المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرف العلم وفضيلته في القرآن الكريم


طويلب علم مبتدئ
10 / 03 / 2018, 54 : 06 PM
شرف العلم وفضيلته في القرآن الكريم

ودلالته الدينية


قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّهَا).

فقد أشارت الآية هنا إلى فضيلة العلم، فالله سبحانه وتعالى ما أظهر كمال حكمته في خلقه آدم عليه السلام، إلاّ بإظهار علمه، فلو كان في الإمكان وجود شيء أشرف من العلم لظهر فضله بذلك الشّيء لا بالعلم.



وما يدلّ على فضل العلم: القرآن والسنّة والنّقول:

أمّا القرآن: فقد جاء فضل العلم فيه من وجوه أربعة:

الأوّل: تسمية العلم بالحكمة، وقد جاء تعظيم أمر الحكمة الدّال على عظمة شأن العلم على أربعــة أوجه:

1- المواعظ، قال تعالى: ( وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) النساء 113 أي مواعظ القرآن.

2 ـ معنى الفهم والعلم قال تعالى: ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ) مريم 12، وقال تعالى: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للَّهِ ) لقمان: 12 يعنى الفهم والعلم.

3 ـ بمعنى النّبوة قال تعالى: ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) النساء 54.

4 ـ بمعنى القرآن. قال تعالى: ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) البقرة 269



أي القرآن الكريم. فالوجوه الأربعة السّابقة كلّها ترجع إلى العلم، ثمّ لنتفكّر في هذا العلم الهائل الذي توصّل إليه الإنسان ما هو إلاّ قليلٌ جدّاً، قال تعالى: ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) الاسراء 85. وسمّى الله تعالـى الدّنيا بأسرها قليلاً، فقـال: ( قل متاع الدنيا قليل ) النساء 77، فما سمّاه الله تعالى قليلاً لا يمكننا أن ندرك كميّته، فما ظنّك بما سمّاه كثيراً! وما ظنّك بعلمِ عالمٍ لا أوّل لعلمه ولا آخر! ولو كانت بحار الدّنيا تمدّها بحارٌ وبحارٌ مداداً، وجيء بملء الأرض عيدان وأقلام، وجيء بالكتبة يكتبون كلماتِ الله تعالى لا كلامه اللاّنهائيّ، كلماته المحدودة، لنفد مداد البحار وإن كانت سبعة أبحر تمدّها سبعة أبحر متّصلة بها سبعة وسبعة... الخ. لم تنته كلماته تعالى، فما الظنّ بكلامه؟! سبحانه وتعالى عمّا يشركون.