المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الخامس والعشرون من السلسلة الضعيفة للامام الالباني


ابو عبدالله عبدالرحيم
05 / 04 / 2016, 32 : 04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء الخامس والعشرون من السلسلة الضعيفة للامام الالباني


1242 - " لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ، ثم قرأ : *( قد أفلح المؤمنون
. الذين هم في صلاتهم خاشعون )* . الآيات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/394 ) :

منكر
أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " ( 218/2 ) و الحاكم ( 2/392 ) و كذا الترمذي
( 2/201 ) و أحمد ( 1/34 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 4/460 ) من طريق عبد
الرزاق : نا يونس بن سليم قال : أملى علي يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن
عروة عن عبد الرحمن بن عبد القاري : سمعت عمر بن الخطاب يقول :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدوي
النحل ، فمكثنا ساعة ، فاستقبل القبلة ، و رفع يديه قال : اللهم زدنا و لا
تنقصنا ، و أكرمنا و لا تهنا ، [ و أعطنا ] و لا تحرمنا ، و آثرنا و لا تؤثر
علينا ، و أرضنا و ارض عنا ، ثم قال : ... " فذكره .
و قال العقيلي في ترجمة يونس بن سليم هذا و هو الصنعاني :
" لا يتابع على حديثه هذا ، و لا يعرف إلا به " .
و قال النسائي :
" هذا حديث منكر لا نعلم أن أحدا رواه غير يونس بن سليم ، و لا نعرفه " .
و أقره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " و أما مختصره الصابوني ; فقد دلس على
قرائه - كعادته - فأورد الحديث خلافا لشرطه في مقدمته أولا ، و حذف تضعيف
النسائب له و إقرار الحافظ إياه ثانيا ، و جعل تخريج الحافظ له في حاشيته موهما
أنه من علمه ، ثالثا !
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي فقال :
" قلت : سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا ؟ فقال : أظنه لا شيء " .

(3/241)

1243 - " من سبح دبر كل صلاة مكتوبة مائة مرة ، و كبر مائة مرة ، و هلل مائة مرة ، غفر
الله له ذنوبه و إن كانت أكثر من زبد البحر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/395 ) :

منكر
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 141 ) و محمد بن الحسن الطبري
في " الأمالي " ( 4/1 ) و السياق له من طريق يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن عطاء
ابن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عطاء بن أبي علقمة بن الحارث مجهول كما في " التقريب
" .
و يعقوب بن عطاء بن أبي رباح مثله ، و به أعله النسائي .
و قد خالفه الحجاج بن الحجاج فرواه عن أبي الزبير عن أبي علقمة عن أبي هريرة به
بلفظ :
" من سبح دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة ... " الحديث لم يذكر التكبر مائة مرة .
أخرجه النسائي ( 1/199 ) و في " اليوم و الليلة " أيضا ( 140 ) .
و أبو علقمة هو المصري مولى بني هاشم .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم ، إلا أن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه ، فيخشى أن
يكون تلقاه عن ضعيف مثل يعقوب هذا ثم دلسه ، و كأن الحافظ رحمه الله يميل إلى
هذا ، فقد ذكر في ترجمة عطاء بن أبي علقمة حديثه هذا ، ثم ذكر رواية الحجاج عن
أبي الزبير ، ثم قال :
" فكأن الصواب : يعقوب بن عطاء عن أبي علقمة إن شاء الله تعالى " .
و المحفوظ في هذا الحديث إنما هو بلفظ :
" ثلاثا و ثلاثين " كما رواه مسلم و غيره من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا ،
و هو مخرج في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 101 ) .

(3/242)

1244 - " من قال إذا أصبح : سبحان و بحمده ألف مرة ، فقد اشترى نفسه من الله تبارك
و تعالى ، و كان من آخر يومه عتيقا من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/396 ) :

ضعيف
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 8/224/2 ) عن الحارث بن أبي الزبير
المدني مولى النوفليين قال : حدثني أبو يزيد اليمامي عن طاووس بن عبد الله بن
طاووس عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، طاووس بن عبد الله لم أجد من ذكره ، و كذا
الراوي عنه أبو يزيد اليمامي .
و أما الحارث بن أبي الزبير المدني ، فقال ابن أبي حاتم ( 1/2/75 ) عن أبيه :
" هو شيخ بقي حتى أدركه أبو زرعة و أصحابنا ، و كتبوا عنه " .
قلت : فكأنه ثقة ، و أما الأزدي فقال :
" ذهب علمه " .
و ساق له حديثا من روايته عن إسماعيل بن قيس . و تعقبه الذهبي بقوله :
" إسماعيل تالف " .

(3/243)

1245 - " من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/396 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 102/2 ) و أبو بكر الخباز في " الأمالي " ( 16/2
) من طريق أبي صالح العبدي خلف بن يحيى قاضي الري : حدثنا أبو مقاتل عن
عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن عدي :
" و هذا منكر إسنادا و متنا ، و عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن طاووس ليس
بمستقيم ، و أبو مقاتل ليس هو ممن يعتمد على رواياته " .
قال الذهبي :
" وهاه قتيبة شديدا ، و كذبه ابن مهدي .. " .
ثم ساق له هذا الحديث من مناكيره .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " 0 3/86 ) من طريق ابن عدي ، و ذكر
إعلاله المتقدم ، و زاد :
" و قال عبد الرحمن بن مهدي : والله ما تحل الرواية عنه " .
و تعقبه السيوطي في " اللآلىء " ( 2/295 - 296 ) ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 2/296 ) فقالا :
" إن البيهقي أخرجه في " الشعب " من هذا الطريق ، و قال : إسناده غير قوي " .
قلت : و هذا التعقب واه لا يساوي شيئا ، ما دام أن فيه ذاك الكذاب ، و لذلك فقد
أحسن الشوكاني صنعا حين أورد الحديث في " الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة " ( 231/37 ) من الرواية نفسها و قول ابن عدي المذكور دون أن يعرج على
التعب المذكور .
على أنه لو سلم من الكذاب المشار إليه ، فإن خلفا و هو الراوي عنه ليس خيرا منه
، فقد قال ابن أبي حاتم ( 1/2/372 ) عن أبيه :
" متروك الحديث ، كان كذابا ، لا يشتغل به و لا بحديثه " .

(3/244)

1246 - " من دخل المقابر ، فقرأ سورة ( يس ) خفف عنهم يومئذ ، و كان له بعدد من فيها
حسنات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/397 ) :

موضوع
أخرجه الثعلبي في " تفسيره " ( 3/161/2 ) من طريق محمد بن أحمد الرياحي : حدثنا
أبي : حدثنا أيوب بن مدرك عن أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم هالك مسلسل بالعلل :
الأولى : أبو عبيدة . قال ابن معين :
" مجهول " .
الثانية : أيوب بن مدرك متفق على ضعفه و تركه ، بل قال ابن معين :
" كذاب " . و في رواية : " كان يكذب " . و قال ابن حبان :
" روى عن مكحول نسخة موضوعة ، و لم يره " ! .
قلت : فهو آفة هذا الحديث .
الثالثة : أحمد الرياحي ، و هو أحمد بن يزيد بن دينار أبو العوام ، قال البيهقي
:
" مجهول " . كما في " اللسان " .
و أما ابنه محمد ، فصدوق له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 1/372 ) .
و قال الحافظ السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 19/1 ) :
" رواه أبو بكر عبد العزيز صاحب الخلال بإسناده عن أنس مرفوعا . كما في " جزء
وصول القراءة إلى الميت " للشيخ محمد بن إبراهيم المقدسي ، و قد ذكره القرطبي ،
و عزاه للطبراني عن أنس ، إلا أنني لم أظفر به إلى الآن . و هو في " الشافي "
لأبي بكر عبد العزيز صاحب الخلال الحنبلي كما عزاه إليه المقدسي ، و أظنه لا
يصح " .
قلت : لو وقف على إسناده لجزم بعدم صحته ، فالحمد لله الذي أوقفنا عليه ، حتى
استطعنا الكشف عن علته . فله الحمد و المنة .
و قد روي الحديث بلفظ آخر يقال عند المحتضر و هو موضوع أيضا ، و سيأتي برقم (
5219 ) .

(3/245)

1247 - " هل تدرون بعد ما بين السماء و الأرض ؟ إن بعد ما بينهما إما واحدة ، أو
اثنتان أو ثلاث و سبعون سنة ، ثم السماء فوقها كذلك حتى عد سبع سموات ، ثم فوق
السابعة بحر بين أسفله و أعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية
أوعال ، بين أظلافهم و ركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم الله تبارك و تعالى
فوق ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/398 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 20/276 ) و عنه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 399 طبع
السعادة ) و ابن ماجه ( 1/83 ) و أحمد ( 1/206 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " (
ص 69 ) و عثمان الدارمي في " النقض على بشر المريسي " ( ص 90 - 91 ) عن الوليد
ابن أبي ثور ، و الترمذي ( 4 - 205 - تحفة ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 68
) عن عمرو بن أبي قيس ، و أبو داود و عنه البيهقي عن إبراهيم بن طهمان ثلاثتهم
عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن
عبد المطلب قال :
" كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمرت بهم سحابة
، فنظر إليها فقال : ما تسمون هذه ؟ قالوا : السحاب ، قال : " و المزن ؟ "
قالوا : و المزن ، قال : " و العنان ؟ " قالوا : و العنان ، قال : " هل تدرون
.. " .
و خالفهم في الإسناد و المتن شعيب بن خالد فقال : حدثني سماك بن حرب عن
عبد الله بن عميرة عن عباس به ، فأسقط منه الأحنف ، فهذه مخالفته في السند .
و أما مخالفته في المتن ، فقال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، و من كل سماء إلى
سماء مسيرة خمسمائة سنة " .
أخرجه الحاكم ( 2/378 ) و أحمد ( 1/206 ) من طريق يحيى بن العلاء عن عمه شعيب
ابن خالد .
قلت : و شعيب هذل ليس به بأس كما قال النسائي و غيره . فالعلة من ابن أخته يحيى
ابن العلاء فإنه متروك متهم كما تقدم غير مرة ، فلا يعتد بمخالفته ، و قول
الحاكم عقبه :
" صحيح الإسناد " ! فمن أوهامه ، و ليس ذلك غريبا منه ، و إنما الغريب موافقة
الذهبي إياه على تصحيحه ، مع أنه قد أورد ابن العلاء هذا في " الميزان " و ذكر
نقولا كثيرة عن الأئمة في توهينه ، منها قول أحمد :
" كذاب يضع الحديث " .
و يقابل هذا بعض الشيء إعلال الحافظ المنذري للحديث في " مختصر السنن " بقوله (
7/93 ) :
" و في إسناده الوليد بن أبي ثور ، و لا يحتج بحديثه " .
و ليس ذلك منه بجيد ، فقد تابعه إبراهيم بن طهمان ، و هو ثقة محتج به في "
الصحيحين " ، و هذه المتابعة في " سنن أبي داود " الذي اختصره المنذري فكيف
خفيت عليه ؟ ! و لذلك قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 7/92 ) :
" أما رد الحديث بالوليد بن أبي ثور ففاسد ، فإن الوليد لم ينفرد به .. " .
ثم ذكر متابعة ابن طهمان و عمرو بن أبي قيس ثم قال :
" فأي ذنب للوليد في هذا ؟ ! و أي تعلق عليه ؟ ! و إنما ذنبه روايته ما يخالف
قول الجهمية ، و هي علته المؤثرة عند القوم " .
قلت : لا شك أنه لا ذنب للوليد في هذا الحديث بعد متابعة من ذكرنا له ، و لكن
الحديث لا يثبت بذلك حتى تتوفر فيمن فوقه شروط رواة الحديث الصحيح أو الحسن على
الأقل ، و ذلك ما لم نجده ، فإن عبد الله بن عميرة لم تثبت عدالته ، فقال
الذهبي في " كتاب العلو " ( ص 109 ) عقب الحديث :
" تفرد به سماك بن حرب عن عبد الله ، و عبد الله فيه جهالة ، و يحيى بن العلاء
متروك ، و قد رواه إبراهيم بن طهمان عن سماك ، و إبراهيم ثقة " .
و قال في ترجمة ابن عميرة من " الميزان " :
" فيه جهالة ، قال البخاري : لا يعرف له سماع من أحنف بن قيس " .
و البخاري بقوله هذا كأنه يشير إلى جهالته ، و كذلك مسلم ، فقال في " الوحدان "
:
" تفرد سماك بالرواية عنه " .
و صرح بذلك إبراهيم الحربي فقال :
" لا أعرفه " .
و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته المعروفة و قال ( 1/109 - 110
) :
" عبد الله بن عميرة بن حصين القيسي من بني قيس بن ثعلبة ، كنيته أبو المهاجر ،
عداده في أهل الكوفة ، يروي عن عمر و حذيفة ، و هو الذي روى عن الأحنف بن قيس ،
روى عنه سماك بن حرب ، و هو الذي يقول فيه إسرائيل : عبد الله بن حصين العجلي "
.
قلت : و أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/2/124 - 125 ) لكن
جعلهم ثلاثة : " عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف . عبد الله بن عمير أبو المهاجر
القيسي عن عمر . عبد الله بن عميرة بن حصين كوفي أبو سلامة ، و يقال : عبد الله
ابن حصن العجلي ، روى عن حذيفة " .
و ذكر أن ثلاثتهم روى عنهم سماك بن حرب لا غير . و ذهب الحافظ في " التقريب "
إلى أن الصواب أنهم واحد كما قال ابن حبان ، و يعكر عليه عندي أن ابن حصين
كنيته أبو سلامة ، بينما القيسي الذي روى عن عمر كنيته أبو المهاجر ، فلعلهما
اثنان ، أحدهما عبد الله بن عميرة راوي هذا الحديث . والله أعلم .
و خلاصة القول : أن ابن عميرة هذا غير معروف عند أئمة الحديث ، و لذلك فقول
الترمذي عقبه :
" حديث حسن غريب " .
ينبغي أن يعد من تساهله الذي عرف به ، حتى قال الذهبي من أجل مثل هذا التساهل :
" و لذلك لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي " .
و أما قول صاحب " تحفة الأحوذي " رحمه الله عقب قول الترمذي المذكور :
" و أخرجه أبو داود من ثلاث طرق ، اثنتان منها قويتان " .
فوهم محض ، فإنه لا طريق له إلا هذه الطريق المجهولة ، كما صرح بذلك الذهبي
رحمه الله فيما تقدم .
و مثل ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموعة فتاواه " ( 3/192 ) :
" هذا الحديث مع أنه رواه أهل السنن كأبي داود و ابن ماجه و الترمذي و غيرهم ،
فهو مروي من طريقين مشهورين ، فالقدح في أحدهما لا يقدح في الآخر " .
لكن هناك في كلامه قرينة تدل على أنه لم يرد الطريقين إلى النبي صلى الله عليه
وسلم كما هو المتبادر من الإطلاق ، و إنما أراد طريقين إلى الراوي عن ابن عميرة
، يفهم هذا من التخريج السابق و قوله بعدما تقدم :
" فقال ( يعني بعض المعارضين به ) : أليس مداره على ابن عميرة ، و قد قال
البخاري : لا يعرف له سماع من الأحنف ، فقلت : قد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة
في كتاب " التوحيد " الذي اشترط فيه أنه لا يحتج به إلا بما نقله العدل عن
العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : و الإثبات مقدم على النفي ،
و البخاري إنما نفى معرفة سماعه من الأحنف ، لم ينف معرفة الناس بهذا ، فإذا
عرف غيره كإمام الأئمة ابن خزيمة ما ثبت به الإسناد ، كانت معرفته و إثباته
مقدما على نفي غيره ، و عدم معرفته " .
قلت : و في هذا الجواب ما لا يخفى ، و مثله إنما يفيد مع المقلد الذي لا علم
عنده بطرق إعلال الحديث و الجرح و التعديل ، أو من لم يقف على إسناده الذي به
يتمكن من نقده إن كان من أهله ، أو من لم يطلع على كلام أهل النقد في بعض رجاله
، أما بعد أن عرف إسناد الحديث ، و أنه تفرد به عبد الله بن عميرة ، و تفرد
سماك بالرواية عنه ، و قول الحربي فيه : لا أعرفه ، و إشارة مسلم إلى جهالته ،
و تصريح الذهبي بذلك كما سبق ، فلا يفيد بعد الاطلاع على هذا أن ابن خزيمة
أخرجه ، لا سيما و هو معروف عند أهل المعرفة بهذا الفن أنه متساهل في التصحيح ،
على نحو تساهل تلميذه ابن حبان ، الذي عرف عنه الإكثار من توثيق المجهولين ثم
التخريج لأحاديثهم في كتابه " الصحيح " ! و لعله تأسى بشيخه في ذلك ، غير أنه
أخطأ في ذلك أكثر منه .
و قد يكون من المفيد أن نذكر أمثلة أخرى من الأحاديث الضعيفة التي وردت في "
كتاب التوحيد " لابن خزيمة مع بيان علتها ، ليكون القارىء على بينة مما ذكرنا
من تساهل ابن خزيمة رحمه الله تعالى .
الحديث الأول :
" إن الله تبارك و تعالى قرأ ( طه ) و ( يس ) قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما
سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمة ينزل هذا عليهم ، و طوبى لألسن تتكلم
بهذا ، و طوبى لأجواف تحمل هذا " .
الحديث الثاني مما في " التوحيد " لابن خزيمة من الأحاديث الضعيفة :
" يمكث رجل في النار فينادي ألف عام : يا حنان يا منان ! فيقول الله تبارك
و تعالى : يا جبريل ! أخرج عبدي فإنه بمكان كذا و كذا ، فيأتي جبريل النار ،
فإذا أهل النار منكبين على مناخرهم ، فيقول : يا جبريل ! اذهب فإنه في مكان كذا
و كذا ، فيخرجه ، فإذا وقف بين يدي الله تبارك و تعالى ، يقول الله تبارك
و تعالى : أي عبدي كيف رأيت مكانك ؟ قال : شر مكان ، و شر مقيل ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : ردوا عبدي ، فيقول : يا رب ما كان هذا رجائي ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : أدخلوا عبدي الجنة " .
و من ضعاف " المختارة " للضياء :
" إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ، و يقرؤن القرآن ، و يقولون : نأتي
الأمراء فنصيب من دنياهم ، و نعتزلهم بديننا ، و لا يكون ذلك ، كما لا يجتنى من
القتاد إلا الشوك ، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا . قال محمد بن الصباح : كأنه
يعني الخطايا " .

(3/246)

1248 - " إن الله تبارك و تعالى قرأ ( طه ) و ( يس ) قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما
سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمة ينزل هذا عليهم ، و طوبى لألسن تتكلم
بهذا ، و طوبى لأجواف تحمل هذا "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/402 ) :

منكر
أخرجه الدارمي ( 2/456 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( 109 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1/108 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 3/16/2 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 5/308/2 و 12/30/2 ) عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار قال : حدثنا
عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة ( قال ابن خزيمة : و هو عبد الله بن يعقوب
ابن العلاء بن عبد الرحمن ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا متن موضوع كما قال ابن حبان ، و إسناده ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : إبراهيم ، قال الذهبي في " الميزان " و ساق له هذا الحديث :
" قال البخاري : منكر الحديث . و قال النسائي : ضعيف . و روى عثمان بن سعيد عن
يحيى : ليس به بأس . قلت : انفرد بهذا الحديث " .
قلت : و في ترجمته أورده ابن حبان و قال :
" منكر الحديث جدا " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " !
و الأخرى : شيخه عمر بن حفص بن ذكوان . أورده ابن أبي حاتم ( 3/1/102 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم أورد بعده : " عمر بن حفص أبو حفص الأزدي
البصري .. سمعت أبي يقول .. هو منكر الحديث " .
قال الذهبي في " الميزان " :
" و هو عمر بن حفص بن ذكوان ، قال أحمد : تركنا حديثه و حرقناه ، و قال علي :
ليس بثقة . و قال النسائي : متروك .. " .
و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3/141 ) بعد أن عزاه لابن خزيمة :
" هذا حديث غريب ، و فيه نكارة ، و إبراهيم بن مهاجر و شيخه تكلم فيهما " .
قلت : و أما عبد الله بن يعقوب بن العلاء بن عبد الرحمن ، فلم أعرفه ، و الظاهر
أن في الأصل تحريفا ، فإنه في " تفسير ابن كثير " :
" ... مولى الحرقة يعني عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة " .
قلت : و هذا هو الصواب ، فإن عبد الرحمن بن يعقوب ، له رواية عن أبي هريرة .
و عنه عمر بن حفص بن ذكوان . و هو والد العلاء بن عبد الرحمن " .

(3/247)

1249 - " يمكث رجل في النار فينادي ألف عام : يا حنان يا منان ! فيقول الله تبارك
و تعالى : يا جبريل ! أخرج عبدي فإنه بمكان كذا و كذا ، فيأتي جبريل النار ،
فإذا أهل النار منكبين على مناخرهم ، فيقول : يا جبريل ! اذهب فإنه في مكان كذا
و كذا ، فيخرجه ، فإذا وقف بين يدي الله تبارك و تعالى ، يقول الله تبارك
و تعالى : أي عبدي كيف رأيت مكانك ؟ قال : شر مكان ، و شر مقيل ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : ردوا عبدي ، فيقول : يا رب ما كان هذا رجائي ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : أدخلوا عبدي الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/404 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 205 - 206 ) من طريق سلام بن مسكين قال :
حدثنا أبو ظلال القسملي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، أبو ظلال و اسمه هلال بن ميمون ، قال الذهبي :
" واه بمرة ، قال ابن معين و النسائي : ضعيف . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه
لا يتابعه الثقات عليه . و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال . و قال
البخاري : عنده مناكير " .

(3/248)

1250 - " إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ، و يقرؤن القرىن ، و يقولون : نأتي
الأمراء فنصيب من دنياهم ، و نعتزلهم بديننا ، و لا يكون ذلك ، كما لا يجتنى
من القتاد إلا الشوك ، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا . قال محمد بن الصباح : كأنه
يعني الخطايا "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/404 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 255 ) من طريق يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن عبيد الله بن أبي
بردة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و إسناده ضعيف من أجل عبيد الله هذا ، و هو عبيد الله بن المغيرة بن أبي
بردة ، قال الذهبي :
" تفرد عنه أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي " .
و معنى هذا أنه مجهول ، و كيف لا و لم يوثقه أحد حتى ابن حبان ؟ ! نعم أخرجه
الضياء في " المختارة " ( 63/5/1 ) و مقتضاه أن يكون عبيد الله عنده ثقة كما
قال الحافظ في " التهذيب " .
قلت : لكن الضياء متساهل في التخريج في الكتاب المذكور كما ثبت لنا بالتتبع <1>
، فإنه يروي للكثير من المجاهيل كهذا ، و لذلك لم يعرج عليه الحافظ نفسه في "
التقريب " ، فقال :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث . كما نص عليه في المقدمة .
نعم قال المنذري في " الترغيب " ( 3/151 ) :
" رواه ابن ماجه ، و رواته ثقات " .
فهذا من أوهامه أو تساهله رحمه الله تعالى .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و قد حققت من كتابه المذكور " مسند الخلفاء الراشدين " ، يسر الله لي
إخراجه للناس مطبوعا محققا كاملا ، بفضله و كرمه . اهـ .
1

(3/249)

1251 - " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق و أنت له كاذب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/405 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 393 ) و أبو داود ( 4971 ) و ابن عدي في "
الكامل " ( 204/2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 151 ) و البيهقي ( 10/199
) و في " الشعب " 0 2/49/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/341/2 ) من
طريق بقية بن الوليد عن ضبارة بن مالك الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير
أن أباه حدثه أن سفيان بن أسيد الحضرمي حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
ثم ساقه ابن عدي من طريق محمد بن ضبارة بن مالك الحضرمي سمع أباه يحدث عن أبيه
عن عبد الرحمن بن جبير به . و قال :
" و هذا الحديث لا أعلمه يرويه غير بقية عن ضبارة " .
كذا قال ، و هو عجب ، فقد رواه محمد بن ضبارة أيضا عن أبيه ضبارة كما ساقه هو ،
فهل نسي أم ماذا ؟
و علة هذا الإسناد إنما هي ضبارة هذا فإنه مجهول كما في " الميزان " ،
و " التقريب " ، و ليست هي بقية بن الوليد كما أشار إلى ذلك في " فيض القدير "
نقلا عن المنذري ، فإن بقية إنما يخشى منه التدليس ، و قد صرح بالتحديث عند ابن
عدي و القضاعي و ابن عساكر ، فأمنا بذلك شر تدليسه ، و قد تابعه محمد بن ضبارة
كما تقدم ، و لكني لم أجد لمحمد هذا ترجمة .
و لا يقوي الحديث أن له شاهدا من حديث النواس بن سمعان مرفوعا به .
أخرجه الإمام أحمد ( 4/183 ) : حدثنا عمر بن هارون عن ثور بن يزيد عن شريح بن
جبير بن نفير الحضرمي عنه .
و من هذا الوجه أخرجه البيهقي أيضا و أبو نعيم في " المستخرج " ( 1/8/2 ) و في
" الحلية " ( 6/99 ) و قال :
" غريب من حديث ثور ، تفرد به عمر بن هارون البلخي " .
قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " . فقول الحافظ العراقي فيما
نقله المناوي : " سنده جيد " ليس بجيد ، كيف و البلخي هذا قد كذبه ابن معين
و غيره كما تقدم في الحديث ( 288 ) ؟ !
قلت : فلشدة ضعفه لا يصلح أن يستشهد بحديثه . والله الموفق .

(3/250)

1252 - " الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة ، و النخلة على نهر من أنهار الجنة ، و تحت
النخلة آسية امرأة فرعون ، و مريم بنت عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/406 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر ( 19/274/1 ) عن إبراهيم بن محمد : نا محمد بن مخلد : نا
إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن { شعوذ } بن عبد الرحمن عن خالد
بن معدان عن عبادة بن الصامت مرفوعا . و قال :
" رواه غيره عن خالد ، فجعله من قول كعب و هو أشبه " .
ثم ساق إسناده بذلك .
و الحديث ساقه الذهبي في ترجمة محمد بن مخلد الرعيني الحمصي و قال :
" رواه أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب في " فضائل بيت المقدس " بإسناد
مظلم إلى إبراهيم بن محمد عن محمد بن مخلد و هو كذب ظاهر " .
و قال في ترجمة محمد بن مخلد :
" حدث بالأباطيل من ذلك ... " .
ثم ساق له حديثين هذا أحدهما .
و قال ابن حجر في " اللسان " :
" قال ابن عدي : منكر الحديث عن كل من روى عنه <1> ، و قال الدارقطني في غرائب
مالك : متروك الحديث " .
و لقد شددت الرحل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ ( 23/5/1385 هـ ) حين اتفقت
حكومتا الأردن و سوريا على السماح لرعاياهما بدخول أفراد كل منهما إلى الأقصى ،
و زرت الصخرة للاطلاع فقط ; فإنه لا فضيلة لها شرعا ، خلافا لزعم الجماهير من
الناس و مشايعة الحكومات لها ، و رأيت مكتوبا على بابها من الداخل حديثا فيه أن
الصخرة من الجنة ، و لم يخطر في بالي آنئذ أن أسجله عندي لدراسته ، و إن كان
يغلب على الظن أنه موضوع كهذا .
و أما حديث " العجوة و الصخرة من الجنة " .
فهو ضعيف لاضطرابه كما بينته في " إرواء الغليل " رقم ( 2763 ) طبع المكتب
الإسلامي .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الذي في ترجمة محمد بن مخلد من " كامل ابن عدي " ( 371/1 ) :
" يحدث عن مالك و غيره بالبواطيل " . اهـ .
1

(3/251)

1253 - " أول ما خلق الله القلم ، ثم خلق النون و هي الدواة ، و ذلك في قول الله :
*( ن . و القلم و ما يسطرون )* ، ثم قال له : اكتب ، قال : و ما أكتب ؟ قال :
ما كان و ما هو كائن من عمل أو أجل أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم
القيامة ، ثم ختم على في القلم فلم ينطق ، و لا ينطق إلى يوم القيامة ، ثم خلق
العقل فقال الجبار : ما خلقت خلقا أعجب إلي منك ، وعزتي لأكملنك فيمن أحببت ،
و لأنقصنك فيمن أبغضت ، و أنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان و أعملهم بطاعته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/408 ) :

باطل
رواه ابن عدي ( 313/1 ) و ابن عساكر ( 16/48/2 ) عن محمد بن وهب الدمشقي :
حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة
مرفوعا و قال :
" و هذا بهذا الإسناد باطل منكر " .
قال الذهبي :
" و صدق ابن عدي في أن الحديث باطل " .
قلت : و آفته محمد بن وهب هذا ، و هو محمد بن وهب بن مسلم القرشي ، قال ابن
عساكر :
" ذاهب الحديث " .
و هو غير محمد بن وهب بن عطية الذي أخرج له البخاري ، و قد ترجم له ابن عساكر
أولا ، ثم ترجم لابن مسلم هذا ، و ساق له هذا الحديث . فأصاب .
و أما ابن عدي فذكره في ترجمة الأول ، ظنا منه أنه هو صاحب الحديث . قال الحافظ
في " التهذيب " :
" و ليس كما ظن ، و قد فرق بينهما أبو القاسم بن عساكر فأصاب " .
قلت : و يبدو أن الدارقطني أيضا توهم أنه هو ، ففي " اللسان " أن الدارقطني
أورد الحديث في " الغرائب " و قال :
" هذا حديث غير محفوظ عن مالك و لا عن سمي ، و الوليد بن مسلم ثقة ، و محمد بن
وهب ، و من دونه ليس بهم بأس ، و أخاف أن يكون دخل على بعضهم حديث في حديث " .
قلت : و منشأ الوهم أن كلا من الرجلين دمشقي ، و كلاهما يروي عن الوليد بن مسلم
، و عنهما الربيع بن سليمان الجيزي ، و لم يقع في إسناد هذا الحديث منسوبا إلى
جده بل كما تقدم " محمد بن وهب الدمشقي " ، فاشتبه الأمر على ابن عدي
و الدارقطني و المعصوم من عصمه الله . على أنهما قد اتفقا على إنكار الحديث ،
و ذلك مما يدل اللبيب على دقة نقد المحدثين للمتون ، فإنهما مع ظنهما أن راوي
الحديث هو محمد بن وهب بن عطية الثقة فقد أنكراه عليه ، و حاول الدارقطني أن
يكتشف العلة بقوله : " و أخاف .. " ، لكن الله تعالى ادخر معرفتها للحافظ ابن
عساكر ، مصداقا للمثل السائر : كم ترك الأول للآخر !
و إذا عرفت هذا فقد أخطأ الإمام القرطبي خطأ فاحشا في عزوه هذا الحديث لرواية
الوليد بن مسلم فقال في " تفسيره " ( 18/223 ) :
" روى الوليد بن مسلم قال : حدثنا مالك .. " إلخ .
فإن جزمه بأن الوليد روى ذلك معناه أن من دون الوليد ثقات محتج بهم ، و كذلك من
فوقه كما هو باد للعيان ، فينتج من ذلك أن إسناد الحديث صحيح ، و لا يخفى ما
فيه !
و يشبه صنيع القرطبي هذا ، عزو الجويني لحديث " الاغتسال بالماء المشمس يورث
البرص " . و هو باطل كهذا <1> عزاه للإمام مالك ، فأنكر العلماء ذلك عليه ،
فقال الحافظ بان حجر في " التلخيص " :
" و اشتد إنكار البيهقي على الشيخ أبي محمد الجويني في عزوه هذا الحديث لرواية
مالك ! و العجب من ابن الصباغ كيف أورده في " الشامل " جازما به ، فقال : " روى
مالك عن هشام " . و هذا القدر هو الذي أنكره البيهقي على الشيخ أبي محمد " .
ثم تذكرت أن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة كما قال الدارقطني آنفا ; لكنه كثير
التدليس و التسوية كما قال الحافظ في " التقريب " ، و تدليس التسوية هو أن يسقط
من السند رجلا من فوق شيخه ، كأن يكون مثلا بين مالك و سمي رجل فيسقطه ، فهذا
الفعل يسمى تدليس التسوية عند المحدثين ، و الوليد معروف بذلك عندهم ،
فالمحققون لا يحتجون بما رواه الوليد إلا إذا كان مسلسلا بالتحديث أو السماع .
والله أعلم .
و عليه ففي الحديث علة أخرى و هي العنعنة .
و قد وجدت له شاهدا من رواية الحسن بن يحيى الخشني عن أبي عبد الله مولى بني
أمية عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به ، دون قوله :
" ثم قال صلى الله عليه وسلم : فأكملهم .. " .
أخرجه الواحدي في " تفسيره " ( 4/157/2 ) و ابن عساكر في " تاريخه " ( 17/247/1
) ، و من طريقه فقط ذكره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " مجتزأ من إسناده على
قوله : " عن أبي عبد الله .. " مشيرا بذلك إلى أنه علة الحديث . و قد فتشت عنه
في كتب الرجال ، فلم أجده ، فهو مجهول غير معروف .
على أنه كان يحسن بالحافظ ابن كثير بل يجب عليه أن يبتدئ بإسناده من عند
الخشني الراوي عن هذا المجهول ، لكي لا يتوهم الواقف عليه أنه لا علة فيه غير
المجهول المشار إليه ، كيف و الخشني هذا متروك متهم برواية الأحاديث الموضوعة
التي لا أصل لها ! و قد سبق أحدها برقم ( 201 ) ، فراجعه و الذي قبله .
نعم قد صح من الحديث طرفه الأول :
" إن أول شيء خلقه الله القلم ، و أمره فكتب كل شيء " .
و هو مخرج في السلسلة الأخرى برقم ( 133 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] راجع الكلام عليه في كتابنا " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل "
رقم ( 18 ) . اهـ .
1

(3/252)

1254 - " لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة ، و حتى توجد
المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق ، لا ينكر ذلك أحد و لا يغيره ، فيكون
أمثلهم يؤمئذ الذي يقول : لو نحيتها عن الطريق قليلا ، فذاك فيهم مثل أبي بكر
و عمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/410 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الحاكم ( 4/495 ) من طريق القاسم بن الحكم العرني : حدثنا سليمان بن أبي
سليمان : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل سليمان هالك ، و الخبر شبه خرافة " .
قلت : و كأنه يعني ما في آخره من المبالغة في أنه مثل أبي بكر و عمر ، و إلا
فسائر الحديث صحيح عن أبي هريرة و غيره ، و لذلك أوردته في " الصحيحة " تحت رقم
( 475 ) .
و في الحديث علة أخرى و هي ضعف القاسم بن الحكم العرني قال في " التقريب " :
" صدوق فيه لين " .

(3/253)

1255 - " استفرهوا ضحاياكم ، فإنها مطاياكم على الصراط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/411 ) :

ضعيف جدا
رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 33/2 ) عن يحيى بن عبيد الله عن
أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته يحيى ; و هو ابن عبيد الله بن عبد الله بن
موهب المدني قال أحمد : ليس بثقة . و قال ابن أبي حاتم عن أبيه : ضعيف الحديث ،
منكر الحديث جدا . و قال مسلم و النسائي : متروك الحديث .
و أما أبوه عبيد الله فمجهول ، قال الشافعي و أحمد و اللفظ له :
" لا يعرف " . و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " فقال :
" روى عنه ابنه يحيى ، لا شيء . و أبوه ثقة ، و إنما وقع المناكير في حديثه من
قبل ابنه يحيى " .
ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في " التلخيص " ( 4/138 ) :
" أخرجه صاحب " مسند الفردوس " من طريق يحيى بن عبيد الله بن موهب ... و يحيى
ضعيف جدا " .
و تقدم الحديث بلفظ : " عظموا ضحاياكم .. " و أنه لا أصل له . انظر رقم ( 74 )
إن شئت .

(3/254)

1256 - " ثلاث من فعلهن ثقة بالله و احتسابا ، كان حقا على الله أن يعينه و أن يبارك
له : من سعى في فكاك رقبة ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه و أن
يبارك له ، و من تزوج ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه و ان
يبارك له ، و من أحيا أرضا ميتة ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه
و أن يبارك له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/412 ) :

ضعيف
رواه ابن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 265/2 ) و الثقفي في " الفوائد "
المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج9 رقم 17 ) و كذا الضياء في " المنتقى من مسموعاته
بمرو " ( 119/1 ) و البيهقي ( 10/319 ) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 5050 )
عن عمرو بن عاصم الكلابي : نا جدي : عبيد الله بن الوازع عن أيوب السختياني عن
أبي الزبير عن جابر مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو القاسم الحامض في " حديثه كما في " المنتقى منه " (
3/10/1 ) ، و قال الطبراني كما في " مجمع البحرين " ( 166/2 ) :
" لم يروه عن أيوب إلا عبيد الله تفرد به عمرو " .
قلت : و هو صدوق في حفظه شيء كما في " التقريب " و قد أخرجه الشيخان .
و جده عبيد الله بن الوازع مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " ، و أشار إلى
ذلك الذهبي بقوله في ترجمته :
" ما علمت له راويا غير حفيده " .
قلت : و أبو الزبير مدلس معروف بالتدليس و قد عنعنه ، فالعجب من الذهبي حيث قال
في " المهذب " كما في " فيض القدير " :
" إسناده صالح مع نكارته عن أيوب " .

(3/255)

1257 - " يا علي مثل الذي لا يتم صلاته كمثل حبلى حملت ، فلما دنا نفاسها أسقطت ، فلا
هي ذات ولد ، و لا هي ذات حمل . و مثل المصلي كمثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى
يخلص له رأس ماله ، كذلك المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي الفريضة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/413 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 2/387 ) و أبو القاسم الأصبهاني في "
الترغيب " ( ق 196/1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1/90 ) الشطر الأول منه من
طريق موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال البيهقي :
" موسى بن عبيدة لا يحتج به ، قد اختلف عليه في إسناده ، فرواه زيد بن الحباب
و أسباط بن محمد هكذا ، و رواه سليمان بن بلال عن موسى بن عبيدة عن صالح بن
سويد عن علي مرفوعا ، و هو إن صح .. " . ثم ساق إسناده إلى سليمان به .
و قد وصله ابن شاذان في " الفوائد " ( 1/119/2 ) و ابن بشران في " الفوائد " (
26/105/2 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( 70/1 - 2 ) .
و أعله الهيثمي ( 2/132 ) بالربذي هذا فقال :
" ضعيف " ، و أشار المنذري ( 1/183 ) إلى تضعيفه . و زاد أبو يعلى في أوله :
" نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ و أنا راكع " .
و قد خالفه في إسنادها إبراهيم بن عبد الله بن حنين فقال عن أبيه أنه سمع علي
ابن أبي طالب يقول :
فذكرها دون حديث الترجمة ، و جعله من سماع عبد الله بن حنين من علي دون ذكر
أبيه بينهما .
أخرجه مسلم ( 2/48 و 49 ) و أحمد ( 1/114 و 123 و 136 ) و أبو يعلى ( 1/119
و 121 و 157 و 175 و 176 ) .
نعم قد ذكر مسلم خلافا آخر في إسناده على عبد الله بن حنين ، لا يضر في هذه
القطعة من الحديث ، لا سيما و لها طرق أخرى في " مسند " أحمد و أبي يعلى
و غيرهما .
و قد شاع الاستدلال بالشطر الأخير منه " المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي
الفريضة " على ما يفتي به كثير من المشايخ من كان مبتلى بترك الصلاة و إخراجها
عن وقتها عامدا بوجوب قضائها مكان السنن الراتبة فضلا عن غيرها ، و يقولون : إن
الله عز وجل لا يقبل النافلة حتى تصلى الفريضة ! و هذا الحديث مع ضعفه لا يدل
على ما ذهبوا إليه لو صح ، إذ إن المقصود به فريضة الوقت مع نافلته ، ففي هذه
الحالة لا تقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة ، فلو أنه صلاهما معا كفريضة الظهر
و نافلتها مثلا في الوقت مع إتيانه بسائر الشروط و الأركان ، كانت النافلة
مقبولة كالفريضة ، و لو أنه كان قد ترك صلاة أو أكثر عمدا فيما مضى من الزمان .
فمثل هذه الصلاة لا مجال لتداركها و قضائها ، لأنها إذا صليت في غير وقتها فهو
كمن صلاها قبل وقتها و لا فرق ، و من العجائب أن العلماء جميعا متفقون على أن
الوقت للصلاة شرط من شروط صحتها ، و مع ذلك فقد وجد من قال في المقلدين يسوغ
بذلك القول بوجوب القضاء : المسلم مأمور بشيئين : الأول الصلاة ، و الآخر وقتها
، فإذا فاته هذا بقي عليه الصلاة ! و هذا الكلام لو صح أولو كان يدري قائله ما
يعني لزم منه أن الوقت للصلاة ليس شرطا ، و إنما هو فرض ، و بمعنى آخر هو شرط
كمال ، و ليس شرط صحة ، فهل يقول بهذا عالم ؟ !
و جملة القول : أن القول بوجوب قضاء الصلاة على من فوتها عن وقتها عمدا مما لا
ينهض عليه دليل ، و لذلك لم يقل به جماعة من المحققين مثل أبي محمد بن حزم
و العز بن السلام الشافعي و ابن تيمية و ابن القيم و الشوكاني و غيرهم . و لابن
القيم رحمه الله تعالى بحث هام ممتع في رسالة " الصلاة " فليراجعها من شاء ،
فإن فيها علما غزيرا ، و تحقيقا بالغا لا تجده في موضع آخر .
و بديهي جدا أن النائم عن الصلاة أو الناسي لها لا يدخل في كلامنا السابق ، بل
هو خاص بالمتعمد للترك ، و أما النائم و الناسي ، فقد أوجد الشارع الحكيم لهما
مخرجا ، فأمرهما بالصلاة عند الاستيقاظ أو التذكر ، فإن فعلا تقبل الله صلاتهما
و جعلها كفارة لما فاتهما ، و إن تعمدا الترك لأدائها حين الاستيقاظ و التذكر
كانا آثمين كالمتعمد الذي سبق الكلام عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من
نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك " . أخرجه
الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه . فقوله : " لا كفارة لها إلا ذلك " أي إلا
صلاتها حين التذكر . فهو نص على أنه إذا لم يصلها حينذاك فلا كفارة لها ، فكيف
يكون لمن تعمد إخراجها عن وقتها المعتاد الذي يمتد أكثر من ساعة في أضيق
الصلوات وقتا ، و هي صلاة المغرب ، كيف يكون لهذا كفارة أن يصليها متى شاء و هو
آثم مجرم ، و لا يكون ذلك للناسي و النائم و كلاهما غير آثم ؟ !
فإن قال قائل : لا نقول إن صلاته إياها قضاء هي كفارة له ، قلنا : فلماذا إذا
تأمرونه بالصلاة إن لم تكن كفارة له ، و من أين لكم هذا الأمر ؟ فإن كان من
الله و رسوله فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، و إن قلتم : قياسا على النائم
و الناسي . قلنا : هذا قياس باطل لأنه من باب قياس النقيض على نقيضه و هو من
أفسد قياس على وجه الأرض . و حديث أنس أوضح دليل على بطلانه إذ قد شرحنا آنفا
أنه دليل على أن الكفارة إنما هي صلاتها عند التذكر و أنه إذا لم يصلها حينئذ
فليست كفارة ، فمن باب أولى ذاك المتعمد الذي لم يصلها في وقتها المعتاد و هو
ذاكر .
فتأمل هذا التحقيق فعسى أن لا تجده في غير هذا المكان على اختصاره ، والله
المستعان و هو ولي التوفيق .
و الذي ننصح به من كان قد ابتلى بالتهاون بالصلاة و إخراجها عن وقتها عامدا
متعمدا ، إنما هو التوبة من ذلك إلى الله تعالى توبة نصوحا ، و أن يلتزم
المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها و مع الجماعة في المسجد ، فإنها من
الواجب ، و يكثر مع ذلك من النوافل و لا سيما الرواتب لجبر النقص الذي يصيب
صلاة المرء كما و كيفا لقوله صلى الله عليه وسلم :
" أول ما يحاسب به العبد صلاته ، فإن كان أكملها ، و إلا قال الله عز وجل :
انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن وجد له تطوع ، قال : أكملوا به الفريضة " .
أخرجه أبو داود و النسائي و الحاكم و صححه ، و وافقه الذهبي ، و هو مخرج في "
صحيح أبي داود " رقم ( 810 - 812 ) .

(3/256)

1258 - " بارك في عسل " بنها " " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/415 ) :

منكر
أخرجه الدوري في " التاريخ و العلل " ( رقم - 5273 - تحقيق الدكتور نور سيف )
قال : سمعت يحيى ( ابن معين ) يقول : يروي ليث عن ابن شهاب قال : فذكره مرفوعا
.
قلت ليحيى : حدثك به عبد الله بن صالح ؟ قال : نعم . قال يحيى : بنها : قرية من
قرى مصر .
قلت : و هذا مع كونه مرسلا أو معضلا ، فإن عبد الله بن صالح و هو كاتب الليث
فيه كلام معروف .

(3/257)

1259 - " لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/416 ) :

موضوع
أخرجه ابن ماجه ( 2373 ) و الحاكم ( 4/98 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 354 )
من طريق محمد بن الفرات عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا . و قال الحاكم
:
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و أقره المنذري في " الترغيب " ( 3/166 )
! و كل ذلك من إهمال التحقيق ، و الاستسلام للتقليد ، و إلا فكيف يمكن للمحقق
أن يصحح مثل هذا الإسناد ، و محمد بن الفرات ضعيف بالاتفاق ، بل هو واه جدا .
قال أبو بكر بن أبي شيبة و محمد بن عبد الله بن عمار :
" كذاب " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث ، رماه أحمد بالكذب " .
و قال أبو داود :
" روى عن محارب أحاديث موضوعة منها عن ابن عمر في شاهد الزور " . كما في "
التهذيب " .
و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " من أجل هذه النصوص و ساق له هذا الحديث .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 146/2 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، محمد بن الفرات أبو علي الكوفي متفق على ضعفه ، و كذبه
الإمام أحمد . و رواه الحاكم و قال : " صحيح الإسناد " و الطبراني في " الأوسط
" و ابن عدي في " الكامل " و عنه البيهقي في " السنن الكبرى " و أبو يعلى
الموصلي من طريق محمد بن الفرات " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن ماجه وحده ، و رمز
له بالصحة ، و اغتر به مؤلف " التاج الجامع للأصول الخمسة " الشيخ منصور علي
ناصف فقال ( 4/67 ) :
" رواه ابن ماجه بسند صحيح " !
و أما المناوي فبيض له في " شرحيه " ، و لم يتكلم عليه بشيء خلافا لعادته !
فاقتضى ذلك كله هذا البحث و التحقيق .
ثم إن الحديث ليس عند الطبراني في " الأوسط " من هذه الطريق كما يوهمه كلام
البوصيري ، و لا بهذا اللفظ ، بل هو عنده من طريق أخرى و بلفظ آخر و هو :
" إن الطير لتضرب بمناقيرها على الأرض ، و تحرك أذنابها من هول يوم القيامة ،
و ما يتكلم شاهد الزور ، و لا تفارق قدماه على الأرض حتى يقذف به إلى النار " .

(3/258)

1260 - " إن الطير لتضرب بمناقيرها على الأرض ، و تحرك أذنابها من هول يوم القيامة ،
و ما يتكلم شاهد الزور ، و لا تفارق قدماه على الأرض حتى يقذف به إلى النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/417 ) :

منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7766 ) : حدثنا محمد بن إسحاق : حدثنا أبي :
حدثنا سعيد بن الصلت : حدثنا أبو الجهم القرشي : حدثنا عبد الملك بن عمير عن
محارب بن دثار : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا و قال :
" لم يروه عن عبد الملك إلا أبو الجهم ، و لا عنه إلا سعيد " .
قلت : و لم أجد له ترجمة و كذا شيخه أبو الجهم القرشي و قد أشار لهذا الهيثمي
بقوله ( 4/200 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه من لم أعرفه " .
ثم رأيت العقيلي رواه في " الضعفاء " ( 453 ) و ابن عساكر ( 16/135/2 ) من طريق
إسحاق بن إبراهيم ، عن شاذان قال : حدثنا سعد بن الصلت قال : حدثنا هارون بن
الجهم أبو الجهم القرشي به ، و قال العقيلي :
" هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة يخالف في حديثه و ليس بمشهور بالنقل "
قال : " و ليس له من حديث عبد الملك بن عمير أصل ، و إنما هذا حديث محمد بن
الفرات الكوفي عن محارب بن دثار عن ابن عمر ، حدثناه الصائغ عن شبابة عن محمد
ابن الفرات " .
و لذا قال الذهبي في هذا الحديث :
" إنه منكر " . و أقره الحافظ .

(3/259)

1261 - " كان رجل في بني إسرائيل تاجرا ، و كان ينقص مرة ، و يزيد أخرى ، قال : ما في
هذه التجارة خير ، ألتمس تجارة هي خير من هذه ، فبنى صومعة و ترهب فيها ، و كان
يقال له : جريج ، فذكر نحوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/418 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/434 ) من طريق عمر <1> بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، علته عمر هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" ضعفه ابن معين . و قال النسائي : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
قلت : فقول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/286 ) :
" رواه أحمد و إسناده جيد " ; غير جيد ، و لا سيما أن قصة جريج في " الصحيحين "
و غيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا ، و ليس فيها هذا الذي رواه عمر هذا
، فقد تفرد هو به ، فيكون منكرا من منكراته عن أبيه ، فقد قال الذهبي في ترجمته
:
" و لعمر عن أبي مناكير ، و قد علق له البخاري قصة جريج و الراعي فقال : و قال
عمر بن أبي سلمة عن أبيه " .
( تنبيه ) : قوله في آخر حديث الترجمة : " فذكره نحوه " يعني حديث قصة جريج
المذكور قبل هذا في " المسند " . و هي المرونة في " الصحيحين " كما سبق آنفا .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل ( عمرو ) و هو خطأ مطبعي . اهـ .
1

(3/260)

1262 - " لا يقرأ في الصبح بدون عشرين آية ، و لا يقرأ في العشاء بدون عشر آيات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/419 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 4538 ) : حدثنا المقدام بن داود :
حدثنا أسد بن موسى : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن
عبد الله بن الأشج عن خلاد بن السائب عن رفاعة الأنصاري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : ابن لهيعة ، و اسمه عبد الله ، و هو ضعيف لسوء حفظه و احتراق كتبه ،
إلا من رواية العبادلة عنه كعبد الله بن وهب و غيره ، و ليس هذا منها .
و الخرى : المقدام بن داود ، قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و الحديث اقتصر الهيثمي في " المجمع " ( 2/119 ) على إعلاله بابن لهيعة و قال :
" اختلف في الاحتجاج به " .
و الصواب أنه ليس بحجة إلا في رواية أحد العبادلة عنه كما ذكرنا مرارا .

(3/261)

1263 - " يا أيها الناس من ولي منكم عملا فحجب بابه عن ذي حاجة المسلمين حجبه الله أن
يلج باب الجنة ، و من كانت الدنيا نهمته حرم الله عليه جواري ، فإني بعثت بخراب
الدنيا ، و لم أبعث بعمارتها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/419 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " : حدثنا جبرون بن عيسى المغربي : حدثنا يحيى بن
سليمان الجعفري : حدثنا فضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن
أبيه :
أن معاوية بن أبي سفيان ضرب على الناس بعثا ، فخرجوا ، فرجع أبو الدحداح ،
فقال له معاوية : ألم تكن خرجت مع الناس ؟ قال : بلى ، و لكني سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فأحببت أن أضعه عندك مخافة ألا تلقاني ،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير جبرون ، قال ابن
ماكولا في " الإكمال " ( 3/208 ) : " توفي سنة أربع و تسعين و مائتين " .
و الجعفري ، أورده السمعاني في مادة ( الجفري ) بضم الجيم و سكون الفاء ، و هي
بناحية البصرة ، ثم ساق جماعة ينسبون إليها ، ثم قال :
" و أبو زكريا يحيى بن سليمان الإفريقي المعروف بالجفري نسبه في قريش ، و ظني
أنه موضع بإفريقية ، والله أعلم ، حدث ، و آخر من حدث عنه جبرون بن عيسى بن
يزيد ، توفي سنة 237 " .
و أما الذهبي فأورده في " المشتبه " : " الحفري " بحاء مضمومة و قال :
" عن فضيل بن عياض و عباد بن عبد الصمد ، و عنه جبرون بن عيسى " .
و كذلك وقع في نسخة مخطوطة جيدة من " الميزان " ( الحفري ) بالمهملة المضمومة
و قال : " ما علمت به بأسا " ، و وقع في " الميزان " المطبوع في مصر سنة ( 1325
) " الجفري " بالجيم ، و هو تصحيف لمخالفته المخطوطة و " المشتبه " ، و إن كان
هو الموافق للصواب ، فقد ذكر الحافظ ابن ناصر الدين في " التوضيح " ( 1/142/2 )
أن الذهبي تبع ابن ماكولا و الفرضي في ضبطه بضم الحاء المهملة . ثم قال :
" و قد وجدته في " تاريخ ابن يونس " بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر و سماعه
على الحافظ أبي بكر بن أبي نصر اللفتواني الأصبهاني و عليه خطه ، وجدته (
الجفري ) بالجيم منقوطة مضمومة و كذلك وجدته في " المستخرج " لأبي القاسم بن
منده ، و هو الأشبه بالصواب ، و لعله منسوب إلى " جفرة عتيب " اسم قبيلة في
بلاد المغرب " .
ثم ذكر الحافظ ابن ناصر الدين أن يحيى بن سليمان هذا روى عنه أيضا ابنه
عبد الله بن يحيى ، و لم يذكر فيه تجريحا و لا تعديلا ، فالرجل عندي مستور و إن
قال فيه الذهبي : " ما علمت به بأسا " كما سبق ، و لعل ابن حبان أورده في "
كتاب الثقات " ، فقد رأيت المنذري يشير إلى توثيقه ، فقد قال في " الترغيب " 0
3/142 ) عقب هذا الحديث :
" رواه الطبراني ، و رواته ثقات ، إلا شيخه جبرون بن عيسى فإني لم أقف فيه على
جرح و لا تعديل " .
و أما الهيثمي فقال في " المجمع " ( 5/211 ) :
" رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجفري و لم أعرفهما
، و بقية رجاله رحال الصحيح " .
فهذا يشعر أنه لم يره في " ثقات ابن حبان " . فالله أعلم .
قلت : و لعل سبب هذا الاختلاف ، إنما هو اختلاف وجهة نظرهما في الذي ترجم له
ابن حبان في " الثقات " هل هو هذا أم غيره ؟ و قد وجدت في " أتباع التابعين "
منه المجلد التاسع ترجمتين ، أحدهما : يحيى بن سلام الإفريقي المصري ( ص 261 )
، و الأخرى يحيى بن سليمان الجعفي ( ص 263 ) ، و هذا مترجم في " التهذيب " ،
و ليس بظاهر أن أحدهما هو ( الجفري ) . فالله أعلم .
ثم رأيت الحافظ ابن حجر أورد الحديث في ترجمة أبي الدحداح من " الإصابة " من
رواية أبي نعيم أيضا ، ثم قال :
" و لا يصح ، جبرون واهي الحديث " .

(3/262)

1264 - " إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك ظالم ، فقد تودع منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/421 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/96 ) و أحمد ( 2/163 و 189 - 190 ) و أبو بكر الشافعي في "
الفوائد " ( 6/65/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 185/2 و 187/2 ) من طريق
الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و ذهلا عن كونه منقطعا ، و به أعله
البيهقي ، فقال المناوي في " الفيض " متعقبا عليهما :
" لكن تعقبه البيهقي نفسه بأنه منقطع حيث قال : محمد بن مسلم هو أبو الزبير
المكي ، و لم يسمع من ابن عمرو " .
قلت : و به أعله ابن عدي كما يأتي ، فقد أخرجه آنفا من طريق سنان بن هارون عن
الحسن بن عمرو به إلا أنه قال : عن جابر . بدل " عن ابن عمرو " و قال :
" و هذا رواه جماعة عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو .
و أبو الزبير عن عبد الله بن عمرو يكون مرسلا ، و قد رواه أبو شهاب عبد ربه بن
نافع الحناط عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن
عمرو . و هذا أيضا مرسل لأن عمرا لم يلق عبد الله بن عمرو . فأما الإسناد الآخر
الذي رواه سنان بن هارون عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن جابر .. فلا نعرفه
إلا من حديث سنان ، و أبو الزبير لا يروي هذا عن جابر ، و إنما يرويه عن
عبد الله بن عمرو ، و لسنان بن هارون أحاديث ، و ليست بالمنكرة عامتها ، و أرجو
أنه لا بأس به " .
قلت : و قد أشار إلى أن بعض أحاديثه منكرة ، و هذا منها عنده أيضا فقد قال في
المكان الأول الذي سبقت الإشارة إليه :
" هكذا يروى عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو ، و من قال :
عن جابر فقد أغرب " .
و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 7/262 ) من رواية ابن عمرو ثم قال :
" رواه أحمد و البزار بإسنادين ، و رجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح ،
و كذلك رجال أحمد " .
و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للطبراني في " الأوسط " من حديث جابر .
و قال المناوي في " فيض القدير " :
" و فيه سيف بن هارون ضعفه النسائي و الدارقطني " .
قلت : كذا وقع في " الفيض " " سيف " ، و لا أدري أهكذا وقعت الرواية عند
الطبراني أم هو تحريف من بعض النساخ ، فإن سيفا هذا على ضعفه قد رواه عن الحسن
ابن عمرو عن أبي الزبير عن ابن عمرو كما رواه الجماعة عن الحسن ، أخرجه ابن عدي
، و إنما رواه عن الحسن عن أبي الزبير عن جابر أخوه سنان بن هارون ، و لا يعرف
إلا من حديث سنان كما قال ابن عدي ; كما تقدم . فالله تعالى أعلم .
ثم تبينت بعد الرجوع إلى " أوسط الطبراني " ( 7989 ) أنه تحرف ، و أن الصواب ما
تقدم " سنان " ، و قال الطبراني :
" لم يروه عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير إلا سنان " .

(3/263)

1265 - " من رأى من مسلم عورة فسترها ، كان كمن أحيا موؤدة من قبرها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/423 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 758 ) و أبو داود ( 4891 ) و الطيالسي في
" المسند " ( 1005 ) و ابن شاهين في " جزء من حديثه " ( ق 205/2 - محمودية )
و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 42/1 ) من طريق عبد الله بن المبارك : حدثنا
إبراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم قال :
" جاء قوم إلى عقبة بن عامر فقالوا : إن لنا جيرانا يشربون و يفعلون ،
أفنرفعهم إلى الإمام ؟ قال : لا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ..
" فذكره . و السياق للبخاري .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات ; غير أبي الهيثم و هو المصري مولى عقبة بن عامر
الجهني و اسمه كثير ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " . يعني عند المتابعة و إلا فلين الحديث .
و تابع ابن المبارك عبد الله بن وهب : أخبرني إبراهيم بن نشيط به إلا أنه لم
يذكر فيه " عقبة بن عامر " فلا أدري أسقط ذلك من الناسخ أم هكذا وقعت الرواية
عنده ؟ <1>
أخرجه الحاكم ( 4/384 ) و قال :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و قد علمت أن كثيرا هذا مجهول بشهادة
الذهبي نفسه ! و قال ابن شاهين :
" حديث غريب من حديث إبراهيم بن نشيط " .
قلت : هو ثقة ، و لم يتفرد به كما يأتي ، و إنما علة الحديث أبو الهيثم كثير
هذا . و قد اضطرب فيه على كعب بن علقمة ، فقال ابن المبارك و ابن وهب : عن ابن
نشيط عنه هكذا . و قال ليث بن سعد : عن إبراهيم بن نشيط الخولاني عن كعب بن
علقمة عن أبي الهيثم عن دخين كاتب عقبة قال :
" قلت لعلقمة : إن لنا جيرانا يشربون الخمر ، و أنا داع لهم الشرط فيأخذونهم ،
فقال : لا تفعل ، و لكن عظهم و تهددهم ، قال : ففعل ، فلم ينتهوا ، قال : فجاء
دخين فقال : إني نهيتهم فلم ينتهوا ، و أنا داع لهم الشرط ، فقال عقبة : ويحك
لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : .. " فذكره .
أخرجه أبو داود ( 4892 ) و أحمد ( 4/153 ) و الخلال في " الأمر بالمعروف
و النهي عن المنكر " ( ق 7 - 8 ) ، لكن سقط منه أو من خطي الذي نقلت عنه حرف "
عن " بين أبي الهيثم و دخين ، فصار هكذا " عن أبي الهيثم دخين " و كذلك وقع في
" الترغيب " ( 3/175 ) لكن على التقديم و التأخير " دخين أبي الهيثم " و عزاه
لأبي داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم ، ثم قال :
" رجال أسانيدهم ثقات ، لكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافا كثيرا ذكرت
بعضه في مختصر ( السنن ) " .
قلت : فالظاهر أن ما في " الأمر بالمعروف " وجه من وجوه الاختلاف الذي أشار
إليه المنذري ، و كتاب ابن حبان قد رتبه الهيثمي مقتصرا على زوائده على
الصحيحين ، و من المفروض أن يكون الحديث فيه ، لكن لا تطوله الآن يدي . و أما
النسائي فإنما أخرجه في " الكبرى " له و هي غير مطبوعة ، و في المكتبة الظاهرية
أجزاء قليلة منها .
ثم رأيت الحديث في " زوائد ابن حبان " ( 1492 ) من طريق الليث فإذا هو مثل ما
جاء في " الترغيب " .
و مما يرجح الرواية الأولى التي لم يذكر فيها " دخين " اتفاق ابن المبارك و ابن
وهب عليها عن إبراهيم بن نشيط ، و أن ابن لهيعة قد تابع إبراهيم عليها ، فقال :
حدثنا كعب بن علقمة عن مولى لعقبة بن عامر يقال له : أبو كثير قال : لقيت عقبة
ابن عامر ، فأخبرته أن لنا جيرانا يشربون الخمر .. الحديث .
كذا قال ، و هو من أوهام ابن لهيعة ، و الصواب كثير كما تقدم .
أخرجه أحمد ( 4/147 و 158 ) .
و على كل حال فمدار الحديث على كثير و هو مجهول ، فهو علة الحديث كما سبق .
و رواه إسحاق بن سعيد الأركون القرشي : نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن
إسماعيل بن عبيد الله - و كان ثبتا - عمن حدثه عن عقبة بن عامر الجهني و جابر
ابن عبد الله مرفوعا به نحوه .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/426/1 ) .
قلت : و هذا إسناد واه ، فإنه مع احتمال أن يكون شيخ إسماعيل الذي لم يسم هو
أبا الهيثم نفسه ، ففي الطريق إليه ابن سعيد الأركون ، قال أبو حاتم :
" ليس بثقة " .
و قال الدارقطني :
" منكر الحديث " .
و له طريقان آخران عن جابر :
الأولى : عن أبي معشر عن محمد بن المنكدر عنه مرفوعا .
أخرجه أبو سهل القطان في " الفوائد المنتقاة " ( ق 97/1 ) .
قلت : و أبو معشر اسمه نجيح و هو ضعيف من قبل حفظه .
و الأخرى : عن طلحة عن الوضين بن عطاء عن بلال بن سعد عنه .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/233 - 234 ) و ابن عساكر ( 14/364/2 ) و قال
أبو نعيم :
" تفرد به طلحة " .
قلت : و هو ابن زيد الرقي قال أحمد و أبو داود :
" يضع الحديث " .
و ضعفه آخرون .
و بالجملة ، فليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه في تقوية الحديث . والله
أعلم .
و في معناه حديث " من ستر على مسلم عورة فكأنما أحيا ميتا " . طب و الضياء عن
شهاب . كذا في " الجامع الصغير " ، و قال الهيثمي ( 6/247 ) بعد أن عزاه
للطبراني من طريق مسلم بن أبي الذيال عن أبي سنان المدني :
" لم أعرفهما ، و بقية رجاله ثقات " . والله أعلم .
ثم رأيت الحافظ ذكره في ترجمة ( شهاب ) غير منسوب من " الإصابة " .
" و قال أبو عمر : هو أنصاري . روى الطبراني من طريق مسلم عن أبي الذيال عن أبي
سفيان سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم كان ينزل مصر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ستر على مؤمن
عورة ، فكأنما أحيا ميتا " . و روى ابن منده من طريق حفص الراسبي قال : قال
جابر بن عبد الله لرجل يقال له : شهاب : أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكر نحوه ؟ قال : فقال : نعم . فقال له جابر : أبشر فإن هذا حديث لم
يسمعه غيري و غيرك . و زعم ابن منده أن حفصا هذا هو أبو سنان . قلت : و فيه نظر
، فقد أخرجه الحسن بن سفيان من طريق أبي همام الراسبي - و كان صدوقا - حدثنا
حفص أبو النضر عن جابر به و أتم منه " .
قلت : و لم أعرف حفصا هذا . و كذلك مسلم عن أبي الذيال لم أعرفهما . و لا يبعد
أن يكون الأصل " مسلم بن أبي الذيال " و مع ذلك لم أعرفه .
ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في " المعجم الكبير " ، و قد طبع منه في بغداد
إلى حرف ( الظاء ) من أسماء الصحابة ، فإذا به يقول : ( 7/374/7231 ) : حدثنا
محمد بن معاذ الحلبي : حدثنا القعنبي : حدثنا معتمر بن سليمان عن سلم بن أبي
الذيال عن أبي سنان رجل من أهل المدينة سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل مصر أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا يبين أن ما في " الإصابة " محرف في ثلاثة مواطن ، و أن صواب
الإسناد : " سلم بن أبي الذيال عن أبي سنان " . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات
معروفون كلهم من رجال مسلم من القعنبي فصاعدا غير أبي سنان هذا ، و في الرواة
من يكنى بأبي سنان من رجال " التهذيب " و " اللسان " جماعة ليس فيهم مدني سوى
يزيد بن أمية أبو سنان الدؤلي المدني ، روى عن علي و ابن عباس و أبي واقد
الليثي ، و هو ثقة ، فإن يكن هو ، فالسند صحيح إلا محمد بن معاذ الحلبي ، فإني
لم أجد له ترجمة ، لكنه من شيوخ الطبراني الذين يكثر عنهم ، فقد روى له في "
المعجم الأوسط " ( 1/128/1 - 129/2 ) نحو عشرين حديثا عن شيوخ له عدة ، أحدها
في " المعجم الصغير " برقم ( 842 - الروض النضير ) . والله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر التعليق على " بغية الحازم " ترجمة كثير هذا . اهـ .
1

(3/264)

1266 - " من علق تميمة فلا أتم الله له ، و من علق ودعة فلا ودع الله له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/427 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/216 و 417 ) و عبد الله بن وهب في " الجامع " ( 111 ) من
طريق حيوة بن شريح قال : حدثنا خالد بن عبيد المعافري أنه سمع أبا مصعب مشرح بن
هاعان المعافري أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
كذا قالا ! و خالد بن عبيد المعافري أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 1/342 ) من
رواية حيوة هذا عنه ليس إلا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر أنه
لا يعرف إلا في هذا الحديث ، فقد قال الحافظ في " التعجيل " :
" وثقه ابن حبان . قلت : و رجال حديثه موثقون " .
كأنه يعني حديثه هذا . و يشير بقوله : " موثقون " إلى أن في بعض رواته كلاما ،
و هو مشرح بن هاعان ، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" تكلم فيه ابن حبان " .
قلت : لكن وثقه ابن معين ، و قال عثمان الدارمي : " صدوق " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 403/1 ) :
" أرجو أنه لا بأس به " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ، و إنما علة هذا الحديث جهالة خالد بن
عبيد هذا .
و قد صح الحديث عن عقبة بن عامر بإسناد آخر بلفظ :
" من علق تميمة فقد أشرك " .
و هو في الكتاب الآخر برقم ( 488 ) .
و الحديث قال المنذري ( 4/157 ) :
" رواه أحمد و أبو يعلى بإسناد جيد و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " !

(3/265)

1267 - " من كتم شهادة إذا دعي كان كمن شهد بالزور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/428 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4335 ) عن عبد الله بن صالح : حدثني
معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا
و قال :
" لم يروه عن العلاء إلا معاوية و لا عنه إلا عبد الله " .
قلت : و هو ضعيف . أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" كاتب الليث ، قال أحمد : كان متماسكا ثم فسد ، و أما ابن معين ، فكان حسن
الرأي فيه ، و قال أبو حاتم : أرى أن الأحاديث التي أنكرت عليه مما افتعل خالد
بن نجيح و كان يصحبه ، و لم يكن أبو صالح ممن يكذب ، كان رجلا صالحا ، و قال
النسائي : ليس بثقة " .
و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 2/167 ) :
" حديث غريب ، رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " من رواية عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و قد احتج به البخاري " .
فليس بجيد ، فلم يحتج به البخاري ، و غنما روى له تعليقا ، كما رمز له في "
الخلاصة " و غيرها مثل " التقريب " للحافظ ابن حجر و قال :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و العلاء بن الحارث صدوق ، لكنه كان قد اختلط .
و الحديث قال الهيثمي ( 4/200 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه عبد الله بن صالح وثقه
عبد الملك بن شعيب بن الليث ، فقال : ثقة مأمون ، و ضعفه جماعة " .

(3/266)

1268 - " إن أناسا من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار ، فيقولون : بم دخلتم
النار ؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم ؟ فيقولون : إنا كنا نقول
و لا نفعل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/429 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 97 ) و عنه ابن عساكر ( 17/434/2 ) عن زهير
ابن عباد الرواسي : حدثنا أبو بكر الداهري بن عبد الله بن حكيم عن إسماعيل بن
أبي خالد عن الشعبي عن الوليد بن عقبة مرفوعا . و قال الطبراني :
" لم يروه عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو بكر الداهري " .
قلت : و هو متروك ، و قال الهيثمي ( 7/276 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف جدا " .
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/174 ) إلى تضعيفه .

(3/267)

1269 - " من حبس العنب أيام القطاف حتى يبيعه من يهودي أو نصراني أو ممن يتخذه خمرا ،
فقد تقحم النار على بصيرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/429 ) :

باطل
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/236 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 5488 )
و السهمي ( 299 ) عن عبد الكريم بن عبد الكريم عن الحسن بن مسلم عن الحسين بن
واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا . و قال الطبراني :
" لا يروى عن بريدة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، و آفته الحسن بن مسلم و هو المروزي التاجر ، قال ابن
حبان :
" لا أصل لهذا الحديث من حديث الحسين بن واقد ، فينبغي أن يعدل بالحسن عن سنن
العدول لروايته هذا الحديث منكر " .
و قال الذهبي :
" أتى بخبر موضوع في الخمر . قال أبو حاتم : حديثه يدل على الكذب " .
قلت : فذكر الحديث هو و ابن الجوزي في " التحقيق " ( 3/22 ) من طريق ابن حبان
و أقره .
و لقد أخطأ الحافظ ابن حجر في هذا الحديث خطأ فاحشا فسكت عليه في " التلخيص " (
239 ) ، و قال في " بلوغ المرام " ( 169/37 ) :
رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد حسن " !
و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/389/1165 ) :
" سألت أبي عن هذا الحديث فقال : حديث كذب باطل ، قلت : تعرف عبد الكريم هذا ؟
قال : لا ، قلت : فتعرف الحسن بن مسلم ، قال : لا ، و لكن تدل على روايته (
الأصل : روايتهم ) على الكذب " .
و عبد الكريم هذا مترجم في " تاريخ جرجان " و في " اللسان " و ذكرت كلامهما في
" تخريج أحاديث الحلال و الحرام " ( ص 56 ) .

(3/268)

1270 - " الطابع معلق بقائمة عرش الرحمن ، فإن انتهكت الحرمة ، و عمل بالمعاصي ،
و اجترىء على الدين ، بعث الله الطابع ، فيطبع على قلوبهم ، فلا يعقلون بعد ذلك
شيئا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/430 ) :

موضوع
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/332 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 160/2 )
و كذا البزار ( 4/103/3298 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/377/2 ) و الديلمي (
2/265 ) عن سليمان بن مسلم : حدثنا سليمان بن مسلم : حدثنا سليمان التيمي عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال ابن عدي :
" حديث منكر جدا ، و سليمان بن مسلم الخشاب قليل الحديث و شبه المجهول ، و لم
أر للمتقدمين فيه كلاما " .
و قال البزار :
" لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سليمان بن مسلم " .
قلت : قال البيهقي عقبه :
" تفرد به الخشاب و ليس بالقوي " .
و قال ابن حبان :
" لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص " .
و ذكره الذهبي في " الميزان " ، و ساق له حديثين هذا أحدهما ، و قال :
" هما موضوعان في نقدي " .
و أقره الحافظ في " اللسان " .
و أشار الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3/178 ) إلى تضعيفه و قال :
" رواه البزار و البيهقي " .

(3/269)

1271 - " الطهارات أربع : قص الشارب ، و حلق العانة ، و تقليم الأظفار و السواك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/431 ) :

ضعيف
رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 214/2 ) و البزار ( 2/370/4967 ) عن معاوية
بن يحيى عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، معاوية بن يحيى و هو الصدفي ، قال الحافظ :
" ضعيف " .
و كذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/168 ) و نسبه أيضا للطبراني في "
الكبير " ، و تبعه المناوي في " شرحيه " .

(3/270)

1272 - " إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو ، و إذا كثر الزنا كثر السبا ،
و إذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/431 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الكبير " ( 1752 ) عن نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الخالق
ابن زيد بن واقد عن أبيه ، قال : سمعت بسر بن عبيد الله يذكر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا عبد الخالق هذا قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " . و هذا معناه عنده أنه في منتهى الضعف كما هو مشروح في "
المصطلح " ، فقول المنذري في " الترغيب " ( 3/198 ) :
" ضعيف و لم يترك " ; ليس بصواب .
ثم إن الراوي عنه نعيم بن حماد ضعيف أيضا .

(3/271)

1273 - " شمي عوارضها ، و انظري إلى عرقوبيها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/432 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 2/166 ) و عنه البيهقي ( 7/87 ) من طريق هشام بن علي : حدثنا
موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه .
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوج امرأة ، فبعث امرأة لتنظر إليها
فقال : ( فذكره ) . قال : فجاءت إليهم فقالوا : ألا نغديك يا أم فلان ! فقالت :
لا آكل إلا من طعام جاءت به فلانة ، قال : فصعدت في رف لهم فنظرت إلى عرقوبيها
ثم قالت : أفليني يا بنية ! قال : فجعلت تفليها ، و هي تشم عوارضها ، قال :
فجاءت فأخبرت " . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ، و وافقه الذهبي !
و غمز من صحته البيهقي فقال عقبه :
" كذا رواه شيخنا في " المستدرك " ، و رواه أبو داود السجستاني في " المراسيل "
عن موسى بن إسماعيل مرسلا مختصرا دون ذكر أنس . و رواه أيضا أبو النعمان عن
حماد مرسلا . و رواه محمد بن كثير الصنعاني عن حماد موصولا . و رواه عمارة بن
زاذان عن ثابت عن أنس موصولا " .
قلت : و علة إسناد الحاكم هشام بن علي و هو شيخ شيخه علي بن حمشاذ العدل و لم
أجد له ترجمة في شيء من المصادر التي عندي . و قد خالفه أبو داود ، فقال في "
المراسيل " ( ق 11/2 ) : حدثنا موسى بن إسماعيل : نا حماد بن سلمة عن ثابت
مرسلا . فالصواب المرسل .
و يؤيده رواية أبي النعمان عن حماد مرسلا . و أبو النعمان هو محمد بن الفضل
عارم السدوسي ، و هو ثقة ثبت تغير في آخر عمره و احتج به الشيخان . و أما محمد
ابن كثير الصنعاني الذي رواه عن حماد موصولا فهو ضعيف ، قال الحافظ :
" صدوق كثير الغلط " .
قلت : فمخالفة هذا و هشام بن علي لأبي داود و أبي النعمان ، مما يجعل روايتهما
شاذة بل منكرة . و لا تتأيد برواية عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس التي علقها
البيهقي و وصلها أحمد ( 3/231 ) ، لأن عمارة هذا ضعيف أيضا . قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
و لذلك قال في " التلخيص " ( 3/147 ) بعد أن عزاه لمن ذكرنا و زاد الطبراني <1>
:
" و استنكره أحمد ، و المشهور فيه طريق عمارة عن ثابت عنه " .
ثم ذكر طريق الحاكم الموصولة و قال :
" و تعقبه البيهقي بأن ذكر أنس فيه وهم " .
و الخلاصة أن الحديث مرسل فهو ضعيف ، لا سيما مع استنكار أحمد إياه . والله
أعلم .
( تنبيه ) أورد الشيخ محمد الحامد في كتابه " ردود على أباطيل " ( ص 44 ) و نقل
تخريجه عن تلخيص الحافظ دون أن يشير إلى ذلك ، و حذف منه إعلاله للحديث
و استنكار أحمد إياه ! ! أورده تحت عنوان " ما يباح النظر إليه من الخاطب إلى
مخطوبته " ، و استدل به على جواز إرسال امرأة إلى المخطوبة لتراها ، ثم تصفها
للخاطب . و أن القول بجواز النظر من الخاطب إلى غير الوجه و الكفين من المخطوبة
باطل . و لم يتعرض لذكر الأحاديث المؤيدة لهذا القول الذي أبطله بدون حجة شرعية
سوى التأييد لمذهبه . و قد رددت عليه في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 95 - 99
) ، و خرجت فيها أربعة أحاديث فيها أمره صلى الله عليه وسلم للرجل أن ينظر إلى
من يريد خطبتها ، و في بعضها : " أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها " و أن بعض
رواته من الصحابة كان يتخبأ ليرى منها ما يدعوه إلى تزوجها ، فراجعها تزدد علما
و فقها .
( تنبيه ) : كنت ذكرت في المصدر المذكور ( 1/156 ) نقلا عن " تلخيص الحبير "
لابن حجر العسقلاني ( ص 291 - 292 ) من الطبعة الهندية رواية عبد الرزاق و سعيد
ابن منصور و ابن أبي عمر ( الأصل : أبي عمرو و هو خطأ ) عن سفيان عن عمرو بن
دينار عن محمد بن علي بن الحنفية أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم .. القصة ،
و فيها أن عمر رضي الله عنه كشف عن ساقيها .
و قد اعتبرتها يؤمئذ صحيحة الإسناد ، اعتمادا مني على ابن حجر - و هو الحافظ
الثقة - و قد أفاد أن راويها هو ابن الحنفية ، و هو أخو أم كلثوم ، و أدرك عمر
و دخل عليه ، فلما طبع " مصنف عبد الرزاق " بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ،
و وقفت على إسنادها فيه ( 10/10352 ) تبين لي أن في السند إرسالا و انقطاعا ،
و أن قوله في " التلخيص " : " .. ابن الحنفية " خطأ لا أدري سببه ، فإنه في "
المصنف " : " ... عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال : .. " و كذلك هو عند سعيد بن
منصور ( 3 رقم 520 ) كما ذكر الشيخ الأعظمي ، و أبو جعفر هذا اسمه محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، و قد جاء مسمى في رواية ابن أبي عمر بـ " محمد
ابن علي " كما ذكره الحافظ نفسه في " الإصابة " ، و ساقه كذلك ابن عبد البر في
" الاستذكار " بإسناده إلى ابن أبي عمر ، و عليه فراوي القصة ليس ابن الحنفية ،
لأن كنيته أبو القاسم ، و إنما هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
كما تقدم ، لأنه هو الذي يكنى بأبي جعفر ، و هو الباقر . و هو من صغار التابعين
، روى عن جديه الحسن و الحسين و جد أبيه علي بن أبي طالب مرسلا ، كما في "
التهذيب " و غيره ، فهو لم يدرك عليا بله عمر ، كيف و قد ولد بعد وفاته بأكثر
من عشرين سنة ، فهو لم يدرك القصة يقينا ، فيكون الإسناد منقطعا ، فرأيت أن من
الواجب علي - أداء للأمانة العلمية - أن أهتبل هذه الفرصة ، و أن أبين للقراء
ما تبين لي من الانقطاع . والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لنا ما زلت له
أقلامنا ، و نبت عن الصواب أفكارنا ، إنه خير مسؤول .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قلت : لم يعزه الهيثمي ( 4/276 ) إلا لأحمد و البزار ، و قد راجعت له "
المعاجم الثلاثة " للطبراني فلم أره في شيء منها . فالله أعلم . اهـ .
1

(3/272)

1274 - " من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/434 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 1/22 ) من طريق سعيد بن أبي أيوب : حدثنا عبد الله بن الوليد عن
ابن حجيرة أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره و قال :
" [ صحيح ] على شرط مسلم ، فقد احتج بعبد الرحمن بن حجيرة و عبد الله بن الوليد
و هما شاميان " .
كذا قال ، و وافقه الذهبي . و قد وهما من وجوه :
الأول : أن ابن حجيرة هنا ليس هو عبد الرحمن بل ابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن
حجيرة ، فإنه هو الذي يروي عنه عبد الله بن الوليد . كما جاء في ترجمتيهما .
و على هذا ففي الإسناد إشكال ، ذلك لأن عبد الله هذا ليس له رواية عن أبي هريرة
و لا عن غيره من الصحابة ، و كل ما قالوه في ترجمته أنه روى عن أبيه لا غير .
و على هذا فكأنه سقط من الإسناد قوله : " عن أبيه " . والله أعلم .
الثاني : أن عبد الله بن الوليد و ابن حجيرة ليسا شاميين ، و إنما هما مصريان .
الثالث : أن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أصلا .
و كذا عبد الله بن الوليد ، و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و ضعفه
الدارقطني فقال :
" لا يعتبر بحديثه " .
و قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و منه يتبين أن الإسناد ضعيف .
نعم قد جاء الحديث بإسناد صحيح لكن بلفظ :
" إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه
الإيمان " . و هو في " الأحاديث الصحيحة " ( 509 ) .
و مثل حديث الترجمة في الضعف ما رواه عمرو بن عبد الغفار : حدثنا العوام بن
حوشب : حدثني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء ، فإذا زنى العبد نزع منه سربال
الإيمان ، فإن تاب رد عليه " .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/119/1 - 2 ) .
و عمرو هذا قال أبو حاتم :
" متروك الحديث " .
و قال ابن عدي :
" اتهم بوضع الحديث " .

(3/273)

1275 - " من جرد ظهر أخيه بغير حق لقي الله و هو عليه غضبان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/436 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2524 ) : نا إبراهيم : نا محمد بن صدقة الجبلاني
: نا اليمان بن عدي عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا و قال :
" لم يروه عن محمد بن زياد إلا اليمان " .
قلت : و هو لين الحديث كما في " التقريب " ضعفه أحمد و الدارقطني ، و قال أبو
أحمد الحاكم :
" ليس بالقوي عندهم " .
و قال البخاري :
" في حديثه نظر " .
و أما أبو حاتم فقال :
" شيخ صدوق " .
و بقية رجاله ثقات غير إبراهيم و هو ابن محمد بن عرق و لم أجد له ترجمة .
و منه تعلم أن قول المنذري ( 3/207 ) ثم الهيثمي ( 4/253 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و إسناده جيد " ; غير جيد -
و اغتر بهما المناوي في التيسير ، و الغماري في " كنزه " - و لذا قال الحافظ في
" فتح الباري " :
" في سنده مقال " .
ثم وقفت على إسناده في " الكبير " ( 7536 ) ، فإذا هو بإسناد " الأوسط " نفسه
إلا أنه قال : " محمد بن إبراهيم بن عرق الحمصي " و الظاهر أنه انقلب على بعض
النساخ ، فإنه ليس في شيوخه إلا إبراهيم بن محمد بن عرق ، لا في " الصغير "
و لا في " الأوسط " ( 2/4/1 - 192/2 ) . و أيضا فقد ساق في " الكبير " بعد حديث
الترجمة بحديث واحد حديثا آخر ( 7538 ) قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق
الحمصي : حدثنا .. و يراجع لترجمته " تاريخ ابن عساكر " فإني أكتب هذا و أنا في
( عمان الأردن ) .

(3/274)

1276 - " من كانت فيه واحدة من ثلاث زوجه الله من الحور العين : من كانت عنده أمانة
خفية شهية فأداها من مخافة الله عز وجل ، أو رجل عفا عن قاتله ، أو رجل قرأ
*( قل هو الله أحد )* دبر كل صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/437 ) :

ضعيف
رواه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 124/2 ) : حدثنا محمد بن
عبد الرحمن مولى بني هاشم : أنبأنا أبي : أنبأنا رواد بن الجراح : أنبأنا محمد
ابن مسلم عن عبد الله بن الحسن عن أم سلمة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علل :
الأولى : الانقطاع بين عبد الله بن الحسن و هو أبو هاشم المدني العلوي و أم
سلمة .
الثانية : ضعف رواد . قال الحافظ :
" صدوق اختلط بآخره فترك " .
الثالثة : محمد بن عبد الرحمن لم أجد له ترجمة ، و كذا أبوه .
و لعل الطبراني رواه من هذا الوجه فقد قال الهيثمي ( 6/302 ) :
" رواه الطبراني و فيه جماعة لم أعرفهم " .
ثم رأيته في " المعجم الكبير " للطبراني ( 23/395/945 ) من طريق أخرى عن رواد
ابن الجراح : حدثنا عبد الله بن مسلم به .
قلت : كذا وقع فيه : " عبد الله بن مسلم " مكان " محمد بن مسلم " ، و لم يتبين
لي الصواب . والله أعلم .
و له شاهد من حديث جابر تقدم برقم ( 654) ، و هو ضعيف جدا ، فلا يستفيد الحديث
منه قوة .

(3/275)

1277 - " إذا وقف العباد للحساب ، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما ،
فازدحموا على باب الجنة ، فقيل : من هؤلاء ؟ قال : الشهداء كانوا أحياء مرزوقين
، ثم نادى مناد : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ، ثم نادى الثانية : ليقم
من أجره على الله فليدخل الجنة . قال : و من ذا الذي أجره على الله ؟ قال :
العافون عن الناس ، ثم نادى الثالثة : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة .
فقام كذا و كذا ألفا فدخلوها بغير حساب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/438 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 354 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( ق 91/2 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 2192 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6/187 ) من طريق
الفضل بن يسار عن غالب القطان عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال أبو نعيم :
" حديث غريب من حديث الحسن تفرد به الفضل بن غالب " .
قلت : و في ترجمة الفضل أورده العقيلي و قال :
" و لا يتابع من وجه يثبت " .
و قال أيضا :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد من وجه أصلح من هذا " .
قلت : و يشير بذلك إلى قضية العافين عن الناس ، و لم أقف على الإسناد الذي يشير
إليه ، و قد أخرجه ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( 83/1 ) من الوجه الأول .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3/210 ) بهذا السياق عن أنس و قال :
" رواه الطبراني بإسناد حسن " .
كذا قال ، و هو سهو منه أو تساهل ، فإنه عند الطبراني من الطريق السابق و قد
عرفت ضعفه ، فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 5/295 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " .. و في إسناده الفضل بن يسار ، قال العقيلي :
لا يتابع على حديثه " .

(3/276)

1278 - " ينادي مناد يوم القيامة : لا يقوم اليوم إلا أحد له عند الله يد ، فيقول
الخلائق : سبحانك لك اليد ، فيقول ذلك مرارا ، فيقول : بلى من عفا في الدنيا
بعد قدرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/439 ) :

منكر
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 242/1 ) عن عمر بن راشد : حدثنا عبد الرحمن بن
عقبة بن سهل عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" عمر بن راشد هذا ليس بالمعروف ، و أحاديثه كلها مما لا يتابعه الثقات عليها "
.
قلت : و هو عمر بن راشد مولى مروان بن أبان بن عثمان ، قال ابن عدي :
" شيخ مجهول كان بمصر يحدث عنه مطرف أبو مصعب المدني و أحمد بن عبد المؤمن
المصري و يعقوب بن سفيان الفارسي " .
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .
قلت : و عمر هذا هو الجاري المدني المترجم في " الميزان " و " التهذيب " ،
و صرح بذلك الذهبي في " الضعفاء " و هو صنيع الحافظ في " اللسان " فإنه ساق في
ترجمته بعض الأحاديث التي أوردها ابن عدي في ترجمة المولى ، و هذا منها .

(3/277)

1279 - " ينادي ملك من بطنان العرش يوم القيامة ، يا أمة محمد ، الله قد عفا عنكم
جميعا المؤمنين و المؤمنات فتواهبوا المظالم ، و ادخلوا الجنة برحمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/439 ) :

موضوع
رواه البغوي في " شرح السنة " ( 4/252/2 ) عن الحسين بن داود البلخي : حدثنا
يزيد بن هارون : حدثنا حميد عن أنس رفعه .
و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 37/2 ) .
قلت : و هذا موضوع آفته البلخي هذا ، قال الخطيب :
" لم يكن بثقة ، فإنه روى نسخة عن يزيد عن حميد عن أنس أكثرها موضوع " .
قلت : و هذا منها .

(3/278)

1280 - " مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/440 ) :

منكر
أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " ( 3/12 ) و ابن الأعرابي في " معجمه
" ( ق 62 - 63 ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 210/1 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( 6646 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 284/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2/41/2 ) و الضياء المقدسي في " جزء من حديثه " بخطه ( 121/1 ) كلهم
من طريق طلق بن السمح المصري : حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل قال :
" دخلنا على أنس بن مالك نعوده من وجع أصابه ، فقال لجاريته : اطلبي
لأصحابنا و لو كسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، طلق بن السمح قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل
" ( 2/1/491 ) :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : شيخ مصري ليس بمعروف " .
و قال الذهبي في " الميزان " عقبه :
" و قال غيره : محله الصدق إن شاء الله " . و أورده في " الضعفاء " و قال :
" فيه ضعف " .
و من طريقه رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/112 ) و قال :
" قال أبي : هذا حديث باطل ، و طلق مجهول " .
و أقره الحافظ في ترجمة " طلق " من " التهذيب " و لم يذكر فيه توثيقه عن أحد .
و لهذا قال في " التقريب " :
" مقبول " يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص في " المقدمة " .
و مما سبق تعلم أن قول المنذري في " الترغيب " :
" رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد جيد " ; غير جيد ، و إن تابعه عليه
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8/177 ) ، و قلدهما المناوي في " شرحيه " ،
و الغماري في " كنزه " ; فإن طلقا هذا مجهول الحال ، و إن روى عنه جماعة ، لأنه
لم يوثقه أحد ، هذا مع حكم أبي حاتم على الحديث بالبطلان .

(3/279)

1281 - " ما محق الإسلام محق الشح شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :

موضوع
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2/882 - 883 - مخطوطة الهند " و الطبراني في "
الأوسط " ( 487 - حرم ) و تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 271/2 ) من طريق عمرو
ابن الحصين العقيلي : حدثنا علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، عمرو بن الحصين متروك اتفاقا ، و قال الخطيب :
" كان كذابا " .
و شيخه علي بن أبي سارة ضعيف .
و قال المناوي في " فيض القدير " تعليقا على قول السيوطي : " رواه أبو يعلى عن
أنس " :
" و ضعفه المنذري ، و قال الهيثمي : " فيه علي بن أبي سارة ، و هو ضعيف " ،
و قال في محل آخر : رواه أبو يعلى و الطبراني ، و فيه عمرو بن الحصين و هو مجمع
على ضعفه " .
قلت : و قد وجدت له طريقا أخرى ، و لكنها لا تزيد الحديث إلا وهنا ، أخرجه
الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهاني في " نسخة الزبير بن عدي " ( ق 2/1 ) من
طريق بشر بن الحسين : نا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا به .
و هذا سند هالك ، بشر هذا قال أبو حاتم :
" يكذب على الزبير " .
و قال ابن حبان :
" يروي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمائة و خمسين حديثا " .

(3/280)

1282 - " إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ، فلا يصلح لدينكم إلا السخاء و حسن الخلق ،
ألا فزينوا دينكم بهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/441 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/91/1 - من " زوائد المعجمين " ) عن عمرو بن
الحصين العقيلي : حدثنا إبراهيم بن أبي عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عن عمران
ابن حصين مرفوعا و قال الطبراني :
" تفرد به عمرو " .
قلت : و هو كذاب كما تقدم مرارا . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/127 )
:
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .
و الحديث أورده المنذري ( 3/248 ) من رواية الطبراني و الأصبهاني و أشار إلى
تضعيفه . و قال المناوي في " الفيض " عقب كلام الهيثمي :
" و له طرق عند الدارقطني في " المستجاد " و الخرائطي في " المكارم " من حديث
أبي سعيد و غيره أمثل من هذا الطريق ، و إن كان فيها لين كما بينه الحافظ
العراقي ، فلو جمعها المصنف ، أو آثر ذلك لكان أجود " .
و أقول : ما أظن أن في شيء من تلك الطرق ما يتقوى الحديث به ، و لذلك ضعفه
المناوي في " التيسير " ، و من ذلك أن الأصبهاني أخرجه في " الترغيب و الترهيب
" ( ق 118/1 و 156/1 ) من طريق عبد الله بن وهب الدينوري بسنده عن مجاعة بن
الزبير عن الحسن به .
و هذا إسناد واه بمرة ، آفته الدينوري هذا ; فإنه مع كونه حافظا رحالا ; فقد
قال الدارقطني :
" كان يضع الحديث " .
و مجاعة بن الزبير مختلف فيه .
و بينهما من لم أعرفه .
و رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 7 و 53 ) من حديث جابر ، من طريقين
عن محمد بن المنكدر عنه به دون قوله : ألا فزينوا .. " .
و في الأولى من لم أعرفه ، و في الأخرى عبد الملك بن مسلمة البصري ، و من طريقه
أخرجه أبو حاتم في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 2/2/371 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/134 ) و قال :
" يروي المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن " .
و قال أبو حاتم :
" حدثني بحديث في الكرم عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام ،
بحديث موضوع " . يعني هذا .

(3/281)

1283 - " خلق الله جنة عدن ، و غرس أشجارها بيده ، فقال لها : تكلمي ، فقالت : *( قد
أفلح المؤمنون )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/443 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1837 ) من طريق العلاء بن العباس بن محمد
الدوري : حدثنا علي بن عاصم : أنبأ حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا به .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " !
و رده الذهبي في " التلخيص " بقوله :
" قلت : بل ضعيف " .
قلت : و علته علي بن عاصم هذا كان سيء الحفظ كثير الخطأ ، و إذا بين له لا يرجع
عنه ، و لذلك ضعفه جمهور أئمة الحديث ، و كذبه ابن معين و غيره و في ترجمته
أورد الذهبي هذا الحديث و قال :
" و هذا حديث باطل ، و لقد أساء ابن عدي في إيراده هذا في ترجمة علي ، فالعلاء
متهم بالكذب " .
قلت : قد تابعه العباس الدوري عند الحاكم كما سبق ، فبرئت منه عهدة العلاء ،
و ثبت الحمل فيه على علي ، كما فعل ابن عدي .
و قد تابعه أيضا أبو سالم المعلى بن مسلمة الرؤاسي عن علي به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10/118 ) .
و قد روي الحديث بلفظ آخر هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .

(3/282)

1284 - " خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر
إليها فقال : *( قد أفلح المؤمنون )* ، قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/444 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/174/2 ) و " الأوسط " ( 5648 ) من
طريق حماد بن عيسى العبسي عن إسماعيل السدي عن أبي صالح عن ابن عباس يرفعه
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن عيسى العبسي ، قال الذهبي في " الميزان " :
" فيه جهالة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور ، و قيل : هو الذي قبله " .
يعني حماد بن عيسى الجهني الواسطي غريق الجحفة ، فإذا كان هو فهو معروف بالضعف
، قال الحاكم و النقاش :
" يروي عن ابن جريج و جعفر الصادق أحاديث موضوعة " .
لكن للحديث طريق أخرى . فقال المنذري في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 ) و تبعه
الهيثمي ( 10/297 ) و اللفظ له :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و أحد إسنادي الطبراني في " الأوسط
" جيد " .
قلت : و فيما قالا نظر من وجهين :
الأول : أن الإسناد الآخر فيه ضعف أيضا ، و قد أخرجه الطبراني في " الأوسط " (
324 ) و " الكبير " أيضا ( 3/122/1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 63/13/2 )
و تمام الرازي في " الفوائد " و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/340/1
و 15/70/4 ) من طريق هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا بلفظ :
" لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على
قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي فقالت : *( قد أفلح المؤمنون )* " .
فهذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة بقية ، و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " :
" بقية عن الحجازيين ضعيف " .
كذا قال ، و بقية صدوق في نفسه ، و إنما عيبه أنه كان يدلس عن الضعفاء
و المتروكين ، فإذا صرح بالتحديث و كان من فوقه ثقة ، و من دونه ثقة فهو حجة ،
و إلا فلا . و قد رأيت الحديث في " صفة الجنة " لأبي نعيم ( 3/1 - 2 ) أخرجه من
هذا الوجه ، لكنه قال : حدثنا بقية : حدثني ابن جريج به . و كذلك وقع في "
الأوسط " فإن كان محفوظا عن هشام بن خالد ، فلا يحتج به أيضا ، لأن هشاما و هو
الأزرق كان يروج عليه الخطأ فيقول في كل خبر يرويه عن بقية : حدثنا ، و بقية لم
يقل : حدثنا ، كما في رواية الأكثرين . و تقدم له حديث آخر بلفظ :
" من أصيب بمصيبة .. " الحديث ( 198 ) .
و الآخر : أن متن الإسناد الآخر يختلف عن متن الأول ، فإنه :
أولا : ليس فيه " قال : وعزتي .. " .
و ثانيا : أن القائل فيه : *( قد أفلح المؤمنون )* هي الجنة ، و في الأول هو
الله تعالى . فلا يجوز القول في المتن الأول : " رواه الطبراني .. بإسنادين
أحدهما جيد " . و الإسناد الجيد - إن سلم بجودته - متنه مختلف عن متن الإسناد
الضعيف ! فتأمل هذا فإنك قد لا تراه في مكان آخر .
و قد روي الحديث بأتم منه و هو :
" خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،
و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* " .

(3/283)

1285 - " خلق الله جنة عدن بيده ، لبنة من درة بيضاء ، و لبنة من ياقوتة حمراء ،
و لبنة من زبرجدة خضراء ، و ملاطها مسك ، و حشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ،
و ترابها العنبر ، ثم قال لها : انطقي ، قالت : *( قد أفلح المؤمنون )* ، فقال
الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ، ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )* "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/445 ) :

ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة الجنة " كما في " الترغيب " ( 3/247 و 4/252 )
و " تفسير ابن كثير " ، و أبو نعيم في " صفة الجنة " له ( 3/1 - 2 ) من طريق
محمد بن زياد بن الكلبي : حدثنا يعيش بن حسين ( و في أبي نعيم : بشر بن حسن )
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن زياد بن الكلبي ، أورده الذهبي في " الضعفاء "
و قال :
" قال ابن معين : لا شيء " .
و يعيش بن حسين ، أو بشر بن حسن لم أعرفه ، و أغلب الظن أنه وقع محرفا في "
التفسير " و منه نقلت ، و في " صفة الجنة " لأبي نعيم كما سبق الإشارة إلى ذلك
. والله أعلم .

(3/284)

1286 - " من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره ، سره الله يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/446 ) :

منكر
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/159 ) : حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن
أبي بزة قال : حدثنا الحكم بن عبد الله أبو حمدان البصري - و كان قدريا - قال :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك : قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 244 ) و ابن عدي في "
الكامل " ( ق 68/2 ) و قال :
" هذا حديث منكر بهذا الإسناد " .
و قال الطبراني :
" تفرد به ابن أبي بزة " .
قلت : و اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة المكي ، قال
الذهبي في " الميزان " :
" إمام في القراءة ثبت فيها . قال الإمام أحمد : لين الحديث . و قال العقيلي :
منكر الحديث . و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث لا أحدث عنه . و قال ابن أبي حاتم
: روى حديثا منكرا " .
و أورده في " الضعفاء " و قال :
" تفرد بحديث ( الديك الأبيض حبيبي و حبيب حبيبي ) " .
قلت : فهو علة الحديث .
و له علة أخرى و هي عنعنة الحسن و هو البصري فإنه و إن كان قد سمع من أنس بن
مالك فإنه كان يدلس .
و يمكن استخراج علة ثالثة ، فإن ابن عدي أورده في ترجمة الحكم بن عبد الله و هو
أبو النعمان ، و وقع عند ابن عدي في سند هذا الحديث " أبو مروان " و قد ذكر في
ترجمته أنه يكنى بهذا ، و بأبي النعمان ، و لم يذكر أنه يكتني بأبي حمدان .
فلعلها تحرفت في " الكنى " من الناسخ أو الطابع ، و لم يذكر فيه توثيقا و لا
تجريحا غير أنه ساق له أحاديث استنكرها ، هذا منها كما تقدم . و قال :
" لا يتابعه عليها أحد " .
و لكنه من رجال البخاري ، و وثقه الخطيب و ابن حبان إلا أنه قال : " ربما أخطأ
" ، و قال أبو حاتم : " كان يحفظ و هو مجهول " .
و ذكر الحافظ في " التهذيب " :
" و يهجس في خاطري أن الراوي عن سعيد ( بن أبي عروبة ) هو أبو مروان ، و هو غير
أبي النعمان الراوي عن شعبة . فالله أعلم " .
قلت : و إذا تبين لك حال هذا الحديث و ما فيه من العلل ، فلا تغتر بقول المنذري
( 3/252 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " بإسناد حسن ، و أبو الشيخ في ( كتاب الثواب ) "
.
و كذا قول الهيثمي ( 8/193 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و إسناده حسن " .
فإن ذلك من تساهلهما ، و من أجل ذلك رأيت أن أحرر القول في إسناده ، و أبين
حقيقة أمره لكي لا يغتر بتحسينها من لا علم عنده كالغماري في " كنزه " . والله
الموفق .

(3/285)

1287 - " لا يدخل ولد الزنا الجنة ، و لا شيء من نسله ، إلى سبعة آباء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/447 ) :

باطل
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 145 ) عن الحسين بن إدريس الحلواني : نا
سليمان بن أبي هوذة : نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو " .
قلت : و هو صدوق له أوهام ، لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر و هو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ ، فهو علة الحديث .
و أما إعلال الهيثمي للحديث بقوله ( 6/257 ) :
" و فيه الحسين بن إدريس و هو ضعيف " .
فلا وجه له ، لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني و أخرج له ابن حبان في " صحيحه "
و كان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا ، و غاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه :
" كتب إلي بجزء من حديثه ، فأول حديث منه باطل ، و الثاني باطل ، و الثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل ، و كذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أو من خالد بن هياج " .
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم ، حتى يأتي البيان و قد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال :
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك " .
و مما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم ، و قال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
( ق 189/2 ) : حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي : حدثنا عمرو بن أبي قيس به .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/111 ) ، و قال - و تبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/193 ) :
" لا يصح ، إبراهيم بن مهاجر ضعيف ، قال الدارقطني : اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه ، فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة ، و تارة عن مجاهد عن
ابن عمر ، و تارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب ، و تارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا ، إلى غير ذلك ، و كله من تخليط الرواة " .
قلت : و قد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3/307 - 309 ) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب ، و زاد عليها فأفاد و أجاد ، فمن شاء فليرجع إليه .
و للحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة ، و قد ساق ابن الجوزي بعضها و بين عللها
ثم قال :
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول ، و أعظمها قوله تعالى : *( و لا تزر وازرة
وزر أخرى )* " .
و زاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/228 ) :
" قلت : و لقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبويه شيء " .
أخرجه الطبراني من حديث عائشة . قال السخاوي : و سنده جيد . والله أعلم " .
قلت : و قد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
الكشاف " ( 4/176/210 ) و السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 470/1322 ) و ابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 109 ) و ابن القيم في " المنار " ( ص 48 ) ،
و اتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره ، و على أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به ، و غاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر و ابن الجوزي أنه ليس بموضوع !
و لذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم ، بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة . و أنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه ، و لذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر و ابن
الجوزي . والله أعلم .
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم ، بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه ، و أما طرفه الأول
منه ، فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا ، و صحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم ( 672 ) ، و ذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه .

(3/286)

1288 - " من تمام التحية الأخذ باليد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/449 ) :

ضعيف
روي من حديث عبد الله بن مسعود ، و أبي أمامة ، و البراء بن عازب :
1 - حديث ابن مسعود . يرويه يحيى بن سليم عن سفيان عن منصور عن خيثمة عن رجل
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الترمذي ( 2/121 ) و أبو أحمد الحاكم في " الفوائد " ( 11/70/2 ) و قال
الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم " .
قلت : و هو الطائفي و هو سيىء الحفظ ، و بقية الرجال ثقات غير الرجل الذي لم
يسم . و لهذا قال الحافظ في " الفتح " ( 11/47 ) :
" و في سنده ضعف " .
و حكى الترمذي عن البخاري أنه رجح أنه موقوف على عبد الرحمن بن يزيد النخعي أحد
التابعين .
و قال ابن أبي حاتم في العلل ( 2/307 ) عن أبيه :
" هذا حديث باطل " .
2 - حديث أبي أمامة . و له عنه طريقان :
الأولى : من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته ، أو على يده فيسأله : كيف هو
؟ و تمام تحياتكم بينكم المصافحة " .
أخرجه الترمذي ( 2/122 ) و أحمد ( 5/260 ) و كذا الروياني في " مسنده " (
30/219 و 220/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و محمد بن رزق الله
المنيني في " حديث أبي علي الفزاري " ( 85/2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
5/59/2 ) و قال الترمذي :
" هذا إسناد ليس بذاك . قال محمد ( يعني البخاري ) : و عبيد الله بن زحر ثقة ،
و علي بن يزيد ضعيف ، و القاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن و هو مولى
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية ، و هو ثقة ، و القاسم شامي " .
و قال الحافظ في " الفتح " ( 11/46 ) بعد أن عزاه للترمذي :
" سنده ضعيف " .
و قال في " بذل الماعون " ( 3/1/ الملزمة 11 ) :
" سنده لين " .
و الأخرى : عن بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عنه مرفوعا بالجملة
الأخيرة منه فقط .
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 117/1 ) .
و هذا إسناد ضعيف بشر و بكار مجهولان كما قال أبو حاتم ، و اتهمهما ابن حبان .
و لكنهما قد توبعا ، فأخرجه تمام أيضا من طريق عمر بن حفص عن عثمان بن
عبد الرحمن عن مكحول به .
و هذه متابعة واهية جدا ، عثمان هذا و هو الوقاصي قال الذهبي :
" تركوه " .
و عمر بن حفص هو المدني لم يوثقه غير ابن حبان ، و روى عنه جماعة .
و له طريق أخرى : عن يحيى بن سعيد المدني عن القاسم به دون قوله : " و تمام ..
" .
أخرجه ابن السني ( 530 ) .
و يحيى هذا متروك .
3 - حديث البراء . أخرجه أبو محمد الخلدي في جزء من " الفوائد " ( 46 - 50 ) :
أخبرنا القاسم : حدثنا جبارة قال : أنا حماد بن شعيب عن أبي جعفر الفراء عن
الأغر أبي مسلم عنه به .
و هذا إسناد ضعيف ، حماد بن شعيب و هو الحماني قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه النسائي و غيره " .
و قد خالفه في إسناده إسماعيل بن زكريا فقال : عن أبي جعفر الفراء عن عبد الله
ابن يزيد عن البراء بن عازب قال :
" من تمام التحية أن تصافح أخاك " .
فأوقفه ، و هو الصواب ، لأن إسماعيل بن زكريا ثقة محتج به في " الصحيحين "
فروايته أصح من مثل حماد بن شعيب ، و بقية رجال الإسناد ثقات كلهم ، فالسند
صحيح موقوف .
و كذلك أخرجه ابن عساكر ( 17/274/1 ) عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن
الأسود بن يزيد النخعي قال : فذكره موقوفا .
و ليث ضعيف . و قد رواه غيره عن عبد الرحمن بن يزيد ، فقال الترمذي عقب ما
نقلته عنه في الحديث الأول :
" قال محمد ( يعني البخاري ) : و إنما يروى عن منصور عن أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد أو غيره قال : من تمام التحية الأخذ باليد " .
قلت : و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ،
فليس فيها ما يمكن الاعتماد عليه كشاهد صالح ، فالذي أستخير الله فيه أنه ضعيف
مرفوعا ، صحيح موقوفا . والله أعلم .

(3/287)


الصفحة السابقة // الصفحة التالية
1242 - " لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ، ثم قرأ : *( قد أفلح المؤمنون
. الذين هم في صلاتهم خاشعون )* . الآيات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/394 ) :

منكر
أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " ( 218/2 ) و الحاكم ( 2/392 ) و كذا الترمذي
( 2/201 ) و أحمد ( 1/34 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 4/460 ) من طريق عبد
الرزاق : نا يونس بن سليم قال : أملى علي يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن
عروة عن عبد الرحمن بن عبد القاري : سمعت عمر بن الخطاب يقول :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدوي
النحل ، فمكثنا ساعة ، فاستقبل القبلة ، و رفع يديه قال : اللهم زدنا و لا
تنقصنا ، و أكرمنا و لا تهنا ، [ و أعطنا ] و لا تحرمنا ، و آثرنا و لا تؤثر
علينا ، و أرضنا و ارض عنا ، ثم قال : ... " فذكره .
و قال العقيلي في ترجمة يونس بن سليم هذا و هو الصنعاني :
" لا يتابع على حديثه هذا ، و لا يعرف إلا به " .
و قال النسائي :
" هذا حديث منكر لا نعلم أن أحدا رواه غير يونس بن سليم ، و لا نعرفه " .
و أقره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " و أما مختصره الصابوني ; فقد دلس على
قرائه - كعادته - فأورد الحديث خلافا لشرطه في مقدمته أولا ، و حذف تضعيف
النسائب له و إقرار الحافظ إياه ثانيا ، و جعل تخريج الحافظ له في حاشيته موهما
أنه من علمه ، ثالثا !
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي فقال :
" قلت : سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا ؟ فقال : أظنه لا شيء " .

(3/241)

1243 - " من سبح دبر كل صلاة مكتوبة مائة مرة ، و كبر مائة مرة ، و هلل مائة مرة ، غفر
الله له ذنوبه و إن كانت أكثر من زبد البحر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/395 ) :

منكر
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 141 ) و محمد بن الحسن الطبري
في " الأمالي " ( 4/1 ) و السياق له من طريق يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن عطاء
ابن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عطاء بن أبي علقمة بن الحارث مجهول كما في " التقريب
" .
و يعقوب بن عطاء بن أبي رباح مثله ، و به أعله النسائي .
و قد خالفه الحجاج بن الحجاج فرواه عن أبي الزبير عن أبي علقمة عن أبي هريرة به
بلفظ :
" من سبح دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة ... " الحديث لم يذكر التكبر مائة مرة .
أخرجه النسائي ( 1/199 ) و في " اليوم و الليلة " أيضا ( 140 ) .
و أبو علقمة هو المصري مولى بني هاشم .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم ، إلا أن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه ، فيخشى أن
يكون تلقاه عن ضعيف مثل يعقوب هذا ثم دلسه ، و كأن الحافظ رحمه الله يميل إلى
هذا ، فقد ذكر في ترجمة عطاء بن أبي علقمة حديثه هذا ، ثم ذكر رواية الحجاج عن
أبي الزبير ، ثم قال :
" فكأن الصواب : يعقوب بن عطاء عن أبي علقمة إن شاء الله تعالى " .
و المحفوظ في هذا الحديث إنما هو بلفظ :
" ثلاثا و ثلاثين " كما رواه مسلم و غيره من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا ،
و هو مخرج في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 101 ) .

(3/242)

1244 - " من قال إذا أصبح : سبحان و بحمده ألف مرة ، فقد اشترى نفسه من الله تبارك
و تعالى ، و كان من آخر يومه عتيقا من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/396 ) :

ضعيف
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 8/224/2 ) عن الحارث بن أبي الزبير
المدني مولى النوفليين قال : حدثني أبو يزيد اليمامي عن طاووس بن عبد الله بن
طاووس عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، طاووس بن عبد الله لم أجد من ذكره ، و كذا
الراوي عنه أبو يزيد اليمامي .
و أما الحارث بن أبي الزبير المدني ، فقال ابن أبي حاتم ( 1/2/75 ) عن أبيه :
" هو شيخ بقي حتى أدركه أبو زرعة و أصحابنا ، و كتبوا عنه " .
قلت : فكأنه ثقة ، و أما الأزدي فقال :
" ذهب علمه " .
و ساق له حديثا من روايته عن إسماعيل بن قيس . و تعقبه الذهبي بقوله :
" إسماعيل تالف " .

(3/243)

1245 - " من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/396 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 102/2 ) و أبو بكر الخباز في " الأمالي " ( 16/2
) من طريق أبي صالح العبدي خلف بن يحيى قاضي الري : حدثنا أبو مقاتل عن
عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن عدي :
" و هذا منكر إسنادا و متنا ، و عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن طاووس ليس
بمستقيم ، و أبو مقاتل ليس هو ممن يعتمد على رواياته " .
قال الذهبي :
" وهاه قتيبة شديدا ، و كذبه ابن مهدي .. " .
ثم ساق له هذا الحديث من مناكيره .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " 0 3/86 ) من طريق ابن عدي ، و ذكر
إعلاله المتقدم ، و زاد :
" و قال عبد الرحمن بن مهدي : والله ما تحل الرواية عنه " .
و تعقبه السيوطي في " اللآلىء " ( 2/295 - 296 ) ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 2/296 ) فقالا :
" إن البيهقي أخرجه في " الشعب " من هذا الطريق ، و قال : إسناده غير قوي " .
قلت : و هذا التعقب واه لا يساوي شيئا ، ما دام أن فيه ذاك الكذاب ، و لذلك فقد
أحسن الشوكاني صنعا حين أورد الحديث في " الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة " ( 231/37 ) من الرواية نفسها و قول ابن عدي المذكور دون أن يعرج على
التعب المذكور .
على أنه لو سلم من الكذاب المشار إليه ، فإن خلفا و هو الراوي عنه ليس خيرا منه
، فقد قال ابن أبي حاتم ( 1/2/372 ) عن أبيه :
" متروك الحديث ، كان كذابا ، لا يشتغل به و لا بحديثه " .

(3/244)

1246 - " من دخل المقابر ، فقرأ سورة ( يس ) خفف عنهم يومئذ ، و كان له بعدد من فيها
حسنات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/397 ) :

موضوع
أخرجه الثعلبي في " تفسيره " ( 3/161/2 ) من طريق محمد بن أحمد الرياحي : حدثنا
أبي : حدثنا أيوب بن مدرك عن أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم هالك مسلسل بالعلل :
الأولى : أبو عبيدة . قال ابن معين :
" مجهول " .
الثانية : أيوب بن مدرك متفق على ضعفه و تركه ، بل قال ابن معين :
" كذاب " . و في رواية : " كان يكذب " . و قال ابن حبان :
" روى عن مكحول نسخة موضوعة ، و لم يره " ! .
قلت : فهو آفة هذا الحديث .
الثالثة : أحمد الرياحي ، و هو أحمد بن يزيد بن دينار أبو العوام ، قال البيهقي
:
" مجهول " . كما في " اللسان " .
و أما ابنه محمد ، فصدوق له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 1/372 ) .
و قال الحافظ السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 19/1 ) :
" رواه أبو بكر عبد العزيز صاحب الخلال بإسناده عن أنس مرفوعا . كما في " جزء
وصول القراءة إلى الميت " للشيخ محمد بن إبراهيم المقدسي ، و قد ذكره القرطبي ،
و عزاه للطبراني عن أنس ، إلا أنني لم أظفر به إلى الآن . و هو في " الشافي "
لأبي بكر عبد العزيز صاحب الخلال الحنبلي كما عزاه إليه المقدسي ، و أظنه لا
يصح " .
قلت : لو وقف على إسناده لجزم بعدم صحته ، فالحمد لله الذي أوقفنا عليه ، حتى
استطعنا الكشف عن علته . فله الحمد و المنة .
و قد روي الحديث بلفظ آخر يقال عند المحتضر و هو موضوع أيضا ، و سيأتي برقم (
5219 ) .

(3/245)

1247 - " هل تدرون بعد ما بين السماء و الأرض ؟ إن بعد ما بينهما إما واحدة ، أو
اثنتان أو ثلاث و سبعون سنة ، ثم السماء فوقها كذلك حتى عد سبع سموات ، ثم فوق
السابعة بحر بين أسفله و أعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية
أوعال ، بين أظلافهم و ركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم الله تبارك و تعالى
فوق ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/398 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 20/276 ) و عنه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 399 طبع
السعادة ) و ابن ماجه ( 1/83 ) و أحمد ( 1/206 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " (
ص 69 ) و عثمان الدارمي في " النقض على بشر المريسي " ( ص 90 - 91 ) عن الوليد
ابن أبي ثور ، و الترمذي ( 4 - 205 - تحفة ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 68
) عن عمرو بن أبي قيس ، و أبو داود و عنه البيهقي عن إبراهيم بن طهمان ثلاثتهم
عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن
عبد المطلب قال :
" كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمرت بهم سحابة
، فنظر إليها فقال : ما تسمون هذه ؟ قالوا : السحاب ، قال : " و المزن ؟ "
قالوا : و المزن ، قال : " و العنان ؟ " قالوا : و العنان ، قال : " هل تدرون
.. " .
و خالفهم في الإسناد و المتن شعيب بن خالد فقال : حدثني سماك بن حرب عن
عبد الله بن عميرة عن عباس به ، فأسقط منه الأحنف ، فهذه مخالفته في السند .
و أما مخالفته في المتن ، فقال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، و من كل سماء إلى
سماء مسيرة خمسمائة سنة " .
أخرجه الحاكم ( 2/378 ) و أحمد ( 1/206 ) من طريق يحيى بن العلاء عن عمه شعيب
ابن خالد .
قلت : و شعيب هذل ليس به بأس كما قال النسائي و غيره . فالعلة من ابن أخته يحيى
ابن العلاء فإنه متروك متهم كما تقدم غير مرة ، فلا يعتد بمخالفته ، و قول
الحاكم عقبه :
" صحيح الإسناد " ! فمن أوهامه ، و ليس ذلك غريبا منه ، و إنما الغريب موافقة
الذهبي إياه على تصحيحه ، مع أنه قد أورد ابن العلاء هذا في " الميزان " و ذكر
نقولا كثيرة عن الأئمة في توهينه ، منها قول أحمد :
" كذاب يضع الحديث " .
و يقابل هذا بعض الشيء إعلال الحافظ المنذري للحديث في " مختصر السنن " بقوله (
7/93 ) :
" و في إسناده الوليد بن أبي ثور ، و لا يحتج بحديثه " .
و ليس ذلك منه بجيد ، فقد تابعه إبراهيم بن طهمان ، و هو ثقة محتج به في "
الصحيحين " ، و هذه المتابعة في " سنن أبي داود " الذي اختصره المنذري فكيف
خفيت عليه ؟ ! و لذلك قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 7/92 ) :
" أما رد الحديث بالوليد بن أبي ثور ففاسد ، فإن الوليد لم ينفرد به .. " .
ثم ذكر متابعة ابن طهمان و عمرو بن أبي قيس ثم قال :
" فأي ذنب للوليد في هذا ؟ ! و أي تعلق عليه ؟ ! و إنما ذنبه روايته ما يخالف
قول الجهمية ، و هي علته المؤثرة عند القوم " .
قلت : لا شك أنه لا ذنب للوليد في هذا الحديث بعد متابعة من ذكرنا له ، و لكن
الحديث لا يثبت بذلك حتى تتوفر فيمن فوقه شروط رواة الحديث الصحيح أو الحسن على
الأقل ، و ذلك ما لم نجده ، فإن عبد الله بن عميرة لم تثبت عدالته ، فقال
الذهبي في " كتاب العلو " ( ص 109 ) عقب الحديث :
" تفرد به سماك بن حرب عن عبد الله ، و عبد الله فيه جهالة ، و يحيى بن العلاء
متروك ، و قد رواه إبراهيم بن طهمان عن سماك ، و إبراهيم ثقة " .
و قال في ترجمة ابن عميرة من " الميزان " :
" فيه جهالة ، قال البخاري : لا يعرف له سماع من أحنف بن قيس " .
و البخاري بقوله هذا كأنه يشير إلى جهالته ، و كذلك مسلم ، فقال في " الوحدان "
:
" تفرد سماك بالرواية عنه " .
و صرح بذلك إبراهيم الحربي فقال :
" لا أعرفه " .
و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته المعروفة و قال ( 1/109 - 110
) :
" عبد الله بن عميرة بن حصين القيسي من بني قيس بن ثعلبة ، كنيته أبو المهاجر ،
عداده في أهل الكوفة ، يروي عن عمر و حذيفة ، و هو الذي روى عن الأحنف بن قيس ،
روى عنه سماك بن حرب ، و هو الذي يقول فيه إسرائيل : عبد الله بن حصين العجلي "
.
قلت : و أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/2/124 - 125 ) لكن
جعلهم ثلاثة : " عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف . عبد الله بن عمير أبو المهاجر
القيسي عن عمر . عبد الله بن عميرة بن حصين كوفي أبو سلامة ، و يقال : عبد الله
ابن حصن العجلي ، روى عن حذيفة " .
و ذكر أن ثلاثتهم روى عنهم سماك بن حرب لا غير . و ذهب الحافظ في " التقريب "
إلى أن الصواب أنهم واحد كما قال ابن حبان ، و يعكر عليه عندي أن ابن حصين
كنيته أبو سلامة ، بينما القيسي الذي روى عن عمر كنيته أبو المهاجر ، فلعلهما
اثنان ، أحدهما عبد الله بن عميرة راوي هذا الحديث . والله أعلم .
و خلاصة القول : أن ابن عميرة هذا غير معروف عند أئمة الحديث ، و لذلك فقول
الترمذي عقبه :
" حديث حسن غريب " .
ينبغي أن يعد من تساهله الذي عرف به ، حتى قال الذهبي من أجل مثل هذا التساهل :
" و لذلك لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي " .
و أما قول صاحب " تحفة الأحوذي " رحمه الله عقب قول الترمذي المذكور :
" و أخرجه أبو داود من ثلاث طرق ، اثنتان منها قويتان " .
فوهم محض ، فإنه لا طريق له إلا هذه الطريق المجهولة ، كما صرح بذلك الذهبي
رحمه الله فيما تقدم .
و مثل ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموعة فتاواه " ( 3/192 ) :
" هذا الحديث مع أنه رواه أهل السنن كأبي داود و ابن ماجه و الترمذي و غيرهم ،
فهو مروي من طريقين مشهورين ، فالقدح في أحدهما لا يقدح في الآخر " .
لكن هناك في كلامه قرينة تدل على أنه لم يرد الطريقين إلى النبي صلى الله عليه
وسلم كما هو المتبادر من الإطلاق ، و إنما أراد طريقين إلى الراوي عن ابن عميرة
، يفهم هذا من التخريج السابق و قوله بعدما تقدم :
" فقال ( يعني بعض المعارضين به ) : أليس مداره على ابن عميرة ، و قد قال
البخاري : لا يعرف له سماع من الأحنف ، فقلت : قد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة
في كتاب " التوحيد " الذي اشترط فيه أنه لا يحتج به إلا بما نقله العدل عن
العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : و الإثبات مقدم على النفي ،
و البخاري إنما نفى معرفة سماعه من الأحنف ، لم ينف معرفة الناس بهذا ، فإذا
عرف غيره كإمام الأئمة ابن خزيمة ما ثبت به الإسناد ، كانت معرفته و إثباته
مقدما على نفي غيره ، و عدم معرفته " .
قلت : و في هذا الجواب ما لا يخفى ، و مثله إنما يفيد مع المقلد الذي لا علم
عنده بطرق إعلال الحديث و الجرح و التعديل ، أو من لم يقف على إسناده الذي به
يتمكن من نقده إن كان من أهله ، أو من لم يطلع على كلام أهل النقد في بعض رجاله
، أما بعد أن عرف إسناد الحديث ، و أنه تفرد به عبد الله بن عميرة ، و تفرد
سماك بالرواية عنه ، و قول الحربي فيه : لا أعرفه ، و إشارة مسلم إلى جهالته ،
و تصريح الذهبي بذلك كما سبق ، فلا يفيد بعد الاطلاع على هذا أن ابن خزيمة
أخرجه ، لا سيما و هو معروف عند أهل المعرفة بهذا الفن أنه متساهل في التصحيح ،
على نحو تساهل تلميذه ابن حبان ، الذي عرف عنه الإكثار من توثيق المجهولين ثم
التخريج لأحاديثهم في كتابه " الصحيح " ! و لعله تأسى بشيخه في ذلك ، غير أنه
أخطأ في ذلك أكثر منه .
و قد يكون من المفيد أن نذكر أمثلة أخرى من الأحاديث الضعيفة التي وردت في "
كتاب التوحيد " لابن خزيمة مع بيان علتها ، ليكون القارىء على بينة مما ذكرنا
من تساهل ابن خزيمة رحمه الله تعالى .
الحديث الأول :
" إن الله تبارك و تعالى قرأ ( طه ) و ( يس ) قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما
سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمة ينزل هذا عليهم ، و طوبى لألسن تتكلم
بهذا ، و طوبى لأجواف تحمل هذا " .
الحديث الثاني مما في " التوحيد " لابن خزيمة من الأحاديث الضعيفة :
" يمكث رجل في النار فينادي ألف عام : يا حنان يا منان ! فيقول الله تبارك
و تعالى : يا جبريل ! أخرج عبدي فإنه بمكان كذا و كذا ، فيأتي جبريل النار ،
فإذا أهل النار منكبين على مناخرهم ، فيقول : يا جبريل ! اذهب فإنه في مكان كذا
و كذا ، فيخرجه ، فإذا وقف بين يدي الله تبارك و تعالى ، يقول الله تبارك
و تعالى : أي عبدي كيف رأيت مكانك ؟ قال : شر مكان ، و شر مقيل ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : ردوا عبدي ، فيقول : يا رب ما كان هذا رجائي ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : أدخلوا عبدي الجنة " .
و من ضعاف " المختارة " للضياء :
" إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ، و يقرؤن القرآن ، و يقولون : نأتي
الأمراء فنصيب من دنياهم ، و نعتزلهم بديننا ، و لا يكون ذلك ، كما لا يجتنى من
القتاد إلا الشوك ، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا . قال محمد بن الصباح : كأنه
يعني الخطايا " .

(3/246)

1248 - " إن الله تبارك و تعالى قرأ ( طه ) و ( يس ) قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما
سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمة ينزل هذا عليهم ، و طوبى لألسن تتكلم
بهذا ، و طوبى لأجواف تحمل هذا "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/402 ) :

منكر
أخرجه الدارمي ( 2/456 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( 109 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1/108 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 3/16/2 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 5/308/2 و 12/30/2 ) عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار قال : حدثنا
عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة ( قال ابن خزيمة : و هو عبد الله بن يعقوب
ابن العلاء بن عبد الرحمن ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا متن موضوع كما قال ابن حبان ، و إسناده ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : إبراهيم ، قال الذهبي في " الميزان " و ساق له هذا الحديث :
" قال البخاري : منكر الحديث . و قال النسائي : ضعيف . و روى عثمان بن سعيد عن
يحيى : ليس به بأس . قلت : انفرد بهذا الحديث " .
قلت : و في ترجمته أورده ابن حبان و قال :
" منكر الحديث جدا " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " !
و الأخرى : شيخه عمر بن حفص بن ذكوان . أورده ابن أبي حاتم ( 3/1/102 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم أورد بعده : " عمر بن حفص أبو حفص الأزدي
البصري .. سمعت أبي يقول .. هو منكر الحديث " .
قال الذهبي في " الميزان " :
" و هو عمر بن حفص بن ذكوان ، قال أحمد : تركنا حديثه و حرقناه ، و قال علي :
ليس بثقة . و قال النسائي : متروك .. " .
و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3/141 ) بعد أن عزاه لابن خزيمة :
" هذا حديث غريب ، و فيه نكارة ، و إبراهيم بن مهاجر و شيخه تكلم فيهما " .
قلت : و أما عبد الله بن يعقوب بن العلاء بن عبد الرحمن ، فلم أعرفه ، و الظاهر
أن في الأصل تحريفا ، فإنه في " تفسير ابن كثير " :
" ... مولى الحرقة يعني عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة " .
قلت : و هذا هو الصواب ، فإن عبد الرحمن بن يعقوب ، له رواية عن أبي هريرة .
و عنه عمر بن حفص بن ذكوان . و هو والد العلاء بن عبد الرحمن " .

(3/247)

1249 - " يمكث رجل في النار فينادي ألف عام : يا حنان يا منان ! فيقول الله تبارك
و تعالى : يا جبريل ! أخرج عبدي فإنه بمكان كذا و كذا ، فيأتي جبريل النار ،
فإذا أهل النار منكبين على مناخرهم ، فيقول : يا جبريل ! اذهب فإنه في مكان كذا
و كذا ، فيخرجه ، فإذا وقف بين يدي الله تبارك و تعالى ، يقول الله تبارك
و تعالى : أي عبدي كيف رأيت مكانك ؟ قال : شر مكان ، و شر مقيل ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : ردوا عبدي ، فيقول : يا رب ما كان هذا رجائي ، فيقول الرب
سبحانه و تعالى : أدخلوا عبدي الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/404 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 205 - 206 ) من طريق سلام بن مسكين قال :
حدثنا أبو ظلال القسملي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، أبو ظلال و اسمه هلال بن ميمون ، قال الذهبي :
" واه بمرة ، قال ابن معين و النسائي : ضعيف . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه
لا يتابعه الثقات عليه . و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال . و قال
البخاري : عنده مناكير " .

(3/248)

1250 - " إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ، و يقرؤن القرىن ، و يقولون : نأتي
الأمراء فنصيب من دنياهم ، و نعتزلهم بديننا ، و لا يكون ذلك ، كما لا يجتنى
من القتاد إلا الشوك ، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا . قال محمد بن الصباح : كأنه
يعني الخطايا "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/404 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 255 ) من طريق يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن عبيد الله بن أبي
بردة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و إسناده ضعيف من أجل عبيد الله هذا ، و هو عبيد الله بن المغيرة بن أبي
بردة ، قال الذهبي :
" تفرد عنه أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي " .
و معنى هذا أنه مجهول ، و كيف لا و لم يوثقه أحد حتى ابن حبان ؟ ! نعم أخرجه
الضياء في " المختارة " ( 63/5/1 ) و مقتضاه أن يكون عبيد الله عنده ثقة كما
قال الحافظ في " التهذيب " .
قلت : لكن الضياء متساهل في التخريج في الكتاب المذكور كما ثبت لنا بالتتبع <1>
، فإنه يروي للكثير من المجاهيل كهذا ، و لذلك لم يعرج عليه الحافظ نفسه في "
التقريب " ، فقال :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث . كما نص عليه في المقدمة .
نعم قال المنذري في " الترغيب " ( 3/151 ) :
" رواه ابن ماجه ، و رواته ثقات " .
فهذا من أوهامه أو تساهله رحمه الله تعالى .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و قد حققت من كتابه المذكور " مسند الخلفاء الراشدين " ، يسر الله لي
إخراجه للناس مطبوعا محققا كاملا ، بفضله و كرمه . اهـ .
1

(3/249)

1251 - " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق و أنت له كاذب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/405 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 393 ) و أبو داود ( 4971 ) و ابن عدي في "
الكامل " ( 204/2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 151 ) و البيهقي ( 10/199
) و في " الشعب " 0 2/49/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/341/2 ) من
طريق بقية بن الوليد عن ضبارة بن مالك الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير
أن أباه حدثه أن سفيان بن أسيد الحضرمي حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
ثم ساقه ابن عدي من طريق محمد بن ضبارة بن مالك الحضرمي سمع أباه يحدث عن أبيه
عن عبد الرحمن بن جبير به . و قال :
" و هذا الحديث لا أعلمه يرويه غير بقية عن ضبارة " .
كذا قال ، و هو عجب ، فقد رواه محمد بن ضبارة أيضا عن أبيه ضبارة كما ساقه هو ،
فهل نسي أم ماذا ؟
و علة هذا الإسناد إنما هي ضبارة هذا فإنه مجهول كما في " الميزان " ،
و " التقريب " ، و ليست هي بقية بن الوليد كما أشار إلى ذلك في " فيض القدير "
نقلا عن المنذري ، فإن بقية إنما يخشى منه التدليس ، و قد صرح بالتحديث عند ابن
عدي و القضاعي و ابن عساكر ، فأمنا بذلك شر تدليسه ، و قد تابعه محمد بن ضبارة
كما تقدم ، و لكني لم أجد لمحمد هذا ترجمة .
و لا يقوي الحديث أن له شاهدا من حديث النواس بن سمعان مرفوعا به .
أخرجه الإمام أحمد ( 4/183 ) : حدثنا عمر بن هارون عن ثور بن يزيد عن شريح بن
جبير بن نفير الحضرمي عنه .
و من هذا الوجه أخرجه البيهقي أيضا و أبو نعيم في " المستخرج " ( 1/8/2 ) و في
" الحلية " ( 6/99 ) و قال :
" غريب من حديث ثور ، تفرد به عمر بن هارون البلخي " .
قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " . فقول الحافظ العراقي فيما
نقله المناوي : " سنده جيد " ليس بجيد ، كيف و البلخي هذا قد كذبه ابن معين
و غيره كما تقدم في الحديث ( 288 ) ؟ !
قلت : فلشدة ضعفه لا يصلح أن يستشهد بحديثه . والله الموفق .

(3/250)

1252 - " الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة ، و النخلة على نهر من أنهار الجنة ، و تحت
النخلة آسية امرأة فرعون ، و مريم بنت عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/406 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر ( 19/274/1 ) عن إبراهيم بن محمد : نا محمد بن مخلد : نا
إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن { شعوذ } بن عبد الرحمن عن خالد
بن معدان عن عبادة بن الصامت مرفوعا . و قال :
" رواه غيره عن خالد ، فجعله من قول كعب و هو أشبه " .
ثم ساق إسناده بذلك .
و الحديث ساقه الذهبي في ترجمة محمد بن مخلد الرعيني الحمصي و قال :
" رواه أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب في " فضائل بيت المقدس " بإسناد
مظلم إلى إبراهيم بن محمد عن محمد بن مخلد و هو كذب ظاهر " .
و قال في ترجمة محمد بن مخلد :
" حدث بالأباطيل من ذلك ... " .
ثم ساق له حديثين هذا أحدهما .
و قال ابن حجر في " اللسان " :
" قال ابن عدي : منكر الحديث عن كل من روى عنه <1> ، و قال الدارقطني في غرائب
مالك : متروك الحديث " .
و لقد شددت الرحل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ ( 23/5/1385 هـ ) حين اتفقت
حكومتا الأردن و سوريا على السماح لرعاياهما بدخول أفراد كل منهما إلى الأقصى ،
و زرت الصخرة للاطلاع فقط ; فإنه لا فضيلة لها شرعا ، خلافا لزعم الجماهير من
الناس و مشايعة الحكومات لها ، و رأيت مكتوبا على بابها من الداخل حديثا فيه أن
الصخرة من الجنة ، و لم يخطر في بالي آنئذ أن أسجله عندي لدراسته ، و إن كان
يغلب على الظن أنه موضوع كهذا .
و أما حديث " العجوة و الصخرة من الجنة " .
فهو ضعيف لاضطرابه كما بينته في " إرواء الغليل " رقم ( 2763 ) طبع المكتب
الإسلامي .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الذي في ترجمة محمد بن مخلد من " كامل ابن عدي " ( 371/1 ) :
" يحدث عن مالك و غيره بالبواطيل " . اهـ .
1

(3/251)

1253 - " أول ما خلق الله القلم ، ثم خلق النون و هي الدواة ، و ذلك في قول الله :
*( ن . و القلم و ما يسطرون )* ، ثم قال له : اكتب ، قال : و ما أكتب ؟ قال :
ما كان و ما هو كائن من عمل أو أجل أو أثر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم
القيامة ، ثم ختم على في القلم فلم ينطق ، و لا ينطق إلى يوم القيامة ، ثم خلق
العقل فقال الجبار : ما خلقت خلقا أعجب إلي منك ، وعزتي لأكملنك فيمن أحببت ،
و لأنقصنك فيمن أبغضت ، و أنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان و أعملهم بطاعته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/408 ) :

باطل
رواه ابن عدي ( 313/1 ) و ابن عساكر ( 16/48/2 ) عن محمد بن وهب الدمشقي :
حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة
مرفوعا و قال :
" و هذا بهذا الإسناد باطل منكر " .
قال الذهبي :
" و صدق ابن عدي في أن الحديث باطل " .
قلت : و آفته محمد بن وهب هذا ، و هو محمد بن وهب بن مسلم القرشي ، قال ابن
عساكر :
" ذاهب الحديث " .
و هو غير محمد بن وهب بن عطية الذي أخرج له البخاري ، و قد ترجم له ابن عساكر
أولا ، ثم ترجم لابن مسلم هذا ، و ساق له هذا الحديث . فأصاب .
و أما ابن عدي فذكره في ترجمة الأول ، ظنا منه أنه هو صاحب الحديث . قال الحافظ
في " التهذيب " :
" و ليس كما ظن ، و قد فرق بينهما أبو القاسم بن عساكر فأصاب " .
قلت : و يبدو أن الدارقطني أيضا توهم أنه هو ، ففي " اللسان " أن الدارقطني
أورد الحديث في " الغرائب " و قال :
" هذا حديث غير محفوظ عن مالك و لا عن سمي ، و الوليد بن مسلم ثقة ، و محمد بن
وهب ، و من دونه ليس بهم بأس ، و أخاف أن يكون دخل على بعضهم حديث في حديث " .
قلت : و منشأ الوهم أن كلا من الرجلين دمشقي ، و كلاهما يروي عن الوليد بن مسلم
، و عنهما الربيع بن سليمان الجيزي ، و لم يقع في إسناد هذا الحديث منسوبا إلى
جده بل كما تقدم " محمد بن وهب الدمشقي " ، فاشتبه الأمر على ابن عدي
و الدارقطني و المعصوم من عصمه الله . على أنهما قد اتفقا على إنكار الحديث ،
و ذلك مما يدل اللبيب على دقة نقد المحدثين للمتون ، فإنهما مع ظنهما أن راوي
الحديث هو محمد بن وهب بن عطية الثقة فقد أنكراه عليه ، و حاول الدارقطني أن
يكتشف العلة بقوله : " و أخاف .. " ، لكن الله تعالى ادخر معرفتها للحافظ ابن
عساكر ، مصداقا للمثل السائر : كم ترك الأول للآخر !
و إذا عرفت هذا فقد أخطأ الإمام القرطبي خطأ فاحشا في عزوه هذا الحديث لرواية
الوليد بن مسلم فقال في " تفسيره " ( 18/223 ) :
" روى الوليد بن مسلم قال : حدثنا مالك .. " إلخ .
فإن جزمه بأن الوليد روى ذلك معناه أن من دون الوليد ثقات محتج بهم ، و كذلك من
فوقه كما هو باد للعيان ، فينتج من ذلك أن إسناد الحديث صحيح ، و لا يخفى ما
فيه !
و يشبه صنيع القرطبي هذا ، عزو الجويني لحديث " الاغتسال بالماء المشمس يورث
البرص " . و هو باطل كهذا <1> عزاه للإمام مالك ، فأنكر العلماء ذلك عليه ،
فقال الحافظ بان حجر في " التلخيص " :
" و اشتد إنكار البيهقي على الشيخ أبي محمد الجويني في عزوه هذا الحديث لرواية
مالك ! و العجب من ابن الصباغ كيف أورده في " الشامل " جازما به ، فقال : " روى
مالك عن هشام " . و هذا القدر هو الذي أنكره البيهقي على الشيخ أبي محمد " .
ثم تذكرت أن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة كما قال الدارقطني آنفا ; لكنه كثير
التدليس و التسوية كما قال الحافظ في " التقريب " ، و تدليس التسوية هو أن يسقط
من السند رجلا من فوق شيخه ، كأن يكون مثلا بين مالك و سمي رجل فيسقطه ، فهذا
الفعل يسمى تدليس التسوية عند المحدثين ، و الوليد معروف بذلك عندهم ،
فالمحققون لا يحتجون بما رواه الوليد إلا إذا كان مسلسلا بالتحديث أو السماع .
والله أعلم .
و عليه ففي الحديث علة أخرى و هي العنعنة .
و قد وجدت له شاهدا من رواية الحسن بن يحيى الخشني عن أبي عبد الله مولى بني
أمية عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به ، دون قوله :
" ثم قال صلى الله عليه وسلم : فأكملهم .. " .
أخرجه الواحدي في " تفسيره " ( 4/157/2 ) و ابن عساكر في " تاريخه " ( 17/247/1
) ، و من طريقه فقط ذكره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " مجتزأ من إسناده على
قوله : " عن أبي عبد الله .. " مشيرا بذلك إلى أنه علة الحديث . و قد فتشت عنه
في كتب الرجال ، فلم أجده ، فهو مجهول غير معروف .
على أنه كان يحسن بالحافظ ابن كثير بل يجب عليه أن يبتدئ بإسناده من عند
الخشني الراوي عن هذا المجهول ، لكي لا يتوهم الواقف عليه أنه لا علة فيه غير
المجهول المشار إليه ، كيف و الخشني هذا متروك متهم برواية الأحاديث الموضوعة
التي لا أصل لها ! و قد سبق أحدها برقم ( 201 ) ، فراجعه و الذي قبله .
نعم قد صح من الحديث طرفه الأول :
" إن أول شيء خلقه الله القلم ، و أمره فكتب كل شيء " .
و هو مخرج في السلسلة الأخرى برقم ( 133 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] راجع الكلام عليه في كتابنا " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل "
رقم ( 18 ) . اهـ .
1

(3/252)

1254 - " لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة ، و حتى توجد
المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق ، لا ينكر ذلك أحد و لا يغيره ، فيكون
أمثلهم يؤمئذ الذي يقول : لو نحيتها عن الطريق قليلا ، فذاك فيهم مثل أبي بكر
و عمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/410 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الحاكم ( 4/495 ) من طريق القاسم بن الحكم العرني : حدثنا سليمان بن أبي
سليمان : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل سليمان هالك ، و الخبر شبه خرافة " .
قلت : و كأنه يعني ما في آخره من المبالغة في أنه مثل أبي بكر و عمر ، و إلا
فسائر الحديث صحيح عن أبي هريرة و غيره ، و لذلك أوردته في " الصحيحة " تحت رقم
( 475 ) .
و في الحديث علة أخرى و هي ضعف القاسم بن الحكم العرني قال في " التقريب " :
" صدوق فيه لين " .

(3/253)

1255 - " استفرهوا ضحاياكم ، فإنها مطاياكم على الصراط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/411 ) :

ضعيف جدا
رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 33/2 ) عن يحيى بن عبيد الله عن
أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته يحيى ; و هو ابن عبيد الله بن عبد الله بن
موهب المدني قال أحمد : ليس بثقة . و قال ابن أبي حاتم عن أبيه : ضعيف الحديث ،
منكر الحديث جدا . و قال مسلم و النسائي : متروك الحديث .
و أما أبوه عبيد الله فمجهول ، قال الشافعي و أحمد و اللفظ له :
" لا يعرف " . و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " فقال :
" روى عنه ابنه يحيى ، لا شيء . و أبوه ثقة ، و إنما وقع المناكير في حديثه من
قبل ابنه يحيى " .
ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في " التلخيص " ( 4/138 ) :
" أخرجه صاحب " مسند الفردوس " من طريق يحيى بن عبيد الله بن موهب ... و يحيى
ضعيف جدا " .
و تقدم الحديث بلفظ : " عظموا ضحاياكم .. " و أنه لا أصل له . انظر رقم ( 74 )
إن شئت .

(3/254)

1256 - " ثلاث من فعلهن ثقة بالله و احتسابا ، كان حقا على الله أن يعينه و أن يبارك
له : من سعى في فكاك رقبة ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه و أن
يبارك له ، و من تزوج ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه و ان
يبارك له ، و من أحيا أرضا ميتة ثقة بالله و احتسابا كان حقا على الله أن يعينه
و أن يبارك له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/412 ) :

ضعيف
رواه ابن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 265/2 ) و الثقفي في " الفوائد "
المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج9 رقم 17 ) و كذا الضياء في " المنتقى من مسموعاته
بمرو " ( 119/1 ) و البيهقي ( 10/319 ) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 5050 )
عن عمرو بن عاصم الكلابي : نا جدي : عبيد الله بن الوازع عن أيوب السختياني عن
أبي الزبير عن جابر مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو القاسم الحامض في " حديثه كما في " المنتقى منه " (
3/10/1 ) ، و قال الطبراني كما في " مجمع البحرين " ( 166/2 ) :
" لم يروه عن أيوب إلا عبيد الله تفرد به عمرو " .
قلت : و هو صدوق في حفظه شيء كما في " التقريب " و قد أخرجه الشيخان .
و جده عبيد الله بن الوازع مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " ، و أشار إلى
ذلك الذهبي بقوله في ترجمته :
" ما علمت له راويا غير حفيده " .
قلت : و أبو الزبير مدلس معروف بالتدليس و قد عنعنه ، فالعجب من الذهبي حيث قال
في " المهذب " كما في " فيض القدير " :
" إسناده صالح مع نكارته عن أيوب " .

(3/255)

1257 - " يا علي مثل الذي لا يتم صلاته كمثل حبلى حملت ، فلما دنا نفاسها أسقطت ، فلا
هي ذات ولد ، و لا هي ذات حمل . و مثل المصلي كمثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى
يخلص له رأس ماله ، كذلك المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي الفريضة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/413 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 2/387 ) و أبو القاسم الأصبهاني في "
الترغيب " ( ق 196/1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1/90 ) الشطر الأول منه من
طريق موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال البيهقي :
" موسى بن عبيدة لا يحتج به ، قد اختلف عليه في إسناده ، فرواه زيد بن الحباب
و أسباط بن محمد هكذا ، و رواه سليمان بن بلال عن موسى بن عبيدة عن صالح بن
سويد عن علي مرفوعا ، و هو إن صح .. " . ثم ساق إسناده إلى سليمان به .
و قد وصله ابن شاذان في " الفوائد " ( 1/119/2 ) و ابن بشران في " الفوائد " (
26/105/2 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( 70/1 - 2 ) .
و أعله الهيثمي ( 2/132 ) بالربذي هذا فقال :
" ضعيف " ، و أشار المنذري ( 1/183 ) إلى تضعيفه . و زاد أبو يعلى في أوله :
" نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ و أنا راكع " .
و قد خالفه في إسنادها إبراهيم بن عبد الله بن حنين فقال عن أبيه أنه سمع علي
ابن أبي طالب يقول :
فذكرها دون حديث الترجمة ، و جعله من سماع عبد الله بن حنين من علي دون ذكر
أبيه بينهما .
أخرجه مسلم ( 2/48 و 49 ) و أحمد ( 1/114 و 123 و 136 ) و أبو يعلى ( 1/119
و 121 و 157 و 175 و 176 ) .
نعم قد ذكر مسلم خلافا آخر في إسناده على عبد الله بن حنين ، لا يضر في هذه
القطعة من الحديث ، لا سيما و لها طرق أخرى في " مسند " أحمد و أبي يعلى
و غيرهما .
و قد شاع الاستدلال بالشطر الأخير منه " المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي
الفريضة " على ما يفتي به كثير من المشايخ من كان مبتلى بترك الصلاة و إخراجها
عن وقتها عامدا بوجوب قضائها مكان السنن الراتبة فضلا عن غيرها ، و يقولون : إن
الله عز وجل لا يقبل النافلة حتى تصلى الفريضة ! و هذا الحديث مع ضعفه لا يدل
على ما ذهبوا إليه لو صح ، إذ إن المقصود به فريضة الوقت مع نافلته ، ففي هذه
الحالة لا تقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة ، فلو أنه صلاهما معا كفريضة الظهر
و نافلتها مثلا في الوقت مع إتيانه بسائر الشروط و الأركان ، كانت النافلة
مقبولة كالفريضة ، و لو أنه كان قد ترك صلاة أو أكثر عمدا فيما مضى من الزمان .
فمثل هذه الصلاة لا مجال لتداركها و قضائها ، لأنها إذا صليت في غير وقتها فهو
كمن صلاها قبل وقتها و لا فرق ، و من العجائب أن العلماء جميعا متفقون على أن
الوقت للصلاة شرط من شروط صحتها ، و مع ذلك فقد وجد من قال في المقلدين يسوغ
بذلك القول بوجوب القضاء : المسلم مأمور بشيئين : الأول الصلاة ، و الآخر وقتها
، فإذا فاته هذا بقي عليه الصلاة ! و هذا الكلام لو صح أولو كان يدري قائله ما
يعني لزم منه أن الوقت للصلاة ليس شرطا ، و إنما هو فرض ، و بمعنى آخر هو شرط
كمال ، و ليس شرط صحة ، فهل يقول بهذا عالم ؟ !
و جملة القول : أن القول بوجوب قضاء الصلاة على من فوتها عن وقتها عمدا مما لا
ينهض عليه دليل ، و لذلك لم يقل به جماعة من المحققين مثل أبي محمد بن حزم
و العز بن السلام الشافعي و ابن تيمية و ابن القيم و الشوكاني و غيرهم . و لابن
القيم رحمه الله تعالى بحث هام ممتع في رسالة " الصلاة " فليراجعها من شاء ،
فإن فيها علما غزيرا ، و تحقيقا بالغا لا تجده في موضع آخر .
و بديهي جدا أن النائم عن الصلاة أو الناسي لها لا يدخل في كلامنا السابق ، بل
هو خاص بالمتعمد للترك ، و أما النائم و الناسي ، فقد أوجد الشارع الحكيم لهما
مخرجا ، فأمرهما بالصلاة عند الاستيقاظ أو التذكر ، فإن فعلا تقبل الله صلاتهما
و جعلها كفارة لما فاتهما ، و إن تعمدا الترك لأدائها حين الاستيقاظ و التذكر
كانا آثمين كالمتعمد الذي سبق الكلام عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من
نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك " . أخرجه
الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه . فقوله : " لا كفارة لها إلا ذلك " أي إلا
صلاتها حين التذكر . فهو نص على أنه إذا لم يصلها حينذاك فلا كفارة لها ، فكيف
يكون لمن تعمد إخراجها عن وقتها المعتاد الذي يمتد أكثر من ساعة في أضيق
الصلوات وقتا ، و هي صلاة المغرب ، كيف يكون لهذا كفارة أن يصليها متى شاء و هو
آثم مجرم ، و لا يكون ذلك للناسي و النائم و كلاهما غير آثم ؟ !
فإن قال قائل : لا نقول إن صلاته إياها قضاء هي كفارة له ، قلنا : فلماذا إذا
تأمرونه بالصلاة إن لم تكن كفارة له ، و من أين لكم هذا الأمر ؟ فإن كان من
الله و رسوله فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، و إن قلتم : قياسا على النائم
و الناسي . قلنا : هذا قياس باطل لأنه من باب قياس النقيض على نقيضه و هو من
أفسد قياس على وجه الأرض . و حديث أنس أوضح دليل على بطلانه إذ قد شرحنا آنفا
أنه دليل على أن الكفارة إنما هي صلاتها عند التذكر و أنه إذا لم يصلها حينئذ
فليست كفارة ، فمن باب أولى ذاك المتعمد الذي لم يصلها في وقتها المعتاد و هو
ذاكر .
فتأمل هذا التحقيق فعسى أن لا تجده في غير هذا المكان على اختصاره ، والله
المستعان و هو ولي التوفيق .
و الذي ننصح به من كان قد ابتلى بالتهاون بالصلاة و إخراجها عن وقتها عامدا
متعمدا ، إنما هو التوبة من ذلك إلى الله تعالى توبة نصوحا ، و أن يلتزم
المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها و مع الجماعة في المسجد ، فإنها من
الواجب ، و يكثر مع ذلك من النوافل و لا سيما الرواتب لجبر النقص الذي يصيب
صلاة المرء كما و كيفا لقوله صلى الله عليه وسلم :
" أول ما يحاسب به العبد صلاته ، فإن كان أكملها ، و إلا قال الله عز وجل :
انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن وجد له تطوع ، قال : أكملوا به الفريضة " .
أخرجه أبو داود و النسائي و الحاكم و صححه ، و وافقه الذهبي ، و هو مخرج في "
صحيح أبي داود " رقم ( 810 - 812 ) .

(3/256)

1258 - " بارك في عسل " بنها " " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/415 ) :

منكر
أخرجه الدوري في " التاريخ و العلل " ( رقم - 5273 - تحقيق الدكتور نور سيف )
قال : سمعت يحيى ( ابن معين ) يقول : يروي ليث عن ابن شهاب قال : فذكره مرفوعا
.
قلت ليحيى : حدثك به عبد الله بن صالح ؟ قال : نعم . قال يحيى : بنها : قرية من
قرى مصر .
قلت : و هذا مع كونه مرسلا أو معضلا ، فإن عبد الله بن صالح و هو كاتب الليث
فيه كلام معروف .

(3/257)

1259 - " لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/416 ) :

موضوع
أخرجه ابن ماجه ( 2373 ) و الحاكم ( 4/98 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 354 )
من طريق محمد بن الفرات عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا . و قال الحاكم
:
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و أقره المنذري في " الترغيب " ( 3/166 )
! و كل ذلك من إهمال التحقيق ، و الاستسلام للتقليد ، و إلا فكيف يمكن للمحقق
أن يصحح مثل هذا الإسناد ، و محمد بن الفرات ضعيف بالاتفاق ، بل هو واه جدا .
قال أبو بكر بن أبي شيبة و محمد بن عبد الله بن عمار :
" كذاب " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث ، رماه أحمد بالكذب " .
و قال أبو داود :
" روى عن محارب أحاديث موضوعة منها عن ابن عمر في شاهد الزور " . كما في "
التهذيب " .
و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " من أجل هذه النصوص و ساق له هذا الحديث .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 146/2 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، محمد بن الفرات أبو علي الكوفي متفق على ضعفه ، و كذبه
الإمام أحمد . و رواه الحاكم و قال : " صحيح الإسناد " و الطبراني في " الأوسط
" و ابن عدي في " الكامل " و عنه البيهقي في " السنن الكبرى " و أبو يعلى
الموصلي من طريق محمد بن الفرات " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن ماجه وحده ، و رمز
له بالصحة ، و اغتر به مؤلف " التاج الجامع للأصول الخمسة " الشيخ منصور علي
ناصف فقال ( 4/67 ) :
" رواه ابن ماجه بسند صحيح " !
و أما المناوي فبيض له في " شرحيه " ، و لم يتكلم عليه بشيء خلافا لعادته !
فاقتضى ذلك كله هذا البحث و التحقيق .
ثم إن الحديث ليس عند الطبراني في " الأوسط " من هذه الطريق كما يوهمه كلام
البوصيري ، و لا بهذا اللفظ ، بل هو عنده من طريق أخرى و بلفظ آخر و هو :
" إن الطير لتضرب بمناقيرها على الأرض ، و تحرك أذنابها من هول يوم القيامة ،
و ما يتكلم شاهد الزور ، و لا تفارق قدماه على الأرض حتى يقذف به إلى النار " .

(3/258)

1260 - " إن الطير لتضرب بمناقيرها على الأرض ، و تحرك أذنابها من هول يوم القيامة ،
و ما يتكلم شاهد الزور ، و لا تفارق قدماه على الأرض حتى يقذف به إلى النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/417 ) :

منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7766 ) : حدثنا محمد بن إسحاق : حدثنا أبي :
حدثنا سعيد بن الصلت : حدثنا أبو الجهم القرشي : حدثنا عبد الملك بن عمير عن
محارب بن دثار : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا و قال :
" لم يروه عن عبد الملك إلا أبو الجهم ، و لا عنه إلا سعيد " .
قلت : و لم أجد له ترجمة و كذا شيخه أبو الجهم القرشي و قد أشار لهذا الهيثمي
بقوله ( 4/200 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه من لم أعرفه " .
ثم رأيت العقيلي رواه في " الضعفاء " ( 453 ) و ابن عساكر ( 16/135/2 ) من طريق
إسحاق بن إبراهيم ، عن شاذان قال : حدثنا سعد بن الصلت قال : حدثنا هارون بن
الجهم أبو الجهم القرشي به ، و قال العقيلي :
" هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة يخالف في حديثه و ليس بمشهور بالنقل "
قال : " و ليس له من حديث عبد الملك بن عمير أصل ، و إنما هذا حديث محمد بن
الفرات الكوفي عن محارب بن دثار عن ابن عمر ، حدثناه الصائغ عن شبابة عن محمد
ابن الفرات " .
و لذا قال الذهبي في هذا الحديث :
" إنه منكر " . و أقره الحافظ .

(3/259)

1261 - " كان رجل في بني إسرائيل تاجرا ، و كان ينقص مرة ، و يزيد أخرى ، قال : ما في
هذه التجارة خير ، ألتمس تجارة هي خير من هذه ، فبنى صومعة و ترهب فيها ، و كان
يقال له : جريج ، فذكر نحوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/418 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/434 ) من طريق عمر <1> بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، علته عمر هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" ضعفه ابن معين . و قال النسائي : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
قلت : فقول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/286 ) :
" رواه أحمد و إسناده جيد " ; غير جيد ، و لا سيما أن قصة جريج في " الصحيحين "
و غيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا ، و ليس فيها هذا الذي رواه عمر هذا
، فقد تفرد هو به ، فيكون منكرا من منكراته عن أبيه ، فقد قال الذهبي في ترجمته
:
" و لعمر عن أبي مناكير ، و قد علق له البخاري قصة جريج و الراعي فقال : و قال
عمر بن أبي سلمة عن أبيه " .
( تنبيه ) : قوله في آخر حديث الترجمة : " فذكره نحوه " يعني حديث قصة جريج
المذكور قبل هذا في " المسند " . و هي المرونة في " الصحيحين " كما سبق آنفا .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل ( عمرو ) و هو خطأ مطبعي . اهـ .
1

(3/260)

1262 - " لا يقرأ في الصبح بدون عشرين آية ، و لا يقرأ في العشاء بدون عشر آيات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/419 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 4538 ) : حدثنا المقدام بن داود :
حدثنا أسد بن موسى : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن
عبد الله بن الأشج عن خلاد بن السائب عن رفاعة الأنصاري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : ابن لهيعة ، و اسمه عبد الله ، و هو ضعيف لسوء حفظه و احتراق كتبه ،
إلا من رواية العبادلة عنه كعبد الله بن وهب و غيره ، و ليس هذا منها .
و الخرى : المقدام بن داود ، قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و الحديث اقتصر الهيثمي في " المجمع " ( 2/119 ) على إعلاله بابن لهيعة و قال :
" اختلف في الاحتجاج به " .
و الصواب أنه ليس بحجة إلا في رواية أحد العبادلة عنه كما ذكرنا مرارا .

(3/261)

1263 - " يا أيها الناس من ولي منكم عملا فحجب بابه عن ذي حاجة المسلمين حجبه الله أن
يلج باب الجنة ، و من كانت الدنيا نهمته حرم الله عليه جواري ، فإني بعثت بخراب
الدنيا ، و لم أبعث بعمارتها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/419 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " : حدثنا جبرون بن عيسى المغربي : حدثنا يحيى بن
سليمان الجعفري : حدثنا فضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن
أبيه :
أن معاوية بن أبي سفيان ضرب على الناس بعثا ، فخرجوا ، فرجع أبو الدحداح ،
فقال له معاوية : ألم تكن خرجت مع الناس ؟ قال : بلى ، و لكني سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فأحببت أن أضعه عندك مخافة ألا تلقاني ،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير جبرون ، قال ابن
ماكولا في " الإكمال " ( 3/208 ) : " توفي سنة أربع و تسعين و مائتين " .
و الجعفري ، أورده السمعاني في مادة ( الجفري ) بضم الجيم و سكون الفاء ، و هي
بناحية البصرة ، ثم ساق جماعة ينسبون إليها ، ثم قال :
" و أبو زكريا يحيى بن سليمان الإفريقي المعروف بالجفري نسبه في قريش ، و ظني
أنه موضع بإفريقية ، والله أعلم ، حدث ، و آخر من حدث عنه جبرون بن عيسى بن
يزيد ، توفي سنة 237 " .
و أما الذهبي فأورده في " المشتبه " : " الحفري " بحاء مضمومة و قال :
" عن فضيل بن عياض و عباد بن عبد الصمد ، و عنه جبرون بن عيسى " .
و كذلك وقع في نسخة مخطوطة جيدة من " الميزان " ( الحفري ) بالمهملة المضمومة
و قال : " ما علمت به بأسا " ، و وقع في " الميزان " المطبوع في مصر سنة ( 1325
) " الجفري " بالجيم ، و هو تصحيف لمخالفته المخطوطة و " المشتبه " ، و إن كان
هو الموافق للصواب ، فقد ذكر الحافظ ابن ناصر الدين في " التوضيح " ( 1/142/2 )
أن الذهبي تبع ابن ماكولا و الفرضي في ضبطه بضم الحاء المهملة . ثم قال :
" و قد وجدته في " تاريخ ابن يونس " بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر و سماعه
على الحافظ أبي بكر بن أبي نصر اللفتواني الأصبهاني و عليه خطه ، وجدته (
الجفري ) بالجيم منقوطة مضمومة و كذلك وجدته في " المستخرج " لأبي القاسم بن
منده ، و هو الأشبه بالصواب ، و لعله منسوب إلى " جفرة عتيب " اسم قبيلة في
بلاد المغرب " .
ثم ذكر الحافظ ابن ناصر الدين أن يحيى بن سليمان هذا روى عنه أيضا ابنه
عبد الله بن يحيى ، و لم يذكر فيه تجريحا و لا تعديلا ، فالرجل عندي مستور و إن
قال فيه الذهبي : " ما علمت به بأسا " كما سبق ، و لعل ابن حبان أورده في "
كتاب الثقات " ، فقد رأيت المنذري يشير إلى توثيقه ، فقد قال في " الترغيب " 0
3/142 ) عقب هذا الحديث :
" رواه الطبراني ، و رواته ثقات ، إلا شيخه جبرون بن عيسى فإني لم أقف فيه على
جرح و لا تعديل " .
و أما الهيثمي فقال في " المجمع " ( 5/211 ) :
" رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجفري و لم أعرفهما
، و بقية رجاله رحال الصحيح " .
فهذا يشعر أنه لم يره في " ثقات ابن حبان " . فالله أعلم .
قلت : و لعل سبب هذا الاختلاف ، إنما هو اختلاف وجهة نظرهما في الذي ترجم له
ابن حبان في " الثقات " هل هو هذا أم غيره ؟ و قد وجدت في " أتباع التابعين "
منه المجلد التاسع ترجمتين ، أحدهما : يحيى بن سلام الإفريقي المصري ( ص 261 )
، و الأخرى يحيى بن سليمان الجعفي ( ص 263 ) ، و هذا مترجم في " التهذيب " ،
و ليس بظاهر أن أحدهما هو ( الجفري ) . فالله أعلم .
ثم رأيت الحافظ ابن حجر أورد الحديث في ترجمة أبي الدحداح من " الإصابة " من
رواية أبي نعيم أيضا ، ثم قال :
" و لا يصح ، جبرون واهي الحديث " .

(3/262)

1264 - " إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك ظالم ، فقد تودع منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/421 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/96 ) و أحمد ( 2/163 و 189 - 190 ) و أبو بكر الشافعي في "
الفوائد " ( 6/65/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 185/2 و 187/2 ) من طريق
الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و ذهلا عن كونه منقطعا ، و به أعله
البيهقي ، فقال المناوي في " الفيض " متعقبا عليهما :
" لكن تعقبه البيهقي نفسه بأنه منقطع حيث قال : محمد بن مسلم هو أبو الزبير
المكي ، و لم يسمع من ابن عمرو " .
قلت : و به أعله ابن عدي كما يأتي ، فقد أخرجه آنفا من طريق سنان بن هارون عن
الحسن بن عمرو به إلا أنه قال : عن جابر . بدل " عن ابن عمرو " و قال :
" و هذا رواه جماعة عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو .
و أبو الزبير عن عبد الله بن عمرو يكون مرسلا ، و قد رواه أبو شهاب عبد ربه بن
نافع الحناط عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن
عمرو . و هذا أيضا مرسل لأن عمرا لم يلق عبد الله بن عمرو . فأما الإسناد الآخر
الذي رواه سنان بن هارون عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن جابر .. فلا نعرفه
إلا من حديث سنان ، و أبو الزبير لا يروي هذا عن جابر ، و إنما يرويه عن
عبد الله بن عمرو ، و لسنان بن هارون أحاديث ، و ليست بالمنكرة عامتها ، و أرجو
أنه لا بأس به " .
قلت : و قد أشار إلى أن بعض أحاديثه منكرة ، و هذا منها عنده أيضا فقد قال في
المكان الأول الذي سبقت الإشارة إليه :
" هكذا يروى عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو ، و من قال :
عن جابر فقد أغرب " .
و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 7/262 ) من رواية ابن عمرو ثم قال :
" رواه أحمد و البزار بإسنادين ، و رجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح ،
و كذلك رجال أحمد " .
و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للطبراني في " الأوسط " من حديث جابر .
و قال المناوي في " فيض القدير " :
" و فيه سيف بن هارون ضعفه النسائي و الدارقطني " .
قلت : كذا وقع في " الفيض " " سيف " ، و لا أدري أهكذا وقعت الرواية عند
الطبراني أم هو تحريف من بعض النساخ ، فإن سيفا هذا على ضعفه قد رواه عن الحسن
ابن عمرو عن أبي الزبير عن ابن عمرو كما رواه الجماعة عن الحسن ، أخرجه ابن عدي
، و إنما رواه عن الحسن عن أبي الزبير عن جابر أخوه سنان بن هارون ، و لا يعرف
إلا من حديث سنان كما قال ابن عدي ; كما تقدم . فالله تعالى أعلم .
ثم تبينت بعد الرجوع إلى " أوسط الطبراني " ( 7989 ) أنه تحرف ، و أن الصواب ما
تقدم " سنان " ، و قال الطبراني :
" لم يروه عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير إلا سنان " .

(3/263)

1265 - " من رأى من مسلم عورة فسترها ، كان كمن أحيا موؤدة من قبرها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/423 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 758 ) و أبو داود ( 4891 ) و الطيالسي في
" المسند " ( 1005 ) و ابن شاهين في " جزء من حديثه " ( ق 205/2 - محمودية )
و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 42/1 ) من طريق عبد الله بن المبارك : حدثنا
إبراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم قال :
" جاء قوم إلى عقبة بن عامر فقالوا : إن لنا جيرانا يشربون و يفعلون ،
أفنرفعهم إلى الإمام ؟ قال : لا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ..
" فذكره . و السياق للبخاري .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات ; غير أبي الهيثم و هو المصري مولى عقبة بن عامر
الجهني و اسمه كثير ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " . يعني عند المتابعة و إلا فلين الحديث .
و تابع ابن المبارك عبد الله بن وهب : أخبرني إبراهيم بن نشيط به إلا أنه لم
يذكر فيه " عقبة بن عامر " فلا أدري أسقط ذلك من الناسخ أم هكذا وقعت الرواية
عنده ؟ <1>
أخرجه الحاكم ( 4/384 ) و قال :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و قد علمت أن كثيرا هذا مجهول بشهادة
الذهبي نفسه ! و قال ابن شاهين :
" حديث غريب من حديث إبراهيم بن نشيط " .
قلت : هو ثقة ، و لم يتفرد به كما يأتي ، و إنما علة الحديث أبو الهيثم كثير
هذا . و قد اضطرب فيه على كعب بن علقمة ، فقال ابن المبارك و ابن وهب : عن ابن
نشيط عنه هكذا . و قال ليث بن سعد : عن إبراهيم بن نشيط الخولاني عن كعب بن
علقمة عن أبي الهيثم عن دخين كاتب عقبة قال :
" قلت لعلقمة : إن لنا جيرانا يشربون الخمر ، و أنا داع لهم الشرط فيأخذونهم ،
فقال : لا تفعل ، و لكن عظهم و تهددهم ، قال : ففعل ، فلم ينتهوا ، قال : فجاء
دخين فقال : إني نهيتهم فلم ينتهوا ، و أنا داع لهم الشرط ، فقال عقبة : ويحك
لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : .. " فذكره .
أخرجه أبو داود ( 4892 ) و أحمد ( 4/153 ) و الخلال في " الأمر بالمعروف
و النهي عن المنكر " ( ق 7 - 8 ) ، لكن سقط منه أو من خطي الذي نقلت عنه حرف "
عن " بين أبي الهيثم و دخين ، فصار هكذا " عن أبي الهيثم دخين " و كذلك وقع في
" الترغيب " ( 3/175 ) لكن على التقديم و التأخير " دخين أبي الهيثم " و عزاه
لأبي داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم ، ثم قال :
" رجال أسانيدهم ثقات ، لكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافا كثيرا ذكرت
بعضه في مختصر ( السنن ) " .
قلت : فالظاهر أن ما في " الأمر بالمعروف " وجه من وجوه الاختلاف الذي أشار
إليه المنذري ، و كتاب ابن حبان قد رتبه الهيثمي مقتصرا على زوائده على
الصحيحين ، و من المفروض أن يكون الحديث فيه ، لكن لا تطوله الآن يدي . و أما
النسائي فإنما أخرجه في " الكبرى " له و هي غير مطبوعة ، و في المكتبة الظاهرية
أجزاء قليلة منها .
ثم رأيت الحديث في " زوائد ابن حبان " ( 1492 ) من طريق الليث فإذا هو مثل ما
جاء في " الترغيب " .
و مما يرجح الرواية الأولى التي لم يذكر فيها " دخين " اتفاق ابن المبارك و ابن
وهب عليها عن إبراهيم بن نشيط ، و أن ابن لهيعة قد تابع إبراهيم عليها ، فقال :
حدثنا كعب بن علقمة عن مولى لعقبة بن عامر يقال له : أبو كثير قال : لقيت عقبة
ابن عامر ، فأخبرته أن لنا جيرانا يشربون الخمر .. الحديث .
كذا قال ، و هو من أوهام ابن لهيعة ، و الصواب كثير كما تقدم .
أخرجه أحمد ( 4/147 و 158 ) .
و على كل حال فمدار الحديث على كثير و هو مجهول ، فهو علة الحديث كما سبق .
و رواه إسحاق بن سعيد الأركون القرشي : نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن
إسماعيل بن عبيد الله - و كان ثبتا - عمن حدثه عن عقبة بن عامر الجهني و جابر
ابن عبد الله مرفوعا به نحوه .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/426/1 ) .
قلت : و هذا إسناد واه ، فإنه مع احتمال أن يكون شيخ إسماعيل الذي لم يسم هو
أبا الهيثم نفسه ، ففي الطريق إليه ابن سعيد الأركون ، قال أبو حاتم :
" ليس بثقة " .
و قال الدارقطني :
" منكر الحديث " .
و له طريقان آخران عن جابر :
الأولى : عن أبي معشر عن محمد بن المنكدر عنه مرفوعا .
أخرجه أبو سهل القطان في " الفوائد المنتقاة " ( ق 97/1 ) .
قلت : و أبو معشر اسمه نجيح و هو ضعيف من قبل حفظه .
و الأخرى : عن طلحة عن الوضين بن عطاء عن بلال بن سعد عنه .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/233 - 234 ) و ابن عساكر ( 14/364/2 ) و قال
أبو نعيم :
" تفرد به طلحة " .
قلت : و هو ابن زيد الرقي قال أحمد و أبو داود :
" يضع الحديث " .
و ضعفه آخرون .
و بالجملة ، فليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه في تقوية الحديث . والله
أعلم .
و في معناه حديث " من ستر على مسلم عورة فكأنما أحيا ميتا " . طب و الضياء عن
شهاب . كذا في " الجامع الصغير " ، و قال الهيثمي ( 6/247 ) بعد أن عزاه
للطبراني من طريق مسلم بن أبي الذيال عن أبي سنان المدني :
" لم أعرفهما ، و بقية رجاله ثقات " . والله أعلم .
ثم رأيت الحافظ ذكره في ترجمة ( شهاب ) غير منسوب من " الإصابة " .
" و قال أبو عمر : هو أنصاري . روى الطبراني من طريق مسلم عن أبي الذيال عن أبي
سفيان سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم كان ينزل مصر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ستر على مؤمن
عورة ، فكأنما أحيا ميتا " . و روى ابن منده من طريق حفص الراسبي قال : قال
جابر بن عبد الله لرجل يقال له : شهاب : أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكر نحوه ؟ قال : فقال : نعم . فقال له جابر : أبشر فإن هذا حديث لم
يسمعه غيري و غيرك . و زعم ابن منده أن حفصا هذا هو أبو سنان . قلت : و فيه نظر
، فقد أخرجه الحسن بن سفيان من طريق أبي همام الراسبي - و كان صدوقا - حدثنا
حفص أبو النضر عن جابر به و أتم منه " .
قلت : و لم أعرف حفصا هذا . و كذلك مسلم عن أبي الذيال لم أعرفهما . و لا يبعد
أن يكون الأصل " مسلم بن أبي الذيال " و مع ذلك لم أعرفه .
ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في " المعجم الكبير " ، و قد طبع منه في بغداد
إلى حرف ( الظاء ) من أسماء الصحابة ، فإذا به يقول : ( 7/374/7231 ) : حدثنا
محمد بن معاذ الحلبي : حدثنا القعنبي : حدثنا معتمر بن سليمان عن سلم بن أبي
الذيال عن أبي سنان رجل من أهل المدينة سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل مصر أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا يبين أن ما في " الإصابة " محرف في ثلاثة مواطن ، و أن صواب
الإسناد : " سلم بن أبي الذيال عن أبي سنان " . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات
معروفون كلهم من رجال مسلم من القعنبي فصاعدا غير أبي سنان هذا ، و في الرواة
من يكنى بأبي سنان من رجال " التهذيب " و " اللسان " جماعة ليس فيهم مدني سوى
يزيد بن أمية أبو سنان الدؤلي المدني ، روى عن علي و ابن عباس و أبي واقد
الليثي ، و هو ثقة ، فإن يكن هو ، فالسند صحيح إلا محمد بن معاذ الحلبي ، فإني
لم أجد له ترجمة ، لكنه من شيوخ الطبراني الذين يكثر عنهم ، فقد روى له في "
المعجم الأوسط " ( 1/128/1 - 129/2 ) نحو عشرين حديثا عن شيوخ له عدة ، أحدها
في " المعجم الصغير " برقم ( 842 - الروض النضير ) . والله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر التعليق على " بغية الحازم " ترجمة كثير هذا . اهـ .
1

(3/264)

1266 - " من علق تميمة فلا أتم الله له ، و من علق ودعة فلا ودع الله له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/427 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/216 و 417 ) و عبد الله بن وهب في " الجامع " ( 111 ) من
طريق حيوة بن شريح قال : حدثنا خالد بن عبيد المعافري أنه سمع أبا مصعب مشرح بن
هاعان المعافري أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
كذا قالا ! و خالد بن عبيد المعافري أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 1/342 ) من
رواية حيوة هذا عنه ليس إلا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر أنه
لا يعرف إلا في هذا الحديث ، فقد قال الحافظ في " التعجيل " :
" وثقه ابن حبان . قلت : و رجال حديثه موثقون " .
كأنه يعني حديثه هذا . و يشير بقوله : " موثقون " إلى أن في بعض رواته كلاما ،
و هو مشرح بن هاعان ، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" تكلم فيه ابن حبان " .
قلت : لكن وثقه ابن معين ، و قال عثمان الدارمي : " صدوق " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 403/1 ) :
" أرجو أنه لا بأس به " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ، و إنما علة هذا الحديث جهالة خالد بن
عبيد هذا .
و قد صح الحديث عن عقبة بن عامر بإسناد آخر بلفظ :
" من علق تميمة فقد أشرك " .
و هو في الكتاب الآخر برقم ( 488 ) .
و الحديث قال المنذري ( 4/157 ) :
" رواه أحمد و أبو يعلى بإسناد جيد و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " !

(3/265)

1267 - " من كتم شهادة إذا دعي كان كمن شهد بالزور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/428 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4335 ) عن عبد الله بن صالح : حدثني
معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا
و قال :
" لم يروه عن العلاء إلا معاوية و لا عنه إلا عبد الله " .
قلت : و هو ضعيف . أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" كاتب الليث ، قال أحمد : كان متماسكا ثم فسد ، و أما ابن معين ، فكان حسن
الرأي فيه ، و قال أبو حاتم : أرى أن الأحاديث التي أنكرت عليه مما افتعل خالد
بن نجيح و كان يصحبه ، و لم يكن أبو صالح ممن يكذب ، كان رجلا صالحا ، و قال
النسائي : ليس بثقة " .
و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 2/167 ) :
" حديث غريب ، رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " من رواية عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و قد احتج به البخاري " .
فليس بجيد ، فلم يحتج به البخاري ، و غنما روى له تعليقا ، كما رمز له في "
الخلاصة " و غيرها مثل " التقريب " للحافظ ابن حجر و قال :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و العلاء بن الحارث صدوق ، لكنه كان قد اختلط .
و الحديث قال الهيثمي ( 4/200 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه عبد الله بن صالح وثقه
عبد الملك بن شعيب بن الليث ، فقال : ثقة مأمون ، و ضعفه جماعة " .

(3/266)

1268 - " إن أناسا من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار ، فيقولون : بم دخلتم
النار ؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم ؟ فيقولون : إنا كنا نقول
و لا نفعل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/429 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 97 ) و عنه ابن عساكر ( 17/434/2 ) عن زهير
ابن عباد الرواسي : حدثنا أبو بكر الداهري بن عبد الله بن حكيم عن إسماعيل بن
أبي خالد عن الشعبي عن الوليد بن عقبة مرفوعا . و قال الطبراني :
" لم يروه عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو بكر الداهري " .
قلت : و هو متروك ، و قال الهيثمي ( 7/276 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف جدا " .
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/174 ) إلى تضعيفه .

(3/267)

1269 - " من حبس العنب أيام القطاف حتى يبيعه من يهودي أو نصراني أو ممن يتخذه خمرا ،
فقد تقحم النار على بصيرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/429 ) :

باطل
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/236 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 5488 )
و السهمي ( 299 ) عن عبد الكريم بن عبد الكريم عن الحسن بن مسلم عن الحسين بن
واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا . و قال الطبراني :
" لا يروى عن بريدة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، و آفته الحسن بن مسلم و هو المروزي التاجر ، قال ابن
حبان :
" لا أصل لهذا الحديث من حديث الحسين بن واقد ، فينبغي أن يعدل بالحسن عن سنن
العدول لروايته هذا الحديث منكر " .
و قال الذهبي :
" أتى بخبر موضوع في الخمر . قال أبو حاتم : حديثه يدل على الكذب " .
قلت : فذكر الحديث هو و ابن الجوزي في " التحقيق " ( 3/22 ) من طريق ابن حبان
و أقره .
و لقد أخطأ الحافظ ابن حجر في هذا الحديث خطأ فاحشا فسكت عليه في " التلخيص " (
239 ) ، و قال في " بلوغ المرام " ( 169/37 ) :
رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد حسن " !
و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/389/1165 ) :
" سألت أبي عن هذا الحديث فقال : حديث كذب باطل ، قلت : تعرف عبد الكريم هذا ؟
قال : لا ، قلت : فتعرف الحسن بن مسلم ، قال : لا ، و لكن تدل على روايته (
الأصل : روايتهم ) على الكذب " .
و عبد الكريم هذا مترجم في " تاريخ جرجان " و في " اللسان " و ذكرت كلامهما في
" تخريج أحاديث الحلال و الحرام " ( ص 56 ) .

(3/268)

1270 - " الطابع معلق بقائمة عرش الرحمن ، فإن انتهكت الحرمة ، و عمل بالمعاصي ،
و اجترىء على الدين ، بعث الله الطابع ، فيطبع على قلوبهم ، فلا يعقلون بعد ذلك
شيئا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/430 ) :

موضوع
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/332 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 160/2 )
و كذا البزار ( 4/103/3298 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/377/2 ) و الديلمي (
2/265 ) عن سليمان بن مسلم : حدثنا سليمان بن مسلم : حدثنا سليمان التيمي عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال ابن عدي :
" حديث منكر جدا ، و سليمان بن مسلم الخشاب قليل الحديث و شبه المجهول ، و لم
أر للمتقدمين فيه كلاما " .
و قال البزار :
" لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سليمان بن مسلم " .
قلت : قال البيهقي عقبه :
" تفرد به الخشاب و ليس بالقوي " .
و قال ابن حبان :
" لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص " .
و ذكره الذهبي في " الميزان " ، و ساق له حديثين هذا أحدهما ، و قال :
" هما موضوعان في نقدي " .
و أقره الحافظ في " اللسان " .
و أشار الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3/178 ) إلى تضعيفه و قال :
" رواه البزار و البيهقي " .

(3/269)

1271 - " الطهارات أربع : قص الشارب ، و حلق العانة ، و تقليم الأظفار و السواك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/431 ) :

ضعيف
رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 214/2 ) و البزار ( 2/370/4967 ) عن معاوية
بن يحيى عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، معاوية بن يحيى و هو الصدفي ، قال الحافظ :
" ضعيف " .
و كذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/168 ) و نسبه أيضا للطبراني في "
الكبير " ، و تبعه المناوي في " شرحيه " .

(3/270)

1272 - " إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو ، و إذا كثر الزنا كثر السبا ،
و إذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/431 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الكبير " ( 1752 ) عن نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الخالق
ابن زيد بن واقد عن أبيه ، قال : سمعت بسر بن عبيد الله يذكر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا عبد الخالق هذا قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " . و هذا معناه عنده أنه في منتهى الضعف كما هو مشروح في "
المصطلح " ، فقول المنذري في " الترغيب " ( 3/198 ) :
" ضعيف و لم يترك " ; ليس بصواب .
ثم إن الراوي عنه نعيم بن حماد ضعيف أيضا .

(3/271)

1273 - " شمي عوارضها ، و انظري إلى عرقوبيها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/432 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 2/166 ) و عنه البيهقي ( 7/87 ) من طريق هشام بن علي : حدثنا
موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه .
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوج امرأة ، فبعث امرأة لتنظر إليها
فقال : ( فذكره ) . قال : فجاءت إليهم فقالوا : ألا نغديك يا أم فلان ! فقالت :
لا آكل إلا من طعام جاءت به فلانة ، قال : فصعدت في رف لهم فنظرت إلى عرقوبيها
ثم قالت : أفليني يا بنية ! قال : فجعلت تفليها ، و هي تشم عوارضها ، قال :
فجاءت فأخبرت " . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ، و وافقه الذهبي !
و غمز من صحته البيهقي فقال عقبه :
" كذا رواه شيخنا في " المستدرك " ، و رواه أبو داود السجستاني في " المراسيل "
عن موسى بن إسماعيل مرسلا مختصرا دون ذكر أنس . و رواه أيضا أبو النعمان عن
حماد مرسلا . و رواه محمد بن كثير الصنعاني عن حماد موصولا . و رواه عمارة بن
زاذان عن ثابت عن أنس موصولا " .
قلت : و علة إسناد الحاكم هشام بن علي و هو شيخ شيخه علي بن حمشاذ العدل و لم
أجد له ترجمة في شيء من المصادر التي عندي . و قد خالفه أبو داود ، فقال في "
المراسيل " ( ق 11/2 ) : حدثنا موسى بن إسماعيل : نا حماد بن سلمة عن ثابت
مرسلا . فالصواب المرسل .
و يؤيده رواية أبي النعمان عن حماد مرسلا . و أبو النعمان هو محمد بن الفضل
عارم السدوسي ، و هو ثقة ثبت تغير في آخر عمره و احتج به الشيخان . و أما محمد
ابن كثير الصنعاني الذي رواه عن حماد موصولا فهو ضعيف ، قال الحافظ :
" صدوق كثير الغلط " .
قلت : فمخالفة هذا و هشام بن علي لأبي داود و أبي النعمان ، مما يجعل روايتهما
شاذة بل منكرة . و لا تتأيد برواية عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس التي علقها
البيهقي و وصلها أحمد ( 3/231 ) ، لأن عمارة هذا ضعيف أيضا . قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
و لذلك قال في " التلخيص " ( 3/147 ) بعد أن عزاه لمن ذكرنا و زاد الطبراني <1>
:
" و استنكره أحمد ، و المشهور فيه طريق عمارة عن ثابت عنه " .
ثم ذكر طريق الحاكم الموصولة و قال :
" و تعقبه البيهقي بأن ذكر أنس فيه وهم " .
و الخلاصة أن الحديث مرسل فهو ضعيف ، لا سيما مع استنكار أحمد إياه . والله
أعلم .
( تنبيه ) أورد الشيخ محمد الحامد في كتابه " ردود على أباطيل " ( ص 44 ) و نقل
تخريجه عن تلخيص الحافظ دون أن يشير إلى ذلك ، و حذف منه إعلاله للحديث
و استنكار أحمد إياه ! ! أورده تحت عنوان " ما يباح النظر إليه من الخاطب إلى
مخطوبته " ، و استدل به على جواز إرسال امرأة إلى المخطوبة لتراها ، ثم تصفها
للخاطب . و أن القول بجواز النظر من الخاطب إلى غير الوجه و الكفين من المخطوبة
باطل . و لم يتعرض لذكر الأحاديث المؤيدة لهذا القول الذي أبطله بدون حجة شرعية
سوى التأييد لمذهبه . و قد رددت عليه في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 95 - 99
) ، و خرجت فيها أربعة أحاديث فيها أمره صلى الله عليه وسلم للرجل أن ينظر إلى
من يريد خطبتها ، و في بعضها : " أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها " و أن بعض
رواته من الصحابة كان يتخبأ ليرى منها ما يدعوه إلى تزوجها ، فراجعها تزدد علما
و فقها .
( تنبيه ) : كنت ذكرت في المصدر المذكور ( 1/156 ) نقلا عن " تلخيص الحبير "
لابن حجر العسقلاني ( ص 291 - 292 ) من الطبعة الهندية رواية عبد الرزاق و سعيد
ابن منصور و ابن أبي عمر ( الأصل : أبي عمرو و هو خطأ ) عن سفيان عن عمرو بن
دينار عن محمد بن علي بن الحنفية أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم .. القصة ،
و فيها أن عمر رضي الله عنه كشف عن ساقيها .
و قد اعتبرتها يؤمئذ صحيحة الإسناد ، اعتمادا مني على ابن حجر - و هو الحافظ
الثقة - و قد أفاد أن راويها هو ابن الحنفية ، و هو أخو أم كلثوم ، و أدرك عمر
و دخل عليه ، فلما طبع " مصنف عبد الرزاق " بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ،
و وقفت على إسنادها فيه ( 10/10352 ) تبين لي أن في السند إرسالا و انقطاعا ،
و أن قوله في " التلخيص " : " .. ابن الحنفية " خطأ لا أدري سببه ، فإنه في "
المصنف " : " ... عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال : .. " و كذلك هو عند سعيد بن
منصور ( 3 رقم 520 ) كما ذكر الشيخ الأعظمي ، و أبو جعفر هذا اسمه محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، و قد جاء مسمى في رواية ابن أبي عمر بـ " محمد
ابن علي " كما ذكره الحافظ نفسه في " الإصابة " ، و ساقه كذلك ابن عبد البر في
" الاستذكار " بإسناده إلى ابن أبي عمر ، و عليه فراوي القصة ليس ابن الحنفية ،
لأن كنيته أبو القاسم ، و إنما هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
كما تقدم ، لأنه هو الذي يكنى بأبي جعفر ، و هو الباقر . و هو من صغار التابعين
، روى عن جديه الحسن و الحسين و جد أبيه علي بن أبي طالب مرسلا ، كما في "
التهذيب " و غيره ، فهو لم يدرك عليا بله عمر ، كيف و قد ولد بعد وفاته بأكثر
من عشرين سنة ، فهو لم يدرك القصة يقينا ، فيكون الإسناد منقطعا ، فرأيت أن من
الواجب علي - أداء للأمانة العلمية - أن أهتبل هذه الفرصة ، و أن أبين للقراء
ما تبين لي من الانقطاع . والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لنا ما زلت له
أقلامنا ، و نبت عن الصواب أفكارنا ، إنه خير مسؤول .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قلت : لم يعزه الهيثمي ( 4/276 ) إلا لأحمد و البزار ، و قد راجعت له "
المعاجم الثلاثة " للطبراني فلم أره في شيء منها . فالله أعلم . اهـ .
1

(3/272)

1274 - " من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/434 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 1/22 ) من طريق سعيد بن أبي أيوب : حدثنا عبد الله بن الوليد عن
ابن حجيرة أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره و قال :
" [ صحيح ] على شرط مسلم ، فقد احتج بعبد الرحمن بن حجيرة و عبد الله بن الوليد
و هما شاميان " .
كذا قال ، و وافقه الذهبي . و قد وهما من وجوه :
الأول : أن ابن حجيرة هنا ليس هو عبد الرحمن بل ابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن
حجيرة ، فإنه هو الذي يروي عنه عبد الله بن الوليد . كما جاء في ترجمتيهما .
و على هذا ففي الإسناد إشكال ، ذلك لأن عبد الله هذا ليس له رواية عن أبي هريرة
و لا عن غيره من الصحابة ، و كل ما قالوه في ترجمته أنه روى عن أبيه لا غير .
و على هذا فكأنه سقط من الإسناد قوله : " عن أبيه " . والله أعلم .
الثاني : أن عبد الله بن الوليد و ابن حجيرة ليسا شاميين ، و إنما هما مصريان .
الثالث : أن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أصلا .
و كذا عبد الله بن الوليد ، و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و ضعفه
الدارقطني فقال :
" لا يعتبر بحديثه " .
و قال الحافظ :
" لين الحديث " .
و منه يتبين أن الإسناد ضعيف .
نعم قد جاء الحديث بإسناد صحيح لكن بلفظ :
" إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه
الإيمان " . و هو في " الأحاديث الصحيحة " ( 509 ) .
و مثل حديث الترجمة في الضعف ما رواه عمرو بن عبد الغفار : حدثنا العوام بن
حوشب : حدثني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء ، فإذا زنى العبد نزع منه سربال
الإيمان ، فإن تاب رد عليه " .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/119/1 - 2 ) .
و عمرو هذا قال أبو حاتم :
" متروك الحديث " .
و قال ابن عدي :
" اتهم بوضع الحديث " .

(3/273)

1275 - " من جرد ظهر أخيه بغير حق لقي الله و هو عليه غضبان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/436 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2524 ) : نا إبراهيم : نا محمد بن صدقة الجبلاني
: نا اليمان بن عدي عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا و قال :
" لم يروه عن محمد بن زياد إلا اليمان " .
قلت : و هو لين الحديث كما في " التقريب " ضعفه أحمد و الدارقطني ، و قال أبو
أحمد الحاكم :
" ليس بالقوي عندهم " .
و قال البخاري :
" في حديثه نظر " .
و أما أبو حاتم فقال :
" شيخ صدوق " .
و بقية رجاله ثقات غير إبراهيم و هو ابن محمد بن عرق و لم أجد له ترجمة .
و منه تعلم أن قول المنذري ( 3/207 ) ثم الهيثمي ( 4/253 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و إسناده جيد " ; غير جيد -
و اغتر بهما المناوي في التيسير ، و الغماري في " كنزه " - و لذا قال الحافظ في
" فتح الباري " :
" في سنده مقال " .
ثم وقفت على إسناده في " الكبير " ( 7536 ) ، فإذا هو بإسناد " الأوسط " نفسه
إلا أنه قال : " محمد بن إبراهيم بن عرق الحمصي " و الظاهر أنه انقلب على بعض
النساخ ، فإنه ليس في شيوخه إلا إبراهيم بن محمد بن عرق ، لا في " الصغير "
و لا في " الأوسط " ( 2/4/1 - 192/2 ) . و أيضا فقد ساق في " الكبير " بعد حديث
الترجمة بحديث واحد حديثا آخر ( 7538 ) قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق
الحمصي : حدثنا .. و يراجع لترجمته " تاريخ ابن عساكر " فإني أكتب هذا و أنا في
( عمان الأردن ) .

(3/274)

1276 - " من كانت فيه واحدة من ثلاث زوجه الله من الحور العين : من كانت عنده أمانة
خفية شهية فأداها من مخافة الله عز وجل ، أو رجل عفا عن قاتله ، أو رجل قرأ
*( قل هو الله أحد )* دبر كل صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/437 ) :

ضعيف
رواه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 124/2 ) : حدثنا محمد بن
عبد الرحمن مولى بني هاشم : أنبأنا أبي : أنبأنا رواد بن الجراح : أنبأنا محمد
ابن مسلم عن عبد الله بن الحسن عن أم سلمة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علل :
الأولى : الانقطاع بين عبد الله بن الحسن و هو أبو هاشم المدني العلوي و أم
سلمة .
الثانية : ضعف رواد . قال الحافظ :
" صدوق اختلط بآخره فترك " .
الثالثة : محمد بن عبد الرحمن لم أجد له ترجمة ، و كذا أبوه .
و لعل الطبراني رواه من هذا الوجه فقد قال الهيثمي ( 6/302 ) :
" رواه الطبراني و فيه جماعة لم أعرفهم " .
ثم رأيته في " المعجم الكبير " للطبراني ( 23/395/945 ) من طريق أخرى عن رواد
ابن الجراح : حدثنا عبد الله بن مسلم به .
قلت : كذا وقع فيه : " عبد الله بن مسلم " مكان " محمد بن مسلم " ، و لم يتبين
لي الصواب . والله أعلم .
و له شاهد من حديث جابر تقدم برقم ( 654) ، و هو ضعيف جدا ، فلا يستفيد الحديث
منه قوة .

(3/275)

1277 - " إذا وقف العباد للحساب ، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما ،
فازدحموا على باب الجنة ، فقيل : من هؤلاء ؟ قال : الشهداء كانوا أحياء مرزوقين
، ثم نادى مناد : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ، ثم نادى الثانية : ليقم
من أجره على الله فليدخل الجنة . قال : و من ذا الذي أجره على الله ؟ قال :
العافون عن الناس ، ثم نادى الثالثة : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة .
فقام كذا و كذا ألفا فدخلوها بغير حساب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/438 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 354 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( ق 91/2 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 2192 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6/187 ) من طريق
الفضل بن يسار عن غالب القطان عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال أبو نعيم :
" حديث غريب من حديث الحسن تفرد به الفضل بن غالب " .
قلت : و في ترجمة الفضل أورده العقيلي و قال :
" و لا يتابع من وجه يثبت " .
و قال أيضا :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد من وجه أصلح من هذا " .
قلت : و يشير بذلك إلى قضية العافين عن الناس ، و لم أقف على الإسناد الذي يشير
إليه ، و قد أخرجه ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( 83/1 ) من الوجه الأول .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3/210 ) بهذا السياق عن أنس و قال :
" رواه الطبراني بإسناد حسن " .
كذا قال ، و هو سهو منه أو تساهل ، فإنه عند الطبراني من الطريق السابق و قد
عرفت ضعفه ، فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 5/295 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " .. و في إسناده الفضل بن يسار ، قال العقيلي :
لا يتابع على حديثه " .

(3/276)

1278 - " ينادي مناد يوم القيامة : لا يقوم اليوم إلا أحد له عند الله يد ، فيقول
الخلائق : سبحانك لك اليد ، فيقول ذلك مرارا ، فيقول : بلى من عفا في الدنيا
بعد قدرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/439 ) :

منكر
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 242/1 ) عن عمر بن راشد : حدثنا عبد الرحمن بن
عقبة بن سهل عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" عمر بن راشد هذا ليس بالمعروف ، و أحاديثه كلها مما لا يتابعه الثقات عليها "
.
قلت : و هو عمر بن راشد مولى مروان بن أبان بن عثمان ، قال ابن عدي :
" شيخ مجهول كان بمصر يحدث عنه مطرف أبو مصعب المدني و أحمد بن عبد المؤمن
المصري و يعقوب بن سفيان الفارسي " .
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .
قلت : و عمر هذا هو الجاري المدني المترجم في " الميزان " و " التهذيب " ،
و صرح بذلك الذهبي في " الضعفاء " و هو صنيع الحافظ في " اللسان " فإنه ساق في
ترجمته بعض الأحاديث التي أوردها ابن عدي في ترجمة المولى ، و هذا منها .

(3/277)

1279 - " ينادي ملك من بطنان العرش يوم القيامة ، يا أمة محمد ، الله قد عفا عنكم
جميعا المؤمنين و المؤمنات فتواهبوا المظالم ، و ادخلوا الجنة برحمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/439 ) :

موضوع
رواه البغوي في " شرح السنة " ( 4/252/2 ) عن الحسين بن داود البلخي : حدثنا
يزيد بن هارون : حدثنا حميد عن أنس رفعه .
و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 37/2 ) .
قلت : و هذا موضوع آفته البلخي هذا ، قال الخطيب :
" لم يكن بثقة ، فإنه روى نسخة عن يزيد عن حميد عن أنس أكثرها موضوع " .
قلت : و هذا منها .

(3/278)

شريف حمدان
05 / 04 / 2016, 36 : 06 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/feq08282.gif

ابو توفيق
05 / 04 / 2016, 50 : 11 AM
جزاكم الله خيراً
اخي ****** ابوعبدالله
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@

ابو عبدالله عبدالرحيم
05 / 04 / 2016, 48 : 04 PM
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم اخي ****** الحاج ابوتوفيق رفع الله قدركم
في الدارين

ابو عبدالله عبدالرحيم
05 / 04 / 2016, 49 : 04 PM
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج عبد الجواد