ابو الوليد البتار
28 / 12 / 2008, 51 : 05 AM
مجمل أصول أهل السنة والجماعة فى العقيدة
فضيلة الشيخ/ أ.د. ناصر بن عبد الكريم العقل
تمهيــــــد
العقيدة لغة: من العقد، والتوثيق، والإحكام، والربط بقوة.
اصطلاحاً: الإيمان الجازم بالذي لا يتطرق إليه شك لدى معتَقِده.
فالعقيدة الإسلامية تعني
:
الإيمان الجازم بالله تعالى ـ وما يجب له من التوحيد والطاعة ـ وبملائكته، وكتبه، ورسله،
واليوم الآخر، والقدر، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والأخبار، والأصول، علمية كانت أو عملية .
السلف: هم صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور، سلفي نسبة إليهم .
أهل السنة والجماعة: هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وسموا أهل السنة: لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وسموا الجماعة: لأنهم الذين اجتمعواعلى الحق، ولم يتفرقوا في الدين، واجتمعوا على أئمة الحق، ولم يخرجوا عليهم، واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة .
ولما كانوا هم المتبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتفين للأثر، سموا " أهل الحديث "
و " أهل الأثر "
و " أهل الاتباع " ويسمون " الطائفة المنصورة " و " الفرقة الناجية.
أولاً: قواعد وأصول في منهج التلقي والاستدلال
1) مصدر العقيدة:
هو كتاب الله، وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم الصحيحة، وإجماع السلف الصالح .
2) كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وجب قبوله والعمل به، وإن كان آحاداً في العقائد وغيرها .
3) المرجع في فهم الكتاب والسنة:
هو النصوص المبينة لها، وفهم السلف الصالح، ومن سار على منهجهم من الأئمة، ولا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية .
4) أصول الدين كله:
قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين .
5) التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم:
ظاهراً، وباطناً، فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشف ولا قول شيخ، ولا إمام، ونحو ذلك.
6) العقل الصريح:
موافق للنقل الصحيح، ولا يتعارض قطعيان منهما أبداً، وعند توهم التعارض يقدم النقل .
7) يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية:
في العقيدة، وتجنب الألفاظ البدعية التي أحدثها الناس.
والألفاظ المجملة المحتملة للخطأ والصواب يستفسر عن معناها، فما كان حقاً أثبت بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً رد .
8)
العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم:
والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وآما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة فما قام عليه الدليل قبل، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة .
9) في الأمة محدثون ملهمون:
كعمر بن الخطاب، والرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق، وفيها كرامات ومبشرات، بشرط موافقتها للشرع، وليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع .
10) المراء في الدين مذموم:
والمجادلة بالحسنى مشروعة وما صح النهي عن الخوض فيه وجب امتثال ذلك، ويجب الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، وتفويض علم ذلك إلى
عالمه سبحانه .
11) يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد: كما يجب في الاعتقاد والتقرير، فلا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس .
12) كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
ثانياً: التوحيد العلمي الاعتقادي
1) الأصل في أسماء الله وصفاته:
إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تمثيل، ولا تكييف، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل كما قال تعالى ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
[الشورى: 11] مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلت عليه .
2) التمثيل والتعطيل في أسماء الله وصفاته كفر:
أما التحريف، الذي يسميه أهل البدع تأويلاً فمنه، ما هو كفر، كتأويلات الباطنية، ومنه ما هو بدعة ضلالة، كتأويلات نفاة الصفات، ومنه ما يقطع خطأ .
3) وحدة الوجود
أو اعتقاد حلول الله تعالى في شيء من مخلوقاته، أو اتحاده به، كل ذلك كفر مخرج من الملة .
4) الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً
وأما تفصيلاً فبما صح به الدليل، من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف .
5) الإيمان بالكتب المنزلة جميعها
وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب اتباعه دون ما سبقه .
6) الإيمان بأنبياء الله ورسله ـ
صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر .
وما صح فيه الدليل بعينه منهم، وجب الإيمان به معيناً، ويجب الإيمان بسائرهم إجمالاً، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم وآخرهم وأن الله أرسله للناس جميع.
7) الإيمان بانقطاع الوحي
بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كفر .
8) الإيمان باليوم الآخر
، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط .
9) الإيمان بالقدر،
خيره وشره، من الله تعالى، وذلك بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء فعال لما يريد .
10) الإيمان بما صح الدليل عليه من الغيبيات،
كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان وغيرها دون تأويل شيء من ذلك .
11)
الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم،
وشفعاة الأنبياء والملائكة والصالحين، وغيرهم يوم القيامة، كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة .
12) رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، في الجنة وفى المحشر حق، ومن أنكرها أو أولها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا .
13) كرامات الأولياء والصالحين حق،
وليس كل أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجاً، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها .
14) المؤمنون كلهم أولياء الرحمن،
وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه .
يتبع ....
فضيلة الشيخ/ أ.د. ناصر بن عبد الكريم العقل
تمهيــــــد
العقيدة لغة: من العقد، والتوثيق، والإحكام، والربط بقوة.
اصطلاحاً: الإيمان الجازم بالذي لا يتطرق إليه شك لدى معتَقِده.
فالعقيدة الإسلامية تعني
:
الإيمان الجازم بالله تعالى ـ وما يجب له من التوحيد والطاعة ـ وبملائكته، وكتبه، ورسله،
واليوم الآخر، والقدر، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والأخبار، والأصول، علمية كانت أو عملية .
السلف: هم صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور، سلفي نسبة إليهم .
أهل السنة والجماعة: هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وسموا أهل السنة: لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وسموا الجماعة: لأنهم الذين اجتمعواعلى الحق، ولم يتفرقوا في الدين، واجتمعوا على أئمة الحق، ولم يخرجوا عليهم، واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة .
ولما كانوا هم المتبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتفين للأثر، سموا " أهل الحديث "
و " أهل الأثر "
و " أهل الاتباع " ويسمون " الطائفة المنصورة " و " الفرقة الناجية.
أولاً: قواعد وأصول في منهج التلقي والاستدلال
1) مصدر العقيدة:
هو كتاب الله، وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم الصحيحة، وإجماع السلف الصالح .
2) كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وجب قبوله والعمل به، وإن كان آحاداً في العقائد وغيرها .
3) المرجع في فهم الكتاب والسنة:
هو النصوص المبينة لها، وفهم السلف الصالح، ومن سار على منهجهم من الأئمة، ولا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية .
4) أصول الدين كله:
قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين .
5) التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم:
ظاهراً، وباطناً، فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشف ولا قول شيخ، ولا إمام، ونحو ذلك.
6) العقل الصريح:
موافق للنقل الصحيح، ولا يتعارض قطعيان منهما أبداً، وعند توهم التعارض يقدم النقل .
7) يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية:
في العقيدة، وتجنب الألفاظ البدعية التي أحدثها الناس.
والألفاظ المجملة المحتملة للخطأ والصواب يستفسر عن معناها، فما كان حقاً أثبت بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً رد .
8)
العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم:
والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وآما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة فما قام عليه الدليل قبل، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة .
9) في الأمة محدثون ملهمون:
كعمر بن الخطاب، والرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق، وفيها كرامات ومبشرات، بشرط موافقتها للشرع، وليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع .
10) المراء في الدين مذموم:
والمجادلة بالحسنى مشروعة وما صح النهي عن الخوض فيه وجب امتثال ذلك، ويجب الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، وتفويض علم ذلك إلى
عالمه سبحانه .
11) يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد: كما يجب في الاعتقاد والتقرير، فلا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس .
12) كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
ثانياً: التوحيد العلمي الاعتقادي
1) الأصل في أسماء الله وصفاته:
إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تمثيل، ولا تكييف، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل كما قال تعالى ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
[الشورى: 11] مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلت عليه .
2) التمثيل والتعطيل في أسماء الله وصفاته كفر:
أما التحريف، الذي يسميه أهل البدع تأويلاً فمنه، ما هو كفر، كتأويلات الباطنية، ومنه ما هو بدعة ضلالة، كتأويلات نفاة الصفات، ومنه ما يقطع خطأ .
3) وحدة الوجود
أو اعتقاد حلول الله تعالى في شيء من مخلوقاته، أو اتحاده به، كل ذلك كفر مخرج من الملة .
4) الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً
وأما تفصيلاً فبما صح به الدليل، من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف .
5) الإيمان بالكتب المنزلة جميعها
وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب اتباعه دون ما سبقه .
6) الإيمان بأنبياء الله ورسله ـ
صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر .
وما صح فيه الدليل بعينه منهم، وجب الإيمان به معيناً، ويجب الإيمان بسائرهم إجمالاً، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم وآخرهم وأن الله أرسله للناس جميع.
7) الإيمان بانقطاع الوحي
بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كفر .
8) الإيمان باليوم الآخر
، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط .
9) الإيمان بالقدر،
خيره وشره، من الله تعالى، وذلك بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء فعال لما يريد .
10) الإيمان بما صح الدليل عليه من الغيبيات،
كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان وغيرها دون تأويل شيء من ذلك .
11)
الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم،
وشفعاة الأنبياء والملائكة والصالحين، وغيرهم يوم القيامة، كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة .
12) رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، في الجنة وفى المحشر حق، ومن أنكرها أو أولها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا .
13) كرامات الأولياء والصالحين حق،
وليس كل أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجاً، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها .
14) المؤمنون كلهم أولياء الرحمن،
وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه .
يتبع ....