المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الخامس عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني


ابو عبدالله عبدالرحيم
01 / 04 / 2016, 44 : 02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء الخامس عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني


781 - " أربع لا يصبن إلا بعجب : الصمت - و هو أول العبادة - ، و التواضع ، و ذكر
الله ، و قلة الشيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 197 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 185 ) و الطبراني ( 1 / 65 / 2
) و ابن عدي في " الكامل " ( 81 / 1 ) و أبو طاهر الزيادي في " ثلاثة مجالس " (
193 / 1 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 311 ) و تمام في " الفوائد " ( 153 /
2 ، 267 / 1 ) عن العوام بن جويرية عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال
ابن عدي : " الأصل فيه موقوف من قول أنس " . قلت : و علة المرفوع ابن جويرية
هذا ، قال ابن حبان : " كان يروي الموضوعات عن الثقات " . ثم ساق له هذا الحديث
هو و الذهبي ثم قال هذا : " قلت : و العجب أن الحاكم أخرجه في ( المستدرك ) " .
قلت : ورد عليه في " تلخيص المستدرك " أيضا بقول ابن حبان المذكور . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي و قال ( 3 / 135 ) : " لا
يصح ، العوام يروي الموضوعات عن الثقات ، و كان يأتي بالشيء على التوهم لا
التعمد ، فلا يحتج به " . و لم يتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 319 - 320
) إلا بأن الحاكم أخرجه في " المستدرك " و البيهقي في " الشعب " من هذا الوجه !
و هذا تعقب لا طائل تحته كما هو بين ، فمن العجيب أن يورد السيوطي الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية الطبراني و الحاكم و البيهقي ! فتعقبه المناوي بما
خلاصته : " سكت المصنف عليه فأوهم أنه لا علة فيه ، و هو اغترار بقول الحاكم "
صحيح " . و غفل عن تشنيع الذهبي في " التلخيص " و المنذري و الحافظ العراقي
عليه بأن فيه العوام بن جويرية " . ثم ذكر كلام ابن حبان فيه ، و تعجب الذهبي
من إخراج الحاكم للحديث . ثم قال : " و من ثم أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" . و تعقبه المصنف فلم يأت بطائل كعادته ! " . قلت : و جزم ابن أبي حاتم في "
العلل " ( 2 / 114 ) بأنه موقوف على الحسن أو أنس .

(2/280)

782 - " المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 198 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 345 / 1 ) عن محمد بن رزق الله الكلوذاني : حدثنا
نعيم بن حماد : حدثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن
الأسقع مرفوعا . و قال : " و هذا حديث لا أعلم رواه عن بقية غير نعيم " . قلت
: قد تابعه محمد بن إبراهيم : حدثنا بقية به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (
5 / 219 ) و قال : " لم نكتبه إلا من حديث بقية " . قلت : و بقية مدلس و قد
عنعنه ، و كان يدلس عن الثقات ما أخذه عن مثل مجاشع بن عمرو و عمر بن موسى
الوجيهي و غيرهما من الكذابين و الوضاعين كما قال ابن حبان ، فهو آفة هذا
الحديث عندي ، و أما ابن الجوزي فقد أورده في " الموضوعات " فأصاب ، لكنه أعله
بمحمد بن إبراهيم هذا - و هو الشامي فقال ( 1 / 262 ) : " لا يصح ، و المتهم به
محمد بن إبراهيم ، قال ابن حبان : كان يضع الحديث ، لا يحل الاحتجاج به " . و
تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 219 ) بمتابعة نعيم بن حماد . أخرجه
الطيالسي <1> في " ترغيبه " . و فاته أن ابن عدي أخرجه أيضا من طريقه كما ذكرنا
، و نعيم ضعيف ، لكن الآفة من تدليس بقية كما بينت ، و إنما لم يعله به ابن
الجوزي لأنه إنما وقع الحديث عنده من رواية أبي نعيم عن الشامي هذا ، و هو وضاع
، فاقتصر عليه ، و إلا لو وقعت له متابعة نعيم بن حماد هذه لأعله إن شاء الله
بالتدليس المذكور ، و الله أعلم . و من عجائب السيوطي أنه أورد الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم التي فيها ذاك الوضاع ، و أعرض عن رواية ابن
عدي و الطيالسي التي ليس فيها هذا الوضاع ! .

-----------------------------------------------------------
[1] ليس هو أبا داود الطيالسي صاحب " المسند " ، فإنه متأخر عنه . اهـ .

(2/281)

783 - " تناصحوا في العلم ، فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله ، و إن
الله عز وجل مسائلكم يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 199 ) :

موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 132 / 2 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي و
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا : أخبرنا عبيد بن يعيش : أخبرنا مصعب بن سلام
عن أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات
غير أبي سعد هذا ، و قد جزم السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 207 - 208 ) بأنه سعيد
بن المرزبان البقال ، قال : " و هو صدوق مدلس " . سبقه إلى ذلك الحافظ المنذري
( 1 / 75 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 141 ) ، و ليس به بل هو عبد القدوس
ابن حبيب أبو سعيد الكلاعي ، و من الحجة على ذلك : 1 - أن الحديث من رواية
الطبراني عن الحضرمي ( و هو مطين ) و محمد بن أبي شيبة معا ، و قد روى الخطيب (
3 / 43 ) قصة الخلاف بينهما في هذا السند ، و خلاصة ذلك أن مطينا قال فيه : "
عن أبي سعد " يريد البقال . و قال ابن أبي شيبة : " عن أبي سعيد " يريد عبد
القدوس بن حبيب . و حكى الخطيب عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي أن الصواب
رواية ابن أبي شيبة ، لأن أبا نعيم هذا سمع الحديث من مطين بهذا السند قال فيه
: " أبي سعيد " . قال أبو نعيم : " و هذا سماعي من مطين قديما ، ثم سمعت منه
هذا الحديث بعد ذلك بعشرين سنة في " فوائد الحاج " قال : حدثنا عبيد بن يعيش :
حدثنا مصعب بن سلام عن أبي سعد . قال أبو جعفر الحضرمي : يعني عبد القدوس بن
حبيب الدمشقي عن عكرمة عن ابن عباس . كأن الحضرمي ينبه بذلك ، و قال : " يعني
عبد القدوس " . و لم يقل " عن أبي سعيد " ، و قال : " عن أبي سعد ، فأقر سعدا
على حاله و لم يقر الاسم " . فهذا يدل على رجوع مطين إلى أن راوي الحديث عن
عكرمة هو عبد القدوس هذا و إن أصر على تكنيته بأبي سعد ، و إنما هي أبو سعيد ،
كما رواه الخطيب عن ابن أبي شيبة عن شيخيه إبراهيم بن محمد بن ميمون و عمار بن
رجاء عن عبيد بن يعيش . و تابعهما أبو العباس أحمد بن إسحاق الخشاب المصري عند
مشرق بن عبد الله الحنفي في " حديثه " ( 61 / 1 ) . و تابعهم القاسم بن محمد بن
حماد الدلال في " أمالي أبي جعفر الطوسي " ( ص 79 ) أربعتهم قالوا : " أبي سعيد
" و هو عبد القدوس و يؤيده . 2 - أن الخطيب رواه ( 6 / 356 - 357 ، 389 ) و ابن
عساكر ( 2 / 399 / 1 ) عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن عامر بن سيار كلاهما :
أخبرنا عبد القدوس بن حبيب عن عكرمة به . فهذا كله يبين أن راوي الحديث عن
عكرمة هو عبد القدوس هذا و كنيته أبو سعيد كما سبق في رواية ابن أبي شيبة عند
الخطيب و مشرق عن غيره . و عليه فقول الطبراني من رواية ابن أبي شيبة و الحضرمي
: " أبي سعد " تأوله بعضهم على أنه حمل رواية ابن أبي شيبة على رواية الحضرمي ،
و لو عكس لأصاب ! و إذا عرفت أن الراوي هو عبد القدوس بن حبيب الكلاعي يتبين لك
أن السند واه بمرة ، لأن الكلاعي هذا قال فيه ابن المبارك : " كذاب " . و صرح
ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 126 ) بأنه : " كان يضع الحديث " . و لذلك أورد
ابن الجوزي الحديث من رواية الخطيب عن إسحاق عن الكلاعي في " الموضوعات " و قال
( 1 / 232 ) : " تفرد به عبد القدوس و كان يضع على الثقات . قاله ابن حبان " .
و تعقبه السيوطي بأمرين : أولا : برواية الطبراني عن أبي سعد . بناء على أن أبا
سعد هو سعيد بن المرزبان البقال ! و قد عرفت أنه وهم ، و أن الصواب أنه الكلاعي
هذا الكذاب . و ثانيا : و بما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 20 )
: حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي : حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي : حدثنا الحسن
زياد عن يحيى بن سعيد الحمصي عن إبراهيم بن مختار ( الأصل : محمد ) عن الضحاك
عن ابن عباس مرفوعا . و قال السيوطي : " إبراهيم روى له الترمذي و ابن ماجة ، و
قال أبو حاتم : صالح الحديث ، و قال أبو داود : لا بأس به . و قال ابن معين
: ليس بذاك ، و يحيى بن سعيد صاحب حديث ، و له رحلات ، قال ابن مصفى : ثقة ، و
ضعفه ابن معين ، و غيره " . قلت : و في " التقريب " : " إبراهيم بن المختار
صدوق ضعيف الحفظ ، و يحيى بن سعيد ضعيف " . قلت : و اتهمه ابن حبان فقال : "
يروي الموضوعات عن الأثبات " . ثم إن السيوطي قد أبعد النجعة ، فإن آفة الحديث
، إنما هو الحسن بن زياد و هو اللؤلؤي ، فقد قال أبو داود و الفسوي و العقيلي و
الساجي : " كذاب " . و ضعفه الآخرون . و للحديث علة أخرى و هي الانقطاع ، فقد
قال شعبة و غيره : إن الضحاك ( و هو ابن مزاحم الهلالي ) ما رأى ابن عباس قط .

(2/282)

784 - " قريش خالصة الله ، فمن نصب لها حربا ، أو فمن حاربها سلب ، و من أرادها بسوء
خزي في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 201 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 2 / 398 / 2 ) عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين
بن موسى السلمي : أنبأنا جعفر بن محمد بن الحارث المراغي : أخبرنا أبو يعقوب
إسحاق بن يعقوب الدمشقي : أخبرنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي : أخبرنا إسحاق
بن سعيد بن الأركون عن أبي مسلم سلمة بن العيار عن عبد الله بن لهيعة عن مشرح
بن هاعان عن عمرو بن العاص مرفوعا . قلت : و هذا إسناد تالف : مشرح مختلف
فيه ، و لا أدري إذا كان سمع من عمرو بن العاص أو لا ؟ و الأقرب الثاني فإن بين
وفاتيهما نحو ثمانين سنة ! و عبد الله بن لهيعة ضعيف . و إسحاق بن سعيد بن
الأركون قال الدارقطني : " منكر الحديث " . و قال أبو حاتم : " ليس بثقة " . و
أحمد بن أنس لم أجد له ترجمة و هو من شرط ابن عساكر في " تاريخه " فيراجع فإن
نسختنا منه ناقصة . و إسحاق بن يعقوب الدمشقي في ترجمته ساق ابن عساكر هذا
الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و جعفر بن محمد بن الحارث المراغي
لم أعرفه . و أبو عبد الرحمن السلمي هو الصوفي المشهور قال الذهبي : " تكلموا
فيه و ليس بعمدة . قال الخطيب : " قال لي محمد بن يوسف القطان : كان يضع الحديث
للصوفية " . قال الذهبي : و في القلب مما ينفرد به " . قلت : أفلا يعجب القاريء
الكريم معي من الحافظ السيوطي كيف أورد هذا الحديث المظلم في كتابه " الجامع
الصغير " من رواية ابن عساكر هذه التالفة ؟! و أما المناوي فقد بيض له و لم
يتكلم عليه بشيء ! و في فضل قريش من الأحاديث الصحيحة ما يغنيهم عن مثل هذا
الحديث الباطل كقوله صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في هذا الشأن " ،
و قوله : " الأئمة من قريش " و هو حديث متواتر ، كما قال الحافظ ابن حجر : فيما
نقله الشيخ علي القاري في " شرح النخبة " .

(2/283)

785 - " لو أن بكاء داود و بكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 202 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 257 ) و ابن عساكر ( 2 / 318 /
1 ) من طريق الطبراني : أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي : أخبرنا يحيى بن
سليمان الجعفي : أخبرنا أحمد بن بشر الهمداني : أخبرنا مسعر بن كدام عن علقمة
بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه يرفعه . و عزاه الهيثمي في " المجمع "
( 8 / 198 ) للطبراني في " الأوسط " و قال : " و رجاله ثقات " . و أقره المناوي
في " الفيض " . و فيه نظر فإن أحمد بن بشر <1> هذا أورده الحافظ في " اللسان "
و قال : " مجهول ، قاله مسلمة في ( الصلة ) " . قلت : و قد خالفه محمد بن بشر
العبدي و هو ثقة حافظ فأوقفه على ابن بريدة ، أخرجه ابن عساكر و قال : " قال
ابن عدي و لم يذكر فيه بريدة ، و لا النبي صلى الله عليه وسلم ، و هذه الرواية
أصح " . قلت : و كذلك رواه موقوفا أحمد في " الزهد " ( ص 47 ) من طريق المسعودي
عن علقمة ابن مرثد قال : فذكره موقوفا عليه . و كذلك رواه ابن أبي الدنيا في
" الرقة " ( 137 / 1 ) عن مسعر عمن حدثه عن ابن سابط موقوفا عليه . و هذا هو
الصواب موقوف ، و رفعه منكر ، بل هو عندي باطل موضوع ، لأنه لا يشبه كلام
النبوة لما فيه من المبالغة ، فالظاهر أنه من الإسرائيليات السمجة التي دست في
كتب أهل الكتاب مر القرون ، ثم أخطأ بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و هو منه بريء ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن عساكر هذه . و تعقبه المناوي بأنه رواه الطبراني أيضا و الديلمي فاقتصاره
على ابن عساكر غير جيد . قلت : لاسيما و هو عند ابن عساكر من طريق الطبراني كما
رأيت . ثم نقل المناوي كلام الهيثمي المتقدم في توثيق رجال الإسناد و سكت عليه
! و فيه ما علمت من الجهالة و الوقف و النكارة . و الله ولي التوفيق .

-----------------------------------------------------------
[1] في " اللسان " : " بشير " . اهـ .

(2/284)

786 - " دعاء الوالد لولده مثل دعاء النبي لأمته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 203 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 185 ) عن إبراهيم بن معمر
: حدثنا أبو أيوب بن أخي زبريق بن الحمصي : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي : حدثنا
خلف بن حبيب الرقاشي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . أورده في
ترجمة إبراهيم هذا و كنيته أبو إسحاق الجوزجاني ، روى عنه جماعة و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و كذلك صنع الحافظ ابن عساكر ( 2 / 275 / 2 ) . و أبو أيوب
هذا لم أعرفه و لم يورده الدولابي في " الكنى " و كذا لم أعرف خلف بن حبيب
الرقاشي ، و أخشى أن يكون وقع في السند تحريف ، و أنه تحريف قديم من بعض رواة "
أخبار أصبهان " ، فإن الإسناد هو في " تاريخ ابن عساكر " ، من طريق أبي نعيم
كما ذكرته عن أبي نعيم . أما الحامل على الخشية المذكورة فهو أنني رأيت ابن
قدامة ذكر في " المنتخب " ( 11 / 214 / 2 ) : " قال إسحاق بن إبراهيم ( هو ابن
هانئ ) : عرضت على أبي عبد الله : يحيى بن سعيد عن سعد أبي حبيب عن يزيد
الرقاشي عن أنس مرفوعا به ؟ فقال : حديث باطل منكر ، و سمعته يقول : سعد أبو
حبيب ليس بشيء " . ثم رأيته في " مسائل ابن هاني " ( ص 156 مخطوطة المكتب
الإسلامي ) <1> فصواب الإسناد إذن " سعد أبي حبيب عن يزيد الرقاشي " و هكذا
وقع في " اللآلي " ( 2 / 295 ) . و يؤيده ما في " الميزان " : " سعد أبو حبيب
عن يزيد الرقاشي ، قال أحمد : ليس حديثه بشيء " . و قد سقطت هذه الترجمة من "
لسان الميزان " للحافظ ابن حجر ، مع أنها ليست في كتاب " تهذيب التهذيب " له .
ثم إن الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 87 ) مستندا على حكم
الإمام أحمد عليه بالبطلان كما سبق ، و أقره السيوطي في " اللآلي " ثم تناقض
، فأورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن أنس ! و تعقبه المناوي
بقوله : " و رواه عنه أيضا أبو نعيم و عنه أورده الديلمي مصرحا ، فلو عزاه
المصنف للأصل لكان أحسن ، قال الزين العراقي في شرح " الترمذي " : " هذا حديث
منكر " . و حكم ابن الجوزي بوضعه ، و قال : قال أحمد : هذا حديث باطل منكر . و
أقره عليه المؤلف في مختصر الموضوعات " .

-----------------------------------------------------------

[1] و قد قام الأخ زهير الشاويش بطبعه ، ثم حالت الحرب القائمة في لبنان دون
نشره . فرج الله عن عباده . اهـ .

(2/285)

787 - " العباس وصيي و وارثي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 204 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 13 / 137 ) و ابن عساكر ( 2 / 306 / 2 ) من طريقين
عن جعفر بن عبد الواحد قال : أخبرنا سعيد بن سلم الباهلي عن المسيب بن زهير بن
المسيب عن المنصور أبي جعفر عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا موضوع
آفته جعفر هذا قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و قال أبو زرعة : " روى أحاديث
لا أصل لها " . و سعيد بن سلم الباهلي لم أعرفه . ثم وجدته في " تاريخ بغداد "
( 9 / 74 - 75 ) و ذكر أنه كان عالما بالحديث و العربية و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا ، و وقع في " تاريخ ابن عساكر " " سعيد بن سلام " و هو تصحيف . و
المسيب بن زهير مجهول الحال لم أجد له ترجمة إلا في " التاريخ " للخطيب ، و ساق
له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " من رواية الخطيب هذه و من رواية ابن حبان عن محمد بن الضوء بن
الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده مرفوعا به ، و قال ( 2 / 31 ) : " موضوع ،
جعفر كذاب يضع ، و محمد بن الضوء يروي عن أبيه المناكير " . و أقره السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 429 - 430 ) ، و مع ذلك فقد أورده في " الجامع الصغير " من
رواية الخطيب فما أكثر تناقضه ! و محمد بن الضوء هذا له ترجمة في " الضعفاء "
لابن حبان ( 2 / 303 - 304 ) و قال " روى عن أبيه المناكير " . ثم ساق له
الحديث . و ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 374 - 376 ) و قال فيه : "
ليس بمحل لأن يؤخذ عنه العلم لأنه كان كذابا ، و كان أحد المتهتكين المشتهرين
بشرب الخمور ، و المجاهرة بالفجور " . و قال الجوزقاني في " الموضوعات " : "
محمد بن الضوء كذاب " .

(2/286)

788 - " آخر ما تكلم به إبراهيم حين ألقي في النار : حسبي الله و نعم الوكيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 204 ) :

موضوع . رواه أبو القاسم الحرفي في " الفوائد " ( 2 / 2 ) و الخطيب ( 9 /
118 ) و ابن عساكر ( 2 / 164 / 1 ) عن سلام بن سليمان : حدثنا إسرائيل عن أبي
حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الخطيب و الحرفي : " هذا
حديث غريب من رواية أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مسندا ، لا أعلم رواه
غير سلام بن سليمان عن إسرائيل ، و المحفوظ ما رواه الناس عن إسرائيل و أبي بكر
بن عياش عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال : " لما ألقي إبراهيم في
النار . الحديث " . قلت : و سلام بن سليم هو سلام بن سلم و يقال : ابن سليم أو
ابن سليمان و الصواب الأول كما في " التهذيب " و هو سلام الطويل المدائني كذاب
متهم بالوضع كما تقدم مرارا ، فكان على السيوطي أن لا يورده في الجامع " على ما
شرطه في مقدمته أنه " صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع " . و قد خالفه عثمان بن
عمر فرواه عن إسرائيل به موقوفا على أبي هريرة . رواه الخطيب ( 5 / 228 - 229
) و من قبله البخاري . و لا يفيد هنا قول المناوي : " إن الموقوف صحيح أخرجه
البخاري ، و مثله لا يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع " . لأننا نقول :
إنه يحتمل أن يكون هذا مما تلقاه ابن عباس من أهل الكتاب ، و مع الاحتمال يسقط
الاستدلال ، فلا يجوز أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم ، و هذا بين ظاهر إن شاء
الله تعالى .

(2/287)

789 - " عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 205 ) :

باطل . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 4 / 410 ) و من طريقه ابن عساكر ( 2 /
55 / 2 ) عن أبي الفرج أحمد بن محمد بن جوري العكبري : حدثنا إبراهيم بن عبد
الله بن مهران الرملي : حدثنا ميمون بن مهران بن مخلد بن أيان الكاتب : حدثنا
أبو النعمان عارم بن الفضل : حدثنا قدامة بن النعمان عن الزهري قال : سمعت
أنس بن مالك يقول : والله الذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره . أورداه في ترجمة أبي الفرج هذا و قالا : " و في حديثه
غرائب و مناكير " . و قال الذهبي في ترجمته : " عن خيثمة بحديث موضوع " . قال
المناوي عقبه : " كأنه يشير إلى هذا " . قلت : كلا ، فإن هذا الحديث ليس من
روايته عن خيثمة كما ترى ، ثم قال المناوي : " و قال ابن الجوزي : حديث لا أصل
له " . و إنما أشار الذهبي إلى هذا الحديث في ترجمة قدامة بن النعمان فقال : "
عن الزهري ، لا يعرف ، و الخبر باطل ، ثم إن سنده مظلم إليه " . قال الحافظ في
" اللسان " : " و الخبر المذكور رواه الخطيب ..... " ثم ذكر هذا الحديث .

(2/288)

790 - " تلمد الفقير عند الشهوة لا يقدر على إنفاذها أفضل من عبادة الغني سبعين سنة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 206 ) :
موضوع . رواه ابن النجار في " الذيل " من طريق أحمد بن محمد بن جوزي عن
أحمد بن زكريا عن إبراهيم بن أخي عبد الرزاق عن عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن
عباس رفعه . فذكره . أورده الحافظ في ترجمة ابن جوزي هذا من " اللسان " و قال
: " حديث موضوع " . قلت : و اتهمه الذهبي بوضع حديث آخر كما سبق في الحديث الذي
قبله . لكن فوقه في إسناد هذا الحديث إبراهيم بن أخي عبد الرزاق و هو كذاب كما
قال الدارقطني ، و قال ابن حبان ( 1 / 104 ) : " روى عن عبد الرزاق المقلوبات
الكثيرة ، لا يجوز الاحتجاج بها " . فتعصيب الجناية بابن جوزي ليس بأولى من
تعصيبها بإبراهيم هذا . و من أكاذيبه الحديث الآتي : " الضيافة على أهل الوبر ،
و ليست على أهل المدر " .

(2/289)

791 - " الضيافة على أهل الوبر ، و ليست على أهل المدر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 206 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 7 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 19 / 1 )
عن إبراهيم بن عبد الله بن أخي عبد الرزاق - أظنه عن عبد الرزاق - عن سفيان عن
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . ساقه في ترجمة إبراهيم هذا مع
أحاديث أخرى له . ثم قال ابن عدي : " و هذه الأحاديث مناكير ، مع سائر ما يروي
ابن أخي عبد الرزاق هذا " . و قال الذهبي بعد أن ساقها و نقل عن الدارقطني أنه
كذاب : " فهذه الأشياء من وضع هذا المدبر " . و أقره الحافظ ، فاعجب بعد هذا
كيف أورد السيوطي الحديث في " الجامع " من رواية القضاعي هذه مع شهادة هذين
الإمامين الذهبي و العسقلاني بوضعه ! و لهذا تعقبه المناوي بقول الدارقطني و
غيره في إبراهيم هذا ، ثم قال : " و من ثم قال القاضي حسين : " إنه موضوع " ،
فمن شنع عليه فكأنه لم يقف على ما رأيت " .
قلت : و الضيافة واجبة شرعا على كل مستطيع ، سواء كان بدويا أو مدنيا . لعموم
الأحاديث ، و لا يجوز تخصيصها بمثل هذا الحديث الموضوع ، و مدتها ثلاثة أيام حق
لازم ، فما زاد عليها فهو صدقة .

(2/290)

792 - " سوء الخلق شؤم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 207 ) :
ضعيف . رواه ابن شاهين في " ثلاثة مجالس " من " الأمالي " ( 97 / 1 )
: سعيد بن نفيس المصري : سهل بن سوادة : أخبرنا عبد الله بن صالح - كاتب الليث
- قال : حدثني الليث عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف
، عبد الله بن صالح فيه ضعف . و من دونه لم أجد من ترجمهما . و الحديث عزاه في
" الجامع " لابن شاهين في " الأفراد " عن ابن عمر ، و لم يتكلم المناوي
على إسناده بشيء ! و قد روي الحديث من طرق أخرى لا يصح منها شيء ، و لذلك قال
الحافظ العراقي : " حديث لا يصح " . نقله المناوي و أقره . و من المفيد أن أسوق
هذه الطرق هنا ، و أتكلم على عللها ، و أبين ألفاظها .

(2/291)

793 - " الشؤم سوء الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 207 ) :

ضعيف . رواه ابن عدي ( 37 / 2 ) عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن
عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، أبو بكر هذا كان اختلط ، ثم هو
منقطع بين ضمرة و عائشة فإن بين وفاتيهما ( 73 ) سنة . ثم رأيت الحديث في
" الحلية " ( 6 / 103 ) رواه في ترجمة حبيب بن عبيد من هذا الوجه إلا أنه جعل
حبيبا هذا بدل ضمرة ، و كذلك أخرجه أحمد ( 6 / 85 ) ، و كلاهما يروي عنه أبو
بكر بن أبي مريم ، فمن الصعب الجزم بالصواب من الروايتين ، بل لعل هذا الاختلاف
من اختلاط أبي بكر هذا و ضعفه . و من طريقه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في
" المجمع " ( 8 / 25 ) . و له شاهد من حديث جابر ، أخرجه أبو القاسم السهمي في
" تاريخ جرجان " ( 99 ) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم اليزيدي
، حدثنا موسى بن عمر بن علي بن عمران : حدثنا عبيد الله بن عائشة البصري
: حدثنا إسماعيل بن حكيم : أخبرنا الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا . بيد أن هذا إسناد ضعيف من أجل الفضل هذا . و من طريقه رواه
الطبراني أيضا في " الأوسط " و قال الهيثمي : " و هو ضعيف " . و رواه ابن وهب
في " الجامع " ( 76 / 77 ) : أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن أيوب عن ابن أبي حسين
عن زيد بن الأخنس الكعبي عن سعيد بن المسيب قال : سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الشؤم ؟ قال : سوء الخلق . قلت : و هذا مرسل ، و رجاله كلهم ثقات رجال
الشيخين غير زيد بن الأخنس أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 556 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 88 ) ! و ذكر هو
و ابن أبي حاتم أنه روى عنه إسماعيل بن أمية ، فقد روى عنه ثقتان هذا أحدهما ،
و الآخر ابن أبي حسين راوي هذا الحديث عنه ، و هو إما عبد الله بن عبد الرحمن
، و إما عمر بن سعيد و كلاهما مكيان ثقات محتج بهما في الصحيحين ، فابن الأخنس
مستور . و الله أعلم . ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 18 / 92 / 2 ) من
طريق إسماعيل بن الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر به . و إسماعيل بن الفضل لم
أعرفه . لكن يبدو أنه محرف عن " إسماعيل عن الفضل " بدليل رواية السهمي . و
الله أعلم .

(2/292)

794 - " سوء الخلق شؤم ، و حسن الملكة نماء ، و الصدقة تدفع ميتة السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 208 ) :
ضعيف . رواه أحمد ( 3 / 502 ) و عباس الدوري في " التاريخ و العلل " لابن
معين ( 41 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 6 / 95 / 2 و 11 / 48 / 1 ) و أبو داود (
5162 ) بالشطر الأول عن عثمان بن زفر عن بعض ولد رافع بن مكيث عن رافع بن
مكيث مرفوعا . و لفظ أحمد : " حسن الخلق نماء ، و سوء الخلق شؤم ، و البر
زيادة في العمر ، و الصدقة تمنع ميتة السوء " . قلت : و هذا سند ضعيف عثمان هذا
مجهول كما في " التقريب " مات سنة ( 218 ) . و رافع بن مكيث صحابي ، و بعض ولده
لم أعرفه . و قد اضطرب فيه عثمان ، فمرة رواه هكذا ، و مرة قال : حدثني محمد بن
خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث ، - و كان رافع من جهينة
، قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالشطر الأول . أخرجه أبو داود ( 5163 ) . و رواه ابن منده في
" المعرفة " ( 14 / 2 - 4443 عام ) عن عثمان بن عبد الرحمن قال : أخبرنا عنبسة
بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت الربيع عن أبيها مرفوعا به . و
زاد : " و طاعة النساء ندامة " . قلت : و هذا سند واه جدا ، عنبسة بن عبد
الرحمن متروك ، و عثمان بن عبد الرحمن هو الحراني ، ضعيف .

(2/293)

795 - " سوء الخلق شؤم ، و شراركم أسوءكم خلقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 209 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 249 ) و عنه الخطيب ( 4 / 276
) و عن هذا ابن عساكر ( 2 / 31 / 2 ) عن أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز البغدادي
الصوفي : أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري : حدثنا جابر بن سليم عن يحيى بن
سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد تالف ،
الغفاري هذا نسبه ابن حبان ( 2 / 39 ) إلى أنه يضع الحديث . و أبو سعيد الخراز
صوفي مشهور و قد ترجم له الخطيب ثم ابن عساكر ترجمة طويلة و لم يذكروا حاله في
الرواية . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخطيب هذه فأساء
، لما عرفت من حال الغفاري ، و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء !

(2/294)

796 - " ليس للدين دواء إلا القضاء و الوفاء و الحمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 209 ) :

ضعيف جدا . رواه الخطيب ( 7 / 198 ) و ابن عساكر ( 2 / 21 / 1 ) من طريقه
عن جعفر بن عامر بن أبي الليث البغدادي : حدثنا أحمد بن عمار بن نصير الشامي :
حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . أورده الخطيب في ترجمة جعفر هذا و
قال : " شيخ مجهول ، روى عن الحسن بن عرفة أحاديث منكرة " . ثم ساق له هذا
الحديث . و أما ابن عساكر فأورده في ترجمة أحمد بن عمار ، و هو أخو هشام بن
عمار ، و قال عقبه : " قال الشيخ أبو بكر الخطيب : أحمد بن عمار بن نصير الشامي
شيخ مجهول ، و هذا حديث منكر " . و إنما قال الخطيب : " شيخ مجهول " في حق جعفر
هذا كما رأيت ، فلعل ما نقله ابن عساكر عنه في موضع آخر من كتب الخطيب . ثم روى
عن الدارقطني أنه قال : " أحمد هذا متروك الحديث " . و الحديث أورده الذهبي في
ترجمة ابن عمار هذا و قال : " و هذا منكر " . ثم قال في ترجمة جعفر بن عامر هذا
: " عن أحمد بن عمار أخي هشام بخبر كذب ، و اتهمه ابن الجوزي " . و أقره الحافظ
.

(2/295)

797 - " الإحصان إحصانان : إحصان عفاف ، و إحصان نكاح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 210 ) :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 182 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 2
/ 15 / 1 و 14 / 358 / 1 ) عن مبشر بن عبيد قال : سمعت الزهري يحدث عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا ، زاد ابن عساكر في رواية : " فمن قرأها ( و
المحصنات ) بكسر الصاد فهن العفائف ، و من قرأها ( المحصنات ) فهن المتزوجات
" . و هذا مدرج في الحديث بلا شك . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزهري إلا
مبشر " . قلت : قال الهيثمي ( 4 / 263 ) : " و هو متروك " . و عزاه للبزار أيضا
. قلت : و قد قال فيه الإمام أحمد : " كان يضع الحديث " . قلت : و لهذا كان على
السيوطي أن لا يورده في " الجامع الصغير " وفاء بوعده أنه صانه عما تفرد به
وضاع أو كذاب .

(2/296)

798 - " عليكم بغسل الدبر ، فإنه يذهب بالباسور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 210 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 99 ) و ابن عدي ( 87 / 1 ) و
أبو نعيم في " الطب " ( 2 / 25 / 1 ) من طريق أبي يعلى عن عثمان بن مطر
الشيباني : حدثنا الحسن بن أبي جعفر : حدثنا علي بن الحكم عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و قال ابن عدي : " هذا يرويه ابن أبي جعفر عن علي بن الحكم و عن ابن
أبي جعفر عثمان بن مطر ، و لعل البلاء من عثمان " . قلت : و قال ابن حبان : "
كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و
ضعفه غيره . و شيخه الحسن بن أبي جعفر ضعيف ، و في ترجمته ساقه ابن عدي مع
أحاديث ( أخرى ) ، ثم قال : " و هو عندي ممن لا يتعمد الكذب ، و هو صدوق ، و
لعل هذه الأحاديث التي ( أنكرت ) عليه توهمها توهما ، أو شبه عليه فغلط " . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن السني و أبي نعيم عن ابن عمر
. و قال المناوي : " و رواه عنه أيضا أبو يعلى و الديلمي ، و أورده في
" الميزان " في ترجمة عثمان بن مطر الشيباني من حديثه ، و نقل عن جمع تضعيفه ،
و أن حديثه منكر ، و لا يثبت . و ساقه في " اللسان " في ترجمة عمر بن عبد
العزيز الهاشمي ، و قال : شيخ مجهول ، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها " . قلت
: و هو من روايته بإسناده عن الحارث عن علي مرفوعا . و الحارث و هو الأعور متهم
كما تقدم مرارا .

(2/297)

799 - " ما الميت في قبره إلا كالغريق المستغيث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ
أو صديق ، فإذا لحقته كانت أحب أليه من الدنيا و ما فيها ، و إن الله عز وجل
ليدخل على أهل القبور من دعاء أهل الدور أمثال الجبال ، و إن هدية الأحياء
إلى الأموات الاستغفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 211 ) :

منكر جدا . رواه الضياء في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد و غيره " (
268 / 1 ) من طريق ابن شاذان : حدثنا محمد بن الفضل العطار قال : أخبرنا محمد
بن جابر بن أبي عياش المصيصي : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا يعقوب
بن القعقاع عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . و رواه الضياء في " السنن " أيضا
( 86 / 2 ) عن الفضل بن محمد الباهلي : حدثنا محمد بن جابر به . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، علته ابن أبي عياش هذا ، قال الذهبي : " لا أعرفه ، و خبره منكر
جدا " . ثم ساق له هذا الحديث . و قال الحافظ في " اللسان " : " أورده البيهقي
في " الشعب " و نقل عن أبي علي الحافظ ، أنه غريب من حديث ابن المبارك ، لم يقع
عند أهل خراسان ، قال : و لم أكتبه إلا عن هذا الشيخ . يعني الفضل بن محمد .
قال البيهقي : و تابعه محمد بن خزيمة عن ابن أبي عياش ، و ابن أبي عياش تفرد به
" .

(2/298)

800 - " إن الله خلق الجنة بيضاء ، و إن أحب الزي إلى الله عز وجل البياض ، فألبسوها
أحياءكم ، و كفنوها موتاكم ، ثم جمع الرعاء ، فقال : من كان فيكم ذا غنم سود
فليخلطها ببيض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 211 ) :

موضوع . رواه أبو جعفر البختري في " ستة مجالس " ( 115 / 1 - 2 ) و أبو
نعيم في " صفة الجنة " ( ق 20 / 2 ) عن هشام بن أبي هشام قال : أخبرنا عبد
الرحمن بن حبيب مولى بني مخزوم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا عبد الرحمن بن حبيب هو ابن أدرك ، قال النسائي : "
منكر الحديث ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و في " الميزان " : " صدوق ، و
له ما ينكر " . و هشام بن أبي هشام هو ابن زياد متفق على تضعيفه . و قال ابن
معين و النسائي : " ليس بثقة " . و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الثقات
" . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البزار عن ابن عباس
دون قوله : " فألبسوها إلخ " فقال المناوي : " قال الهيثمي عقب عزوه للبزار : "
فيه هشام بن زياد و هو متروك " . و ظاهر حال المصنف أنه لم يره مخرجا لأحد من
الستة و إلا لما عدل عنه ، و إنه لشيء عجاب ، فقد خرجه ابن ماجه عن ابن عباس
المذكور بلفظ : " إن الله خلق الجنة بيضاء ، و أحب الزي إليه البياض فليلبسها
أحياؤكم ، و كفنوا فيها موتاكم " . انتهى بلفظه " . قلت : و أنا في شك كبير من
وجود هذا الحديث في " سنن ابن ماجه " فقد راجعته في مظانه : " الجنائز " ، و "
اللباس " و " صفة الجنة " فلم أجده ، و يؤيده أنه ليس في مسند ابن العباس من
" ذخائر المواريث " للنابلسي ، و لا في أصله " تحفة الأشراف " للحافظ المزي ، و
لا في فهرست ابن ماجه الذي وضعه محمد عبد الباقي في آخر " السنن " التي قام هو
على تحقيقها . و لم يعزه لابن ماجه ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 1 / 218 -
219 ) ، و لا دل على شيء منه كتاب " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث " للمستشرقين
. و الله أعلم . ثم رأيت الحديث في " زوائد مسند البزار " ( ص 170 ) من طريق
هشام أبي المقدام عن حبيب بن الشهيد عن عطاء به . و قال الهيثمي عقبه : " هشام
ضعيف متروك " . ثم أخرجه أبو نعيم عن أبي شهاب عن حمزة عن عمرو بن دينار عن ابن
عباس نحوه ، و حمزة هذا هو ابن أبي حمزة الجعفي النصيبي قال الحافظ : " متروك
متهم بالوضع " .

(2/299)

801 - " إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، و إن الله تعالى جعل ذريتي في صلب
علي بن أبي طالب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 212 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 1 / 258 / 2 ) : عن عبادة بن زياد الأسدي : حدثنا
يحيى بن العلاء الرازي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا . قلت : و
هذا موضوع ، آفته يحيى بن العلاء ، كذاب يضع كما تقدم مرارا . و الحديث أورده
السيوطي في " الجامع " ، من رواية الطبراني عن جابر ، و الخطيب في " التاريخ "
عن ابن عباس ، فقال المناوي في رواية الطبراني : " قال الهيثمي ( 9 / 172 ) :
فيه يحيى بن العلاء و هو متروك . و قال ابن الجوزي قال أحمد : يحيى بن العلاء
كذاب يضع . و قال الدارقطني : " أحاديثه موضوعة " . و ذكر في " الميزان " نحوه
في ترجمة العلاء ، و أورد له أخبارا هذا منها " . ثم قال في رواية الخطيب : "
قال ابن الجوزي : " حديث لا يصح ، فيه ابن المرزبان ، قال ابن الكاتب : كذاب ،
و من فوقه إلى المنصور ما بين مجهول و غير موثوق " . و في " الميزان " في ترجمة
عبد الرحمن بن محمد الحاسب : " لا يدرى من ذا ؟ و خبره كذب ، رواه الخطيب " .
ثم ساق هذا الخبر " .

(2/300)

802 - " كل بني أنثى ، فإن عصبتهم لأبيهم ، ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم و أنا
أبوهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 213 ) :
ضعيف . رواه الطبراني ( 1 / 258 / 2 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي :
حدثنا بشر بن مهران : حدثنا شريك بن عبد الله عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن
حصين عن عمر مرفوعا . ثم رواه عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت حسين عن
فاطمة الكبرى مرفوعا . قلت : و الطريق الأول واه بمرة : شريك هو القاضي و هو
ضعيف . و بشر بن مهران قال ابن أبي حاتم : " ترك أبي حديثه " . و به أعل
المناوي الحديث تبعا للهيثمي . و خفي عليهما أنه من رواية محمد بن زكريا
الغلابي ، و هو كذاب . و أما الطريق الثاني : فهو خير من هذا ، فإن شيبة بن
نعامة ، ضعفه يحيى بن معين و " يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه ، و عن غيره من
الثقات ما يخالف حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به " . ثم تناقض فأورده في
" الثقات " أيضا ! و المعتمد أنه ضعيف . و الحديث قال الهيثمي ( 9 / 173 ) : "
رواه الطبراني و أبو يعلى و فيه شيبة بن نعامة لا يجوز الاحتجاج به " . قال
المناوي : " و أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " و قال : " لا يصح " .
فقول المصنف ( يعني السيوطي ) : " هو حسن " غير حسن " .

(2/301)

803 - " كل من ورد القيامة عطشان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 214 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 3 / 356 ) من طريق محمد بن هارون بن برية الهاشمي
قال : حدثنا السري بن عاصم : حدثنا ابن السماك : حدثنا الهيثم بن جماز قال :
دخلت على يزيد الرقاشي في يوم شديد حر . فقال : ادخل يا هيثم ! ادخل ادخل ، حتى
نبكي على الماء البارد ، و قد عطش نفسه أربعين سنة ، ثم قال : حدثني أنس بن
مالك فذكره مرفوعا . و قال : " ابن برية في حديثه مناكير كثيرة ، قال
الدارقطني : لا شيء " . قلت : و قال الخطيب في مكان آخر ( 7 / 403 ) : " ذاهب
الحديث يتهم بالوضع " . و قال ابن عساكر : " يضع الحديث " . كما يأتي قريبا تحت
الحديث ( 806 ) . قلت : لكنه لم يتفرد به ، فقد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (
6 / 54 ، 8 / 216 ) عن علي بن المبارك المسروري ( و في الموضع الآخر ، المروزي
و هو تصحيف ) حدثنا السري بن عاصم به . لكن المسروري هذا لا يستشهد به ، فقد
ترجمه الخطيب ( 12 / 105 - 106 ) و أشار إلى سوء حفظه ، و لكن الذهبي اتهمه
بخبر كذب . قال الحافظ في " اللسان " : " و الخبر المذكور في " الفضائل " من
كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي " . ثم إن السري بن عاصم كذبه ابن خراش ، و
اتهمه النقاش بأنه وضع حديثا . و ذكر له الذهبي أحاديث وصفها بأنها من بلاياه و
مصائبه ، منها الحديث الآتي عقب هذا . و الهيثم بن جماز متروك كما قال النسائي
و الساجي ، بل ذكره البرقي في الكذابين . و يزيد الرقاشي ضعيف . فلا أدري كيف
استجاز السيوطي أن يورد هذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم
، مع ما في سنده من هؤلاء الكذابين و الضعفاء ! و من هذا الوجه أخرجه ابن عساكر
في " تاريخ دمشق " ( 18 / 115 / 1 ) . ثم رواه من طريق أخرى عن السري بن عاصم
به . فهذه ثلاث طرق إلى السري فهو آفة الحديث ، إن سلم من الهيثم . و الله أعلم
.

(2/302)

804 - " الإيمان بالقدر يذهب الهم و الحزن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 214 ) :

ضعيف . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 18 / 1 ) عن أبي سعيد الحسن بن
أحمد الطوسي قال : أخبرنا جماهر بن محمد قال : أخبرنا علي بن الحسين قال
: أخبرنا المزاحم بن عوام عن الأوزاعي عن عمرو بن أبي لبابة عن أبي هريرة
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم لم أعرف منه أحدا من رواته غير الأوزاعي ، و
لا أعرف في الرجال ( عمرو ) فلعل في النسخة تصحيفا . ثم وقفت على الحديث عند
الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 359 ) من طريق الحاكم ، فرأيته فيه
" عبدة بن أبي لبابة " و هو ثقة ، فالآفة ممن دونه . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " من رواية الحاكم في " تاريخه " و القضاعي عن أبي هريرة
، فقال المناوي : " و فيه السري بن عاصم الهمداني مؤدب المعتز ، قال في
" الميزان " : وهاه ابن عدي و قال : يسرق الحديث ، و كذبه ابن خراش ، قال : و
من بلاياه هذا الخبر ، و أورده ابن الجوزي في " الواهيات " و قال : السري قال
ابن حبان : " لا يحل الاحتجاج به " . قلت : و سبقت ترجمته بأتم منه في الحديث
الذي قبله ، لكنه ليس هو في إسناد القضاعي و الحاكم كما رأيت ، و هو يرويه عن
محمد بن مصعب : حدثنا الأوزاعي به كما في " الميزان " .

(2/303)

805 - " إن الله إذا أراد أن يجعل عبدا للخلافة مسح يده على جبهته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 215 ) :

موضوع . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 2 / 150 ) من طريق مسرة بن عبد الله
- مولى المتوكل على الله - قال : نبأنا الحسن بن يزيد قال : نبأنا عبد الله بن
المبارك قال : نبأنا سليمان بن مهران : قال إبراهيم بن جعفر الأنصاري المعروف
بالراهب عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال : " مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث
" . قلت : و ساق له الذهبي في ترجمته حديثا قال : إنه موضوع ، و نقل الحافظ في
" اللسان " عن الخطيب أنه قال : " هذا الحديث كذب ، و الحمل فيه على مسرة . قلت
: و من موضوعاته ...... " . قلت : ثم ساق الحافظ له حديثا ثالثا فيظهر مما
ذكرنا أن مسرة كذاب وضاع . فما كان يحسن بالسيوطي أن يورد هذا الحديث من رواية
الخطيب هذه في " الجامع الصغير " ! لاسيما مع قول الخطيب : " إنه حديث كذب " .
و لا يبرر له ذلك إتباعه إياه بحديث ابن عباس الآتي بعده ، لأن فيه وضاعا أيضا
، و إن خفي ذلك على بعضهم . و كذلك ما رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 417 ) و
ابن عدي في " الكامل " ( 327 / 2 ) و ابن النجار ( 10 / 183 / 1 ) عن مصعب
النوفلي عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا به . فقد قال
العقيلي : " مصعب النوفلي مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، و لا يتابع عليه "
. و قال ابن عدي : " و هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، و البلاء فيه من مصعب بن
عبد الله النوفلي هذا ، و لا أعلم له شيئا آخر " . و أما حديث ابن عباس فهو :
" إن الله إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على ناصيته ، فلا تقع عليه
عين أحد إلا أحبه " .

(2/304)

806 - " إن الله إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على ناصيته ، فلا تقع عليه
عين أحد إلا أحبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 216 ) :
موضوع . رواه الحاكم ( 3 / 331 ) : حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ -
بالكوفة - : حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي : حدثنا موسى بن
عبد الله بن موسى الهاشمي : حدثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول
: " دخلت على أبي جعفر المنصور فرأيت له جمة ، فجعلت أنظر إلى حسنها ، فقال
: كان لأبي محمد بن علي جمة ، و حدثني أن أباه علي بن عبد الله كانت له جمة ، و
حدثني أن أباه عبد الله بن عباس كانت له جمة ، و كان للعباس جمة ، و حدثني أن
النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جمة ، و كان لهاشم بن عبد مناف جمة ، فقلت
لأبي إني لأعجب من حسنها ، قال : ذلك نور الخلافة ، قال : حدثني أبي عن أبيه عن
جده قال : فذكره . و قال : " رواة هذا الحديث عن آخرهم كلهم هاشميون معروفون
بشرف الأصل " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : ليسوا معتمدين " . قلت : و هذا
كلام مجمل ، و هاك تفصيله : أبو جعفر المنصور هو الخليفة العباسي المعروف ، و
حاله في الحديث غير معروف . و يعقوب بن جعفر بن سليمان و أبوه ، لم أجد من
ترجمهما . و أما محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي ، فهو آفة الحديث ، و يعرف بابن
برية ، ترجمه الخطيب ( 3 / 356 ) و قال : " في حديثه مناكير كثيرة " . ثم روى
عن الدارقطني أنه قال : " لا شيء " . و قال الخطيب في مكان آخر ( 7 / 403 ) :
" ذاهب الحديث ، يتهم بالوضع " . قلت : و قال الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 4 / 328 / 2 ) : " هو من ولد أبي جعفر المنصور ، يضع الحديث " . قلت : فهذا
من وضعه و لا شك ، و لا أدري كيف فات هذا الحافظ ابن حجر فقد أعله بشيخ الحاكم
كما في " فيض القدير " و قال : " إنه ضعيف ، و هو من الحفاظ " ! و لا يستقيم
هذا الإعلال لوجهين : الأول : ما عرفته من حال ابن برية . الثاني : أن شيخ
الحاكم لم يتفرد به ، فقد أخرجه ابن الجوزي في " المسلسلات " ( الحديث - 43 ) و
الكازروني في " مسلسلاته " أيضا ( ق 331 / 2 ) من طريق أحمد بن يعقوب قال
: حدثنا محمد بن هارون به دون قوله : " فلا تقع عليه ..... " . و أحمد بن يعقوب
هذا هو أبو الحسن المعدل ، ترجمه الخطيب ( 5 / 227 ) و ذكر أنه روى عن جماعة
منهم ابن برية هذا ، ثم روى عن أبي نعيم أنه قال فيه : " ثقة " . فبرئت منه
عهدة شيخ الحاكم ، و انحصرت التهمة في ابن برية ، و الله الموفق . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 97 ) من طريقين آخرين من حديث أبي
هريرة و أنس ، و سيأتي تحقيق الكلام عليهما برقم ( 2217 ) .

(2/305)

807 - " أبغض العباد إلى الله عز وجل من كان ثواباه خيرا من عمله ، أن تكون ثيابه
ثياب الأنبياء ، و عمله عمل الجبارين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 217 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 172 ) عن أبي صالح كاتب الليث :
حدثنا سليم بن عيسى أبو يحيى عن سفيان الثوري عن جعفر بن برقان عن ميمون بن
مهران عن عائشة مرفوعا . ذكره في ترجمة سليم هذا و قال : " مجهول في النقل
، حديثه ( هذا ) منكر غير محفوظ " . و قال الذهبي : " روى عن الثوري خبرا منكرا
، ساقه العقيلي " . ثم ساقه من طريقه ثم قال : " قلت : هذا باطل " . قلت : و
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 51 ) من طريق العقيلي هذه و أعله
بكلامه الذي نقلته آنفا و بكاتب الليث ، و قال : قال أحمد : ليس بشيء ، و أقره
السيوطي في " اللآليء " ( برقم 2287 ) على وضعه ، و زاد عليه أنه نقل كلمة
الذهبي أنه باطل . و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 335 / 2 ) . و مع
ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية العقيلي و الديلمي ! فتعقبه
شارحه المناوي بما خلاصته أن ابن الجوزي قال : " موضوع " . و أقره عليه السيوطي
في الأصل ( يعني الجامع الصغير ) " و ممن جزم بوضعه ابن عراق و الهندي . قلت
: و سليم بن عيسى هذا الذي جهلوه ، إنما هو - فيما أرى - سليمان بن عيسى بن
نجيح المعروف بالكذب ، فقد أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 80 من
مختصره للحافظ ) هكذا : عن سليمان بن عيسى بن نجيح عن الثوري به . و قال الحافظ
عقبه : " قلت : سليمان متروك " . و قال الذهبي في " الميزان " : " هالك ، قال
الجوزجاني : كذاب مصرح . و قال أبو حاتم : كذاب . و قال ابن عدي : يضع الحديث
" . ثم ذكر له عدة أحاديث من بلاياه !

(2/306)

808 - " أوحى الله إلى الدنيا : أن اخدمي من خدمني ، و أتعبي من خدمك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 218 ) :

موضوع . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 44 ) عن الحسين بن داود البلخي :
حدثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا .
و قال : " تفرد بروايته الحسين عن الفضيل و هو موضوع ، و رجاله كلهم ثقات سوى
الحسين بن داود و لم يكن ثقة " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 /
136 ) من طريق الخطيب هذه و من طريق أخرى عن الحسين البلخي به و ذكر كلام
الخطيب محتجا به . و تعقبه السيوطي بأن له شاهدا عن قتادة بن النعمان ، و لكن
فيه مجاهيل ، و هو : " أنزل الله إلي جبريل في أحسن ما كان يأتي صورة فقال : إن
الله عز وجل يقرئك السلام يا محمد ! و يقول لك : إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري
و تكدري و تضيقي و تشددي على أوليائي ، كي يحبوا لقائي ، و تسهلي و توسعي و
تطيبي لأعدائي ، حتى يكرهوا لقائي ، فإن خلقتها سجنا لأوليائي ، و جنة لأعدائي
" .

(2/307)

809 - " أنزل الله إلي جبريل في أحسن ما كان يأتي صورة فقال : إن الله عز وجل يقرئك
السلام يا محمد ! و يقول لك : إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري و تكدري و تضيقي
و تشددي على أوليائي ، كي يحبوا لقائي ، و تسهلي و توسعي و تطيبي لأعدائي ،
حتى يكرهوا لقائي ، فإن خلقتها سجنا لأوليائي ، و جنة لأعدائي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 218 ) :
منكر . رواه الطبراني ، و عنه ابن المرزبان في " الفوائد " ( 1 / 2 ) و ابن
عساكر في " التاريخ " ( 17 / 409 / 1 - 2 ) من طريق البيهقي و هذا في " الشعب "
، قال الطبراني : حدثنا الوليد بن حماد الرملي : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
الفضل ( الأصل المفضل و هو خطأ ) بن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري : حدثني أبي
، الفضل عن أبيه عاصم عن أبيه عن قتادة بن النعمان مرفوعا . و قال البيهقي
: " لم نكتبه إلا بهذا الإسناد ، و فيهم مجاهيل " . " و أورده السيوطي في "
اللآليء " ( ص 506 ) شاهدا للحديث الذي قبله . و من غرائبه أنه أورده في
" الجامع الصغير " من رواية البيهقي فقط دون رواية الطبراني ! و المجاهيل الذين
أشار إليهم البيهقي هم الفضل بن عاصم ، و ابنه عبد الله ، و شيخ الطبراني
الوليد الرملي ، و قد أورده الحافظ ابن حجر في " اللسان " و ساق له هذا الحديث
، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، إشارة منه إلى أنه مجهول ، و لكنه قال : "
أخرجه الطبراني عن الوليد ، و قد أشار العلائي في " الموشى " إلى أن عبد الله و
أباه لا يعرفان " . قلت : و في متن الحديث عندي نكارة ظاهرة ، و الله أعلم ، ثم
رأيت الحديث في " المجموع " ( 6 / 76 / 1 ) ساق فيه كاتبه إسناد الحديث نقلا عن
الطبراني كما في " اللآليء " مع التصحيح الذي ذكرناه في اسم الفضل .

(2/308)

810 - " إن الله أمرني بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 219 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 34 / 1 ) و ابن مردويه في " ثلاثة
مجالس من الأمالي " ( 192 / 1 ) عن بشر بن عبيد الدارسي : أخبرنا عمار بن عبد
الرحمن عن المسعودي عن عبد الله بن أبي ملكية عن عائشة مرفوعا . و من هذا
الوجه رواه أبو مطيع المصري في " الأمالي " أيضا ( 1 / 33 / 2 ) و الديلمي ( 1
/ 2 / 320 ) . و عزاه السيوطي في " الدر المنثور " ( 2 / 90 ) للحكيم الترمذي و
ابن عدي بسند فيه متروك . و قال ابن عدي : " بشر بن عبيد منكر الحديث ، و هو
بين الضعف و لم أجد للمتقدمين فيه كلاما ، و هو إذا روى إنما يروي عن ضعيف مثله
أو مجهول أو محتمل ، أو يروي عمن يرويه عن أمثالهم " . و كذبه الأزدي . و ساق
له الذهبي أحاديث منها هذا ، ثم عقبها بقوله : " و هذه الأحاديث غير صحيحة ، و
الله المستعان " .

(2/309)

811 - " بعثت بمدارة الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 219 ) :

موضوع . رواه أبو سعد الماليني في " الأربعين الصوفية " ( 8 / 2 ) عن عبيد
الله بن لؤلؤ الصوفي : أخبرني عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبيد الله يقول :
أخبرني محمد بن سوار : أخبرني مالك بن دينار ، و معروف بن علي عن الحسن عن
محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما أنزلت سورة براءة : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و آفته ابن لؤلؤ
هذا أو شيخه ، و هما بغداديان ، و قد ترجم لهما الخطيب في " تاريخه " ، و ساق
في ترجمة الأول منهما حديثا ظاهر الوضع ثم قال ( 10 / 358 ) : " هذا الحديث
موضوع من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل ، أو وضع عليه . و الله أعلم " . و لما
ترجم لابن واصل لم يقل فيه شيئا سوى أنه ساق له حديثا آخر من طريق ابن لؤلؤ هذا
عنه ، و سكت عليه ، و لوائح الوضع عليه ظاهرة كهذا الحديث . و الله أعلم . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " عن جابر .
و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه عبيد الله بن لؤلؤ عن عمر بن واصل ، قال في
" لسان الميزان " : يروي عنه الموضوع و عمر بن واصل اتهمه الخطيب بالوضع ، و
فيه أيضا مالك بن دينار الزاهد ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و وثقه بعضهم
" .

(2/310)

812 - " يا عائشة ! أما تعلمين أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران ، و كلثم أخت
موسى ، و امرأة فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 220 ) :

منكر . رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 288 ) بسند صحيح عن أبي الربيع
السمتي : حدثنا عبد النور بن عبد الله بن سنان عن يونس بن شعيب عن أبي أمامة
مرفوعا . ذكره من حسان حديث أبي عبيد الله محمد بن أحمد بن عمرو الأبهري . و
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 469 ) عن إبراهيم بن عرعرة : حدثنا عبد النور به
. و قال : " يونس بن شعيب حديثه غير محفوظ ، قال البخاري : منكر الحديث " . و
قال ابن عدي كما في اللسان " : " هذا الحديث هو الذي أنكره عليه البخاري " .
قلت : لكن الراوي عنه مثله أو شر منه ، فقد قال فيه الذهبي : " كذاب " . ثم
اتهمه بوضع الحديث . لكن الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني
في " الكبير " عن سعد بن جنادة و قال المناوي : " قال الهيثمي : فيه من لم
أعرفه " .

(2/311)

813 - " إن الله تبارك و تعالى كتب الغيرة على النساء ، و الجهاد على الرجال ، فمن
صبر منهن كان لها مثل أجر الشهيد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 220 ) :
منكر . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 61 / 2 ) و العقيلي ( ص
268 ) و ابن الأعرابي في " معجمه " ( 82 / 1 ) و عنه القضاعي ( 93 / 1 ) و
الدولابي ( 2 / 100 ) و ابن عدي ( 279 - 280 ) و البزار عن عبيد بن الصباح عن
كامل بن العلاء عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا ، قال
المناوي : " قال البزار لا نعلمه إلا من هذا الوجه ، و عبيد لا بأس به ، و كامل
كوفي مشهور ، على أنه لم يشاركه أحد فيه " . و قال الهيثمي ( 4 / 320 ) : "
رواه البزار و الطبراني و فيه عبيد بن الصباح ، ضعفه أبو حاتم ، و وثقه البزار
، و بقية رجاله ثقات " . قلت : و أورد ابن أبي حاتم حديثه هذا في " العلل " ( 1
/ 313 ) و قال : " سألت أبي عنه ؟ قال : هذا حديث منكر ، و قال مرة أخرى : هذا
حديث موضوع بهذا الإسناد " . قلت : و ساقه الذهبي في ترجمة عبيد بن الصباح من
مناكيره ، و كأنه نسي هذا فصحح له حديثا آخر تبعا للحاكم : بلفظ : " إذا أردت
أن تغزو ..... " و هو في " الترغيب " ( 2 / 162 ) .

(2/312)

814 - " ما تشهد الملائكة من لهوكم إلا الرهان و النضال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 221 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 203 / 1 ) عن عمرو بن عبد الغفار عن الأعمش
عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، عمرو هذا قال
الذهبي : " متهم ، قال أبو حاتم : متروك الحديث ، و قال ابن عدي : اتهم بوضع
الحديث . و قال العقيلي و غيره : منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع " من رواية الطبراني هذه ، و بيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء !

(2/313)

815 - " إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 221 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن جرير في " التفسير " ( 5 / 574 / 5753 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 463 ) و الواحدي في تفسيره " الوسيط " ( 1 / 91 / 2 ) عن يحيى بن
سعيد العطار : حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة عن وبرة بن عبد الرحمن عن
ابن عمر مرفوعا ، ثم قرأ عبد الله بن عمر *( و لولا دفع الله الناس بعضهم
ببعض لفسدت الأرض )* . و قال العقيلي : " يحيى بن سعيد العطار شامي منكر الحديث
لا يتابع على حديثه ، و ليس بمشهور بالنقل ، قال ابن معين : ليس بشيء " . و
رواه ابن عدي ( 100 / 2 ) من هذا الطريق في ترجمة حفص و قال : " لا يرويه عن
ابن سوقة غير حفص ، و عامة حديثه غير محفوظ " . قلت : و هو أبو عمر الأسدي
القاريء ، و هو ضعيف جدا ، بل قال ابن خراش : " كذاب يضع الحديث " . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع " برواية الطبراني فقد ، و قال شارحه المناوي : "
ضعفه المنذري ، و قال الهيثمي : فيه يحيى بن سعيد العطار و هو ضعيف . و في
" الميزان " : يحيى هذا ضعفه ابن معين و وهاه أبو داود ، و قال ابن خزيمة : لا
يحتج به ، ثم أورد له هذا الخبر " . قلت : إعلال الحديث بحفص بن سليمان كما فعل
ابن عدي أولى من إعلاله بالعطار لشدة ضعفه كما عرفت ، و لأنه فوقه في الطبقة .

(2/314)

816 - " شهيد البر يغفر له كل ذنب إلا الدين و الأمانة ، و شهيد البحر يغفر له كل ذنب
و الدين و الأمانة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 222 ) :

ضعيف . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 51 ) و ابن النجار ( 10 / 167 /
2 ) عن نجدة ابن المبارك : حدثنا حسن المرهبي عن طالوت عن إبراهيم بن أدهم عن
هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا
. قلت : و هذا سند ضعيف ، نجدة هذا قال الحافظ : " مقبول " . و يزيد الرقاشي
زاهد ضعيف . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم
فقط ، و تعقبه المناوي بقوله : " قضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من
الستة و إلا لما عدل عنه ، و الأمر بخلافه ، فقد عزاه في " الفردوس " و غيره
إلى ابن ماجة من حديث أنس مرفوعا . قال ابن حجر : " و سنده ضعيف " . و قال جدنا
الأعلى الإمام الزين العراقي : و فيه يزيد الرقاشي ضعيف " . قلت : و ما تعقب به
السيوطي لا وجه له ، بل هو ذهول عن أن السيوطي قد ساق حديث ابن ماجه عن أنس عقب
هذا الحديث مباشرة ! و هو حديث طويل ، هذا الحديث قطعه منه . و سنده أشد ضعفا
من هذا و هو الحديث الآتي : " شهيد البحر مثل شهيد البر ، و المائد في البحر
كالمتشحط في دمه في البر ، و ما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله ، و إن
الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر ، فإنه يتولى قبض
أرواحهم ، و يغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين ، و لشهيد البحر الذنوب و
الدين " .

(2/315)

817 - " شهيد البحر مثل شهيد البر ، و المائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر ، و
ما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله ، و إن الله عز وجل وكل ملك لاموت
بقبض الأرواح إلا شهيد البحر ، إنه تولى قبض أرواحهم ، و يغفر لشهيد البر
الذنوب كلها إلا الدين ، و لشهيد البحر الذنوب و الدين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 222 ) :

موضوع بهذا التمام . رواه ابن ماجه رقم ( 2778 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " ( ق 25 / 1 مجموع 6 ) عن قيس بن محمد الكندي : حدثنا عفير بن معدان
الشامي عن سليم بن عامر قال : سمعت أبا أمامة يقول فذكره . قلت : و هذا
إسناد ضعيف جدا ، بل الغالب أنه موضوع على سليم بن عامر الثقة ، فإن في متن
الحديث من المبالغة ما لا نعرفه في الأحاديث الصحيحة ، و آفته عندي عفير هذا ،
فإنه متهم . قال أبو حاتم : " يكثر عن سليم عن أبي أمامة بما لا أصل له " . قلت
: و هذا منه ، و تقدم له حديث آخر موضوع برقم ( 291 ) . و الحديث عزاه السيوطي
في " الجامع " لابن ماجه و الطبراني في الكبير " . و ذكر المناوي أن الطبراني
رواه عن الكندي أيضا ثم قال : " قال الزين العراقي : و عفير بن معدان ضعيف جدا
" . و اعلم أن هذا الحديث و الذي قبله مخالف لعموم قوله صلى الله عليه وسلم :
" يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين " . أخرجه مسلم و غيره من حديث ابن عمرو رضي
الله عنهما ، و هو مخرج عندي في " إرواء الغليل " ( 118 ) و " تخريج مشكلة
الفقر " ( 67 ) و " تخريج الحلال و الحرام " ( 348 ) .

(2/316)

818 - " لا تتؤضؤوا في الكنيف الذي تبولون فيه ، فإن وضوء المؤمن يوزن مع حسناته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 223 ) :

موضوع . رواه ابن النجار ( 10 / 129 / 1 ) عن يحيى بن عنبسة حدثنا حميد عن
أنس مرفوعا . قلت : و يحيى هذا قال ابن حبان : " دجال وضاع " . و قال ابن
عدي : " منكر الحديث مكشوف الأمر " . ذكره الذهبي . ثم ساق له أحاديث منها هذا
ثم قال : " هذا كله من وضع هذا المدبر " .

(2/317)

819 - " آفة الدين ثلاثة : فقيه فاجر ، و إمام جائر ، و مجتهد جاهل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 223 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 328 ) و عنه الديلمي في
" المسند " ( 1 / 1 / 76 ) عن نهشل بن سعيد الترمذي عن الضحاك عن ابن عباس
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، و فيه علتان : 1 - الانقطاع بين الضحاك
و ابن عباس . 2 - نهشل بن سعيد كذاب كما قال ابن راهويه و الطيالسي ، و قال ابن
حبان : " يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم " . و قال أبو سعيد النقاش : " روى
عن الضحاك الموضوعات " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الديلمي عن ابن عباس . فقال المناوي : " و رواه عنه أبو نعيم . و من طريقه و
عنه تلقاه الديلمي ، و نهشل قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال ابن راهويه :
كان كذابا ، و الضحاك لم يلق ابن عباس ، و من ثم قال المؤلف في درر البحار : "
سنده واه " . قلت : فكان على السيوطي أن لا يورده في " الجامع " وفاء بشرطه !

(2/318)

820 - " أجوع الناس طالب العلم ، و أشبعهم الذي لا يبتغيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 224 ) :

موضوع . رواه ابن حبان في " كتاب المجروحين " ( 2 / 261 - 262 ) و أبو نعيم
في " أخبار أصبهان " ( 1 / 259 ) و عنه الديلمي ( 1 / 1 / 85 ) عن محمد بن
الحارث عن ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال : " سئل النبي صلى الله
عليه وسلم : أي الناس أجوع ؟ قال : طالب العلم . قال : فأيهم أشبع ؟ قال : الذي
لا يبتغيه " . قلت : آفته ابن البيلماني ، و اسمه محمد بن عبد الرحمن ، قال
الذهبي : " ضعفوه ، قال النسائي و أبو حاتم : منكر الحديث ، و قال ابن حبان :
حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتين حديث كلها موضوعة " . قلت : ثم ساق له أحاديث
هذا أحدها . و قال ابن عدي : " كل ما يرويه البيلماني فإن البلاء فيه منه ، و
محمد بن الحارث أيضا ضعيف " . و قال الحافظ ابن حجر في " الغرائب الملتقطة من
مسند الفردوس " : " قلت : محمد بن الحارث و شيخه ضعيفان " . قلت : و تقدم لهما
حديث آخر برقم ( 54 ) .

(2/319)

821 - " احبسوا على المؤمنين ضالتهم ، قالوا : و ما ضالة المؤمنين ؟ قال : العلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 224 ) :
موضوع . رواه الديلمي في " المسند " ( 1 / 1 / 20 ) و عفيف الدين أبو
المعالي في " فضل العلم " ( 114 / 1 ) عن عمرو بن حكام عن بكر عن زياد بن أبي
حسان عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، زياد هذا قال الحاكم و النقاش :
" روى عن أنس و غيره أحاديث موضوعة " . و كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه ، و
قال الدارقطني : " متروك " . و بكر هو ابن خنيس ، قال النسائي و غيره : ضعيف .
و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 186 ) : " يروي عن البصريين و الكوفيين
أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها " . و عمرو بن حكام ضعيف ، و إنما
آفة الحديث ممن فوقه . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي
و ابن النجار في " تاريخه " عن أنس فتعقبه المناوي بقوله : " و فيه إبراهيم بن
هاني أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " مجهول أتى بالبواطيل " . عن عمرو
بن حكام تركه أحمد و النسائي . عن بكر بن خنيس قال الدارقطني : متروك عن زياد
بن أبي حسان تركوه " . فاعجب من السيوطي كيف سود كتابه بحديث هذا حال إسناده ،
ثم ازدد عجبا منه حين تعلم أنه هو نفسه أورد الحديث في ذيل الأحاديث الموضوعة
" ( ص 42 ) من رواية الديلمي !!

(2/320)

822 - " إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده ، فإن يك حقا كنتم شريكا في الأجر ، و إن
يك باطلا كان وزره عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 225 ) :

موضوع . رواه عثمان بن محمد المحمي في " حديثه " ( 208 / 1 ) عن بعاد بن
يعقوب قال : حدثنا سعيد بن عمرو العنبري عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته
مسعدة بن صدقة هذا ، قال الدارقطني : " متروك " . ذكره الذهبي ثم ساق له هذا
الحديث ثم قال : " هذا موضوع " . و وافقه الحافظ في " اللسان " . و أما السيوطي
فذهل عن قول هذين الحافظين فأورده في " الجامع الصغير " من رواية الحاكم في
" علوم الحديث " و أبي نعيم و ابن عساكر عن علي . فتعقبه المناوي بقوله : " رمز
لضعفه ، و ليس بضعيف فقط ، بل قال في " الميزان " : موضوع " .

(2/321)

823 - " اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 225 ) :

ضعيف جدا . رواه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 170 ، 350 ) عن أبي هرمز
: سمعت أنسا يقول فذكره مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، أبو هرمز هذا
اسمه نافع بن هرمز قال أبو حاتم : " متروك ذاهب الحديث " . و قال النسائي : "
ليس بثقة " . و اختلف فيه قول ابن معين ، فكذبه مرة ، و قال مرة : لا يكتب
حديثه . و قال مرة : لا أعرفه . و قال مرة : ليس بشيء . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي و الديلمي عن أنس . و تعقبه المناوي
بقوله : " و فيه أبو عبد الرحمن السلمي سبق أنه وضاع للصوفية ، و محمد بن أحمد
بن هارون قال الذهبي في " الضعفاء " : متهم بالوضع ، و نافع بن هرمز أبو هرمز
قال في " الميزان " : كذبه ابن معين . و تركه أبو حاتم و ضعفه أحمد انتهى . و
به يعرف أن سنده مهلهل بالمرة فكان ينبغي للمصنف حذفه " . قلت : السلمي و ابن
هارون ليس بشيء في سند السهمي ، و كذا ابن عدي ، فإن الجرجاني رواه عنه في أحد
الموضعين المشار إليهما ، فآفة الحديث أبو هرمز هذا فقط ، و حينئذ فلا يصل
الأمر إلى الحكم على الحديث بالوضع ، و الله أعلم .

(2/322)

824 - " بجلوا المشايخ ، فإن تبجيل المشايخ من إجلال الله تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 226 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 4 ) و ابن عدي ( 203 / 2 ) و
ابن منده في " تاريخ أصبهان " ( ق 235 / 2 ) عن صخر بن محمد الحاجبي : حدثنا
الليث بن سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا . و من هذا الوجه رواه لاحق بن محمد
الإسكافي في " شيوخه " ( 115 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته صخر هذا
قال ابن حبان عقبه : " لا تحل الرواية عنه " . و قال فيه ابن طاهر : " كذاب " .
و قال ابن عدي : " كان يضع الحديث ، حدث عن الثقات بالبواطيل " . و قال أيضا :
" و هذا حديث موضوع على الليث " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 /
182 ) من رواية ابن حبان عنه ، و أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 1 / 149 ) . و
رواه الخطيب من هذا الوجه في الجزء الثاني من " الجامع " كما في " المنتقى منه
" ( 18 / 2 ) .

(2/323)

825 - " جبل الخليل جبل مقدس ، و إن الفتنة لما ظهرت في بني إسرائيل أوحى الله تعالى
إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل الخليل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 227 ) :

منكر . رواه ابن عساكر ( 1 / 172 / 1 ) عن إبراهيم بن ناصح : أنبأنا نعيم
بن حماد : أنبأنا محمد بن حميد عن الوضين بن عطاء أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد واه جدا ، فإنه مع إرساله فيه نعيم
بن حماد و هو ضعيف جدا . و إبراهيم بن ناصح و هو الأصبهاني قال أبو نعيم :
" متروك الحديث " . و قال ابن مردويه في " تاريخه " : " حدث بمناكير " . قلت :
و هذا من منكراته ، بل أخشى أن يكون موضوعا ، و إن أورده السيوطي في " الجامع
الصغير " ، و لم يعله المناوي بأكثر من الإرسال و هذا تقصير ظاهر !

(2/324)

826 - " دخلت الجنة ، فرأيت فيها جنابذ من لؤلؤ ، ترابها المسك ، فقلت : لمن هذا يا
جبريل ؟ فقال : هذا للمؤذنين و الأئمة من أمتك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 227 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 313 / 1 ) عن محمد بن إبراهيم الشامي : حدثنا محمد
بن العلاء الأيلي عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك عن أبي بن
كعب مرفوعا ، و قال : " لا أعلم يرويه غير محمد بن إبراهيم الشامي و هو منكر
الحديث ، و عامة أحاديثه غير محفوظة " . قلت : و قال الدارقطني : " كذاب " .
قال الذهبي : " قلت : صدق الدارقطني رحمه الله ، و ابن ماجه فما عرفه ، قال ابن
حبان : لا تحل الرواية عنه ، كان يضع الحديث " <1> . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى عن أبي ، و سكت عليه المناوي !

-----------------------------------------------------------
[1] في " الضعفاء " ( 2 / 295 ) بتقديم الجملة الأخرى على الأولى . اهـ .

(2/325)

827 - " ذهاب البصر مغفرة للذنوب ، و ذهاب السمع مغفرة للذنوب ، و ما نقص من الجسد
فعلى مقدار ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 227 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 128 / 2 ) أبو الحسن النعالي في جزء من " حديثه " (
128 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 296 ) و عنه الخطيب في
" تاريخه " ( 2 / 152 ) عن داود بن الزبرقان عن مطر عن هارون بن عنترة عن عبد
الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . و قال ابن عدي : و
هذا منكر المتن و الإسناد ، يرويه داود بن الزبرقان ، و عامة ما يرويه عن كل من
روى عنه مما لا يتابعه أحد عليه " . قلت : و هو متروك كما قال الحافظ . و مطر
هو الوراق فيه ضعف . و هارون بن عنترة لا بأس به ، فآفة الحديث من ابن الزبرقان
. و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 204 ) من طريق الخطيب و
نقل قول ابن عدي المتقدم : " منكر المتن و الإسناد " و قال : " و هارون لا يحتج
به ، و داود ليس بشيء " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 402 ) و كذا ابن
عراق ، فإنه أورده في " الفصل الأول " من " تنزيه الشريعة " ( 379 - 380 ) و
قال : " و قد أورد الحافظ الذهبي في طبقات الحفاظ هذا الحديث من جهة الخطيب و
قال : غريب . و الله أعلم " . و مع اعتراف السيوطي بوضعه فقد أورده في " الجامع
الصغير " من رواية ابن عدي و الخطيب عن ابن مسعود ، و تعقبه المناوي بحكم ابن
الجوزي بوضعه و متابعة السيوطي له في " مختصر الموضوعات " ! و في الباب حديث
آخر نحوه و هو موضوع أيضا ، و هو : " ذهاب إحدى رجلي الرجل غفران نصف ذنوبه ، و
ذهابهما كلاهما غفران ذنوبه كلها ، و ذهاب إحدى عينيه غفران نصف ذنوبه ، و
ذهابهما كليهما استحلال الجنة " .

(2/326)

828 - " ذهاب إحدى رجلي الرجل غفران نصف ذنوبه ، و ذهابهما كلاهما غفران ذنوبه كلها ،
و ذهاب إحدى عينيه غفران نصف ذنوبه ، و ذهابهما كليهما استحلال الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 228 ) :
موضوع . رواه النرسي أبو نصر في " منتقى من الجزء الثاني من حديثه " ( 72 /
1 ) عن عبد الرحمن بن قريش قال : أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الله قال
: حدثنا مالك بن سليمان قال : أخبرنا قيس عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن
ابن مسعود مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، المتهم به ابن قريش هذا ، قال
الذهبي : " اتهمه السليماني بوضع الحديث " .

(2/327)

829 - " رأس الدين الورع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 228 ) :
موضوع . رواه ابن عدي : ( 57 / 1 ) عن جعفر بن عبد الواحد قال : قال < ....
> حكام بن مسلم : حدثنا أبي عن مالك بن دينار عن أنس مرفوعا . ذكره في
ترجمة جعفر هذا و هو الهاشمي و ساق له أحاديث أخر ثم قال : " و هذه الأحاديث
التي ذكرتها عن جعفر بن عبد الواحد كلها بواطيل ، و كان يتهم بوضع الحديث " ،
ثم قال : " و عامة أحاديثه موضوعة " . قلت : و قال ابن حبان ( 1 / 209 ) : "
كان يسرق الحديث ، و يقلب الأخبار ، حتى لا يشك من الحديث صناعته أنه كان
يعملها ، و كان لا يقول : " حدثنا " في روايته ، كان يقول : قال لنا فلان ابن
فلان " . و قال الدارقطني : " كان يضع الحديث " . و قال أبو زرعة : " روى
أحاديث لا أصل لها " . قلت : و مع ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من
رواية ابن عدي نفسه ! و لم يتكلم عليه المناوي بشيء !

(2/328)

830 - " رد جواب الكتاب حق كرد السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 229 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 90 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 289
) عن [ أحمد بن ] عبد الله بن حكيم الفرياناني - قرية بمرو - المروزي - و هو
شيخ ضعيف - : حدثنا الحسن بن محمد أبو محمد البلخي - قاضي مرو - عن حميد عن
أنس مرفوعا . و قال ابن عدي : " منكر مسندا ، و إنما يرويه العباس بن ذريح عن
الشعبي عن ابن عباس قوله . و الحسن هذا ليس بمعروف ، منكر الحديث عن الثقات " .
قلت : و قال ابن حبان ( 1 / 232 - 233 ) : " يروي الموضوعات عن الثقات ، لا
يجوز الرواية عنه بحال " . ثم غفل فأورده أيضا في " الثقات " ! و قال أبو سعيد
النقاش : " حدث عن حميد عن أنس أحاديث موضوعة " . قال الذهبي ثم العسقلاني : "
هذا أحدهما ، و الآخر : " من زوج كريمته ...... " . قلت : و سيأتي بإذنه تعالى
برقم ( 5084 ) مع آخر بعده . ( تنبيه ) : وقعت هذه الكلمة " الفرياناني " في
ابن عدي محرفة هكذا " الفرناياني " كما سقط منه " أحمد بن " و التصويب من
" المجروحين " و " الميزان " و " اللسان " و " معجم البلدان " . ثم إن أحمد بن
عبد الله هذا ليس بثقة أيضا ، بل قال أبو نعيم الحافظ : " مشهور بالوضع " . و
قال ابن حبان ( 1 / 133 ) : " كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، و
عن غير الأثبات ما لم يحدثوا " . قلت : فهو آفة الحديث أو شيخه . و رواه البغوي
في " حديث علي بن الجعد " ( 9 / 107 / 1 ) عن شريك عن العباس بن ذريح عن عامر
عن ابن عباس موقوفا عليه و لعله الصواب ، و به جزم ابن عدي كما تقدم آنفا .

(2/329)

831 - " رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان ، و جمعة بالمدينة
خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 230 ) :
باطل . رواه الطبراني ( 1 / 111 / 2 ) و ابن عساكر ( 8 / 510 / 2 ) عن عبد
الله بن أيوب المخرمي : أخبرنا عبد الله بن كثير بن جعفر عن أبيه عن جده عن
بلال بن الحارث مرفوعا . قلت : و هذا سند واه ، عبد الله هذا أورده الذهبي في
" الميزان " و ساق له هذا الحديث و قال : " لا يدرى من ذا ؟ و هذا باطل ، و
الإسناد مظلم ، تفرد به عنه عبد الله بن أيوب المخرمي ، لم يحسن ضياء الدين
بإخراجه في ( المختارة ) " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و عبد الله بن أيوب
المخرمي هو عبد الله بن محمد بن أيوب و هو صدوق ، و له ترجمة في تاريخ بغداد (
10 / 81 - 82 ) . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
الطبراني و الضياء عن بلال . و تعقبه المناوي بأن الهيثمي قال : ( 3 / 145 ،
301 ) : " فيه عبد الله بن كثير و هو ضعيف " . و بكلام الذهبي المذكور . و قد
وجدت له شاهدا من حديث ابن عمر ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 337
- 338 ) عن الهيثم بن بشر بن حماد : حدثنا عمرو بن عثمان : حدثنا عبد الله بن
نافع عن عاصم بن عمر العمري عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعا . قلت : و هذا سند
ضعيف ، عاصم بن عمر العمري ضعيف . بل قال ابن حبان ( 2 / 123 ) : " منكر الحديث
جدا ، يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات " . و عبد الله بن نافع هو الصائغ
، قال الحافظ : " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين من كبار العاشرة " . و عمرو بن
عثمان إن كان الحمصي فصدوق ، و إن كان الرقي فضعيف . و الهيثم بن بشر بن حماد
لم أجد فيه جرحا و لا تعديلا ، و لعله آفة هذه الطريق . و وجدت له طريق آخر عن
ابن عمر . أخرجه ابن عساكر ( 12 / 349 / 1 ) عن عمر بن أبي بكر الموصلي <1> عن
القاسم بن عبد الله العمري عن كثير المزني عن نافع عنه مرفوعا به . و فيه زيادة
صحيحة في أوله و هي : " صلاة في مسجدي كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام "
الحديث . أورده في ترجمة الموصلي هذا و روى عن أبي حاتم أنه قال فيه : " ذاهب
الحديث متروك الحديث " . و عن أبي زرعة أنه قرنه بابن زبالة و الواقدي في الضعف
في الحديث و عن الحافظ سعيد بن أبي عمر البردعي أنه قال : " هو آفة من الآفات
" . قلت : و القاسم بن عبد الله العمري مثله أو شر منه ، فقد قال الإمام أحمد :
" كان يكذب و يضع الحديث " . و كثير المزني هو ابن عبد الله بن عمرو بن عوف
متهم أيضا بالكذب . و بهذا التمام أورده السيوطي أيضا في " الجامع " من رواية
البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، و تعقبه المناوي بقوله : " ظاهر صنيع المصنف
أن مخرجه سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، فإنه عقبه بالقدح في سنده فقال : هذا
إسناد ضعيف بمرة انتهى بلفظه ، فحذف المصنف له من سوء الصنيع " . قلت : و عليه
فمن حسن الصنيع أن لا يورده السيوطي في كتابه أصلا ، و لو ساق القدح المذكور
فيه ! هذا ، و رواه البزار مختصرا عن ابن عمر بلفظ : " رمضان بمكة أفضل من ألف
رمضان بغير مكة " . أورده السيوطي أيضا . و أعله الهيثمي في " المجمع " ( 3 /
145 ) بعاصم بن عمر ، و هو ضعيف كما سبق . قلت : و إسناده عند البزار ( ص 102 -
زوائده ) هكذا : حدثنا عمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة : حدثنا عبد الله بن
نافع : حدثنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به . و قال : " تفرد
به عاصم بن عمر ، لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، و
عاصم متفق على ضعفه " . قلت : و عبد الله بن نافع هو الصائغ المدني قال الحافظ
: " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين " . و عمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة لم
أجد له الآن ترجمة . و روي الحديث عن ابن عباس بلفظ : " ..... مائة ألف " ، و
إليك لفظه بتمامه معه بيان حاله : " من أدرك رمضان بمكة فصام و قام منه ما تيسر
له ، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها ، و كتب الله له بكل يوم عتق
رقبة ، و كل ليلة عتق رقبة ، و كل يوم حملان فرس في سبيل الله ، و في كل يوم
حسنة ، و في كل ليلة حسنة " .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : ( المؤملي ) و التصويب من " الجرح " ( 3 / 1 / 100 ) . اهـ .

(2/330)

832 - " من أدرك رمضان بمكة فصام و قام منه ما تيسر له ، كتب الله له مائة ألف شهر
رمضان فيما سواها ، و كتب الله له بكل يوم عتق رقبة ، و كل ليلة عتق رقبة ، و
كل يوم حملان فرس في سبيل الله ، و في كل يوم حسنة ، و في كل ليلة حسنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 232 ) :

موضوع . رواه ابن ماجة ( رقم 3117 ) عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و لوائح الوضع عليه
ظاهرة ، و آفته عبد الرحيم هذا ، فقد قال ابن معين فيه : " كذاب خبيث " . و قال
النسائي : " ليس بثقة و لا مأمون " . و قال ابن حبان ( 2 / 152 ) : " يروي عن
أبيه العجائب مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها " . ثم
رأيت الحديث في " العلل " لابن أبي حاتم ، و قال ( 1 / 250 ) : " هذا حديث منكر
، و عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث " .

(2/331)

833 - " العبد المطيع لوالديه ، و المطيع لرب العالمين في أعلى عليين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 232 ) :
موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي نعيم بسنده عن الخضر
بن أبان : حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع
، آفته إبراهيم هذا ، فإنه كذاب مشهور . و الخضر بن أبان ضعفه الحاكم و غيره
، و لهذا أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم 1146 - بترقيمي ) و
ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( ق 404 / 1 ) . و مع ذلك أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " أيضا من رواية الديلمي عن أنس ! و لم يتعقبه المناوي بشيء
سوى أنه قال : " و رواه عنه أبو نعيم أيضا و عنه تلقاه الديلمي مصرحا ، فلو
عزاه للأصل لكان أولى " . فيا عجبا منه ، فإذا لم يخف عليه أن الديلمي تلقاه عن
أبي نعيم فكيف خفي عليه أن فيه ذلك الكذاب ، و كيف عرف أنه تلقاه عنه ؟! ، و إن
لم يخف عليه فكيف سكت عنه ؟!

(2/332)

834 - " العنبر ليس بركاز ، بل هو لمن وجده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 233 ) :
موضوع . رواه ابن النجار في " الذيل " ( 10 / 21 / 2 ) عن سلام الطويل عن
إبراهيم بن ( الأصل : " عن " و هو تحريف ) إسماعيل بن مجمع عن أبي الزبير عن
جابر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ساقط ، إبراهيم بن إسماعيل ضعيف ، لكن الآفة
من سلام الطويل فإنه ضعيف جدا ، بل قال ابن خراش : " كذاب " . و قال ابن حبان و
الحاكم : " روى أحاديث موضوعة " . قلت : فلهذا يستنكر على السيوطي إيراده لهذا
الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن النجار هذه : و بيض له المناوي فلم
يتكلم عليه بشيء ! فالظاهر أنه لم يقف على إسناده .

(2/333)

835 - " الغيبة تنقض الوضوء و الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 233 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 279 ) و عنه الديلمي ( 2
/ 325 ) عن سهل بن صقير الخلاطي : حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله [ عن ]
ابن أبي مليكة : حدثنا مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : هذا موضوع ، آفته إسماعيل هذا ، و هو أبو يحيى التيمي كذاب وضاع ، قال
الدارقطني : " كان يكذب على مالك و الثوري و غيرهما " . و قال الحاكم : " روى
عن مالك و مسعر و ابن أبي ذئب أحاديث موضوعة " . و سهل بن صقير ، قال الخطيب :
" يضع الحديث " . و قال ابن ماكولا : " فيه ضعف " . و الحديث مما سود به
السيوطي " الجامع الصغير " فأورده فيه من رواية الديلمي عن ابن عمر ، و علق
عليه المناوي بقوله : " و رواه عنه أبو نعيم ، و عنه تلقاه الديلمي ، فإهمال
المصنف للأصل ، و اقتصاره على الفرع غير مرضي " . قلت : لقد انشغل المناوي
بالقشر عن اللب ، فسكت عن الحديث مع ظهور آفته ، بل إنه ذكر ما يشعر بثبوته
عنده فقال : " تمسك بظاهره قوم من المتنسكين و العباد ، فأوجبوا الوضوء من
النطق المحرم ، و هو غلو لا يوافق عليه الجمهور ، و الحديث عندهم خرج مخرج
الزجر عن الغيبة " . قلت : التأويل فرع التصحيح ، فكيف هذا و الحديث موضوع ؟! و
لو صح إسناده لكان أسعد الناس به أولئك المتنسكون . و لكن هذا من ثمرة الجهل
بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، فإن الجهال بها يشرعون في الدين ما ليس منه !
ثم رأيت في " المشكاة " ( 4873 ) من رواية البيهقي في " الشعب " عن ابن عباس
: إن رجلين صليا صلاة الظهر أو العصر ، و كانا صائمين ، فلما قضى النبي صلى
الله عليه وسلم الصلاة قال : أعيدوا وضوءكما و صلاتكما ، و امضيا في صومكما ، و
اقضياه يوما آخر ، قالا : لم يا رسول الله ؟ قال : اغتبتم فلانا " . و لم أقف
على إسناده حتى الآن ، و ما أراه يصح .

(2/334)

836 - " لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان أعظم
أجرا من عبادة مائة سنة صيامها و قيامها ، و رباط يوم في سبيل الله من وراء
عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله و أعظم أجرا - أراه قال - من
عبادة ألف سنة صيامها و قيامها ، فإن رده الله إلى أهله سالما لم تكتب عليه
سيئة ألف سنة ، و تكتب له الحسنات ، و يجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 234 ) :

موضوع . رواه ابن ماجة ( 2 / 175 ) عن محمد بن يعلى السلمي : حدثنا عمر بن
صبيح عن عبد الرحمن بن عمرو عن مكحول عن أبي بن كعب مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد موضوع ، و المتهم به ابن صبيح هذا ، قال الذهبي : " ليس بثقة و لا مأمون
، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث ، و قال الأزدي : كذاب " . و الراوي عنه
محمد بن يعلى السلمي ضعيف جدا . ثم هو منقطع بين مكحول و أبي ، و قد قال الحافظ
المنذري في " الترغيب " ( 2 / 151 ) بعد أن عزاه لابن ماجه : " و آثار الوضع
ظاهرة عليه ، و لا عجب فراويه عمر بن صبيح الخراساني ، و لولا أنه في الأصول
لما ذكرته " . و نقل أبو الحسن السندي في " حاشيته على ابن ماجه " عن الحافظ
ابن كثير أنه قال : " أخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعا ، لما فيه من المجازفة
، و لأنه من رواية عمر بن صبيح أحد الكذابين المعروفين بوضع الحديث " .

(2/335)

837 - " من أرضى السلطان بما يسخط الله فقد خرج من دين الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 235 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الأخبار " ( 2 / 348 ) و الحاكم ( 4 / 104 ) و
الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 99 / 1 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن
القرشي : حدثنا علاق بن أبي مسلم عن جابر مرفوعا . و قال الحاكم : " تفرد
به علاق بن أبي مسلم ، و الرواة إليه ثقات " ! و وافقه الذهبي ! و تبعه المناوي
! و هو ذهول فاحش منهم جميعا ، و بخاصة الذهبي ، فقد أورد في " الميزان " عنبسة
هذا و قال : " قال البخاري : تركوه ، و روى الترمذي عن البخاري : ذاهب الحديث .
و قال أبو حاتم : كان يضع [ الحديث ] " . و قال ابن حبان ( 2 / 168 ) : " هو
صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به " . قلت : و علاق بن أبي مسلم ما روى عنه
غير عنبسة هذا ، فهو مجهول العين ، و قد صرح بجهالته الحافظ في " التهذيب " ، و
" التقريب " . و قال الذهبي : " وهاه : الأزدي ، و ما لينه القدماء " ! قلت :
فهل وثقوه ؟!

(2/336)

838 - " من أدرك رمضان ، و عليه من رمضان شيء لم يقضه ، لم يتقبل منه ، و من صام
تطوعا و عليه من رمضان شيء لم يقضه ، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 235 ) :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 2 / 352 ) : حدثنا حسن : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا أبو
الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
. و أخرج الشطر الأول منه الطبراني في " الأوسط " ( 99 / 2 ) من طريق عبد الله
بن يوسف : حدثنا ابن لهيعة به . و قال : " لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا
الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة " . قلت : و هو سيء الحفظ ، و قد اضطرب في إسناده
و متنه ، أما السند ، فرواه حسن و عبد الله بن يوسف عنه كما ذكرنا . و تابعهما
جماعة كما يأتي . و خالفهم ابن وهب فقال : عنه عن أبي الأسود عن عبد الله بن
أبي رافع مولى أم سلمة عنه . و ابن المبارك فقال عنه ...... عن عبد الله عن أبي
هريرة . و خالف الجماعة عمرو بن خالد عنه فأوقفه ! قال ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 1 / 259 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابن لهيعة ، فاختلف على ابن لهيعة
، رواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي أبي
الأسود فقال : عن عبد الله بن أبي رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ... ( فذكره ) . و رواه عبد الله بن عبد الحكم ، و سعيد بن
الحكم بن أبي مريم و عمرو بن خالد الحراني و أبو صالح كاتب الليث و النضر بن
عبد الجبار عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا عمرو بن خالد فإنه أوقفه و لم يرفعه . و رفع
الباقون الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم و رواه ابن المبارك فقال : أخبرنا
عبد الله بن عقبة - نسب ابن لهيعة إلى جده ، لأن ابن لهيعة هو عبد الله بن
لهيعة بن عقبة - عن أبي الأسود عن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، و لم ينسب عبد الله . فقال أبو زرعة : الصحيح عبد الله بن رافع عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و يتلخص من ذلك أن ابن لهيعة
كان يضطرب فيه على وجوه ، فتارة يسمي تابعي الحديث عبد الله بن أبي رافع . و
تارة يسميه عبد الله بن رافع . و تارة : عبد الله ، لا ينسبه . و تارة يرفع
الحديث ، و تارة يوقفه . و الاضطراب علامة على أن الراوي لم يضبط حفظ الحديث .
و لذلك كان المضطرب من أقسام الحديث الضعيف في " علم المصطلح " . و لا يقال
: لعل هذا الإضطراب من الرواة عن ابن لهيعة ، لا منه . لأننا نقول : هذا مردود
لأنهم جميعا ثقات ، و فيهم عبد الله بن وهب و عبد الله بن المبارك ، و هما ممن
سمعا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه ، فذلك يدل على أن الاضطراب منه ، و أنه
قديم لم يعرض له بعد احتراق الكتب ، و الله أعلم . و إن مما يؤكد ضعف الحديث ما
رواه البيهقي ( 4 / 253 ) عن عبد الوهاب ابن عطاء : سئل سعيد - هو ابن أبي
عروبة - عن رجل تتابع عليه رمضانان و فرط فيما بينهما ؟ فأخبرنا عن قتادة عن
صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أبي هريرة أنه قال : " يصوم الذي حضر ، و يقضي
الآخر ، و يطعم لكل يوم مسكينا " . و إسناده صحيح . و رواه من طرق أخرى عن عطاء
به . ثم قال : " و روى هذا الحديث إبراهيم بن نافع الجلاب عن عمر بن موسى بن
وجيه عن الحكم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا . و ليس بشيء ، إبراهيم و عمر
متروكان . و روينا عن ابن عمر و أبي هريرة في الذي لم يصم حتى أدركه رمضان آخر
؟ يطعم و لا قضاء عليه . و عن الحسن و طاووس و النخعي ، يقضي و لا كفارة عليه .
و به نقول ، لقوله تعالى : *( فعدة من أيام أخر )* " . قلت : فلو كان هذا
الحديث عند أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل بالقضاء
، لأنه يتنافى مع قوله فيه " لم يتقبل منه " . و هذا ظاهر بين . و الله أعلم .
و من هذا التحقيق يتبين لك ما هو الصواب في قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 /
179 ) : رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط " باختصار ، و هو حديث حسن " .
و قوله في مكان آخر ( 3 / 149 ) عقب رواية الطبراني : " رواه الطبراني في
" الأوسط " و أحمد أطول منه ، و فيه ابن لهيعة و حديثه حسن ، و فيه كلام ، و
بقية رجاله رجال الصحيح " !

(2/337)

839 - " من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 237 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 1 ) عن إبراهيم بن موسى
البصري : حدثنا أبو حفص العبدي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن علي
مرفوعا . و قال : لم يروه عن علي بن زيد إلا أبو حفص ، و اسمه عمر بن حفص " .
قلت : قال أحمد : " تركنا حديثه و حرقناه " . و قال علي : " ليس بثقة " . و قال
النسائي : " متروك " . و الحديث أورده الهيثمي في المجمع " ( 1 / 237 ) من
رواية الطبراني هذه و قال : " و فيه عمر بن حفص العبدي و هو متروك " . قلت : و
علي بن زيد و هو ابن جدعان ضعيف . و إبراهيم بن موسى البصري لم أعرفه ، و لعله
من أولئك الرواة الذين رووا عن العبدي و قال فيهم أبو زرعة الرازي و قد سئل عن
العبدي : " واهي الحديث ، لا أعلم حدث عنه كبير أحد ، إلا من لا يدري الحديث
" . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 11 / 194 ) ، و لم يرد في " الميزان " ، و لا
في " اللسان " ! و قد توبع العبدي ممن هو أسوأ منه حالا بزيادة في متنه و هو
الآتي : " من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان ، و من أسبغ
الوضوء في الحر الشديد كان له من الأجر كفل " .

(2/338)

840 - " من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان ، و من أسبغ الوضوء في
الحر الشديد كان له من الأجر كفل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 237 ) :
موضوع . رواه ابن النجار ( 10 / 209 / 2 ) عن محمد بن الفضل عن علي بن زيد
قال : سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن علي رضي الله عنه مرفوعا . قلت : هذا
سند واه بمرة ، علي بن زيد هو ابن جدعان و هو ضعيف كما سبق . و محمد بن الفضل
هو ابن عطية المروزي و هو كذاب . و قد تابعه على الشطر الأول منه عمر بن حفص
العبدي عن علي بن زيد به . قلت : و هو متروك كما تقدم آنفا مع تخريجه .

(2/339)

841 - " من كرم أصله ، و طاب مولده ، حسن محضره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 238 ) :
باطل . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 57 / 1 ) عن جعفر بن نصر بن سويد أبي
ميمون : حدثنا علي بن عاصم : حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " جعفر بن نصر حدث عن الثقات بالبواطيل ، و ليس بالمعروف ، و
هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، و لجعفر غير ما ذكرت من الأحاديث ، موضوعات على
الثقات " . و ذكر نحوه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 208 ) و ساق له حديثين
آخرين و قال : " و هذان متنان موضوعان " . و قال الذهبي : في هذا الحديث :
" باطل " . و أقره الحافظ . قلت : و مع ذلك كله فقد سود به السيوطي كتابه
" الجامع " فأورده فيه من رواية ابن النجار عن أبي هريرة ، و تعقبه المناوي
بقول ابن عدي أنه باطل ، نقله عن ابن الجوزي عنه ثم قال : " رواه الديلمي عن
ابن عمر " .

(2/340)

842 - " لا تستشيروا الحاكة و لا المعلمين ، فإن الله سلب عقولهم ، و نزع البركة من
أكسابهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 238 ) :
موضوع . رواه ابن النجار ( 10 / 197 / 1 ) عن علي بن جعفر بن صالح البغدادي
بسنده عن زيد بن أسلم عن عطاء بن أبي ربحا عن أبي هريرة مرفوعا . و قال في
علي هذا : " روى حديثا منكرا " . ثم ساقه . و للحديث طريق آخر ، أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 224 ) عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن
علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا به و قال : " موضوع . عبيد الله بن
زحر قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات . و إذا روى عن علي بن يزيد
أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو
عبد الرحمن لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " . و ذكر السيوطي في "
اللآلي " ( 1 / 200 ) نقلا عن الذهبي أن الآفة فيه من أحمد بن يعقوب الحذاء
، فإنه الذي رواه بإسناد له عن يحيى بن أيوب به . أخرجه الديلمي . قلت : و جزم
الذهبي بأنه حديث موضوع ، و له طريق آخر عن علي بن يزيد ، رواه الخطيب في
" تاريخه " ( 12 / 124 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 133 / 2 ) عن علي بن يوسف
بن أيوب الدقاق : حدثنا أحمد بن محمد بن غالب - غلام خليل - : حدثنا محمود بن
غيلان : حدثنا الوليد بن مسلم عن معان بن رفاعة عن علي بن يزيد <1> به . أورده
الخطيب في ترجمة الدقاق هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لذلك قال ابن
الجوزي عقبه : " موضوع ، غلام خليل يضع ، و الراوي عنه لا يعرف " .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " زيد " في المصدرين المذكورين و هو خطأ . اهـ .

(2/341)

843 - " لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 239 ) :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 267 ) و ابن عدي ( 241 / 1 ) و
ابن حبان في " صحيحه " ( 2398 - موارد ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 /
232 ) و الحاكم ( 1 / 493 - 494 ) و الضياء في " المختارة " ( 50 / 1 ) عن معلى
بن أسد العمي : حدثني عمر ( و في " المستدرك " : عمرو ) بن محمد عن ثابت
البناني عن أنس مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و تعقبه الذهبي
بقوله : " لا أعرف عمرا (!) ، تعبت عليه " . قلت : كذا وقع في " المستدرك " : "
عمرو " بزيادة الواو ، و هو من أوهامه ، و الصواب : " عمر " بدونها كما عند
الآخرين هو معروف ، و لكن بالضعف ! قال العقيلي : " عمر بن محمد لا يتابع عليه
و لا يعرف إلا به " . قلت : و هو عمر بن محمد بن صهبان ، كذلك وقع منسوبا في
رواية أبي نعيم ، و يؤيده أنه وقع في رواية " المستدرك " " الأسلمي " و ابن
صهبان أسلمي ، و لذلك أورد ابن عدي الحديث في ترجمة عمر بن محمد بن صهبان و قال
عقبه : " و عمر بن صهبان عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه ، و الغالب على
حديثه المناكير " . قلت : و عمر بن محمد بن صهبان قال أبو زرعة واه . قال
الذهبي : " هو عمر بن صهبان نسب إلى جده " . و قال هناك . " عمر بن صهبان
الأسلمي ....... قال أحمد : لم يكن بشيء ، و قال ابن معين لا يساوي فلسا ، و
قال البخاري : منكر الحديث ، و قال أبو حاتم و الدارقطني : متروك الحديث " . و
قال ابن حبان ( 2 / 81 ) : " و كان محمد يروي عن الثقات المعضلات ، التي إذا
سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنها معمولة " . و أما الضياء المقدسي ، فإنه ظن
أن عمر بن محمد هذا هو غير ابن صهبان و أنه ثقة ، و لذلك أورده في " المختارة "
، و إنما غره في ذلك قول ابن حبان في رواية الضياء عنه ، " عمر بن محمد هو ابن
زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب " . قلت : ابن زيد هذا ثقة اتفاقا ، و لو صح
أنه هو لكان الحديث صحيحا ، و لكن هيهات ، فقد صرحت رواية أبي نعيم أنه ابن
صهبان ، و نحوه رواة الحاكم ، و الأخذ بما جاء في صلب الرواية أولى من الأخذ
بتفسير مخرج الحديث ، كابن حبان ، لأن هذا كالنص مع القياس في الفقه ، و من
المعلوم أنه لا قياس و لا اجتهاد في مورد النص ! و يؤيد أنه ابن صهبان أنه هو
الذي ذكروا في ترجمته أن من شيوخه ثابت البناني ، و من الرواة عنه معلى بن أسد
، و هذا من روايته عنه كما رأيت ، بينما لم يذكروا ذلك في ترجمة ابن زيد ،
فتعين أن صاحب هذا الحديث إنما هو ابن صهبان ، و هو ضعيف جدا كما علمت من أقوال
العلماء فيه ، و بذلك يسقط الحديث من درجة الاعتبار ، و يظهر خطأ تصحيح الحاكم
و الضياء له ، و الله الموفق .

(2/342)

844 - " من اشترى ثوبا بعشرة دراهم و في ثمنه درهم حرام لم يقبل له صلاة ما كان عليه
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 240 ) :
ضعيف جدا . رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 1 / 140 ) : حدثنا أبو
عتبة : أخبرنا بقية : أخبرنا يزيد بن عبد الله الجهني عن ابن جعونة عن هاشم
الأوقص قال : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا . و كذا رواه ابن أبي
الدنيا في " الورع " ( 273 / 2 ) و الأكفاني في " حديثه " ( 68 / 2 ) . و رواه
الضياء في " المنتقى من المسموعات بمرو " ( 21 / 2 ) من طريق عيسى بن أحمد :
أخبرنا بقية : حدثنا زيد بن عبد الله الجهني عن أبي معاوية عن هاشم به . و رواه
أحمد ( 2 / 98 ) من طريق أسود بن عامر عن بقية عن عثمان بن زفر عن هاشم به . و
رواه الخطيب ( 14 / 21 ) و عنه ابن عساكر ( 4 / 1 / 2 ) من طريق أبي العباس
الأصم به . ثم روياه من طريق هارون بن أبي هارون - و هو صدوق - : حدثنا بقية بن
الوليد عن مسلمة الجهني : حدثني هاشم الأوقص به . فأسقط رجلين ، يزيد بن عبد
الله الجهني و ابن جعونة ، و جعل مكانهما مسلمة الجهني . ثم رواه الخطيب و ابن
عساكر عن مؤمل بن الفضل ، : حدثنا بقية عن جعونة عن هاشم . ثم رواه ابن عساكر
من طرق أخر عن بقية على وجوه أخرى من الاضطراب عن هاشم و قال : " و هذا
الاضطراب في الحديث من بقية فإنه كان يخلط فيه " . قلت : و مداره على هاشم
الأوقص ، و قد قال البخاري فيه : " ضال غير ثقة " ، كما رواه ابن عدي عنه ( 353
/ 2 ) .

(2/343)

845 - " ما أكرم النساء إلا كريم ، و لا أهانهن إلا لئيم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 241 ) :
موضوع . رواه الشريف أبو القاسم علي الحسيني في " الفوائد المنتخبة " ( 18
/ 256 / 2 ) ، و من طريقه الحافظ ابن عساكر في " تاريخه " ( 4 / 282 / 1 ) و
عنه ابن أخيه أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص
101 الحديث 39 ) من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي : نا عبد
الرزاق بن همام : أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن
خالد عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و قال الشريف : " هذا حديث غريب ..... لا
أعلمه رواه إلا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي " . و كذا قال أبو منصور و
زاد : " و لم يكتب عنه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، و
فيه علل : 1 - داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في " التقريب
" و مستنده قول ابن المديني : " ما رواه عن عكرمة فمنكر " . و كذا قال أبو داود
. 2 - إبراهيم الأسلمي كذاب كما قال يحيى القطان و ابن معين و ابن المدني ، و
روى أبو زرعة في " تاريخ دمشق " ( 34 / 1 ) بسند صحيح عن يحيى بن سعيد قال :
" لم يترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر ، و إنما للكذب " . و في رواية أخرى عنه :
" أشهد على إبراهيم أنه يكذب " . و قال ابن حبان ( 1 / 92 ) : " كان يرى القدر
و يذهب إلى كلام جهم ، و يكذب مع ذلك في الحديث " . قلت : و من الغرائب أن يخفى
حال هذا الكذاب على الإمام الشافعي و هو من شيوخه ! و لعل سبب ذلك ما قال ابن
حبان : إنه كان يجالسه في حداثته و يحفظ عنه حفظ الصبي ، و الحفظ في الصغر
كالنقش في الحجر ، فلما دخل مصر في آخر عمره ، و صنف الكتب المبسوطة احتاج إلى
الأخبار ، و لم تكن معه كتب ، فأكثر عنه ، و ربما كنى عنه و لا يسميه في كتبه "
. 3 - أبو عبد الغني الأزدي متهم بالوضع ، و في ترجمته ساق ابن عساكر هذا
الحديث ، و قال فيها : " و كان ضعيفا " . ثم روى عن أبي نعيم أنه قال : " حدث
عن مالك أحاديث موضوعة " . و كذا قال الحاكم ، ثم تعقب ابن عساكر أبا نعيم
بقوله : " و لا أعلم روى عن مالك و لا أدركه " . قلت : و هو إنما يروي عن مالك
بواسطة عبد الرزاق ، و قد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا و قال :
" باطل وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق " . و كذا رواه ابن عساكر في ترجمته
. لكن قد ساق له ابن حبان ( 1 / 235 ) حدثنا آخر صرح فيه بقوله : " حدثنا مالك
..... " فهو من أكاذيبه عليه . و قال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات ، لا
تحل الرواية عنه بحال " . ( تنبيه ) : أول الحديث عندهم : " خيركم خيركم لأهله
، و أنا خيركم لأهلي " . و إنما لم أورد هذه الزيادة لمجيئها من طرق بعضها صحيح
و بعضها حسن ، و قد خرجتها في " آداب الزفاف " ( ص 151 ) ، و لأن الحديث اشتهر
في العصر الحاضر بدون هذه الزيادة فإفراده عنها أدعى إلى تيسير الوقوف عليه ، و
قد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بتمامه من رواية ابن عساكر وحده عن علي
، و هذا على خلاف شرطه في أول الكتاب حيث قال : " و قد صنته عما تفرد به كذاب
أو وضاع " فكيف هذا و قد اجتمع فيه كذاب و وضاع معا ؟! و من الغرائب أن المناوي
بيض له فلم يتكلم عليه بشيء !

(2/344)

شريف حمدان
01 / 04 / 2016, 41 : 05 AM
جزاك الله خيرا
اخي ******
ابوعبدالله عبدالرحيم

ابو توفيق
01 / 04 / 2016, 29 : 09 AM
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@

ابو عبدالله عبدالرحيم
03 / 04 / 2016, 28 : 04 AM
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** الحاج عبد الجواد
اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة

ابو عبدالله عبدالرحيم
03 / 04 / 2016, 30 : 04 AM
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** ابوتوفيق
اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة