طويلب علم مبتدئ
14 / 12 / 2008, 07 : 09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ياقوت في معجمه 5/116 هذه القصة العجيبة :
"وإليها ـ أي مدينة : مرو الشاهجان ـ ينسب عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفال المروزي ، وحيد زمانه فقهاً وعلماً ، رحل إلى الناس ، وصنف وظهرت بركته ، وهو أحد أركان مذهب الشافعي ، وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق ... وكان ابتداء اشتغاله بالفقه على كبر السن !!
حدثني بعض فقهاء مرو بـ (فنين ) من قراها .. أن القفال الشاشي صنع قفلاً ومفتاحاً وزنه دانق واحدٌ ، فأعجب الناس به جداً ، وسار ذكره ، وبلغ خبره إلى هذا القفال ، فصنع قفلاً مع مفتاحه وزنه طسوج [= ربع دانق] ، وأراه الناس فاستحسنوه ، ولم يشع له ذكر !!
فقال يوماً ـ لبعض من يأنس إليه ـ : ألا ترى كل شيء يفتقر إلى الحظ ؟! عمل الشاشي قفلاً وزنه دانق وطنت به البلاد ، وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحدٌ !!
فقال له : إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال ... فرغب في العلم ، واشتغل به ، وقد بلغ من عمره أربعين سنة .
وجاء إلى شيخ من أهلٍ مرو ، وعرّفه رغبته فيما رغب فيه ، فلقنه أول كتاب المزني ، وهو : "هذا كتاب اختصرته" ، فرقي إلى سطحه ، وكرر عليه هذه الثلاثة ألفاظ ، من العشاء إلى أن طلع الفجر ، فحملته عينه ، فنام ، ثم انتبه وقد نسيها ، فضاق صدره ، وقال : أيش أقول للشيخ ؟!.وخرج من بيته ...
فقالت له امرأة من جيرانه : يا أبا بكر ..لقد أسهرتنا البارحة في قولك : "هذا كتاب اختصرته" !!
فتلقنها منها ، وعاد إلى شيخه ، وأخبره بما كان منه ...
فقال له: لا يصدنك هذا عن الاشتغال .. فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة ..
فجدَ ولازمَ الاشتغال ، حتى كان منه ما كان ..!
فعاش ثمانين سنة .. أربعين جاهلاً ، وأربعين عالماً ..!
وقال أبو المظفر السمعاني : عاش تسعين سنة ، ومات سنة 714 ، ورأيت قبره بمرو ، وزرته رحمه الله تعالى " اهـ.
منقول من موضوع للشيخ عمر المقبل حفظه الله
وأرجو أن يكون طلب الذكر و الرفعة بين الناس التي من أجله طلب هذا القفال العلم .. داخل في قول أحد أئمة السلف: طلبنا العلم لغير الله , فأبى أن يكون إلا لله ..
ذكر ياقوت في معجمه 5/116 هذه القصة العجيبة :
"وإليها ـ أي مدينة : مرو الشاهجان ـ ينسب عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفال المروزي ، وحيد زمانه فقهاً وعلماً ، رحل إلى الناس ، وصنف وظهرت بركته ، وهو أحد أركان مذهب الشافعي ، وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق ... وكان ابتداء اشتغاله بالفقه على كبر السن !!
حدثني بعض فقهاء مرو بـ (فنين ) من قراها .. أن القفال الشاشي صنع قفلاً ومفتاحاً وزنه دانق واحدٌ ، فأعجب الناس به جداً ، وسار ذكره ، وبلغ خبره إلى هذا القفال ، فصنع قفلاً مع مفتاحه وزنه طسوج [= ربع دانق] ، وأراه الناس فاستحسنوه ، ولم يشع له ذكر !!
فقال يوماً ـ لبعض من يأنس إليه ـ : ألا ترى كل شيء يفتقر إلى الحظ ؟! عمل الشاشي قفلاً وزنه دانق وطنت به البلاد ، وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحدٌ !!
فقال له : إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال ... فرغب في العلم ، واشتغل به ، وقد بلغ من عمره أربعين سنة .
وجاء إلى شيخ من أهلٍ مرو ، وعرّفه رغبته فيما رغب فيه ، فلقنه أول كتاب المزني ، وهو : "هذا كتاب اختصرته" ، فرقي إلى سطحه ، وكرر عليه هذه الثلاثة ألفاظ ، من العشاء إلى أن طلع الفجر ، فحملته عينه ، فنام ، ثم انتبه وقد نسيها ، فضاق صدره ، وقال : أيش أقول للشيخ ؟!.وخرج من بيته ...
فقالت له امرأة من جيرانه : يا أبا بكر ..لقد أسهرتنا البارحة في قولك : "هذا كتاب اختصرته" !!
فتلقنها منها ، وعاد إلى شيخه ، وأخبره بما كان منه ...
فقال له: لا يصدنك هذا عن الاشتغال .. فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة ..
فجدَ ولازمَ الاشتغال ، حتى كان منه ما كان ..!
فعاش ثمانين سنة .. أربعين جاهلاً ، وأربعين عالماً ..!
وقال أبو المظفر السمعاني : عاش تسعين سنة ، ومات سنة 714 ، ورأيت قبره بمرو ، وزرته رحمه الله تعالى " اهـ.
منقول من موضوع للشيخ عمر المقبل حفظه الله
وأرجو أن يكون طلب الذكر و الرفعة بين الناس التي من أجله طلب هذا القفال العلم .. داخل في قول أحد أئمة السلف: طلبنا العلم لغير الله , فأبى أن يكون إلا لله ..