*هل تسند إدارة شؤون الحج إلى طهران؟!

[طويلب علم مبتدئ]

*هل تسند إدارة شؤون الحج إلى طهران؟!

بقلم د. عبد الرحمن العضياني



بسم الله الرحمن الرحيم .. شكك ساسة وملالي وآيات ومعممي طهران ومن سار في ركبهم في قدرة السعودية على إدارة وفود الحج ،واتهموها بالفشل .! مستدلين ببعض الحوادث التي حدثت في الحج في أزمنة متفرقة وما حصل فيها من وفيات ..

وتزعم طهران أنها أحق بحماية الحرمين لأنها هي الإمبراطورية القادرة على ذلك!

حاولت عبثا أن استقريء حوادث الحج خلال حقبة زمنية إبان العهد السعودي وأتعرف على إحصائيات الحجاج وعدد الوفيات فيها؛ فاخترت آخر أربعين سنة خلت فخلصت إلى أن عدد من حج البيت فيها زهاء ثمانين مليون حاج يزيدون قليلا أو ينقصون .

ثم تتبعت ما جرى فيها من حوادث تستحق الوقوف ؛ فخلصت إلى أن عدد الوفيات المعلنة فيها قرابة ٣٣٥٨ وفاة قد تزيد قليلا ، وخلصت إلى أن عامتها محاولات مأجورة ؛ تهدف للعبث والتخريب والانتقام، وتهدف لنزع ثقة مليار ونصف المليار من إدارة بلاد الحرمين الشريفين لهما فإما أن تسند إلى الإمبراطورية المزعومة أو على الأقل إلى إدارة إسلامية عامة !. وهذا الأخير هو ما يثار بين الوقت والآخر في طهران ومن تأثر بإعلامها الفاجر، ويثار كذلك من بعض أهل السنة ممن لم يعرف الجهود الكبيرة التي توليها السعودية للحرمين الشريفين على مدار الزمان.

رجعت أتصفح كتب التأريخ وما حدث في القرون الخوالي فيما يتعلق بأمن الحج فلم أجد حدثا يستدعي الانتباه أكبر من حدث حصل في مطلع القرن الرابع الهجري وفي زمن الدولة الفاطمية العبيدية الرافضية وعملائها القرامطة الزنادقة المجوسية أتباع حمدان بن الأشعث القرمطي الخوزستاني الأحوازي المتظاهر بالدين والزهد في أواخر القرن الثالث الهجري وما جرى بعد ذلك على يد رئيسهم الزنديق أبي الطاهر سليمان بن الحسن الجنابي الهجري الشيعي القرمطي حين قويت شوكته في هجر وما جاورها ،إذ تذكر بعض المصادر أن الناس امتنعوا عن الحج في أحدى سنيه فلم يحج البيت أحد رهبة وخوفا من قطعه عليهم الطريق.

وفي سنة 317 للهجرة هجم على الحجيج يوم التروية وانتهب أموالهم واستباح قتالهم وأشرع السيف في رقاب الآمنين، وطاردهم في رحاب مكة وشعابها، ونادى في جنده بإعمال السيوف في رقاب الحجيج قتلا ؛ ففر الحجاج منه إلى المسجد الحرام فتبعهم، فلاذوا بالبيت وتعلقوا بأستار الكعبة، فلم ينفعم ملاذهم بالبيت وتعلقهم بأستاره إذ دخل عليهم المسجد الحرام وقتل هو وجنده من قدروا عليه فامتلأ المسجد الحرام بالقتل وجرت فيه الدماء حتى دفن بئر زمزم بالقتلى، وحتى قتل زهاء ثلاثين ألف من الحجاج وغيرهم في ذلك الموسم . ثم سلب كسوة الكعبة واقتلع بابها، ونقب الحجر الأسود وخرب المسجد الحرام وهدم قبة زمزم في الشهر الحرام وأحدث فيه مالم يحدثه أحد قبله ولا بعده ، وجلس الجنابي القرمطي لعنه الله على باب الكعبة وجعل ينادي في الناس ويقول أين طير الأبابيل؟! أين الحجارة من سجيل ؟! وسمع أحدهم وهو يقول: ياحمير! أليس قلتم في بيتكم هذا [ومن دخله كان آمنا ]؟! فأين الأمن ؟!. ثم رجع القرمطي إلى (هجر) بعد أن فعل بالمسلمين الآمنين الأفاعيل، وقد حمل معه أموال الناس التي غنمها، واحتمل الحجر الأسود إلى هجر وبقي عنده ثنتين وعشرين سنة حتى أعيد بإشارة من المهدي الفاطمي فيما ذكر، حيث كتب للقرمطي يلومه في أخذ الحجر؛ لأجل أنه بذلك أبان للناس وفضح باطنيتهم التي كانوا يخفونها ! فاعاده حينئذ.

قال ابن كثير رحمه الله : وقد ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحد ولا يلحقه فيه ، وسيجازيه على ذلك الذي لا يعذب عذابه أحد، ولا يوثق وثاقه أحد.

فإذا كان هذا عمل الباطنيين في موسم حج عام واحد ، فهل يسوغ لأضرابهم وأمثالهم ونظرائهم من باطني زماننا الروافض ومن لا يقيم وزنا لحرمة المسلمين المعصومين ، ولا يبالي بحرمة البيت الحرام، ولا البلد الحرام، ولا الشهر الحرام ؟! هل يسوغ بحال أن تسند إليه إدارة الحج ؟، أو حتى المشاركة في إدارتها لو كانت ؟!! هذا لعمر الحق بعيد المنال وهو يحضى بإدارة إسلامية سنية قوية بعون الله وتسديده، تضخ لخدمته آلاف المليارات، وتسخر له جميع الطاقات والإمكانات، وترحب بضيوف الرحمن أيما ترحيب، وتسهل لهم السبل، وتذلل لهم الصعاب ، وتسهر من أجل أمنهم وراحتهم وطمأنينتهم حتى يعودوا من حيث أنشأوا .

وأما ما حدث من حوادث في الأربعين سنة الماضية فعامتها من جراء محاولات العبث والتخريب التي يشعلها أولئك الروافض في مواسم الحج فهم يعبثون ويصرخون، ويقتلون وينوحون، ويتربصون بالمسلمين الدوائر، ويزعمون أن خلافهم فقط إنما هو مع الوهابية كما يقولون وأنه ليس بينهم وبين بقية المسلمين خلاف وهم شر من وطىء الحصى وسار على البيداء بل هم شر من اليهود والنصارى . ولم يعهد عنهم على امتداد التأريخ إلا الكيد والوقيعة بالمسلمين وخيانتهم والغدر بهم ، ومساعدة الأعداء على المسلمين . ولو تظاهروا بغير ذلك ولو رددوا محبة آل البيت ولو نادوا بالموت لإسرائيل وأمريكا.! ثم ماذا يشكل الرقم ٣٠٠٠ أو حتى ٥٠٠٠ مثلا لثمانين مليون على مدى أربعين سنة حال اجتماعهم في مكان ضيق بطبيعته وتحركاتهم المستمرة فيه قريبا من عشرة أيام؟ ماذا يشكل هذا الرقم ؟!! إنه لو كان ناتجا عن خطإ تنظيمي صرف مع الاجتهاد في تفادية لم يعتبر قادحا في التنظيم ، فكيف وقد صدر عامته من أثر خيانة وتخريب مقصودتين ممن يتباكى على وقوعه ؟!!

بل إن المتأمل يدرك أن أكثر سني الأربعين لم تسجل فيها بفضل الله أي حوادث تستحق الذكر والتدوين فالذي سجلت فيه حوادث لا تزيد عن الإثني عشر موسما أو أقل من أصل أربعين ، وأما الثمان والعشرون المتبقية فهي مواسم أمن وسلام تام ، فأيهما أحق بادارة شؤون الحج ياترى؟؟!!

تظل السعودية هي الأجدر بإدارة شؤون الحج بلا منافس والله يسددها .

قصم الله ظهور أعدائه وجعل بيته العتيق وبلاد الحرمين في منعة من أرجاس الروافض الحاقدين ، ومن كل عدو مضل مبين . والحمد لله رب العالمين .

---

*ig jsk] Y]hvm ac,k hgp[ Ygn 'ivhk?!