين يدي الله تعالى.
الثامن: الخلوة بالله وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه حين يبقى ثلث الليل الأخير وختم ذلك بالاستغفار.
التاسع: مجالسة الصالحين المحبين الصادقين والاقتداء بهم.
العاشر: الابتعاد عن كل الأسباب التي تحول بين القلب وبين الله عز وجل فاتخذوا هذه الأسباب رحمكم الله للحصول على محبة الله عز وجل وابتعدوا عن أضدادها.
واعلموا، أن خير الحديث كتاب الله...




( من كتاب الخطب المنبرية، لمعالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان/ ج1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحب الصادق والحب الكاذب لآل البيت الأطهار
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر المحجلين أما بعد:
إنه لمن المعلوم ضرورة من دين الإسلام أن الحب ذلك العمل القلبي حبان حب قلبي حقيقي وحب لساني وهمي ادعائي، حب صادق وحب كاذب، حب إيماني وحب نفاقي، حب لا قيمة له بل هو حجة على صاحبه ويورده النار وبئس الورد المورود، وحب يعمر القلب بالإيمان وينجي صاحبه من النار، الحب الأول هو الذي صدقه العمل الصالح والاتباع وحسن الخضوع والانقياد لأمر المحبوب والحب الآخر هو الذي كذبه العمل الفاسد وعدم الطاعة و الخضوع والانقياد لأمر المحبوب بين ذلك قول الله تبارك وتعالى{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران:31]، إذًا فالذي يحب الله حبًّا إيمانيًّا صادقًا فلا بد وأن يكون مطيعًا لله طاعة خالصة متبعًا لهدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم غير حائد عنه، وأما المعرض عن دين الله تعالى الحائد عنه المنقاد لغير نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو وإن ادعى حبه وكتب دواوين شعر في حبه منافق كاذب مخادع مبغض لله أو واهم ضال، وكذلك الذي يحب آل البيت عليهم الصلاة والسلام الأطهار الأصفياء الأنقياء الواجب وجوبًا عينيًّا على كل مسلم حبهم حبًّا إيمانيًّا صادقًا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 'أحبوا الله لما يغدوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي'([1])، فلا بد وأن يستمسك بهم استمساكه بالقرآن الكريم، ولن يكون محبًّا لهم إلا حبًّا لسانيًّا نفاقيًّا بدعيًّا من لم يأخذ بهم أخذه بالقرآن الكريم، ولن يأخذ أحدٌ بالقرآن الكريم أخذًا صادقًا نافعًا إن لم يستمسك بهم الاستمساك الإيماني الصادق، عن جابر بن عبد الله قال'رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي'([2])، وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ 'إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما'([3]). إذًا فحب آل البيت الحب الإيماني الصادق النافع هو الذي صدقه حسن الاتباع والانقياد لهم وأخذ الدين عنهم، وأما الحائدون عنهم الرافضون للسنة المروية من طريقهم ولعلمهم بكتاب الله وفقههم، المختارون غيرهم، المتبعون لأعدائهم، المستمسكون بقتلتهم، العاملون بدين يخالف دينهم، وإن ادعوا حبهم فهم كاذبون مخادعون لا محالة، وهذا وللأسف الشديد حالنا ووصفنا وحقيقة أمرنا، فكلمة آل البيت غريبة عنا، والصلاة والسلام عليهم ليست على ألسنتنا، ومروياتهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نعرف لها سبيلاً إلا ما ندر، وعلمهم بدين الله وفقههم لا وجود له في كتبنا، وأما سيرتهم فمعكوسة عندنا إن سمعنا بها، فكيف بالله عليكم نستسيغ هذه الكذبة الواضحة وهذا الخداع الصراح؟ فنحن لسنا من محبي أهل البيت عليهم السلام ولا من المستمسكين بهم، ولو أردنا ذلك حقيقة لا ادعاء وكذبًا ونفاقًا لبحثنا عنهم وعن سنتهم وفقههم ودينهم وعملنا به، ولا حجة لأحد كائنًا من كان أن يدعي أن لا سبيل إلى معرفة ذلك لتكذيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ادعاءه بقوله في حديث زيد بن أرقم السابق 'ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض'.
وأعتقد أيها الإخوة أن الأمر بات واضحًا جليًّا فمن أراد النجاة فليس له سبيل إلا الاستمساك بآل البيت بعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلنبحث بجد وإخلاص وصدق عن دينهم وسنتهم وفقههم وعلمهم ولنعض عليه بالنواجذ، ولنترك دين أعدائهم إلا ما وافق منه دينهم، والله المستعان وهو يهدي السبيل.وكتبه أخوكم الشيخ/محمود بن عبد العزيز جودة.
--------------------------------------------------------
([1]) رواه الترمذي ج5 ص664 رقم3789وقال: حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه.

([2])رواه الترمذي وقال:هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ج5 ص662-663،وأحمد ج3 ص14،والدارمي ج2 ص524،وابن خزيمة ج4ص63 رقم 2307.

([3]) رواه الترمذي ج5ص663 رقم3788وقال هذا حديث حسن غريب.









عرض البوم صور الجودي-1   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2009, 21 : 04 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
ابو علي الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى فضي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 30 / 03 / 2009
العضوية: 23695
العمر: 50
المشاركات: 598 [+]
بمعدل : 0.11 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 243
نقاط التقييم: 12
ابو علي الكبيسي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو علي الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا









عرض البوم صور ابو علي الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2009, 34 : 05 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجودي-1 نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الاخ ابو الوليد مع من تتكلم وعن اي شيء واي علماء تقصد هل تعرف من انا ومن اكون ومن هم علمائي ؟

عرفنا عنك ياسماحة العلامة وآية الله الجودي !!
واي سنة الذي انت من اهلها التي نسبت نفسك اليها فقلت (ونحن معاشر اهل السنة نجمع بين الحسنيين نصلي على القرابة وعلى الصحابة)
والسلام على من اتبع الهدى
انا سني وافتخر.. ولي موعاجبه.. ياكل فطر وينتحر
:laughbounce2:









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2009, 03 : 06 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ...

الرافضة يصلون على الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة البتراء
فالله يقول (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))


السني يقول : محمد صلى الله عليه وسلم
والرافضي يقول : محمد صلوات الله عليه أو
اللهم صلي على محمد على آل محمد
يعني من غير تسليم
والله يقول وسلموا عليه تسليما


الرافضة يصلون الصلاة البتراء.
فإنهم حين يصلون عليه لا يشملون نساء النبي اللواتي ثبت دخولهن في أهل البيت من القرآن.

وكذلك لا تشمل صلاتهم زيد بن عمر بن الخطاب ابن أم كلثوم بنت فاطمة بنت محمد صلوات الله عليه.

وصلواتهم عليهم غير مقبولة لأنهم غلوا فيهم من جهة وطعنوا فيهم من جهة أخرى.



وكذلك كتجاهلهم رقية وزينب وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


الصلاة الإبراهمية


لهي أكبر دليل على أن الصلاة ليست مقتصرة على " ال البيت " فقط


لأن ال تشمل نساء النبي رضي الله عنهم " أمهات المؤمنين " و تشمل كل أتباع محمد عليه الصلاة و السلام

فهي ليست حكرا على ال البيت كما يعتقد الشيعة

لأنه كما قلنا أن كلمة " ال محمد " لا تعني " ال البيت "

بل تعني " أتباع محمد " كما جاء في القرآن الكريم عن " ال فرعون " يعني أتباع فرعون


يعني - الصلاة الإبراهيمية - هي عليهم و ليست لهم











عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018