الفهد
31 / 12 / 2008, 51 : 06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فمشاهد الأشلاء حيَّة .
وصور الدمار ماثلة .
وصرخات الثكالى .
وعويل الأطفال .
وآهات المكلومين .
ودعوات الاستجاد والاستغاثة .
وألسنة اللهب , وخراطيم المياه , وأنقاض المباني , وبقايا الممتلكات , وأصوات سيارات الإسعاف , وجماعات تهرب , وأخرى تنقل جرحاها , وثالثة تغطي موتاها , ورابعة تبحث عن مزيد من الجثث , وأمور تدع الحليم حيرانا .
فإن كان هذا الحدث الذي هزَّ العالم بأسره لم يثبت لكل متابع أن إعلامنا ( السعودي ) بصفة خاصة , والعربي بصفة عامة , وخاصة ماكان مملوكا للسعوديين , يمارس خيانة وغدرا لقضايا الأمة , فلا أظن أننا نحتاج بعد ذلك إلى حديث أو دليل .
في غمرة تلك الأحداث المهولة , وفي الوقت الذي يتطلع فيه إخواننا في غزة , بل وفي العالم كله , إلى مواقف مشرفة , ومعالجات شرعية , وتوجيهات سديدة للتعامل مع الحدث , نرى أن إعلامنا بجميع قنواته , وإذاعاته إلا مارحم ربي , مشغول بأتفه القضايا وأحقرها , وبالغناء والمسلسلات , ومقابلة التافهين الراقصين على جراح الأمة .
ليس هذا مقام شرح أو تفصيل , أو إطناب أو تطويل , لكنها رسالة لمن قلَّده الله أمر هذه البلاد , وهو الذي أظهر من التعاطف مع قضية إخواننا مالايجوز إنكاره , وإن كان ذلك شيء من الواجب المتحتم , لكن الإشادة به مما يعين على استمراره " ومن لايشكر الناس لايشكر الله " , حيث صدرت توجيهاته ولازالت , ولن تزال بحول الله حتى تنقشع الغمة عن إخواننا , من إعانات مادية , وأخرى طبية , وإغاثية , حتى صدرت التوجيهات بجعل مانسبته 10% من المستشفيات جاهزا لاستقبال من يتم نقله من الجرحى , بل والتكفل بعلاج من يحتاج للعلاج في أي مكان آخر , وتوجهت طائرات خاصة كمستشفيات ميدانية لعلاج الحالات العاجلة الطارئة , وهذا ليس بمستغرب على بلد تحمل أمانة المسلمين , وفيه قبلتهم , ومحل ثقتهم , وعنه يصدر رأيهم غالبا .
لكن تلك الجهود وغيرها تغيب وتندثر , بل وتنطمس فلا يبقى لها معلما ولا رمسا حين يخون الإعلام رسالته , ويتخلى عن أدبياته , ويمارس أسلوب الرقص على نكبات الأمة , وهو مايمارسه إعلام إياد مدني بكل صفاقة وتبجُّح وقلة حياء .
ومن هنا فإني أناشد خادم الحرمين الشريفين , وهو الرجل الذي رأينا في وجهه الحزن والتأثر لما وقع لإخواننا في غزة , بأن يضع حدا لهذه الصفاقة وقلة المبالاة , بل والامتهان لكرامة المسلم المكلوم .
إننا نناشد خادم الحرمين – حفظه الله – وهو المعروف بحنكته ونخوته , أن يختار لهذه المواقع الأمناء الأكفاء , الذين يحملون همَّ الأمة ورسالتها , لأن الأمناء هم من يعكس الصورة المشرقة للبلد وقيادته , وهم من يبرز الجهود بنقاء, أما الخونة والمسترزقون فهم سبب النقمة على هذه البلاد وقيادتها , وسبب تشويه سمعتها , والحطِّ من مكانتها , بل وضياع جهودها .
أما إياد مدني وزمرته فإني أقسم بالله غير حانث أنهم لايعكسون عنا إلا الصورة السيئة , والتي تجعلنا في مؤخرة الأقوام في نصرة إخواننا , بل وتصورنا للعالم بأننا أمة راقصة ماجنة , وليس أدلَّ على ذلك من أنه في أثناء القصف الحي على غزة , يناقش تلفزيون إياد رواية بنات الرياض مع صاحب رواية فسوق , وفي الوقت الذي كانت الفلسطينية ترفع بقية أشلاء طفلتها كانت إذاعاتنا تبث الأغاني , وفي حين كان المهرج حسن نصر الله والأرجوز معمر القذافي يتاجرون بالأزمة , كان تلفزيون إياد يبث مسلسلات الحب والغرام !! .
أفبعد هذا السفه من سفه ؟ .
وهل بعد هذا الانحدار من انحدار ؟ .
وهل بقي في وجه هذا الوزير الأرعن من ماء كي يهريقه ؟ .
ولكن لا أملك إلا أن أقول له ولكل من خذل إخوانه في غزة وغيرها , أو رقص على جراحهم من بغال الليبرالية , وأحذية الغرب : اللهم أذقهم من البلاء في يوم ما أذقته أهل غزة في سنة , واجعلهم عبرة لكل معتبر ياجبار .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل . اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
اللهم أصلح الراعي والرعية
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فمشاهد الأشلاء حيَّة .
وصور الدمار ماثلة .
وصرخات الثكالى .
وعويل الأطفال .
وآهات المكلومين .
ودعوات الاستجاد والاستغاثة .
وألسنة اللهب , وخراطيم المياه , وأنقاض المباني , وبقايا الممتلكات , وأصوات سيارات الإسعاف , وجماعات تهرب , وأخرى تنقل جرحاها , وثالثة تغطي موتاها , ورابعة تبحث عن مزيد من الجثث , وأمور تدع الحليم حيرانا .
فإن كان هذا الحدث الذي هزَّ العالم بأسره لم يثبت لكل متابع أن إعلامنا ( السعودي ) بصفة خاصة , والعربي بصفة عامة , وخاصة ماكان مملوكا للسعوديين , يمارس خيانة وغدرا لقضايا الأمة , فلا أظن أننا نحتاج بعد ذلك إلى حديث أو دليل .
في غمرة تلك الأحداث المهولة , وفي الوقت الذي يتطلع فيه إخواننا في غزة , بل وفي العالم كله , إلى مواقف مشرفة , ومعالجات شرعية , وتوجيهات سديدة للتعامل مع الحدث , نرى أن إعلامنا بجميع قنواته , وإذاعاته إلا مارحم ربي , مشغول بأتفه القضايا وأحقرها , وبالغناء والمسلسلات , ومقابلة التافهين الراقصين على جراح الأمة .
ليس هذا مقام شرح أو تفصيل , أو إطناب أو تطويل , لكنها رسالة لمن قلَّده الله أمر هذه البلاد , وهو الذي أظهر من التعاطف مع قضية إخواننا مالايجوز إنكاره , وإن كان ذلك شيء من الواجب المتحتم , لكن الإشادة به مما يعين على استمراره " ومن لايشكر الناس لايشكر الله " , حيث صدرت توجيهاته ولازالت , ولن تزال بحول الله حتى تنقشع الغمة عن إخواننا , من إعانات مادية , وأخرى طبية , وإغاثية , حتى صدرت التوجيهات بجعل مانسبته 10% من المستشفيات جاهزا لاستقبال من يتم نقله من الجرحى , بل والتكفل بعلاج من يحتاج للعلاج في أي مكان آخر , وتوجهت طائرات خاصة كمستشفيات ميدانية لعلاج الحالات العاجلة الطارئة , وهذا ليس بمستغرب على بلد تحمل أمانة المسلمين , وفيه قبلتهم , ومحل ثقتهم , وعنه يصدر رأيهم غالبا .
لكن تلك الجهود وغيرها تغيب وتندثر , بل وتنطمس فلا يبقى لها معلما ولا رمسا حين يخون الإعلام رسالته , ويتخلى عن أدبياته , ويمارس أسلوب الرقص على نكبات الأمة , وهو مايمارسه إعلام إياد مدني بكل صفاقة وتبجُّح وقلة حياء .
ومن هنا فإني أناشد خادم الحرمين الشريفين , وهو الرجل الذي رأينا في وجهه الحزن والتأثر لما وقع لإخواننا في غزة , بأن يضع حدا لهذه الصفاقة وقلة المبالاة , بل والامتهان لكرامة المسلم المكلوم .
إننا نناشد خادم الحرمين – حفظه الله – وهو المعروف بحنكته ونخوته , أن يختار لهذه المواقع الأمناء الأكفاء , الذين يحملون همَّ الأمة ورسالتها , لأن الأمناء هم من يعكس الصورة المشرقة للبلد وقيادته , وهم من يبرز الجهود بنقاء, أما الخونة والمسترزقون فهم سبب النقمة على هذه البلاد وقيادتها , وسبب تشويه سمعتها , والحطِّ من مكانتها , بل وضياع جهودها .
أما إياد مدني وزمرته فإني أقسم بالله غير حانث أنهم لايعكسون عنا إلا الصورة السيئة , والتي تجعلنا في مؤخرة الأقوام في نصرة إخواننا , بل وتصورنا للعالم بأننا أمة راقصة ماجنة , وليس أدلَّ على ذلك من أنه في أثناء القصف الحي على غزة , يناقش تلفزيون إياد رواية بنات الرياض مع صاحب رواية فسوق , وفي الوقت الذي كانت الفلسطينية ترفع بقية أشلاء طفلتها كانت إذاعاتنا تبث الأغاني , وفي حين كان المهرج حسن نصر الله والأرجوز معمر القذافي يتاجرون بالأزمة , كان تلفزيون إياد يبث مسلسلات الحب والغرام !! .
أفبعد هذا السفه من سفه ؟ .
وهل بعد هذا الانحدار من انحدار ؟ .
وهل بقي في وجه هذا الوزير الأرعن من ماء كي يهريقه ؟ .
ولكن لا أملك إلا أن أقول له ولكل من خذل إخوانه في غزة وغيرها , أو رقص على جراحهم من بغال الليبرالية , وأحذية الغرب : اللهم أذقهم من البلاء في يوم ما أذقته أهل غزة في سنة , واجعلهم عبرة لكل معتبر ياجبار .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل . اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
اللهم أصلح الراعي والرعية
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .