أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 
تابعونا عبر تويتر تابعونا عبر فيس بوك

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > ملتقيات السيرة النبويه والاحاديث الشريفه > ملتقى السيرة النبويه

ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة العشاء للشيخ صلاح البدير الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ أحمد بن طالب حميد الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ د. بندر بليلة الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ د. بندر بليلة الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن أحمد الأنصاري الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان العشاء للمؤذن إبراهيم المدني الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن عادل كاتب الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان المغرب للمؤذن توفيق خوج الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن محمد ماجد حكيم الأربعاء 15 شوال 1445هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر للمؤذن حمد دغريري الأربعاء 15 شوال 1445هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع شريف حمدان مشاركات 4 المشاهدات 1228  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 14 / 09 / 2013, 04 : 07 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى السيرة النبويه



احبتي في الله


فوائد من وصية النبي صلى الله عليه وسلم

لأبي جري رضي الله عنه


فَوَائِد مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُرَيّ جَابِر بن سُلَيْم رَضْي اللهُ عنْهُ
فِي ذِكْرِ وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لَهُ


الحمد لله رب العالمين ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلَّم
عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد :

فعَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ رضي الله عنه قَالَ:
رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ،
قُلْتُ: مَنْ هَذَا ؟
قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ ،
قَالَ: «لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَم» ،

قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ؟
قَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ،
وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ ،
وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ »،

قَالَ: قُلْتُ اعْهَدْ إِلَيَّ، قَالَ:
«لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا»
قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً ،
قَالَ: «وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ ،
وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ ،
وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ ،
وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْـمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ،
وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ،
فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ»
رواه أبو داود والترمذي
بإسنادٍ صحيح ،
وقال الترمذي : حديثٌ حسنٌ صحيح .









هذا حديثٌ عظيمٌ جدا ،
مليءٌ بالفوائد التربوية والآداب الرفيعة العليَّة
التي تدل على جمال هذا الإسلام
وكماله وعظيم صيانته للمرء المسلم في مظهره ومخبره ،
في عبادته لربه سبحانه وتعالى وتعامله مع خلق الله ،
وأنَّ دين الله سبحانه وتعالى دينٌ تامٌ كامل كما قال الله جل وعلا:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي }
[المائدة:3]
فجاء الدين المبارك بأكمل الآداب وأعظم الأخلاق وأجمل الهيئات
التي يكون عليها المسلم الذي منَّ الله سبحانه وتعالى عليه
بأن كان من أهل هذا الدين العظيم المبارك .


 قال أبو جُري جابر بن سليم رضي الله عنه :
((رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ ،
قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) ؛
وهذا فيه كمال الاستجابة لدى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وحُسن الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام ،
فكانوا خير أمة محمد عليه الصلاة والسلام ؛
لأنهم خير الناس انقيادًا واتباعًا وتأسيًا بالنبي الكريم
عليه الصلاة والسلام ،
وبلغ مقامهم في هذا الأمر أن جعلهم الله سبحانه وتعالى قدوةً لمن بعدهم ،
كما قال الله جل وعلا:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ }
[التوبة:100] ،
ولا يزال العبد موفقًا قريبًا من الخير ما كان متبعًا ومؤتسيًا
بهؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ،
فانظر إلى حالهم فيما يصفه جابر رضي الله عنه قال :
«لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ» ؛
أي أنهم منقادون تمام الانقياد ليس عندهم تردد
ولا يقع عندهم في نفوسهم حرج وإنما هم مستجيبون تمامًا ، والله يقول:
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[النساء:65]





 الفائدة الثانية ؛
قوله : (( قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ ، قَالَ:
« لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى ، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ» )) ؛
وهذا فيه أن تحية الإسلام هي أن يُبدأ بالدعاء قبل ذكر المدعو له ،
لا يقال «عليك»
-هذا هو المدعو له - وإنما يُبدأ بالسلام ، الدعاء أولًا ،
يقال «السلام عليك»
ولاشك أن هذا هو الأكمل وهو الذي جاء به الهدي
عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .
فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول
«عليك السلام» وأمَره أن يقول «السلام عليكم»
بأن يبدأ بالدعاء قبل ذكر المدعو له .
وقوله ((عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى))
ليس المراد أن المشروع في التحية للموتى أن يقدَّم المدعو له على ذكر الدعاء ،
بل التحية للموتى التي جاء بها الإسلام
كالتحية للأحياء في تقديم الدعاء على ذكر المدعو له ،
ففي السلام على الأحياء يقال
« السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ، وفي السلام على الموتى يقال
: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين..» إلى آخر الدعاء المعروف ،
لا يقال عليكم السلام دار قوم ، وإنما يقال :
السلام عليكم بتقديم الدعاء على المدعو له .
وقوله في هذا الحديث ((عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى))
المراد به : فيما ألِفوه واعتادوا عليه لا فيما جاء به الإسلام؛
أنَّ هذا شيء ألِفوه ولاسيما في أشعارهم إذا أراد أن يسلِّم على ميت قال :
«عليك السلام» ،
أو «عليك مني السلام »
أو نحو ذلك هذا الذي ألِفوه ، فقوله
((عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى))
أي فيما ألفتموه واعتدتم عليه ،
لا أنَّ هذا هو هدي الإسلام في هذا الباب .
والشاهد أن تحية الموتى مثل تحية الأحياء من حيث تقديم الدعاء على ذكر المدعو له .


 الفائدة الثالثة
قوله : (( قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللَّهِ» ))
وهذا فيه فائدة عظيمة وهي تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ،
وأنه في هيئته ليس متميزًا عن الصحابة
بلباس معيَّن أو هيئة معيَّنة أو مكانٍ خاص في الجلوس ،
ولهذا يحتاج السائل إذا دخل أن يسأل مثل هذا السؤال ؛
أنت رسول الله ؟
أو أين رسول الله؟
لأنه ليس فيه في لباسه أو هيئته ما يميزه عن الآخرين ،
بخلاف العظماء ؛ العظماء إذا دخل الداخل مجالسهم
لا يحتاج أن يسأل لتميزهم في مجلسهم عن الآخرين ،
ولباسهم عن الآخرين ،
وما حولهم من الحشم عن الآخرين ،
فلا يحتاج أن يسأل ،
أما النبي صلى الله عليه وسلم لتواضعه
صلى الله عليه وسلم
إذا دخل الداخل ممن لا يعرفه مسبقًا يحتاج أن يسأل
مثل ما حصل من أبي جُري جابر بن سليم رضي الله عنه .





 الفائدة الرابعة
في هذا الحديث وهي فائدة عظيمة جدًا :
قوله صلى الله عليه وسلم
«أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ ،
وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ،
وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ »
؛ وهذا فيه مقام التوحيد العظيم الذي هو أعظم الأمور وأجلُّها على الإطلاق ،
وأن العبادة ومنها الدعاء حقٌ لله سبحانه وتعالى وحده ، لا يُلتجأ إلا إليه ،
والنبي صلى الله عليه وسلم رسول من هذا شأنه سبحانه ،
لا يملك شيئًا صلوات الله وسلامه عليه ،
وليس بيده من الأمر شيء لا في كشف الكربات ، ولا في إغاثة اللهفات ،
ولا في إجابة الدعوات ، ولا في تفريج الهموم ،
ولا غير ذلك ، قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام:

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
[الكهف:110] .
ومع هذا فإنك ترى في بعض الغلاة عندما يصف النبي
صلى الله عليه وسلم يقول في وصفه :
كاشف الغمة ، ومغيث المستغيثين ، ومفرج الكربات ،
أو نحو ذلك من الأوصاف التي هي ليست إلا لله ،
وهو صلوات الله وسلامه عليه رسول من هذا شأنه ،
وليس له من الأمر شيء ،
ولهذا عرَّف نفسه صلى الهِ عليه وسلم
بأنه رسول من هذا شأنه قال :
«أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ ،
وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ -أي جدب وقحط- فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ،
وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ»

أي أن هذا الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى ،
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فليس بيده من ذلكم شيء ،
وإنما الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى .
فهذا الموضع من الحديث فيه من فقه التوحيد الذي هو أعظم الأمور
وأجلُّها على الإطلاق ما لا يخفى .





 الفائدة الخامسة
في قول أبي جُري رضي الله عنه :
((قُلْتُ اعْهَدْ إِلَيَّ ))
أي أوصني بوصية جامعة تعهد لي بها أواظب عليها وأحافظ عليها ؛
وهذا فيه حرص الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم على الخير ،
وحرصهم على الإفادة من النبي صلى اله عليه وسلم
وأخذ الوصية منه صلوات الله وسلامه عليه

 الفائدة السادسة
من فوائد هذا الحديث :
قَالَ «لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا»
وهذه فائدة عظيمة جدًا وهي تعدُّ من الجوامع في باب الوصايا ،
وأوصاه النبي صلى الله عليه وسلم
بل بدأ بهذه في جملة الوصايا الآتي ذكرها
مما يدل على أهمية صيانة اللسان وحفظه من السباب والشتائم
وأن المسلم ينبغي عليه أن يتجنب ذلك تمامًا ،
وقد جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال :
((لَيْسَ المؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ)) ،
وجاء عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال :
((لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا بِغَضَبِ اللَّهِ، وَلَا بِالنَّارِ))
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
فالإسلام جاء بالنهي عن ذلك وبيان أن ذلك ليس من صفة المؤمن ،
بل ينبغي على المؤمن أن يتجنب اللعن والشتم والسباب .
وبعض الناس مع أبنائه وأولاده وأهل بيته
ومن يتعامل معهم يبادر إلى سبهم وشتمهم ولعنهم !
وهذا مما نهى عنه الإسلام وحذَّر منه
كما في هذا الحديث وغيره من الأحاديث
عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .





 الفائدة السابعة
في قول أبي جُري رضي الله عنه :
((فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً)) ؛
وهذا فيه سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنه وأرضاهم
للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ،
فما أن عهِد إليه ألا يسبَّ أحدًا إلا وقد استجاب تمام الاستجابة في عدم سب أي أحد ؛
لا حر ، ولا عبد ، ولا بعير ، ولا شاة ،
ولا غير ذلك ، مِثله ما رواه البخاري في الأدب المفرد
عن سالم بن عبد الله بن عمر قال :
«ما سمعت عبد الله -أي ابن عمر- لاعنًا أحدًا قط ليس إنسانًا»
أي إلا إنسانًا واحدا ،
وكان سالم يقول :
قال ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤمِنِ أنْ يَكُونَ لَعَّانَاً)) .
فانظر إلى حال ابن عمر رضي الله عنه
منذ سمع هذا الحديث لم يُسمع منه لعن قط إلا مرة واحدة ، و
قد جاء في بعض الروايات أنه لعن خادمًا له أغضبه فأعتقه فورًا بعد لعنه ؛
فهذا من كمال استجابة الصحابة رضي الله عنهم .




 الفائدة الثامنة :
قول النبي صلى الله عليه وسلم :
((وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ)) ؛
وهذه وصية عظيمة وجامعة فيها الحث
على العناية بالمعروف قولًا وفعلًا حتى وإن كان شيئًا يسيرًا ،
فإن اليسير قد يوافق حاجةً كبيرة وعظيمة
لدى من تقدِّم له هذا القليل أو تبذُل له ذلك اليسير ،
ولهذا ينبغي للعبد أن يبذل من الإحسان
ما تيسر ولا يتقالّ شيئًا يخرج منه أو ينفقه أو يبذله ؛
فإن الشيء القليل ممن لا يملك الكثير
يقع موقعه في حق من هو بحاجةٍ إلى ذلك الشيء .
ولهذا ينبغي على العبد أن لا يحقرنَّ شيئًا من المعروف وإن قلّ ،
بل عليه أن يقدم ما استطاع
وما تيسر له من المعروف والله سبحانه وتعالى
مع الصدق والنصح والإخلاص يبارك في القليل ويُعْظم الأجر والمثوبة عليه



 الفائدة التاسعة
في قوله صلى الله عليه وسلم :
((وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ ، إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ))
وهذا فيه حثٌ على لقاء الإخوان بالانبساط وطلاقة الوجه والبِشر ،
لا أن يلقاهم معبِّسًا ، بل يلقاهم بما فيه أنسٌ وراحة ، ولهذا قال :
((وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ))
بحيث تقابله بوجهك وتتكلم بارتياح وانبساطٍ معه بحيث يأنس لك ويسعد بملاقاتك .
وعدَّ ذلك عليه الصلاة والسلام من المعروف قال :
((إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ)) ؛
وهذا فيه أن المعروف لا يختص بالعطاء المالي ،
بل أيضًا يكون بالمعاملة الطيبة في كلام الإنسان
لأخيه وحُسن ملاقاته له ومقابلته بوجه منبسط ؛
فإنَّ هذا من المعروف بل هو من أبواب الصدقة
كما في الحديث الآخر حيث قال عليه الصلاة والسلام :
((وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)) .



 الفائدة العاشرة
من فوائد هذا الحديث ؛
قوله صلى الله عليه وسلم :
((وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ))
وهذا فيه حدُّ الإزار -إزار المؤمن- ،
وأن حدَّه الأعلى إلى نصف الساق ،
فليس له أن يرفعه رفعًا مطلقا وإنما يرفعه إلى هذا الحد إلى نصف الساق ،
وحدُّه الأسفل بيّنه بقوله :
(( فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ )) ،
والمراد بقوله «إلى الكعبين»:
أي إلى ما دون الكعبين ،
فلا يغطي الكعبين بإزاره بل يكونان مكشوفين .
فهذا حد الإزار كما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ،
وهذا فيه أن ما يتعلق بالإزار أكثر مما جاء في القميص من حيث الحد الأعلى ؛
وذلك لأن الإزار قد يسترخي فإذا جُعل إلى نصف الساق فذلك يعني أنه إذا نزل ينزل إلى منطقة سائغة ،
ولو جُعل قريبًا جدًا من الكعبين فيمكن أن ينزل إذا استرخى فيغطي الكعبين ويقع في المحذور ،
بخلاف القميص فإن الأصل في القميص أنه لا يسترخي لكونه مشدودًا بالكتفين ،
وإنما الذي يسترخي هو الإزار .
وعلى كلٍ فأزرة المؤمن حدُّها الأسفل إلى ما دون الكعبين و
حدُّها الأعلى إلى نصف الساقين كما هو مبيَّن في هذا الحديث العظيم .




 الفائدة الحادية عشرة
في قوله صلى الله عليه وسلم :
((وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ المخِيلَةِ))
وهذا فيه تحذير شديدٌ من الإسبال ،
والمراد بالإسبال: نزول الثوب أو الإزار إلى أسفل الكعبين
نزوله عن الكعبين- ، والمخيلة: الخيلاء .
وهذا فيه أن تعمُّد الإنسان بجعْل ثوبه أو قميصه أو إزاره أسفل الكعبين
مع علمه بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك هذا من الخيلاء ،
لأن الكِبر بطر الحق وغمط الناس ،
هذا من ناحية ، من ناحية أخرى :
أن نزول الإزار أسفل الكعبين وتركه على هذه الهيئة مظنة الخيلاء ؛
أي مظنة أن يحرِّك في النفس شيئًا من الخيلاء ؛
ولهذا يجب على المسلم أن لا ينزل إزاره أو قميصه أسفل من الكعبين
لما جاء في ذلك من وعيد شديد في أحاديث كثيرة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام :
((مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ)) ،
وجاء عنه كما في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال :
((ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
وذكر منهم صلوات الله وسلامه عليه « الْمُسْبِلُ».




 الفائدة الثانية عشر
في قوله :
((وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ))
وهذا فيه التحذير الشديد من الخيلاء بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم
أن الله عز وجل لا يحب من كان كذلك ،
وفي القرآن قال الله عز وجل:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }
[لقمان:18]
، ولاشك أن هذا فيه من الوعيد والتهديد ما لا يخفى ،
لأن بُغض الله سبحانه وتعالى لذلك وعدم محبته له موجبٌ لسخطه وعقوبته
وأن الواجب على العبد أن يحذر من ذلك أشد الحذر بأن يعمل الأعمال التي يحبها الله
سبحانه وتعالى ويرضاها ويتجنب الأعمال التي يسخطها جل وعلا ويأباها ،
وهذا فيه أن الواجب على العبد البُعد عن الخيلاء والبُعد عن الأسباب المفضية إلى الخيلاء .


 الفائدة الثالثة عشرة
في قوله :
((وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ))
وهذا فيه الإعراض عن الجاهلين وعدم الدخول معهم
في المشاتمة والتعيير ، بل ينبغي أن يعرض ويتغاضى كما قال القائل :
ولقد أمُرُّ على السفيه يسبُّني فأمُرّ ثـمَّة وأقولُ لا يعنيني
وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم العاقبة الحميدة في ذلك بقوله
((فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ))
لأن من سب أخاه بغير حق رجع سبُّه عليه ،
ولهذا ينبغي على الإنسان أن لا يقابل السباب بالسباب والتعيير بالتعيير ،
بل يعرِض كما قال الله عز وجل: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا }
[الفرقان:63] .

وعلى كلٍ هذه فوائد عظيمة اشتمل عليها هذا الحديث العظيم
في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جُري جابر بن سليم رضي الله عنه وأرضاه ،
وبالله وحده التوفيق لا شريك له .
والله أعلم ، وصلى الله وسلَّم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


شرح شيخنا الفاضل : عبد الرزاق البدر

t,hz] lk ,wdm hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl gHfd [vd vqd hggi uki










عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 14 / 09 / 2013, 40 : 02 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابا احمد
اللقب:
مشرف الملتقيات القرآنيه والمرئيات
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابا احمد


البيانات
التسجيل: 21 / 02 / 2009
العضوية: 21900
العمر: 61
المشاركات: 9,563 [+]
بمعدل : 1.73 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1142
نقاط التقييم: 39
ابا احمد is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 21900
عدد المشاركات : 9,563
بمعدل : 1.73 يوميا
عدد المواضيع : 594
عدد الردود : 8969
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابا احمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وشفيعنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم

بارك الله فيكم
وجعل ما طرحته في
ميزان حسناتك اخى ******









عرض البوم صور ابا احمد   رد مع اقتباس
قديم 17 / 09 / 2013, 01 : 03 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
عمر عبدالجواد
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عمر عبدالجواد

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عمر عبدالجواد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور عمر عبدالجواد   رد مع اقتباس
قديم 21 / 09 / 2013, 19 : 07 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
شرفت بمروركم
الطيب
وسعدت بكم كثيرا
حبيبي
الغالي
عمر









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 21 / 09 / 2013, 20 : 07 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
إن لفي قلبي سروراً
بمرورك أخي ******،
ابو احمد
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ،
وأن يجمعنا في الفردوس ،
آمين.









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى السيرة النبويه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018