طويلب علم مبتدئ
26 / 09 / 2017, 54 : 08 PM
الاهتمام بعقيدة السلف
إن مَن يتفحَّص الكتب التي صُنِّفت في العقائد يصادف عددًا غير قليل يظهر أو يدافع عن عقيدة السلف الصالح ضد التيارات الأخرى، ولا نريد هنا أن نستقصي هذا اللون من مؤلَّفات العقيدة، ولكن حسبنا أن نشير إلى بعض هذه المؤلفات:
• ففي القرنين الثاني والثالث الهجريين نجد ما ينسب للإمام أبي حنفية النعمان (150هـ) من رسائله التي تعالج مسائل في العقيدة، تقارب منهج السلف الصالح الذي أوجزه أو كتب بعده في متن الفقه الأكبر[1]، الذي حظِي بشروح عديدة.
• كما نجد الفقه الأكبر للإمام الشافعي (242هـ)، والرد على الجهمية للأحمد بن حنبل (242هـ)[2].
• وفي القرن الرابع الهجري نجد لابن خزيمة (311هـ) كتاب التوحيد وإثبات صفات الربِّ جل وعلا، ونجد العقيدة الطحاوية (321هـ)، وقد حظِيت بشروح عديدة أيضًا، كما نجد للإمام الأشعري (الإبانة عن أصول الديانة) (توفي سنة بضع وعشرين وثلاثمائة)، وفي القرن نفسه نجد الإبانة لابن بطة العكبري (ت 387هـ).
• وفي القرن الخامس الهجري نجد الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة للإمام البيهقي (المتوفى 485هـ)، رغم ما فيه من بعض التأويلات التي هي خلاف منهج السلف.
ويمكننا أن نعتبر كتاب البغدادي (الفَرْق بين الفِرَق) في الاتجاه نفسه؛ لأنه يظهر باطل معتقداتهم، ويذيل ببيان عقيدة أهل السنة والجماعة، (توفي 429هـ).
• فإذا انتقلنا إلى عصر شيخ الإسلام ابن تيمية - أعني القرنين السابع والثامن الهجريينِ - وجدنا لشيخ الإسلام ولابن القيم ولتلاميذِهما مِن بعدهما حشدًا هائلًا من المصنفات في خدمة عقيدة السلف[3].
• وقد استمرَّ هذا الاتجاه حتى العصر الحاضر؛ حيث مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب[4] ومَن تتلمذ على هذه المدرسة، كما هو واضح في الرسالة المسماة (نجاة الخلف في اعتقاد السلف) - للشيخ أحمد بن عثمان بن قائد النجدي (1097هـ).
وهذا الحشد الهائل مِن المصنفات التي تمثل اتجاهًا يُعْنَى ببيان عقيدة السلف الصالح، يوحي بسؤال مُؤدَّاه: لماذا كل هذا الاهتمام بعقيدة السلف، وهي موجودة في الكتاب والسنة؟
وبلفظ آخر: ما البواعث التي أدَّت إلى جعل هذا الاتجاه ظاهرًا في تاريخ الفكر الإسلامي؟
للإجابة على هذا السؤال نقول:
لا بد أن نُدرك أن مرحلتينِ تتشابهانِ إلى حدٍّ كبير، مرَّ بهما الفكر الإسلامي، فكانت الظروف في المرحلتين باعثةً على هذا الاهتمام بعقيدة السلف الصالح، ولا بد للأمر من بيان المرحلتين يسبقهما تحديد لمصطلح السلف والخلف...
(يتبع).
[1] أبو حنيفة: رسالة العالم والمتعلم، والفقه الأكبر، والفقه الأبسط، ورسالة إلى عثمان البتي، جمعها: زاهد الكوثري (1368ه).
[2] تنسب بعض الكتب للإمام مالك؛ رسالة في الرد على القدرية، لكنا لم نظفر بها بعد؛ ولذا لم نوردها في المتن.
[3]نذكر مجرد أمثلة: لابن تيمية: الرسالة التدمرية، العقيدة الحموية الكبرى، الفرقان بين الحق والباطل، العقيدة الواسطية، درء تعارض العقل والنقل.
[4]انظر: مؤلفات الشيخ ابن عبدالوهاب/ طبعتها جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية بمناسبة أسبوع الشيخ.
أ. د. أبو اليزيد أبو زيد العجمي
إن مَن يتفحَّص الكتب التي صُنِّفت في العقائد يصادف عددًا غير قليل يظهر أو يدافع عن عقيدة السلف الصالح ضد التيارات الأخرى، ولا نريد هنا أن نستقصي هذا اللون من مؤلَّفات العقيدة، ولكن حسبنا أن نشير إلى بعض هذه المؤلفات:
• ففي القرنين الثاني والثالث الهجريين نجد ما ينسب للإمام أبي حنفية النعمان (150هـ) من رسائله التي تعالج مسائل في العقيدة، تقارب منهج السلف الصالح الذي أوجزه أو كتب بعده في متن الفقه الأكبر[1]، الذي حظِي بشروح عديدة.
• كما نجد الفقه الأكبر للإمام الشافعي (242هـ)، والرد على الجهمية للأحمد بن حنبل (242هـ)[2].
• وفي القرن الرابع الهجري نجد لابن خزيمة (311هـ) كتاب التوحيد وإثبات صفات الربِّ جل وعلا، ونجد العقيدة الطحاوية (321هـ)، وقد حظِيت بشروح عديدة أيضًا، كما نجد للإمام الأشعري (الإبانة عن أصول الديانة) (توفي سنة بضع وعشرين وثلاثمائة)، وفي القرن نفسه نجد الإبانة لابن بطة العكبري (ت 387هـ).
• وفي القرن الخامس الهجري نجد الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة للإمام البيهقي (المتوفى 485هـ)، رغم ما فيه من بعض التأويلات التي هي خلاف منهج السلف.
ويمكننا أن نعتبر كتاب البغدادي (الفَرْق بين الفِرَق) في الاتجاه نفسه؛ لأنه يظهر باطل معتقداتهم، ويذيل ببيان عقيدة أهل السنة والجماعة، (توفي 429هـ).
• فإذا انتقلنا إلى عصر شيخ الإسلام ابن تيمية - أعني القرنين السابع والثامن الهجريينِ - وجدنا لشيخ الإسلام ولابن القيم ولتلاميذِهما مِن بعدهما حشدًا هائلًا من المصنفات في خدمة عقيدة السلف[3].
• وقد استمرَّ هذا الاتجاه حتى العصر الحاضر؛ حيث مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب[4] ومَن تتلمذ على هذه المدرسة، كما هو واضح في الرسالة المسماة (نجاة الخلف في اعتقاد السلف) - للشيخ أحمد بن عثمان بن قائد النجدي (1097هـ).
وهذا الحشد الهائل مِن المصنفات التي تمثل اتجاهًا يُعْنَى ببيان عقيدة السلف الصالح، يوحي بسؤال مُؤدَّاه: لماذا كل هذا الاهتمام بعقيدة السلف، وهي موجودة في الكتاب والسنة؟
وبلفظ آخر: ما البواعث التي أدَّت إلى جعل هذا الاتجاه ظاهرًا في تاريخ الفكر الإسلامي؟
للإجابة على هذا السؤال نقول:
لا بد أن نُدرك أن مرحلتينِ تتشابهانِ إلى حدٍّ كبير، مرَّ بهما الفكر الإسلامي، فكانت الظروف في المرحلتين باعثةً على هذا الاهتمام بعقيدة السلف الصالح، ولا بد للأمر من بيان المرحلتين يسبقهما تحديد لمصطلح السلف والخلف...
(يتبع).
[1] أبو حنيفة: رسالة العالم والمتعلم، والفقه الأكبر، والفقه الأبسط، ورسالة إلى عثمان البتي، جمعها: زاهد الكوثري (1368ه).
[2] تنسب بعض الكتب للإمام مالك؛ رسالة في الرد على القدرية، لكنا لم نظفر بها بعد؛ ولذا لم نوردها في المتن.
[3]نذكر مجرد أمثلة: لابن تيمية: الرسالة التدمرية، العقيدة الحموية الكبرى، الفرقان بين الحق والباطل، العقيدة الواسطية، درء تعارض العقل والنقل.
[4]انظر: مؤلفات الشيخ ابن عبدالوهاب/ طبعتها جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية بمناسبة أسبوع الشيخ.
أ. د. أبو اليزيد أبو زيد العجمي