أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى السيرة النبويه

ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 10 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ ياسر الدوسري 10 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ عبدالله البعيجان 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ ماهر المعيقلي 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن علي ملا الخميس 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن محمد ماجد حكيم الخميس 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عماد بقري الخميس 9 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن د. عمر كمال الخميس 9 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 3 المشاهدات 1306  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 01 / 01 / 2012, 29 : 10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى السيرة النبويه

بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة السيرة الصحيحة للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله

الدرس[1]
إنَّ الحمد لله نحمده َ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
، (آل عمران: 102)﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾( النساء:1).
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
(الأحزاب: 70،71 )
أَمَّا بَعْــــدُ .........

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ

وأقول أيضًا صحيح، لأن السيرة النبوية شأنها شأن الأشياء التي نقلت إلينا عن طريق الأسانيد، ودخل فيها كثير من الأشياء التي تحتاج إلى تمحيص، فدخول الأحاديث الضعيفة، أو الأحداث التي لا أصل لها في السيرة النبوية، كدخول الأحاديث الضعيفة في وسط الأحاديث النبوية، فمثلا اشتهر بين الناس أن النبي عليه الصلاة والسلام لما ذهب ودخل الغار أن فيه شجرة نبتت، وفيه حمامتين باضوا فعلا هذا موجود بالأسانيد بالسيرة ولكن غير صحيح.

لم يصح إسناد لحكاية الحمامتين ولا لحكاية الشجرة التي نبتت مع أنها مشتهرة جدًا ويتداولها الواعظون والكتاب إذا تناولوا هجرة النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم ، إلى غير ذلك من الأحداث التي نريد أن نجليها حتى نقف على حقيقة انتشار الدعوة الإسلامية ولما نجحت الدعوة الإسلامية في حياة النبي

فإذا علمنا ذلك زال كثير من التخبط الذي يعيش فيه الشباب الذين يتناسون حقيقة انتشار الدعوة الإسلامية، فيريد على حد قول بعضهم: نريد أن نبدأ من حيث انتهى النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم ، وهذا قول شنيع لو تدبره قائله؛ لأنه قد يؤول به إلى الكفر، هذا القول قد يؤل به إلى الكفر لكنه يقول ذلك جهلا منه؛ لأن معنى أن يبدأ من حيث انتهى كأن الرسالة ما تمت، فهو سيكمل المسيرة فكأن المسألة ممتدة لا نهاية لها، ولم تتم وهذا خطأ لو علمه قائله ما تكلم به.


إنما حياة النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم منذ أن بعثه الله تعالى حتى التحق بالرفيق الأعلى حياة يمكن أن تبدأ في كل عصر، يعني لو عاش الإنسان في بيئة جاهلة، أو لو عاش في بيئة كافرة، كأن يعيش مثلا في دولة من دول الكفر التي تمارس أشياء أفظع مما كان يمارسه أهل الجاهلية الحضارة الحديثة يفعلون أشياء العرب الجاهليون كانوا يأنفون أن تتردى بهم الحال إلى مثل ما تردى به أولئك الذين يتشدقون بالمدنية، فلم تكن مثلا تجد في العرب اللواط، اللواط هذا وهو أن يأتي الرجل الرجل، هذا ما كنت تراه في العرب لما جبلوا عليه من الأنفة والعز.

وإن كانت هذه الأنفة كانت تؤدي إلى كثير من البلايا والمصائب لكنها الحقيقة رفعت العرب إلى منزلة عظيمة، وكان هذا أحد الأسباب التي شرفها الله تعالى بأن أنزل عليها خاتمة الرسالات النبوية، فترى هنا في الحضارة هذه: لو أن رجلا مثلا ذهب إلى بلد من بلاد الكفر، كيف يمكن له أن يدعو الناس إلى الإسلام؟

لابد أن يبدأ كما بدأ النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم ، أن يبدأ بتعليمهم التوحيد، وهذا هو أس الأمر ثم بعد أن يجد منهم جلدًا وبدءوا يتجاوبون معه، يمكن أن يفرض عليهم شيئا، وهذا صريح جلي في حديث إرسال معاذ كما في الصحيحين قال: «
أنك تأتي قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه: أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم وإياك وكرائم أموالهم واتقي دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».
فأنت تنظر وهؤلاء قوم أهل كتاب، بخلاف الجاهلية الأولى الجاهلية الأولى كانوا على دين إبراهيم تعالى، العرب القدماء كانوا على دين إبراهيم تعالى، ولم يكن يعرف في جزيرة العرب آنذاك لا اليهودية ولا النصرانية، لم تكن تُعرف في جزيرة العرب، وإنما كانت موجودة في أطراف اليمن آنذاك وبدءوا دخول الجزيرة العربية بعد ذلك، فكان العرب على دين إبراهيم تعالى، حتى جاء عمرو بن لحي لعنه الله.

أول من بحر البحيرة وسيب السوائب ووضع الأصنام في مكة،
عمرو بن لحي لعنه الله وكان رجلا مشهورًا عندهم بصلة الرحم ومشهورا بعتق الرقاب وبالصدقة وكانوا يعتبرونه من كبار العلماء والأولياء، حتى رحل عمرو بن لحي هذا إلى الشام، والشام هي مهد الرسالات السماوية، فلما ذهب إلى الشام وجدهم يعبدون الأصنام فاستحسن ذلك جدًا، ولأن هذه مهد الرسالات فتصور أن هذا من القربات التي يمكن أن ينقلها إلى جزيرة العرب، فهو أول من غير دين إبراهيم تعالى في جزيرة العرب: عمرو بن لحي لعنه الله فاصطحب معه من الشام هُبل،ووضعه في جوف الكعبة وصار بعد ذلك مناة، ثم جاءوا بعد ذلك باللات، ثم جاءوا بعد ذلك بالعزى، وصارت هذه هي الأصنام الرئيسية بالنسبة لأهل مكة.
جزاء عمر بن لحي
:فأول من غير دين إبراهيم وغير جزيرة العرب وأدخل الأصنام فيها هو عمرو بن لحي، فما كان جزاءه وعاقبته، قال النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم كما في صحيح البخاري «لقد رأيت عمرو بن لحي يجر قُصبه في النار» القُصب: الأمعاء، «يجر قُصبه في النار فهو أول من بدل دين إبراهيم وبحر البحيرة وسيب السوائب».
المراد بالبحيرة
: ذبيحة يذبحونها لطواغيتهم، وكذلك بالنسبة للسوائب إذا ولدت الناقة عشرة بطون إناث فإنهم يسيبونها لألهتهم فلا يركبونها ولا يستخدمونها ولا ترد من حمى، وكذلك المراد بالوصيلة والحام:، الوصيلة إذا ولدت الناقة أنثيين وراء بعضهم، فوصلت أنثى بأنثى فهذه لا يركبونها وينذرونها لألهتهم وكذلك الحام و هو الفحل من البقر أو من الجاموس، إذا ولدت فحلا فينذرونه لألهتهم فلا يُركب ولا يُرد من مرعى ولا يستطيع أحد أن يناله بأذى.
لذلك قال الله تعالى: ﴿
مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ [المائدة: 103]، ويقولون أن هذا مما أمرهم الله تعالى به لألهتهم،.
تلبية الجاهليين
:لم يقتصر الأمر على ذلك بل بنو بيوتًا تشبه الكعبة وجعلوا لها سدنة، وكانوا يطوفون بها يقولون: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا ملكته وما ملك،مثل هذا،فهذا كان تلبية الجاهليين حول هذه الأشياء التي صنعوها تشبه الكعبة إذن لو أردنا أن نلقي ضوء على الجزيرة العربية قبل دخول الإسلام لأن هذا مهم جدًا، حتى تعرف كيف غير الإسلام هؤلاء الأجلاف، الحرب بين الأوس والخزرج ظلت أربعين سنة لأجل خلاف تافه بينهم، أربعين سنة مات فيه ألوف مؤلفة لما تنظر إلى الأوس والخزرج بعد أن دخلا في الإسلام لا تتصور أن هؤلاء هم الذين تقاتلوا قبل ذلك، كيف تحول هذا العربي الجاهلي بالإسلام وصار إنسانًا يقود الناس ولا يُقاد بعد إن كان جلفًا غبيًا لا يعرف شيئا ولا يهتدي إلى شيء.
فالحاصل بالنسبة للديانات الموجودة كان عبادة الأصنام وقلنا أن عمرو بن لحي هو الذي بدل دين إبراهيم، وأن اليهودية والنصرانية لم يكن لها وجود يؤثر في جزيرة العرب آنذاك،.

كتبته ام محد الظن

#

sgsgm wpdp hgsdvm gAgXaQ~dXo HQfAd YAsXpQhr hgXpE,QdXkAd pt/i hggi










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 01 / 01 / 2012, 30 : 10 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
العلاقات الاجتماعية في جزيرة العرب: فإذا ألقينا الضوء على العلاقات الاجتماعية في جزيرة العرب، وجدنا إن هناك طبقة الأشراف وأولئك كانوا السادة وكانوا كثيرًا ما يترفعون عن الدنايا، وكان السواد الأعظم من عامة الناس، كانوا يمارسون أشياء لا يمكن أن نسميها إلا دعارة، وضرب من المجون والخلاعة والفاحشة، تصور السيدة عائشة رضي الله عنها كما رواه أبو داود في سننه وهو حديث صحيح قالت:
أنواع النكاح في جزيرة العرب:«
كان النكاح في جزيرة العرب على أربعة أنحاء –أي أربعة أنواع: النوع الأول:- النكاح الذي تعرفونه اليوم وهو أن يخطب الرجل وليته –يذهب الرجل يطلب البنت من وليها ويصدقها هذا نوع من النكاح.- النوع الثاني: أن المرأة كانت إذا طهرت يقول لها زوجها استبضعي من فلان -يرسلها إلى رجل آخر حتى يأتيها ولا يقربها حتى يرى منها الحمل وذلك رجاء نجابة الولد يهجن ، فيغير من هنا لهنا كي يكون الولد نجيبًا وينتقي أفضل الناس من جهة الشكل والجسم والشجاعة حتى يكون الولد عريقًا في النسب- ولا يأتيها ولا يقربها حتى يتأكد أنها حملت من ذلك الإنسان.- النوع الثالث: من النكاح كانت المرأة يدخل عليها العشرة كل يصيبها ما تمتنع من أحد حتى إذا حملت جاءت بهم جميعًا وقالت هو ابنك -مثلا تشير على واحد تقول هذا ولدك- فلا يستطيع أن يمتنع منها فينسب الولد إليه.
النوع الرابع :وهن البغايا اللواتي كنا يمارسن هذا الزنا فكن يضعن على بيوتهن راية حمراء لكل رجل يريد هذه الفعلة، فيدخل عليها رجال متتابعون فإذا وضعت أشارت إلى فلان أن هذا ولدك فالتقى به فلا يستطيع أن يمنعه».

هذا كان الشيء السائد في الجاهلية وما كانوا يرون به بأسا، وما كانوا يرون به غضاضة، وحديث عبد بن زمعة هذا مشهور في صحيح البخاري واختصم عليه سعد بن أبي وقاص وآخر.

فيبدوا أنهم لما يكونوا يرون أن هذه جريمة في مجتمع الجزيرة العربية، فتصور أنساب تختلط ويذهب الحق إلى غير مستحقه، هذا يحدث فوضى شنيعة في الجزيرة العربية، ويحدث تفككًا اجتماعيًا لعدم انتساب الولد إلى أب واحد، فتجد المرأة الواحدة لها أولاد هذا من فلان، وهذا من فلان، وهذا من أبيه.

والله تعالى جعل الرابطة بين أصحاب الدم تختلف عن الرابطة بين بقية الناس، وسماهم النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم سماهم الأرحام، الأرحام: أي الذين اشتركوا معك في دم واحد.

فتصور هذا المجتمع المتفكك الذي تنتشر فيه هذه الفاحشة وما دمر الإمبراطورية الرومانية وغيرها إلا النساء، وكتب أحد رجال بريطانيا مذكراته وعقد فصلا إلى أن هذه الحضارة ستزول أيضًا بالنساء حتى اليهود، اليهود أصحاب الدعايا والإعلانات هم الذين يدخلون عنصر النساء في كل شيء،يقولون هذا أفضل وهذا جذاب وهم أصحاب فكرة أن النساء هم الذين يعملون في المحال لأن هذا يكون ألطف بالنسبة للمشتري، فترى كثير من الناس يفضل المرأة عن الرجل مع أن الواقع أثبت أن المرأة لا تعمل عمل الرجل من جهة الجدوى، المرأة لا تعمل عمل الرجل وسريعة الملل بطبيعتها، الله تعالى أعطاها جلدا على شيئا لا يتجلد فيه الرجال وهو تربية الأولاد والصبر عليهم ونحو ذلك، فتجد الرجل يفضل المرأة، ويزعم أن يقولك أن المرأة بتأخذ مرتب أقل من مرتب الرجل، وهذا في الحقيقة ليس هو السبب الأصلي إنما السبب الأصلي أن تكون جذابة بالنسبة للمشتري، ولذلك مستحيل تجد مثلا رجل يقول أريد امرأة منقبة تبيع، لماذا فهذه امرأة أيضًا؟ لا هو يريد وجهها وقلما تجد رجلاً يقبل امرأة محجبة تعمل عنده في المحل، بل هو يريد أن تظهر هذه المرأة مفاتنها حتى تجذب الزبون بزعمهم. فإدخال العنصر النسائي هذا هو الذي دمر العرب وجعلهم متفككين، ودمر بعد ذلك إمبراطوريات التي تلت مثل الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية، وما هزم الحلفاء ونحو ذلك إلا بالنساء، كانت الحرب العالمية الثانية كانوا يسربون وهذا ما فعله أيضًا إلا اليهود كانوا يعطون للمرأة حقنة بحيث أن الرجل إذا أتاها تنحل أوصاله، ولذلك دمروا هتلر وجماعته مع أن هتلر كان مكتسح في بداية الأمر ولكنهم ادخلوا عنصر النساء وهذا رجل جندي ظل ستة أشهر سبعة أشهر يتدرب بعيدًا عن امرأته وبعيدًا عن المجتمع الحضاري فهو أول ما يرى المرأة فيحس بنوع من الحنين فما بالك إذا دخلت عليه المرأة ليلا في الخيمة وعرضت نفسها عليه، فكان يأتيها فلا يستطيع أن يقوم من مكانه، ولا يستطيع أن يجري ولا يفر ولا يحمل سلاحا ولا نحو ذلك وبذلك زال الحلفاء ، ألمانيا وغيرها، فالذي فعل هذه الفعلة أيضًا هم اليهود، فيقول هذا الكاتب الإنجليزي أن هذه الحضارة لا بد أن تزول لدخول عنصر النساء فيها، وأيضًا رجل نمساوي قرأت له مقالا وهو الذي فعل المستحيل لإباحة الحرية الجنسية في النمسا، حتى إذا صارت النمسا من بلاد الإباحية الأولى في العالم وراء هذا الدمار في النمسا كتب وأقر وندم على أنه طالب بهذه الحرية وطالب بعودة المرأة إلى البيت وهذا شيء غريب جدًا أن يصدر من هذا الإنسان الذي هو من ثلاثين سنة أو من خمسة وعشرين سنة طالب بحماس بالغ الحرية الجنسية، بل من ضمن ما طالب به أن يتزوج الرجل أخته، وقال هذا أيضًا من الحرية، ولا حجر، إن اشتهاها أخذها.

فتصور هذا المجتمع العربي إذا صار النكاح فيه على هذه الأنواع الفاحشة، رجل يرسل امرأته إلى رجل تستبضع منه أو امرأة يدخل عليها جماعة أو البغايا اللواتي ينصبن الرايات على البيوت، فكان هذا هو الحال العام في الجاهلية، هذا مع السكر ومع الخمر، وهذا أدعى للفاحشة، كل هذا أكيد أنه يؤثر على الحالة الاقتصادية، وكان العرب نظرًا لتفككهم الذي أشرت إليه تكثر فيهم العصابات، فلا يأمن التجار على تجارتهم ولا على أموالهم إلا في أشهر الحرم، التي هي الأشهر المعروفة كان العرب لا يأمنون على تجارتهم إلا في هذه الأشهر لأن العصابات أو هؤلاء الناس كانوا لا يقطعون الطريق ولا يؤذون أحدا في الأشهر الحرم، مع ما هم عليه من الفجور، فهم في هذه الجزئية أفضل من المسلمين الذين لا يراعون لا أشهر حرم ولا غيره ويقاتلون في كل وقت، ويستبيحون ما حرم الله تعالى، فهذا يبين لك أن التجارة كانت تنشط في عدة أشهر، وترخص في بقية العام وهذا بلا شك يؤثر على معيشة الناس اليومية فيؤدي إلى ارتفاع القوت في يوم وإلى انخفاضه في يوما آخر.

أخلاق الجاهليين:
فمع ما حكيته من انحطاطهم إلا أن بعض الأخلاق، وهذا من باب الإنصاف بعض الأخلاق الحميدة كانت موجودة في عرب الجاهلية، منها مثلا الشجاعة المنقطعة النظير وكانت هذه الشجاعة وليدة العصبيات والحرب التي كانت بين القبائل فكل إنسان كان على استعداد أن يضحي برأسه في مقابل كلمة قالها، وبعضهم قد تأخذه الشهامة وهذا أيضًا مما يُحمد لهم فيحمل حمالة بين أقوام المختصمين حتى يفض خصامهم.
وعندنا حديث في صحيح مسلم حديث قبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحملت حمالة في الجاهلية الحمالة: هي عبارة عن مال يغرمه رجلٌ ما في سبيل أن تتوقف مثلا الحرب أو المعركة بين قبيلتين أو بين أسرتين أو نحو ذلك، كأن يقول مثلا الأسرة تقول أنا مثلا لن أكف عن القتال حتى يدفعون لي كذا، والأسرة الأخرى تمتنع فهو يقول أنا أغرمه وأنا أدفع هذا المبلغ وكفوا عن القتال، هذا هو معنى الحمالة، فقال قبيصة تحملت حمالة في الجاهلية ما بين قبيلتين فتحمل هو المبلغ الباهظ حتى تنفض هذه المعركة فلما أسلم ابتدت القبيلة الأخرى تطالبه بهذا الدين فلم يجد عنده ما يسد به فذهب إلى النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وقال له: أريد مالا من مال الزكاة استعين به فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «
يا قبيصة اعلم أن المسألة لا تحل إلا لثلاثالحالات التي يجوز للرجل أن يسأل الناس من أموالهم: لا يجوز للإنسان أن يسأل الناس من أموالهم إلا في ثلاثة أمور فقط- الأمر الأول:رجلا تحمل حمالة فلا يستطيع أن يؤديها من ماله فهذا يحل له أن يسأل الناس ،ثانيًا: رجلا أصابته جائحة فأتت على أمواله كلها –كأن رجل مثلا شب في بيته حريق فهذا الحريق أؤدي بكل ماله فهذا يجوز له أن يسأل الناس،والثالث: رجلا أصابته فاقة –يعني أصابه فقر- فيقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه –ذوي الحجا: يعني أصحاب العقول الراجحة- ثلاثة من ذوي الحجا من قومه فيشهدون أنه أصابته فاقة فهذا تحل له المسألة وما دون ذلك يا قبيصة فهو سحتٌ يأخذه صاحبه».
سحت: حرام، ما دون هذه الثلاثة هذا حرام فهذه الحمالة كانت تدفع بعض العرب أن يضحي بكل ماله في سبيل أن يفضوا نزاعا قائما بين قبيلتين، وهذا بلا شك من الأشياء المحمودة عند العرب،
من أخلاق الجاهليين الكرم:أيضًا عندهم هذا الكرم المشهور حتى إن الرجل ليضحي بناقته الوحيدة التي هي قوام أسرته في سبيل ضيفٍ جاءه فيريد أن يكرمه فيذبح الناقة التي كما أقول ليس لهم إلا هي، و عندنا حاتم الطائي هذا مشهور جدًا وهو صاحب طئ ابنه عدي بن حاتم، هذا أسلم وهو صحابي أدرك النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم فسأل عن حال أبيه، سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن حال أبيه حاتم الطائي وأنه كان يعني يُطعم الطعام وكان رجلا كريما يضحي من ماله أله عند الله أجر فقال صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم : «إن أباك أراد شيئا فأدركه»، واضح من الجواب أنه ليس له عند الله شيء وأنه في النار «إن أباك أراد شيئا فأدركه» يعني أحب أن يكون كريما وأن يكون مذكورًا في الناس بالكرم فأدرك هذه الخصلة وصار الناس يتحدثون عن حاتم الطائي حتى الآن ويتحدثون عنه حتى تقوم الساعة.
«
إن أباك طلب شيئا فأدركه»، وفي الصحيح أن الثلاثة الذين تُسعر بهم النار أول ما تسعر منهم « ورجلٌ جواد أنفق ماله لأجل أن يقال جواد» حتى يقال أنه إنسان سخي، فهذا من الثلاثة الذين تُسعر بهم النار، والعياذ بالله تعالى، فحاتم الطائي بطبيعة الحال لم يكن ينفق من ماله في سبيل الله تعالى رجاء مرضاة ربه إنما لأجل أن يذكر بالكرم، وهذا أيضًا واضحٌ في عبد الله بن جدعان، وهذا كان رجلا في الجاهلية وكان على أمر عظيم من الصدقة ومن عتق الرقاب ومن صلة الرحم، فسألت السيدة عائشة النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم كما في البخاري عن عبد الله بن جدعان هذا وأنه كان بارا وكان له حسنات فقال له «هو في النار لأنه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين» إذن فكل فعل للكافر يضيع بكفره، يعني لا تُقبل حسنات الكافر أبدًا كلها تضيع لكن لأن الله حكم عدل ولا يضيع أجر من أحسن عملا فهذا قد يُصير أو يطير ذكر رجل في الدنيا، فتراه أذكر في الناس وأشهر من الصالحين.
و عندنا الكاتب الأمريكي لما كتب العظماء مائة: أعظمهم محمد صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وترجمه بعض الصحفيين وكتب في مقدمة الكتاب أن هذه تعتبر شهادة عظيمة جدًا للنبي عليه الصلاة والسلام وللمسلمين أن يفخروا بهذا الكتاب، والحقيقة أنه ليس في الكتاب ما يمكن أن يفتخر به مسلم، لأن شهادة هذا الرجل بأن النبي عليه الصلاة والسلام هو أعظمهم نحن لا نحتاج إلى شهادة كافر، بدليل أنه لو أعجبه فعلا وراقه لأسلم، ولكنه لم يسلم.

ونحن رأينا اعتي منه وأكثر كـ مثلا كسرى وهرقل وهؤلاء الناس أثنوا على النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم ومنعهم أيضًا الكبر ونحو ذلك والسلطان في الناس من أن يسلموا فشهادتهم بالنسبة لشهادة هذا الكافر أفضل لما كانوا فيه من الذكر والصيت ومن السلطان، فعيب هذا الكتاب وهو محل الشاهد الذي أريده أنه طير أسماء بعض الناس الذين لا يستحقون على أسماء كثير من الصالحين بل الأنبياء، فمثلا وضع إسحاق نيوتن قبل عيسى بن مريم في الترتيب، والترتيب عنده له حكمة فكلما تقدمت من رقم واحد كلما كنت أعظم من المتأخر، فكيف يمكن أن يقول رجل أن إسحاق نيوتن أفضل من عيسى بن مريم؟

لأنه بنى كتابه على جزئية التأثير في الناس، فرأى أن إسحاق نيوتن في هذه المشروعات التي عملها أفضل من عيسى بن مريم الذي لم يعمل شيئا، ويضع عمر بن الخطاب مثلا رقم واحد وخمسين وقدم عليه كثير من الزناه وكثير من الفساق، ما معنى هذا الكلام؟

معناه مثلا أن رجل كعمر بن الخطاب لا يُعرف في الكرة الأرضية كما يعرف إسحاق نيوتن أو كما يعرف مثلا اينشتاين أو كما يعرف أي رجل مغني أو ممثل، فالله تعالى يعطيه ما أراده في الدنيا وليس له في الآخرة نصيب؛ لأن الله تعالى قال: ﴿
وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 35]، فهو من عدله سبحانه وتعالى أنه يعطيه الذكر في الدنيا ويصير اسمه على كل لسان، ولكن في الآخرة ليس له شيء.
فهذا عبد الله بن جدعان النبي عليه الصلاة والسلام قال: «
هو في النار لأنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين».









عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 01 / 01 / 2012, 35 : 10 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
أيضًا من أخلاق العرب التي كانوا يمدحون بها الوفاء بالوعد:
وهذا كان عندهم شيئا عظيمًا جدًا حتى وإن كلفه أن يضحي ببعض أهله حتى يفي بعهده، لكن هذه الأخلاق الحميدة لم تكن هي الأخلاق الغالبة على الجاهلية في ظل هذا الوضع، وأن العرب كان ينتصر فيهم الشريف وأن الوضيع لا قيمة له، وما أفسد الجزيرة العربية إلا الإماء، الحرائر من النساء يعني كن يترفعن عن الانحدار إلى هذه الهوية بخلاف الإماء.
في ظل هذا الوضع بدأت دعوة النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم تخترق الحجب إلى مكة المكرمة، في هذا الجو يعني الأشراف كان لهم وضع خاص، وكان الغالبية العظمى من الفقراء والإماء بالذات الذي أنا استطردت في حال الإماء لأجل نقطة الفساد التي انتشرت في الجزيرة العربية هذا كان بسبب الإماء، أما الحرائر فكن يترفعن عن مثل هذه الفواحش، تجد عندنا مثلا من الظلم البين الذي كان موجود في الجزيرة العربية، أن الشريف كانوا يتجاوزون عن كل شيء يفعله بخلاف الوضيع، وهذا من الأشياء التي تجعل في النفس مرارة، رجل لأنه ليس من أسرة كريمة ولا لها ظهر ولا شكيمة ولم يكن لها نسب عريق في قريش هذا يظل طيلة عمره عبدا، فكان يجعله يُحس بكثير من المرارة بحيث أنه لو رأى بصيص نور سيكون أول المسارعين له، لذلك تجد أن:
أول الذين دخلوا في الإسلام هم المستضعفون ومما يدل على ذلك
:إنما عتاة قريش أبوا أن يدخلوا في الإسلام، لماذا؟ لأنهم ما يحتاجون إلى أكثر مما هم فيه من الشرف، ومما يدل على ذلك واقعتان
الواقعة الأولى
: المرأة المخزومية التي كانت تأخذ المتاع فتجحده، يعني تقترض مثلا منك شيئا ثم تقول أنا لم أخذه، هذا يعتبر سارق ويقام عليه الحد إذا أخذ الشيء فجحده أو أنكره هذا يقام عليه حد السارق، فكانت هذه المرأة تأخذ المتاع فتجحده، ولأنها مخزومية من أخزم وهذه قبيلة شريفة لا يستطيع أحد أن يمسها، لما جاء النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم بدعوته وسرقت هذه المرأة المخزومية أرادوا ألا يقيموا عليها الحد، لماذا؟ لما درجوا عليه زمان طويلاً من أن الشريف لا يُهان ولا يُقام عليه الحد بخلاف الوضيع.
فالنبي عليه الصلاة والسلام لأنه حكم عدل قال: «تقطع يدها» حتى التمسوا لها والحديث معروف أسامة بن زيد يذهب حتى يشفع في هذا الحد فقال له عليه الصلاة والسلام: «أتشفع في حد من حدود الله والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها» وانظر إلى هذا التعبير في غاية الدقة والتجرد لم يقل والله لو أن فاطمة ابنتي هو الآن يعاملها على أنها امرأة عادية ليست ابنته، لأن الحدود لا محاباة فيها، ثم لا يقول لقطعت يدها، لقطع محمد أي الرسول وليس الوالد، «والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمدٌ يدها» بعيدًا عن تأثير الأبوة، هذه الخصلة الجاهلية تجدها في هذا العصر، فواقعة المرأة المخزومية تبين لك طبقة السادة وطبقة العبيد المهضومين.
الواقعة الثانية
: التي تبين لك أن النسب كان مهمًا جدًا وأن هناك بعض الأسر التي لم تكن تنتمي إلى نسب عريق، هذه كانت تظل مطحونة أبدًا، بخلاف مثلا بني عبد المطلب، المشركون ما استطاعوا أن يؤذوا النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم لأنه من بني عبد المطلب وهؤلاء كانوا خدام البيت، وكانوا أعظم الأسر الموجودة في قريش، فما كان يستطيعون أن يؤذوا، حاطب بن أبي بلتعة لما كتب إلى نفر من المشركين يخبرهم بأمر من أمر النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم ، فالله تعالى أوحى لنبيه صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم أن حاطب يعني فعل كذا وكذا فأرسل علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود وأخرى، وقال لهم اذهبوا إلى روضة خاخ، اسم روضة تجدون ظعينة هناك، الظعينة: هي المرأة في عقاصها كتاب، العقاص : الضفيرة، فالمرأة وضعت الكتاب ، في هذه الضفيرة حتى لا يهتدى لها، وذهبت قامت بدور الجاسوس ،إلى كفار قريش يخبرهم حاطب بأمر من أمر النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وأنه سيفتح مكة قريبًا،فذهب علي بن أبي طالب وأحضر الكتاب وحاطب جالس لا يدري شيئا ففتح النبي عليه الصلاة والسلام الكتاب وقراءه وحاطب يسمع أما بعد فمن حاطب بن أبي بلتعة إلى نفر من المشركين يخبرهم بأمر النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وأنه سيفتح مكة قريبًا، فقال عمر يا رسول الله دعني أقطع عنق هذا المنافق فقال عليه الصلاة والسلام واتجه إلى حاطب: «[ما ذاك يا حاطب؟» قال: يا رسول الله لا تعجل علي فو الله ما فعلت هذا كفرا ولا رضا بالكفر ولست أكفر بعد إيماني، ولكني كنت من قوم ضعاف أردت أن اتخذ عند قريش يدا يحمون بها قرابتي وكنت امرأ ملصقا فيهم»،–هذا هو الشاهد-.
فحاطب بن أبي بلتعة فر وذهب مع النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم لكن له بقية إخواته أولاد عمه أولاد خاله مثلا فهؤلاء لأنهم ليسوا من أسرة عريقة عرضة للإيذاء من المشركين هناك، فأراد أن يتخذ جميلا يحفظه له كفار قريش فلا يؤذون قرابته فأرسل إليهم يفشي أمر النبي
هذا يبين لك أن النسب كان مهمًا جدًا عند العرب، ولكن النسب المعروف وإلا فكثير من الإماء والعبيد ومن السافلة والسوقة والسابلة الموجودة في المجتمع مسألة النسب عندهم لم تكن لها أية قيمة بدليل الرجل يقول لامرأته استبضعي من فلان، أما الأشراف فكانوا يتعففون عن هذا ولا ينكحون إلا حرة.
من الخصال الحميدة في الجاهلية كانت مسألة احترام الكلمة
: فإذا قال أحدهم كلمة وهي بطبيعة الحال لا بد أن يكون هذا الرجل من الأشراف أيضًا وإلا فالعبد أو الأمة لا قيمة لكلامه في المجتمع الجاهلي، مسألة الكلمة وأنهما كانوا يحترمونها ويفون إذا أقروا، و سنتعرض لهذا عند هجرة أبي بكر الصديق t إلى الحبشة، أبو بكر الصديق لم يهاجر إلى الحبشة، ولكن وهو في طريقه إلى البحر يريد أن يهاجر قابله زيد بن الدغنه، وهذا ثابت أيضًا في صحيح البخاري، قال: ما أخرجك يا أبا بكر؟ قال أخرجني قومك إني أريد أن أعبد ربي، قال: قبح الله أرضًا لست فيه وأمثالك يا أبا بكر إن مثلك لا يخرج ولا يُخرج ارجع وأنا جار لك، أنا جار لك: يعني أنت في جواري أنت في حمايتي، وهذا زيد بن الدغنه، وكان كافرًا آنذاك فرجع أبو بكر الصديق وذهب زيدا إلى الكعبة، وقال: أنا أبا بكر جار لي، لا يتصور أن أي عربي يمكن له أن يعتدي على أبي بكر مهما فعل مع أن أبا بكر كان يناله كثيرًا من الأذى قبل جوار زيد بعد قول زيد إنه جار لي، احترم الجاهليون هذه الكلمة فلم ينل أبو بكر أي أذى بعد جوار زيد بن الدغنه، ويبين لك مدى احترام الجاهليين لهذه الكلمة أن أبا بكر الصديق لما بدا لها أن يتخذ مسجدًا في فناء الدار ويقرأ فيه القرآن، وكان رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن فكان النساء يمرون، والأطفال يمرون فيرون هذا المنظر الغريب العجيب رجل يقرأ فيبكي فكانوا يلتفون حوله حتى خشي عرب الجاهلية أن يفتن أبو بكر النساء والأطفال ويكون هذا من باب الدعوة للإسلام فذهبوا إلى زيد، مش أخذوا أبو بكر ورموه أو ضربوه لا يفعلون هذا أبدًا؛ لأنهم أعطوا الجوار لزيد يحترمون جوار زيد.
ذهبوا لزيد وقالوا له إنا لا نريد أن نخفر جوارك، يعني لا نريد أن نخترم هذه الكلمة التي أعطيناك إياها ولكننا لا نستطيع أن نتحمل ونسكت على ما يفعله أبو بكر، فإما أن ترد جواره وإما أن تخلي بيننا وبينه فقال زيد يا أبا بكر ما على هذا اتفقنا إن أردت أن تعبد ربك ففي الدار من الداخل أما أن تخرج فإني لا أريد أن يتحدث العرب أن جواري قد اختفر، فقال أبو بكر بل أرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله
فهذا يدلك على أن العرب مع هذه الجاهلية الجهلاء كانوا يحترمون الكلمة، وهذا كان من مقومات أن الله تعالى اختارهم لخاتمة هذه الرسالات لأن الإسلام كان يحتاج إلى أقوام فيهم شجاعة وفيهم بذل وفيهم تضحية وكل مسائل الاعوجاج هذه يمكن أن تقوم، تصور رجل كان يعبد صنما، الصنم الكبير وهو هبل أو اللات أو مناة أو العزى، وكان يتخذ نسخة من هذا الصنم في بيته؛ لأنه لا يستطيع أن يتخلى عن هذا الصنم في يوم من الأيام ولا في لحظة، وهو كثير الأسفار فيأخذ نسخة من هبل مثلا صغيرة ويضعه في بيته يعبده في أوقات الراحة إذا راح استريح من الكبير، وذهب إلى البيت فيجد أيضًا إلها صغيرًا موجودا، فإذا أراد أن يسافر تمسح به قبل أن يسافر، بل بلغ من اقتناع هؤلاء الجاهليين بالأصنام
أن عمر بن الخطاب يحكون عنه أنه كان له صنما من العجوة فبينما هو في سفر من الأسفار يعبده إذا جاع فأكله، فتصور رجل يأكل إلهه، فكانت الأصنام هذه موجودة في كل مكان حتى تغلغلت عند هؤلاء الجاهليين تصور معي رجل جاهلي يعكف على الصنم الكبير في الكعبة، فإذا رجع إلى بيته عبد الصنم الصغير وحياته تدور ما بين هذا الشرك، وما بين النساء، وما بين شرب الخمر.
أظن لو رجل موجود بهذه المثابة في هذا العصر لقال أي رجل لا فائدة فيه، هذا مخضرم ضليع في الشرك، لا يتصور أن مثل هذا الرجل يمكن أن يهتدي، كيف تحول هذا الرجل الذي وصفته بهذه المثابة إلى رجل موحد لله تعالى نابذ للأصنام كاره للخمر متعفف عن النساء، كيف تحول هذا الرجل؟
إن هذه الدروس بالذات الفترة المكية مهمة جدًا بالنسبة للذين يسلكون سبيل الدعوة لا بد أن يعرفوا كيف عالج النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم هؤلاء المدمنين للشرك والفواحش؟ حتى صيرهم من رعاة الغنم إلى قادة للأمم، فتنظر مثلا إلى حديث أنس في البخاري عندما حُرمت الخمر، وهذا بعد نزول الإسلام ما طلب منهم أول ما طلب إلا أن ينبذوا الأصنام، وإنه لا يستقيم إسلام مع وجود صنم، أما بقية الأشياء يمكن أن نتفاهم فيها، هكذا كانت دعوة النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم نبذ الأصنام أولا، وكذلك بالنسبة للداعية ينظر إلى الأهم فالمهم ما
مايستفاد من دعوة النبي
:
فنستفيد من دعوة النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم على أن يهتم الذي يدعوا الناس بالأهم ثم يُردفه بالمهم، يعني مثلا لا تأتي على رجل يأتي ألوانًا من الشرك وهو مثلا يدخن السجائر فتعمل معه معركة طاحنة على السجائر مع أن سكوتك عن تدخينه للسجائر ليس إقرارًا منك على ذلك، وكان النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يرى كل هذه الأشياء فكان يركز أول ما يركز على التوحيد؛ لأنه إذا وصل المرء إلى إفراد الله تعالى بالعبودية وتلقي الأوامر منه كل شيء هين بعد ذلك، إذا جعل الناس الله تعالى في المكانة التي يكون فيها أو ينبغي أن يكون فيها، كل شيء يتلقى عن الله تعالى بعد ذلك يهون، فإذا قال إن خالقك يأمرك بكذا أو ينهاك عن كذا فالمتصور أنه ينصاع.
وإلا فالعرب كانوا يدمون الخمر، الإحصائية كانت ثلاثة وثمانين في الولايات المتحدة أكبر بلد تنفق مليارات لمحاربة المخدرات وشرب الخمر، ومع ذلك تأتي النسبة المئوية كل عام في زيادة المدمنين للخمر أو الحشيش أو الهروين أو هذه الأشياء، فأين المليارات التي أنفقوها؟ ما هي الثمرة؟
لا يكون هؤلاء أكثر إدمانا للخمر من العرب الجاهليين الذين كانوا يعكفون على الخمر، وكانوا يُحسنون صناعتها ومع ذلك جاء الإسلام في فترة وجيزة، يقول أنس بن مالك بينما كنت أسقي عبد الرحمن بن عوف وأبا طلحة وسمى جماعة من أصحاب النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم بينما كنت أسقيهم الخمر إذ جاء الجائي فقال إن الله قد حرم الخمر، قال فأرقنا وكسرنا الجرار.
أناس مدمنين سمع واحد يقول: إن الله حرم الخمر لم يخرج فيستثبت يقول لعله كذاب أو لعلها إشاعة إنما قام على جرار الخمر فأراقها وكسرها حتى كانت طرق المدينة ملآنة من الخمر
كيف يصل المسلم إلى مثل حال هؤلاء؟ فإذا علم أن الله تعالى يكره هذا أو حرم هذا يقلع عنه وإن كانت له فيه شهوة، هذا ما غيره الإسلام العظيم من عرب الجاهلية، ولعلنا في الدروس القادمة إن شاء الله لأننا سنقرأ النص نأتي بنص نختصر السيرة النبوية لأنها طويلة جدًا ومتشعبة جدًا ، أفضل كتاب في السيرة النبوية محقق هو سيرة الحافظ ابن كثير رحمه الله
فهذه نشرت في أربع مجلدات مفردة وحدها وهي هي الجزء الثاني والثالث من البداية والنهاية، فمن عنده كتاب البداية والنهاية، الجزء الثاني والثالث هذه هي السيرة النبوية للحافظ ابن كثير وأفردها أحد المحققين الأستاذ مصطفى عبد الواحد في أربع مجلدات، الحافظ ابن كثير من عادته أن يسوق السند وأن يمحص يقول هذا غريب، وهذا منكر، هذا صحيح، هذا حسن لكنه أيضًا لسعة السيرة النبوية كان يتجاوز في كثير من الأسانيد فلا يوضحها فالدور هنا الذي نقوم به إن شاء الله أننا سنختصر السيرة النبوية بمعنى أننا في كل واقعة سنكتفي بحديث أو بحديثين أو ثلاثة ونعرض عن الباقي إن كان هناك أكثر أو نكتفي بحديث واحد يكون صحيحا بحيث في النهاية يمكن أن نجمع صحيح السيرة النبوية، وهذا الحقيقة الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله كان يتمنى أن يقوم بهذا العمل لأنه لم يقم به أحد من المسلمين كتابة لأننا نحتاج إلى كتاب يكون بين أيدينا ليس فيه ضعيف، لأن الضعيف لا يؤخذ به في شيء من العلم.
ولك أن تعلم مثلا أن القصة المشهورة وهذه في كل الكتب تراها حتى في كتب الأقدمين كابن عساكر أو كالبيهقي في دلائل النبوة عندما سرد حكاية عرض كفار قريش على النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم الأموال أو أن يكون رئيسًا في نظير أن يترك دعوته فقال «
والله يا عم لو جعلوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه
» هذا لا يصح هذا غير صحيح مع اشتهاره.
فالذي نستفيده أن كل شيء في المنهج الجديد يمكن لك أن تحتج به وأن تبني عليه شيئا في الدعوة، لاسيما العهد المكي لأن هذا مهم جدا، ونحن نحتاج إلى التركيز على العهد المكي لأنه استغرق أغلب حياة النبي
ثلاثة عشر سنة يدعو في مكة بدون قتال ولم يؤمر بالقتال، ولم يكن فرض الله القتال على المسلمين، لماذا لم يفرض الله تعالى القتال على المسلمين في الفترة المكية؟ لأنهم كانوا ضعافا وليس عندهم أهبه ولا استعداد، ولأن مظاهر الشرك موجودة في مكة، والتوحيد لم يأخذ هذه الشوكة التي يحمل الناس عليها، فمن الحُنكة ومن الحِكمة إلا يكون هناك قتال وإلا استأصلوهم لأن الإسلام كان يجابه من ثلاثة جهات، من جهة النصارى، ومن اليهود، ومن المشركين
ثم بعد ذلك لما انتقل النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم إلى المدينة زاد طرف رابع وهو المنافقون، فهذا الإسلام من يوم أن أذن الله تعالى به على الأرض وهو يقاوم ولو كان الإسلام ممن يتأثر بالمؤامرات لما وجدت إسلاما من قديم لكن هذا دين الله تعالى وهو الذي يحميه كأنما يُقوى، إذا زادت عليه المؤامرات كلما ازداد الناس عليه كلما ظهر الإسلام وظهر معدنه على حد قول الشاعر:
]يقابلني السفيه بكل حُمق ... فأرفض أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ... كعود زاده الإحراق طيبا
البخور هذا لا يمكن أن تشعر بحلاوة البخور إلا إذا أشعلته فكان الإسلام كلما زادت عليه المؤامرات كلما ارتقى وصلب عوده، فلم يأمر الله تعالى المسلمين بالقتال في الفترة المكية لضعفهم فهذا حكم قائم دائم لا يتخلف، فإذا ضعف المسلمون ولم يستطيعوا أن يقوموا بهذا الجهاد يتقووا أولا ثم يقوموا بالجهاد وليس معنى ذلك أن الجهاد ملغي لا بل يظل الجهاد فريضة مُحكمة إلى يوم القيامة لأن الدين تم، لكن الذي تستفيد أنت منه هو المراحل التي مرت بها الدعوة الإسلامية وأن تأخذ الشبه، الذي يسموه العلماء القياس، أن تأخذ الشبه مما مضى، لأنه لا يتصور مثلا وهذا تؤيده دلائل كثيرة من النصوص الشرعية رجل مريض، فلا يكلفه الله تعالى أن يحمل صخرة عظيمة على كتفه، إن كان مريضا فهو يضع عنه الحرج، فإذا ضعفت الأمة المسلمة لا يتصور أن هذا الرجل مثلا الذي مرض في رمضان فأفطر لا يتصور أن الصوم لاغي بالنسبة له لا الحكم ثابت ولكن حدث عارض ما أزال الحكم بالكلية، ولكن أزاله في فترة العرض ثم يعود محكما بالنسبة له، فالأمة المسلمة الآن مفككة أوصالها كثير من ضروب الشرك موجودة في الأمة المسلمة، نحتاج إلى تنقية المجتمع من هذا ثم بعد ذلك تأخذ بما كان عليه النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم من حمل أولئك الناس على الأمر الأعظم وهو ذروة السنام الذي هو الجهاد كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فالحاصل أن المرحلة المكية هذه سنركز عليها ولعل الحديث يطول بنا فيها فنقرأ ونختار نصًا جامعًا مثلا من صحيح البخاري أو من صحيح مسلم أو من أي كتاب من كتب السيرة التي تمت بالسيرة كما قلنا مثل «ابن عساكر في تاريخ دمشق» أو «البيهقي في دلائل النبوة» أو غيرهم كابن قدامة وغيره الذي أفرد السيرة النبوية بكتاب كبير نختار أجمع هذه الروايات ثم نلقي عليها الضوء بالتفصيل ونأخذ منها العبر حتى يوفقنا الله تعالى إلى أن نخرج من هذا المأزق الذي لم تعرفه أمة الإسلام في يوم من الأيام هذه الفترة التي تعيشها أمة المسلمين منذ سقوط الخلافة العثمانية في القرن الماضي لم تعرفها الأمة الإسلامية في أي عصر من العصور من أيام النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وَسَلَّم ، أن تزول الخلافة العظمى التي كانت تظلل العالم، مهما كان ضعيفا أن تزول، فهذه الفترة ولأنها غريبة واضطربت فيها الأقوال الكثيرة، فأرجو أن يكون هذا الدرس درس السيرة النبوية نبراسًا صحيحًا ولم نخرج فيه عن أقوال العلماء المعتبرين حتى يمكن أن نحصر الأقوال، أرجو أن يكون هذا الدرس درسًا نافعا إن شاء الله بالنسبة لكل من يحمل على كتفه دعوة الناس إلى الإسلام.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
انتهى الدرس الأول (









عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 01 / 01 / 2012, 50 : 10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أَبِي, لِلْشَّيْخ, الله, الشجرة, الْحُوَيْنِي, حفظه, سلسلة, صحيح, إِسْحَاق

جديد ملتقى السيرة النبويه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018