أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا 16 رمضان 1445 هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح من مسجد شيخ الإسلام | ليبيا (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 9 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: القارئ الشيخ رعد الكردي | صلاة التراويح ليلة 8 رمضان 1445 | مسجد الغانم والخرافي (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة من صلاة التراويح للدكتور المقرئ عبد الرحيم النابلسي بمسجد الكتبية الليلة 10 رمضان 1445هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: تلاوة ماتعة من صلاة التراويح للقارئ أحمد الخالدي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء والتراويح من مسجد الأندلس بالرباط للقارئ أحمد الخالدي سورة مريم (آخر رد :شريف حمدان)       :: الشفع والوتر ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة التراويح ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء ليلة 18 رمضان 1445 هجرية - للشيخ أحمد زين العابدين - بمسجد الرحمن البحري بنزالي جانوب (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 3 المشاهدات 1060  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 11 / 06 / 2013, 11 : 01 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
رد شبهة رزية يوم الخميس

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، ثم أما بعد:

وصلتني رسالة من إحدى الأخوات الفاضلات تخبرني فيها بحوار دار بينها وبين إحدى جاراتها من الإمامية الاثنا عشرية، حاولت الأخيرة من خلاله أن تثير على أختنا كل ما استطاعت من شبهات, كان ذلك أيام عرض سيرة الفاروق رضى الله عنه على قناة المستقلة، ومما دندنت حوله كثيراً شبهة ما يسمى بـ: "رزية يوم الخميس"، فأرسلت إلي تطلب منى رداً مختصراً على تلك الحادثة التي تستغل كثيراً من جانب الروافض في التلبيس على عوام أهل السنة، ومحاولة زعزعة ثقتهم فيما يكنونه للجبل الأشم عمر الفاروق رضى الله عنه وأرضاه من حب وفضل وتقدير، فسارعت بتلبية سؤلها على قدر طاقتي، وبما يسر الله لي، ثم بدا لي بعد ذلك أن أساهم بنتاج جهدي المتواضع في هذه الساحة المباركة؛ لعل الله أن ينفع به.

أضف إلى ذلك أن في النفس بعض التساؤلات سوف أقوم بطرحها في نهاية الموضوع، وأتمنى أن أجد عليها أجوبة معتبرة من الزملاء الإمامية.

فأقول وبالله التوفيق!

أنه لا شك ولا مرية عند كل أريب مطلع على كتب الاثنا عشرية خبير بأحوالهم كم الحقد والبغض والكراهية التي يكنونها لأصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم، وأن النصيب الأوفى من ذلك للفاروق رضى الله عنه, ولا عجب فهو مدمر عروش فارس، وكاسر ظهور أسود عرينهم المفترسة، ومبيد امبراطوريتهم المزعومة.

وقد وردت هذه الحادثة في مصادر متعددة أكثرها من طرق ضعيفة؛ لذا سأكتفي بالروايات الصحيحة عند أهل السنة، سواء في البخاري ومسلم أو غيرهما.

ففي البخاري ومسلم:

- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده»، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا؛ فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر؛ فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا». قال عبيد الله: فكان يقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم".

- وفي رواية عند البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كثر عنده اللغط: «دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم»، قال الراوي: "ونسيت الثالثة".

- وفي رواية أخرى للبخاري: «ولا ينبغي عند نبي تنازع»، فقالوا: ما له أهجر؟ استفهموه. فقال: «ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه».

- وفي رواية أخرى للبخاري: أن من قال: "إن رسول الله وجع", بعض الرجال دون نسبة هذا القول لعمر؛ وفيها أن طائفة من أهل البيت كانت مع عمر في رواية جاء فيها:

"لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلمّوا أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده»، فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك. فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا»".

- وفي رواية عند الحاكم في المستدرك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً»، "ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا فقال: «يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر».

وهذا يحتمل أن رسول الله كتب شيئاً من ذلك الكتاب والذي يتضمن استخلاف أبي بكر لا كما تدعي الشيعة.

- وفي رواية "البيهقي" جاءت كلمة هجر بصيغة السؤال: "قالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه". فذهبوا يفدون عليه. قال: «دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه».

- وفي رواية له: "فقال بعض من كان عنده: إن نبي الله ليهجر". وكذا عند الطبري وعند الإمام أحمد بصيغة: "فقالوا: ما شأنه أهجر…".

- وفي مسند الحميدي من حديث ابن عباس فقال: «ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً»، "فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه …".

- وعند أبي يعلى من غير لفظة (هجر) ولا (وجع) من حديث ابن عباس: "اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: «ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده»، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقال: «دعوني، فما أنا فيه خير مما تسألون عنه» قال: أمرهم بثلاث".

نستنتج من هذه الروايات:

1- ان كلمة(أهجر) لم تصدر عن عمر رضى الله عنه في أي من الروايات الصحيحة.

2- أنها صدرت بلفظ (قالوا) للجمع ثم اتبعت بكلمة (استفهموه) على طريقة الإنكار, أي اسالوه فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدر منه هذيان أبداً.

3- أن الهجر في لغة العرب يدور على معنيين:

-اختلاط الكلام بوجه غير مفهوم، وهو على معنيين:

ا- ما يعرض للأنبياء عليهم السلام، وهو عدم تبيين الكلام لبحة عارضة في الصوت أو ثقل اللسان حين الكلام من أثر الحمى.

وقد ثبت بإجماع أهل السير: أن نبينا صلى الله عليه وسلم أصابته بحة الصوت في مرض موته.

ب- جريان الكلام غير المنتظم أو المخالف للمقصود على اللسان بسبب الغشي العارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر.

وهذا وإن كان ناتجاً عن العوارض البدنية، فقد اختلف العلماء في جواز عروضه للأنبياء، فجوزه بعضهم قياساً على النوم ومنعه آخرون، فلعل القائل بذلك القول أراد المعنى الأول، فيكون المعنى أن هذا الكلام خلاف عادته، فلعلنا لم نفهم كلامه بسبب وجود الضعف في ناطقته فلا إشكال، وعلى التسليم بجواز المعنى الأول للكلمة فإن من قالوها لم يقصدوا بها اتهاماً ولا منقصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

- قال الإمام النووي والسيوطي والقاضي عياض: "رواية (أهجر) بالهمز أي بالاستفهام اعتراضاً على من رفض الكتابة للرسول صلى الله عليه وسلم. أي: هل يمكن أن يهذي حتى تمنعوا عن أن تحضروا دواة ليكتب لنا الكتاب؟".

وقال أيضاً: "وإن صحت الروايات الأخرى كانت خطأ من قائلها، قالها بغير تحقيق بل لما أصابه من الحيرة والدهشة لعظيم ما شاهده من النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحال الدالة على وفاته، وعظيم المصاب، وخوف الفتن والضلال بعده" اهـ.

4- قول عمر: "إنه وجع" أو "غلبه الوجع" عند البخاري ومسلم إنما معناه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد زاد عليه الألم ونخشى يؤذيه طول الكتابة وهو بهذه الحالة؛ فلا مانع من تأجيل ما يريد كتابته إلى أن يصح من وعكته من باب الرفق به صلى الله عليه وسلم، وكان عمر رضى الله عنه يتكلم عن يقين جازم أنه إذا كان ما سيكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين فلن يموت إلا بعد تبليغه، ولم يخطر ببال عمر رضى الله عنه - الذى لا يدعي لنفسه ولا ندعي له علم الغيب - أن رسول الله صلى الله عليه سيموت في مرضه هذا؛ بدليل عدم تصديقه لخبر وفاته عندما أعلن عنها، فكان كلامه رضى الله عنه نابعاً من شفقته ورفقه برسول الله صلى الله عليه وسلم، واستحضاره لقول الله عز وجل: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 38].

وقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة: 3].

وبهذا يتضح أن إثبات صدور لفظ الوجع من عمر رضى الله عنه لا يحمل أي منقصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

5- أن رفض الكتابة لم يكن من عمر رضى الله عنه وحده، فالروايات كما مر ذكر في ألفاظها "أهل البيت" و"بعض القوم" فلا شك أن هذا شامل لكل من حضر في البيت كما ذكر في الصحيحين وغيره وحمله على عمر دون غيره تحكم ظاهر.

6- أن بيت النبي صلى الله عليه وسلم كان مليئاً بالمسلمين منهم ذوو القدم الراسخة في الإسلام، ومنهم حدثاء العهد به، فلا يمتنع أن كلمة "أهجر" قد صدرت عن قوم حدثاء في الإسلام تخفى عليهم مثل هذه الأمور، وخصوصاً أنه لم يثبت دليل على تعيين قائلها.

7- أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم كان على وجه الندب وليس على الوجوب، وهذا ما فهمه من رفض الكتابة، وإن كان البعض قد فهم منها الوجوب.

وقد بين الإمام المازري والقرطبي أن ذلك لقرائن فَهِمَها بعض الصحابة الذين رفضوا الكتابة، بينما ظن الباقون أنها للوجوب، فحمَلها مَن منعَ الكتابة على الندب، كما حملوا قوله عليه الصلا والسلام: «لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة» [صحيح البخاري من حديث سعيد بن جبير فتح الباري 8/133].

والذي يدل على أن أمره كان للندب: عدم إنكاره عليه الصلاة والسلام لمن خالف أمره، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يقر مخالفة الواجب إجماعاً واتفاقاً. الدليل على ذلك أيضاً أنه بقي بعدها أربعة أيام دون أن يكتب كما نص على ذلك الإمام البخاري، ولو كان أمره واجباً والله أمره بالكتابة لما توانى لحظة عن الكتابة، ولعاد إلى الطلب مراراً، وهو المأمور بتبليغ ما أمر به.

وهذا موافق لما فهمه علي رضى الله عنه في صلح الحديبية عندما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحي كلمة رسول الله فلم يفعل ذلك رضي الله عنه؛ لحمله "تقديم الأدب على الامتثال" كما ذكر ذلك علماء أهل السنة.

وهذه هي الفقرة التي وردت في كتب أهل السنة والشيعة:

عندما رفض المشركون كتابة "محمد رسول الله": "فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله؛ لو كنت رسولاً لم نقاتلك. فقال لعلي: امحه. فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه. فمحاه رسول الله بيده …" [فتح الباري 5/303].

وفي كتب الشيعة مثل ذلك: "امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أمحو اسمك من النبوة أبداً. فمحاه رسول الله بيده" اهـ [الإرشاد 1/ 121. وإعلام الورى 97. وتفسير القمي 2/313، بحار الأنوار20/333 تفسير مجمع البحرين9/197 للطبرسي، تفسير الميزان للطباطبائي18/267].

وهذه رواية المجلسى [بحار الأنوار - ج 20 ص 359]: "فقال سهيل: اكتب اسمه يمضي الشرط، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك يا سهيل كف عن عنادك، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: امحها يا علي! فقال: يا رسول الله إن يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة، قال له: فضع يدي عليها، فمحاها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده".

نقول: قد روي عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في نهج البلاغة قوله: "وكفى بالكتاب حجيجاً وخصيماً"؛ فهل يطبق الشيعة على علي نفس الحكم الذي طبقوه على عمر عندما قال: "حسبنا كتاب الله"؟!

8- وكما سبق وبينا أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد هذه الواقعة أربعة أيام، وأوصى قبل موته وصيته المشهورة بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وإجازة الوفد، والثالثة التي نسيها الراوي ... فلو كان ما أراد كتابته من أمور الدين الواجب تبليغها لطلب إعادة كتابته مرة ثانية كما أملى وصيته.

9- أنه صلى الله عليه وسلم كتب شيئاً منها كما في رواية الحاكم في المستدرك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً»، ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا فقال: «يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر»".

ويؤيد ذلك أيضا ما جاء في البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: «ادع لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً؛ فإني أخاف أن يتمنى متمنٍ، ويقول قائل أنا أولى، ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر».

وعن القاسم بن محمد قال: قالت عائشة: «وارأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك، قالت عائشة: واثكلاه! والله إني لأظنك تحب موتي، فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرساً ببعض أزواجك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا وارأساه، لقد همت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون».

وفي صحيح مسلم عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفاً لو استخلف؟ قالت: أبو بكر. فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر. قيل لها: ثم من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة عامر بن الجراح. ثم انتهت إلى هذا.

10- لو أن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته من أصول الدين لما حال دون كتابته اختلاف أو تنازع، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغ شرع الله عز وجل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: 67]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ [الأحزاب: 39]. فكتمان شيء مما أمر بتبليغه مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم، وهذا أصل متفق عليه عند أهل السنة والجماعة.

وبهذا يعلم أن الأمر كان اجتهاداً منه صلى الله عليه وسلم، وإرشاداً لأمته، وليس مما أمر بتبليغه من الله عز وجل، قال الإمام الخطابي عند تعليقه على الحديث: "لا يجوز أن يحمل قول عمر على أنه توهم الغلط على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ظن ذلك مما لا يليق به بحال، ولكنه لما رأى ما غلب على رسول الله من الوجع وقرب الوفاة، مع ما اعتراه من الكرب؛ خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض مما لا عزيمة له فيه، فيجد المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين، وقد كان أصحابه عليه الصلاة والسلام يراجعونه في بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم، كما راجعوه في يوم الحديبية في الخلاف، وفي كتاب الصلح بينه وبين قريش، فأما إذا أمر بالشيء أمر عزيمة فلا يراجعه فيه أحد منهم. قال: وأكثر العلماء على أنه يجوز عليه الخطأ فيما لم ينزل عليه، وقد أجمعوا كلهم على أنه لا يقر عليه. قال: ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم وإن كان الله تعالى قد رفع درجته فوق الخلق كلهم، فلم ينزهه عن سمات الحدث والعوارض البشرية" [شرح مسلم 11/91].

وقد ثبت وصف الهجر في كتب الإمامية على أحد أئمتهم المعصومين، قال ابن طاوس شرف العترة وركن الإسلام: "ومن ذلك في دلائل علي بن الحسين عليه السلام ما رويناه بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر بن رستم قال: حضر علي بن الحسين الموت، فقال لولده: يا محمد أي ليلة هذه … ثم دعا بوضوء فجيء به، فقال: إن فيه فأرة، فقال بعض القوم: إنه يهجر، فجاءوا بالمصباح" اهـ [فرج المهموم ص 228].

واما قول ابن عباس: "إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب"، فلا أجد أنفس من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى حيث قال: "قول ابن عباس رضى الله عنه يقتضي أن هذا الحائل كان رزية، وهو رزية في حق من شك في خلافة الصديق أو اشتبه عليه الأمر؛ فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك، فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد, ومن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي رضى الله عنه فهو ضال باتفاق عامة الناس من علماء السنة والشيعة، أما أهل السنة فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه، وأما الشيعة القائلون بأن علياً كان هو المستحق للإمامة فيقولون إنه قد نص على إمامته قبل ذلك نصاً جلياً ظاهراً معروفاً، وحينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب، وإن قيل إن الأمة جحدت النص المعلوم المشهور؛ فلأن تكتم كتاباً حضره طائفة قليلة أولى وأحرى. وأيضاً فلم يكن يجوز عندهم تأخير البيان إلى مرض موته، ولا يجوز له ترك الكتاب لشك من شك، فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه ويكتبه، ولا يلتفت إلى قول أحد؛ فإنه أطوع الخلق له، فعلم أنه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجباً، ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ لو وجب لفعله، ولو أن عمر رضي الله عنه اشتبه عليه أمر ثم تبين له أو شك في بعض الأمور فليس هو أعظم ممن يفتي ويقضي بأمور، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بخلافها مجتهداً في ذلك، ولا يكون قد علم حكم النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن الشك في الحق أخف من الجزم بنقيضه .. وكل هذا إذا كان باجتهاد سائغ كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذة به، كما قضى على في الحامل المتوفى عنها زوجها أنها تعتد أبعد الأجلين، مع ما ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما قيل له إن أبا السنابل بن بعكك أفتى بذلك لسبيعة الأسلمية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذب أبو السنابل؛ بل حللت فانكحى من شئت»، فقد خطّأ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي أفتى بهذا، وأبو السنابل لم يكن من أهل الاجتهاد، وما كان له أن يفتي بهذا مع حضور النبي صلى الله عليه وسلم، وأما علي وابن عباس رضي الله عنهما وإن كانا أفتيا بذلك لكن كان ذلك عن اجتهاد، وكان ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بلغهما قصة سبيعة. وهكذا سائر أهل الاجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم إذا اجتهدوا فأفتوا وقضوا وحكموا بأمر والسنة بخلافه، ولم تبلغهم السنة كانوا مثابين على اجتهادهم مطيعين لله ورسوله فيما فعلوه من الاجتهاد بحسب استطاعتهم، ولهم أجر على ذلك، ومن اجتهد منهم وأصاب فله أجران" اهـ [منهاج السنة, الجزء 6, صفحة 25].

انتهى الرد، وأسال الله أن ينفع به، وأن يعفو عن زلاتي وتقصيري.

أسئلة تحتاج إلى إجابة:

- أين كان علي وفاطمة وباقي أهل البيت رضى الله عنهم وقت وقوع التنازع؟!

- وإذا كانت مقولة عمر رضى الله عنه عصياناً واعتراضاً على أمر الله يفسق أو يكفر بها؛ فلما لم يصدر عن أحدهم أي استنكار أو رد فعل على مقولته؟!

- وإن كان صدر عنهما استنكار فأين نجده؟!

- وهل ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته يدخل فيما أمره الله بتبليغه؟!

- وهل بلغه قبل موته؟ وما الدليل على ذلك؟!

المصدر: شبكة الدعاة إلى العلم النافع الإسلامية

يتبع......

afihj hgadum ,hgv] ugdih










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 11 / 06 / 2013, 23 : 01 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
شبهة حديث الحوض ومعنى الارتداد والذي استدل به الموسوي على ردة الصحابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

هذا بيان لمعنى الارتداد المذكور في حديث الحوض، والذى استدل به الموسوي ظلماً وعدواناً على ارتداد الصحابة رضوان الله عليهم.

نص الحديث من صحيح البخاري:

1- 6099‏ حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن المنذر الحزامي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فليح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏هلال بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة، ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: «‏بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار، والله قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار، والله قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى؛ فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم».

قال الحافظ ابن حجر في تعليقه على الحديث: "‏قوله: (بينا أنا نائم) ‏ ‏كذا بالنون للأكثر وللكشميهني "قائم" بالقاف وهو أوجه, والمراد به قيامه على الحوض يوم القيامة, وتوجه الأولى بأنه رأى في المنام في الدنيا ما سيقع له في الآخرة. ‏

‏قوله: (ثم إذا زمرة, حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم) ، ‏المراد بالرجل الملك الموكل بذلك, ولم أقف على اسمه. ‏

‏قوله: (إنهم ارتدوا القهقرى) ‏‏أي رجعوا إلى خلف, ومعنى قولهم رجع القهقرى رجع الرجوع المسمى بهذا الاسم وهو رجوع مخصوص وقيل معناه العدو الشديد. ‏

‏قوله: (فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم) ‏‏يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه, والهمل بفتحتين الإبل بلا راع، وقال الخطابي: الهمل ما لا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال، والمعنى أنه لا يرده منهم إلا القليل, لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره.

2- ‏6045 ‏حدثني ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏المغيرة بن النعمان ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏: ‏قام فينا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخطب فقال: «‏إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ‏ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ ‏‏الآية، وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة ‏إبراهيم ‏وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح:‏ ﴿وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ [المائدة:117] ‏ ﴿الْحَكِيمُ﴾، ‏قال: فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم».

اختلف العلماء في حـقيقة الردة المذكورة في الحديث، قال الحافظ ابن حجر : "‏قوله: (قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم) ‏‏وقع في رواية الكشميهني: "لن يزالوا " ووقع في ترجمة مريم من أحاديث الأنبياء قال الفربري ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر. وقد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة.

وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، ويدل قوله: «أصيحابي» بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر، والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة، ورجح بقوله في حديث أبي هريرة: «فأقول بعداً لهم وسحقاً»، ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه.

وهذا يرده قوله في حديث أنس: «حتى إذا عرفتهم»، وكذا في حديث أبي هريرة. وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر.

وقيل هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة.

وقال الداودي: لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك.

وقال النووي, قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه.

قال عياض وغيره: وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم.

وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم

وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده.

ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم.

والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة: «وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها»، فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا.

وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله: "أصحابي" وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده. وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضاً أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعاً سحقاً.

وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر.

وقال البيضاوي: ليس قوله "مرتدين" نصاً في كونهم ارتدوا عن الإسلام بل يحتمل ذلك، ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة انتهى.

وقد أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم" فذكر حديثاً فقال: «يا أيها الناس! إني فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وقال آخر: أنا فلان ابن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم».

وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر صاحب التمهيد: كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء.

وقال أبو إسحاق الشاطبي: الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل؛ لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله: "قد بدلوا بعدك"، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا؛ لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع، وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة... " انتهى.

بعض أقوال علماء الشيعة في الحديث:

قال الفضل الطبرسـي: في تفسيره (مجمع البيان) عند تفسير قولـه تعـالى: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [آل عمران:106]، فقال: "اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال"، وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهـواء مـن هـذه الأمـة، ثم استدل على ذلك من حديث (الارتداد) فقال: ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن: أصحابي أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم، ارتدوا على أعقابهم القهقري"، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" انتهى.

فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث، ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا العلامة الكاشانى عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول: (في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولـن: أصحابي أصحابي، فيقال لي: إنك لا تدري ما أحـدثوا بعـدك أنهم ارتـدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره" انتهى.

فهذا هو قول قدماء علماء الشيعة فيمن يقع عليهم معنى الارتداد في الحديث، وليس كما يزعم الموسوي وغيره ممن يؤولون الحديث كما تهوى أنفسهم ويطبقونه على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

الصحابي هو من لقي رسول الله مؤمنا به ومات على ذلك، وهذا تعريف الصحابي بإجماع أهل السنة والجماعة، والحديث الذي تكلم عن ارتداد من يرتد وصده عن الحوض ليس في الصحابة حتماً؛ لأن الصحابة هم من اجتمعوا برسول الله مؤمنين به وماتوا على ذلك الإيمان، فالصحابة ليسوا هم المقصودين في الحديث، ثم إن الحديث الذي جاء به الموسوي لا يوجد لفظة أصحابي، أما بالنسبة للحديث الثاني الذي فيه لفظة أصحابي، وقوله: (أصحابي) ليس بالمعنى الشرعي، خاصة أنه قال قبل ذلك: (‏وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال)، فهو يتكلم عن رجال من أمته ارتدوا، وليس أصحابه المؤمنين به وماتوا على إيمانهم، والدليل قوله عليه الصلاة والسلام بعد ذلك: «فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا»، خاصة أن الحديث جاء بلفظ آخر فيه قوله عليه الصلاة والسلام: «أمتي أمتي»، وفي لفظ: «أمتي» ]صحيح البخاري - جزء 6 - صفحة 2587]

6641 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن السري حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قالت أسماء: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فأقول: أمتي، فيقول: لا تدري مشوا على القهقرى»، قال ابن أبي مليكة: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن". [مسند أحمد بن حنبل - جزء 6 - صفحة 121].

24945 - حدثنا عبد الله حدثني أبي، قال ثنا عفان ثنا وهيب قال ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني على الحوض أنتظر من يرده عليَّ منكم، فليقطعن رجال دوني، فلأقولن: يا رب أمتي أمتي، فليقالن لي: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم».

[تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح].

فهذه اللفظة (أمتي) ولفظة (أمتي أمتي) توضح لنا معنى اللفظ الآخر (أصحابي أصحابي)، فالأصحاب إذا أُضيفت إلى نبي قد تعني الأمة أي أمة الدعوة، بينما الصحابة الذين اجتمعوا بالرسول مؤمنين به وماتوا على ذلك الأيمان فهم أمة الإجابة، قال تعالى ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾ [التوبة:101]؛ فإن الله أحب.









عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 13 / 06 / 2013, 32 : 08 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
حديث الاثني عشر إماماً ودلالات منطوقه الغائبة عن الشيعة
وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون بعدي اثنى عشر خليفة كلهم من قريش»، وفي روايات أخرى لهذا الحديث عند أهل السنة والجماعة في الصحيحين وغيرهما: «لا يزال أمر هذا الدين قائماً حتى يلي اثنى عشر خليفة كلهم من قريش».
هذا الحديث يستدلون به على إمامة الاثني عشر عندهم, فهل الاثني عشر في الحديث الشريف هم الاثنى عشر الذين يقول الشيعة إنهم أئمتهم، وأنهم هم المقصودون في هذا الحديث أو لا؟
هذه دعوى للنظر!
هل هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة؟
من هم أئمة الشيعة الأثنى عشر عندهم:
1. علي بن أبي طالب.
2. الحسن بن علي.
3. الحسين بن علي.
4. علي بن الحسين.
5. محمد بن علي بن الحسين - الباقر.
6. جعفر بن محمد - الصادق.
7. موسى بن جعفر - الكاظم.
8. علي بن موسى - الرضا.
9. محمد بن علي - الجواد.
10. علي بن محمد - الهادي.
11. الحسن بن محمد العسكري.
12. محمد بن الحسن وهو المهدي.
يقولون هؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «يكون بعدي اثنى عشر خليفة».
قلنا: فلننظر هل هذا الكلام صحيح أو غير صحيح؟
نقول: أولاً جاء في كتب القوم أن الأئمة ثلاثة عشر, في الكافي مثلاً عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "إني واثني عشر إماماً من ولدي وأنت يا علي سر الأرض" الاثنى عشر غير علي، أي: ثلاثة عشر هؤلاء وهذا في الكافي [ج 1 ص 534].
وجاء كذلك عن جابر أنه قال: دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم قائمهم".
إذاً كلمة اثني عشر هذه كلمة غير صحيحة، ولذلك جاء في حديث جابر هذا أنه قال: "فعددت اثني عشر آخرهم قائمهم، ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي" من هم محمد, محمد الباقر, محمد بن علي (الجواد), محمد بن الحسن (المهدي), من هم الثلاثة علي؟ علي بن الحسين (السجاد), علي بن موسى (الرضا), علي بن محمد (الهادي) وهذا في الكافي [ص 532].
إذاً هم ثلاثة عشر، ولذلك ذكرت بعض كتب الشيعة التي تكلمت عن الفرق أن هناك فرقة من فرق الشيعة تسمت بالثلاثة عشر، يعني اعتقدت بثلاثة عشر إماماً من هذان الحديثان الموجودان في الكافي يقولان أن الأئمة ثلاثة عشر وليسوا اثني عشر كما يقولون.
وهنا نقطة مهمة جداً في هذه المسألة, هم يقولون نحن الاثنى عشر، وأئمتنا هم فلان وفلان وفلان.. الذين ذكرناهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا في زمنه، بينما نجد أن كبار رواة الشيعة الذين عاصروا الباقر وعاصروا الصادق - الباقر هو الخامس والصادق هو السادس ولهما تلاميذ وأتباع ورواة - ما كانوا يعرفون أن الأئمة اثنا عشر، ولذلك كان الاختلاف يقع بينهم كآل زرارة لما حضره الموت قال: "ليس لي إمام، وأشار إلا هذا الكتاب، وأشار إلى القرآن" [رجال الكشي ص 139].
ونجد أن أقطاب الشيعة الكبار: زرارة بن أعين, هشام بن سالم الجواليقي ومحمد بن النعمان الأحول (شيطان الطاق), وعمار الساباطي، هؤلاء يذهبون ويبايعون عبد الله بن جعفر!! ولم يبايعوا موسى بن جعفر بل بايعوا عبد الله بن جعفر الذي هو الأفطح, ولذلك ذكر النوبختي وغيره أن جُل رواة الشيعة فطحية؛ لأن جل الروايات عندهم عن جعفر الصادق ومحمد الباقر، وجل أتباع محمد الباقر وجعفر الصادق اتبعوا بعد ذلك عبد الله بن جعفر وبايعوه وهو الأفطح، ولذلك قالوا جل رواتنا فطحية, وهذا هشام بن سالم يقول: "رجعنا من عبد الله بن جعفر ضلالاً لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد" [الكافي ج 1 ص 351].
إذاً: قضية أنهم اثنى عشر، ومحسومون، وأخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم. هذا ما كان يعرفه الشيعة الكبار، ولذلك فرق الشيعة لم تقل بالاثني عشر, فمتى جاءت تسمية فرقة الأثني عشر؟!
لما مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد صُدموا، وتساءلوا: ماذا نصنع؟ فقالوا انسبوا له ولداً! فما صدقهم أحد وأخذت أمه الميراث مع أخيه جعفر. ما ظهر له ولد أصلاً, والدعوى باطلة, ولذلك هم يردون على الإسماعيلية أنه ليس لإسماعيل بن جعفر ولد، ويردون على الفطحية والفطحية يردون عليهم وهكذا.
أين الولد؟ قالوا: ولد غائب, ومن الطبيعي جداً أن يكون غائباً؛ لأنه لا يمكن أن يحضر لأنه ليس موجوداً أصلاً. هذا الولد أليس له ولد؟ طبيعي جداً أن لا يكون له ولد لأنه أصلاً لم يُخلق فكيف يُخلق له ولد؟! فكان لا بد إذاً أن يقفوا عند الاثني عشر، ولذلك تسموا بالاثني عشرية, ثم بعد ذلك إما أن يكون سول لهم شيطان الجن أو الإنس فوجد حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يخبر فيه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون بعده اثنى عشر خليفة، فقالوا هو نفس الرقم إذاً النبي يخبر عن الثاني عشر! هذا لا شك أنه لعب بكتاب الله جل وعلا، ولعب بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولعب على عقول الناس.
ولذلك جاءت روايات كثيرة عند الشيعة أن القائم ليس هو محمد بن الحسن المهدي، فهذه رواية مثلاً تقول: "تابعون قائمون" [الكشي ص 373]، وقال جعفر عن المهدي: "سمي فالق البحر" [الغيبة 46]، وقال أيضاً: "اسمه على اسم حديدة الحلاق" [الغيبة 47].
لو نظرنا من السابع لوجدناه موسى الكاظم، وهو من هو سمي فالق البحر، واسمه على اسم حديدة الحلاق الموس. إذاً هذا هو القائم, ما كان عندهم شيء اسمه الثاني عشر؛ فمن أين جاء الثاني عشر؟!
وفي الحديث: «لا يزال أمر هذا الدين قائماً ما ولي اثنى عشر خليفة»، الثاني عشر هم يزعمون ويدعون أنه موجود حالياً من سنة 260ه, عندما مات الحسن العسكري هم يدعون أنه ولد عام 256، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يزال أمر هذا الدين قائماً».. «لا يزال الدين منيعاً».. «لا يزال الدين عزيزاً ما ولي اثنى عشر خليفة»، هل ترون الآن منذ سقوط الخلافة إلى يومنا هذا الدين عزيزاً؟! انظروا إلى أحوال المسلمين اليوم، هل الدين عزيز؟ هل الدين منيع؟ هل الإسلام عالٍ في الأرض؟ أين إذاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ نكذب النبي أو نكذب الذين يزعمون هذه الدعوى ويدعونها زوراً، ويقولون أخبر النبي بالاثني عشر بهذا الحديث؟!
كذلك هم يقولون إن أئمتهم كانوا يتقون، وكانوا مستترين، وكانوا خائفين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الدين منيع» أي أن الدين قوي في زمنهم!!
أين القوة والمنعة مع الخوف والاستتار؟ إذا كان القائم على الدين خائفاً مستترا متقياً؛ فكيف يكون الدين قائماً عزيزاً منيعاً؟!
ثم إن الحديث ليس فيه حصر، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في أثناء خلافة اثني عشر خليفتاً يكون الدين منيعاً, هل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولن يحكم غيرهم, وسيتوقف الأمر عند هؤلاء، وستقوم القيامة على الثاني عشر من هؤلاء؟ لا أبداً, الحديث يتكلم بخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية, وكما قال سبحانه وتعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن:29-28]، فيخبر الله جل وعلا نبيه ببعض غيبه ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض ما يقع, وهذا من علامات صدق النبي صلوات الله وسلامه عليه.
كذلك النبي قال: «كلهم من قريش»، وهم يقولون كلهم أولاد علي بن أبي طالب, نحن نعلم علم اليقين لا مرية عندنا في هذا أبداً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وصدق أنه أوتى جوامع الكلم, فهل الذي أوتى جوامع الكلم يقول كلهم من قريش وهم من أولاد علي أصلاً, وهو كما نعلم علم اليقين كذلك أنه أنصح الناس للناس صلوات الله وسلامه عليه, كيف يضيعنا؟! كيف يقول من قريش وهو يريد علياً وأبناءه؟ وكان سيقول علي وأبناء علي, بل يذكر أسماءهم وينتهي الأمر، لكن أ، يقول كلهم من قريش ويعمي المسألة على الناس لماذا!؟ نحن لا نؤمن بذلك أبداّ.. لو كان النبي يريد علياً وأولاده كان يقول علي وأولاده, ولذلك لو جئت أنا وقلت مثلاً سأعطي كل عربي مائة دينار فجاءني العرب واجتمعوا على بابي وقلت لهم: ماذا تريدون؟ قالوا: كل واحد منا يريد مئة دينار، قلت: لا عفواً أنا سأعطي الليبيين فقط، لماذا تعطي الليبيين فقط؟ قلت: الليبيين عرب. قالوا: ونحن عرب! قلت: أنا ما أخطأت. قالوا: ولكنك لم تحسن الكلام، لو كنت تحسن الكلام لقلت سأعطي كل الليبيين، ولا يحتاج أن نأتي. قلت: أنا آسف لكن لن أعطي إلا الليبيين،
فرجعوا فاجتمع عندك الليبيون فقالوا: صفا لنا الجو. قلت: ماذا تريدون؟ قالوا: كل واحد مائة دينار. قلت: لا أنا سأعطي فقط أهل طرابلس، أما غير أهل طرابلس فلن أعطيهم. قالوا: لماذا؟ قلت: أنا أريد أعطي فقط أهل طرابلس، قالوا: أنت قلت كل الليبيين. قلت: أهل طرابلس ليبيين أو ما هم ليبيون؟ قالوا: أحسن الكلام! أنت في الأول أحرجتنا مع العرب، والآن أحرجتنا مع أنفسنا وأخرجتنا. لو قلت من البداية سأعطي أهل طرابلس لانتهى الأمر.
فأنا هل أُلام على اختيار مثل هذه الكلمات أو لا أُلام؟ أتريدون أن ننسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كلهم من قريش»، وهو يريد علياً وأبناءه؟! أليس كان من الأفضل أن يقول (كلهم من بني هاشم!) وحتى لا تصح؛ لأن بني هاشم كثيرون.
إذاً: كان يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول (كلهم أولاد علي) ويحددهم بأسمائهم، يقول الحسن والحسين؛ لأن علي له تسعة عشر ولداً رضي الله عنه، وذرية الحسين دون الحسن حدد هكذا، حتى نقول أوتى جوامع الكلم صلوات الله وسلامه عليه، ولكن الأمر ليس كذلك. الأمر أن النبي قال: «كلهم من قريش»، ونحن نعتقد يقيناً أن النبي أوتي جوامع الكلم، وأن الذين زعموا أن النبي أنه لم يؤتَ جوامع الكلم نؤمن يقيناً كذلك أن قولهم مردود لا نقبل قولهم أبداً؛ لأنهم يريدون أن يطعنوا في نبينا، ونحن لا نقبل هذا في نبينا صلوات الله وسلامه عليه.
القضية إذاً هم استدلوا بالعدد على العدد فقط! اثنى عشر خليفة ونحن نؤمن باثني عشر، إذاً هؤلاء هم هؤلاء انتهى الأمر.
ونقول: فاتكم أنه جاء في حديث مسلم: «سيكون في أمتي اثنى عشر منافقاً»، إذا قضية العدد مشكلة، فكيف توفقون بين هذه وهذه، وتلك اثني عشر خليفة، واثنى عشر إماماً، واثنى عشر منافقاً؟ هل كل اثنا عشر هي في أئمتكم أو لا؟ تدبروا هذا الأمر.
لو رجعنا إلى كتاب الله جل وعلا ما وجدنا أن الله جل وعلا نص على إمامة أحد منهم أبداً, أين كتاب الله جل وعلا عن الإمامة التي هي عندهم أهم من الصلاة، وأهم من الزكاة، وأهم من الحج، وأهم من كل شيء؟ ما ذكرها الله سبحانه وتعالى، ولا نص على هؤلاء الأئمة الاثني عشر في كتابه العزيز, لما لم ينص الله تبارك وتعالى على هذا مع أهميته، دل على أنه ليس بتلك الأهمية، التي هي عندهم وأنها ركن من أركان الإسلام.
ذكر الله جل وعلا الرسل ورسالاتهم, ذكر الله تبارك وتعالى أحوالهم مع أممهم ولم يذكر شيئاً أبداً عن هؤلاء الأئمة لا من قريب ولا من بعيد، أتقصير من الله أو دعواهم باطلة؟ اختر أي الأمرين شئت.
ولذلك زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه - أخو محمد الباقر عم جعفر الصادق ابن علي زين العابدين, تنتسب إليه طائفة الزيدية - جلس مع مؤمن الطاق - ويسميه أهل السنة شيطان الطاق محمد بن النعمان - فقال له: يا أبا جعفر, بعد أن بعث إليه وكان مستخفياً, اخرج معي ساعدني فيما خرجت إليه، فقال له شيطان الطاق أو مؤمن الطاق كما يحبون أن يسموه: إن كان الخارج أباك أو أخاك فنعم خرجت معك، أما أنت فلا. قال يا أبا جعفر - يعني الأحول هذا -: كنت أجلس مع أبي على الخيوان - طاولة الطعام - فيلقمني اللقمة السمينة ويبردها لي شفقة عليّ، ولم يشفق علي من حر النار حيث أخبرك بالإمامة ولم يخبرني أنا - أني الإمام بعد علي محمد وبعد محمد جعفر - قال: جُعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك, خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار, وأخبرني أنا فإن قبلت نجوتُ وإن لم أقبل فلي أن أدخل.
هل هذا منطق؟! وهل هذا عقل؟! لا يخبر ولده بالإمامة أهم ركن من أركان الدين، ويخبر الأجنبي البعيد! ولذلك أصاب أهل السنة عندما سموه شيطان الطاق.
كذلك هناك شخص اسمه محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، هذا يُقال له النفس الزكية، سنة 130هـ خرج هذا الرجل وقال إنه هو المهدي، وتبعه أقوام كثير ومن أهل البيت، وهذا جد أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب, ليست القضية في خروجه, القضية في أن جعفر الصادق الذي هو في منزلته أمر ولديه موسى الكاظم وعبد الله الأفطح أمرهما أن يخرجا معه تابعين له فانضما إلى ثورته [كما في مقاتل الطالبيين ص 244] مع أنهم يروون: "أن كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايِع والمبايَع له" [بحار الأنوار ج 53 ص 8].
أحاديث المهدي لو نظرنا إليها في كتب الشيعة لوجدناها لا تُحصى من كثرتها، لا أقول مئات بل تتجاوز المئات، ومع هذا نجد أن جل فرق الشيعة لا تؤمن بالمهدي، لماذا؟ خاصة القديمة, الفطحية لا تؤمن بالمهدي, الناووسية لا تؤمن بالمهدي, البترية لا تؤمن بالمهدي, الصالحية لا تؤمن بالمهدي, الكيسانية لا تؤمن بالمهدي, الإسماعيلية لا تؤمن بالمهدي, الجعفرية القديمة لا تؤمن بالمهدي, الموسوية القديمة لا تؤمن بالمهدي.
هذه الأحاديث الكثيرة لماذا كلهم يغفلون عنها؟ بل رواة أحاديث الشيعة الكبار هذه أسماؤهم:
عمار الساباطي, عبد الله بن أبي يعفور, أبان بن تغلب, هشام بن الحكم, جميل بن دراج, هشام بن سالم, محمد بن نعمان وضف إليهم زرارة، واقرأ في رجال الكشي عن هؤلاء ماذا يكونون في رواة الشيعة؟! كل هؤلاء يضيعون بعد جعفر الصادق لا يدرون إلى أين يتوجهون لماذا؟ لأنه لا توجد مثل هذه الروايات، كلها روايات متأخرة موضوعة كُذبت بعد ذلك, ولذلك هذا البياضي مثلاً عالمهم يقول: "إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين, لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك, أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط"، إذاً هذا البياضي يعترف أنه لا يوجد نص لعلي, وعلي لم يذكر النص لنفسه؛ فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده؟ وإذا كانت الإمامة نصاً في الاثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية؟ اسألوا علمائكم! والله نريد لكم الخير اسألوهم: لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص عليه من عند الله تبارك وتعالى؟ يقولون: لأن الإمامة ليست في الحكم، ليس الحكم شرطاً، يمكن أن يكون إماماً وليس بحاكم, إذاً: لماذا خرج الحسين على يزيد, فقد كان الحسين إماماً، وليس بحاكم فلماذا خرج على يزيد؟!
أيضاً اسألوهم سؤالاً آخر: لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية، مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن؟ سنة 49 توفي الحسن رضي الله عنه وانتهت خلافة معاوية رضي الله عنه سنة 60هـ؟ من سنة 49 هـ إلى سنة 60 هـ الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية.
فكروا لماذا؟
إما أن تقولوا: إن معاوية كان رجلاً صالحاً، فهذه جيدة نقبلها منكم, ويزيد ليس بصالح لا شيء فيها، هناك كثير من علماء السنة يقولون يزيد ليس بصالح, أنا أقول لك يزيد ليس بصالح، لكن لا نسبه ولا نتقرب إلى الله بسبه, لكن بدون شك هناك كثير من هم أصلح منه وأولى منه بالخلافة, لكن لماذا لم يخرج الحسين على معاوية؟ ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص للاثني عشر؟! إما أن نقول إن فعلهم خطأ، وإما أن نقول أنه لا يوجد نص، وهذا هو الصحيح أنه لا يوجد نص صحيح على شيء اسمه اثني عشر.
إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه: "إنما الشورى للمهاجرين والأنصار؛ فإن اجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا" [نهج البلاغة ص 367].
وقال: :بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد" [نهج البلاغة ص 366].
وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال: "دعوني والتمسوا غيري؛ فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن تركتموني فإني كأحدكم، ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً" [نهج البلاغة ص 336]، هل علي هنا يغش الناس؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه.









عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 13 / 06 / 2013, 23 : 10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018