المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الثاني عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني


ابو عبدالله عبدالرحيم
01 / 04 / 2016, 33 : 02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء الثاني عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني

بحث في الصفحة الحالية
600 - " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، و بغض من أساء إليها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 65 ) :

موضوع . رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 2 / 21 - 22 ) و ابن عدي ( 82 /
1 ) و أبو موسى المدني في جزء " من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " ( 150 -
151 ) و أبو نعيم ( 4 / 121 ) و الخطيب ( 7 / 346 ) و القضاعي ( 49 / 2 ) عن
إسماعيل بن أبان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . و قال
أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه " و ذكر نحوه ابن عدي و زاد : " و
هو معروف عن الأعمش موقوفا " . قلت : و إسماعيل هذا قال فيه أحمد : " روى
أحاديث موضوعة عن فطر و غيره ، فتركناه " . و قال ابن حبان ( 1 / 116 ) : " كان
يضع الحديث على الثقات " . و قال أبو داود : " كان كذابا " . و نقل المناوي عن
" لسان الميزان " قال الأزدي : " هو كوفي زائغ و هو الذي روى حديث جبلت القلوب
، قال الأزدي : " هذا الحديث باطل " . قال المناوي : و رأيت بخط ابن عبد الهادي
في تذكرته : قال مهنأ : سألت أحمد و يحيى عنه ؟ فقالا : ليس له أصل ، و هو
موضوع " . قلت : نقله أيضا ابن قدامة موفق الدين في " المنتخب " ( 10 / 195 / 2
) عن مهنأ به . و مع هذا كله أورده السيوطي في " الجامع " ! و قال : " صحح
البيهقي وقفه " ! قلت : الموقوف موضوع أيضا فإنه من هذه الطريق ، كذلك رواه ابن
حبان في " روضة العقلاء " ( ص 255 ) و غيره ، و لذلك قال السخاوي : " هو باطل
مرفوعا و موقوفا " .

(2/177)

601 - " اتخذوا السراويلات فإنه من أستر ثيابكم ، و خصوا بها نساءكم إذا خرجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 66 ) :

موضوع . رواه العقيلي ( ص 18 ) و ابن عدي ( 4 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 2 /
200 ) و ابن عساكر ( 2 / 380 / 2 ) عن إبراهيم بن زكريا الضرير العجلي - من أهل
البصرة - : حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ بن نباتة عن علي
قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن و مطر ،
قال : فمرت امرأة على حمار و معها مكاري فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض ،
فسقطت المرأة ، فأعرض النبي عليه السلام بوجهه ، فقالوا : يا رسول الله إنها
متسرولة . فقال : اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي . يا أيها الناس اتخذوا ....
الحديث . ذكره العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا ، و قال : " صاحب مناكير و أغاليط
، و لا يعرف هذا الحديث إلا به ، فلا يتابع عليه " . و قال ابن عدي : " و هذا
الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا ، و لا أعرفه إلا من هذا
الوجه ، و إبراهيم حدث عن الثقات بالأباطيل " . و من طريق ابن عدي أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 45 ) و قال : " موضوع ، و المتهم به إبراهيم " .
ثم ذكر ما تقدم عن العقيلي و ابن عدي . فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 260
) بقوله : " قلت : أخرجه البزار و البيهقي في " الأدب " من هذا الطريق ، و
إبراهيم بن زكريا المتهم به الذي قال فيه ابن عدي هذا القول هو الواسطي العبدي
، و ليس هو الذي في إسناد هذا الحديث ، إنما هذا إبراهيم بن زكريا العجلي
البصري كما أفصح به العقيلي ، و قد التبس على طائفة ، منهم الذهبي في " الميزان
" فظنهما واحدا ، و فرق بينما غير واحد ، منهم ابن حبان ، فذكر العجلي في "
الثقات " ، و الواسطي في " الضعفاء " . و كذا فرق أبو أحمد الحاكم في " الكنى "
و العقيلي و النباتي في " الحافل " و الذهبي في " المغني " . قال الحافظ ابن
حجر في " اللسان " : و هو الصواب " . قلت : و هذا التعقب ليس فيه كبير طائل ،
ذلك لأن العجلي الذي هو صاحب الحديث لم يوثقه غير ابن حبان ، و هو مع ما عرف به
من التساهل في التوثيق ، فقد عارضه من حكمه أقرب إلى الصواب منه ، فقد قال
العقيلي فيه : " صاحب مناكير و أغاليط " . ثم ساق له حديثين ، هذا أحدهما . و
فيه قال ابن عدي ما نقلته آنفا عنه ، خلافا لما زعمه السيوطي أنه قال ذلك في
الواسطي العبدي . و إليك نص كلامه لتكون على بينة من الأمر ، قال : " إبراهيم
بن زكريا المعلم العبدستاني العجلي الضرير ، يكنى أبا إسحاق ، حدث عن الثقات
بالأباطيل " . ثم ساق له هذا الحديث ، و أعله بما سبق ، فاتفاق هذين الإمامين
على تضعيف إبراهيم هذا و استنكار حديثه ، مقدم على توثيق ابن حبان له المستلزم
رد الحكم على حديثه بالوضع أو النكارة - كما ذهب إليه السيوطي ، لاسيما و قد
ذكر الحافظ النقاد الذهبي أن هذا الحديث من بلايا العجلي ! ثم رأيت ابن أبي
حاتم ذكر في " العلل " ( 1 / 492 - 493 ) عن أبيه أنه قال : " هذا حديث منكر ،
و إبراهيم مجهول " . على أن في الحديث علة أخرى من الأعلى ، هي بالاعتماد عليها
في إعلال الحديث أولى ، و من الغريب أن الذين تكلموا عليه لم يتنبهوا لها ، مثل
ابن الجوزي ، و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 272 ) ، ألا و هي الأصبغ
بن نباتة ، فهو متفق على تضعيفه ، بل قال أبو بكر ابن عياش : " كذاب " . و قال
النسائي و ابن حبان : " متروك " . و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال
ابن معين و غيره : ليس بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و
بالجملة فالحديث بهذا الإسناد و السياق موضوع . و قد ذكر له السيوطي شواهد من
حديث أبي هريرة و غيره مرفوعا بلفظ : " اللهم ارحم المتسرولات " . و قال : " و
بمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن " . قلت : و في ذلك نظر لأن
الطرق التي أشار إليها لا تخلو من وضاع أو متهم أو مجهول ، مع أن بعضها مرسل .
و بيان ذلك مما لا يتسع له الوقت الآن ، فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .

(2/178)

602 - " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا ، ملك الملوك ، و مالك الملوك
، قلوب الملوك بيدي ، و إن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة و
الرحمة ، و إن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم بالسخط و النقمة فساموهم سوء
العذاب ، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ، و لكن اشغلوا أنفسكم بالذكر و
التضرع أكفكم مولككم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 68 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني و عنه أبو نعيم ( 2 / 389 ) و تمام ( 6 / 77 / 1
من مجموع الظاهرية رقم 95 ) عن أبي عمرو المقدم بن داود قال : حدثنا علي بن
معبد قال : حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن { خلاس } بن عمرو عن أبي
الدرداء مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، المقدم بن داود قال النسائي :
" ليس بثقة " . و وهب بن راشد هو الرقي قال ابن عدي : " ليس حديثه بالمستقيم ،
أحاديثه كلها فيها نظر " . و قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان : "
لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال الهيثمي ( 5 / 249 ) : " رواه الطبراني في "
الأوسط " و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم و هو تحريف ) ابن راشد و هو متروك " .
قلت : و تعصيب الجناية به وحده ليس بجيد لما علمت أن في الطريق إليه المقداد بن
داود ، و هو مثله في الضعف .

(2/179)

603 - " إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء ، أحياء مرزوقين ، يمشون على
الأرض ، يباهي الله بهم ملائكة السماء ، و تزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر ، و
المحبون في الله ، و المبغضون في الله ، والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون
في الغرفة فوق غرف الشهداء ، للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب ، منها الياقوت و
الزمرد الأخضر ، على كل باب نور ، و إن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء
، قاصرات الطرف عين ، كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر
يوم كذا و كذا أمرت بالمعروف ، و نهيت عن المنكر ؟ كلما نظر إلى واحدة منهن
ذكرت له مقاما أمر فيه بمعروف ، و نهى فيه عن منكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :
لا أصل له . ذكره الغزالي ( 2 / 273 ) من حديث أبي ذر ! و قال الحافظ
العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل ، و هو منكر " . قلت : و لوائح
الوضع عليه ظاهرة . و الله أعلم .

(2/180)

604 - " السلطان ظل من ظل الرحمن في الأرض ، يأوي إليه كل مظلوم من عباده ، فإن عدل
كان له الأجر ، و على الرعية الشكر ، و إن جار ، أو حاف ، أو ظلم كان عليه
الإصر ، و على الرعية الصبر ، و إذا جارت الولاة قحطت السماء ، و إذا منعت
الزكاة هلكت المواشي ، و إذا ظهر الربا ( و في نسخة : الزنا ) ظهر الفقر و
المسكنة ، و إذا أخفرت الذمة أديل للكفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :

موضوع . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 5 / 80 - 81 و في النسخة الأخرى 5 /
49 - 50 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 175 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 27 / 2 ) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن
مرة عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و روى طرفه الأول القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 22 / 2 ) و الديلمي ( 2 / 220
) . قلت : و هذا إسناد موضوع ، سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي اتهمه البخاري
بقوله : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و ضعفه سائر
الأئمة ، و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه غير محفوظ " . و لذلك أورده الذهبي
في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " هالك " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك ، و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " . و الحديث أورده السيوطي في "
الجامع " من رواية البزار و الحكيم و البيهقي عن ابن عمر . و تعقبه المناوي
بقوله : " و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه : و الأمر بخلافه ،
بل تعقبه بما نصه : و أبو المهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث .
انتهى . و سعيد بن سنان هذا ضعفه ابن معين و غيره ، و قال البخاري : منكر
الحديث . و ساق في " الميزان " من مناكيره هذا الحديث ، و جزم الحافظ العراقي
بضعف سنده " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 196 ) : " رواه البزار
، و فيه سعيد بن سنان أبو مهدي ، و هو متروك " . و أشار الحافظ المنذري في "
الترغيب " ( 3 / 137 ) إلى تضعيف الحديث .

(2/181)

605 - " لو قيل لأهل النار : إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لفرحوا
بها ، و لو قيل لأهل الجنة : إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة
لحزنوا ، و لكنهم خلقوا للأبد و الأمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 70 ) :

موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 75 / 2 ) و أبو نعيم ( 4 / 168 ) من طريق
الحكم بن ظهير عن السدي عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا : و قال أبو نعيم : "
تفرد به الحكم بن ظهير " . قلت : و هو كذاب عند ابن معين و غيره ، و قال ابن
حبان ( 1 / 245 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . ثم ساق له حديثا
آخر ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) : " و هو مجمع على ضعفه " . و
قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 224 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر " .
و قد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فأساء . و لم يتعقبه
المناوي إلا بقول الهيثمي المذكور ! و الحديث يدل على أبدية الخلود في النار ،
و الآيات القرآنية و الأحاديث الصحيحة تغني عنه من هذه الناحية .

(2/182)

606 - " ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها ، ما فيها من أمة محمد أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 71 ) :
موضوع . رواه ابن عدي عن العلاء بن زيدل عن أنس مرفوعا . قلت : و
العلاء هذا قال الذهبي : " تالف ، قال ابن المدني : كان يضع الحديث " . و قال
ابن حبان ( 2 / 169 ) : " يروي عن أنس بن مالك بنسخة كلها موضوعة ، لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل التعجب " . و إنما أوردت الحديث لأن عالمين فاضلين
أورداه ساكتين عليه ، أحدهما الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 /
87 ، رقم 194 ) و الآخر المناوي ذكره عند شرحه للحديث الذي قبله محتجا به ! و
معنى الحديث صحيح إن كان المراد بـ " أمة محمد " فيه أمة الإجابة لا أمة الدعوة
كما هو ظاهر . و يؤيده ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 2 / 176 - 177
) من رواية إسحاق بن راهويه : حدثنا عبيد الله ( بن معاذ ) : حدثنا أبي : حدثنا
شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : " ما أنا بالذي لا أقول :
إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد ، و قرأ قوله : *( فأما الذين شقوا
ففي النار لهم فيها زفير و شهيق )* الآية . قال عبيد الله : كان أصحابنا يقولون
: يعني به الموحدين " . و قد روي الحديث عن أبي أمامة و لا يصح أيضا و هو :
" ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج ، و آخر تخفق أبوابها " .

(2/183)

607 - " ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج ، و آخر تخفق أبوابها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 72 ) :

باطل . أخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية أبي نعيم ( 28 / 1 ) و
الخطيب ( 9 / 122 ) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن أبي
أمامة مرفوعا به . و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 268 ) من هذا
الوجه و قال : " هذا حديث موضوع محال ، جعفر هو ابن الزبير متروك " . و أقره
السيوطي ( 2 / 466 ) ثم ابن عراق ( 391 / 1 ) . و أقول : جعفر هذا وضاع ، و قد
مضى له أحاديث . لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك أيضا ، و قد أشار لهذا الذهبي في
ترجمة جعفر فقال : " و يروي بإسناد مظلم عنه حديث متنه : يأتي على جهنم .... "
. ثم أعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه : " قال أبو حاتم : متروك الحديث . و
قال العقيلي : لا يتابع على حديثه .. " ثم قال : " و في معجم الطبراني من حديث
هذا التالف عن جعفر بن الزبير ( في الأصل " الزبير بن سعيد " و هو تحريف ) عن
القاسم عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم ، فهذا باطل " . و أقره الحافظ في "
اللسان " و أورده في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 / 87 رقم 194 ) و لم يعزه
لأحد ! و لعل الحديث أصله موقوف على بعض الصحابة ، رفعه هذا التالف أو شيخه
عمدا أو خطأ ، فقد أخرجه البزار عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن
عمرو قال : " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيه أحد . يعني من الموحدين
" . قال الحافظ : " كذا فيه ، و رجاله ثقات ، و التفسير لا أدري ممن هو ؟ و هو
أولى من تفسير المصنف " . قلت : الظاهر أن التفسير المذكور ، من مخرجه البزار ،
فقد أخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن أبي بلج به ، و ليس فيه
التفسير المذكور ، هكذا ذكره الذهبي في ترجمة أبي بلج ، و كذا الحافظ في "
التهذيب " عن الفسوي و زاد : " قال ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا ؟ فأنكره
" . و أبو بلج هذا في نفسه ثقة ، و لكنه ضعيف من قبل حفظه ، و لذلك عد الذهبي
هذا الأثر من بلاياه ! ثم قال : " و هو منكر " . و جملة القول أن هذا الحديث لا
يصح مرفوعا و لا موقوفا . هذا و تفسير الزمخشري الذي سبقت الإشارة إليه في كلام
الحافظ هو قوله في " تفسيره " ( 2 / 236 ) : " و قد بلغني أن من الضلال من اغتر
بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار ، و هذا و العياذ بالله من
الخذلان المبين ، و لئن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه أنهم يخرجون من النار إلى
برد الزمهرير ، فذلك خلو جهنم و صفق أبوابها " . و هذا تأويل بعيد . و الأقرب
ما سبق عن الحافظ ، إلا أنني أرى أن الصواب عدم الاشتغال بالتأويل ما دام أن
الحديث لم يصح . و الله أعلم . و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول
بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية ، بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم
الضلال ، فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر
محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك
فليراجعها فإني لم أطلها الآن . و إن مما يجب الوقوف عنده ، و تحقيق القول فيه
ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 2 / 171 - 172 ) من
رواية عبد بن حميد ( قال ) : بإسنادين صحيحين له عن الحسن قال : قال عمر بن
الخطاب : " لو لبث أهل النار عدد رمل عالج ، لكان لهم يوم يخرجون فيه " . ذكر
ذلك في تفسير قوله تعالى *( لابثين فيها أحقابا )* . و قال ابن القيم : " و
حسبك بهذا الإسناد جلالة ، و الحسن و إن لم يسمع من عمر ، فإنما رواه عن بعض
التابعين ، و لو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به و قال : قال عمر بن الخطاب
" . قلت : هذا كلام خطابي ، أستغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله . لأنه خلاف
ما هو مقرر عند أهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح : أنه المسند المتصل برواية
العدل الضابط ، فإذا اعترف بانقطاعه بين الحسن و عمر ، فهو مناف للصحة بله
الجلالة ! و خلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة ، و لذلك
قال الحافظ ابن حجر في أثر الحسن هذا نفسه : " فهو منقطع ، و مراسيل الحسن
عندهم واهية ، لأنه كان يأخذ من كل أحد " ! و قوله : " فإنما رواه عن بعض
التابعين ، ...... " قلنا : نعم ، فكان ماذا ؟ أليس كذلك كل مرسل تابعي ؟ إنما
رواه عن تابعي إن لم يكن عن صحابي ؟ فلماذا إذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل
أو المنقطع من قسم الحديث الضعيف ؟ ذلك لاحتمال أن يكون الرجل الساقط من
الإسناد مجهولا أو ضعيفا لا يحتج به لو عرف ، و هذا بخلاف ما لو كان المرسل لا
يروي إلا عن صحابي فإن حديثه حجة ، لأن الصحابة كلهم عدول ، فهذا المرسل فقط هو
الذي يحتج به من بين المراسيل كلها ، و هو الذي اختاره الغزالي و صححه الحافظ
العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " ( 7 / 1 ) ، و أما دعوى البعض
أن الإجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الإمام الشافعي ، فدعوى
باطلة مردودة بأمور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 12 ) عن عبد
الله بن المبارك أنه رد حديث " إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك ، و
تصوم لهما مع صيامك " بعلة الإرسال ، في قصة له تراجع هناك . و ابن المبارك
رحمه الله توفي قبل الشافعي بأكثر من عشرين سنة . و كلام ابن القيم المذكور -
مع مخالفته للأصول - يلزمه أن يقبل مراسيل الحسن البصري كلها إذا صح السند إليه
بها ، و ما إخاله يلتزم ذلك ، كيف و منها ما رواه عن سمرة مرفوعا . " لما حملت
حواء طاف بها إبليس ، و كان لا يعيش لها ولد ، فقال : سميه عبد الحارث . فسمته
عبد الحارث ، فعاش ، و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " . فهذا إسناده خير من
إسناد الحسن عن عمر ، لأنه قد قيل أن الحسن سمع من سمرة ، بل ثبت أنه سمع منه
حديث العقيقة في " صحيح البخاري " ، و هو مع جلالته ، مدلس لا يحتج بما عنعنه
من الحديث ، و لو كان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة ، فهل يحتج ابن القيم بحديثه
هذا عن سمرة و يقول فيه : " فإنما رواه عن بعض التابعين ... " ؟ ! كلا إن ابن
القيم رحمه الله تعالى أعلم و أفقه من أن يفعل ذلك ، مع العلم أن بعضهم قد فسر
بهذا الحديث قوله تعالى : *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )*
فأرجع ضمير ( جعلا ) إلى آدم و حواء عليهما السلام ! مع أن الحسن نفسه لم يفسر
الآية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم ( رقم 342 ) ، و كذلك صنع ابن القيم فإنه
فسر الآية المذكورة بنحو ما فسره الحسن ، قال في " التبيان " ( 264 ) : "
فاستطرد من ذكر الأبوين إلى ذكر المشركين من أولادهم " . و كم من حديث من رواية
الحسن مرسلا أو منقطعا لم يأخذ به ابن القيم كغيره من أهل العلم بل إن بعضها
ثبت عن الحسن الإفتاء بخلافه ، و ليس هذا مجال بيانه ، غير أني أقول : إن هذا
الأثر الذي رواه الحسن عن عمر ، هو في المعنى كالأثر المتقدم الذي رواه أبو بلج
عن عبد الله بن عمرو . و مع ذلك لما سئل عنه الحسن رحمه الله تعالى أنكره ، كما
تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه . و أقول الآن : إن حديث بطلان الصلاة
بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين أشهرهم أبو العالية ، و منهم الحسن
البصري ، و هو صحيح عنه ، فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن و الآثار " (
ص 139 - طبع الهند ) : " و قد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا " . فهل يأخذ
به ابن القيم ؟! و يؤسفني أن أقول : إن القاديانية في ضلالهم المشار إليه آنفا
( ص 73 ) يجدون متكئا لهم في بعض ما ذهبوا إليه في بعض كتب أئمتنا من أهل السنة
، فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في أبدية النار ،
أطال الكلام فيه جدا ، و حكى في ذلك سبعة أقوال ، أبطلها كلها سوى قولين منها :
الأول : أن النار لا يخرج منها أحد من الكفار ، و لكن الله عز وجل ينفيها ، و
يزول عذابها . و الآخر : أنها لا تفنى ، أن عذابها أبدي دائم . و قد ساق فيه
أدلة الفريقين و حججهم من المنقول و المعقول ، مع مناقشتها ، و بيان ما لها و
ما عليها . و الذي يتأمل في طريقة عرضه للأدلة و مناقشته إياها ، يستشعر من ذلك
أنه يميل إلى القول الأول ، و لكنه لم يجزم بذلك ، فراجع إن شئت الوقوف على
كلامه مفصلا الكتاب المذكور ( 2 / 167 - 228 طبع الكردي ) . و لكنني وجدته يصرح
في بعض كتبه الأخرى بأن نار الكفار لا تفنى و هذا هو الظن به ، فقال رحمه الله
في " الوابل الصيب " ( ص 26 ) ما نصه : " و أما النار فإنها دار الخبث في
الأقوال و الأعمال و المآكل و المشارب و دار الخبيثين ، فالله تعالى يجمع
الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض ، ثم يجعله في
جهنم مع أهله . فليس فيها إلا خبيث ، و لما كان الناس على ثلاث طبقات : طيب لا
يشوبه خبث ، و خبيث لا طيب فيه ، و آخرون فيهم خبث و طيب - كانت دورهم ثلاثة :
دار الطيب المحض ، و دار الخبث المحض ، و هاتان الداران لا تفنيان . و دار لمن
معه خبث و طيب و هي الدار التي تفنى ، و هي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من
عصاة الموحدين أحد ، فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا
الجنة ، و لا يبقى إلا دار الطيب المحض ، و دار الخبث المحض " . و لشيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة و النار ، لم
نقف عليها ، و إنما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " ( ق / 26 / 1
) .

(2/184)

608 - " ليؤمكم أحسنكم وجها ، فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا ، و قوا بأموالكم عن
أعراضكم ، و ليصانع أحدكم بلسانه عن دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 75 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 64 / 1 ) عن حسين
بن المبارك الطبراني : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا . و قال ابن عدي : " حسين هذا حدث بأسانيد و متون منكرة عن أهل
الشام " . و نقل الذهبي و تبعه المناوي عنه أعني ابن عدي أنه قال فيه : " متهم
" . و لم أجد هذا في نسختنا من " الكامل " ثم ساق له الذهبي حديثا قال عقبه : "
و هذا كذب " . و تقدم الكلام عليه برقم ( 191 ) . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 100 ) من طريق الحضرمي : حدثنا حسان بن يوسف التميمي حدثنا
محمد بن مروان عن هشام بن عروة به و قال : " موضوع . الحضرمي مجهول ، و محمد بن
مروان السدي كذاب ، و تابعه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن هشام ، و
البلاء من حسين ، فإنه يحدث بمنكرات " . و الحديث رواه الديلمي من طريق الحسين
هذا ، كما في " اللآلي " ( 2 / 22 ) . و رواه ابن عساكر ( 15 / 240 / 1 ) من
طريق محمد بن صبح بن يوسف : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أبي البحتري
عن هشام بن عروة به . أورده في ترجمة محمد بن صبح و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا ، و من بينه و بين هشام لم أعرفهم ، و سكت السيوطي عنه ! ثم ذكر له
شاهدا من حديث عمرو بن أخطب نحوه ، و سأتكلم عليه عقب هذا إن شاء الله تعالى .
و اعلم أنه ليس في الشرع ما يدل على أن هناك ارتباطا بين حسن الوجه و حسن الخلق
، فقد يتلازمان و قد ينفكان ، و قد روى أحمد في " مسنده " ( 3 / 492 ) أن أبا
لهب لعنه الله كان وضيء الوجه من أجمل الناس ، بل قال ابن كثير : " و إنما سمي
أبا لهب لإشراق وجهه " و مع ذلك فقد كان من أسوء خلق الله خلقا . و أشدهم إيذاء
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و ازدراء به كما هو مشهور عنه ، و قد صح عنه
صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ، و لا إلى أجسامكم ، و
لا إلى أموالكم ، و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم و غيره .

(2/185)

609 - " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء ،
فأكبرهم سنا ، فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 76 ) :

منكر لا أصل له . أخرجه البيهقي ( 3 / 121 ) عن عبد العزيز بن معاوية بن
عبد العزيز أبي خالد القاضي من ولد عتاب بن أسيد : أنبأ أبو عاصم : أنبأ عزرة
بن ثابت عن علباء بن أحمر عن أبي زيد الأنصاري ( و هو عمرو بن أخطب )
مرفوعا . و أشار البيهقي لضعفه بقوله : " إن صح " . و علته عبد العزيز هذا ذكره
ابن حبان في " الثقات " و استنكر له هذا الحديث و قال : " هذا منكر لا أصل له ،
و لعله أدخل عليه ، و ما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات " . ذكره الحافظ
في " تهذيب التهذيب " و أقره . و قال المناوي : " و فيه عبد العزيز بن معاوية ،
غمزه الحاكم بهذا الحديث ، و قال : هو خبر منكر . و رده في " المهذب " بأن
مسلما روى حديثا بهذا السند . انتهى . و به يعرف أن رمز المصنف لضعفه غير صواب
، و أن حكم ابن الجوزي بوضعه تهور " . قلت : و فيه عديد من الموآخذات : الأول :
أن مسلما لم يحتج بعبد العزيز هذا ، و إنما روى له في المقدمة . الثاني : أن
السيوطي نفسه أقر في " اللآلي " ( 2 / 22 ) الحاكم على غمزه المذكور . الثالث :
أن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث مطلقا و إنما أورد الجملة الأخيرة منه من
طريق أخرى في حديث آخر و هو موضوع باعتراف الذهبي صاحب " المهذب " ، و إقرار
المناوي نفسه له كما مضى في الحديث الذي قبله . رابعا : أن أبا أحمد الحاكم لم
يتفرد بإنكار الحديث بل تابعه عليه ابن حبان ، و أقره الحافظ ، و ضعفه البيهقي
كما ذكرته عنه آنفا . خامسا : أن هناك أحاديث صحيحة تبين الأحق بالإمامة مثل
حديث أبي مسعود البدري مرفوعا : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في
القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن
كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا " . رواه مسلم و غيره . و ليس فيه و لا في
غيره ذكر للأحسن وجها . فهذا من الأدلة على صحة حكم الأئمة المذكورين على هذا
الحديث بالإنكار . فأنى للحديث ما أراده له المناوي من القوة ! و الله أعلم . و
قد ذهبت بعض المذاهب إلى تقديم الأحسن وجها بعد الاستواء في الشروط الأخرى عملا
بهذا الحديث المنكر . بل بالغت بعضها فقالت : " فالأحسن زوجة لشدة عفته ،
فأكبرهم رأسا ، فأصغرهم عضوا " ! <1> .

-----------------------------------------------------------
[1] مراقي الفلاح ( ص 55 ) من كتب الحنفية . و كأنهم لم يسعهم الوقوف عند
الأحاديث الصحيحة كحديث أبي مسعود المتقدم آنفا ، بل و لا عند الأحاديث
الموضوعة و المنكرة ، حتى اخترعوا من آرائهم شروطا أخرى ، و ليتها كانت معقولة
و غير مستهجنة ، و من الممكن العمل بها . و إلا فقل لي بربك كيف يمكن معرفة "
الأصغر عضوا " ، مع كونه أكبرهم رأسا إلا بالكشف عن العورات ثم هم مع ذلك يسمون
مثل هذه الآراء فقها ! فاللهم توفيقك و هدايتك . اهـ .

(2/186)

610 - " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 77 ) :
ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 486 ) عن قيس أبي عمارة مولى الأنصار قال :
سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يحدث عن أبيه عن جده
مرفوعا . و هذا سند ضعيف من أجل قيس هذا . قال البخاري : " فيه نظر " . و ذكره
العقيلي في " الضعفاء " و أورد له حديثين و قال : " لا يتابع عليهما " ، أحدهما
هذا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " فلا يلتفت إليه ، بعد جرح إمام
الأئمة له ، و لهذا قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " فيه لين " . فمن
العجائب أن يسكت الحافظ على الحديث في " التلخيص " ( 5 / 252 ) ، و تبعه على
ذلك السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 424 ) . و أعجب منه قول النووي في " الأذكار "
( 188 ) : " إسناده حسن " و أقره المناوي ! و لعل النووي تنبه فيما بعد لعلته
فلم يورده في " الرياض " . و الله أعلم .

(2/187)

611 - " ما خاب من استخار ، و لا ندم من استشار ، و لا عال من اقتصد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

موضوع . رواه الطبراني في " الصغير " ( ص 204 ) عن عبد القدوس بن عبد
السلام بن عبد القدوس : حدثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس
مرفوعا . و قال : " لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس تفرد به ولده عنه " .
قلت : عبد القدوس الجد : كذاب ، و ابنه اتهمه بالوضع ابن حبان كما سيأتي في
الحديث ( 767 ) . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " الأوسط "
فقط و هو قصور ، و كذلك عزاه له الحافظ في " اللسان " ، و منه تبين أن السند
واحد . فلم يحسن السيوطي بإيراده في " الجامع " مع تفرد هذا الكذاب به ! .

(2/188)

612 - " الأكل مع الخادم من التواضع ، فمن أكل معه اشتاقت إليه الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

موضوع . الديلمي ( 1 / 2 / 268 ) عن أبي علي بن الأشعث : حدثنا شريح بن عبد
الكريم : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو الفضل في كتاب
" العروس " : حدثنا محمد بن كثير القرشي : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا . قلت : أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 195 ) <1> في جملة أحاديث ذكرها من طريق الديلمي بإسناده عن أبي
الفضل هذا ، و قال السيوطي : " ابن الأشعث كذبوه ، و قال الديلمي : أسانيد "
كتاب العروس " واهية لا يعتمد عليها ، و الأحاديث منكرة جدا " . قلت : و محمد
بن كثير القرشي قال أحمد : " حرقنا حديثه " ، و قال البخاري : " منكر الحديث "
. و جعفر بن محمد الحسيني قال الجوزقاني في " كتاب الأباطيل " : " مجروح " . و
به أعله ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 267 ) و قال في ترجمته من المقدمة
( 1 / 45 ) : " أشار الديلمي إلى اتهامه " . يعني قول الديلمي المتقدم . و
الحديث قال المناوي : " سنده ضعيف " . و الظاهر أنه اقتصر على تضعيفه بناء منه
على قاعدة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف ، و إلا فإنه لو رجع إلى سنده لحكم
عليه بالوضع كما صنع السيوطي على تساهله ، و مع ذلك فقد تناقض السيوطي ، فأورده
في " الجامع الصغير " أيضا !

-----------------------------------------------------------
قلت : و وقع فيه سقط في إسناد الحديث استدركته من " مختصر الديلمي " للحافظ ابن
حجر . اهـ .

(2/189)

613 - " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي
بجار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 79 ) :

موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) و أبو عبد الله الفلاكي
في " الفوائد " ( ق 91 / 1 ) عن سليمان بن عيسى : حدثنا مالك عن عمه أبي سهيل
بن مالك عن أبي هريرة مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من
هذا الوجه " . قلت : و هو موضوع ، آفته سليمان هذا و هو السجزي ، و هو كذاب كما
قال أبو حاتم و غيره ، و قال ابن عدي : " يضع الحديث " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 3 / 237 ) : " لا يصح ، سليمان كذاب ، و رواه
داود بن الحصين عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان بن معاوية الفزاري عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . قال ابن حبان : داود يحدث عن الثقات
بما لا يشبه حديث الأثبات ، يجب مجانبة روايته ، و البلية في هذا منه : قال : و
هذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ و من روى مثل
هذا الخبر عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا
. وجب مجانبة روايته ، لأن إبراهيم بن الأشعث يقال له : إمام <1> من أهل بخارى
ثقة مأمون ، و البلية في هذا الحديث من داود هذا ] " <2> . قلت : لكن تعقبه
الدارقطني في تعليقه عليه فقال : " إبراهيم بن الأشعث ضعيف يحدث عن الثقات بما
لا أصل له . و زعموا أنه كان من العباد . و مروان الفزاري لم يسمع من سهيل بن
أبي صالح و لا روى عنه مما انتهى إلينا " . قلت : و يؤيد تضعيف الدارقطني
لإبراهيم أن ابن حبان نفسه لما أورد إبراهيم في " الثقات " قال : " يغرب و
ينفرد فيخطئ و يخالف " . فهذا منه نقض لوصفه إياه بأنه ثقة مأمون ، لأنها لا
تلقي مع وصفه إياه بأنه يخطئ و يخالف ، بل هذا إلى التضعيف أقرب منه إلى
التوثيق فتأمل ، لاسيما و قد اتهمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 88 ) عن أبيه بحديث
موضوع و قال : " كنا نظن بإبراهيم الخير فقد جاء بمثل هذا ! " . و اعلم أن داود
بن الحصين هذا ليس هو الأموي مولاهم فإن ذاك مدني ، و هذا من ( المنصورة ) كما
في " ضعفاء ابن حبان " و ( المنصورة ) عدة مواضع ، و لعلها هنا مدينة خوارزم
القديمة فراجع " معجم البلدان " . ثم إن هذا متأخر عن ذاك ، فالأموي من أتباع
التابعين . و تعقبه السيوطي بما لا يجدي كغالب عادته ! فقال في " اللآلي " ( 2
/ 439 ) : " قلت : له شواهد ... " . ثم ذكرها من حديث علي و ابن عباس ، عند
الماليني في " المؤتلف و المختلف " ، و من حديث أم سلمة عند الديلمي . قلت : و
هي شواهد لا تسمن و لا تغني من جوع ! و لم يسق السيوطي أسانيدها لننظر فيها إلا
الأخير منها ، و فيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي و هو متهم بالكذب لا يخفى حاله
على مثل السيوطي ، قال ابن المبارك و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " كان
يضع الحديث " كما يأتي تحت الحديث ( 767 ) . و أما إسناد حديث علي فقد وقفت
عليه ، أخرجه أبو موسى المديني في " جزء من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " (
ق 151 / 2 ) من طريق سليمان بن عيسى بن نجيح : حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد
بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه : و قال : " غريب من
حديث الثوري " . قلت : بل هو عندي باطل لم يحدث به الثوري ، بل ألصقه به سليمان
هذا و هو السجزي الكذاب الذي في الطريق الأولى ليضل به الناس كما فعل في
الإسناد الأول ، قاتل الله الكذابين و قبحهم . و رواه الطبراني في " جزء من
حديثه " ( ق 31 / 2 ) من طريق المقدام بن داود المصري عن عبد الله بن محمد بن
المغيرة عن سفيان به . و هذه متابعة لا يفرح بها ! فإن ابن المغيرة هذا قال
النسائي : " روى عن الثوري و مالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا
بها " . و قال العقيلي : " يحدث بما لا أصل له " . و ساق الذهبي في ترجمته عدة
أحاديث ، ثم قال : " و هذه موضوعات " ! و المقدام بن داود ليس بثقة كما قال
النسائي . فبطلت هذه المتابعة أيضا . و ذكر له ابن عراق شاهدا آخر من حديث ابن
مسعود و قال ( 2 / 373 ) : " أخرجه ابن عساكر في تاريخه " . و سكت عليه . و هو
عند ابن عساكر ( 16 / 302 / 2 ) من طريق المظفر بن الحسن بن المهند : أخبرنا
أحمد بن عمر بن جوصا : أخبرنا أبو عامر موسى بن عامر : أخبرنا الوليد بن مسلم :
أخبرنا شيبان أبو معاوية عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و
هذا إسناد واه ، و آفته ابن المهند هذا ، ففي ترجمته أورده ابن عساكر و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و لا ذكر له شيئا من أحواله إلا أنه مات سنة ( 381 ) بـ
( أشنه ) <2> . و أحمد بن عمر بن جوصا ، قال الذهبي : " صدوق له غرائب " . و
قال الدارقطني : " لم يكن بالقوي " . و قال مسلمة بن قاسم : " كان عالما
بالحديث مشهورا بالرواية ، عارفا بالتصنيف ، و كانت الرحلة إليه في زمانه ، و
كان له وراق يتولى القراءة عليه و إخراج كتبه ، فساء ما بينهما ، فاتخذ وراقا
غيره ، فأدخل الوراق الأول أحاديث في روايته و ليست من حديثه ، فحدث بها ابن
جوصا ، فتكلم الناس فيه ، ثم وقف عليها فرجع عنها " . قلت : فلعل هذا الحديث
مما دسه عليه ذلك الوراق ليشينه به ، هذا إن كان ابن المهند سمعه منه ، و حفظه
عنه . ثم إن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة فقد كان يدلس تدليس التسوية ، و قد
عنعن في إسناده فلا تقوم الحجة به ، إن سلم ممن دونه ! و بالجملة ، فهذه
الطريق خير طرق هذا الحديث ، و مع ذلك فلا يثبت الحديث بها لما علمت من العلل
التي فيها . و اعلم أن الحافظ السخاوي بعد أن أورد الحديث في " المقاصد " ( ص
31 ) من الطريق الأولى [ و أولها ] بقوله : " و سليمان متروك ، بل اتهم بالكذب
و الوضع " . استدرك فقال : " و لكن لم يزل عمل السلف و الخلف على هذا " .
فينبغي أن يعلم أنه لا يلزم من ذلك أن الحديث صحيح ، لأنه تضمن شيئا زائدا على
ما جرى عليه العمل ، ألا و هو تعليل الدفن وسط القوم الصالحين ، و هذا لا
يستلزم ثبوت التعليل المذكور فيه ، لاحتمال أن يكون شيئا آخر ، و على كل حال
فعلة الحكم أمر غيبي لا يجوز إثباتها بالظن و الرجم بالغيب . أو مجرد جريان
العمل على مقتضاها . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و في " الجرح و التعديل " : " و يعرف بـ ( لام ) " . و لعله
الصواب .
[2] زيادة من " كتاب المجروحين " لابن حبان ( 1 / 286 ) .
[3] بالضم ثم السكون و ضم النون و هاء محضة : بلدة في طرف أذريبجان كما في "
معجم البلدان " . اهـ .

(2/190)

614 - " إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق من النار ، كلهم قد استوجبوا
النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

منكر . أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 169 ) و تمام في " الفوائد "
( 236 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " ( 4
/ 145 / 1 ) من طريق يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا الأزور بن غالب عن سليمان
التيمي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك مرفوعا . و أورده ابن عدي و كذا ابن
حبان في ترجمة الأزور هذا ، و قال : " كان قليل الحديث إلا أنه روى على قلته عن
الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير ، فكأنه كان يخطيء و هو لا يعلم حتى صار
ممن لا يحتج به إذا انفرد " . ثم ساق الحديث و قال : " هذا متن باطل لا أصل له
" . و أما ابن عدي فقال : " أحاديثه معدودة يسيرة غير محفوظة ، و أرجو أنه لا
بأس به " . كذا قال ! و في " الميزان " : " منكر الحديث ، أتى بما لا يحتمل ،
فكذب " .

(2/191)

615 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

ضعيف . رواه القشيري في " الرسالة " ( ص 59 طبع بولاق ) و من طريقه ابن
النجار ( 10 / 161 / 2 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال : أخبرنا
أحمد بن محمود بن { خرزاذ } قال : حدثنا محمد بن فضيل بن جابر قال : حدثنا سعيد
بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن زكريا قال : حدثني أبي قال : سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم ، من دون أنس لم أجد لأحد
منهم ذكرا في شيء من كتب التراجم ، اللهم إلا ابن { خرزاذ } هذا فهو من شيوخ
الدارقطني ، و قد ساق له حديثا بسند له إلى مالك عن الزهري عن أنس . ثم قال
الدارقطني : " هذا باطل بهذا الإسناد ، و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع
آخر : " مجهول " كما في " اللسان " . فالظاهر أنه هو آفة هذا الحديث . والله
أعلم .
و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية القشيري و ابن النجار ، و لم
يتكلم عليه المناوي بشيء ! و النصف الأول من الحديث له شواهد من حديث عبد الله
بن مسعود و أبي سعيد الأنصاري . أما حديث ابن مسعود ، فأخرجه ابن ماجه ( 4250 )
و أبو عروبة الحراني في " حديثه " ( ق 100 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير
" ( 3 / 71 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 210 ) و القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 1 / 2 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 358 ) من طريق عبد
الكريم الجزري عن أبي عبيدة عنه . و رجال إسناده ثقات ، لكنه منقطع بين أبي
عبيدة - و هو ابن عبد الله بن مسعود - و أبيه . و أما حديث أبي سعيد الأنصاري ،
فأخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 245 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10
/ 398 ) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه مرفوعا به
. و زاد في أوله : " الندم توبة " . و هذه الزيادة لها طريق أخرى صحيحة عن ابن
مسعود ، و هي مخرجة في " الروض النضير " رقم ( 642 ) . و انظر رقم ( 1150 )
فإنه فيه من حديث أبي هريرة . و أما هذا الإسناد فهو ضعيف كما قال السخاوي في "
المقاصد " ( 313 ) ، و علته يحيى بن أبي خالد ، قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 140
) : " مجهول " . و كذا قال الذهبي . و نقل الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم
أنه قال : " و هذا حديث ضعيف ، رواه مجهول عن مجهول " . يعني يحيى هذا ، و ابن
أبي سعيد . ( تنبيه ) : هكذا وقع في " الحلية " ( أبي سعيد ) ، و كذا وقع في "
المقاصد " و " الجامع الصغير " و غيرهما . و وقع في " المعرفة " ( أبي سعد ) و
في ترجمته أورد ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 378 ) هذا الحديث ، فيبدو أنه الصواب .
و جملة القول : أن الحديث المذكور أعلاه ضعيف بهذا التمام . و طرفه الأول منه
حسن بمجموع طرقه ، و قد قال السخاوي : " حسنه شيخنا - يعني ابن حجر - لشواهده "
. و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس بزيادة أخرى ، و هو : " التائب
من الذنب كمن لا ذنب له ، و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ،
و من آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل منابت النخل " .

(2/192)

616 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه
كالمستهزئ بربه ، و من آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 83 ) :

ضعيف . رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 373 / 1 ) و ابن عساكر في المجلس
الثاني و الثلاثين في التوبة من " الأمالي " ( ورقة 4 / 1 ) من طريق الخطيب
بسنده عن سلم بن سالم : حدثنا سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا . ثم رواه في " التاريخ " ( 15 / 295 / 2 ) من طريق أخرى عن سلم
: حدثنا سعيد بن عبد العزيز به . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، سلم بن سالم و هو
البلخي الزاهد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال أحمد و النسائي : ضعيف
" . و سعيد الحمصي لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون سعيد بن سنان أبا مهدي الحمصي و
هو ضعيف جدا .

(2/193)

617 - " استرشدوا العاقل ترشدوا ، و لا تعصوه تندموا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 84 ) :

موضوع . رواه الخطيب عن سليمان بن عيسى بسنده المتقدم آنفا برقم ( 613 ) عن
أبي هريرة مرفوعا . و سليمان كذاب كما سبق ، و قد ساق الذهبي في ترجمته هذا
الحديث و قال : " و هذا غير صحيح " . يعني أنه موضوع . قلت : و لم يتفرد به ،
فقد أخرجه أبو الحسن النعالي في " جزء من حديثه " ( 127 / 1 ) و القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 61 / 1 ) عن علي بن زياد المتوثي : حدثنا عبد العزيز بن أبي
رجاء : حدثنا مالك بن أنس به . لكنه قال : عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة : و عبد العزيز هذا قال الذهبي : " قال الدارقطني : متروك ، له مصنف
موضوع كله " . ثم ساق له حديثين في العقل من طريق المتوثي هذا عنه به هذا
أحدهما ، و قال في الآخر : " هذا باطل على مالك " . و الأول أورده الدارقطني في
" غرائب مالك " من هذه الطريق و قال : " هذا حديث منكر " . ذكره الحافظ في "
اللسان " . و قد وجدت له طريقا أخرى عن أبي هريرة . رواه أبو جعفر الطوسي
الشيعي في " الأمالي " ( ص 94 ) من طريق داود بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير
عن سهيل بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . و داود هذا و عباد بن
كثير كذابان . و هذا الحديث يكثر من إيراده بعض المشايخ حتى حفظه عنه مريدوه ،
و لذلك أوردته محذرا منه لعلهم ينتهون عن نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية
أن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث و هو يرى أنه كذب
فهو أحد الكذابين " .

(2/194)

618 - " مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش في الحجر ، و مثل الذي يتعلم العلم في
كبره كالذي يكتب على الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :

موضوع . أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن
أبي الدرداء . و قال الشارح المناوي : " قال المصنف في " الدرر " : سنده ضعيف
، و قال الهيثمي : فيه مروان بن سالم الشامي ، ضعفه الشيخان و أبو حاتم . قلت :
البخاري ضعفه جدا فقد قال فيه : " منكر الحديث " . و كذلك قال مسلم و أبو حاتم
، و قد سبق أن ذكرنا أن من قال البخاري فيه : " منكر الحديث " فلا تحل الرواية
عنه ، و لذلك فإن الاقتصار على تضعيف الرجل قصور ، و كذا الاقتصار على تضعيف
حديثه ، فإنه يفتح الباب لمن لا علم عنده أن يستشهد به ، مع أنه من المتفق عليه
أن الحديث إذا اشتد ضعفه لا يجوز أن يستشهد به . و أنا أرى أن هذا الحديث موضوع
، لأن ابن سالم هذا متهم كما يشير إلى ذلك قول البخاري فيه : " منكر الحديث " .
و يؤيده قول أبي عروبة الحراني : " كان يضع الحديث " . و قول الساجي : " كذاب
يضع الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 317 ) : " يروي المناكير عن المشاهير ، و
يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات " . و الحديث روي من حديث أبي هريرة
بلفظ آخر ، و هو : " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر ، و من
تعلمه بعد كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

(2/195)

619 - " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر ، و من تعلمه بعد كبر فهو
بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :
موضوع . رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 218 ) من طريق هناد بن
إبراهيم النسفي بسنده عن بقية بن الوليد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة و قال : " لا يصح ، هناد بن إبراهيم النسفي لا يوثق به ، و بقية بن
الوليد مدلس " . و أقره على هذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 196 ) ، لكن
تعقبه بقوله : " قلت : له شاهد من مرسل إسماعيل بن رافع . أخرجه البيهقي في "
المدخل " بهذا اللفظ . و من طريق أبي الدرداء " . ثم ساق إسناد أبي الدرداء و
لفظه ، و هو موضوع كما بينته قبل هذا ، و أما المرسل فلم يذكر إسناده إلى
إسماعيل ، على أن كونه من مرسله كاف في إنزال حديثه من رتبة الاستشهاد به ،
لأنه ضعيف جدا ، تركه جماعة ، و قال ابن حبان ( 1 / 112 ) : " كان رجل صالحا ،
إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى
القلب أنه كان المعتمد لها " . على أن حق العبارة أن يقال : " من معضل إسماعيل
بن رافع " لأن إسماعيل هذا ليس تابعيا ، بل هو يروي عن بعض التابعين ، و عليه
فقد سقط من السند اثنان فأكثر ، فالحديث معضل .

(2/196)

620 - " من أصبح يوم الجمعة صائما ، و عاد مريضا ، و أطعم مسكينا ، و شيع جنازة ، لم
يتبعه ذنب أربعين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 86 ) :

موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 122 / 2 ) و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 107 ) عن عمرو بن حمزة البصري : حدثنا خليل بن
مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا . و قال ابن
الجوزي : " موضوع ، عمرو ، و الخليل و إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون " . و تعقبه
السيوطي بقوله ( 2 / 28 ) : " قلت : هذا لا يقتضي الوضع ، و قد وثق أبو زرعة
الخليل فقال : شيخ صالح ... " . قلت : لكن قد أشار البخاري إلى اتهامه بقوله :
" منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " فيه نظر " . و لا يقول هذا إلا فيمن
لا تحل الرواية عنه كما تقدم ذكره مرار ، و إذا ثبت هذا عن إمام الأئمة فهو جرح
واضح . و هو مقدم على التعديل ، لاسيما إذا كان المعدل دون البخاري في العلم
بالرجال . ثم إن المحققين من العلماء قديما و حديثا لا يكتفون حين الطعن في
الحديث الضعيف سنده على جرحه من جهة إسناده فقط ، بل كثيرا ما ينظرون إلى متنه
أيضا فإذا وجدوه غير متلائم مع نصوص الشريعة أو قواعدها لم يترددوا في الحكم
عليه بالوضع ، و إن كان السند وحده لا يقتضي ذلك كهذا الحديث ، فإن فيه أن فعل
هذه الأمور المستحبة في يوم الجمعة سبب في أن لا يسجل عليه ذنب أربعين سنة ! و
هذا شيء غريب لا مثيل له في الأحاديث الصحيحة فيما أذكر الآن . و لهذا أقول :
إن الشواهد التي أوردها السيوطي ههنا لا تشهد للحديث إلا في الجملة . أما بخصوص
هذه الجملة الأخيرة : " و لم يتبعه ذنب أربعين سنة " فلا ، لأنها لم ترد في شيء
منها مطلقا ، و كلها أطبقت على أن الجزاء : " وجبت له الجنة " ، و لا يخفى أن
هذا شيء و الجملة المتقدمة شيء آخر ، إذ لا يلزم من استحقاق الجنة أن لا يتبعه
ذنب أربعين سنة فقد يسجل عليه ذنب بل ذنوب ثم يحاسب عليها فقد يستحق بها النار
فيدخلها ، ثم يخرج منها فيدخل الجنة جزاء هذه الأعمال الفاضلة ، أو بإيمانه .
فظهر الفرق بين الشاهد و المشهود ، و هذا مما يؤكد ما ذهب إليه ابن الجوزي من
أن الحديث موضوع . فتأمل فأنه شيء خطر في البال ، فإن كان صوابا فمن الله ، و
إن كان خطأ فمن نفسي . ( تنبيه ) : لقد اختلط على المناوي إسناد هذا الحديث
بإسناد أحد الشواهد التي سبقت الإشارة إليها ، و هو و إن كان ضعيفا أيضا و لكنه
خير من هذا ضعفا ، و بناء عليه رد على ابن الجوزي حكمه على الحديث بالوضع فقال
: " إذ قصاراه أن فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي أورده الذهبي في "
الضعفاء " ، و فيه ابن لهيعة أيضا " . فأنت ترى أن هذين ليسا في إسناد هذا
الحديث الموضوع فاقتضى التنبيه . و لفظ حديث الأويسي : " من أصبح يوم الجمعة
صائما ، و عاد مريضا ، و شهد جنازة ، و تصدق بصدقة فقد أوجب الجنة " . أخرجه
البيهقي و قال : " الإسناد الأول يؤكد هذا و كلاهما ضعيف " . قلت : و شيخ
الأويسي ابن لهيعة ضعيف أيضا . لكن حديثه صحيح بدون ذكر الجمعة ، فانظر "
الصحيحة " ( 88 ) .

(2/197)

621 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة فيها صلاح أمره كله
، و ثنتان و سبعون له درجات يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 87 ) :

موضوع . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 320 ) و ابن أبي الدنيا في
" قضاء الحوائج " ( ص 38 و 95 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 143 / 2 ) و
الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 15 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 304
) و أبو علي الصواف في " حديثه " ( 85 / 2 ) و الخطيب ( 6 / 41 ) و ابن عساكر (
6 / 235 / 2 ) من طريق زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 171 ) من رواية العقيلي ثم قال : " موضوع . آفته
زياد " . و قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . و قال ابن حبان
: " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة
" . و قال الحاكم و النقاش : " روى عن أنس أحاديث موضوعة ، و كان شعبة شديد
الحمل عليه و كذبه " . و قال البيهقي : إنه تفرد به . و قد تعقب السيوطي ابن
الجوزي على عادته ! فذكر ( 2 / 86 ) بأن للحديثين طريقين آخرين و شاهدا ، و ذلك
مما لا طائل تحته ، فإن أحد الطريقين رواه ابن عساكر ( 15 / 193 / 2 ) و فيه
إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن الحجازيين ، و هذه منها و في الطريق
إليه أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن ذكوان تكلم فيه الكتاني ، و فيه جماعة
لم أعرفهم ، و في هذه الطريق زيادة تؤكد وضع الحديث و لفظها " و من قال : أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحد صمد ، لم يلد و لم يولد ، و لم يكن
له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة " . و الطريق الآخر رواه
الخطيب ( 11 / 175 ) ، و فيه دينار مولى أنس ، و هو كذاب ، قال ابن حبان ( 1 /
290 ) : " كان يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و لذلك لم يحسن السيوطي بإيراده
الحديث في " الجامع الصغير " ، و قد أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص
80 ) . و أما الشاهد فسيأتي برقم ( 751 ) .

(2/198)

622 - " ما جبل ولي الله إلا على السخاء و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

موضوع . رواه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( ق 157 / 2 ) و القاضي
أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( ق 89 / 1 ) و ابن عساكر ( ج 15 / 407 /
1 ) من طريق يوسف بن السفر أبي الفيض : حدثنا الأوزاعي : حدثني الزهري عن عروة
عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مركب موضوع ، و آفته ابن السفر هذا
فإنه كذاب كما سبق مرارا . و قد أورد الحديث من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 179 ) و قال : " قال الدارقطني : يوسف يكذب ، و الحديث لا
يثبت " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 91 ) ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( ق 262 / 2 ) . قلت : و لا يغتر برواية بقية لهذا الحديث عن
الأوزاعي به . أخرجه أبو حامد الشجاعي في " الأمالي " ( ق 3 - 4 ) و كذا رواه
ابن عساكر أيضا إلا أنه أسقط من إسناده عائشة فأرسله ، لا يغتر بذلك فإنها من
تدليسات بقية المشهورة حيث أسقط من بينه و بين الأوزاعي ابن السفر هذا الكذاب .
و يؤيده أن ابن عساكر رواه في رواية أخرى له عن بقية عن يوسف بن السفر عن
الأوزاعي به مرسلا . فهذه الرواية تدل على أن بقية تلقاه عن الكذاب المذكور .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 248 ) من رواية أبي الشيخ عنها .
و أشار إلى تضعيفه .

(2/199)

623 - " من أفطر يوما في شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة ، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين
صاعا من تمر المساكين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن خالد بن
عمرو الحمصي : حدثنا أبي : أنبأنا الحارث بن عبيدة الكلاعي : حدثنا مقاتل بن
سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا . و قال ( 2 / 196 ) : " مقاتل
كذاب . و الحارث ضعيف " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 106 ) ، و مع ذلك
فقد أورده في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي بقوله : " و قال مخرجه
الدارقطني : الحارث و مقاتل ضعيفان جدا . اهـ . فقد برىء مخرجه من عهدته ببيان
حاله ، فتصرف المصنف بحذف ذلك من كلامه غير جيد ، و في " الميزان " : هذا حديث
باطل ، يكفي في رده تلف خالد ، و شيخه ضعيف ، و مقاتل غير ثقة ، و خالد كذبه
الفريابي ، و وهاه ابن عدي " . ثم ذكر كلام ابن الجوزي السابق ثم قال : " و
تبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه " .

(2/200)

624 - " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم عن جويبر عن
الضحاك عن ابن عباس مرفوعا . و قال ( 2 / 204 ) : " قال الحاكم : أنا ابرأ
إلى الله من عهدة جويبر " . و أما السيوطي فكأنه أقره في " اللآلي " فإنه قال
عقبه ( 2 / 111 ) : " قلت : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحاكم و قال
: إسناده ضعيف بمرة ، و جويبر ضعيف ، و الضحاك لم يلق ابن عباس " . ثم ساق له
شاهدا من حديث أبي هريرة رواه ابن النجار ، و فيه إسماعيل بن معمر قال السيوطي
: " قال في " الميزان " : ليس بثقة " . فالعجب منه كيف سها عن هذا فأورده في "
الجامع الصغير " ! و قد تعقبه المناوي بما نقله . عن السخاوي أنه قال عقب قول
الحاكم السابق : " بل هو موضوع " . و نقل نحوه عن ابن رجب ، و نقل الشيخ
القاريء في " موضوعاته " ( ص 122 ) عن ابن القيم أنه قال : " و أما أحاديث
الاكتحال و الادهان و التطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين ، و قابلهم آخرون
فاتخذوه يوم تألم و حزن ، و الطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ، و أهل السنة
يفعلون ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم ، و يجتنبون ما أمر به
الشيطان من البدع " .

(2/201)

625 - " الإيمان نصفان ، نصف في الصبر ، و نصف في الشكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

ضعيف جدا . رواه الخرائطي في " كتاب فضيلة الشكر " ( 129 / 1 من مجموع 98 )
و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 361 ) عن يزيد الرقاشي عن أنس بن
مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، يزيد هو ابن أبان و هو متروك كما
قال النسائي و غيره . و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في
" الشعب " عن أنس ، و قال المناوي : " و فيه يزيد الرقاشي ، قال الذهبي و غيره
: متروك " .

(2/202)

626 - " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 6 ) و الخطيب ( 7 / 203 ) عن محمد
بن حميد : حدثنا أنس بن عبد الحميد - أخو جرير بن عبد الحميد - عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال العقيلي : " هذا حديث منكر " . ذكره في
ترجمة أنس هذا ، ثم قال : " و قد رأيت له غير حديث من هذا النحو ، فإن كان ابن
حميد ضبط عنه ، فليس هو ممن يحتج به " . ثم رواه العقيلي ( ص 165 ) من طريق
سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة مرفوعا . و قال : " سليمان منكر
الحديث ، و لا يتابع في حديثه " .

(2/203)

627 - " من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه ،
و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

لا أصل له بهذا التمام . أورده هكذا الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 39 ) و
قال مخرجه العراقي : " لم أقف له على أصل " . و أقره الزبيدي في " شرح الإحياء
" ( 5 / 352 ) و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 154 ) . و أقول : قد
وجدت للشطر الأول منه أصلا و لكنه موضوع ، رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده
" فقال : حدثنا داود بن المحبر : حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي
عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و ابن
عباس قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قبل وفاته ..... قلت :
فذكر حديثا طويلا جدا في نحو اثنتين عشرة صفحة ، و الصفحة أكبر من هذه ، و هو
مركب من أحاديث متفرقة ، و فيه هذا الشطر ، أورده السيوطي بتمامه في " اللآلي "
( 2 / 361 - 373 ) ثم قال : " قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : هذا
الحديث بطوله موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المتهم به ميسرة بن
عبد ربه لا بورك فيه " .

(2/204)

628 - " تنقه ، و توقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

ضعيف . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 222 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و تمام في " الفوائد " ( 3
/ 40 ) و أبو محمد الخلدي في " جزء من فوائده " ( 44 / 1 ) و أبو العباس بن
المنير في المجلس الخامس من " الأمالي " ( 28 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث
الفاصل " ( ص 49 ) و في " الأمثال " ( 123 / 2 ) و أبو الحسن الزعفراني في "
فوائد أبي شعيب " ( ق 82 / 2 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 153 / 1 ) من
طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عن مسعر عن وبرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا
و قال العقيلي : " لا يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به " . يعني عبد الله هذا .
قلت : قال الذهبي : " تالف ، قال أبو حاتم : متروك الحديث " . قلت : و هو راوي
حديث انقطاع عذاب جهنم المتقدم برقم ( 607 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا من رواية
الباوردي في " المعرفة " عن سنان مرفوعا بلفظ : " تنق و توق " . و أعله المناوي
بالإرسال فقال : " سنان هو ابن سلمة بن المحبق البصري الهذلي ، ولد يوم حنين ،
و له رؤية ، و قد أرسل أحاديث " . و لم يتعرض للكلام على إسناده إليه ، و ما
أراه يصح . و الله أعلم .

(2/205)

629 - " من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 91 ) :

موضوع . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 729 ) عن سليمان
بن سلمة الخبائري ( الأصل : الجنائزي و هو تصحيف ) : حدثنا يونس بن عطاء بن
عثمان بن سعيد بن زياد بن الحارث الصدائي : حدثنا سلمة الليثي و شريك بن أبي
نمر قالا : حدثنا أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع ، سليمان هذا
قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و يونس بن عطاء قال ابن حبان : " يروي العجائب
، لا يجوز الاحتجاج بخبره " . و قال الحاكم و أبو سعيد النقاش و أبو نعيم : "
روى عن حميد الطويل الموضوعات " . قلت : و مع هذا فقد أورد الحديث السيوطي في "
الجامع الصغير " عن ابن السني ! و لم يتعقبه المناوي بشيء ! فلا أدري ما فائدة
تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ؟! .

(2/206)

630 - " قال الله تعالى : الإخلاص سر من سري ، استودعته قلب من أحببت من عبادي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

ضعيف . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 322 ) عن الحسن قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " رويناه
في جزء من " مسلسلات القزويني " مسلسلا يقول كل واحد من رواته : سألت فلانا عن
الإخلاص ؟ فقال : ..... ، و هو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمي عن عبد الواحد بن
زيد عن الحسن عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى .
و أحمد بن عطاء و عبد الواحد بن زيد كلاهما متروك ، و رواه أبو القاسم القشيري
في " الرسالة " من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف " . ( تنبيه ) : جاء هذا
الحديث في كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثامن ( ص 74 طبع سنة
1375 - 1955 ) معزوا للحاكم . و لم أجد من عزاه إليه فهو وهم على الغالب . و
الله أعلم .

(2/207)

631 - " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا ، الصائم ، و المتسحر ، و
المرابط في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

موضوع . الطبراني ( 3 / 143 / 2 ) عن عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح عن
أبي هاشم عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، نقل
المناوي عن الهيثمي أنه قال : " عبد الله بن عصمة و أبو الصباح مجهولان " . و
أقره المناوي ! و أقول : كلا فإن أبا الصباح ليس مجهولا بل هو معروف و لكن
بالوضع ! أورده الحافظ في الكنى من " اللسان " و سماه عبد الغفور ، ثم أحال
عليه في " الأسماء " ، و ذكر هناك : " قال يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء ، و
قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " <1> . و قال البخاري : تركوه ، و قال ابن
عدي : ضعيف منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث ، على بعضها آثار الوضع لائحة !
فهو المتهم بهذا الحديث . و لعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال
المسلمين اليوم ، فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن
الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة و الأشربة و الفواكه و
الحلوى ! كيف لا و الحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيما
طعموا ! فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب و السنة ، و بين
تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي
بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم و
وافقه الذهبي و هو كما قالا ، فإن له طرقا و شواهد أشرت إليها في " صحيح سنن
أبي داود " ( رقم 444 ) . نعم جاء الحض على تعجيل الفطر أيضا في أحاديث كثيرة
منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . فيجب
العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر ، و ذلك
بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن
شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه ، و قد جاء شيء من هذا في السنة العملية
فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ،
فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو
داود و الترمذي و حسنه . و هو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) و ما قبله
متفق عليه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 899 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و تمام كلامه في " المجروحين " ( 2 / 141 ) : " ..... على الثقات ،
كعب و غيره لا يحل كتابة حديثه و لا ذكره إلا على جهة التعجب " . اهـ .

(2/208)

632 - " أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء و الضراء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 93 ) :

ضعيف . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 57 ) و في " الكبير " أيضا و "
الأوسط " و أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 16 / 2 ) و أبو بكر بن أبي علي المعدل
في " سبع مجالس من الأمالي " ( 12 / 1 ) و أبو نعيم ( 5 / 69 ) عن علي بن عاصم
: حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
مرفوعا . و قال الطبراني و أبو نعيم : " لم يروه عن حبيب إلا قيس بن الربيع و
شعبة بن الحجاج " . زاد الأول : " تفرد به عن شعبة نصر بن حماد الوراق " .
قلت : ثم أخرجه الطبراني في " الصغير " و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 144 /
2 ) و كذا الضياء في " المختارة " ( 7 / 13 / 1 ) من طريق نصر بن حماد : حدثنا
شعبة عن حبيب به . و هذه المتابعة ضعيفة جدا ، فإن راويها نصر بن حماد كذاب كما
تقدم مرارا . و أما الطريق الأول فضعيف ، و فيه ثلاث علل : الأولى و الثانية :
ضعف علي بن عاصم ، و كذا شيخه قيس بن الربيع . و الثالثة : عنعنة حبيب بن أبي
ثابت ، فإنه مدلس . و قول الطبراني : " لم يروه عن حبيب إلا قيس و شعبة .... "
إنما هو بالنسبة لما وقع إليه ، و إلا فقد تابعهما عن شعبة سعد بن عامر أخرجه
الماليني في " شيوخ الصوفية " ( 17 - 18 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن
حمزة الصوفي الزادي : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه بـ ( بلخ ) : أنبأنا
محمد بن فضيل الزاهد : أنبأنا سعد بن عامر عن شعبة به . و من دون ابن فضيل لم
أعرفهما . و تابعهما المسعودي أيضا ، أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصبر " ( 50 /
1 ) و الحاكم ( 1 / 502 ) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن
حبيب بن أبي ثابت به . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ! و فيه
مؤاخذات : الأول : أن المسعودي لم يخرج له مسلم مطلقا ، و إنما أخرج له البخاري
تعليقا ، فليس هو على شرط مسلم . الثاني : أن المسعودي ضعيف لاختلاطه ، قال ابن
حبان ( 2 / 51 ) : " اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير فلم يميز فاستحق الترك "
. و قد وصفه الذهبي نفسه في " الميزان " بأنه سيىء الحفظ ، فأنى لحديثه الصحة
؟! الثالث : أن حبيب بن أبي ثابت قد عنعنه و هو مدلس كما تقدم ، فأنى للحديث
الصحة ؟! و الحديث أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 70 ) بقيس
بن الربيع قال : " ضعفه الجمهور " . و كأنه خفيت عليه رواية الحاكم هذه ! و
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 165 / 1 من الكواكب 575 ) بسند صحيح عن حبيب
عن ابن جبير موقوفا عليه . و لعله الصواب .

(2/209)

633 - " من نظر في الدنيا إلى من هو دونه ، و نظر في الدين إلى من هو فوقه كتبه الله
صابرا و شاكرا ، و من نظر في الدنيا إلى من هو فوقه و في الدين إلى من هو دونه
لم يكتبه الله صابرا و لا شاكرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 94 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ . و إن أورده الغزالي ( 4 / 108 ) و عزاه الحافظ
العراقي للترمذي من حديث عبد الله بن عمرو ، فإن الترمذي إنما رواه ( 3 /
320 ) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ : "
خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ، و من لم تكن فيه لم يكتبه الله
شاكرا و لا صابرا : من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ، و من نظر في
دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا ، و
من نظر في دينه إلى من هو دونه ، و نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما
فاته منه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا " . و ضعفه الترمذي بقوله : " هذا
حديث غريب " . و علته المثنى هذا ، قال العراقي : " ضعيف " . و سكت عليه الحافظ
في " الفتح " ( 11 / 27 ) و هذا يدل على أن ما يسكت عنه الحافظ في هذا الكتاب
ليس حسنا دائما خلافا لظن بعضهم . و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه
وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، و لا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه
أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " . رواه مسلم و الترمذي و صححه ، و هو عند
البخاري ( 10 / 270 ) نحوه .

(2/210)

634 - " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ، فليسعهم منكم بسط الوجه ، و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

ضعيف . رواه علي بن حرب الطائي في " حديثه " ( 81 / 1 ) و أبو نعيم ( 10 /
25 ) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة . و عزاه
السيوطي للحاكم أيضا و البيهقي . قال المناوي : " قال البيهقي : تفرد به عبد
الله بن سعيد المقبري عن أبيه ( كذا ) . و روي من وجه آخر ضعيف عن عائشة . اهـ
. و في " الميزان " : عبد الله بن سعيد هذا واه بمرة ، و قال الفلاس : منكر
الحديث متروك ، و قال يحيى : استبان لي كذبه ، و قال الدارقطني ، متروك ذاهب .
و ساق له أخبارا هذا منها ، ثم قال : و قال فيه البخاري : تركوه " . قلت : و
أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 22 ) برواية أبي يعلى و البزار و قال : " و
فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو ضعيف " . و أما قول المنذري ( 3 / 260 ) :
" رواه أبو يعلى و البزار من طرق أحدهما حسن جيد " . فأخشى أن يكون وهما لأمرين
: الأول : أنه لو كان له طرق أحدهما حسن . لما اقتصر الهيثمي على ذكر الطريق
الضعيف . الثاني : أن البيهقي قد صرح بتفرد المقبري به . و الله أعلم . ثم إنني
لم أجد الحديث في " المستدرك " . ثم وجدته فيه ( 1 / 124 ) و قال : " عن أبيه "
.

(2/211)

635 - " ذروا العارفين المحدثين من أمتي ، لا تنزلوهم الجنة و لا النار ، حتى يكون
الله الذي يقضي فيهم يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 208 / 1 ) و الثقفي في " الفوائد العوالي المنتقاة
" المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج 6 رقم 10 من منسوختي ) و الخطيب ( 8 / 292 ) من
طريق أيوب بن سويد : حدثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور -
بعض ولد جعفر بن أبي طالب - عن محمد بن الحنفية عن أبيه مرفوعا . و هذا
إسناد موضوع ، المتهم به عبد الله بن مسور قال في " الميزان " : " قال أحمد و
غيره أحاديثه موضوعة " . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . و في " اللسان " : " قال
ابن المديني : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا يضع إلا
ما فيه أدب أو زهد ، فيقال له في ذلك ؟ فيقول : إن فيه أجرا " ! و قال البخاري
: " يضع الحديث " . و قال النسائي : " كذاب " . و قال ابن حبان ( 2 / 29 ) :
" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي
حديثه هذا في " الجامع الصغير " ! و للحديث طريق آخر سيأتي بلفظ : " دعوا
المذنبين .... " .

(2/212)

636 - " المتحابون في الله على كراسي من ياقوت أحمر حول العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

منكر . رواه الطبراني ( 1 / 198 / 2 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) و الثقفي في "
الثقفيات " ( 6 / 49 / 2 ) عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي : حدثني سليمان بن
عطاء بن يزيد الليثي عن أبيه عن أبي أيوب مرفوعا ، و قال ابن عدي : " حديث
غير محفوظ " . قلت : و سنده ضعيف جدا ، الليثي هذا قال البخاري و أبو حاتم : "
منكر الحديث " . و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 16 ) : " اختلط بآخره
فكان يقلب الأسانيد و لا يعلم ، و يرفع المراسيل فاستحق الترك " . و شيخه
سليمان بن عطاء الراوي عن أبيه عطاء ، ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 133 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 2 / 109 ) .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني ، و تعقبه المناوي
بالليثي هذا ، و نقل عن العلائي أنه قال : " لا بأس بإسناده " . و هذا مردود
ففيه كل البأس لما عرفت من كلام الأئمة في الليثي ، و قد جاءت أحاديث كثيرة
ثابتة بمعنى هذا ، و ليس في شيء منها " على كراسي من ياقوت " إنما " على كراسي
من نور " ( انظر الترغيب 4 / 47 - 48 ) فدل هذا على أن الحديث بهذا اللفظ منكر
، لتفرد هذا الضعيف به ، و خلوه عن جابر يقويه .

(2/213)

637 - " إن الله يحب الملحين في الدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

باطل . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و أبو عبد الله الفلاكي في "
الفوائد " ( 89 / 2 ) عن بقية : حدثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن
عروة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع ، يوسف بن السفر
كذاب بل قال البيهقي : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد ذكر المناوي عن
الحافظ أنه قال : " تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي ، و هو متروك ، و كأن
بقية دلسه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 418 / 1 ) : " و هذه الأحاديث
التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها " . قلت : و لبقية في هذا الحديث
روايتان إحدهما صرح فيها بسماعه له من يوسف بن السفر و هي هذه ، و الأخرى أسقط
من الإسناد يوسف هذا الكذاب فدلسه كما سبق عن الحافظ و هذه أخرجها العقيلي و
أبو عروبة الحراني في " جزء من حديثه " ( 100 / 2 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 238 -
239 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 212 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء
" ( 145 / 2 ) من طريق كثير بن عبيد : حدثنا بقية عن الأوزاعي به . و بقية متهم
بأنه كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين ، و هذه الرواية من الشواهد على ذلك . ثم
ساقه العقيلي من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال : كان يقال : أفضل الدعاء
الإلحاح على الله تبارك و تعالى و التضرع إليه . ثم قال : " حديث عيسى بن يونس
أولى ، و لعل بقية أخذه عن يوسف بن السفر " .

(2/214)

638 - " الجالس وسط الحلقة ملعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 97 ) :
ضعيف . رواه القطيعي في جزء " الألف دينار " ( 1 / 16 / 2 ) من طريق شريك
عن شعبة و همام عن قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة رفعه . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، و له علتان : الأولى : شريك و هو ابن عبد الله القاضي ، قال الحافظ : "
يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : و قد توبع ، لكنه خولف
في لفظه كما يأتي . الثانية : الانقطاع بين أبي مجلز و حذيفة فإنه لم يسمع منه
كما قال ابن معين ، بل قال أحمد : إنه لم يدركه كما يأتي . و قد تابع شريكا عبد
الله بن المبارك . أخرجه الترمذي ( 4 / 7 ) بلفظ : " قال حذيفة : ملعون على
لسان محمد ، أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، من قعد وسط الحلقة
" . و هكذا أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 281 ) و أحمد ( 5 / 384 ، 398 ، 401 ) عن
شعبة به و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين " و وافقه الذهبي ! قلت : و قد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه ،
و به أعله أحمد ، فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث : " لم يدرك
أبو مجلز حذيفة " . قلت : و تابع شعبة أبان بن يزيد العطار ، أخرجه أبو داود (
2 / 292 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 1 ) بلفظ : " أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الدرر
المنتثرة " ( ص 139 ) بلفظ القطيعي ثم قال : " رواه أبو داود و الترمذي عن
حذيفة بن اليمان " . كذا قال و فيه موآخذتان : الأولى : أن هذا ليس لفظهما كما
سبق . الثانية : أنه سكت عن سنده و هو ضعيف .

(2/215)

639 - " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 432 ) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس مرفوعا . و قال : " مجاشع حديثه منكر
غير محفوظ ، قال يحيى بن معين : و قد رأيته أحد الكذابين " . و قال ابن حبان (
2 / 321 ) : " يضع الحديث على الثقات ، لا يحل ذكره إلا بالقدح " . و من طريق
العقيلي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 257 ) ، و تعقبه السيوطي بأن
له طريقا أخرى ، و هو تعقب لا طائل تحته ، فإنه طريق باطل لا يصح أن يستشهد به
كما يأتي بيانه في الحديث بعده . ثم إن في الحديث علة أخرى فإن عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم متهم أيضا ، و قد سبق له عدة أحاديث ، فإن سلم من مجاشع ، فلم يسلم
منه . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 32
/ 1 ) عن أحمد بن مسلم قال : حدثنا أحمد بن محمد يعني ابن عمر بن يونس قال :
حدثنا داود بن عبد الله النمري عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
. قلت : و هذا سند ساقط ، أحمد بن مسلم و داود بن عبد الله النمري لم أجد من
ترجمهما . و أما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس فهو كذاب ، قال الذهبي : " كذبه
أبو حاتم و ابن صاعد ، و قال الدارقطني : ضعيف ، و قال مرة : متروك " . قلت : و
التعقب على ابن الجوزي بهذا الطريق أولى ( لو صح ) من الطريق الآتي بعد ، لأن
متنه موافق لهذا المتن بخلاف الآتي فإنه مغاير كما سترى .

(2/216)

640 - " ركعتان من المتأهل خير من اثنتين و ثمانين ركعة من العزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

باطل . تمام الرازي في " الفوائد " ( 6 / 118 / 1 ) و عنه الضياء في "
المختارة " ( 117 / 1 ) عن مسعود بن عمرو البكري : حدثنا حميد الطويل عن أنس
مرفوعا . قال الذهبي في ترجمة مسعود هذا : " لا أعرفه ، و خبره باطل " . ثم
ساق له هذا الحديث و أقره الحافظ في " اللسان " إلا أنه قال : " و قد تقدم نحو
هذا المتن من حديث أنس من وجه آخر في ترجمة مجاشع بن عمرو ، و هو معروف به " .
و حديث مجاشع تكلمت عليه آنفا ، و ذكرنا أن ابن الجوزي حكم بوضعه ، و من العجيب
أن السيوطي تعقبه في " اللآلي " ( 2 / 160 ) بأن له طريقا أخرى ثم ساق هذه عن
تمام ثم قال : " أخرجه من هذه الطريق الضياء في " المختارة " لكن تعقبه الحافظ
ابن حجر في أطرافه فقال : هذا حديث منكر ما لإخراجه معنى " ! فما معنى تعقب
السيوطي إذن على ابن الجوزي بهذه الطريق المنكرة باعترافه ، بل ما معنى إخراجه
للحديث في " الجامع الصغير " مع قول الحافظ فيه : " إنه خبر باطل " ؟!

(2/217)

641 - " كان الناس يعودون داود ، يظنون أن به مرضا و ما به إلا شدة الخوف من الله
تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 99 ) :
موضوع . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 49 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 14 / 338
/ 2 ) و أبو نعيم ( 7 / 137 ) و كذا ابن عساكر في ترجمة داود عليه السلام و
الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 150 / 2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان
الضبي : حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا . و قال ابن عساكر : " غريب جدا ، و ابن غزوان ضعيف " . و قد
أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر وحده فتعقبه المناوي بأن أبا نعيم
رواه أيضا ثم قال : " و فيه عندهما محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، قال الذهبي :
قال ابن حبان : يضع <1> ، و قال ابن عدي : متهم بالوضع " . و قال في " الميزان
" : " حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا ، قال الدارقطني و
غيره : كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " . زاد في "
اللسان " : " و قال ابن عدي : و هو ممن يضع الحديث . و قال الحاكم : روى عن
مالك و إبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة " . قلت : و الحديث رواه عبد الله بن
الإمام أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 88 ) عن سعيد بن هلال أن داود النبي كان
الحديث نحوه . فهذا كما تراه موقوف و معضل ، فالظاهر أنه من الإسرائيليات . و
الله أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و لفظ ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 298 ) : " يروي عن أبيه و
غيره العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة " . و قال
عن شيخه ابن خزيمة : " أنا خائف أنه كذاب " . اهـ .

(2/218)

642 - " السواك يزيد الرجل فصاحة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

موضوع . ابن عدي في " الكامل " ( 388 / 2 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه "
( 147 / 2 ) من طريق أبي يعلى : أخبرنا محمد بن بحر : أخبرنا المعلى بن ميمون
أخبرنا عمرو بن داود عن سنان بن سنان عن أبي هريرة مرفوعا . و رواه العقيلي
في " الضعفاء " ( 277 ) و أبو بكر الختلي في " جزء من حديثه " ( 44 / 2 ) و أبو
سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 122 / 1 ) و عنه القضاعي ( 13 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 222 ) من طريق أخرى عن المعلى به . و قال العقيلي : " روى عن
سنان بن أبي سنان ، كلاهما مجهول ، و الحديث معلول " . و أورده ابن عدي في
ترجمة المعلى ، و ساق له حديثين آخرين يأتيان بعده ، ثم قال : " و له غير ما
ذكرت و كلها غير محفوظة ، مناكير " . و في " الكشف " : " قال الصغاني : وضعه
ظاهر ، و قال ابن الجوزي : لا أصل له " .

(2/219)

643 - " إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء ، لما يدخل على فقراء المؤمنين منه من الشدة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

منكر . رواه ابن عدي بإسناد الذي قبله ، و رواه العقيلي ( 422 ) و كذا
الطبراني ( 3 / 112 / 1 ) من طريق أخرى عن معلى بن ميمون عن مجاهد عن ابن
عباس مرفوعا . و قال العقيلي : " معلى بن ميمون بصري منكر الحديث ، لا يتابع
على حديثه ، و لا يعرف إلا به ، و له من هذا النحو أحاديث مناكير لا يتابع
عليها " . و قوله : " و لا يتابع على حديثه " عجيب فإنه نفسه أخرجه ( ص 150 )
من طريق نعيم بن حماد : حدثنا سعيد بن دهثم المقدسي قال : حدثنا عبد الله بن
نمير الرحبي عن مجاهد به . و لكن سعيد بن دهثم هذا قال العقيلي : " حديثه غير
محفوظ ، و عبد الله بن نمير ليس بمعروف بالنقل " . قلت : و نعيم ضعيف .

(2/220)

644 - " حامل كتاب الله له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار ، فإن مات و
عليه دين قضى الله ذلك الدين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

موضوع . رواه الديلمي عن العباس بن الضحاك : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد
الله الهروي عن مقاتل بن سليمان عن خولة الطائي عن سليك الغطفاني مرفوعا .
أورده السيوطي في " اللآلي " شاهدا للحديث الآتي عقبه و قال : " العباس بن
الضحاك ، دجال ، و مقاتل بن سليمان قال وكيع و غيره : كذاب " . قلت : فما فائدة
إيراده إذن ؟ و كيف استجاز ذكره إياه في " الجامع الصغير " أيضا ؟! و من عجائبه
أنه لم يورده فيه بتمامه بل بشطره الأول فقط ! و لعله إنما ذكره فيه من أجل أن
له شاهدا ، أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " لكن لا يخفى أن الموضوع لا يقوى
بطرقه مهما كثرت ، و هذا شيء نبه عليه السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و غيره
. و الشاهد المذكور هو : " من قرأ القرآن فله مائتا دينار ، فإن لم يعطها في
الدنيا أعطيها في الآخرة " .

(2/221)

645 - " من قرأ القرآن فله مائتا دينار ، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :
موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 255 ) من رواية ابن عدي
عن عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا . و
قال : " جويبر تالف ، و عمرو كذاب " . و تعقبه السيوطي ( 1 / 246 ) بما لا يجدي
كغالب عادته ثم قال : " و له طريق آخر عن علي موقوفا " . قلت : ثم ساقه من
رواية البيهقي بإسناده عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي
قال : فذكره نحوه . و قال السيوطي : " عبد الملك كذاب و له طريق أخرى " . ثم
ساق الحديث الذي قبله ، و فيه دجال ، و آخر كذاب كما سبق من كلام السيوطي نفسه
، فلا أدري ما فائدة تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ؟!

(2/222)

646 - " شاب سفيه سخي أحب إلي من شيخ بخيل عابد ، إن السخي قريب من الله ، قريب من
الجنة ، بعيد من النار ، و إن البخيل بعيد من الجنة ، قريب من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

موضوع . رواه تمام الرازي ( 3 / 38 - 39 من مجموع الظاهرية رقم 95 ) من
طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار : حدثنا محمد بن زياد عن
ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و الغلابي وضاع ، و قد سبق ذكره
مرارا . و الشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
الحاكم في " تاريخه " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عباس ، و سكت عنه
شارحه المناوي ! و أورده في اللآلي " ( 2 / 93 ) بتمامه من طريق تمام ، لكن سقط
من إسناده بعض رجاله ، منهم الغلابي هذا الذي هو آفة الحديث ، فخفيت على الناظر
علة الحديث . و الشطر الثاني من الحديث ، أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
طريق أخرى عن أبي هريرة و قال : " قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل " . و قد
سبق الكلام عليه برقم ( 152 ) .

(2/223)

647 - " أي الخلق أعجب إليكم إيمانا ؟ قالوا : الملائكة ، قال : و ما لهم لا يؤمنون و
هم عند ربهم عز وجل ؟ قالوا : فالنبيون ، قال : و ما لهم لا يؤمنون و الوحي
ينزل عليهم ؟ قالوا : فنحن ، قال : و ما لكم لا تؤمنون و أنا بين أظهركم ؟ قال
: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم
يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 102 ) :
ضعيف . رواه الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن
قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا . رواه عنه إسماعيل بن
محمد الصفار في " جزئه " ( 90 / 2 مجموع 22 ) و كذا البيهقي في " الدلائل " ( ج
2 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 26 / 2 ) و طراد أبو الفوارس في " ما
أملاه يوم الجمعة 14 شعبان سنة 478 " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، إسماعيل بن
عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها ، فإن المغيرة بن قيس بصري . و
هو ضعيف أيضا . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 227 ) : " بصري ، روى عن عمرو بن
شعيب ، روى عنه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، سمعت أبي يقول ذلك ، و
يقول : هو منكر الحديث " . قلت : و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! كما في
" اللسان " . و رواه البيهقي من طريق مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح مرفوعا
. و قال : " هذا مرسل " . قلت : و هو على إرساله ضعيف و قد وصله أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 1 / 308 - 309 ) و السهمي ( 363 ) من طريق خالد بن يزيد
العمري : حدثنا الثوري عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي
هريرة مرفوعا . لكن العمري هذا كذاب وضاع . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو :
" أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة ؟ قال :
هم كذلك ، و يحق ذلك لهم ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم
بها ؟ بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى
بالنبوة و الرسالة ؟ قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم
الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ؟
قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني ، و يجدون
الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

(2/224)

648 - " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة ؟ قال :
هم كذلك ، و يحق ذلك لهم ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم
بها ؟ بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى
بالنبوة و الرسالة ؟ قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم
الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله
؟ قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني ، و يجدون
الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 103 ) :
ضعيف جدا . رواه البغوي في " حديث مصعب الزبيري " ( 152 / 2 ) و عنه ابن
عساكر ( 16 / 274 / 1 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 36 - 37 ) من طريق
أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 13 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 85 - 86 ) و عنه الهروي
في " ذم الكلام " ( 148 / 1 ) عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن
عمر مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل
محمد ضعفوه " . قلت : قد اتهمه البخاري بقوله فيه : " منكر الحديث " و قال
النسائي : " ليس بثقة " . فمثله في مرتبة من لا يستشهد بحديثه و لا يعتبر به
كما بينه السيوطي في " تدريب الراوي " ( ص 127 ) . فعلى هذا لا يصلح الحديث
شاهدا للذي قبله ، فلا أدري لم جزم الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث "
( ص 143 ) بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " و قد ورد في الحديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " فذكره و استدل به على جواز العمل
بالوجادة ، فلعله ظن أن ابن أبي حميد هذا ممن يستشهد به ، أو أنه وقف له على
طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها . و حينئذ ينبغي النظر فيها ، فإن صلح شيء
منها للاستشهاد فبها ، و إلا فنحن على ما تبين لنا الآن . و الحديث عزاه في "
الجامع الكبير " ( 3 / 170 / 2 ) لأبي يعلى و العقيلي و المرهبي في " العلم " و
الحاكم ، و تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه بأن فيه محمد بن أبي حميد متروك
الحديث ، و قال في " المطالب العالية " : محمد ضعيف الحديث سيء الحفظ . و قال
البزار : الصواب أنه عن زيد بن أسلم مرسل . و قد وجدت لابن أبي حميد متابعا ،
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 ) عن المنهال بن بحر قال : حدثنا هشام بن
أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم به . و قال العقيلي : "
المنهال في حديثه نظر ، و هذا الحديث إنما يعرف لمحمد بن أبي حميد عن زيد بن
أسلم و ليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير ، و لا يتابع منهالا عليه أحد " .
قلت : و المنهال هذا ذكره ابن عدي في " الكامل " ، و أشار إلى تليينه ، و وثقه
أبو حاتم و ابن حبان ، فإن كان حفظه بهذا الإسناد ، فعلته عنعنة يحيى بن أبي
كثير ، فإنه كان مدلسا ، و لهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) فقال :
" ذكر بالتدليس " . و تبعه على ذلك الذهبي في " الميزان " و ابن حجر في "
التقريب " ، و لا أستبعد أن يكون سمعه من ابن أبي حميد هذا فدلسه . و الله أعلم
. و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به ، و قد وجدت
للحديث طريقين آخرين ، أحدهما تقدم قبل هذا ، و هو خير من هذا ، و الآخر أشدهما
ضعفا و هو : " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي ، يؤمنون بي و لم يروني ،
يعملون بما في الورق المعلق " .

(2/225)

649 - " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي ، يؤمنون بي و لم يروني ، يعملون بما
في الورق المعلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 104 ) :

موضوع بهذا اللفظ . رواه ابن عساكر " في تاريخه " ( ج 11 / 137 / 2 ) عن
أحمد بن القاسم بن الريان اللكي المصري : أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط
الأشجعي : حدثني أبي : حدثنا أبي قال : لما نسخ عثمان المصاحف قال له أبو
هريرة : أصبت و وفقت ، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . فذكره
. قال أحمد بن القاسم بن الريان : أخبرنا الواقدي أخبرنا ابن أبي سبرة عن سهيل
بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . كذا قال و قد سقط منه محمد بن سعد كاتب
الواقدي . قلت : و هكذا وقع الحديث من الطريقين عن أبي هريرة في " نسخة نبيط بن
شريط " ( رقم 57 و 58 ) ، و فيها بلايا ، كما في ترجمة أحمد بن إسحاق بن
إبراهيم هذا من " الميزان " و قال : " لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب " . و أقره
الحافظ في " اللسان " . و الراوي عنه أحمد بن القاسم بن الريان اللكي بضم اللام
و تشديد الكاف نسبة إلى ( اللك ) بليدة من أعمال برقة الغرب . و قال الذهبي : "
لينه ابن ماكولا ، و ضعفه الدارقطني " . ثم وقفت على طريق رابع للحديث ليس فيه
الورق المعلق و سوف يأتي بلفظ : " يا أيها الناس من أعجب الخلق ....... " . و
إنما يصح من هذا الحديث و الذي قبله بعضه ، و هو في حديث أبي جمعة رضي الله عنه
قال : تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و معنا أبو عبيدة بن الجراح فقال
: يا رسول الله أحد منا خير منا ؟ أسلمنا و جاهدنا معك ، قال : نعم قوم يكونون
من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني . رواه الدارمي ( 2 / 308 ) و أحمد ( 4 / 106 )
و الحاكم ( 4 / 85 ) و صححه و وافقه الذهبي . و أقول : إسناد الدارمي و أحد
إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى . و قد عزاه لهؤلاء الثلاثة السيوطي في "
تدريب الراوي " ( ص 150 ) بلفظ آخر ، و هو سهو منه رحمه الله .

(2/226)

650 - " أحبوا قريشا ، فإنه من أحبهم أحبه الله تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

ضعيف جدا . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 107 / 1 ) : حدثنا عيسى بن
مرحوم بن عبد العزيز العطار : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل الساعدي عن
أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . علته عبد المهيمن هذا ، قال
البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال النسائي ( 2 / 141 ) : " ليس
بثقة " و في موضع آخر : " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 141 ) : "
ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليه من كثرة وهمه ، فلما فحش ذلك في
روايته بطل الاحتجاج به " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " و البيهقي
في " الشعب " كما في " فيض القدير " .

(2/227)

651 - " من ادهن و لم يسم ادهن معه سبعون شيطانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

كذب . أخرجه ابن السني ( رقم 170 ) عن بقية بن الوليد : حدثني مسلمة بن
نافع : <1> حدثني أخي دويد بن نافع القرشي قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، على إعضاله ، فإن دويد بن
نافع من أتباع التابعين روى عن عروة بن الزبير و نحوه . قال الحافظ في "
التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث كما نص عليه
في المقدمة . و أخوه مسلمة لم أجد له ترجمة ، و لم يترجمه ابن أبي حاتم في "
الجرح و التعديل " . و بقية مدلس و قد عنعنه ، و من عادته أن يروي عن الضعفاء و
المتهمين ثم يدلسهم و يسقطهم من الإسناد ، فلعل هذا الحديث أخذه عن بعض
الوضاعين ثم أسقطه ، و وهم بعض الرواة في هذا الإسناد فقال عنه : حدثني مسلمة
.... فإن صح أنه سمعه منه فهو من شيوخه المجهولين . و الله أعلم . و قال ابن
أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 305 ) : " سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن
النعمان عن شعبة عن مسلمة بن نافع عن أخيه دويد بن نافع قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " من ادهن فلم يذكر اسم الله ادهن معه سبعون شيطانا " ؟
قال : الحارث بن النعمان هذا كان يفتعل الحديث ، و هذا حديث كذب ، إنما روى هذا
الحديث بقية عن مسلمة بن نافع " . و هاتان فائدتان هامتان من هذا الإمام :
الأولى : أن الحارث بن النعمان كان يفتعل الحديث . و هذا مما لا تراه في شيء من
كتب الرجال ، بل خفي هذا النص على الحافظ الذهبي فقال في ترجمة الحارث هذا من "
الميزان " و هو : " الحارث بن النعمان بن سالم الأكفاني " قال : " صدوق " ! و
أقره الحافظ في " التهذيب " و جزم به في " التقريب " . و الله أعلم . الثانية :
الشهادة على هذا الحديث بأنه كذب ، و هو حري بذلك .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : " سلمة بن رافع ، و التصحيح من " الجرح و التعديل " و " تهذيب
التهذيب " و غيرهما . اهـ .

(2/228)

652 - " ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه و يصليان على النبي
صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما ذنوبهما ما تقدم منها و
ما تأخر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

منكر جدا بهذا اللفظ . رواه ابن السني ( برقم 190 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1 / 289 ) و الباطرقاني في " جزء من حديثه " ( 165 / 1 ) عن درست
بن حمزة : حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف
درست بن حمزة ، و يقال : ابن زياد العنبري قال ابن حبان : " كان منكر الحديث
جدا ، يروي عن مطر و غيره أشياء تتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة " . و ضعفه
الدارقطني . و قتادة فيه تدليس و قد عنعنه . و قد جاءت أحاديث كثيرة عن جمع من
الصحابة بمعنى هذا الحديث لكن ليس في شيء منها ذكر الصلاة عليه صلى الله عليه
وسلم ، و لا مغفرة ما تأخر أيضا من الذنوب ، فدل ذلك على أن هذه الزيادة منكرة
. و الله أعلم . و الأحاديث المشار إليها أوردها المنذري ( 3 / 270 - 271 ) .
ثم رأيت النووي قد أورد الحديث في " الأذكار " ساكتا عليه !

(2/229)

653 - " الصائم في عبادة و إن كان راقدا على فراشه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

ضعيف . رواه تمام ( 18 / 172 - 173 ) : أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن
الزجاج قال : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال : حدثنا
سليمان بن عبد الرحمن : حدثنا هاشم بن أبي هريرة الحمصي عن هشام بن حسان عن ابن
سيرين عن سلمان بن عامر الضبي مرفوعا . و هذا سند ضعيف يحيى الزجاج و محمد
بن هارون لم أجد من ذكرهما . و بقية رجاله ثقات غير هاشم بن أبي هريرة الحمصي
ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 105 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قال : "
و اسم أبي هريرة عيسى بن بشير " . و أورده في " الميزان " و قال : " لا يعرف ،
قال العقيلي : منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير "
برواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه
محمد بن أحمد بن سهل ، قال الذهبي في " الضعفاء " : قال ابن عدي : [ هو ] ممن
يضع الحديث " . قلت : هو عند الديلمي ( 2 / 257 ) لكن طريق تمام ليس فيها هذا
الوضاع كما مر ، فهي تنقذ الحديث من إطلاق الوضع عليه . و الله أعلم . و قد
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 303 ) من قول أبي العالية موقوفا
عليه بزيادة " ما لم يغتب " . و إسناده صحيح . فلعل هذا أصل الحديث موقوف ،
أخطأ بعض الضعفاء فرفعه . و الله أعلم .

(2/230)

654 - " ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل أي أبواب الجنة شاء ، و زوج من الحور العين حيث
شاء ، من عفا عن قاتله ، و أدى دينا خفيا ، و قرأ دبر كل صلاة مكتوبة عشر
مرات *( قل هو الله أحد )* قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال
: أو إحداهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 107 ) :

ضعيف جدا . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 105 / 2 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( ق 186 / 2 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 )
و أبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " ( ق 201 / 2 ) عن عمر بن نبهان عن أبي
شداد عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى هذا الحديث إلا بهذا
الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا ، عمر بن نبهان ، قال ابن معين . " ليس بشيء "
، و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 90 ) : " يروي المناكير عن المشاهير
فاستحق الترك " . و أبو شداد لم أعرفه . و الحديث ساقه الحافظ ابن حجر في "
نتائج الأفكار " ( 1 / 154 / 1 ) من طريق أبي يعلى و قال : " هذا حديث غريب ،
أخرجه الطبراني في " كتاب الدعاء " ، و أبو شداد لا يعرف اسمه و لا حاله ، و
الراوي عنه ضعفه جماعة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 102 ) : " رواه
أبو يعلى و فيه عمر بن نبهان و هو متروك " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 3
/ 208 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رواه أيضا من حديث أم سلمة بنحوه "
. و أشار إلى تضعيفه . و حديث أم سلمة أورده الهيثمي أيضا في " المجمع " ،
( 9 / 302 ) و قال : " رواه الطبراني و فيه جماعة لم أعرفهم " . قلت : و رواه
الدينوري عنها بلفظ " من كانت فيه واحدة ... " و سيأتي برقم ( 1276 ) و له شاهد
من حديث ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قول أبي بكر : " أو إحداهن .... "
أخرجه ابن السني ( رقم 132 ) من طريق عمرو بن خالد عن الخليل بن مرة عن إسماعيل
بن إبراهيم الأنصاري عن عطاء عنه . قلت : و هذا أشد ضعفا من سابقه : الأنصاري
مجهول ، و الخليل بن مرة ضعيف جدا ، و عمرو بن خالد كذاب . لكن أخرجه ابن عساكر
في " تاريخ دمشق " ( 17 / 274 / 1 ) من طريق حماد بن عبد الرحمن : أخبرنا
إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري به . إلا أن حمادا هذا مما لا يفرح بمتابعته ، قال
أبو زرعة : " يروي أحاديث مناكير " و قال أبو حاتم : " شيخ مجهول ، منكر الحديث
، ضعيف الحديث " .

(2/231)

655 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا علي ، يا عباد
الله احبسوا علي ، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 108 ) :

ضعيف . رواه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 254 / 1 )
و عنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 500 ) كلاهما من طريق معروف بن
حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة <1> عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان : الأولى :
معروف هذا ، فإنه غير معروف ! قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 333 ) عن أبيه إنه "
مجهول " . و أما ابن عدي فقال : إنه " منكر الحديث " ، و بهذا أعله الهيثمي (
10 / 132 ) ، فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى و الطبراني : " و فيه معروف بن حسان و
هو ضعيف " . الثانية : الانقطاع ، و به أعله الحافظ ابن حجر فقال : " حديث غريب
، أخرجه ابن السني و الطبراني ، و في السند انقطاع بين ابن بريدة و ابن مسعود "
. نقله ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5 / 150 ) . و قال الحافظ السخاوي في "
الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج " ( ص 39 ) : " و سنده ضعيف ، لكن قال النووي
: إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه " . قلت : العبادات لا تؤخذ من التجارب ، سيما
ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث ، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة !
كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد و هو شرك خالص .
و الله المستعان . و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 68 / 1 ) أن
عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق ، و كان قد بلغه أن من اضطر (
كذا الأصل ، و لعل الصواب : ضل ) في مفازة فنادى : عباد الله أعينوني ! أعين ،
قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده . قال الهروي : فلم يستجز . أن يدعو بدعاء لا
يرى إسناده " . قلت : فهكذا فليكن الاتباع . و مثله في الحسن ما قال العلامة
الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 140 ) بمثل هذه المناسبة : " و أقول : السنة
لا تثبت بمجرد التجربة ، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا
. و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين ، و قد تكون
الاستجابة استدراجا " . و للحديث طريق آخر معضل ، أخرجه ابن أبي شيبة في "
المصنف " ( 12 / 153 / 2 ) عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه . و هذا مع إعضاله ، فيه ابن إسحاق و هو مدلس
و قد عنعنه ، و الأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه
في آخر الحديث التالي .

-----------------------------------------------------------
[1] هكذا هو في " الطبراني " و وقع في ابن السني : " عن ابن بردة عن أبيه " و
الظاهر أنه خطأ من بعض النساخ كما يشعر بذلك كلام الحافظ الآتي . و الله أعلم .
اهـ .

شريف حمدان
01 / 04 / 2016, 39 : 05 AM
جزاك الله خيرا
اخي ******
ابوعبدالله عبدالرحيم

ابو توفيق
01 / 04 / 2016, 31 : 09 AM
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@