أم نيره
17 / 12 / 2008, 58 : 10 PM
ليلة هانئة وعيشة راضية.
حدثنا التاريخ أن شريحاً القاضى قابل الشعبى.
وأظنكم تعرفون شريحاً إنه شريح بن شراحيل أو شرحبيل الذى ولاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضاء الكوفة فأقام عليه ستين سنة وضرب المثل بعدله وصدقه ومن أراد أن يرجع إلى ترجمته فليرجع إلى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبى فى المجلد الرابع.
أما الشعبى فهو التابعى الجليل علامة عصره وزمانه ولد سنة ثمان وعشرين من الهجرة وقال فى حقه سعيد بن زيد عن مكحول قال: ما رأيت أحداً أعلم من الشعبى.
له ترجمة طويلة فى سير أعلام النبلاء فليرجع إليها من أراد فى المجلد الرابع أيضاً.
أيها الأحباب:
يحدثنا التاريخ أن شريحاً قابل الشعبى يوماً فسأله الشعبى عن حاله فى بيته فقال له شريح: منذ عشرين عاماً لم أر ما يغضبنى من أهلى، قال له وكيف ذلك؟ قال شريح:
من أول ليلة دخلت على امرأتى ورأيت فيها حسناً فاتناً وجمالاً نادراً، قلت فى نفسى أصلى ركعتين شكراً لله عز وجل.
فلما سلمت وجدت زوجتى تصلى بصلاتى وتسلم بسلامى.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدى نحوها فقالت: على رسلك يا أبا أمية كما أنت. ثم قالت:
إن الحمد لله أحمده واستعينه واصلى على محمد وآله وبعد. فإنى امرأة غريبة، لا علم لى بأخلاقك، فبين لى ما تحب فآتيه، وبين لى ما تكره فأتركه، ثم قالت:
فلقد كان لك فى قومك من هى كفء لك،، ولقد كان فى قومى من هو كفء لى، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً،وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولك.
من منا سمع مثل هذا الكلام ليلة عرسه!؟؟
قال شريح: فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخطبة فى ذلك الموضوع، فقلت: أحمد الله واستعينه وأصلى وأسلم على النبى وآله وبعد فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، فإنى أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من شيئة فاستريها فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلى؟
قلت: ما أحب أن يملنى أصهارى. فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح فلبثت معها بأنعم ليلة. فمكثت معى عشرين عاماً لم أعتب عليها فى شئ إلا مرة وكنت لها ظالماً.
يالها من حياة هانية وعيشة راضية.
وصدق من قال:
رغيف خيز واحد***تأكله فى زاوية
وكوز ماء بارد***تشربه من صافية
وغرفة نظيفة*** نفسك فيها هانية
وزوجة مطيعة***عينك عنها راضية
وطفلة صغيرة*** محفوفة بالعافية
واختارك الله له*** حتى تكون داعية
خير من الدنيا وما فيها***وهى لعمرى كافية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )) رواه مسلم
حدثنا التاريخ أن شريحاً القاضى قابل الشعبى.
وأظنكم تعرفون شريحاً إنه شريح بن شراحيل أو شرحبيل الذى ولاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضاء الكوفة فأقام عليه ستين سنة وضرب المثل بعدله وصدقه ومن أراد أن يرجع إلى ترجمته فليرجع إلى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبى فى المجلد الرابع.
أما الشعبى فهو التابعى الجليل علامة عصره وزمانه ولد سنة ثمان وعشرين من الهجرة وقال فى حقه سعيد بن زيد عن مكحول قال: ما رأيت أحداً أعلم من الشعبى.
له ترجمة طويلة فى سير أعلام النبلاء فليرجع إليها من أراد فى المجلد الرابع أيضاً.
أيها الأحباب:
يحدثنا التاريخ أن شريحاً قابل الشعبى يوماً فسأله الشعبى عن حاله فى بيته فقال له شريح: منذ عشرين عاماً لم أر ما يغضبنى من أهلى، قال له وكيف ذلك؟ قال شريح:
من أول ليلة دخلت على امرأتى ورأيت فيها حسناً فاتناً وجمالاً نادراً، قلت فى نفسى أصلى ركعتين شكراً لله عز وجل.
فلما سلمت وجدت زوجتى تصلى بصلاتى وتسلم بسلامى.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدى نحوها فقالت: على رسلك يا أبا أمية كما أنت. ثم قالت:
إن الحمد لله أحمده واستعينه واصلى على محمد وآله وبعد. فإنى امرأة غريبة، لا علم لى بأخلاقك، فبين لى ما تحب فآتيه، وبين لى ما تكره فأتركه، ثم قالت:
فلقد كان لك فى قومك من هى كفء لك،، ولقد كان فى قومى من هو كفء لى، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً،وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولك.
من منا سمع مثل هذا الكلام ليلة عرسه!؟؟
قال شريح: فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخطبة فى ذلك الموضوع، فقلت: أحمد الله واستعينه وأصلى وأسلم على النبى وآله وبعد فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، فإنى أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من شيئة فاستريها فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلى؟
قلت: ما أحب أن يملنى أصهارى. فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح فلبثت معها بأنعم ليلة. فمكثت معى عشرين عاماً لم أعتب عليها فى شئ إلا مرة وكنت لها ظالماً.
يالها من حياة هانية وعيشة راضية.
وصدق من قال:
رغيف خيز واحد***تأكله فى زاوية
وكوز ماء بارد***تشربه من صافية
وغرفة نظيفة*** نفسك فيها هانية
وزوجة مطيعة***عينك عنها راضية
وطفلة صغيرة*** محفوفة بالعافية
واختارك الله له*** حتى تكون داعية
خير من الدنيا وما فيها***وهى لعمرى كافية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )) رواه مسلم