المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الرابع والعشرون من السلسلة الضعيفة للامام الالباني


ابو عبدالله عبدالرحيم
05 / 04 / 2016, 23 : 04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:

الجزء الرابع والعشرون من السلسلة الضعيفة للامام الالباني

1186 - " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غلب عدله جوره ، فله الجنة ، و من غلب
جوره عدله فله النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3575 ) و عنه البيهقي ( 10/88 ) من طريق موسى بن نجدة عن جده
يزيد بن عبد الرحمن و هو أبو كثير قال : حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، موسى بن نجدة ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
و قال الحافظ :
" مجهول " .

(3/185)

1187 - " خالقوا الناس بأخلاقهم ، و خالفوهم بأعمالهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 455 - 456 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد
: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع : حدثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث الصنعاني
عن أبي عثمان عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كيف أنتم إذا كنتم في قوم قد درست عهودهم ، و مرجت أماناتهم ، و صاروا حثالة
هكذا - و شبك بين أصابعه - قالوا : كيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : صبرا صبرا ،
خالقوا ... " . و قال :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد ، و خلاف هذا اللفظ من طريق صالح " .
ذكره في ترجمة يزيد بن ربيعة الرحبي هذا ، و روى عن البخاري أنه قال :
" عنده مناكير " .
قلت : و في ترجمته أيضا أورد الحديث الذهبي في " الميزان " و قال :
" و قال أبو داود و غيره : ضعيف ، و قال النسائي : متروك " .
و قد انقلب اسمه في " المستدرك " إلى " ربيعة بن يزيد " ، و جعله من مسند " أبي
ذر " لا من مسند " ثوبان " ! و لست أدري أذلك من المؤلف أم الراوي أم الناسخ ،
فقد أخرجه ( 3/343 ) من طريقين عن عثمان بن سعيد الدارمي : حدثنا أبو توبة
الربيع بن نافع : حدثنا ربيعة بن يزيد عن أبي الأشعث النهدي عن أبي ذر قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا أبا ذر كيف أنت .. " الحديث . و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله :
" ابن يزيد لم يخرجوا له ، قال النسائي و غيره : متروك " .
و أقول : ليس في الرواة : ربيعة بن يزيد سوى واحد ، و هو أبو شعيب الإيادي
الدمشقي القصير ، و هو أعلى طبقة من يزيد بن ربيعة الرحبي ، فإنه روى عن غير
واحد من الصحابة ، و عنه جماعة من التابعين و غيرهم منهم يزيد بن ربيعة هذا ،
كما في " التهذيب " مات سنة ( 123 ) ، فليس هو من هذه الطبقة ، كيف و الراوي
عنه أبو توبة الربيع بن نافع ، و قد مات سنة ( 241 ) فبينهما نحو ثمانين سنة ؟
و لذلك فأنا أقطع بأن ما في " المستدرك " : " ربيعة بن يزيد " خطأ لا أدري
منشأه ، و من الغرائب قول الذهبي في تعقبه السابق :
" ابن يزيد .. " .
و إنما هو يزيد بن ربيعة الرحبي ، و هو الذي يصح فيه قول الذهبي :
" لم يخرجوا له .. " إلخ .
و من طريقه رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 7/283 )
.
و لا أستبعد أن يكون هذا الخطأ من الحاكم نفسه ، فإن له في كتابه هذا أوهاما
كثيرة ، يعرفها أهل العلم بالحديث و رواته ، و قد اعتذر بعضهم له ; بأنه مات
قبل أن يبيض كتابه . والله أعلم .
و أما قول العقيلي فيما تقدم :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد .. " .
فكأنه يعني ما روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه قال : قال عبد الله :
" خالطوا الناس و زايلوهم ، و صافوهم بما تشتهون ، فدينكم لا تكلمونه " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/46/1 ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( 21/2
) .
قلت : و إسناده صحيح لولا عنعنة حبيب ; فإنه مدلس .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7/280 ) هكذا موقوفا و قال :
" رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات " .
قلت : و علقه البخاري في " الأدب " من " الصحيح " ( 10/436 - فتح ) و قال
الحافظ :
" وصله الطبراني من طريق عبد الله بن باباه عن ابن مسعود قال : ... و أخرجه ابن
المبارك في " كتاب البر و الصلة " من وجه آخر عن ابن مسعود ، و عن عمر مثله ،
لكن قال : و انظروا لا تكلموا دينكم " .
و قال البيهقي عقبه :
" روي عن علي رضي الله عنه . و أسنده بعض الضعفاء عن عبد الله ، و ليس بشيء " .
قلت : و قد أخرجه الدارمي ( 1/92 ) عن علي موقوفا بلفظ :
" خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم ، فإن للمرء
ما اكتسب ، و هو يوم القيامة مع من أحب " .
قلت : و إسناده حسن .
و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 2/17/2 ) و " المنتخب " ( 1/132 )
للعسكري في " الأمثال " عن ثوبان .
نعم قد صح الحديث مرفوعا بلفظ :
" خالطوهم بأجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم " .
و هو مخرج في " الصحيحة " رقم ( 452 ) .

(3/186)

1188 - " الخلافة بالمدينة و الملك بالشام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/337 ) :

ضعيف
رواه البخاري في " التاريخ " ( 2/2/16 ) و الحاكم ( 3/72 ) و البيهقي في "
الدلائل " ( 6/447 - طبع بيروت ) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي
سليمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : سليمان و أبوه مجهولان " .
و قال في " الميزان " :
" سليمان لا يكاد يعرف " .
و في " المنتخب " لابن قدامة ( 10/206/1 ) :
" قال مهنا : و سألت يحيى ( يعني ابن معين ) عن سليمان بن أبي سليمان يحدث عنه
العوام بن حوشب عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ) فقال : لا نعرف هذا يعني سليمان
بن أبي سليمان . و قال لي أحمد : أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم " .
و في " الجامع الكبير " ( 1/340/1 ) :
" رواه البخاري في " تاريخه " و الحاكم و تعقب ، و ابن عساكر عن أبي هريرة ،
و نعيم بن حماد في " الفتن " عنه موقوفا " .

(3/187)

1189 - " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا ، فإنها نسجت علي و عليك يا أبا بكر في
الغار ، حتى لم يرنا المشركون و لم يصلوا إلينا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/338 ) :

منكر
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " : نا والدي و قال : أنا أحبها منذ سمعت شيخي
أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي و المطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان
قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد ببلخ قال : أنا
أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال : أنا أحبها منذ سمعت
من عبد الله بن موسى السلامي قال : أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال
: أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري قال : أنا أحبها منذ سمعت من
عبد الملك بن قريب الأصمعي قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون قال : أنا أحبها
منذ سمعت من محمد بن سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي هريرة قال : أنا
أحبها منذ سمعت من أبي بكر الصديق يقول : لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها و قال : فذكره . قال الديلمي : و أنا أحبها
منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث .
قلت : أما أنا فلا أحبها و لا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، بل هو منكر إن لم يكن موضوعا ، و إن سكت عليه السيوطي في
" الجامع الكبير " ( 3/146/1 - 2 ) ، لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه
الخطيب ( 10/148 - 149 ) و قال :
" في رواياته غرائب و مناكير و عجائب " .
ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه قال :
" كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب و درج من المجهولين و أصحاب الزوايا .
قال : و كان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه ، و ما أراه كان يتعمد الكذب
في فضله " .
و قال الذهبي :
" روى حديثا ما له أصل ، سلسله بالشعراء ، منهم الفرزدق " .
قلت : و الحديث المشار إليه رواه الخطيب ( 3/98 - 99 ) .
و شيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه ، و لعله من شيوخه المجهولين الذين أشار إليهم
الخطيب فيما تقدم .
و في من دونه جماعة لم أعرفهم .
و اعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار و الحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في
بعض الكتب و المحاضرات التى تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
، فكن من ذلك على علم . و قد مضى منها ثلاثة أحاديث ( ص 259 - 263 ) .

(3/188)

1190 - " حب قريش إيمان ، و بغضهم كفر ، و حب العرب إيمان ، و بغضهم كفر ، و من أحب
العرب فقد أحبني ، و من أبغض العرب فقد أبغضني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/339 ) :

ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2306 ) عن
معقل بن مالك قال : حدثنا الهيثم بن جماز قال : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا .
و قال الطبراني :
" لم يروه عن ثابت إلا الهيثم " .
و قال العقيلي :
" حديثه غير محفوظ ، قال ابن معين : ضعيف " .
و قال النسائي في " الضعفاء و المتروكين " ( 30 ) :
" متروك الحديث " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/23 ) :
" رواه البزار ( و في مكان آخر 10/53 : الطبراني في " الأوسط " ) ، و فيه
الهيثم بن جماز و هو متروك " .
و أخرج الحاكم ( 4/87 ) منه قوله :
" حب العرب إيمان ، و بغضهم نفاق " . و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : الهيثم متروك ، و معقل ضعيف " .
قال في " الفيض " :
" قال العراقي في " القرب " : لكن له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الكبير
" للطبراني " .
قلت : و هو ضعيف ، و مع ضعفه فلا يؤثر في المشهود له لشدة ضعفه كما هو معروف ،
ثم إن شهادته قاصرة ، فإن لفظه :
" لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .

(3/189)

1191 - " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :

ضعيف
قال في " المجمع " ( 10/53 ) بعد أن ذكره من حديث ابن عمر مرفوعا :
" رواه الطبراني ، و فيه سهل بن عامر و هو ضعيف " .
قلت : و الشطر الثاني رواه الطبراني ( 12339 ) من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ :
" ... رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر " . و فيه نعيم بن حماد و هو ضعيف .
و للشطر الأول منه شاهد و لكنه ضعيف جدا و لفظه :
" لا يبغض العرب إلا منافق " .

(3/190)

1192 - " لا يبغض العرب إلا منافق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين
عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا و قال :
" زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
قلت : و في " التقريب " :
" متروك " .
و الحديث في " زوائد المسند " ( 1/81 ) من هذا الوجه ، لكنه قال : " عن علي " !

(3/191)

1193 - " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة ، و هو أفضل من سبعين
حجة في غيرها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

لا أصل له
قال السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 105/2 ) :
" ذكره رزين في " جامعه " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لم يذكر
صحابيه ، و لا من خرجه . والله أعلم " .

(3/192)

1194 - " جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

منكر
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/117 ) معلقا عن أحمد بن يحيى بن الحجاج
الجرواآني عن عمرو بن علي : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن نافع
عن ابن عمر قال :
قال عمر : يا نبي الله مالك أفصحنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال في أحمد هذا :
" حدث بمناكير ، و هذا من مناكير حديثه " .
قلت : و من مناكيره ما سيأتي بلفظ : " من كسح مسجدا ... " .

(3/193)

1195 - " حامل القرآن موقى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

ضعيف
رواه أبو حفص الكتاني في " حديثه " ( 134/1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة "
( 8/10/2 ) عن أبي حفص عن شيخ من أهل الشام عن مكحول عن عثمان بن عفان
مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
الأولى : جهالة هذا الشيخ الشامي .
الثانية : الانقطاع بين مكحول و عثمان .
و أبو حفص هو عمر بن عبد الرحمن الأبار و هو ثقة و كذلك سائر رجاله ثقات إلا ما
بينت .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " فقال
شارحه المناوي :
" رواه عن عثمان من طريقين ، و فيه محمد بن راشد المكحولي ، قال النسائي : ليس
بالقوي " .
قلت : و لعل المكحولي هذا هو الشيخ الشامي في الطريق الأولى . والله أعلم .
ثم إنني رأيته في " مسند الفردوس " من طريق واحدة ، فإن النسخة المصورة التي
عندي سيئة ، و بعض صفحاتها غير ظاهرة ، أخرجه ( ص 89 ) من طريق سورة بن الحكم :
حدثنا محمد بن راشد عن مكحول به . و سورة هذا في حكم مجهول الحال ، فقد أورده
ابن أبي حاتم ( 2/1/327 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 9/227 ) و لم يذكرا فيه
جرحا و لا تعديلا .

(3/194)

1196 - " جلوس المؤذن بين الأذان و الإقامة في المغرب سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/342 ) :

ضعيف
رواه تمام في " الفوائد " ( رقم 2265 - نسختنا ) من طريق أبي جعفر محمد بن علي
ابن الخضر البزاز - بالرقة - : حدثنا إسحاق بن عبد الله أبو يعقوب البوقي من
كتابه : حدثنا هشيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان :
الأولى : تدليس هشيم ، فقد كان مدلسا كثير التدليس كما في " التقريب " ، و قد
عنعنه .
الثانية : البوقي هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" روى عن مالك و هشيم ، قال ابن منده : له مناكير " .
و أما أبو جعفر محمد بن علي بن الخضر ، فقد أورده أبو علي الحراني في " تاريخ
الرقة " ( ق 42/2 ) فقال :
" مات محمد بن الخضر بن علي بالرافقة <1> في ذي الحجة سنة إحدى و تسعين
و مائتين " .
كذا وقع فيه : " الخضر بن علي " على القلب فلا أدري أهذا هو الصواب أم ما في
نسختنا من " الفوائد " ؟ والله أعلم .
ثم رأيته في " زهر فردوس الديلمي " ( 2/74 ) و أصله " مسند الفردوس " ( ص 74 -
75 ) وفق ما في " التاريخ " فهذا هو الصواب . والله أعلم .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند
الفردوس " وحده عن أبي هريرة بلفظ : " الإمام " بدل " المؤذن " ، و استدرك عليه
المناوي " فوائد تمام " ، و أعله بهشيم فقط ، و لم يتعرض لاختلاف اللفظ ، والله
أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] هي الرقة نفسها ، بلدة كبيرة على الفرات في سورية . اهـ .
1

(3/195)

1197 - " خير نساء أمتي أصبحهن وجها ، و أقلهن مهورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 97/2 ) و عنه ابن عساكر ( 5/64/1 ) عن حسين بن المبارك الطبراني
: حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال
ابن عدي :
" هذا الحديث منكر المتن ، و إن كان عن إسماعيل بن عياش لأن إسماعيل يخلط في
حديث الحجاز و العراق ، و هو ثبت في حديث الشام ، و البلاء في هذا الحديث من
الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش ، و الحسين أحاديثه مناكير " .
قلت : و نقل الذهبي عن ابن عدي أنه قال فيه : " متهم " . و لم أجد هذا في
ترجمته من " الكامل " . والله أعلم . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .

(3/196)

1198 - " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم أعطي ملكا
فسار حتى أتى ساحل أرض مصر ، فابتنى مدينة يقال لها : الإسكندرية " الحديث
بطوله .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عساكر ( 6/57/1 - 2 ) عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قومه قالا :
استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني ، فوجدناه في ظل داره
جالسا فقلنا له : إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك ، فقال : و أنا استطلت
يومي فخرجت إلى هذا الموضع ، قال : ثم أقبل علينا و قال :
كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل
الكتاب بالباب معهم مصاحف ، فقالوا : من يستأذن لنا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : مالي و لهم
يسألونني عما لا أدري ؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي عز وجل . ثم قال
: ابغني وضوءا . فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلى ركعتين ، ثم انصرف
فقال لي و أنا أرى السرور و البشر في وجهه ; فقال : أدخل القوم علي و من كان من
أصحابي فأدخله أيضا . فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم : إن شئتم أحدثكم عما جئتم
تسألونني عنه من قبل أن تكلموا ، و إن شئتم فتكلموا قبل أن أقول ، قالوا : بل
أخبرنا ، قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، عبد الله بن عمر ، و عبد الرحمن بن زياد ضعيفان
.
و سعيد بن مسعود لم أعرفه .

(3/197)

1199 - " خير خلكم خل خمركم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/344 ) :

منكر .
أخرجه البيهقي في " المعرفة " من حديث المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر
مرفوعا . و قال :
" المغيرة ليس بالقوي " .
كذا في " المقاصد الحسنة " ( رقم 456 ) .
قلت : و فيه علة أخرى و هي عنعنة أبي الزبير ، فإن كان مدلسا . و قال شيخ
الإسلام ابن تيمية في " الفتاوي " ( 1/71 ) :
" فهذا الكلام لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ، و من نقله عنه فقد أخطأ ،
و لكن هو كلام صحيح ، فإن خل الخمر لا يكون فيها ماء ، و لكن المراد به الذي
بدأ الله بقلبه ، و أيضا فكل خمر يعمل من العنب بلا ماء فهو مثل خل الخمر " .
قلت : و قوله : " هو كلام صحيح " ليس بصحيح عندي على إطلاقه ، فإنه بظاهره يقر
اقتناء الخمر و تحويله خلا ، و ذلك يستفاد من قوله : " خمركم " فإنه أضاف الخمر
إلى المسلمين ! و هذا منكر من القول لا يعقل أن يصدر من النبي صلى الله عليه
وسلم و هو القائل حين سئل عن اتخاذ الخمر خلا : " لا " ، رواه مسلم و أبو داود
، و في روايته : " إنها كانت لأيتام فأمر بإراقتها " و لذلك كان القول الصحيح
في تخليل الخمر : إنه لا يجوز بحال من الأحوال .
قال شيخ الإسلام :
" فلما أمر صلى الله عليه وسلم بإراقتها ، و نهى عن تخليلها ، وجبت طاعته فيما
أمر به و نهى عنه فيجب أن تراق الخمرة و لا تخلل ، هذا مع كونهم كانوا يتامى ،
و مع كون تلك الخمر كانت متخذة قبل التحريم ، فلم يكونوا عصاة " .
و مما سبق من التخريج يتبين أن قول ابن الجوزي في " التحقيق " ( 1/66 ) : إنه
حديث لا أصل له ، ليس بصواب ، و إن كان عبد الهادي أقره في " التنقيح " عليه ،
فإن تخريج البيهقي إياه يرد قولهما .
و قال العجلوني في " الكشف " :
" و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع كالصغاني " .
و فيه ما سبق ، إلا أن يقصدا المعنى ; فهو قريب .

(3/198)

1200 - " الجفاء و البغي بالشام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/345 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 25/1 ) و عنه ابن الجوزي في " العلل " ( 1/312 ) عن الفضل بن
المختار عن أبان عن أنس مرفوعا . و قال :
" أبان بن أبي عياش بين الأمر في الضعف ، و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا
أنه يشتبه عليه و يغلط ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
قلت : و هو متروك و قد كذبه شعبة .
و الفضل بن المختار قال الذهبي :
" غير ثقة " .
و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 87 ) من رواية ابن
عدي و قال :
" أورده ابن الجوزي في " العلل " و قال :
لا يصح ، أبان متروك الحديث ، و الفضل بن المختار قال أبو حاتم : يحدث
بالأباطيل " .
قلت : فهو بكتابه " الموضوعات " أولى .

(3/199)

1201 - " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون
عليكم في الحساب غدا ، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، و تزينوا للعرض الأكبر
*( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/346 ) :

موقوف
علقه ابن الجوزي في " تاريخ عمر بن الخطاب " ( ص 176 - 177 ) عن ثابت بن حجاج
قال : قال عمر : فذكره . و قد وصله أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 1/52 )
من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد في " حلية الأولياء "
( 1/52 ) من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد ; إن كان
ثابت سمعه من عمر ; فإن صورته صورة المعلق المنقطع ، و قد ذكر له الحافظ في "
التهذيب " رواية عن بعض الصحابة ليس منهم عمر ، بل إن البخاري و ابن أبي حاتم
لم يذكرا له رواية إلا عن بعض التابعين ، و لذلك أورده ابن حبان في أتباع
التابعين من كتابه " الثقات " ( 6/127 ) و قال :
" روى عن جماعة من التابعين " . والله أعلم .
و رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/58/1 ) من طريق أخرى عن مالك بن مغول
بلاغا عن عمر نحوه . و علق الفقرة الأولى منه الحكيم الترمذي في " كتاب الأكياس
و المغترين " ( 31 ) عن عمر موقوفا دون إسناد .

(3/200)

1202 - " كان يأكل بكفه كلها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/347 ) :

موضوع
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/90 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/35 -
36 ) من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن امرأته أم الحجاج بنت
محمد بن مسلم قالت :
كان أبي يأكل بكفه ( الأصل : بكفيه و هو خطأ مطبعي ) فقلت : لو أكلت بثلاث
أصابع . قال : فذكره .
أورده العقيلي في ترجمة ابن أخي الزهري و اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم ، و قد
ضعفه بعضهم ، و قال العقيلي عقبه :
" لم يتابع عليه " .
و أقول : الراجح فيه أنه " صدوق صالح " كما قال الذهبي ، و احتج به الشيخان .
و إنما علة الحديث عندي امرأته أم الحجاج فإني لم أعرفها ، و أبوها محمد بن
مسلم هو الإمام الزهري عم زوج ابنته ، و هو تابعي صغير ، فالحديث إلى الجهالة
التي فيه مرسل أو معضل .
و أما ابن الجوزي فلم يعرفه ، لأنه لم يقع مسمى في روايته ، فقال :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة و أبوها
لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث
أصابع " .
و هذا الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة
و أبوها لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بثلاث
أصابع " .
و هذا الحديث الموضوع أصل تلك العادة المتبعة في بعض البلاد العربية ، و هي
أكلهم الأرز و نحوه بأكفهم من " المناسف " ، فهم بذلك يخالفون السنة الصحيحة ،
و هي الأكل بثلاث أصابع ، و يعملون بالحديث الموضوع المخالف لها !
و من الغريب أن بعضهم يستوحش من الأكل بالمعلقة ، ظنا منه أنه خلاف السنة ! مع
أنه من الأمور العادية ، لا التعبدية ، كركوب السيارة و الطيارة و نحوها من
الوسائل الحديثة ، و ينسى أو يتناسى أنه حين يأكل بكفه أنه يخالف هديه صلى الله
عليه وسلم .

(3/201)

1203 - " الجمعة واجبة على خمسين رجلا ، و ليس على من دون الخمسين جمعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 7952 ) و ابن عدي ( 53/2 )
و الدارقطني ( 164 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا . و قال
:
" و جعفر هذا أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف على حديثه بين " .
و قال الدارقطني :
" و جعفر متروك " .
قال المناوي في " الفيض " :
" قال الذهبي في " المهذب " : حديث واه . و قال الهيثمي : فيه جعفر بن الزبير
صاحب القاسم و هو ضعيف جدا ، و قال ابن حجر : جعفر بن الزبير متروك " .
و يعارضه الحديث الآتي ، و هو مثله في الوضع ، أو شر منه رواية ! و كلاهما من
الأحاديث التي شان بها السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، و قد سبق التنبيه على
الكثير من أمثالها . والله المستعان .

(3/202)

1204 - " الجمعة واجبة على كل قرية فيها إمام ، و إن لم يكونوا إلا أربعة حتى ذكر
صلى الله عليه وسلم ثلاثة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 65/2 ) عن معاوية بن سعيد التجيبي عن الحكم بن عبد الله بن سعيد
عن الزهري عن أم عبد الله الدوسية مرفوعا و قال :
" الحكم أحاديثه كلها موضوعة ، و ما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد
، و ما أمليت له عن القاسم بن محمد و الزهري و غيرهما كلها مما لا يتابعه
الثقات عليه " .
و من طريقه أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2/358/2 ) و الدارقطني ( 165 و 166
) و قال :
" الزهري لا يصح سماعه من الدوسية ، و الحكم هذا متروك " .
و قال في موضع آخر :
" و لا يصح هذا عن الزهري ، كل من رواه عنه متروك " .
( فائدة ) : لقد اختلفت أقوال العلماء كثيرا في العدد الذي يشترط لصحة صلاة
الجمعة حتى بلغت إلى خمسة عشر قولا ، قال الإمام الشوكاني في " السيل الجرار "
( 1/298 ) :
" و ليس على شيء منها دليل يستدل به قط ، إلا قول من قال : إنها تنعقد جماعة
الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعات " .
قلت : و هذا هو الصواب إن شاء الله تعالى .

(3/203)

1205 - " أخوك البكري و لا تأمنه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/349 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/1/39 ) و أبو داود ( 4861 ) و أحمد ( 5/289 )
و ابن سعد ( 4/296 ) من طريق ابن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن عمرو
ابن الفغواء الخزاعي عن أبيه قال :
" دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان
يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح ، فقال : " التمس صاحبا " ، قال : فجاءني عمرو بن
أمية الضمري ، فقال : بلغني أنك تريد الخروج ، و تلتمس صاحبا ، قال : قلت : أجل
، قال : فأنا لك صاحب ، قال : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : قد
وجدت صاحبا ، قال : فقال : " من ؟ " قلت : عمرو بن أمية الضمري ، قال :
" إذا هبطت بلاد قومه فاحذره ، فإنه قد قال القائل : أخوك البكري و لا تأمنه "
.
فخرجنا حتى إذا كنت بـ ( الأبواء ) ، قال : إني أريد حاجة إلى قومي بـ ( ودان )
، فتلبث لي ، قلت : راشدا ، فلما ولى ، ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم ،
فشددت على بعيري حتى خرجت أوضعه ، حتى إذا كنت بـ ( الأصافر ) إذا هو يعارضني
في رهط ، قال : و أوضعت ، فسبقته ، فلما رآني قد فته ، انصرفوا ، و جاءني فقال
: كانت لي إلى قومي حاجة ، قال : قلت : أجل ، و مضينا حتى قدمنا مكة ، فدفعت
المال إلى أبي سفيان " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : الجهالة . قال الذهبي في " الميزان " :
" عبد الله بن عمرو بن الفغواء لا يعرف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
و الأخرى : عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس معروف لكنه قد صرح بالتحديث عند البخاري
.
و له شاهد ، لكنه ضعيف جدا ، فلا يصلح للتقوية ، لأنه يرويه زيد بن عبد الرحمن
ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن أسلم قال :
" خرجت في سفر ، فلما رجعت قال لي عمر : من صحبت ؟ قلت : صحبت رجلا من بني بكر
ابن وائل ، فقال عمر : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ... "
فذكره .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 3927 بترقيمي ) و العقيلي في " الضعفاء "
( 138 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 14/2 و 147/1 ) و قال :
" و الحديث بهذا الإسناد منكر " . و قال الطبراني :
" لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و آفته زيد بن الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال العقيلي :
" لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " .
قلت : و أبوه ضعيف جدا ، و قد سبقت ترجمته في المجلد الأول تحت الحديث ( 25 ) .
ثم رواه العقيلي و ابن عدي عن البخاري أنه قال فيه :
" منكر الحديث " .
و هذا معناه عنده أنه متهم ، والله أعلم .

(3/204)

1206 - " حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/350 ) :

باطل
رواه ابن عساكر ( 4/214/2 و 12/121/2 ) و كذا الخطيب ( 4/194 ) عن أحمد بن
شبويه : حدثنا محمد بن سلمة الواسطي : حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا حماد بن
سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا . و قال الخطيب :
" رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلهم معرفون ثقات ، و الحديث باطل مركب
على هذا الإسناد " .
و في ترجمة أحمد هذا من " اللسان " بعد أن ذكر كلام الخطيب :
" قلت : و محمد بن سلمة ستأتي ترجمته و أنه ضعيف ، و الراوي عنه أحمد بن شبويه
هذا مجهول ، فالآفة من أحدهما " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/370 ) من رواية الخطيب هذه
و نقل كلامه فيه . و أيده السيوطي فنقل كلام " اللسان " .

(3/205)

1207 - " جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن . قالها ثلاثا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) :

منكر
رواه الطبراني ( برقم - 2211 ) عن سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبان بن
عبد الله البجلي عن أبي بكر بن حفص قال : قال علي بن أبي طالب فذكره مرفوعا
.
و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 25/2 ) و قال :
" و أبان هذا عزيز الحديث ، و لم أجد له حديثا منكر المتن فأذكره ، و أرجو أنه
لا بأس به " .
و قال الذهبي :
" حسن الحديث وثقه ابن معين ، و مما أنكر عليه هذا الحديث " .
قلت : و الراوي عنه سليمان بن إبراهيم بن جرير قال الحافظ في " اللسان " :
" لا يعرف حاله ، و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم شيئا " .
قلت : فلعله هو علة هذا الحديث .

(3/206)

1208 - " حسان حجاز بين المؤمنين و المنافقين ، لا يحبه منافق ، و لا يبغضه مؤمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) :

ضعيف
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/185/1 ) عن محمد بن عمر الواقدي : حدثني
سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال : و حدثني من سمع أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة
الأسدي يخبر أنه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع عائشة تقول :
فذكره مرفوعا .
قلت : الواقدي كذاب ، لكن رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/149 ) و ابن عساكر
من طريق آخر عن أبي ثمامة عن عمر بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عنها نحوه
.
و عمر هذا ; قال الذهبي :
" لا يدرى من هو أصلا " .
ثم ذكر له هذا الحديث .
و قال العقيلي :
" الحديث غير محفوظ ، و لا يعرف من هذا الوجه ، و كلاهما هو و الراوي عنه مجهول
" .

(3/207)

1209 - " صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا ، فما رأيته ترك ركعتين
إذا زاغت الشمس قبل الظهر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/352 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1222 ) و الترمذي ( 2/435 ) و البيهقي ( 3/158 ) من طريق
صفوان بن سليم عن أبي بسرة الغفاري عن البراء بن عازب قال : فذكره .
و قال الترمذي :
" حديث غريب ، و سألت محمدا عنه ، فلم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري ، و رآه حسنا
" .
قلت : و لعل محمدا ( و هو البخاري ) يعني الحسن بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي ،
فإنه بالاعتبار الثاني ضعيف غريب كما قال الترمذي رحمه الله تعالى ، و علته أبو
بسرة هذا قال الذهبي في " الميزان " :
" لا يعرف ، تفرد عنه صفوان بن سليم " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة كما نص عليه في المقدمة ، و إلا فلين الحديث ، و بما أنه لم
يتابع على هذا الحديث ، فهو عنده ضعيف .
و لسنا نعلم حديثا صحيحا في محافظته صلى الله عليه وسلم على شيء من السنن
الرواتب في السفر سوى سنة الفجر و الوتر . والله أعلم .

(3/208)

1210 - " أيما رجل طلق امرأته ثلاثا عند الأقراء ، أو ثلاثا مبهمة ، لم تحل له حتى
تنكح زوجا غيره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/353 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 7/336 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 2757 ) من
طريق محمد بن حميد الرازي : نا سلمة بن الفضل عن عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن
عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال :
" كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي رضي الله عنه ، فلما قتل علي رضي الله
عنه قالت : لتهنأك الخلافة ! قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ! اذهبي فأنت طالق
، يعني ثلاثا ، قال : فتلفعت بثيابها و قعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية
بقيت لها من صداقها ، و عشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : متاع قليل
من حبيب مفارق ، فلما بلغه قولها بكى ثم قال : لولا أني سمعت جدي ، أو حدثني
أبي أنه سمع جدي يقول : ( فذكره ) لراجعتها " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : سلمة بن الفضل و هو الأبرش القاضي ، قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
و الأخرى : محمد بن حميد الرازي ، قال الحافظ :
" حافظ ضعيف ، و كان ابن معين حسن الرأي فيه " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، كما يتبين لمن راجع أقوال أئمة الجرح فيه ، و لهذا قال
الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أبو زرعة : كذاب ، و قال صالح : ما رأيت أحذق بالكذب منه و من الشاذكوني
" .
قلت : و لا يتقوى هذا الإسناد بقول البيهقي عقبه :
" و كذلك روي عن عمرو بن شمر ، عن عمران بن مسلم و إبراهيم بن عبد الأعلى عن
سويد بن غفلة " .
و ذلك لأن عمرو بن شمر متهم ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي و الدارقطني و غيرهما :
" متروك الحديث " .
و قال ابن حبان :
" رافضي يشتم الصحابة ، و يروي الموضوعات عن الثقات " .
قلت : إذا تبين ذلك ، فمن العجيب ما نقله الشيخ زاهد الكوثري في كتابه "
الإشفاق على أحكام الطلاق " ( ص 24 ) عن الحافظ ابن رجب الحنبلي عقب هذا الحديث
، فقال :
" و إسناده صحيح ، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق هذا الحديث في كتابه
( بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة ) " .
فإن صح هذا النقل عن ابن رجب فإنها زلة فاحشة منه ، و إلا فالكوثري معروف لدى
المحققين من أهل العلم باتباعه لهواه في كثير مما ينقل ، أو يحكم ، و من ذلك
الحديث الآتي بعده .
و قصة إمتاع الحسن امرأته و قولها : " متاع قليل " لها طريقان آخران عند
الطبراني ( 2561 و 2562 ) .

(3/209)

1211 - " إن أباكم لم يتق الله تعالى ، فيجعل له من أمره مخرجا ، بانت منه بثلاث على
غير السنة ، و تسعمائة و سبع و تسعون إثم في عنقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/355 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " من
طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن داود بن إبراهيم عن عبادة بن الصامت
قال :
" طلق بعض آبائي امرأته ألفا ، فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا : يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفا ، فهل له من مخرج ؟ قال .. "
فذكره .
و في رواية للطبراني عن عبادة أيضا قال :
" طلق جدي امرأة له ألف تطليقة ، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته
؟
فقال : أما اتقى الله جدك ؟ ! أما ثلاثة فله ، و أما تسعمائة و سبعة و تسعون
فعدوان و ظلم ، إن شاء عذبه و إن شاء غفر له " .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/338 ) :
" رواه كله الطبراني ، و فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي العجلي و هو ضعيف " .
و كذا قال الحافظ في " التقريب " أنه ضعيف .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
قلت : و الأقرب قول ابن عدي فيه :
" الوصافي ضعيف جدا ، يتبين ضعفه على حديثه " .
و في ترجمته ساق له هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه من حديثه ، و كذلك صنع
الذهبي في " الميزان " ، و ذكر أن النسائي و الفلاس قالا في الوصافي :
" متروك " ، أي شديد الضعف .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/63 ) :
" منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات ما لا يشبه الأثبات ، حتى يسبق إلى القلب
أنه المعتمد له فاستحق الترك " .
قلت : و هذا الحديث يرويه الوصافي عن داود بن إبراهيم ، و هو مجهول . قال
الذهبي و تبعه العسقلاني :
" لا يعرف ، و قال الأزدي : لا يصح حديثه " .
قلت : و كأن الأزدي عنى حديثه هذا . والله أعلم .
و مع هذا الضعف الشديد في إسناد هذا الحديث ، فقد سكت عليه الشيخ زاهد الكوثري
في كتابه المشار إليه في الحديث السابق ، بل أوهم أنه لا علة فيه فإنه قال بعد
أن ساقه من طريق الطبراني ( ص 31 ) :
" و مثله في " مسند عبد الرزاق " عن جده عبادة ، إلا أن في رواية عبد الرزاق
عللا " !
فمفهوم هذا أن رواية الطبراني لا علل فيها ، خلافا لرواية عبد الرزاق ، و ليس
كذلك ، فقد بينا لك أن في إسناد الطبراني علتين أيضا ، فيصير الحديث بذلك ضعيفا
جدا ، فإياك أن تغتر بمقالات الكوثري و كتاباته فإنه على سعة اطلاعه و علمه
مدلس صاحب هوى ، و قد ذكرنا بعض الأمثلة على ذلك في الجزء الأول من هذه السلسلة
، و للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني كتاب ضخم هام في الرد عليه
و الكشف عن أهوائه و أضاليله ، و تعصبه لمذهبه ، على أئمة الحديث و رجاله ،
أسماه " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ، و هو في أربعة أقسام ،
و قد كنت قمت على طبعه و الحمد لله لأول مرة بتحقيقي و تعليقي في مجلدين ، ثم
طبع سرقة من بعض الناشرين ; منهم من صوره على أخطائه المطبعية دون أي جهد ،
و منهم من طبعه بحرف جديد ، و تصرف لا يليق ، و قد أعدنا النظر فيه مجددا ،
استعدادا لطبعة ثانية طبعة مصححة منقحة . والله ولي التوفيق .
ثم وقفت بعد سنين على إسناد عبد الرزاق في " مصنفه و قد طبع في بيروت سنة (
1392 هـ ) فإذا به يقول فيه ( 11339 ) : أخبرنا يحيى بن العلاء عن عبيد الله بن
الوليد العجلي عن إبراهيم عن داود بن عبادة قال : طلق جدي امرأة .. فذكره .
هكذا وقع فيه : إبراهيم عن داود .. و لعله من تضليلات يحيى بن العلاء ، فإنه
كان كذابا .
و هذا يؤكد للقارىء ما ذكرته آنفا في حق الكوثري ، و إلا لما جاز له أن يسكت
عنه و يكتفي بقوله : " إن فيه عللا " ! لأنه لا يقال هذا في اصطلاحهم و فيهم
الكذاب ! ! بل و فيه أيضا العلتان المتقدمتان في رواية الطبراني التي سكت عنها
الكوثري مضللا للقراء ! فتأمل كم في كلام الكوثري من تدليس و تضليل . نسأل الله
السلامة .

(3/210)

1212 - " صنعت هذا ( يعني الجمع بين الصلاتين ) لكي لا تحرج أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/357 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4276 ) عن عبد الله بن عبد القدوس عن
الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال :
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأولى و العصر ، و بين المغرب و العشاء
، فقيل له في ذلك فقال : فذكره . قال الطبراني :
" لم يروه عن الأعمش إلا عبد الله " .
قلت : و هو ضعيف عند الجمهور مثل ابن معين و أبي داود و النسائي و الدارقطني
و غيرهم . و لذلك قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق رمي بالرفض ، و كان أيضا يخطىء " .
و الحديث قال الهيثمي ( 2/161 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " ، و فيه عبد الله بن عبد القدوس ;
ضعفه ابن معين و النسائي ، و وثقه ابن حبان ، و قال البخاري : " صدوق ، إلا أنه
يروي عن أقوام ضعفاء " . قلت : و قد روى هذا عن الأعمش و هو ثقة " .
قلت : نعم الأعمش ثقة ، و قول البخاري في الراوي عنه : " صدوق " لا ينفي كونه
ضعيفا ، بل غاية ما فيه أنه صدوق لا يكذب ، فإذا ثبت ضعفه الذهبي و العسقلاني
كما سبق ، فتأمل .
و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 3/92 - بولاق ) :
" و قال أبو حاتم : لا بأس به " .
فغريب ، لم أره من ذكره غيره ، و لا أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 2/2/104 )
لا عن أبيه و لا عن غيره .
و الصحيح في هذا الباب حديث ابن عباس رضي الله عنه :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر و العصر ، و بين المغرب و العشاء
، بالمدينة من غير خوف ، و لا مطر ، قيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال : أراد
أن لا يحرج أمته " .
أخرجه مسلم و الأربعة إلا ابن ماجه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 3/34 - 35 ) ،
و " صحيح أبي داود " ( 1096 ) .
فالحديث إذن حديث ابن عباس أخطأ فيه عبد الله بن عبد القدوس ، من وجهين :
الأول : أنه جعله من مسند ابن مسعود ، و هو عن ابن عباس .
و الآخر : أنه رفع التعليل بنفي الحرج و هو موقوف .
( فائدة ) : و اعلم أن حديث ابن عباس يدل على جواز الجمع في الإقامة لرفع الحرج
، و ليس مطلقا ، فتنبه لهذا فإنه هام .

(3/211)

1213 - " الغلاء و الرخص جندان من جنود الله ، اسم أحدهما : الرغبة ، و الآخر الرهبة ،
فإذا أراد الله أن يغليه قذف في قلوب التجار الرغبة فحبسوا ما في أيديهم ،
و إذا أراد الله أن يرخصه قذف في قلوب التجار الرهبة فأخرجوا ما في أيديهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/358 ) :

موضوع
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 330 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال :
حدثنا العباس بن بكار الضبي قال : حدثنا عبد الله بن المثنى قال : حدثني ثمامة
ابن عبد الله عن أنس مرفوعا و قال :
" هذا حديث باطل لا أصل له " .
ذكره في ترجمة الضبي هذا و قال فيه :
" الغالب على حديثه الوهم و المناكير " .
قلت : و قال الدارقطني :
" كذاب " .
و قال الذهبي :
" اتهم بحديث : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن
فاطمة .. " الحديث و سيأتي ( 2688 ) .
ثم ساق له هذا الحديث و قال :
" أيضا باطل " .
و اتهمه الحافظ في " اللسان " بوضع ما رواه بسنده عن أم سلمة قالت :
" لم ير لفاطمة دم في حيض و لا نفاس " .
قلت : و الراوي عنه الغلابي كذاب أيضا ، فأحدهما اختلق هذا الحديث . و قد أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية العقيلي هذه ، و وافقه السيوطي في "
اللآلىء " ( رقم 1784 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار
الشنيعة الموضوعة " ( 293/2 ) .

(3/212)

1214 - " يا أيها الناس لا يغترن أحدكم بالله ، فإن الله لو كان غافلا شيئا لأغفل
البعوضة ، و الخردلة ، و الذرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/359 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي حاتم قال : ذكر عن أبي عمر الحوضي حفص بن عمر : حدثنا أبو أمية
ابن يعلى الثقفي : حدثنا سعيد بن أبي سعيد : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره
مرفوعا .
كذا في " تفسير ابن كثير " ( 3/379 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و إنما سكت عنه ابن كثير لظهور ضعفه لأهل العلم ،
و له علتان :
الأولى : أبو أمية هذا و اسمه إسماعيل قال الذهبي في " الضعفاء " :
" بصري متروك " .
و الأخرى : الانقطاع بين ابن أبي حاتم و الحوضي .
و مع كل هذا أورده الرفاعي في " مختصره " ( 3/256 ) الذي زعم في مقدمته أنه
التزم فيه الأحاديث الصحيحة ! و ههيات أن يستطيع ذلك ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه
. المستعان .

(3/213)

1215 - " غرة العرب كنانة ، و أركانها تميم ، و خطباؤها أسد ، و فرسانها قيس ، و لله
تبارك و تعالى من أهل السماوات فرسان ، و فرسانه في الأرض قيس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) :

باطل
رواه ابن عساكر ( 16/206/1 ) عن المستهل بن داود التميمي : نا عبد السلام بن
مكلبة عن عثمان بن عقال عن بان أبي مليكة عن أبي ذر الغفاري مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم لحديث باطل ، أورده ابن عساكر في ترجمة المستهل هذا ،
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و الراويان فوقه لم أجد من ذكرهما ! و لعل
الأول منهم هو آفة الحديث فإنه تميمي !
و الحديث مما سود به السيوطي جامعه الصغير ، و بيض له المناوي في كتابيه !

(3/214)

1216 - " لما ألقي إبراهيم في النار ، قال : اللهم إنك في السماء واحد ، و أنا في
الأرض واحد أعبدك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) :

ضعيف
أخرجه أبو يعلى و البزار ( 3/103/2349 - كشف الأستار ) قالا : حدثنا أبو هشام :
حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه الدارمي في " الرد على الجهمية " ( 75 ) و أبو نعيم في "
الحلية " ( 1/19 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10/346 ) .
و أخرجه الذهبي في ترجمة أبي هشام و اسمه محمد بن يزيد الرفاعي الكوفي - و ذكر
اختلاف العلماء فيه - من طريق الحسن بن سفيان : حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي به
. ثم ضعفه بقوله :
" غريب جدا " .
و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 7 ) <1> :
" حديث حسن الإسناد " !
و كذا قال في " الأربعين " له ( 178/1 ) .
و أقول :
بل هو ضعيف ، كما أفاده قوله الأول ، لأن فيه علتين :
الأولى : أبو جعفر و هو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان . قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
الثانية : أبو هشام هذا قال الحافظ :
" ليس بالقوي ، قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه " .
و الحديث ذكره ابن كثير في " التفسير " بإسناد أبي يعلى ساكتا عليه ، فظن بعض
الجهلة أن سكوته يعني أنه صحيح عنده و ليس كذلك كما كنت بينته في مقدمة المجلد
الرابع من " الصحيحة " ، فقد أورده الشيخ نسيب الرفاعي في " مختصر تفسير ابن
كثير " ( 3/50 ) و تبعه بلديه الصابوني فأورده في " مختصره " أيضا ( 2/514 )
و قد زعما كلاهما أنهما التزاما في كتابيهما أن لا يذكرا إلا الأحاديث الصحيحة
، و كذبا - والله - فإنهما لم يفعلا ، و لا يستطيعان ذلك ، لأنهما لم يدرسا هذا
العلم مطلقا ، بل و ليس بإمكانهما أن يرجعا في ذلك إلى كتب أهل العلم و إلا
لاعتمدا عليهم في ما ادعياه من التصحيح ، و لذلك ركبا رأسيهما ، و جاءا ببلايا
و طامات لم يسبقا إليها . والله المستعان .
( تنبيه ) : ادعى الهيثمي ( 8/202 ) أن عاصما هذا هو ابن عمر بن حفص ، و أعل
الحديث به ، و إنما هو عاصم بن أبي النجود ، كما جاء مصرحا في رواية الدارمي ،
فإنه هو المعروف بالرواية عن أبي صالح ، و عنه أبو جعفر الرازي .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و قد اختصرته ، و حذفت منه الأحاديث المنكرة و الروايات الواهية ، و وضعت
له مقدمة هامة في تأييد مذهب السلف في الصفات ، و الرد على المؤولة و بعض
الجماعات الإسلامية التي لا تهتم بالدعوة لتصحيح المفاهيم على المنهج السلفي ،
و قد طبع هذه السنة ( 1981 ) . اهـ .
1

(3/215)

1217 - " العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا و بين المشركين ، يعطى يوم القيامة بكل
كورة يدورها على رأسه نورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) :

باطل
رواه الباوردي عن ركانة مرفوعا كما في " الجامع الصغير " و بيض المناوي له
فلم يتكلم عليه بشيء .
و قال الشيخ الكتاني في " الدعامة " ( ص 7 ) :
" إن سنده واه " .
يعني أنه ضعيف جدا كما في الصفحة ( 34 ) منه .
و قد صرح بشدة ضعف هذا الحديث الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه " أحكام
اللباس " ( ق 9/2 ) فقال :
" و لولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم " .
قلت : و الحديث عندي باطل لأن تكثير كورات العمامة خلاف هدي النبي صلى الله
عليه وسلم فيها ، بل هو من ثياب الشهرة المنهي عنها في أحاديث خرجت بعضها في
آخر كتابي " حجاب المرأة المسلمة " .
و الشطر الأول من الحديث رواه الترمذي و ضعفه ، و هو مخرج في " الإرواء " (
1503 ) .

(3/216)

1218 - " حببوا الله إلى الناس يحببكم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) :

ضعيف
رواه خالد بن مرداس في " حديثه " ( 30/1 ) : حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن
عمرو عن عبد الله بن بسر اليحصبي قال : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول :
فذكره موقوفا عليه . و من طريق ابن مرداس رواه ابن عساكر ( 8/151/2 ) .
قلت : و هذا سند موقوف حسن بل صحيح ، فإن ابن عياش صحيح الحديث إذا روى عن
الشاميين و هذا الحديث عنهم .
و ابن مرداس وثقه الخطيب ( 8/307 ) و قد أوقف الحديث و هو الصحيح .
و خالفه عبد الوهاب بن الضحاك فرواه عن ابن عياش به مرفوعا . لكن عبد الوهاب
هذا كذاب كما قال أبو حاتم و غيره ، و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير "
و الضياء المقدسي في " المختارة " كما في " فيض القدير " فقد قال متعقبا على
السيوطي :
" و فيه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ، قال في " الميزان " : كذبه أبو حاتم ،
و قال النسائي و غيره : متروك ، و قال الدارقطني : منكر الحديث ، و البخاري :
عنده عجائب ، ثم أورد له أوابد ها منها " .
ثم وقفت على إسناد الطبراني فتبين لي أن عبد الوهاب متابع ، قال الطبراني : "
حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا أبي ( ح ) : و حدثنا إبراهيم
ابن محمد بن عرق : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قالا : حدثنا بقية عن صفوان بن
عمرو به مرفوعا " .
كذا وجدته في جزء فيه أحاديث منقولة عن " معجم الطبراني الكبير " مع أسانيدها
في " المجموع " ( 6 ) . ثم رأيته هكذا في " المعجم " نفسه ( 7461 ) . ثم ساقه
عقبه ( 7462 ) بإسناد آخر له عن بقية به .
و عبد الوهاب بن نجدة ثقة ، فبرئت عهدة ابن الضحاك منه ، و تبين أن العلة من
بقية و هو ابن الوليد ، فإنه مدلس و قد عنعنه ، و أن تعصيب المناوي العلة
بعبد الوهاب غفلة منه عمن تابعه .

(3/217)

1219 - " العربون لمن عربن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/363 ) :

باطل
رواه الدارقطني في " الغرائب " : حدثنا بركة بن محمد الحلبي : حدثنا أحمد بن
علي بن أخت عبد القدوس : حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قال في " الميزان " :
" هذا حديث باطل ، و بركة متهم . قال الدارقطني : ابن أخت عبد القدوس متروك
الحديث " .
كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 128 ) و " تنزيه الشريعة " (
2/197 ) .
قلت : و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا من رواية الخطيب
في " رواة مالك " عن ابن عمر . و تعقبه المناوي بما نقلته عن " الذيل " غير أنه
لم يعزه إليه !

(3/218)

1220 - " حرمت الخمر لعينها قليلها و كثيرها ، و السكر من كل شراب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/364 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/124 ) من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي عن
الحارث عن علي مرفوعا .
و الحارث هذا هو ابن عبد الله الهمداني الأعور و قد كذبه أبو إسحاق السبيعي هذا
و الشعبي و ابن المديني .
نعم ورد هذا الحديث عن ابن عباس مرفوعا و موقوفا ، و الموقوف رواه النسائي (
2/332 ) و الطحاوي ( 2/324 ) و أحمد في " الأشربة " ( 59/109 ) و الطبراني (
10837 و 10839 - 10841 و 12389 و 12633 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7/224 )
و إسناده صحيح ، و المرفوع علقه أبو نعيم ، و هي رواية شاذة مخالفة لرواية
الجماعة الموقوفة .
لكن رواه الطبراني من طريق ابن المسيب عن ابن عباس مرفوعا كما ذكره الزيلعي في
" نصب الراية " ( 4/307 ) و لم يتكلم على إسناده ن و لم يسقه الحافظ الهيثمي في
" المجمع " ( 5/53 ) مع أنه ساق الموقوف و عزاه للطبراني .
على أن نهاية بحث الزيلعي في هذا الحديث يدل على أن الصواب فيه أنه موقوف على
ابن عباس . والله أعلم .
و هذا الحديث استدلت به الحنفية على أن الخمر إنما هو ما كان من عصير العنب ،
فهذا يحرم منه قليله و كثيره ، و أن المسكر من الأشربة الأخرى التي تتخذ من
الحنطة و الشعير و العسل و الذرة فهي حلال ، و المحرم منها القدر المسكر فقط !
و هذا مذهب باطل لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة القاطعة بخلافه مثل قوله
صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " رواه مسلم و غيره عن ابن
عباس <1> . و قوله صلى الله عليه وسلم : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " و هو
حديث صحيح ورد عن نحو ثمانية من الصحابة بأسانيد ثابتة قد أوردها الزيلعي في "
نصب الراية " ( 4/301 - 306 ) و خرجت طائفة منها في " الإرواء " ( 2375 و 2376
) ، و قد روى بعضها النسائي في " سننه " ( 2/327 ) ثم قال :
" و في هذا دليل على تحريم السكر قليله و كثيره ، و ليس كما يقول المخادعون
لأنفسهم بتحريمهم آخر الشربة ، و تحليلهم ما تقدمها الذي يسري في العروق قبلها
، و لا خلاف بين أهل العلم أن السكر بكليته لا يحدث على الشربة الآخرة دون
الأولى و الثانية بعدها ، و بالله التوفيق " .
( تنبيه ) : ما حكيناه عن الحنفية آنفا هو الذي حكاه الطحاوي عن أبي حنيفة
و صاحبيه رحمهم الله ، و رواه الإمام محمد في " الآثار " ( ص 148 ) عن أبي
حنيفة و أقره . لكن ذكر العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على
موطأ محمد " ( ص 311 ) أن الإمام محمد يقول بتحريم شرب قليل كل مسكر و كثيره
أسكر أو لم يسكر ، كما هو مذهب الجمهور ، فلعل الإمام محمدا له في المسألة
قولان . و لكن القول الثاني هو الصواب لموافقته للأحاديث الصحيحة التي سبقت
الإشارة إليها و ذكرنا بعضها .
و من الآثار السيئة لهذا الحديث أنه يلزم من القول به إباحة المسكرات المتخذة
من غير العنب على ما سبق بيانه ، و إسقاط الحد عن شاربها و لو سكر ! و هذا ما
ذهب إليه أبو حنيفة و أبو يوسف كما في " الهداية " ( 8/160 ) لكنه قال بعد ذلك
: إن الأصح أنه يحد بناء على قول الإمام محمد به . و هو منسجم مع قوله الآخر
الموافق لمذهب الجمهور في تحريم كل مسكر .
و استدل الحنفية أيضا أيضا بالحديث على أن تحريم الخمر ليس معللا بعلة فقالوا :
" لما كانت حرمتها لعينها لا يصح التعليل ، لأن التعليل حينئذ يكون مخالفا للنص
" <2> .
يعني هذا الحديث .
و الجواب أن يقال : أثبت العرش ثم انقش . فالحديث غير ثابت كما سبق ، ثم هو
معارض بمثل الحديث المتقدم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " فإنه صريح في
تحريم كل مسكر بجامع الاشتراك مع خمر العنب علة الإسكار .
و قد قلد الحنفية في هذه المسألة بل زاد عليهم حزب التحرير الذي كان يرأسه
الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله فاستدل به على أن العبادات لا تعلل فقال في
" مفاهيم حزب التحرير " ( ص 24 ) :
" فالحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات و الأخلاق و المطعومات و الملبوسات لا
تعلل ، قال عليه الصلاة و السلام : حرمت الخمرة لعينها " .
و هذا يدل على جهل بالغ بالسنة ، فالحديث غير صحيح و معارض للحديث الصحيح كما
علمت ، ثم هو لو صح خاص بالخمر و لا عموم فيه فكيف يصح الاستدلال به على أن
جميع العبادات و ما ذكر معها لا تعلل ؟ ! اللهم هداك .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و له شواهد كثيرة ذكرها الزيلعي و غيره ، خرجت بعضها في " الإرواء " ( 8/40
- 45 ) ، و لهذا قال الشيخ علي القاري في " شرح مسند الإمام أبي حنيفة " ( ص 59
) :
" كاد أن يكون متواترا " :
فلا تغتر بقول صاحب الهداية : " هذا الحديث طعن فيه يحيى بن معين " فإنه لا أصل
له عن ابن معين ، كما أفاده الزيلعي ( 4/295 ) ، و ابن معين أجل من أن يخفى
عليه صحة مثل هذا الحديث . اهـ .

[2] نقله ابن الهمام ( 8/156 ) . اهـ .
2

(3/219)

1221 - " ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة ، و ما أحسب من
شهدها منكم إلا مغفورا له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/336 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البزار ( 621 - كشف الأستار ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم -
366 ) و في " الأوسط " ( رقم 186 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن
القاسم عن أبي أمامة عن أبي عبيد الله بن الجراح ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى عن أبي عبيدة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء . قال الدارقطني :
" عبيد الله بن زحر ليس بالقوي ، و شيخه علي متروك " .
و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الأثبات ، و إذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا
اجتمع في إسناد خبر عبيد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن لم يكن
ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2/168 ) :
" رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية عبيد الله
ابن زحر عن علي بن يزيد و هما ضعيفان " .
و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " برواية " مسند البزار " بنحوه ، و أشار
إلى تضعيفه بعلي بن يزيد وحده ، و هو قصور ، كما يدل عليه قول الهيثمي المذكور
، و الدارقطني المشهور .
لكن قد جاء الحديث بإسناد آخر صحيح عن ابن عمر ، دون قوله : " و ما أحسب " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1566 ) فهو بهذه الزيادة منكر . والله أعلم .

(3/220)

1222 - " عودوا المرضى ، و مروهم فليدعوا الله لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة و ذنبه
مغفور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/367 ) :

موضوع
رواه الثقفي في " الثقفيات " 0 4/27/1 ) عن سهل بن عمار العتكي : حدثنا
عبد الرحمن بن قيس : حدثنا هلال بن عبد الرحمن : حدثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو
معاذ عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته عبد الرحمن بن قيس - و هو الضبي الزعفراني - أو
سهل بن عمار ، أما عبد الرحمن فكذبه ابن مهدي ، و قال أبو علي صالح بن محمد :
" كان يضع الحديث " .
انظر " تاريخ بغداد " ( 10/251 - 252 ) .
و أما سهل بن عمار ، فقال الذهبي في " الميزان " :
" متهم ، كذبه الحاكم " . و قال الحافظ :
" و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و صحح له الحاكم في " المستدرك " و تعقبه
المصنف في " تلخيصه " بالتناقض ، و قال ابن منده : كان ضعيفا " .
و هلال بن عبد الرحمن هو الحنفي ، قال الذهبي :
" عن ابن المنكدر ، قال العقيلي : منكر الحديث ، ثم علق له ثلاثة مناكير ، و له
عن عطاء بن أبي ميمونة و غيره ، الضعف على أحاديثه لائح فيترك " .

(3/221)

1223 - " الخاصرة عرق الكلية ، فإذا تحرك فداوه بالماء المحرق و العسل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/368 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 96/2 ) عن الحسين بن علوان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا و قال :
" و للحسين بن علوان أحاديث كثيرة و عامتها موضوعة ، و هو في عداد من يضع
الحديث " .
و قال ابن حبان :
" كان يضع الحديث على هشام و غيره وضعا ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب
" .
لكن الحديث له طريق آخر عن عروة ، فقال الحاكم ( 4/405 ) : " حدثنا محمد بن
صالح بن هانىء : حدثنا السري بن خزيمة : حدثنا أحمد بن يونس : حدثنا مسلم بن
خالد عن عبد الرحمن بن خالد المديني عن ابن شهاب عن عروة به " . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و هذا منه عجيب فإن مسلم بن خالد و هو
الزنجي ضعيف و قد ساق له الذهبي نفسه في ترجمته من " الميزان " أحاديث كثيرة
منكرة ، ثم قال :
" فهذه الأحاديث و أمثالها يرد بها قوة الرجل و يضعف " .
و في السند جماعة آخرون لم أعرفهم : محمد بن صالح بن هانىء شيخ الحاكم ، و شيخه
السري بن خزيمة ، و قد روى خبرا باطلا خالف فيه الإمام البخاري ، أو الخطأ من
الراوي عنه كما سيأتي بيانه ، فانظر " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ... " .
و عبد الرحمن بن خالد المديني لم أعرفه أيضا ، و في طبقته عبد الرحمن بن خالد
ابن مسافر الفهمي المصري روى عن الزهري و عنه الليث و غيره ، و هو ثقة من رجال
الشيخين ، لكنه مصري و المترجم مدني . والله أعلم .
ثم رأيته عند أبي نعيم في " الطب " ( 2/2/2 ) من طريق مسلم بن خالد عن
عبد الرحيم بن يحيى المديني عن ابن شهاب به .
و عبد الرحيم بن يحيى لم أعرفه أيضا . والله أعلم .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن هشام بن عروة به . و لكنه لا يساوي شيئا ، فإنه من
رواية يحيى بن هاشم : حدثنا هشام بن عروة به .
أخرجه يوسف بن خليل الأدمي في " عوالي حديث هشام بن عروة " ( 188/1 ) .
و يحيى هذا هو السمسار ، و هو ممن يضع الحديث . و من بلاياه الحديث الآتي :
" عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " .

(3/222)

1224 - " عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) :

موضوع
رواه أبو الفرج الإسفراييني في " جزء أحاديث يغنم بن سالم " ( 27/1 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 7/260 ) عن يحيى بن هاشم قال : حدثنا مسعر بن كدام عن
قتادة عن أنس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 5/49/1 ) . و قال أبو نعيم :
" لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى بن هاشم " .
قلت : و هو السمسار كذاب يضع الحديث . و قد ساق له الذهبي في " الميزان "
أحاديث هذا أحدها ، و قال :
" إنها من بلاياه " !
و مع هذا فقد سود به السيوطي " الجامع الصغير " و تعقبه المناوي بنحو ما ذكرنا
.

(3/223)

1225 - " من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة - يعني ستر ما يكون منه عند ذلك - كان من ذنوبه
كيوم ولدته أمه . قال : ليله من كان أعلم ، فإن كان لا يعلم فرجل ممن ترون أن
عنده ورعا و أمانة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) :

ضعيف جدا
رواه البيهقي ( 3/396 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3718 - بترقيمي " و ابن عدي
( 164/1 - 2 ) عن سلام بن أبي مطيع عن جابر الجعفي عن الشعبي عن يحيى الجزار عن
عائشة مرفوعا . و قالا :
" لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " . قال ابن عدي :
" و هو عندي لا بأس به و برواياته " .
قلت : لكن جابر الجعفي متروك ، و به أعله عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " (
رقم 1900 بتحقيقي ) .

(3/224)

1226 - " حب الدنيا رأس كل خطيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/370 ) :

موضوع
قال في " المقاصد " :
" رواه البيهقي في " الشعب " بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا " .
قلت : و المرسل من أقسام الحديث الضعيف ، لا سيما إذا كان مرسله الحسن البصري ،
قال الدارقطني :
" مراسيله فيها ضعف " .
و الحديث رواه عبد الله بن أحمد في " الزهد " ( ص 92 ) : من طريقين عن عيسى
عليه السلام من قوله و هو الأشبه على إعضال الطريقين . والله أعلم .
و رواه ابن عساكر ( 7/98/1 ) من قول سعد بن مسعود الصيرفي و ذكر أنه تابعي ،
و أنه كان رجلا صالحا .
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " دون " الكبير " من رواية البيهقي فقط .
قلت : و الظاهر من ها التخريج أن مخرجه البيهقي سكت عليه ، و ليس كذلك فقد قال
المناوي متعقبا على السيوطي :
" ثم قال : أعني البيهقي : " و لا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم " .
قال الحافظ العراقي : " و مراسيل الحسن عندهم شبه الريح " و مثل به في شرح
الألفية للموضوع من كلام الحكماء ، و قال : هو من كلام مالك بن دينار كما رواه
ابن أبي الدنيا ، أو من كلام عيسى عليه السلام كما رواه البيهقي في " الزهد "
و أبو نعيم في " الحلية " . و عده ابن الجوزي في " الموضوعات " . ز تعقبه
الحافظ ابن حجر بأن ابن المديني أثنى على مراسيل الحسن ، و الإسناد إليه حسن ،
و أورده الديلمي من حديث علي و بيض لسنده " .
و قال في " التيسير " :
" و قال المؤلف ( يعني السيوطي ) : في " فتاويه " : رفعه وهم ، بل عده الحفاظ
موضوعا " .
و قال ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2/196 ) :
" هذا معروف عن جندب بن عبد الله البجلي ، و أما عن النبي صلى الله عليه وسلم
فليس له إسناد معروف " و ذكر نحوه في " مجموع الفتاوى " ( 11/907 ) و زاد :
" و يذكر عن المسيح ابن مريم عليه السلام . و أكثر ما يغلو في هذا اللفظ
المتفلسفة و من حذا حذوهم من الصوفية على أصلهم في تعلق النفس ، إلى أمور ليس
هذا موضع بسطها " .

(3/225)

1227 - " علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل ، و حكم من أحكام الله ، يقذفه في قلوب
من يشاء من عباده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/371 ) :

موضوع
أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة "
فقال ( 121/1 ) :
" رواه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1/74 ) من حديث علي بن أبي طالب و قال :
لا يصح ، و عامة رواته لا يعرفون " .
قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " : " هذا باطل " .
قلت : و ابن عراق نقل ما ذكره عن ابن الجوزي - عن السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " و هو فيه برقم ( 215 بترقيمي ) ، و مع حكم السيوطي عليه بالوضع فقد
أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن علي ! و هو عنده ( 3/290 - زهر
الفردوس ) من طريق ابن شاهين - و عنه ابن الجوزي أيضا عن علي بن جعفر بن عنبسة
: حدثنا دارم ابن قبيصة بن نهشل الصنعاني : سمعت يحيى بن الحسن بن زيد بن علي
عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي مرفوعا به .
و يحيى و من دونه لم أجد من ذكرهم سوى ابن عنبسة ، فقد أشار الخطيب إلى جهالته
كما في ترجمة عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري من " اللسان " .

(3/226)

1228 - " على الخبير سقطت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/372 ) :

لا أصل له مرفوعا
و في " المقاصد " ( 136 ) :
" هو كلام يقوله المسؤول عما يكون به عالما ، جاء عن جماعة منهم ابن عباس مما
صح عنه حيث سئل عن البدنة إذا عطبت ، و في " دلائل النبوة " للبيهقي من طريق
ابن إسحاق في نحو هذا أن أبا حاجز الحضرمي قاله حين سئل عنه " .
قلت : فالظاهر أنه مثل قديم معروف عند العرب ، فقد صح أنه تمثل به الحارث بن
حسان البكري أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد أخرج أحمد ( 3/481 - 482 )
و الترمذي ( 3269 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3325 ) من طريق عفان بن مسلم
و محمد بن مخلد الحضرمي قالا : حدثنا سلام أبو المنذر القاري : حدثنا عاصم بن
بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسان قال :
" مررت بعجوز بالربذة ، منقطع بها في بني تميم ، فقالت : أين تريدون ؟ قلنا :
نريد رسول الله ، قالت : فاحملوني معكم ، فإن لي إليه حاجة ، قال : فدخلت ،
فقال : هل كان بينكم و بين بني تميم شيء ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فكانت لنا
الدائرة عليهم ، و قد مررت على عجوز منهم بالربذة منقطع بها ، فقالت : إن لي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة ، فحملتها ، و ها هي تلك بالباب ، قال :
فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت ، فلما قعدت ، قلت :
يا رسول الله ! إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا و بين بني تميم فافعل ،
فإنها كانت لنا مرة ، قال : فاستوفزت العجوز ، فأخذتها الحمية ، و قالت : يا
رسول الله ! فأين تضطر مضرك ؟ قال : قلت : يا رسول الله ! أنا والله كما قال
الأول : " بكر حملت حتفا " ، حملت هذه و لا أشعر أنها كائنة لي خصما ، أعوذ
بالله و رسول الله أن أكون كوافد عاد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
و ما وافد عاد ؟ قال : قلت : " على الخبير سقطت " فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " إيه " يستطعمني الحديث ، و قال عفان : أعوذ بالله أن أكون كما قال
الأول ، قال : و ما قال الأول ؟ قال : على الخبير سقطت ، قال : " هيه " يستطعمه
الحديث ، فقال : إن عادا قحطوا فبعثوا وافدهم قيلا ، فنزل على معاوية بن بكر
شهرا يسقيه الخمر و تغنيه الجرادتان ، و قال سلام : - يعني القينتين - قال : ثم
مضى حتى أتى جبال مهرة فقال : اللهم إنك تعلم أني لم آت لأسير فأفاديه ، و لا
لمريض فأداويه ، فاسق عبدك ما أنت مسقيه ، و اسق معه بكر بن معاوية ( كذا الأصل
على القلب ، و في النسخة الأخرى على العكس : " معاوية بن بكر " ) شهرا ، - يشكر
له الخمر التي شربها عنده - قال : فمرت سحابات سود فنودي منها : أن تخير السحاب
، فقال : إن هذه لسحابة سوداء ، فنودي منها : أن خذها رمادا رمددا لا تدع من
عاد أحدا ، قال : قلت : يا رسول الله فبلغني أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا
كقدر ما يرى من الخاتم ، قال أبو وائل : و كذلك بلغنا " .
قلت : و هذا سند حسن و سكت عنه الترمذي .

(3/227)

1229 - " اغسلوا قتلاكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/373 ) :

منكر
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 107/1 ) : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور
الدقاق : حدثنا الفضل بن الصباح : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن
أبي سفيان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
، و قال ابن عدي :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلا عن ابن سابور " .
قلت : و رجاله ثقات رجال " التهذيب " غير ابن سابور هذا ، فقد ترجمه الخطيب في
" تاريخ بغداد " ( 4/225 ) و روى عن الدارقطني أنه قال فيه : " ثقة " . ثم أشار
الخطيب إلى أنه وهم في إسناد حديث ، فروى من طريقه : حدثنا بركة بن محمد الحلبي
: حدثنا يوسف بن أسباط : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس
أن عائشة قالت :
" ما رأيت عورة رسول الله صلى الله عليه وسلم قط " .
قال الخطيب :
" لا أعلم رواه عن بركة بن محمد هكذا غير ابن سابور ، و المحفوظ عن بركة ما
أخبرنيه أبو القاسم الأزهري ... : حدثنا عبد الله بن أبي سفيان - بالموصل - :
حدثنا بركة ابن محمد الحلبي : حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن محمد بن جحادة
به .
يعني أنه أخطأ في إسناده ، فذكر سفيان مكان حماد .
و قال الذهبي في ترجمة حنظلة بن أبي سفيان بعد أن ذكر أنه ثقة بإجماع :
" ثم ساق له ابن عدي حديثا منكرا ، و لعله وقع الخلل فيه من الرواة إليه ، فقال
: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور .. ( فذكره ، و قال ) رواته ثقات ، و نكارته
بينة " .
قلت : و وجه النكارة أنه جاء في أحاديث كثيرة ترك النبي صلى الله عليه وسلم غسل
الشهداء منها حديث جابر بن عبد الله مرفوعا :
" ادفنوهم في دمائهم ( يعني شهداء أحد ) ، و لم يغسلهم " .
أخرجه البخاري و غيره . و في رواية لأحمد :
" لا تغسلوهم ، فإن كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة " .
و هو صحيح أيضا على ما بينته في " أحكام الجنائز " ( ص 54 - طبع المكتب
الإسلامي ) .
و التعليل المذكور في الحديث دليل واضح على أنه لا يشرع غسل الشهيد ، و لذلك
كان الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه منكرا ، و أنا أظن أن الخطأ من ابن
سابور ، فإنه و إن وثقه الدارقطني ، فقد أثبت الخطيب وهمه في إسناد حديث عائشة
المتقدم ، فيظهر أنه وهم في هذا أيضا متنا .
و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " ( 1926 - بتحقيقي ) من رواية ابن عدي ،
و قال :
" و حنظلة ثقة مشهور ، و إسحاق بن سليمان ثقة ، و الفضل بن الصباح و ابن سابور
كتبتهما حتى أنظرهما " .
قلت : أما ابن الصباح فهو أبو العباس السمسار ، و هو من رجال الترمذي و ابن
ماجه ، و ترجم له الخطيب ( 12/361 - 362 ) و روى بإسنادين له عن ابن معين أنه
ثقة ، و عن البغوي أنه كان من خيار عباد الله .
و أما ابن سابور ، فقد عرفت حاله .

(3/228)

1230 - " حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات ، و غزوة لمن حج خير من عشر حجج ، و غزوة في
البحر خير من عشر غزوات في البر ، و من جاز البحر كأنما جاز الأودية كلها ،
و المائد فيه كالمنشحط في دمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/375 ) :

ضعيف
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 27/117/1 ) عن عبد الله بن صالح : حدثني يحيى
ابن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه الحاكم ( 2/143 ) و الطبراني في " الكبير " و البيهقي كما
في " الترغيب " ( 2/185 ) و قال الحاكم :
" صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي ، و كذا المنذري قال :
" و هو كما قال ، و لا يضر ما قيل في عبد الله بن صالح ; فإن البخاري احتج به "
.
قلت : و بناء على ذلك قال المناوي :
" و سنده لا بأس به " .
و في كل ذلك نظر ، فإن ابن صالح فيه كلام كثير ، و قد قال الحافظ فيه :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و روى ابن ماجه ( 2777 ) عن بقية عن معاوية بن يحيى عن ليث بن أبي سليم عن يحيى
ابن عباد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا :
" غزوة في البحر مثل عشر غزوات .. " الحديث نحوه .
قلت : و هذا إسناد واه ، مسلسل بالعلل :
الأولى : ليث بن أبي سليم ، و كان اختلط .
الثانية : معاوية بن يحيى ، و هو الصدفي ; ضعيف .
الثالثة : بقية ، و هو ابن الوليد ، و كان يدلس عن الضعفاء و المجهولين .

(3/229)

1231 - " عشرة مباحة في الغزو : الطعام و الأدم و الثمار و الشجر و الحبل و الزيت
و الحجر و العود غير منحوت و الجلد الطري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/100/2 ) عن أبي سلمة عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب عن عائشة مرفوعا .
أورده في ترجمة أبي سلمة هذا ن و سماه الحكم بن عبد الله بن خطاف ، و روى عن
ابن أبي حاتم أنه قال فيه :
" كذاب متروك الحديث ، و الحديث الذي رواه باطل ن و عن النسائي أنه قال : ليس
بثقة و لا مأمون " .
قلت : و الحديث مما فات السيوطي في " جامعيه " ، و استدركه المناوي في كتابه "
الجامع الأزهر " ( 2/15/2 ) ، و لكنه سكت عنه خلافا لشرطه الذي نص عليه في
مقدمته قائل :
" أذكر فيه كل حديث معقبا له ببيان حال راويه من أهل الضعف و الكمال " !

(3/230)

1232 - " أعف الناس قتلة أهل الإيمان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) :

ضعيف ، لاضطرابه و جهالته
و مداره على إبراهيم النخعي ، و قد اختلف الرواة عليه على وجوه :
الأول : شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه أبو داود ( 2666 ) : حدثنا محمد بن عيسى و زياد بن أيوب قالا : حدثنا
هشيم أخبرنا مغيرة عن شباك به .
و هكذا أخرجه ابن الجارود ( 840 ) : حدثنا زياد بن أيوب به ، إلا أنه قال : "
حدثنا المغيرة لعله قال : عن شباك .. " .
الثاني : و خالفهما سريج بن النعمان عند أحمد ( 1/393 ) و عمرو بن عون عند
الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2/105 ) كلاهما قالا : حدثنا هشيم به ، إلا أنهما
لم يذكرا : " عن هني " .
و الأول أرجح ، لأنه قد تابعه شعبة عن المغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هني بن
نويرة به .
أخرجه ابن ماجه ( 2682 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11/47/2 ) و الطحاوي
و ابن أبي عاصم في " الديات " ( ص 56 ) و يحيى بن صاعد في " مسند ابن مسعود " (
100/1 ) كلهم عن غندر عن شعبة به .
و من هذا الوجه أخرجه أحمد أيضا ( 1/393 ) لكن سقط منه قوله : " عن شباك " ،
فصار الإسناد عنده هكذا :
" عن المغيرة عن إبراهيم .. " .
فلا أدري أهكذا الرواية عنده أم سقط من الناسخ أو الطابع ؟ و يؤيد الاحتمال
الأول أن جرير بن عبد الحميد رواه أيضا عن مغيرة عن هني به . فأسقط شباكا .
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1523 - موارد ) .
و كذلك رواه أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم به .
أخرجه البيهقي ( 8/61 ) و قال :
" رواه هشيم عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم " .
قلت : و المغيرة هو ابن مقسم ، و هو ثقة متقن ، إلا أنه كان يدلس و لا سيما عن
إبراهيم كما في " التقريب " ، فرواية من رواه عنه عن إبراهيم بإسقاط شباك من
بينهما محفوظة عنه ، إلا أن السقط هو من تدليس المغيرة نفسه . والله أعلم .
و أما رواية من رواه عنه بإسقاط هني من بين إبراهيم و علقمة فهي مرجوحة ،
و الراجح إثباته ، و هو ليس بالمشهور بالرواية ، و لم يوثقه غير ابن حبان
و العجلي ، و لم يرو عنه غير إبراهيم النخعي ، و آخر لا يعرف ، و لذلك أشار
الذهبي في " الكاشف " إلى أن التوثيق المذكور غير موثوق به ، فقال : " وثق " ،
و مثله قول الحافظ فيه : " مقبول " ، أي : غير مقبول إلا إذا توبع .
على أنه قد أسقطه أيضا آخر ، و لكنه أوقفه ، و هو :
الثالث : عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : قال ابن مسعود : فذكره موقوفا
عليه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/45/2 ) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش به .
قلت : و هذا إسناد صحيح لولا عنعنة الأعمش و هو موقوف ، و هو أصح من الذي قبله
، لخلوه من الاضطراب و الجهالة ، و قد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 6/291 )
و قال :
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح " .
و جملة القول أن الحديث ضعيف مرفوعا ، و قد يصح موقوفا . والله أعلم .
و يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم
فأحسنوا الذبحة ، و ليحد أحدكم شفرته ، و ليرح ذبيحته " .
أخرجه مسلم و غيره ، و قد خرجته في " الإرواء " ( 2231 ) ، و قد طبع
و الحمد لله في ثمان مجلدات .
( تنبيه ) : هكذا وقع في جميع المصادر المتقدمة : " أعف " ، من العفة أي : أرحم
الناس بخلق الله ، و أشدهم ابتعادا عن التمثيل و التشويه بالمقتول ، و كذلك وقع
في الأصل المخطوط من " مجمع الزوائد " ، لكن المصحح الذي قام على طبعه أفسده ،
فجعله : " أعق " بالقاف ! و قال معلقا عليه :
" في الأصل : ( أعف ) " .
و هذا من أعجب ما رأيت من التصحيح ، بل التصحيف ، فإن الأصل صحيح رواية و دراية
، و المصحح بزعمه لا يظهر معناه هنا ، فإن ( أعق ) من ( العق ) و هو القطع !
و حرف المصحح المشار إليه عنوان الباب الذي ترجم به المصنف الهيثمي للحديث
بقوله : " باب حسن القتل " فجعله " باب أعق القتل " !! فالله المستعان .

(3/231)

1233 - " عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا ، و تزيدها أمتي بخلة : إتيان الرجال
بعضهم بعذا ، و رميهم بالجلاهق و الخذف ، و لعبهم بالحمام ، و ضرب الدفوف ،
و شرب الخمور ، و قص اللحية ، و طول الشارب ، و الصفير ، و لباس الحرير ،
و تزيدها أمتي بخلة : إتيان النساء بعضهن بعضا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/379 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 14/320/1 - 2 ) عن إسحاق بن بشر . أخبرني سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن مرفوعا .
قلت : و إسحاق هذا كذاب ، سواء كان هو البخاري صاحب " كتاب المبتدأ " أو
الكاهلي الكوفي ، فكلاهما كذاب وضاع ، و العجب من السيوطي كيف يخفى عليه هذا ؟
فأورد الحديث في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم
يتعقبه بشيء !
و روي بعضه موقوفا على أنس ، أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/62 ) من طريق أبي
عمران سعيد بن ميسرة البكري الموصلي عن أنس بن مالك أنه دخل عليه شاب قد سكن
عليه شعره فقال هل : مالك و السكينة ؟ ! افرقه أو جزه ، فقال له رجل : يا أبا
حمزة ! فيمن كانت السكينة ؟ قال : في قوم لوط ، كانوا يسكنون شعورهم ، و يمضغون
العلك في الطرق و المنازل ، و يخذفون ، و يفرجون أقبيتهم إلى خواصرهم .
قلت : و هذا موضوع أيضا ، سعيد بن ميسرة كذبه يحيى القطان و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات " .
و قال الحاكم :
" روى عن أنس موضوعات " .
قلت : و هذا الحديث و الذي قبله مما سود به الشيخ الغماري كتابه " مطابقة
الاختراعات العصرية " ( ص 61 و 62 ) و كم له من مثلهما في هذا الكتاب الذي لو
اقتصر فيه على ما صح عنه صلى الله عليه وسلم لكان آية في بابه .
و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو موضوع أيضا و هو :
" عشرة من أخلاق قوم لوط : الخذف في النادي ، و مضغ العلك ، و السواك على ظهر
الطريق ، و الصفر ، و الحمام ، و الجلاهق ، و العمامة التي لا يتلحى بها ،
و السكينة ، و الطريف بالحناء ، و حل أزرار الأقبية ، و المشي في الأسواق
و الأفخاذ بادية " .
أخرجه الديلمي ( 2/301 ) عن إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن جويبر عن الضحاك عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، إسماعيل هذا كذاب .
و جويبر متروك .

(3/232)

1234 - " حرس ليلة في سبيل الله أفضل من سيام رجل و قيامه في أهله ألف سنة ، السنة
ثلاثمائة و ستون يوما ، و اليوم كألف سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/380 ) :

موضوع
رواه ابن ماجه ( 2/176 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و أبو يعلى في "
مسنده " ( 3/1060 ) و ابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " ( ق 67/2 )
و ابن عساكر ( 7/112/1 ) عن سعيد بن خالد بن أبي الطويل قال : سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع ، فإن سعيدا هذا اتهمه غير واحد فقال
البخاري :
" فيه نظر " .
و قال أبو حاتم :
" لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق " .
و قال الحاكم :
" روى عن أنس أحاديث موضوعة " .
قلت : و هذا منها ، قال المنذري في " الترغيب " ( 2/154 ) :
" رواه ابن ماجه ، و يشبه أن يكون موضوعا " .
و قال الذهبي بعد أن ساق له هذا الحديث :
" فهذه عبارة عجيبة لو صحت لكان مجموع ذلك الفضل ثلاثمائة ألف ألف سنة " .
قلت : و هو عند العقيلي دون قوله : " السنة ثلاثمائة .. " ثم قال :
" لا يتابع عليه و قد روي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " .
قلت : كأنه يشير إلى حديث عثمان مرفوعا بلفظ :
" حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها و يصام نهارها " .
و إسناده كما قال : أصلح من هذا ، لكنه ضعيف فيه مصعب بن ثابت قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و هو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 2/154 ) .

(3/233)

1235 - " لعن الله الراشي و المرتشي ، و الرائش الذي يمشي بينهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/381 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 4/103 ) و أحمد ( 5/279 ) و البزار ( 1353 ) و الطبراني في "
المعجم الكبير " ( رقم 1495 ) عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و اللفظ للحاكم ، و قال الآخرون
:
" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " .
و قال الحاكم :
" إنما ذكرت ليث بن أبي سليم في الشواهد لا في الأصول " .
و أقول : لقد ذكر ليث في هذا الحديث زيادة لم يروها غيره و هي " الرائش ... "
كما ذكر البزار ، فهي زيادة منكرة لتفرد ليث بها ، و هو ضعيف لاختلاطه .
و شيخه أبو الخطاب ; قال البزار و تبعه المنذري في " الترغيب " ( 3/143 ) :
" لا يعرف " .
و قال الذهبي :
" مجهول " .
أما الحديث بدون هذه الزيادة فصحيح ، و له طرق ذكرتها في " إرواء الغليل "
" كتاب القضاء " رقم الحديث ( 2620 ) .
تنبيه : أورد المنذري الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي و المرتشي في الحكم " . و قال :
" رواه الترمذي و حسنه و ابن حبان في " صحيحه " و الحاكم و زادوا :
( و الرائش يعني الذي يسعى بينهما ) " .
و ليس لهذه الزيادة أصل في حديث أبي هريرة عند أحد من الثلاثة المذكورين ، و لا
عند غيرهم فيما علمت ، فاقتضى التنبيه .
ثم إن هذه الزيادة الأخرى : " في الحكم " ، في إسنادها عندهم عمر بن أبي سلمة ،
و هو صدوق يخطىء . لكن لهذه الزيادة شاهد من حديث أم سلمة ، قال المنذري :
" رواه الطبراني بإسناد جيد " .
فهي قوية بهذا الشاهد . والله أعلم .

(3/234)

1236 - " ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة ، و ما من قوم يظهر فيهم الرشا ،
إلا أخذوا بالرعب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/382 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/205 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد
المرادي عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين المرادي و عمرو . قال الحافظ في " التعجيل " :
" و قد سقط رجل بين محمد و عمرو ، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد
المرادي ، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو ، و ذكر البخاري و ابن أبي حاتم
و ابن حبان في " الثقات " : محمد بن راشد بن أبي سكينة ، روى عن أبيه ، و عنه
حرملة بن عمران المصري ، قال البخاري : " حديثه في المصريين " . و أنا أظن أنه
هذا والله أعلم " .
الثانية : جهالة المرادي هذا ، قال الحسيني :
" مجهول غير معروف " .
الثالثة : عبد الله بن سليمان و هو أبو حمزة البصري الطويل . قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
الرابعة : ابن لهيعة ، و هو عبد الله سييء الحفظ .
و اعلم أن في الأخذ بالسنين حديثا آخر بلفظ :
" و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين ، و شدة المؤنة و جور
السلطان عليهم .. " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 106 ) .

(3/235)

1237 - " إذا أنا مت ، فاغسلوني بسبع قرب ، من بئري بئر غرس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/383 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 1468 ) : حدثنا عباد بن يعقوب : حدثنا الحسين بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه ابن النجار أيضا في " التاريخ " ( 10/129/1 ) .
قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 92/1 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد قال فيه ابن حبان :
" كان رافضيا داعية ، و مع ذلك روى المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك " .
و قال ابن طاهر في " التذكرة " :
" عباد بن يعقوب من غلاة الروافض ، روى المناكير عن المشاهير ، و إن كان
البخاري روى له حديثا واحدا في " الجامع " ، فلا يدل على صدقه ، و قد أوقفه
عليه غيره من الثقات ، و أنكر الأئمة عليه روايته عنه ، و ترك الرواية عن عباد
جماعة من الحفاظ " . قلت : إنما روى البخاري لعباد هذا مقرونا بغيره ، و شيخه
الحسين بن زيد مختلف فيه " . انتهى ما في " الزوائد " .
قلت : و الحسين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" في حديثه ما يعرف و ينكر " .
و كذلك أورد عبادا فيه و ضعفه بما قال ابن حبان فيه .
و الحديث أورده الحافظ في " الفتح " ( 5/270 ) و سكت عليه ! و لذلك خرجته ، لأن
سكوته يعني أنه حسن عنده كما هو القاعدة عندهم ، و ليست مضطرة فتنبه !

(3/236)

1238 - " ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) :

منكر
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 3/110/4964 ) و ابن أبي شيبة ( 2/312 ) -
مختصرا - و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1/143 ) و الدارقطني ( ص 178 )
و الحاكم في " الأربعين " و عنه البيهقي ( 2/201 ) و كذا البغوي في " شرح السنة
" ( 3/123/639 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/444 - 445 ) و أحمد ( 3/162 )
من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال :
" كنت جالسا عند أنس بن مالك ، فقيل له : إنما قنت رسول الله شهرا ، فقال :
" فذكره . و قال البغوي :
" قال الحاكم : إسناده حسن " .
و قال البيهقي :
" قال أبو عبد الله : هذا إسناد صحيح سنده ، ثقة رواته ، و الربيع بن أنس تابعي
معروف .. " و أقره !
و تعقبه ابن التركماني بقوله :
" كيف يكون سنده صحيحا و راويه عن الربيع أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي متكلم
فيه ، قال ابن حنبل و النسائي : ليس بالقوي ، و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ،
و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ، و قال الفلاس : سييء الحفظ ، و قال ابن حبان :
يحدث بالمناكير عن المشاهير " .
و قال ابن القيم في " زاد المعاد " ( 1/99 ) :
" فأبو جعفر قد ضعفه أحمد و غيره ، و قال ابن المديني : كان يخلط . و قال أبو
زرعة : كان يهم كثيرا .. و قال لي شيخنا ابن تيمية قدس الله روحه : و هذا
الإسناد نفسه هو إسناد حديث : *( و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم )* حديث
أبي بن كعب الطويل ، و فيه : و كان روح عيسى عليه السلام من تلك الأرواح التي
أخذ عليها العهد و الميثاق في زمن آدم ، فأرسل تلك الروح إلى مريم عليها السلام
حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فأرسله الله في صورة بشر فتمثل لها بشرا سويا
، قال : فحملت الذي يخاطبها فدخل من فيها . و هذا غلط محض ، فإن الذي أرسل
إليها الملك الذي قال لها : *( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا )* . و لم
يكن الذي خاطبها بهذا هو عيسى ابن مريم ، هذا محال . و المقصود أن أبا جعفر
صاحب مناكير لا يحتج بما تفرد به أحد من أهل الحديث البتة " .
و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " :
" صدوق سييء الحفظ الحفظ خصوصا عن مغيرة " .
و قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/132 ) بعد أن خرج الحديث :
" و ضعفه ابن الجوزي في " التحقيق " ، و في " العلل المتناهية " و قال :
هذا حديث لا يصح ، فإن أبا جعفر الرازي و اسمه عيسى بن ماهان قال ابن المديني :
كان يخلط ... " .
لكن قال البيهقي في " المعرفة " كما في " الزيلعي " :
" و له شواهد عن أنس ذكرناها في ( السنن ) " .
قلت : فوجب النظر في الشواهد المشار إليها هل هي صالحة للاستشهاد بها أم لا ؟
و هما شاهدان :
الأول : يرويه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس قال :
" قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم -
و أحسبه قال : رابع - حتى فارقتهم " .
أخرجه الدارقطني و البيهقي و قال :
" لا نحتج بإسماعيل المكي و لا بعمرو بن عبيد " .
قلت : إسماعيل ضعيف الحديث ، و قال الخطيب في " الكفاية " ( 372 ) :
" متروك الحديث " . و كذلك قال النسائي ، و تركه جماعة . و عمرو متهم بالكذب مع
كونه من المعتزلة ، ثم إن الحسن البصري مع جلالته ، فهو مدلس و قد عنعنه . فلو
صح السند إليه فلا يحتج به ، فكيف و قد رواه عنه متروكان ؟
الثاني : يرويه خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس بن مالك قال :
" صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقنت ، و خلف عمر فقنت ، و خلف عثمان
فقنت " .
أخرجه البيهقي شاهدا ، و تعقبه ابن التركماني بقوله :
" قلت : يحتاج أن ينظر في أمر خليد هل يصلح أن يستشهد به أم لا ؟ فإن ابن حنبل
و ابن معين و الدارقطني ضعفوه . و قال ابن معين مرة : ليس بشيء . و قال النسائي
: ليس بثقة . و في " الميزان " : عده الدارقطني من المتروكين .
ثم إن المستغرب من حديث الترجمة قوله : " ما زال يقنت في صلاة الغداة حتى فارق
الدنيا " . و ليس ذلك في حديث خليد ، و غنما فيه أنه عليه السلام قنت ، و ذلك
معروف ، و إنما المستغرب دوامه حتى فارق الدنيا . فعلى تقدير صلاحية خليد
للاستشهاد به كيف يشهد حديثه لحديث أنس ؟ " .
قلت : و للحديث شاهد آخر ، يرويه دينار بن عبد الله خادم أنس عن أنس قال :
" ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح حتى مات " .
أخرجه الخطيب في " كتاب القنوت " له ، و شنع عليه ابن الجوزي بسببه لأن دينارا
هذا قال ابن حبان فيه :
" يروي عن أنس آثارا موضوعة لا يحل في الكتب إلا على سبيل القدح فيه " .
و قد دافع عن الخطيب العلامة عبد الرحمن المعلمي في كتابه " التنكيل " في فصل
خاص عقده لذلك ، دافع فيه عن رواية الخطيب لهذا الحديث و نحوه من أوجه سبعة
بينها . و لكنه رحمه الله مال إلى تقوية الحديث فقال عقب الشاهد المذكور :
" فقد ورد من وجهين آخرين أو أكثر عن أنس ، صحح بعض الحفاظ بعضها ، و جاء نحو
معناه من وجوه أخرى ، راجع " سنن الدارقطني " و " سنن البيهقي " ، و بمجموع ذلك
يقوى الحديث " .
فأقول : قد استقصينا في هذا التحقيق جميع الوجوه المشار إليها و هي كلها واهية
جدا ، سوى الوجه الأول ، فإنه ضعيف فقط ، و لكنه منكر لما سيأتي بيانه .
و الوجه الثاني : فيه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد المعتزلي و هما
متروكان .
و الوجه الثالث : فيه خليد بن دعلج ، و هو ضعيف على أن حديثه شاهد قاصر لأنه لم
يقل فيه : " قنت في الفجر حتى فارق الدنيا " !
و الوجه الرابع : فيه دينار بن عبد الله ، و هو متهم كما عرفت ذلك من عبارة ابن
حبان السابقة ، و قد أقره الشيخ المعلمي رحمه الله ، فمع هذا الضعف الشديد في
كل هؤلاء الرواة على التفصيل المذكور كيف يصح أن يقال : " و بمجموع ذلك يقوى
الحديث " ؟ !
و ظني أنه إنما حمله على هذا التساهل في تقوية هذا الحديث المنكر ، إنما هو
تحمسه الشديد في الرد على ابن الجوزي ، و الدفاع عن الخطيب و البغدادي ، و كان
يكفيه في ذلك أن يذكر ما هو معلوم عنده أن المحدث إذا ساق الحديث بسنده فقد
برئت عهدته منه ، و لا لوم عليه في ذلك حتى و لو كان موضوعا ، و ابن الجوزي
الذي له كتاب " الموضوعات " هو نفسه قد يفعل ذلك في بعض مصنفاته ، مثل كتابه "
تلبيس إبليس " ، بل رأيته ذكر في غيره ما لا أصل له من الحديث ، و بدون إسناد ،
مثل حديث " صلاة النهار عجماء " . ذكره في " صيد الخاطر " كما نبهت عليه في
التخريج المختصر له الملحق بآخره .
و أما أن الحديث منكر ، فلأنه معارض لحديثين ثابتين :
أحدهما : عن أنس نفسه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعى
لقوم أو دعى على قوم " .
أخرجه الخطيب نفسه في كتابه " القنوت " من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه .
و الآخر : عن أبي هريرة قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في صلاة الصبح إلا أن يدعو لقوم ،
أو على قوم " .
قال الزيلعي ( 2/130 ) :
" أخرجه ابن حبان عن إبراهيم بن سعد عن سعيد و أبي سلمة عنه . قال صاحب "
التنقيح " :
و سند هذين الحديثين صحيح ، و هما نص في أن القنوت مختص بالنازلة " .
و حديث أنس عزاه الحافظ في " التلخيص " ( 1/245 ) لابن خزيمة في " صحيحه " من
طريق سعيد به . و حديث ابن حبان لم يورده الهيثمي في " موارد الظمآن " . و قال
الحافظ في " الدراية " ( ص 117 ) عقب الحديثين :
" و إسناد كل منهما صحيح " .
و قال في " التلخيص " عقب ما سبق ذكره من الأحاديث عن أنس :
" فاختلفت الأحاديث عن أنس ، و اضطربت فلا يقوم بمثل هذا حجة " .
يعني حديث أبي جعفر الرازي هذا .
ثم قال :
" ( تنبيه ) : عزا هذا الحديث بعض الأئمة إلى مسلم فوهم ، و عزاه النووي إلى "
المستدرك " للحاكم ، و ليس هو فيه ، و إنما أورده و صححه في جزء له مفرد في
القنوت ، و نقل البيهقي تصحيحه عن الحاكم ، فظن الشيخ أنه في ( المستدرك ) " .
( فائدة ) : جاء في ترجمة أبي الحسن الكرجي الشافعي المتوفى سنة ( 532 ) أنه
كان لا يقنت في الفجر ، و يقول : " لم يصح في ذلك حديث " .
قلت : و هذا مما يدل على علمه و إنصافه رحمه الله تعالى ، و أنه ممن عافاهم
الله عز وجل من آفة التعصب المذهبي ، جعلنا الله منهم بمنه و كرمه .

(3/237)

1239 - " إن لله ضنائن من عباده ، يغذوهم في رحمته ، و يحييهم في عافيته ، و إذا
توفاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كالليل المظلم و هم منها في
عافية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/388 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " ( 3/201/1 - 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 405 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 1/6 ) و الخطيب في " التلخيص " ( ق 68/2 ) و الهروي
في " ذم الكلام " ( 4/83/1 ) من طريقين عن إسماعيل بن عياش : حدثني مسلمة بن
عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . قال العقيلي :
" مسلمة بن عبد الله مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، و الرواية في هذا الباب
لينة " .
و قد روي الحديث من طريق أخرى مختصرا بلفظ :
" إن لله عز وجل عبادا يحييهم في عافية ، و يميتهم في عافية ، و يدخلهم الجنة
في عافية " .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 3255 ) : حدثنا بكر : حدثنا إبراهيم بن
البراء بن النضر بن أنس : حدثنا حماد بن سلمة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
مسعود الأنصاري مرفوعا . و قال :
" لا يروى عن أبي مسعود إلا بهذا الإسناد ، و لا يحفظ لحماد عن الأعمش إلا هذا
، و قد روى حماد عن الحجاج بن أرطاة عن الأعمش ، و لا ينكر أن يكون قد سمع من
الأعمش ، لأنه قد روى عن جماعة من الكوفيين منهم سلمة بن كهيل و حماد بن سليمان
و عاصم بن بهدلة و أبو حمزة الأعور و غيرهم " .
قلت : لكن الراوي عنه إبراهيم بن البراء متهم بالكذب . قال ابن عدي :
" ضعيف جدا حدث بالبواطيل " . و قال ابن حبان :
" يحدث عن الثقات بالموضوعات " .

(3/238)

1240 - " يوم كلم الله موسى عليه السلام ، كانت عليه جبة صوف ، و سراويل صوف ، و كساء
صوف ، و نعلاه من جلد حمار غير ذكي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/389 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 1/323 ) و الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 9 - 10 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 97 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 79/2 ) و ابن شاهين في " الأمالي
" ( 66/2 ) و أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 1/256/2 ) و ابن
النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/125/2 ) و كذا الحاكم في " المستدرك " (
2/379 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 17/161/1 ) و الذهبي في " الميزان من
طرق عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود مرفوعا . و قال ابن
عدي :
" حميد هذا أحاديثه غير مستقيمة ، و لا يتابع عليها " .
و قال العقيلي :
" حميد بن علي الأعرج منكر الحديث " .
و قال الترمذي :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، و حميد هو ابن علي الكوفي ،
قال : سمعت محمدا يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث ، و حميد بن قيس
الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة . قال أبو عيسى : ( الكمة ) القلنسوة الصغيرة " .
قلت : و أما الحاكم فقال :
" هذا حديث صحيح على شرط البخاري " !
و إنما قال ذلك لأنه وقع في إسناده : " حميد بن قيس " أي المكي الثقة ، و ذلك
من أوهامه ، و لذا تعقبه الذهبي في " تلخيصه " بقوله :
" قلت : بل ليس على شرط ( خ ) ، و إنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس ، كذا ،
و هو خطأ ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي ، أو ابن عمار ، أحد المتروكين
، فظنه المكي الصادق " .
قلت : فالسند ضعيف جدا ، من أجل تفرد حميد هذا الواهي به ، قال الذهبي في
ترجمته من " الميزان " :
" يروي عنه خلف بن خليفة ، واه " .
و قال في موضع آخر :
" متروك .. قال أحمد : ضعيف ، و قال أبو زرعة عنه : واه ، و قال الدارقطني :
متروك ، و قال ابن حبان : يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة كأنها كلها
موضوعة ، و قال النسائي : ليس بالقوي " .
ثم ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث هذا أحدها .
ثم رأيت في " منتخب ابن قدامة " ( 11/209/2 ) :
" قال مهنا : سألت أحمد عن حديث خلف بن خليفة عن حميد الأعرج .. فذكره فقال :
منكر ليس بصحيح ، أحاديث حميد عن عبد الله بن الحارث منكرة " .
و قد وقع لابن بطة الحنبلي وهم فاحش في متن هذا الحديث ، فقد رواه عن إسماعيل
ابن محمد الصفار : حدثنا الحسن بن عرفة : حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج به
و زاد في آخره :
" .. فقال : من ذا العبراني الذي يكلمني من الشجرة ؟ قال : أنا الله " !
هكذا ساقه من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/192 ) و قال :
" لا يصح ، و كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين ، و المتهم به حميد " .
فتعقبه الحافظ في " اللسان " ( 4/113 ) ثم السيوطي في " اللآلي المصنوعة " (
1/163 ) فقال :
" كلا والله ، بل حميد بريء من هذه الزيادة المنكرة فقد أخبرنا به الحافظ ..
أنا إسماعيل بن محمد الصفار .. " .
قلت : فذكره كما تقدم من تخريج الجماعة بدون الزيادة ، و جزء ابن عرفة هو من
رواية الصفار هذا ، و ليس فيه الزيادة ، و كذلك هو عند بعض من ذكرنا من
المخرجين من غير طريق الصفار عن خلف بن خليفة به دون الزيادة ، و كذلك رواه أبو
يعلى في " مسنده " عن خلف . ثم قال الحافظ :
" و قد رويناه من طرق ليس فيها هذه الزيادة ، و ما أدري ما أقول في ابن بطة بعد
هذا ، فما أشك أن إسماعيل بن محمد الصفار لم يحدث بهذا قط ، والله أعلم بغيبه "
.
قلت : يمكن أن يقال أن هذا من أوهام ابن بطة ، فقد قال الذهبي في ترجمته من "
الميزان " :
" إمام ، لكنه ذو أوهام " .
ثم ساق له حديثين قال في كل منهما :
" باطل " . يعني بخصوص الإسناد الذي رواه ابن بطة به . ثم قال :
" و مع قلة إتقان ابن بطة في الرواية كان إماما في السنة ، إماما في الفقه ،
صاحب أحوال و إجابة دعوة رضي الله عنه " .
و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 141 طبع الأنصار ) :
" صدوق في نفسه ، تكلموا في إتقانه " .
و قال في " الضعفاء " :
" يهم و يغلط " .
ثم رأيت الحافظ قد استظهر ما ذكرنا فقال ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة
" ( 1/229 ) بعد أن ذكر كلام الحافظ الذي نقلته عن " لسانه " :
" قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " ( يعني : تلخيص الموضوعات ) : تفرد بها ابن
بطة ، و إلا فهو في نسخة الصفار عن الحسن بن عرفة عن خلف بدونها ، انتهى .
و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على حاشية " مختصر الموضوعات " لابن درباس : هذا
الحديث في نسخة الحسن بن عرفة رواية إسماعيل الصفار عنه ، و ليس فيه هذه
الزيادة الباطلة التي في آخره ، و الظاهر أن هذه الزيادة من سوء حفظ ابن بطة
انتهى " .
و علق عليه بعض من قام على التعليق على " تنزيه الشريعة " و أظنه الشيخ
عبد الله محمد الصديق الغماري فقال :
" و لم لا تكون من وضعه ؟ " .
قلت : لأنه عالم فاضل صالح بلا خلاف ، و الخطأ لا يسلك منه إنسان ، و لمجرد
وقوع خطأ واحد في مثله لا يجوز أن ينسب إلى الوضع حتى يكثر منه ، و يظهر مع ذلك
أنه قصد الوضع ، و هيهات أن يثبت ذلك عنه !
على أن بعض أهل العلم من المحققين المعاصرين <1> قد ذهب إلى أن هذه الزيادة
إنما ذكرها ابن بطة " على وجه الاستنباط و التفسير ، و اعتمد في رفع الالتباس
على قرينة حالية ، مع علمه بأن الحديث مشهور ، فجاء من بعده فتوهم أنه ذكر ذلك
الكلام على أنه جزء من الحديث .. " .
و هذا الجواب و إن كان ليس بالقوي في وجهة نظري ، فهو أولى من نسبة الإمام ابن
بطة إلى أنه تعمد وضعها ، مع ثبوت فضله و صلاحه عند أهل العلم <2> .
ثم إن وصف الشيخ المعلمي الحديث بأنه مشهور عند ابن بطة ، الظاهر أنه يعني به
الشهرة اللغوية التي لا تتنافى مع الضعف ، و هو كذلك في " علم المصطلح " حتى
إنهم ليطلقونه على ما لا إسناد له . فتنبه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] هو العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن العلمي اليماني ذكر ذلك في ترجمته لابن
بطة رقم ( 153 ) من كتابه العظيم " التنكيل " . و قد مضت كلمة حوله ذكر ذلك ردا
على الكوثري الذي زعم أن هذه الزيادة من وضع ابن بطة موافقا فيه الغماري و
كلاهما من أهل الأهواء على علمهما *( و من يضلل الله فما له من هاد )* . اهـ .

[2] و راجع لهذا آخر ترجمة ابن بطة في " التنكيل " . اهـ .
2

(3/239)

1241 - " كلم الله موسى ببيت لحم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/393 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5/341/1 ) من طريق تمام الحافظ : نا علي بن
يعقوب بن شاكر : نا أحمد بن أبي رجاء : نا سعيد بن محمد المصيصي : نا يحيى بن
صالح : نا سعيد بن عبد العزيز عن مسلم عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، مسلم هذا هو ابن كيسان الكوفي الملائي و هو ضعيف
جدا ، قال ابن معين :
" ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" يتكلمون فيه " ، و قال في موضع آخر : " ذاهب الحديث لا أروي عنه " .
و قال النسائي :
" متروك " .
و سعيد بن عبد العزيز و هو التنوخي و هو ثقة لكنه كان اختلط .
و من دون يحيى بن صالح - و هو الوحاظي ثقة - لم أجد لهم ترجمة ، ما عدا تمام
فهو حافظ مشهور .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه . و لم
يتكلم عليه المناوي بشيء !

(3/240)

شريف حمدان
05 / 04 / 2016, 29 : 04 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/feq08282.gif

ابو عبدالله عبدالرحيم
05 / 04 / 2016, 44 : 04 AM
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** الحاج عبد الجواد

ابو توفيق
05 / 04 / 2016, 43 : 11 AM
جزاكم الله خيراً
اخي ****** ابوعبدالله
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@

ابو عبدالله عبدالرحيم
05 / 04 / 2016, 51 : 04 PM
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج ابوتوفيق
رفع الله قدركم
في الدارين