تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غفلة الناس عن شهر شعبان


طويلب علم مبتدئ
19 / 04 / 2018, 13 : 10 AM
غفلة الناس عن شهر شعبان



.. وبعد:

عباد الله، ها هو شهر شعبان يهل علينا من جديد، مبشراً بقرب شهر رمضان، شهر الخير والطاعة والغفران.



شهر شعبان عباد الله، يغفل عنه كثير من الناس، فقد كان رسولنا يكثر من الصيام فيه، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيامَ شهر إلاَّ رمضان، وما رأيتُه أكثرَ صياماً منه في شعبان، وقالت رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبانَ كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً.



وقد بيّن نبيّنا صلى الله عليه وسلم سببَ إكثاره من الصيام في هذا الشهر المبارك، فعن أسامة بنِ زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لَم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟! فقال: (ذاك شهر يغفَل الناس عنه، بين رجَبٍ ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبّ أن يُرفَع عَملي وأنا صائم).



فذكر صلى الله عليه وسلم سببين اثنين: أولهما أن شهر شعبان، شهرٌ يغفل الناس عنه لوقوعه بين شهرين عظيمين: شهرِ رجب وشهرِ رمضان، والأوقات التي يغفل فيها الناس عن العبادة تحسن فيها الطاعات وتعظم فيها الحسنات.



والسبب الثاني هو أن شعبانَ شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم.



ثم إن الصيام في شعبان هو تهيئة لقدوم شهر رمضان وتدريب على صيامِه، فمن يصوم أياماً من شعبان فلن يجد مشقة كبيرة في صيام رمضان، لأنه يكون قد اعتاد على الصيام.



قال أحد الصالحين: شهرُ رجب هو شهرُ الزرع، وشهرُ شعبان هو شهرُ سَقْيِ الزرع، وشهرُ رمضان هو شهْرُ حَصادِ الزرع.

فمن أراد جودة الحصاد في رمضان فعليه برعاية الزرع في شعبان وسقيِه والعنايةِ به.



عباد الله، وإن من الطاعات التي كان السلف رحمهم الله تعالى يحرصون عليها في شهر شعبان، قراءةَ القرآن الكريم، فقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يتهيؤون فيه لرمضان بكثرة قراءة القرآن في شعبان، قال أَنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه: كانَ المُسلِمُون إذا دَخَلَ شَعبَانُ أَكَبُّوا على المَصَاحِفِ فَقَرؤوها، وقال سلمة بن كهيل - أحد التابعين - رحمه الله: كان يقال: شهر شعبان شهرُ القراء، وكان عمرو بن قيس - أحد التابعين - رحمه الله إذا دخل شهرُ شعبان أغلَقَ حانوتَه - أي دكانه - وتفرَّغ لقراءةِ القرآن.



فلنحرص - عباد الله - على الإكثار من الطاعات في شهر شعبان، الذي يغفل عنه كثير من الناس، ولنستعد لرمضان من الآن، عسى الله أن يبلغنا وإياكم إياه.

أقول قولي هذا...



الخطبة الثانية

.. وبعد:

فإن العبادة وقت الغفلة عادة الصالحين، وقد أكدت عليها سنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، والمراد بالهرج الفتنة، وما يصاحبها من انشغال الناس عن طاعة الله، فلا يتفرغ للعبادة في ذلك الوقتِ إلا صفوة الناس من الصالحين.



وهذه فرصة عباد الله، بدخول شهر شعبان أن نقبل على الله تعالى، بالطاعة والتوبة والإنابة، فمثل هذا الموسم لا يتكرر إلا من عام إلى عام، فإذا ضيعنا هذا العام، والعام السابق والعام اللاحق، فماذا يبقى لنا من رصيد عند الله تعالى.



فاستغلال مثل هذا الموسم في الطاعة والعبادة، علامة من علامات توفيق الله للعبد.



ألا وصلوا على ****** المصطفى...

اللهم أعز الإسلام والمسلمين...

اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من أهل الطاعة والإحسان...

شريف حمدان
22 / 04 / 2018, 43 : 08 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif