طويلب علم مبتدئ
09 / 05 / 2018, 10 : 11 PM
جزيرة العرب
الانتماء الإقليمي
اعلم أيها القارئ:
أولًا: أن الله جل وعلا هو المنفرد بالخلق والاختيار، قال تبارك وتعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ [القصص: 68]:
خلَق السموات سبعًا، فاختار السماء السابعة.
وخلق الجنان، فاختار جنة الفردوس.
وخلق البلدان والجزر، فاختار بلاد العرب وجزيرة العرب.
وخلق الأقاليم، فاختار مكة والمدينة.
وخلق الأرض، فاختار موضع الكعبة والروضة الشريفة.
وخلق الجبال، فاختار الطور وأُحُدًا والصفا والمروة.
وخلق الأودية، فاختار الوادي المقدَّس طُوى والعقيق.
وخلق الأنهار، فاختار النيل والفرات.
وخلق الأحجار، فاختار الحجر الأسود.
إلى غير ذلك مما هو معلوم مشهور، ولله در القائل:
وما عبَّر الإنسانُ عن فضلِ نفسِهِ ♦♦♦ بمثلِ اعتقادِ الفضلِ في كلِّ فاضلِ
قال الخطابيُّ: قد فضَّل الله بعض الأحجار على بعض، كما فضل بعض البقاع والبلدان، وكما فضل بعض الليالي والأيام والشهور، وباب هذا كله التسليم، وهو أمر سائغ في العقول، جائز فيها غير ممتنع ولا مستنكر[1].
ثانيًا: أن ما ورد في مدح بلد من البلدان أو إقليم من الأقاليم، لا يقتضي خيرية جميع سكانه، والعكس بالعكس، فقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم مكة والمدينة والشام واليمن، ويوجد بها من شرار الناس ما هو معلوم، فقد وجد في المدينة كبير المنافقين عبدالله بن أُبَيِّ ابن سلول، ووجد بمكة فرعون هذه الأمة أبو جهل، ووجد باليمن الكذاب مدعي النبوة الأسود العنسي.
ووجد ببيت المقدس - الأرضِ المباركة - بنو إسرائيل، وقد ارتكبوا أنواع الكفر، وفي المقابل ما جاء في ذم المشرق والعراق، ووجد فيهما من العلماء والفضلاء ما يتعذر حصرُه ويصعب عدُّه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يخرج ناس من المشرق، فيوطئون للمهدي)) يعني سلطانَه[2].
ثالثًا: أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأسرته ينتمون إلى العرب نسبًا ولسانًا ودارًا؛ فالجزيرة العربية مسقطُ رأسه ودار إقامتِه ومكان وفاته، (والجزيرة هي الجزيرة)، وفي الوقت ذاته ينتمي إلى نجدٍ وإلى اليمامة، وقد حَظِيَت الجزيرة العربية وأقاليمها باهتمام العلماء والمؤلِّفين؛ حيث أُلِّفت فيها الكثير من المصنفات، وهذا دليل أهميتها الدينية والدنيوية.
جزيرة العرب:
المطلب الأول: تسميتها وأقاليمها وحدودها:
إنما سُمِّيتْ بلاد العرب جزيرة؛ لإحاطة البحار والأنهار بها من جميع أقطارها وأطرافها، فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر، وجزيرة العرب على خمسة أقسام: تِهامة، والحجاز، ونجد، والعروض - ويقال: اليمامة - واليمن[3].
وتقع الجزيرة العربية في قلب العالم، في الطرف الجنوبي الغربي لقارة آسيا.
ويحدها من الجهات الثلاث: غربًا، وجنوبًا، وشرقًا ثلاثة أبحر: البحر الأحمر (بحر القلزم) غربًا، وبحر العرب جنوبًا، والخليج العربي (بحر البصرة، بحر فارس) شرقًا، وهذا محل اتفاق.
وأما من جهة الشمال، ففي تحديده أقوال متقاربة المعنى، قال ابن تيمية: إلى أوائل الشام، بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم، ولا تدخل فيها الشام. اهـ.
والأردنُّ وسوريا والعراق، ليست في محدود أرض العرب (جزيرة العرب)[4].
وقالوا: يبلغ طول جزيرة العرب من الطرف الشمالي إلى الطرف الجنوبي (2500) كيلو مترًا، ويبلغ عَرضها من الطرف الغربي إلى الطرف الشرقي (2000) كيلو مترًا، وكلما اتجهنا جنوبًا في الجزيرة زاد اتساعها من حيث العرض، وتبلغ مساحتها (3056000) كيلو مترًا مربعًا.
المطلب الثاني: خصائصها:
تمتاز جزيرة العرب على غيرها من بلاد الشام بامتيازات كثيرة، وتنفرد بخصائص وأحكام عديدة، نذكر ما تيسر منها على وجه الإجمال والاختصار، وحسبُك من القلادة ما أحاط بالعنق، ومِن السوار ما أحاط بالمِعْصم، فنقول: من مزايا الجزيرة العربية أنها:
• قاعدة الإسلام وعاصمة دُولِه.
• مشرق الإسلام وحرمُه وداره أبدًا.
• مسقط رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحاضنته وحاوية جسده الشريف.
قد شرَّفَ الله أرضًا أنتَ ساكنُها ♦♦♦ وشرَّفَ الناسَ إذ سوَّاك إنسانَا
• مكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكان السابقين الأولين والمهاجرين والأنصار، والعشرة المبشرين بالجنة، وأصحاب بدر، وأُحُدٍ، وبيعة الرضوان.
• مهبط الوحي والقرآن.
• مهد الإيمان.
• مأرِز الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الإيمان ليَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها)) متفق عليه[5].
• مبدأ انطلاق الدعوة إلى الله، فمنها بعَث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده الدعاةَ إلى الأمصار لدعوة الناس إلى الإسلام والتوحيد الخالص وتعليمهم القرآن وأحكام الدين.
• مبدأ إقامة الجهاد في سبيل الله، فمنها سُيِّرت الجيوش الإسلامية لفتح الأمصار؛ حتى يكون الدين كله لله جل وعلا، وعلى أرضها سُفِك أولُ دمٍ في سبيل الله.
• أهلها هم الذين يُقاتلون في الملاحم، ويقاتلون الدجَّال.
• المكان الأول لمعرفة الأصيل في لغة العرب وثقافتها، ومكان الحركة الفكرية في العصور الإسلامية.
• حاضنة دولة الإسلام الأولى ودار الهجرة - المدينة النبوية - وحاضنة أحب البلاد إلى الله - مكة - والتي بها الكعبة المشرفة، مُتَّجَه المسلمين أجمع في عبادتهم، ولعظيم قدر مكة والمدينة حرَسهما الله من الدجال.
• حاضنة الحرمين الشريفين.
• منبع الأخلاق الحميدة، والصفات الجميلة، ومُرْتَكَضُ[6] الآداب السامية والأنساب العالية.
• أسلم الأقاليم من الأخلاط الاعتقادية والمنهجية والعِرقية.
• ذات الطبيعة الحسنة المتنوعة، والتي لها أثر بالغ ودور هام في صفاء الذهن وعبقرية الفكر، وقد تقدَّم كلام ابن خلدون في التمهيد، فراجِعه.
• موطن العلماء ومحل التقائهم أثناء أداء الحج والعمرة.
• الفائزة بآخر ما عهِده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته، قالت عائشة رضي الله عنه: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: ((لا يُترك بجزيرة العرب دينانِ))[7].
واهًا لها ما أطيبَها! ولو لم يرِدْ في فضل الجزيرة العربية إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد أَيِسَ أن يعبُده المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأُخرجِنَّ اليهودَ والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدَعَ إلا مسلمًا))[8]، لكفاها شرفًا وفضلًا.
[1] الخطابي: معالم السنن 2/ 165.
[2] ابن ماجه 4088، قال البوصيري مصباح الزجاجة: 1445: "هذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر وابن لَهِيعة".
[3] انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي 2/ 137.
[4] انظر: معجم البلدان للحموي 2/ 137 - 138، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 1/ 406، وخصائص جزيرة العرب لبكر أبو زيد ص 17 - 18.
[5] البخاري 1777، ومسلم 147، من طريق عبيدالله، عن خبيب بن عبدالرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
[6] مرتكض الماء: موضع مَجَمِّه.
[7] أحمد المسند: 6/ 274 - 275: ثنا يعقوب، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدثني صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن عائشة رضي الله عنها به.
قال الساعاتي الفتح الرباني: 21/ 237: لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث عائشة لغير الإمام أحمد، وهو حديث صحيح ورجاله كلهم ثقات.
[8] الحديث الأول: حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، رواه مسلم 2812، وأحمد 3/ 313، والترمذي 1937، والبيهقي في الدلائل 6/ 363، والبغوي في شرح السنة 3525، من طريق الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه به.
ومعنى الحديث: أن الشيطان قد أيس أن يجتمع أهل الجزيرة على الإشراك بالله تعالى.
والحديث الثاني: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رواه مسلم 1767، وأحمد 1/ 29، وأبو داود 3030، والترمذي 1606، وعبدالرزاق 9985، وابن عبدالبر في التمهيد 1/ 169 - 170، والبغوي في شرح السنة 2756، من طريق أبي الزبير، عن جابر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه به.
الانتماء الإقليمي
اعلم أيها القارئ:
أولًا: أن الله جل وعلا هو المنفرد بالخلق والاختيار، قال تبارك وتعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ [القصص: 68]:
خلَق السموات سبعًا، فاختار السماء السابعة.
وخلق الجنان، فاختار جنة الفردوس.
وخلق البلدان والجزر، فاختار بلاد العرب وجزيرة العرب.
وخلق الأقاليم، فاختار مكة والمدينة.
وخلق الأرض، فاختار موضع الكعبة والروضة الشريفة.
وخلق الجبال، فاختار الطور وأُحُدًا والصفا والمروة.
وخلق الأودية، فاختار الوادي المقدَّس طُوى والعقيق.
وخلق الأنهار، فاختار النيل والفرات.
وخلق الأحجار، فاختار الحجر الأسود.
إلى غير ذلك مما هو معلوم مشهور، ولله در القائل:
وما عبَّر الإنسانُ عن فضلِ نفسِهِ ♦♦♦ بمثلِ اعتقادِ الفضلِ في كلِّ فاضلِ
قال الخطابيُّ: قد فضَّل الله بعض الأحجار على بعض، كما فضل بعض البقاع والبلدان، وكما فضل بعض الليالي والأيام والشهور، وباب هذا كله التسليم، وهو أمر سائغ في العقول، جائز فيها غير ممتنع ولا مستنكر[1].
ثانيًا: أن ما ورد في مدح بلد من البلدان أو إقليم من الأقاليم، لا يقتضي خيرية جميع سكانه، والعكس بالعكس، فقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم مكة والمدينة والشام واليمن، ويوجد بها من شرار الناس ما هو معلوم، فقد وجد في المدينة كبير المنافقين عبدالله بن أُبَيِّ ابن سلول، ووجد بمكة فرعون هذه الأمة أبو جهل، ووجد باليمن الكذاب مدعي النبوة الأسود العنسي.
ووجد ببيت المقدس - الأرضِ المباركة - بنو إسرائيل، وقد ارتكبوا أنواع الكفر، وفي المقابل ما جاء في ذم المشرق والعراق، ووجد فيهما من العلماء والفضلاء ما يتعذر حصرُه ويصعب عدُّه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يخرج ناس من المشرق، فيوطئون للمهدي)) يعني سلطانَه[2].
ثالثًا: أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأسرته ينتمون إلى العرب نسبًا ولسانًا ودارًا؛ فالجزيرة العربية مسقطُ رأسه ودار إقامتِه ومكان وفاته، (والجزيرة هي الجزيرة)، وفي الوقت ذاته ينتمي إلى نجدٍ وإلى اليمامة، وقد حَظِيَت الجزيرة العربية وأقاليمها باهتمام العلماء والمؤلِّفين؛ حيث أُلِّفت فيها الكثير من المصنفات، وهذا دليل أهميتها الدينية والدنيوية.
جزيرة العرب:
المطلب الأول: تسميتها وأقاليمها وحدودها:
إنما سُمِّيتْ بلاد العرب جزيرة؛ لإحاطة البحار والأنهار بها من جميع أقطارها وأطرافها، فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر، وجزيرة العرب على خمسة أقسام: تِهامة، والحجاز، ونجد، والعروض - ويقال: اليمامة - واليمن[3].
وتقع الجزيرة العربية في قلب العالم، في الطرف الجنوبي الغربي لقارة آسيا.
ويحدها من الجهات الثلاث: غربًا، وجنوبًا، وشرقًا ثلاثة أبحر: البحر الأحمر (بحر القلزم) غربًا، وبحر العرب جنوبًا، والخليج العربي (بحر البصرة، بحر فارس) شرقًا، وهذا محل اتفاق.
وأما من جهة الشمال، ففي تحديده أقوال متقاربة المعنى، قال ابن تيمية: إلى أوائل الشام، بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم، ولا تدخل فيها الشام. اهـ.
والأردنُّ وسوريا والعراق، ليست في محدود أرض العرب (جزيرة العرب)[4].
وقالوا: يبلغ طول جزيرة العرب من الطرف الشمالي إلى الطرف الجنوبي (2500) كيلو مترًا، ويبلغ عَرضها من الطرف الغربي إلى الطرف الشرقي (2000) كيلو مترًا، وكلما اتجهنا جنوبًا في الجزيرة زاد اتساعها من حيث العرض، وتبلغ مساحتها (3056000) كيلو مترًا مربعًا.
المطلب الثاني: خصائصها:
تمتاز جزيرة العرب على غيرها من بلاد الشام بامتيازات كثيرة، وتنفرد بخصائص وأحكام عديدة، نذكر ما تيسر منها على وجه الإجمال والاختصار، وحسبُك من القلادة ما أحاط بالعنق، ومِن السوار ما أحاط بالمِعْصم، فنقول: من مزايا الجزيرة العربية أنها:
• قاعدة الإسلام وعاصمة دُولِه.
• مشرق الإسلام وحرمُه وداره أبدًا.
• مسقط رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحاضنته وحاوية جسده الشريف.
قد شرَّفَ الله أرضًا أنتَ ساكنُها ♦♦♦ وشرَّفَ الناسَ إذ سوَّاك إنسانَا
• مكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكان السابقين الأولين والمهاجرين والأنصار، والعشرة المبشرين بالجنة، وأصحاب بدر، وأُحُدٍ، وبيعة الرضوان.
• مهبط الوحي والقرآن.
• مهد الإيمان.
• مأرِز الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الإيمان ليَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها)) متفق عليه[5].
• مبدأ انطلاق الدعوة إلى الله، فمنها بعَث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده الدعاةَ إلى الأمصار لدعوة الناس إلى الإسلام والتوحيد الخالص وتعليمهم القرآن وأحكام الدين.
• مبدأ إقامة الجهاد في سبيل الله، فمنها سُيِّرت الجيوش الإسلامية لفتح الأمصار؛ حتى يكون الدين كله لله جل وعلا، وعلى أرضها سُفِك أولُ دمٍ في سبيل الله.
• أهلها هم الذين يُقاتلون في الملاحم، ويقاتلون الدجَّال.
• المكان الأول لمعرفة الأصيل في لغة العرب وثقافتها، ومكان الحركة الفكرية في العصور الإسلامية.
• حاضنة دولة الإسلام الأولى ودار الهجرة - المدينة النبوية - وحاضنة أحب البلاد إلى الله - مكة - والتي بها الكعبة المشرفة، مُتَّجَه المسلمين أجمع في عبادتهم، ولعظيم قدر مكة والمدينة حرَسهما الله من الدجال.
• حاضنة الحرمين الشريفين.
• منبع الأخلاق الحميدة، والصفات الجميلة، ومُرْتَكَضُ[6] الآداب السامية والأنساب العالية.
• أسلم الأقاليم من الأخلاط الاعتقادية والمنهجية والعِرقية.
• ذات الطبيعة الحسنة المتنوعة، والتي لها أثر بالغ ودور هام في صفاء الذهن وعبقرية الفكر، وقد تقدَّم كلام ابن خلدون في التمهيد، فراجِعه.
• موطن العلماء ومحل التقائهم أثناء أداء الحج والعمرة.
• الفائزة بآخر ما عهِده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته، قالت عائشة رضي الله عنه: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: ((لا يُترك بجزيرة العرب دينانِ))[7].
واهًا لها ما أطيبَها! ولو لم يرِدْ في فضل الجزيرة العربية إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد أَيِسَ أن يعبُده المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأُخرجِنَّ اليهودَ والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدَعَ إلا مسلمًا))[8]، لكفاها شرفًا وفضلًا.
[1] الخطابي: معالم السنن 2/ 165.
[2] ابن ماجه 4088، قال البوصيري مصباح الزجاجة: 1445: "هذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر وابن لَهِيعة".
[3] انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي 2/ 137.
[4] انظر: معجم البلدان للحموي 2/ 137 - 138، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 1/ 406، وخصائص جزيرة العرب لبكر أبو زيد ص 17 - 18.
[5] البخاري 1777، ومسلم 147، من طريق عبيدالله، عن خبيب بن عبدالرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
[6] مرتكض الماء: موضع مَجَمِّه.
[7] أحمد المسند: 6/ 274 - 275: ثنا يعقوب، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدثني صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن عائشة رضي الله عنها به.
قال الساعاتي الفتح الرباني: 21/ 237: لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث عائشة لغير الإمام أحمد، وهو حديث صحيح ورجاله كلهم ثقات.
[8] الحديث الأول: حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، رواه مسلم 2812، وأحمد 3/ 313، والترمذي 1937، والبيهقي في الدلائل 6/ 363، والبغوي في شرح السنة 3525، من طريق الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه به.
ومعنى الحديث: أن الشيطان قد أيس أن يجتمع أهل الجزيرة على الإشراك بالله تعالى.
والحديث الثاني: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رواه مسلم 1767، وأحمد 1/ 29، وأبو داود 3030، والترمذي 1606، وعبدالرزاق 9985، وابن عبدالبر في التمهيد 1/ 169 - 170، والبغوي في شرح السنة 2756، من طريق أبي الزبير، عن جابر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه به.