تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحْكامُ بناتِ آدمَ


دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 08 / 2018, 50 : 10 PM
الجَامعُ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ..
سلسلة بُحُوث:
« سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء » (*)
„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة ‟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(*) الحمد لله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- أن فتح الله العلي القدير صاحب الخير الوفير عليَّ؛ وأنا العبد الفقير: فخرالدين؛ محمد بنإبراهيم آل الــ ــرمادي بهذا العنوان العريض قبيل صلاة المغرب من شهر القرآن المبارك؛ شهر الصيام؛ مجاوراً لبيته العتيق؛ ناظراً إليه وداعياً ومتوسلاً بأن يفقهني في الدين ويعلمني التأويل؛ كما دعا حبــيــبــه المصطفى والرسول المجتبى والرسول المرتضى والخليل المحتبى صلوات الله وسلامه عليه وآله لابن عمه "عبدالله" بن عباس..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
إعداد وتأليف:
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
١٥ ذو الحجة ١٤٣٩ ~ ٢٦ أغسطس ٢٠١٨م

شريف حمدان
26 / 08 / 2018, 41 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif

شريف حمدان
26 / 08 / 2018, 43 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/wDo49167.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 08 / 2018, 45 : 03 PM
تمهيد :
يقول الله –تعالى في سماه وتقدست اسماه-
[ ١ ] ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾
[آية رقم : (١)؛ من سورة النساء؛ ورقمها : (٤) ] .
[ ٢ ] ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾
[ آية رقم : (١٨٩)؛ من سورة الأعراف ؛ ورقمها : (٧) ] .
[ ٣ ] ﴿ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾
[ آية رقم : (٧٢)؛ من سورة النحل؛ ورقمها : (١٦) ] .
[ ٤ ] ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[ آية رقم : (٢١) ؛ من سورة الروم؛ ورقمها : (٣٠) ].
[ ٥ ] ﴿ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ... يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾
[ آية رقم: (٦) من سورة الزمر؛ ورقمها : (٣٩) ] .
[ ٦ ] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾
[ آية رقم : (١٣)؛ من سورة الحجرات؛ ورقمها : (٤٩) ] .
[ ٧ ] ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴾
[ آية رقم : (٤٥) من سورة النجم؛ ورقمها : (٥٣) ] .
[ ٨ ] ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً ﴾
[ آية رقم : (٨) من سورة النبأ؛ ورقمها : (٧٨) ] .
[ ٩ ] ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧) ﴾
[ ارقام الآيات من (٥) إلى رقم (٧) من سورة الطارق؛ ورقمها : (٨٦) ] .
[ ١٠ ] ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴾
[ آية رقم : (٣) من سورة الليل؛ ورقمها : (٩٢) ] .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 07 : 08 PM
[تمهيدٌ للتمهيدِ]


[ ١ . ] غرد الغرب باجهزة إعلامه وطرب.. وتراشقت كاسات النخب فشرب وانتشى في نهاية يونيو الماضي بسبب تمكن المرأة السعودية من الجلوس خلف قيادة السيارة.. ثم عاد اليوم قبل أن ينتهي العام ١٤٣٩ الهجري.. نهاية أغسطس من العام ٢٠١٨ ليزف للعالم أجمع السماح لخمس سعوديات بالجلوس خلف قيادة الطائرة..


فهل نحن نتحدث بالفعل عن إنجاز ضخم يستحق من آلة الغرب الإعلامية هذه الزفة وتلك الفرحة..


والمدقق في تاريخ الفتاة العربية على وجه الخصوص مقارنة بالفتاة الغربية يجد امرأة
كـ
„ خديجة بنت خويلد[.([1]).] ‟
منذ أكثر من ١٥٠٠ عام كانت من أكبر المستثمرين في المال ومن أكبر تجار زمنها.. -رضي الله تعالى عنها وأرضاها-.. ومثيلاتها كثير .. عليك.. أن تبحث عن الغربية في ذاك الزمن أين تجدها ...!!




([1]) المصادر والمراجع تجدها في نهاية البحوث.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 30 : 08 PM
[ ٢] لا يمكننا أن نتحدث عن الفقه ومسائله وأبحاثه وكأننا نعيش في مجتمع ذكوري فقط.. فنهمل الجانب الأنثوي القوي والضخم في وجوده العام وتأثيره الظاهر.. والعالم من حولنا حسب لغتنا الجميلة أنثوي الطابع أنثوي المزاج.. فالشمس حسب لغة العرب مؤنثة.. وتشرق على الأرض وهي ايضاً مؤنثة..
قال شوقي في برقية يهنئ الأميرة المِصرية „ فتحية ‟ :
مولايّ إنّ „ الشمسَ ‟ في عليائها * أنثى ، وكلُّ الطيباتِ بناتُ !
.. والقمر يبخل بطلتّه وهو ذكر..
فقال فيهما المتنبي[.([1] (http://forums.banatmasr.net/#_ftn1)).] :
وما التأنيثُ لاسمِ „ الشّمسِ ‟ عَيبٌ * ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ
ثم أكملُ الخوص في دهاليس اللُغة العربية فتجد أن :
الحرف بمحدوديته ذكر
وأما „ اللغة ‟ بشموليتها أنثى
الحب بضيق مساحته وأنانيته ذكر
و „ المحبة ‟ بسموها أنثى
السجن بضيق مساحته ذكر
و „ الحرية ‟ بسعة أفقها أنثى
الخبث بدهائه ذكر
و „ البراءة ‟ بشفافيتها أنثى
البرد بلدغته ولسعته ذكر
و „ الحرارة ‟ بدفئها انثى
الجهل بكل خيباته ذكر
و „ المعرفة ‟ بعمقها وأفق رحابتها انثى
الضعف بهشاشته ذكر
و „ القوة ‟ بجيروتها أنثى
الجفاف بقساوته ذكر
و „ الخصوبة ‟ بعطائها أنثى
والجسد بماديته ذكر
و „ الروح ‟ بسموها أنثى
الجشع بنهمه ذكر
و „ العفة ‟ بكبريائها أنثى
النسيان بإهماله ذكر
و „ الذاكرة ‟ بحضورها أثنى
الجبن يخسته ذكر
و „ الجرأة ‟ بفصاحتها أنثى
الفقر بكل معاناته ذكر
و „ الرفاهية ‟ بدلالها أنثى
الجحيم بناره ذكر
و „ الجنه ‟ بنعيمها أنثى
القلق بتوتره ذكر
و „ الطمأنينة ‟ براحتها أنثى
الظلم بوحشيته ذكر
و „ العدالة ‟ بميزاتها أنثى
التخلف برجعيته ذكر
و „ الحضارة ‟ برقيّها أنثى.. والمدنية أنثى
المرض بذله ذكر
و „ الصحة ‟ بعافيتها أنثى
الضجيج بصخبه ذكر
و „ الموسيقى ‟ بروعتها أنثى
الموت بحقيقته ذكر
و „ الحياة ‟ بألوانها أنثى
الغضب بتهوره ذكر
و „ الحقيقة ‟ بوضوحها أنثى
الشك بقلقه ذكر
و „ الثقة ‟ برسوخها أنثى
الطمع بجوعه ذكر
و „ القناعة ‟ باكتفائها أنثى

في المحصلة الدنيا والآخرة أنثى

وفي سجلات المحاكم يُسأل دائماً عن اسم الأم ويقال : ابن فلانة.. وليس ابن فلان..
الإستسلام ذكر
و „ المقاومة ‟ و „ الثورة ‟ و „ الإنتفاضة ‟ أنثى..
الوجع واليأس والحزن كلها ذكر.. بينما „ الفضيلة ‟ و „ المرؤة ‟
و „ الشهامة ‟
و „ الأمانة ‟
و „ السعادة ‟ أنثى
العيد ذكر
و „ الفرحة ‟ أنثى
بيد أن اللُغة هي التي أرادت ذلك.. وقضية وضع اللفظ لمعنى في الذهن قضية أو مسألة آخرى اضعها في مكانها من البحث..
وقد يقول قائل بأن الستر ذكر
و „ الفضيحة ‟ أنثى..
فأتوقف هنا فليس قصدي من سرد أو جرد لُغوي أن انحاز إلى فريق ولكنها خاطرة أردت بها مداخلة لموضوع أبحث فيه وأكتب عنه[.([2] (http://forums.banatmasr.net/#_ftn2)).]
ومعظم الدول القوية المتقدمة لها أسماء مؤنثة، فـ „ أميركا ‟ أنثى
و „ بريطانيا ‟ أنثى
و „ فرنسا ‟ و „ ألمانيا ‟
و „ روسيا ‟،
كما أن الدول العربية الكبرى أيضا لها أسماء مؤنثة، مثل:
„ السعودية ‟
و „ مِصر ‟ و „ سوريا ‟..
حديثي لم أقصد منه تحدي الذكورة فأنا أندرج تحت هذا المسمى.. وافتخر برجولتي.. كما افتخر أكثر بأن الأولى التي ربتني جدتي لأبي..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 35 : 08 PM
[ ٣. ] من أهم القضايا التي تشغل بال الناس جميعاً؛ وخاصة الساسة؛ وأهل العلم التجريبي والشرعي.. وأهل الملاحظة والمتابعة كمن يطلق عليهم علماء الإجتماع أو النفس أو من يهتم بالقضايا الإجتماعية.. وأهل السينما والمسرح والتليفزيون.. ومن يعمل في مجال الدعاية لمنتج تسويقي [بضاعة] جديدة.. وأهل الإعلام..


أقول " مِن أهم القضايا التي تشغل بال الناس:
قضية المرأة.. وما يتعلق بها من مسائل وأمور وأحكام.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 39 : 08 PM
[ ٤. ] وازعم أننا أهل الشرق(!) نحسن التقليد ونتفنن في المحاكاة.. خاصة عند غياب القدوة الحسنة.. وفقدان الاسوة الطيبة.. فنحسن تمثيل أدوار أهل الغرب سواء في الأعياد كعيد بداية السنة الميلادية أو الهجرية.. والموالد .. أو التقليعات والتسريحات للشعر ..


واسمح لنفسي بالقول بأن المرأة -الغربية قبل الشرقية- مستهدفة وأحيانا كثيرة تجر جرا لما يراد لها..


وفي العصر الحديث عُقدت مؤتمرات لها .. فعقد في عام 1975م بوصفه السنة الدولية للمرأة ونُظم المؤتمر العالمي الأول المعني بالمرأة، الذي عقد في المكسيك. ثم في بكين .. فـالقاهرة..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 42 : 08 PM
[ ٥. ] ولي الحق أن أتساءل:
هل تمكنت المرأة المسلمة تجاورها العربية من طرح أجندة أفكار تخصها كأمراة حية مؤثرة في الأحداث ومتواجدة على خريطة العالم!!؟.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 29 : 09 PM
بـ كلماتٍ رثى المتنبّي شاعرُ البلاط الأميري إحدى قريباتِ سيفِ الدّولة الحمَداني، فهل كانَ رّثاءُ يعكسُ حقيقةَ المرأةِ وتقديرَها آنذاك؟..
حين قال:

« ولو كُنَّ النّساءُ كمَنْ فقدْنا * لفضّلتُ النّساءَ على الرِّجَال
فما التّأنيثُ لاسْمِ الشّمسِ عيْبًا * ولا التّذكيرُ فخْرًا للهلالِ »


ولنتجول في أقوال مشاهير بقية الأمم فيصل لمسمعنا ما يقوله وليم شكسبير :
« المرأةُ كوكبٌ يَستنيرُ به الرّجُلُ، ومِنْ غيرِها يَبيتُ الرّجلُ في الظّلام »!


فتعلق آحدى شاعرات فلسطين بالقول:" لقد نظرَ المتنبّي الشّرقيّ .. وشكسبير الغربيّ بانفتاحٍ لمكانةِ المرأة وتعزيزها، فليستْ تاءُ التّأنيثِ وصمةَ عارٍ أو شارةَ انتقاصٍ، بل تزيدُها وقارًا وقدْرًا، فكما أنَّ الشّمسَ أمُّ الضّوءِ، وقاهرةُ العتمةِ وآيةٌ لحياتِنا وأرزاقِنا، وكما تعكسُ نورَها على الهلالِ فيبدو مضيئّا، كذلك المرأةُ هي شمسُ البشريّةِ والوجودِ، إذ تُضفي لمسةَ جمالٍ للطّبيعةِ البشريّةِ والكونيّة، بحنانِها وضوئِها ودفئِها، وتكتملُ دورةُ الحياةِ بشروقِها وغروبِها، فـ


يقولُ الموسيقار بتهوفن: « أيّتُها المرأةُ، إنّي لا أحسُّ بجَمالِ وروعةِ الطّبيعة، إلاّ عندما تلمَسينَ أزهارَها بأناملِكِ الجميلة! ».


فهل قصدَ بتهوفن الطّبيعةَ بتضاريسِها، أم شخصَهُ وطبيعةَ الجسدِ، ليؤكّدَ بذلك مقولة أخرى، بأنّ « الرّجلَ جذعُ الشّجرةِ وساقُها وأوراقُها »... أمّا المرأةُ فهي ثمارُها ».؟ وإن كان صِدْقًا « مِن ثمارِهِم تعرفونَهم »؛ فهل عرفنا عن المرأةِ إلاّ ما يوجِبُ أن نفخرَ بها ونُمجّدَها ونُكرّمَها، تلكَ مَن سمَتْ بأنوثتِها حُبًّا وعطاءً، وعَلتْ بأمومتِها حنانًا وتضحية؟!


المرأةُ؛ هذا المخلوقُ اللّينُ، أمكنَها أن تتكيّفَ وبيئتَها بكلِّ أناةٍ وجلَدٍ، وقد وهبَها الباري قدرةً فائقةً على تحمّلِ الظّروفِ البيئيّةِ الصّعبةِ كي تتأقلمَ معها، ليسَ مِن منطلقِ ضعْفِها أو رضاها بمهانتِها، وإنّما محاولةً منها بصبْرها وحِكمتِها، أن تُوازنَ كلّ خللٍ قد يودي بالأسْرةِ والمجتمع، فتتحمّلُ بتضحيتِها مِن أجل الآخرين، لأنّها لا تجدُ مَن يُنصِفُها في مجتمعٍ أدمنَ على قهرِها وإذلالِها، ولا شكّ أنّها دوْمًا تحلُ مُرغمَ كلِّ المآسي العاصفةِ بها، أنّها ستحظى بواحةِ الأمان فلا تنكسر، كما يقول الفيلسوف زواتلى: « المرأةُ كالغصنِ الرّطبِ، تميلُ إلى كلِّ جانبٍ مع الرّياح، ولكنّها لا تنكسرُ في العاصفة »!.


فهل المرأةُ شجرةٌ أم فننٌ أم ثمرُ، أم هديّةٌ ربّانيّةٌ كرّمها الله فجعلَ منها أمَّ البشريّةَ، كما يقول الفيلسوف سقراط: « المرأةُ أحلى هديّةٍ قدّمَها اللهُ إلى الإنسان »؟.


وسعيد فريحة يصرّحُ بملءِ كبريائِهِ: « المرأةُ في نظري هي الّتي تجعلُني أحسُّ بكياني كرجُل »!.


فهل واهبةُ الحنانِ والعاطفةِ، وزارعةُ حقول الحياةِ بابتساماتِها الورديّة، يمكنها أن تعطّرَ القلوبَ المتعبةَ بأريج السّعادةِ والطّمأنينةِ دائمًا؟ وإنْ كانت هي منبعُ البهجةُ والسّعادة، كما يقول كونفوشيوس: « المرأةُ أبهجُ شيءٍ في الحياة »، فهل يؤمنُ الرّجلُ الشّرقيُّ أنّ المرأةَ ليستْ مِن سقط المتاع والميراث، ولا تخضعُ شرعًا للضّربِ والهجرِ والحرمانِ والتّهديد والوعيد، كما لا يمكنُ الاستغناء عنها؟


بلزاك يؤكّدُ: « المرأةُ مخلوقٌ بينَ الملائكةِ والبَشر، وأقربُ الكائناتِ للكمالِ »!..
فهل نقرُّ أنّ لها حقًّا في إنسانيّتها، إضافة إلى واجباتها، وأنّها قد تفوقُ الرّجلَ علمًا وصلاحًا وجدوى؟
نعم، مدرسةُ الأجيال هي، كما أشادَتْ بها الرّسالاتُ السّماويّة، وكما بَجّلها فلاسفةُ الأرضِ وشعراؤُها وأدباؤُها،
فــها رديارد كبلنج قال: « المرأةُ وحدَها الّتي علّمتْني ما هي المرأة »!.


وأناتول فرانس قال: « المرأةُ هي أكبرُ مربّيةٍ للرّجل، فهي تعلّمُهُ الفضائلَ الجميلةَ، وأدبَ السّلوكِ ورقّةَ الشّعور »!..!


وشاعرُ النّيل حافظ إبراهيم يُجْمِلُ إيمانَهُ:



« الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها * أعددْ تَشعبًا طيّبَ الأعراقِ »!


هذا الكيانُ المدعو «امرأةً»، قد يشكّلُ نصفَ المجتمع والأمّةِ إنْ لم يكنْ أكثر، فيَقرعُ النّاقوسَ منبِّهًا جمالُ الدّين الأفغاني:
يا بني أمّي، «لا أمّةَ بدونِ أخلاق، ولا أخلاقَ بدونِ عقيدةٍ، ولا عقيدةَ بدون فهم»!


نقطةٌ مركّبةُ الأبعادِ والاتّجاهات انبثقتْ مُجلجلةً، فهل حقًّا نفتقر إلى العقيدة، أم أنّها مُتواجدةٌ مُغيَّبةٌ، لكنّنا نفتقرُ إلى فهمِها والتحلّي بها، فنزدانُ بفضائلِها حينَ نتخلّقُ بها؟


هل يمكنُنا أن نصحّحَ اعوجاجَ مجتمعاتِنا فكريًّا،
لنخرجَ عن عاداتِنا المتوارثةِ البالية بشأن المرأة، و
نُحْسِنُ التّعامل معَها كإنسانٍ وكيانٍ؟
كيفَ يتأتّى لنا الصّلاحُ والإصلاح؟


أسوقُ [الحديث ما زال على لسان الشاعرة الفلسطينية] قصّةً طريفةً شاعتْ بينَ مجالس المتأدّبين، مِن كتاب « محاضرة الأدباء ». لمحيي الدّين بن عربي، حولَ أثر البيئةِ على تركيبةِ البشر تقول:


أنّ عليَّ بن الجهم عاشَ في شبابِهِ في بيئةٍ صحراويّةٍ قاسية، وعلى الرّغم مِن رشاقةِ المعاني والشّاعريّة الفذّة الّتي تأجّجتْ في صدرِهِ، إلاّ أنّ البيئةَ الصّحراويّةَ كان لها أثرٌ في بناءِ شخصيّتِهِ ومفرداتِهِ وألفاظِه الشّعريّة، فجعلتهُ جافًّا قاسيًا، وحينَ أنشدَ المتوكّل قال:


« أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ * وكالتّيسِ في قراعِ الخُطوبِ
أنتَ كالدّلوِ لا عدمْناكَ دلوًا * مِن كبارِ الدّلا كثير الذّنوبِ ».


أجمعَ الحضورُ على ضرْبِهِ، لكنّ المتوكّلَ أدركَ بنباهتِهِ حُكمَ البيئة في تشكيل شعريّتِهِ، فأصدر أمرًا بأن يتمّ منْحَهُ بيتًا في بستانٍ قريبٍ مِن الرّصافة، في حيٍّ أخضر يانع، يُطلُّ على النّاس والسّوق والنّضرة والجَمال، وحينَ دُعيَ عليّ بنُ الجهمِ بعد فترةٍ، أنشدَ شِعرًا متميِّزًا:


« عيونُ المها بينَ الرّصافةِ والجسر * جـلـبنا الهوى مِن حيثُ أدري ولا أدري ».


أصيبَ الجمعُ بالدّهشةِ لهذا الانقلابُ في التعبير، فقال أميرُ المؤمنين: «إنّي أخشى عليه أنْ يذوبَ رِقّة»!
وعسى أن نذوبَ رقّةً وصَلاحًا في إدراكِ العِبرة، وما يرمي إليهِ قوْلُ مُترجم كتاب « كليلة ودمنة » عبدالله بن المقفع: « المرأةُ الصّالحةُ لا يَعدلُها شيء، لأنّها عونٌ على أمرِ الدّنيا والآخرة! » [.([4]).] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 30 : 09 PM
وأترك هؤلاء السادة.. وأذهب مسرعاً لسيد البشرية وقائد الأمة المصطفوية وقدوة الأمة المنجية واسوة الجماعة التي تسير خلف الشريعة المحمدية..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
29 / 08 / 2018, 34 : 09 PM
[ ٦.] .. حين نقرأ آيات الذكر الحكيم.. ونرتل آيات القرآن الكريم.. ونتذاكر أحاديث المصطفى الهادي واقوال المجتبى المحتبى المرتضى نجد :
إما أنها تقرر أمر معجز لم يسبقه أحد من الأنبياء إليه
أو
أنها تقرر حقيقة علمية توصل إليها بعد آلاف السنين بالعلم الحديث ووجود إمكانيات مادية هائلة لتثبت ما قد قاله منذ أن بداية البعثة وصدر النبوة المحمدية وما تلاها من سنين؛
وإما
تقرر حقيقة كونية قد يثبتها العلم بالأجهزة الجبارة المتقدمة.. وقد تخرج عن حدود نطاقه.. فليزمه البرهان وكيف يبرهن العقل على معجزة دون إعجاز .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 09 / 2018, 22 : 09 AM
[ ٧.] وبما أن الحديث عن المرأة.. أجد أمامي ما :
1.] اتفق عليه الشيخان و
2.] ذكره النسائي في سننه و
3.] جاء في مسند أحمد و
4.] موسوعات الفقه على المذاهب الأربعة..
قوله -عليه السلام- مخبرا عن أمرٍ
ومنبهاً لشئٍ يلازم الكائن الأنثوي منذ بلوغه سن التكليف
ويصل به هذا الكائن الأنثوي إلى بداية النضح الذهني والفهم العقلي والقدرة البدنية والجسدية لتحمل أعباء إعمار الكون :
" هذا شئٌ كتبهُ اللهُ على بناتِ آدمَ".[(5)]
ـــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 09 / 2018, 17 : 10 AM
[ ٨ . ] ولكي لا تفهم المسألة على غير حقيقتها.. أنبه على قضايا هامة:


[ ٨ . ١ . ] " الأولى ":
الذكر والأنثى ... الرجل والمرأة أمام قضية الإيمان والعقيدة سواء.. فالمطلوب منهما إيمان جازم بما جاءت به رسالة السماء على لسان الأنبياء وكما أخبرنا أصحاب الرسالات من المرسلين.. دون أدنى تفريق بينهما في هذا الطلب..
وهذا من حيث العموم..
أما من حيث الخصوص..
فبمجئ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين صار إسلامه [الوحي الذي جاء به: قرآنا وسنة] -عليه السلام- هو المصدر الوحيد والمنبع الصفي الفريد..


[ ٨ .٢ . ] "أما الثانية":
التكاليف الشرعية المتعلقة بالحياة اليومية.. للذكر والأنثى من حيث فعل الأمر والقيام به؛ وفعل النهي والإمتناع عنه أو قوله أو التصرف فيه؛ والأفعال الحلال والأفعال الحرام وما يلحق بهما من ندب وكراهية وإباحة.. أو ما نسميه مندوب أو نافلة أو سنة.. الأصل فيها جميعاً أنه لا تفريق ولا فرق إلا في المسائل الخاصة بنوع الإنسان: اي أنه ذكر أو أنها أنثى..


[ ٨ .٢ . ] الطاعات جميعاً من قِبل تشريعها من الخالق -سبحانه- ومنهجها من حيث كيف فعلها رسوله الكريم -عليه السلام- لا تفرق بين ذكر أو أنثى.. فـ
- الصلاة و
- الزكاة و
- الصدقات و
- الحج و
- العمرة.. وكل ما يحبه الله -تعالى ذكره- ويرضاه لم تفرق بينهما من حيث الطلب أو الوجوب..


[ ٨ . ٣ . ] تتبقى المسائل الخاصة بنوع الإنسان:
أي أنها أنثى [امرأة]؛
أو
أنه ذكر [رجل].. و
هي متعلقة بكينونته [اي الإنسان] التكوينية من حيث خلقته الأصلية ومن حيث البنية الجسدية ووظائف الأعضاء المثبتة خصوصيته والمظهرة شخصيته والمبينة مهامه في الحياة الدنيا ودوره في المجتمع..
وهذه.. المسائل الخاصة بنوعه..هي ما اسعى -بعون منه سبحانه؛ وتوفيق وهداية وصلاح وفلاح- في قراءتها من مصادرها الأصلية .. ومراجعتها من أصولها العلمية والفقهية وبحثها بعقل مستنير وكتابتها بصحيح عبارة وحسن فهم وكامل إدراك.. -والله تعالى المستعان به وتوكلي عليه- فإن أحسنت فما توفيقي إلا برعايته وإن كانت الآخرى فما أتيتُ من العلم إلا قليلا(*)..



وارجو من السادة القراء العلماء تصحيح أعوجاجي والتنبيه على خطئي


محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
25 ذو الحجة 1439هـ ~ 05 سبتمبر 2018م



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(*) " وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ".
﴿الإسراء: ٨٥﴾


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 09 / 2018, 03 : 01 PM
يتبع بإذنه تعالى

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 09 / 2018, 12 : 01 PM
﴿ [ ٨ . ٤ . ] ﴾


﴿ النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ﴾

شريف حمدان
06 / 09 / 2018, 06 : 12 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 09 / 2018, 13 : 09 PM
صفحة رقم: ٤ من بحوث
„الجَامعِ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ..‟
[ ٨ . ٤. ]
يبدو لي.. كي اتمكن من تحقيق الغرض من الكتابة في مباحث مسائل المرأة والتعرض لـأحكامها.. والوصول إلى هدف منشود حين التكلم عن أمورها.. عموماً.. أن تكون هناك مقدمات شرعية مستنبطة من الكتاب الكريم؛ ومدركة بفهم صحيح من الذكر الحكيم.. وأن تكون السنة النبوية -على صاحبها الصلاة والسلام- خاصةً العملية والمتعلقة بمسائل النساء وكيفية معاملته -عليه السلام- لهن.. واعتقادي الجازم بأن ما وصلت إليه الأمة الإسلامية بمجموعها اليوم يعود إلى «„الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام‟» ويصلح لي أن أكمل بأن ما نحن فيه اليوم يعود ايضاً إلى قضية «„اختصار الدين كلياً إلى بعض الشعائر وقلة من المشاعر مع التذكير -أحيانا-عن بعض المناسبات.. والتي يطلق عليها مناسبات دينية‟».. أو «„خروج الدين من معترك الحياة.. ويتبقى النصح والوعظ والإرشاد .. والحديث عن مفردات الأخلاق والتحلي بها دون تفعيلها‟».. و «„عدم صلاحية الخطاب الديني –الحالي؛ بل ومنذ سنوات طوال-الذي يصل إلى مسامعنا.. سواء من خلال قنوات المؤسسة الدينية -وفق المفهوم الغربي-أو افراد تلك المؤسسة من خلال منابر المساجد أو قنوات فضائية‟» .. وأخيرا وليس آخرا «„فساد الأنموذج المقدم للمرأة المسلمة ومنها العربية؛ أو بتعبير ألطف عدم موافقته -الأنموذج الغربي- لكائن مسلم -المرأة- يحمل عقل يتمكن من خلاله التفكير به وله إدراك وفهم وإحساس وشعور؛ وهناك فارق بين العلم التجريبي والتقدم التكنولوجي والإجهزة الحديثة والتفوق العلمي وبين طبيعة حياة المرأة الغربية وكيفية مزاولتها لشؤونها العامة وكيفية تصرفها في أمورها الخاصة وفق وجهة نظرها أو وفق مبدأ يخالف المبدأ الإسلامي في أساسه وتفصيلاته وأحكامه‟»..
اقول لابد من مقدمات شرعية عن :" أحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ.. وكيفية عيشها وتعلم فن معاملة النساء"(*)..
لابد من عرض مقدمات شرعية وليس مقدمات عقلية أو فلسفية منطقية أو مباحث إنسانية حقوقية.. فإني أعتقد اعتقادا جازماً أن غياب تصور ذهني شرعي صحيح صالح لبنات اليوم أوقع الرجل في مأزق أنه حبيس تاريخ لا يتمكن من ترجمته في واقع حياة معاصرة.. أو قراءة في مراجع أو مصادر لها زمنها وفق رؤية شرعية لعلماء ذاك الزمان وتغيب عن ذهنه أو مداركه النصوص الشرعية والسيرة العملية لنبي الإسلام محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم-
باجتهاد صحيح لعالم اليوم وفق المستجدات..
وعليه سيكون حديثي القادم"
﴿النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ﴾
[حديث شريف]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(*) في كتب الفقه المعتبرة تجده تحت عنوان :
" عشرة النساء "..
وبعض السادة العلماء المعاصرين تكلموا عن :
" مدرسة الأزواج "..
وبعضهم تكلم عن :
" الكشف الطبي العام قبل الإقدام على الزواج "..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 09 / 2018, 08 : 10 PM
﴿النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ﴾[(٧)]


[حديث شريف]


ابدء بمسالة التخريج واعتماد الحديث كدليل شرعي:


"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
[(٧)] حَدِيثٌ صَرِيحٌ خَرَّجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، وَأَبُودَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ (!)، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِاللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
[أ.] „سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا‟،


قَالَ : « يَغْتَسِلُ » .


وَ
„سُئِلَ‟


[ب.] „عَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ ، وَلَمْ يَجِدْ بَلَلًا‟،
قَالَ : « لَا غُسْلَ عَلَيْهِ » .


[ج.] قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: „يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ ؟‟.


قَالَ : نَعَمْ، « إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأقوال في التخريج:


وَلَيْسَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَه ْ( قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ .. ) إِلَى آخِرِهِ .


وَقَدِ اسْتَنْكَرَ أَحْمَدُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي رِوَايَةِ مُهَنَّا، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ: أَذْهَبُ إِلَيْهِ .


قَالَ التِّرْمِذِيُّ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ(!)، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ .


المراجع والتعليقات :


موضوع البحث وإن كان في مسألة «احتلام المرأة» لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ وهذه قاعدة معروفة عند العلماء .


« النساء شقائق الرجال »


[1.] حكم الشوكاني عليه بالصحة في الفتح الرباني [ 10 /4775]


[2.] وابن باز ، في مجموع فتاويه [ 25 /373 ]


[3. 1.] والألباني في السلسلة الصحيحة [ 2863]
و


[3. 2.] أيضا في سلسلته الصحيحة [ 5 /219]


[3. 3.] وأيضا عنده في صحيح الجامع [ 2333 ]


[3. 4.] وأيضا في المصدر السابق [ 1983]


*****


بيْد أن


[1.] عبدالحق الإشبيلي في الأحكام الشرعية الكبرى [ 1 /498] اعتبر
« إنما هن شقائق الرجال » "
أن في السند : العُمري(!) وهو ضعيف "،


وبذلك قال أيضا


[2.] ابن القطان في الوهم والإيهام [ 4 /198] و
قال :" العُمري(!) ومتروك آخر لا خلاف فيه "،


وقال


[3.] ابن كثير في إرشاد الفقيه [ 61/1 ] :
"من حديث عبدالله بن عمر العُمري(!)؛ وفي حديثه ضعف" ،


وفي


[4.] سنن الترمذي [ 113] أنه قال :
" فيه عبدالله بن عمر العُمري(!) ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه ".


قال


[5.] الضياء المقدسي في السنن والأحكام [ 1 /163] :
" فيه عبدالله بن عمر -يعني العُمري(!)-، ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 09 / 2018, 33 : 10 PM
:" عن عائشة رضي الله عنها سُئلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاماً قال :"يغتسل " ، وعن الرجل يرى أن قد احتلم ولا يجد البلل قال :" لا غسل عليه"، فقالت أم سُليم :" المرأة ترى ذلك!، أعليها غسل؟ "، قال :" نعم إنما النساء شقائق الرجال ".



[6.] - قال العظيم آبادي في غاية المقصود[ 2 /307] :
" فيه عبدالله العُمري(!)، قال يعقوب بن شيبة :" صدوق ثقة في حديثه اضطراب "، و
قال ابن عدي :" لا بأس به"، و
ضعفه النسائي، و يحيى بن سعيد .
********-
[7.] - قال الرباعي في فتح الغفار [ 142/1] :
" فيه عبدالله بن عمر العُمري(!) ".
و
[8.] - قال الشوكاني في نيل الأوطار [ 1 /281] :
" الحديث معلول بعلتين :
[1.] - العُمري(!)؛ و
[2.] - التفرد وعدم المتابعة، فقصر عن درجة الحسن والصحة ".
و
[9.] - عند الخطابي في معالم السنن [ 1 /68] :
فيه عبدالله بن عمر العُمري (!)، ليس بالقوي عند أهل الحديث .
[10.] - قال الألباني في السلسلة الصحيحة، حديث رقم 2863 : المجلد 6 /860 ـ 863 :
" فيه عبدالله بن عمر(!) يخشى من سوء حفظه؛ ولكنه توبع
[يراجع موسوعة سلسلة الأحاديث الصحيحة؛ وشئ من فقهها وفوائدها ، محمد ناصرالدين الألباني، الطبعة الأولى؛ 1417هـ ~ 1996م، المجلد السادس ؛ القسم الثاني ( 2801ـ 3000)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع؛ لصاحبها سعد بن عبدالرحمن الراشد، الرياض، المملكة العربية السعودية ]
*
أحاديث روتها أم المؤمنين عائشة- رضي الله تعالى عنها وعن أبيها-
« إنما النساء شقائق الرجال »
عن :
[1.] - عائشة
و
[2.] - أنس بن مالك
[11.] - عند السيوطي في الجامع الصغير [ 2560] وقال حديث صحيح
*
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إنما النساء شقائق الرجال "

[12.] - سنن أبي داود [ 236]، الحديث سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح ".
[12.] - قال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح [ 419] :"صحيح " .
و
[13.] - قال الألباني في ضعيف أبي داود [ 236] :" حسن ،
إلا قول أم سليم :" المرأة ترى..".
و
[14.] - قال الألباني ذلك؛ في صحيح أبي داود [ 236] :"حسن
إلا قول أم سليم "المرأة ترى.." "

*
" نفس المتن " عند
[15.] - ابن عبدالبر في الاستذكار [ 1/337] :" مرفوع من رواية الآحاد العدول " .
[16.] - قال الألباني في صحيح الترمذي [ 113] " صحيح " .
أما
[17.] - ابن العربي في عارضة الأحوذي [ 1 /154] فقال :"ضعيف "

قال
[18.] - ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح [ 1 /233] :"حسن؛ كما قال في المقدمة "
[19.] - قال ابن حجر العسقلاني في موافقة الخبر الخبر [ 2 /26] :" حسن من هذا الوجه، غريب بهذا اللفظ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 09 / 2018, 36 : 10 PM
[20.] - ابن رجب في فتح الباري؛ لابن رجب [ 1 /343] قال :" روي معناه من حديث كعب بن مالك. خرجه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان)، وإسناده لا يصح " .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 09 / 2018, 02 : 11 PM
أحاديث رواها إسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة الأنصاري عن جدته أم سليم


عن أنس بن مالك جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
" يا رسول الله! .. المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام " ، فـ
قالت أم سلمة :
" فضحت النساء! .. يا أم سليم"،
فــ
قال : " إذا رأت ذلك فلتغتسل " .
فــ
قالت أم سلمة:
" وهل للنساء من ماء!،
قال : " نعم،
إنما هنَّ شقائق الرجال"


قال البزار في الأحكام الشرعية الكبرى [ 14 /498 ] :
" رواه جماعة عن أنس ولا نعلم أحداً جاء بلفظ إسحاق"


*

عن أم سليم قالت كنت مجاورة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فـ
قالت أم سليم :
"يا رسول الله!؛ أرأيتَ إذا رأتْ المرأة أن زوجها جامعها في المنام، أتغتسل!؟، فـ
قالت أم سلمة :
" تربت يداك أم سليم!،
فضحت النساء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فـ
قالت أم سليم :" إن الله لا يستحي من الحق ،
و
لنا أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم عما أشكل علينا
[ أو :" عمَّا علينا : رواية العظيم آبادي ]
خير من أن نكون منه على عمياء" ، فـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم :" [ بل أنت ] تربت يداك يا أم سليم !،
عليها الغسل إذا وجدت الماء " ، فـ
قالت أم سلمة :
" يا رسول الله! ، وهل للمرأة ماء " ، فـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" فأنى يشبهها ولدها؛
هنَّ شقائق الرجال "


قال الهيثمي في مجمع الزوائد [ 1 /170] :
" في إسناده انقطاع
[يعلق الألباني بقوله :" رواه مسلم "؛
فـ
زالت شبهة الإنقطاع، راجع الصحيحة، كما أشرتُ سابقاً]


قال العظيم آبادي في غاية المقصود [ 2 /309] :
" فيه إسحاق قال الهيثمي لم يسمع من أم سليم ، راجع الصحيحة، ص 862، المجلد السادس ]


*


قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" فأنى يشبهها ولدها!؟، هن شقائق الرجال" .
عند الألباني في موسوعته : السلسلة الصحيحة – حديث رقم: 2863 ، المجلد 6 /860 ـ 863، وقال :" سنده رجاله كلهم ثقات رجال الستة ".


راوية الهيثمي في مجمع الزوائد [ 1 /273] وقال:
" فيه إسحاق لم يسمع من أم سليم‏‏، وعلق الألباني على قوله ؛ رحمهما الله "


*


عن أنس بن مالك قال :" دَخلتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم ، وعنده أم سلمة فـ
قالت :" المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فـ
قالت أم سلمة :"تربت يداك يا أم سليم .. فضحت النساء؟
فــ
قال النبي صلى الله عليه وسلم منتصرا لأم سليم:
[أ.] " بل أنت تربت يداك،
[ب.] إن خيركنَّ التي تسأل عما يعنيها ،
[ج.] إذا رأت الماء فلتغتسل " .
قالت أم سلمة :
" وللنساء ماء يا رسول الله! ، قال :


"نعم، فأين يشبههن الولد ! إنما هن شقائق الرجال".


قال الألباني في السلسلة الصحيحة، حديث رقم 2863 المجلد 6 /860 ـ 863 ، " إسناده رجاله ثقات : رجال الستة ، غير محمد بن كثير وهو صدوق كثير الغلط "
قال ابن حجر العسقلاني في موافقة الخبر الخبر [ 2 /28] :" حسن غريب

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 09 / 2018, 20 : 11 PM
نستخلص من هذا السرد أن الْمَعْنَى:
أَنَّ النِّسَاءَ :
" نَظَائِرُ الرِّجَالِ وَ
" أَمْثَالُهُمْ فِي الْأَخْلَاقِ وَ
" الطِّبَاعِ ، كَـ
" أَنَّهُنَّ شُقِقْنَ مِنْهُنَّ، وَ
" حَوَّاءُ خُلِقَتْ مِنْ آدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، وَ
الشَّقَائِقُ جَمْعُ شَقِيقَةٍ ، وَ
مِنْهُ شَقِيقُ الرَّجُلِ وَهُوَ أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
11 / 09 / 2018, 23 : 11 PM
وجاء في فيض القدير:"قَوْلُ بَعْضِ الْعَارِفِينَ:
إِنَّمَا كُنَّ شَقَائِقَ الرِّجَالِ لِأَنَّ :
- حَوَّاءَ خُلِقَتْ مِنْ آدَمَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَ
- خُلِقَتْ كُلُّ أُنْثَى مِنْ بَنِيهِ مِنْ سَبْقِ مَائِهَا وَعُلُّوِهِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ وَ
- كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ سَبْقِ مَاءِ الرَّجُلِ وَعُلُّوِهِ عَلَى مَاءِ الْمَرْأَةِ وَ
- كُلُّ خُنْثَى فَمِنْ مُسَاوَاةِ الْمَاءَيْنِ فِي الْأَخْلَاقِ وَالطَّبَائِعِ كَأَنَّهُنَّ شُقِقْنَ مِنْهُمْ".

شريف حمدان
11 / 09 / 2018, 46 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/ml284590.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
20 / 02 / 2019, 54 : 06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم؛ والحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


أما بعد :


فإن هذه المراجعات الشرعية الفقهية والعلمية في مسألة من أهم ... بل هي على أعلى قمة قضية حياة كائن انتقل من دور الطفولة البريئة الطاهرة النقية إلى دور التكليف .. وزمن الاستطاعة الشرعية .. ومرحلة الاخصاب فيتكون في منتصف كيانه البشري الجسدي وبين احشاء هذا الكائن فيلتصق أعلى الرحم؛ بين القلب وبين الفؤاد يتكون مخلوق جديد بأمر ربه وبعد إذن مبدعه..
أو لعله ولحكمته سبحانه وتعالى يجعل بعض الرجال أو النساء غير قادرات على الاخصاب والإنجاب .. عقم الذكر أو عقم الأنثى.. وهذا يحتاج لمراجعة الطبيب المختص لوضع العلاج المناسب.. وليس الالتجاء كما أخبرتني آحداهن الذهاب إلى الأضرحة ومقابر الموتى؛ والذي لا يملك لنفسه نفعاً.. للتوسل والدعاء وغاب النص الشريف والذكر الحكيم حين يقول :

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُدَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِيلَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون}
[البقرة:186]
أو قوله




{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
[غافر:60]





وكانت هذه المراجعات إثناء موقف في بداية حياتي العملية بعد تخرجي بزمن يسير وبداية مزاولة الجانب العملي من مهنتي.. فقد اخجلني جهلي وتصببتُ عرقاً لضحالة فهمي وأدراكي.. فكانت بذرة هذه المراجعات .. وهي تبين وتظهر وتكشف وبجلاء كل ما يختـص بشقائق الرجال .. صبايا المستقبل .. ونساء الغد في القرآن الكريم من أحوالهن في الذكر الحكيم وأحكامهن في السنة النبوية المحمدية العطرة ..
وقمت بجمعها وترتيبها والشرح عليها ... وذلك لكل حال من أحـوالهن أو حكـم من أحــكامهن .. عسى الله أن ينفع بها..
وحقيقة الأمر أنها -هذه الأحوال أو الأحكام- لا تخص فقط النساء.. بل أيضا يجب مراجعتها وفهمها للرجال.. الأباء .. الأزواج..(!!)


واتمنى من القارئ الكريم !
والقارئة العزيزة مراجعتي !


والله الموفق لما يحبه ويرضاه فيسهل علينا أمرنا ويرشدنا لما فيه صلاح حالنا ويسدد خطانا ويحفظنا جميعاً من الزلل والخطأ..








ينير لنا الطريق المستقيم صاحب الهدي العظيم سيدنا ورسولنا محمد بن عبدالله النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله :
«.. فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ »[(1)]"
وننبه إلى أدبه عليه السلام فلم يقل شفاء الجاهل .. بل قال شفاء الجهل..
وهذا من الأدب النبوي الرفيع ولعلها من سننه الغائبة عن حياتنا العملية اليومية؛
فــ
العي هو:" التَّحَيُّرُ فِي الْكَلَامِ وَعَدَمُ الضَّبْطِ [(2)]"...
وبالعودة إلى متن الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه نجد أنه جاء برواية :
" فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ "..
وهذا جزء من حديث..
ورواية ثانية تقول :"أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُالْعِيِّ السُّؤَالَ ".
وَالْمَعْنَى أَنَّ الْجَهْلَ دَاءٌ وَشِفَاءَهَا السُّؤَالُ وَالتَّعَلُّمُ[(2)] ...
محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي

15 جماد آخر 1440 هـ ~ 20فبراير 2019م
صفحة [21]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
20 / 02 / 2019, 31 : 08 PM
مقدمة وتمهيد
كتاب :
« أحكام الـ “ دماء “ الخارجة من رحم المرأة »


تـمـهـيـد

تعيشُ المرأةُ في شهرها أوقاتاً معلومة في عالم خاص بها دون الرجل ، فلها أيام تخصها -هي- دون الشاب ؛ الذي في سنها ، فلها أحوال لا يطلع عليها إلا المقربات منها ، ولها ظروف لا تحكيها إلا لأهل الثقة عندها ..
فقد يبدأ جسدها يستعد للقيام بدور هام سيلقىٰ علىٰ عاتقها دون الشاب ، وهو دور الحمل والولادة والرضاعة ،
فتعيشُ بمفردها هذه التحولات ، ولوحدها تلك التغيرات ... إن لم يشاطرها زوجها بود وحنان ويرافقها برحمة وعطف خلال رحلة شهورية ملزمة لا مفر من ان تستوعب هي وحدها تغيراتها ، ثم بعد سنوات طوال تستريح من هذا كله ...

فـبعد أن تعي الدنيا والعالم من حولها تفاجأ - وإن وجدت بعض المقدمات والظواهر بين جنبات جسدها - تفاجأ غالباً بما يسيل من تحتها ، ولسان حالها يقول....

" دم ... يا إلهي ... ما أصابني!!! "




فإن لم تتهيأ من قبل هذ اللحظة الفاصلة بين الطفولة والأنوثة وبين مرحلة من عمرها وآخرى .. بشكل شرعي .. فقهي .. علمي.. صحيح أو علمي سليم بتركيبتها الأنثوية ووظيفة أعضائها ذات العلاقة ، فقد يحدث لها بعض الاضطرابات النفسية أو المشاكل الجسدية أو مخالفات شرعية ؛ قد تحاسب عليها لتقصيرها في معرفة الحكم الشرعي المتعلق بهذه الأحوال وتلك الظروف.




فــ
المرأةُ غير الرجل : لها أيام حيض ، ثم زمن حمل ، فـ فترة نفاس ... فإذا أراد الخالق الرازق الواجد الصانع المبدع - تعالىٰ ذكره - أن يوجد بعد لذة عاشتها - بـنكاح صحيح أو سفاح - قد لا تدرك احياناً ، إن لم تتسلح بالعلم الشرعي والدنيوي العلمي ، إذا أراد سبحانه تخليق وإيجاد وتكوين كائن جديد مثلها في أحشائها ، فتصبح أماً ترعىٰ وليدها ومربية أجيال وحاضنة لمستقبل البشرية .....
ومع أن هذا حالها ـ أدعي أن بعضهن وازعم ـ قد لا يدركنّ الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بـ أحكام الحيض والنفاس والطهارة ( إذ أن النظافة في الدين الحنيف تختلف عن أحكام الطهارة) ؛ بشكل صحيح وبصورة واضحة وفق الشرع الحنيف كي يتسنىٰ لهن القيام بالتكاليف والواجبات وفق الكتاب الكريم والسنة النبوية العملية .

وإثناء تحضيري ومراجعتي للموضوع ؛ وجدتُ أن آحداهن سألت فقد قرأت في أحد الكتب الفقهية : " أن البنت إذا بلغت لأول مرة تترك الصلاة لمدة يوم وليلة ، ثم تغتسل وتصلي حتى لو كان الدم باقيًا ، وتستمر على هذه الحالة لمدة ثلاثة أشهر ، حتى تستقر مدة حيضتها !!!" .
وهذا قول بعض أهل العلم ، ولكنه ليس بصحيح .
والصواب : أنها لا تصلي لمدة الأيام التي ترى فيها الدم ، يومين ، أو ثلاثًا ، أو أربعًا ، أو خمسًا ، أو ستًا ، أو سبعًا إلى خمسة عشر.. لا بأس ، وهكذا كلما جاءت الدورة تجلس ، لا تصلي ، ولا تصوم ، وليس لها حد يوم أو يومين ، لكن نهايتها وآخرها عند أكثر أهل العلم خمسة عشر [15] يومًا ، فإذا زادت صارت استحاضة ، تعتبر دمًا فاسدًا ، وهذه الحالة ترجع إلى عادة النساء ، أما إذا كانت تنقطع لـ ست ، أو سبع ، أو ثمان ، أو عشر فالحمد لله ، هي عادتها ، ولا تصلي ، ولا تصوم . [(3)]

ولعل الجيل الثاني من بناتنا يحتاج لمعرفة هذه الأحكام الشرعية، حيث أن قرينتهن غير المسلمات المجاورات لهن والمتعايشات معهن ، ليس لديهن - عموماً- هذا الجزء الهام من أحكام الطهارة ، وإن كان لديهن أمور أخرىٰ يطلق عليه النظافة الشخصية / العامة .






قَالَتْ أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله تعالى عنها وعن أبيها :
" إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ تِسْعَ [(4)] سِنِينَ فَهِيَ امْرَأَةٌ " [(5)] .
كَأَنَّ أمنا عَائِشَةَ ؛ رضي الله تعالىٰ عنها ، كأنها أَرَادَتْ : أَنَّ الْجَارِيَةَ إِذَا بَلَغَتْ تِسْعَ سِنِينَ فَهِيَ فِي حُكْمِ الْمَرْأَةِ الْبَالِغَةِ ؛ لِأَنَّهُ يَحْصُلُ لَهَا حِينَئِذٍ مَا يُعْرَفُ بِهِ نَفْعُهَا وَضَرَرُهَا : مِنَ الشُّعُورِ وَالتَّمْيِيزِ ، واللَّهُ تَعَالَىٰ أَعْلَمُ .




يقول كاتب هذه السطور : وهذا بالطبع يتوقف على طريقة التربية في البيت وأسلوب التربية وكيفية الحديث معها وعنها من أبيها أو أمها ... و
سوف أبحث هذه المسألة بالتفصيل مع ذكر اقوال السادة العلماء في موضعها تحت بحث :
" السن الذي يأتي فيه الحيض "

ولعله معلوم لدينا أن هناك فارق كبير بين الطهارة والنظافة ، فمثلاً أنتِ - أختي المسلمة - نظيفة ؛ وقت الحيض أو النفاس ، ومع ذلك لست طاهرة لأداء الصلاة ، أو الصيام ...


وقد علم بالأدلة الكثيرة - من الكتاب والسنة وبإجماع العلماء - أن الله سبحانه حكيم عليم في كل ما شرعه لعباده، كما أنه حكيم عليم في كل ما قضاه وقدره علينا ، ولذلك أكثر في كتابه العزيز من ذكر حكمته وعلمه ليعلم العقلاء من عباده أنه سبحانه عليم حكيم في كل ما قدر وشرع ، فتطمئن قلوبهم للإيمان بذلك وتنشرح صدورهم للعمل بشريعته وحكمه .







قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ:
" أَنَّ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهَا لَيْسَ فِيهِ الْحَيْضَةُ ففِيه الطَّهَارَةِ، يَعْنِي مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلُ، غَيْرَ مَوْضِعِ الْحَيْضِ وَحْدَهُ" ،
أي :
" أَنَّ الْحَيْضَ لَيْسَ يُغَيِّرُ شَيْئًا مِنَ الْمَرْأَةِ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلُ "[(6)].

لذلك رأيتُ أن نقدم لنسائنا المسلمات و غير المسلمات ، وأخواتنا وبناتنا ، هذا البحث الفقهي ؛ فالدماء التي تصيب المرأة وهي الحيض والاستحاضة والنفاس من الأمور الهامة التي تدعو الحاجة إلىٰ بيانها ومعرفة أحكامها .
قال ابن عابدين:
" مَعْرِفَةُ مَسَائِلِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْمُهِمَّاتِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مَا لَا يُحْصَى مِنْ الْأَحْكَامِ: كَــــ
- الطَّهَارَةِ،
وَ
- الصَّلَاةِ،
وَ
- الْقِرَاءَةِ،
وَ
الصَّوْمِ وَ
الِاعْتِكَافِ، وَ
الْحَجِّ، وَ
الْبُلُوغِ، وَ
الْوَطْءِ، وَ
الطَّلَاقِ، وَ
الْعِدَّةِ، وَ
الِاسْتِبْرَاءِ..... وَغَيْرِ ذَلِكَ... [ من الأحكام الشرعية والمسائل الحياتية] ".[(7)] .

ثم يقول رحمه الله :
" وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ؛ لِأَنَّ عِظَمَ مَنْزِلَةِ الْعِلْمِ بِالشَّيْءِ بِحَسَبِ مَنْزِلَةِ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِهِ ، وَضَرَرُ الْجَهْلِ بِمَسَائِلِ الْحَيْضِ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِغَيْرِهَا ، فَيَجِبُ الِاعْتِنَاءُ بِمَعْرِفَتِهَا وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ فِيهَا طَوِيلًا ".
إذ أن بــ بلوغ الصبية سن الحيض يلزمها التَّكْلِيفَ،
فـــ
قال صاحب المبدع ؛ أبو إسحاق إذ :
" أَن َّأَحْكَام َالْبُلُوغِ تَثْبُتُ بِابْتِدَائِهِ "[(8)].

***

هذا البحثُ ؛ « أحكام الـ “ دماء “ الخارجة من رحم المرأة » قائمٌ علىٰ الشرع الإسلامي بمصدريه القرآن الكريم ؛ تنزيل الخبير العليم ، والسنة الطاهرة العطرة علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ، والمبني علىٰ ارآء وأقوال أم المؤمنين السيدة عائشة [(9)] رضي الله تعالىٰ عنها وعن أبيها ، وأقوال وبحوث من علماء المسلمين من السلف والتابعين وعلماء العصر الحديث ، كما وأستشهدنا بـ العهد العتيق والجديد كـ نصوص مقدسة يعتمدها أهل الكتاب وأقوال العلماء الأحبار وأهل العلم من علماء النصارى والكتب المعتمدة والمراجع عند أهل الديانة اليهودية والمسيحية ، وأصحاب المذاهب المعتبرين والسادة الأطباء وأصحاب التخصص عن أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة .......










وبما أن للمرأة المسلمة شخصيتها المتميزة التي تسمو بها علىٰ غيرها من نساء العالمين؛ فهي بحق طراز خاص من النساء ، وما ذاك إلا لإنها تنهل من معين رباني من حزمة متكاملة من السلوكيات والقيم والمفاهيم والمبادئ لا مثيل لها، فتجعل منها جوهرةً ثمينةً، ودرَّةً مصونةً كريمة تشع من نور لألائها لتضيء جنبات المجتمع والعالم أجمع .....
كيف لا ولنا في التاريخ الإسلامي خير شاهد علىٰ عَبَق سِيرَ وعظيم أثرَ أمهات المؤمنين وأريج عطر التقوى من الصالحات العابدات العالمات المجاهدات المربيات من بنات المسلمين .
فاستنطقوا التاريخ ليعبر بكم بأروع أمثلة وأفصح لسانٍ عمّن تَشَرَّبْنَ روح الإسلام عقيدة وسلوكاً، فكراً ومنهجاً، قولاً وعملاً، فضرَبْنَ أمثلة تحتذىٰ للمرأة وللفتاة في شتىٰ مجالات الحياة [(10)].

و










النساءُ ثلاث :
مبتدأةٌ و
معتادةٌ و
مستحاضة ، ويزيد بعض أهل العلم من فقهاء المالكية والشافعية دون الحنابلة والحنفية رابعة وهي :
الحامل ، و
لكل منهن حكمها ، وهذا ما سنتعرض إليه في الصفحات القادمات .

وسوف نصدر هذا البحث علىٰ حلقات .
فمنه سبحانه وتعالى العون والسداد والتوفيق والنجاح ....

يتبع بإذنه تبارك وتعالىٰ ...
محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي
15 جماد آخر 1440 هـ ~ 20فبراير 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
20 / 02 / 2019, 41 : 08 PM
الصفحة السابقة [ ٢٢. ] :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 02 / 2019, 23 : 11 AM
http://fiqh.islammessage.com/media_bank/image/2008/6/24/1_2008624_2763.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 02 / 2019, 39 : 01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

《.. مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ..》



كتاب" أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة "

مقدمة
ونحن نتحدث عن مسألة الحيض يجب علينا أن نذكر أول امرأة(*) في تاريخ البشرية...
ــــــــــــــــــ
(*) كانت الخطة -في تصوري- أن أتحدث عن زوج آدم -عليهما السلام - في بحوث نساء الأنبياء.. بعد الإنتهاء من مراجعتي لبحوث أمهات المؤمنين (زوجات النبي المصطفى والرسول المجتبى) رضوان الله علهين ... وعليه الصلاة والسلام ... ولكن من مستلزمات هذا البحث أن ابدء بها (زوج آدم) واتعرض لما قيل بخصوص -فقط- هذه المسألة .. وأكمل - بإذنه تعالى وتوفيقه - عنها في ملف مستقل ...
ارجو من السميع العليم أن يمكنني من اتمامه ومن ثم عرضه على السادة علماء الموقع - موقع أهل العلم - وأهل الفضل القراء.. وأهل العلم القارئات العزيزات


وكتبه:
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
16 جماد آخر 1440 هــ ~ 21 فبراير 2019م.

شريف حمدان
21 / 02 / 2019, 58 : 06 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 43 : 01 PM
( ٢ ) مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
《.. مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ [(11)]..》


ونحن نتحدث عن مسألة الحيض يجب علينا أن نذكر أول امرأة في تاريخ البشرية ؛ بيد أنه يظهر لنا أنه لم يذكر الذكر الحكيم والهدي العظيم؛ القرآن الكريم اسمها.. وليس هذا من باب ستر أحوال النساء؛ ونزلت آيات كريمات شريفات تتحدث عما يجب أن تستره المرأة وما يجب أن يستر من بدن الأنثى التي بلغت مبلغ النساء وتحدد لعموم المسلمين ما الذي يجب أن يستر؛ مع ملاحظة أن ما يجب أن يستره المرء منا - الأنثى البالغة - جاء في النص القرآني الكريم.. القطعي الثبوت أنه وحي مِن مَن رفع السموات بغير عمد نراها -سبحانه وتعالى- وقطعي الدلالة أنه لا يحتمل معنى زائد عما جاء في النص الكريم.. أو بينته سنة السيد النبيل والرسول الأمين مِن هدي الرسول المبلغ عليه الصلاة السلام ؛ إذ على الأنثى البالغة مبلغ النساء أن ترتدي اللباس الشرعي الكامل المحتشم الذي يستر كل ما هو موضع للزينة إلا ما ظهر منها.. ثم عليهن أن يدنين عليهن ثيابهن فيتسترن به تطبيقا لأمره تعالى في سماه وتقدست اسماه...
ويوجد فهم عن بعض السادة بأن اسمها يدخل ضمن الأمور التي يجب أن تستر.. وهذا رأي أو فهم يحترم ولا يجوز أن يعمم على الآخرين الذين - وفق أدلة شرعية - يرون خلافه.. طالما ن المسألة اجتهادية وفيها سعة ..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 51 : 01 PM
... نطق القرآن الكريم موضحاً اللباس الشرعي الكامل للمرأة البالغة فيقول سبحانه وتعالى :

{... وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ....} [(12)]





و
لقوله تعالى :"



{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ }[(13)]




يفهم من هذا أن إظهار شعرة وحيدة من رأسها يعتبر مخالفة شرعية... كما نرى عند بعض سيدات المجتمع وخاصة طبقة نساء الأعمال أو من شابههن...



وفي قابل الصفحات قد نتعرض لهذه المسألة بالتفصيل لأنه مما ابتليت به نساء الأمة (الإسلامية)... إما التبرج وإما التعسف..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 58 : 01 PM
أولُ امرأةٍ في تاريخ البشرية لم يذكر القرآن العظيم أسمها .... بل نقرأ في كل من سورة البقرة... والأعراف... وطه أنها :" زوج آدم " دون ذكر اسمها ...
فنقرأ من الذكر الحكيم :" ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ[(14)]..﴾
وقوله تعالى : ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ.. ﴾[(15)]
وقوله تعالى : ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ.. ﴾[(16)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

فلم يذكر القرآن الكريم اسم :" زوج آدم " ليس سترا لحالها بل لحكمة .. ويجوز لأهل العلم البحث عنها والتكلم بشأنها ..
ماعدا امرأة واحدة وحيدة ذكرت بتصريح أسمها وهي العذراء الزهراء البتول...إذ أنها حالة خاصة لن تتكرر وحالة تثبت وجوب وجود خالق للكون والإنسان والحياة.. وسوف نبحثها بعد إذنه تعالى في بحوث نساء الأنبياء... فلننتظر قليلاً...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 24 : 05 PM
قلتُ : ونحن نتحدث عن مسألة الحيض يجب علينا أن نذكر أول امرأة في تاريخ البشرية...
*. ] اسمها : " وَزَوْجُ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- هِيَ حَوَّاءُ[(17)] -عَلَيْهَا السَّلَامُ- "...

ابراهيم عبدالله
25 / 02 / 2019, 58 : 05 PM
جزاكم الله خيرا واثابكم الجنة

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 42 : 06 PM
*. ] تفصيل : ﴿ « „ اسم المرأة الأولى... أم البشرية ‟» :
... َهُوَ- آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَوَّلُ مَنْ سَمَّاهَا بِذَلِكَ حِينَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِهِ[(18)] مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحِسَّ(!!!) آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِذَلِكَ ......
وَلَوْ أَلِمَ بِذَلِكَ لَمْ يَعْطِفْ رَجُلٌ عَلَى امْرَأَتِهِ(!!!) ، فَلَمَّا انْتَبَهَ .....
قِيلَ لَهُ [ " قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ لِيَنْظُرُوا مَبْلَغَ عِلْمِهِ " ][(19)]) :" مَنْ هَذِهِ ؟ " ....
قَالَ :" امْرَأَةٌ "....
قِيلَ :" وَمَا اسْمُهَا ؟ "...
قَالَ :" حَوَّاءُ ".... ،
قِيلَ [ قَالُوا؛ أي الملآئكة ][(19)]: " وَلِمَ سُمِّيَتِ امْرَأَةً ؟ :"...
قَالَ :" لِأَنَّهَا مِنَ الْمَرْءِ أُخِذَتْ ".... ،
قِيلَ:" وَلِمَ سُمِّيَتْ حَوَّاءَ ؟ " ....
قَالَ :" لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيٍّ " .[(20)].


:" رُوِيَ[(21)] أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ لِتُجَرِّبَ عِلْمَهُ ، وَ
أَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ :" أَتُحِبُّهَا يَا آدَمُ ؟"...
قَالَ :" نَعَمْ "..... ،
قَالُوا لِحَوَّاءَ :" أَتُحِبِّينَهُ يَا حَوَّاءُ ؟ "....
قَالَتْ :" لَا ".... ،
وَ
فِي قَلْبِهَا أَضْعَافُ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ حُبِّهِ .
قَالُوا :" فَلَوْ صَدَقَتِ (!!!) امْرَأَةٌ فِي حُبِّهَا لِزَوْجِهَا لَصَدَقَتْ حَوَّاءُ. [(22)] .


ظهر من البحث أن القول المذكور نسب لحَبر هذه الأمة وإلى أكبر عالم من علماءها وهما :
".... وَقَالَ [عبدالله] ابْنُ مَسْعُودٍ و [عبدالله] َابْنُ عَبَّاسٍ :" لَمَّا أُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ مَشَى فِيهَا مُسْتَوْحِشًا[(23)] " .....
فـ [ " كَانَ يَمْشِي فِيهَا فَرْدًا لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ إِلَيْهَا[(24)]]".....



ثم
يظهر لي رواية آخرى ..
و
هي : [( رواية ابن إسحاق )] ....
:" وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ ، مِنْهُمْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ :" أَلْقَى اللَّهُ -تَعَالَى- عَلَى آدَمَ النَّوْمَ "[(25)]...... ،
فَلَمَّا نَامَ[(26)] [ " نَوْمَةً وَاسْتَيْقَظَ فَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ ضِلْعِهِ[(27)]،.....
" خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلَعِهِ الْقُصْرَى مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ ...
رواية ابن إسحاق:" أَخَذَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ وَ لَأَمَ مَكَانَهُ لَحْمًا وَخَلَقَ مِنْهُ حَوَّاءَ وَآدَمُ نَائِمٌ ،[(28)][(+)]".....
. ... " ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِهِ الْأَقْصَرِ الْأَيْسَرِ وَهُوَ نَائِمٌ ، وَلَأَمَ مَكَانَهُ لَحْمًا . وَمِصْدَاقُ (!!!) هَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ „ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ «„ نَفْسٍ ‟» «„ وَاحِدَةٍ ‟» وَخَلَقَ «„ مِنْهَا ‟» زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً [النَّسَاءِ: 1 ] . الْآيَةَ ،
وَ
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿ „ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ «„ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ‟» وَجَعَلَ «„ مِنْهَا زَوْجَهَا ‟» لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ [ الْأَعْرَافِ: 189 ]"[(29)].....
لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا وَيَأْنَسَ بِهَا ، فَــــــــــ
لَمَّا انْتَبَهَ ... [ " فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ رَآهَا إِلَى جَنْبِهِ ".[(30)]......
رَآهَا [ " فَقَالَ: لَحْمِي ، وَدَمِي ، وَرُوحِي ، فَسَكَنَ إِلَيْهَا ، فَلَمَّا زَوَّجَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَجَعَلَ لَهُ سَكَنًا مِنْ نَفْسِهِ ، قَالَ لَهُ :﴿ يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾. وَعَنْ مُجَاهِدٍ ، وَقَتَادَةَ مِثْلَهُ. "[(31)] .......
[ " فَسَأَلَهَا [(32)]".] ....
" فَقَالَ :" مَنْ أَنْتِ؟ "....
قَالَتِ :" امْرَأَةٌ ".... " خُلِقْتُ مِنْ ضِلَعِكَ ".... " لِتَسْكُنَ إِلَيَّ ".......
[ " قَالَ :" وَلِمَ خُلِقْتِ ؟ ".... قَالَتْ :" لِتَسْكُنَ إِلَيَّ " . [(33)]... "...... ،
وَ
هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ „ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ «„ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ‟» وَجَعَلَ «„ مِنْهَا ‟» زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [(34)]. ".


ويتبادر إلى الذهن سؤال وهو : " ما قَالَه ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ !!!....."
أسُمعَ من فم الصادق المصدوق مباشرة (!!) عليه الصلاة والسلام ....
أم
أنه من مصدر آخر!!؟.
وما هو هذا المصدر الآخر


ثم تأتي محصلة يكاد تربى عليها ابناء أجيال وأجيال وأجيال حتى يومنا هذا ..
وثبتت في الأذهان وتُعامل على أساسها المرأة بصفة خاصة الزوجة وبصفة عامة الآخريات (!!!)....
و
هو القول :
" قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَلِهَذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ عَوْجَاءَ، لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ أَعْوَجَ وَهُوَ الضِّلَعُ [(35)].


ويستشهدون بما جاء في الصحيح :
" فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «„ إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ ‟»
- فِي رِوَايَةٍ : «„ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ - ‟» .. «„ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا ‟». [(36)]


وكما جاء فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ زَائِدَةَ ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْأَشْجَعِيِّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : «„ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ‟» .... «„ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلْعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ‟»، فَــ «„ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ‟». لَفْظُ الْبُخَارِيِّ. ".[(37)]


وَقَالَ الشَّاعِرُ [(*)]:


هِيَ الضِّلَعُ الْعَوْجَاءُ لَيْسَتْ تُقِيمُهَا * أَلَا إِنَّ تَقْوِيمَ الضُّلُوعِ انْكِسَارُهَا


أَتَجْمَعُ ضَعْفًا وَاقْتِدَارًا عَلَى الْفَتَى * أَلَيْسَ عَجِيبًا ضَعْفُهَا وَاقْتِدَارُهَا [(38)].


قلتُ( الرمادي):" وهذه النقول والأقوال وتخريج منها الأحكام تحتاج إلى إعادة نظر ... ومراجعة ... كما تحتا ج إلى تدقيق و تحقيق و تخريج... و
كاتب هذه السطور يبني بحوثه على أقوال ومستخلصات كبار سادة علماء هذه الأمة ..


قلتُ( الرمادي):" تبادر إلى الذهن سؤال وهو : ما " قَالَه ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ !!!.
أسُمع من فم الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام .... أم أنه من مصدر آخر!!؟.


تأتي الإجابة سريعاً : " وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ ، مِنْهُمْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ "[(39)])
ثم تأتي إجابة توضيحية من ابن كثير الدمشقي في بدايته فيقول :" تحت باب : ما ورد في خلق آدم عليه السلام : " . حَكَى السُّدِّيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، وَأَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا[(40)]ما ورد في خلق آدم عليه السلام".


بيد أن صاحب المنار ؛ تلميذ الإمام محمد عبده يفيدنا بالقول :
" وَ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِثْلُ مَا فِي التَّوْرَاةِ مِنْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْقَى عَلَى آدَمَ سُبَاتًا انْتَزَعَ فِي أَثْنَائِهِ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَخَلَقَ لَهُ مِنْهُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ " .....
:" وَأَنَّهَا سُمِّيَتِ امْرَأَةً " لِأَنَّهَا مِنِ امْرِئٍ أُخِذَتْ "....
ويأتي ما أريد التأكيد عليه في منار الــ:" رشيد " :
" وَ مَا رُوِيَ فِي هَذَا الْمَعْنَى فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ" [(41)].


إذاً يتضح المصدر أنه من أقوال :" أَهْلِ الْكِتَابِ ". وهو ما يسمى بــ الإسرائيليات.. و
قلتُ: هذه المسألة بحث آخر أضعه في مكانه من سلسلة البحوث... فصبر جميل...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
يتبقى القول الآخير بأن ما ذكره السادة العلماء -رحمهم الله تعالى؛ وعليهم جميعا غفرانه ورضوانه- ؛ ولعلها مسألة اتفقوا عليها بأنه إذا لم يأت من صاحب الهدي النبي الصادق محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما يفيد من تفسير أو تأويل الآية أو شرح أو بيان ... ذهبوا إلى أهل الكتاب؛ أقوال أهل الكتاب ... الإسرائيليات ...لتوضيح أو كشف ما جاء في الآية من كلمات ... بعد السماح الذي ورد في صحيح البخاري :" حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج[(*)]....!!! "
فيتبقى القول بأن ما قيل يعتبر من مِلح التفسير وليس من مَتين العلم .... ومازال -عندي- البحث مفتوحاً....... ومثل تلك الملفات لم تغلق بعد......






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ




نال شرف قراءة ومراجعة وكتابة هذا البحث .. وارجو أن أكون وفقت فيه /
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
20 جماد آخر 1440 هـ ~ 25 فبراير 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 02 / 2019, 15 : 07 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ


(آية 30 ؛ سورة النمل 27)


* . ] « حيض » أمنا « حواء » -عليها السلام-


« الحيض عند أمنا حواء »


قد لا نستفيد كثيراً من بحث هذه الجزيئة ؛
أي هل اصاب أمنا حواء ما يصيب بناتها!!؟


بمعنى هل أمنا حواء اصابها دم الحيض في وقت معلوم !!؟


لكن


الإجابة ينبغي ان تنقسم إلى جزئين في البحث


الجزء الأول : وقت مكوث أمنا حواء في الجنة ؛


والجزء الثاني : زمن بقاءها على الأرض إلى وقت وفاتها....

شريف حمدان
28 / 02 / 2019, 51 : 07 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/wvs33459.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 03 / 2019, 15 : 08 PM
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيمِ ﴾




« مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ »




أفضلية « حواء » :



لم يرد نص نقلي من كتاب أو سنة بأفضلية أم البشر أجمعين السيدة؛ زوج آدم عليهما السلام: « حواء » وهكذا سميت كما نقل الجميع من الإسرائيليات؛ فــ




- قد رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ :
مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ؛ وَ
آسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ (آسية بنت مزاحم) ، وَ
إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ».



و
الْكَمَالُ هُوَ التَّنَاهِي وَالتَّمَامُ ؛ كما قال السادة العلماء ، وَ
الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ إِنَّمَا هُوَ لِلَّهِ تَعَالَى ذكره خَاصَّةً ، وَ
- رُوِيَ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ :
« خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ :
مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؛ وَ
آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ؛ وَ
خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ؛ وَ
فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ».
فيصير مجموع السيدات الكريمات [(5)] خمس نسوة ....


وَ


مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :« أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ :
خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ؛ وَ
فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ؛ وَ
مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؛ وَ
آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ». وَ
فِي طَرِيقٍ آخَرَ عَنْهُ:
« سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ
مَرْيَمَ
فَاطِمَةُ وَ
خَدِيجَةُ »
فلم يأتي ذكر في هذه النصوص لأمنا « حواء » .
وهذا لا يضر بشئ ما (!!)..
فالمسألة :
إخبار بوحي لنبي يبلغ -عليه السلام-
وهذا يتطلب من أناء البنات وامهاتهن :
أن يتعلمن سيرة تلك الفاضلات ليحسن الجميع تربية الإناث.... خاصة بعد أن فتحت سماء كل العواصم والقرى والنجوع بواسطة الشبكة العنكبوتية
....

ويرى القرطبي أن :" ظَاهِرُ الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ يَقْتَضِي أَنَّ مَرْيَمَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِ مِنْ حَوَّاءَ إِلَى آخِرِ امْرَأَةٍ تَقُومُ عَلَيْهَا السَّاعَةُ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ بَلَّغَتْهَا الْوَحْيَ عَنِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِــ
- التَّكْلِيفِ وَ
- الْإِخْبَارِ وَ
- الْبِشَارَةِ كَمَا بَلَّغَتْ سَائِرَ الْأَنْبِيَاءِ ؛ وَلَا شَكَ أَنَّ أَكْمَلَ نَوْعِ الْإِنْسَانِ :
- الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ يَلِيهِمُ
- الْأَوْلِيَاءُ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ." و
يكمل القرطبي القول :
" وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْكَمَالَ الْمَذْكُورَ فِي الْحَدِيثِ يَعْنِي بِهِ النُّبُوَّةَ فَيَلْزَمُ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَ
آسِيَةُ نَبِيَّتَيْنِ ، وَقَدْ قِيلَ بِذَلِكَ . وَالصَّحِيحُ [ عند القرطبي كما قال في تفسيره هذا بخلاف الطبري] أَنَّ
مَرْيَمَ نَبِيَّةٌ ؛
لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَيْهَا بِوَاسِطَةِ الْمَلَكِ كَمَا أَوْحَى إِلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ حَسْبَ مَا تَقَدَّمَ وَيَأْتِي بَيَانُهُ أَيْضًا فِي مَرْيَمَ ، وَ
أَمَّا آسِيَةُ فَلَمْ يَرِدْ مَا يَدُلُّ عَلَى نُبُوَّتِهَا دِلَالَةً وَاضِحَةً بَلْ عَلَى :
صِدِّيقِيَّتِهَا وَفَضْلِهَا ، فَــ
هِيَ [ أي مريم ] إِذًا نَبِيَّةٌ وَ
النَّبِيُّ أَفْضَلُ مِنَ الْوَلِيِّ فَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ النِّسَاءِ : الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مُطْلَقًا .
ثُمَّ بَعْدَهَا فِي الْفَضِيلَةِ :
- فَاطِمَةُ ثُمَّ
- خَدِيجَةُ ثُمَّ
- آسِيَةُ . وَ
كَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17177) عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ :
- مَرْيَمُ ؛
ثُمَّ
- فَاطِمَةُ ؛
ثُمَّ
- خَدِيجَةُ
ثُمَّ
- آسِيَةُ » ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ يَرْفَعُ الْإِشْكَالَ ".
قلت(الرمادي):" وهذا يلزم السادة أهل العلم تتبع سيرة تلك النساء الفاضلات وتقديم سيرتهن العطرة للأجيال ... خاصة جيل الألفية هذه ....
ثم
يزيد القرطبي الأمر وضوحاً فيقول :
" وَقَدْ خَصَّ اللَّهُ مَرْيَمَ بِمَا لَمْ يُؤْتِهِ أَحَدًا مِنَ النِّسَاءِ " ؛ وهذا الأمر لم يحدث مع أم المبشر أجمعين « حواء » و
الأمر انحصر فقط مع مريم إذَ :
" أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ كَلَّمَهَا وَظَهَرَ لَهَا وَنَفَخَ فِي دِرْعِهَا وَدَنَا مِنْهَا لِلنَّفْخَةِ ؛ فَلَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ . وَ
صَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَ
لَمْ تَسْأَلْ آيَةً عِنْدَمَا بُشِّرَتْ كَمَا سَأَلَ زَكَرِيَّا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْآيَةِ ؛ وَ
لِذَلِكَ سَمَّاهَا اللَّهُ فِي تَنْزِيلِهِ صِدِّيقَةً فَقَالَ :
« وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ » وَ
قَالَ :
« وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ » فَــ
شَهِدَ لَهَا بِالصِّدِّيقِيَّةِ وَ
شَهِدَ لَهَا بِالتَّصْدِيقِ لِكَلِمَاتِ الْبُشْرَى وَ
شَهِدَ لَهَا بِالْقُنُوتِ . وَ
إِنَّمَا بُشِّرَ زَكَرِيَّا بِغُلَامٍ فَــ
لَحَظَ إِلَى كِبَرِ سِنِّهِ وَ
عَقَامَةِ رَحِمِ امْرَأَتِهِ فَقَالَ :
« أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامَ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ »، فــَ
سَأَلَ آيَةً .
وَ
بُشِّرَتْ مَرْيَمُ بِالْغُلَامِ فَلَحَظَتْ أَنَّهَا بِكْرٌ وَلَمْ يَمْسَسْهَا بَشَرٌ فَقِيلَ لَهَا :
« كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ » فَاقْتَصَرَتْ عَلَى ذَلِكَ ، وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَلَمْ تَسْأَلْ آيَةً مِمَّنْ يَعْلَمُ كُنْهَ هَذَا الْأَمْرِ ، وَمَنْ لِامْرَأَةٍ فِي جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ مَا لَهَا مِنْ هَذِهِ الْمَنَاقِبِ . وَ
لِذَلِكَ رُوِيَ أَنَّهَا سَبَقَتِ السَّابِقِينَ مَعَ الرُّسُلِ إِلَى الْجَنَّةِ؛
جَاءَ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِي أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ :
إِبْرَاهِيمُ وَ
إِسْمَاعِيلُ وَ
إِسْحَاقُ وَ
يَعْقُوبُ وَ
الْأَسْبَاطُ وَ
مُوسَى وَ
عِيسَى وَ
مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ . »
*****

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 03 / 2019, 22 : 08 PM
بقية قول العلماء :
و
يخلص القرطبي في نهاية قوله إلى أن :
" شَأْنُ مَرْيَمَ لَمْ تَنَلْ شَهَادَةَ اللَّهِ فِي التَّنْزِيلِ بــِ
الصِّدِّيقِيَّةِ وَالتَّصْدِيقِ بِالْكَلِمَاتِ إِلَّا لِمَرْتَبَةٍ قَرِيبَةٍ دَانِيَةٍ . وَ
مَنْ قَالَ لَمْ تَكُنْ نَبِيَّةً قَالَ : إِنَّ رُؤْيَتَهَا لِلْمَلَكِ كَمَا رُئِيَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي صِفَةِ دَحْيَةَ الْكَلْبِيِّ حِينَ سُؤَالِهِ عَنِ :
- الْإِسْلَامِ وَ
- الْإِيمَانِ وَلَمْ تَكُنِ الصَّحَابَةُ بِذَلِكَ أَنْبِيَاءَ ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ ، وَعَلَيْهِ الْأَكْثَرُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ."



يكمل ابن جرير الطبري البحث بقوله و :
" كَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :« خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ "
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : " خَيْرُ نِسَائِهَا " خَيْرُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .
و
يسوق لنا الأدلة ويخبرنا (الطبري؛ أبو جعفر) عن الرواة فــ دليله الأول عَنْ
عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا بِالْعِرَاقِ يَقُولُ :
« سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
« خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ » .
و
الدليل الثاني : عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ:
« وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ »
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
« حَسْبُكَ بِــ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ، وَامْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ، مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ » ، قَالَ قَتَادَةُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :
« خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَوَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ »،
قَالَ قَتَادَةُ : وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
"لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ مَرْيَمَ رَكِبَتِ الْإِبِلَ ، مَا فَضَّلْتُ عَلَيْهَا أَحَدًا " .
وعَنْ قَتَادَةَ أيضاً ،
فِي قَوْلِهِ:
« يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ »
قَالَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
« خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ » ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا قَطُّ .
كَانَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
« خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ » .
وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ .»
حَدَّثَنَا أَبُو الْأُسُودِ الْمِصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ : أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَتْهُ :
أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ :
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَأَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَنَاجَانِي ، فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ نَاجَانِي فَضَحِكْتُ ، فَسَأَلَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ ذَلِكَ ، فَــ
قُلْتُ : لَقَدْ عَجِلْتِ ! أُخْبِرُكِ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ! ! فَتَرَكَتْنِي . فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَتْهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ : نَعَمْ ، نَاجَانِي فَقَالَ : جِبْرِيلُ كَانَ يُعَارِضُ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ ; وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا عُمِّرَ نِصْفَ عُمْرِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ ، وَإِنَّ عِيسَى أَخِي كَانَ عُمُرُهُ عِشْرِينَ وَمِئَةِ سَنَةٍ ، وَهَذِهِ لِي سِتُّونَ ، وَأَحْسَبُنِي مَيِّتًا فِي عَامِي هَذَا ، وَإِنَّهُ لَمْ تُرْزَأَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ بِمِثْلِ مَا رُزِئْتِ ، وَلَا تَكُونِي دُونَ امْرَأَةٍ صَبْرًا ! قَالَتْ : فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَرْيَمَ الْبَتُولَ . فَتُوُفِّيَ عَامَهُ ذَلِكَ .[ والحديث عن ابن لهيعة وفيه مقال ]
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، أَنْ أَبَا زِيَادٍ الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّارَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
فُضِّلَتْ خَدِيجَةُ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي ، كَمَا فُضِّلَتْ مَرْيَمُ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .







***





.....

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 04 / 2019, 15 : 12 PM
استدراك :
إتماما للمقدمة ؛ استسمح القارئة الكريمة؛ والقارئ العزيز العودة مرة ثانية لها إذ وجدتْ بعض النقاط اردتُ معالجتها قبل أن أنتقل إلى الفقرة التي تليها ... وهذه هي :
[ 1 . ] المسألة الأولى :
﴿ اسم أم البشر ﴾
بادئ ذي بدء هناك فارق ملحوظ في العرض والإستدلال والتفسير والتأويل بين طريقة وإسلوب القدماء من سادة علماء التفسير وبين طريقة وإسلوب العلماء الأجلاء المعاصرين، وهذا الفارق لا يفهم منه التقليل من شأن فريق و إعلاء أسهم الفريق الآخر!، كلا وحاشا لله (!!!؟)، بل المسألة هي أدلة اُعتمدت وبُنيّ عليها التأويل ، ولنأتي بمثال :


*.] فـــ ابن عاشور و
*.] رشيد رضا يبحثا المسألة بطريقة تخالف الإمام
*.] القرطبي مثلاً ،فـــــــ
القرطبي -رحمه الله- لديه قول واحد فيقول في تفسيره :
" ... زوج آدم -عليه السلام- هي حواء -عليها السلام- ، " ...
ثم يكمل القول بقوله :" وهو -أي سيدنا آدم- أول من سماها بذلك حين خلقت من ضلعه من غير أن يحس آدم -عليه السلام- بذلك " ،
أقول(الرمادي): وهذا لما بلغه من أقوال وأدلة ،
أما ابن عاشورفيقول :
" لَمْ يَرِدِ اسْمُ زَوْجِ آدَمَ فِي الْقُرْآنِ وَاسْمُهَا عِنْدَ الْعَرَبِ
« حَوَّاءُ »
وَ وَرَدَ ذِكْرُ اسْمِهَا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي طَبَقَاتِهِ [ برقم 66 ] عَنْ خَالِدِ بْنُ خِدَاشٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ يَبْلُغُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ : " النَّاسُ لآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ[(42)] لَنْ يَمْلَئُوهُ ، إِنَّ اللَّهَ لا يَسْأَلُكُمْ عَنْ أَحْسَابِكُمْ وَلا أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " . [(43)]، فَــ
اسْمُ زَوْجِ آدَمَ
*. ] عِنْدَ الْعَرَبِ حَوَّاءُ وَ
*. ] اسْمُهَا فِي الْعِبْرَانِيَّةِ مُضْطَرَبٌ فِيهِ ،
فَــــــ
*. [] فِي سِفْرِ التَّكْوِينِ فِي الْإِصْحَاحِ الثَّانِي أَنَّ اسْمَهَا
" امْرَأَةٌ "
سَمَّاهَا كَذَلِكَ آدَمُ
قَالَ: لِأَنَّهَا مِنِ امْرِئٍ أُخِذَتْ[(44)]. وَفِي الْإِصْحَاحِ الثَّالِثِ أَنَّ آدَمَ دَعَا اسْمَ امْرَأَتِهِ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ[(45)].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 04 / 2019, 36 : 12 PM
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ في طبقاته :" نَامَ آدَمُ فَخُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلَعِهِ فَاسْتَيْقَظَ وَ وَجَدَهَا عِنْدَهُ فَقَالَ
" أَثَا "
*.] أَيِ امْرَأَةٌ بِالنَّبَطِيَّةِ "،
أَي ِاسْمُهَا بِالنَّبَطِيَّةِ الْمَرْأَةُ كَمَا سَمَّاهَا آدَمُ ،
وَ
قَدْ قيل عِنْد َقَوْلِهِ تَعَالَى :" وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ " أَنَّ آدَمَ دَعَا نَفْسَهُ ،
" إِيشَ "،
فَلَعَلَّ " أَثَا " مُحَرَّفَةٌ عَنْ" إِشَا " .
وَاسْمُهَا بـــــِــــــ
*.] الْعِبْرِيَّةِ
" خَمْوَاءُ "
بِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَبَـــ
هَاءٍ بَعْدَ الْأَلْفِ وَ
يُقَالُ أَيْضًا
"حَيْوَا "
بِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
حَاءٍ مُهْمِلَةٍ وَأَلِفٍ فِي آخِرِهِ فَصَارَتْ بِالْعَرَبِيَّةِ
" حَوَّاءَ "
وَ
صَارَتْ فِي الطَّلْيَانِيَّةِ
"إِيبَا ".
وَ
فِي الْفَرَنْسِيَّةِ
" إِيبَ " .


قلتُ(الرمادي): وباللغة الألمانية
„eva“ .


وجاء عند صاحب فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
*. ] محمد بن علي بن محمد الشوكاني:
" وَرَوَى أَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
إِنَّمَا سُمِّيَتْ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ ." .


كما جاء عند
*. ] البغوي في تفسيره معالم التنزيل:
" وَسُمِّيَتْ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيٍّ "،
و
*. ] ابن كثير في تفسيره أبان المسألة وأوضح من أين جاء المسمى بقوله :
" فِيمَا بَلَغَنَا عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، "،
و
هذا بعينه ما استدل به ابن عاشور في تفسيره وأثبتُهُ -والحمد لله على نور العلم وكرمه وفضله على عبده - في صدر هذه المسألة ، ثم حين تحدث ابن كثير عن مسألة خلق حواء صرح بالقول :"فِيمَا يَزْعُمُونَ "؛ ثم يعقب على ذلك بقوله :" وَاللَّهُ أَعْلَمُ" ، وهذا نقلاً بالنص منه عن ابن جرير الطبري من تفسيره .


وقد جاء عند
*. ] الطبري في تفسيره :
" اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْحَالِ الَّتِي خُلِقَتْ لِآدَمَ زَوْجَتُهُ "،
ثم كتب يقول :
" حَدَّثَنِي بِهِ مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : فَأُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ لُعِنَ ، وَأُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ . فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشًا لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ إِلَيْهَا ، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ ضِلْعِهِ ، فَـــ
سَأَلَهَا : " مَنْ أَنْتِ ؟ ".
فَـــــ
قَالَتْ : " امْرَأَةٌ ".
قَالَ : " وَلِمَ خَلِقْتِ ؟ ".
قَالَتْ : " تَسْكُنُ إِلَيَّ " .
قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ - يَنْظُرُونَ مَا بَلَغَ عِلْمُهُ : " مَا اسْمُهَا يَا آدَمُ ؟ ".....
قَالَ : " حَوَّاءُ " .
قَالُوا : " وَلِمَ سُمِّيَتْ حَوَّاءُ ؟ ".
قَالَ : " لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ شَيْءٍ حَيٍّ ." ،
و
*. ] ابن كثير نقل نفس الرواية في تفسيره المعروف ،
و
نقل ابن كثير في تفسيره عن الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ أَبُي جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ..............
وَ
الصَّوَابُ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ :" وَذَلِكَ عِلْمٌ ، إِذَا عُلِمَ يَنْفَعُ الْعَالِمَ بِهِ عِلْمُهُ ، وَإِنْ جَهِلَهُ جَاهِلٌ لَمْ يَضُرَّهُ جَهْلُهُ بِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . "
و
إن كان القول هذا في مسألة نوع الشجرة التي نهى سبحانه وتعالى آدم عن الأكل منها .".


:" وددنا (الرمادي) تخريج حديث المقدمة فوجدتُ أن يحيى بن الحسين الشجري الجرجاني في كتابه
« الأمالي الخميسية » ؛ باب صَوْمِ رَجَبٍ وَفَضْلِهِ وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ [1351 (حديث موقوف)] جاء بمسمى جديد لأمنا حواء فــ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَاهُ ، فَقَالَ : " يَا ابْنَ عَبَّاسٍ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنِي بِتَأْوِيلِهَا فَأَنْتَ ابْنُ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : " وَمَا هِيَ ؟ " ، فــــ
ذكر اشياء ،
منها :
أَخْبِرْنِي عَنْ حَوَّاءَ ،
وَ
لِمَ سُمِّيَتْ حَوَّاءَ ؟ [(46)]... فَـــ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " يَا يَهُودِيُّ ، .. وَأَمَّا حَوَّاءُ ، فَإِنَّهَا سُمِّيَتْ حَوَّاءَ ، لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيَوَانٍ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الصُّغْرَى ، وَيُقَالَ لَهُ الْقَصِيرُ " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع تجدها بإذن الله تعالى ذكره في نهاية البحوث:
22 شعبان 14440 هــ ~ 27 أبريل 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 04 / 2019, 03 : 01 PM
ـــــــــــــــــــــــــــــ
:" قال صاحب رد المحتار على الدر المختار؛ ابن عابدين(*)؛ محمد أمين بن عمر :

" اعْلَمْ أَنَّ بَابَ الْحَيْضِ مِنْ غَوَامِضِ الْأَبْوَابِ خُصُوصًا الْمُتَحَيِّرَةُ وَتَفَارِيعُهَا ، وَلِهَذَا اعْتَنَى بِهِ الْمُحَقِّقُونَ ، وَأَفْرَدَهُ مُحَمَّدٌ فِي كِتَابٍ مُسْتَقِلٍّ ، وَمَعْرِفَةُ مَسَائِلِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْمُهِمَّاتِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مَا لَا يُحْصَى مِنْ الْأَحْكَامِ : كَــ
.﴿«„١‟»﴾ " الْبُلُوغِ " ،
وَ
.﴿«„٢‟»﴾ " الطَّهَارَةِ "
وَ
.﴿«„٣‟»﴾ " الصَّلَاةِ "،
وَ
.﴿«„٤‟»﴾ " الْقِرَاءَةِ ، "
وَ
.﴿«„٥‟»﴾ " الصَّوْمِ "
وَ
.﴿«„٦‟»﴾ " الِاعْتِكَافِ " ،
وَ
.﴿«„٧‟»﴾ " الْحَجِّ "،
وَ
.﴿«„٨‟»﴾ " الْوَطْءِ " ،
وَ
.﴿«„٩‟»﴾ " الطَّلَاقِ ، وَ
.﴿«„١٠‟»﴾ " الْعِدَّةِ "،
وَ
.﴿«„١١‟»﴾ " الِاسْتِبْرَاءِ "،
وَ
.﴿«„****‟»﴾ " غَيْرِ ذَلِكَ ........ ﴿«„!!!!؟‟»﴾".
وَ
كَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ ؛ لِأَنَّ عِظَمَ مَنْزِلَةِ الْعِلْمِ بِالشَّيْءِ بِحَسَبِ مَنْزِلَةِ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِهِ ، وَضَرَرُ الْجَهْلِ بِمَسَائِلِ الْحَيْضِ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِغَيْرِهَا ، فَــ
يَجِبُ الِاعْتِنَاءُ بِمَعْرِفَتِهَا وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ فِيهَا طَوِيلًا ، فَإِنَّ الْمُحَصِّلَ يَتَشَوَّقُ إلَى ذَلِكَ ، وَلَا الْتِفَاتَ إلَى كَرَاهَةِ أَهْلِ الْبَطَالَةِ .
ثُمَّ الْكَلَامُ فِيهِ فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَ :
فِي:
.﴿«„١‟»﴾ " تَفْسِيرِهِ " لُغَةً "
وَ
.﴿«„٢‟»﴾ " شَرْعًا "،
وَ
.﴿«„٣‟»﴾ " سَبَبِهِ " ،
وَ
.﴿«„٤‟»﴾ " رُكْنِهِ "،
وَ
.﴿«„٥‟»﴾ " شَرْطِهِ ، "
وَ
.﴿«„٦‟»﴾ " قَدْرِهِ " ،
وَ.
﴿«„٧‟»﴾ " أَلْوَانِهِ " ،
وَ
.﴿«„٨‟»﴾ " أَوَانِهِ " ،
وَ
.﴿«„٩‟»﴾ " وَقْتِ ثُبُوتِهِ " ،
وَ
.﴿«„١٠‟»﴾ " الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ (!!!!؟)...
فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْكَلَامُ فِيهِ بَحْرٌ "
قلت؛(الرمادي) : وهذا ما جعلني أعيد النظر فيما كتبته من قبل حول الموضوع .
***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(*) ابن عابدين من علماء المذهب الحنفي .
رحم الله -تعالى ذكره- مشايخنا ومعلمينا اساتذتنا وكل من له فضل علينا !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
السبت : 22 شعبان 1440هـ ـ ~ 27 ابريل 2019م ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 05 / 2019, 11 : 07 PM
بَابُ الْحَائِضُ تَقْضِي الصَّوْمَ إِذَا طَهُرَتْ وَ لَا تَقْضِي الصَّلَاةَ .


السلامُ عليكنَّ ورحمة الله تعالى وبركاته ورضاه عنكنَّ ومغفرته لكنَّ!


استسمح الأخت القارئة الكريمة أن لا أسير وفق خطة البحث - كما وضعتها في ذهني ... وسطرتها بين وريقات - في كتابة الموضوع لدخول شهر القرآن ... شهر القيام ... شهر الغفران ...


و أبدءُ هذه المسألة بما قاله النبي النبيل والرسول الخليل والهادي لأوضح طريق وايسر سبيل [ﷺ] :" أمر كتبه الله على بنات آدم"... أقصد الحيض...


فلا تحزني ...
لأن مَن خلق وأبدع وصوَّر وأنشأ أراد لعباده ما اختاره... فلا تحزني لأمر -الحيض- الذي كتبه الله -تعالى ذكره- عليكِ وأنت في عالم الغيب وبين أحشاء طاهرة في رحم أمك الغالية .. وأنتِ أشبه بها ...


فمسألة :
الحزن
أو
الضجر
أو
الضيق
لا معنى لها ..
إذا فاتكِ بعض أيام من شهر رمضان صياما أو صلاة أو قياماً
إذ أن وقت ما تقضي فيه الصيام هو مكمل لشهر رمضان: لشهرك رمضان ..
لأنه أمر - الحيض - من عند الله تعالى في سماه وتقدست اسماه....


صحيح - نتفق معاً - أنه يصاحب الدماء الخارجة من الرحم الطاهر أعراض تتفاوت من امرأة وآخرى وبين سيدة وأختها ...
والناحية الإحصائية تظهر بوضوح :
أن أكثر من ثلاث ارباع النساء يصبن بأعراض مزعجة خلال فترة نزول الدم مع ما يصاحب ذلك من رائحة ما (!) وحالة مزاجية قلقة وإرتفاع و إنخفاض في نسبة هرمونات(!) تصب في الدم مباشرة تغيرّ وتبدل وتعكر صفو أيام معدودات... ثم تنتهي ... لكنه أمر لله - تعالى -...


كما أنه لا يوجد أدنى مقارنة بينكِ وبين ذكر - شاب - لا تأتيه ما يأتيكِ ...
هذا أولاً
أما ثانياً:
قال الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة :" يا أيها الذين أمنوا "كُتبَ" عليكم الصيام...".
فالأمر الأول -الحيض- كتبه الله -تعالى ذكره- عليكِ كــ امرأة .. وعلى كل بنات آدم بغض النظر عن عقيدتهن أو إيمانهن ...
والحكم الشرعي لآحدى العبادات "الصيام" كتبه -سبحانه- أيضاً على مَن أمن به ربا حاكما أمراً ... وبلغه -سبحانه- بواسطة أمين السماء جبريل عليه السلام فأنزله على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله -عليه الصلاة و السلام- ...
بيد أنه هذا الآمر -سبحانه وتعالى- لحكمته خفف عن خلقه فرخص في مسائل ... واستثنى بعضنا من مسائل...
وهنا ينبغي أن نذكر أن
1 . ] كل العبادات
2 . ] المأكولات
3 . ] المشروبات
4 . ] الملبوسات ....
هذه - كلها - لا تعلل؛ إذ لا علة لها في اتيانها أو الإبتعاد عن شيء متعلق بها ..
فتحريم لحم الخنزير لا علة له.. لآن العلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً .. فإذا انتفت العلة صح وجاز لنا أكل لحم الخنزير... وهذا لن يتحقق فصار حكما أصليا لا علة له
كذا مسألة الخمر ... فلو كان الإسكار علة التحريم لجاز للبعض الشرب منها قبل أن يصل إلى درجة السُكر...
والملبس .. ولو كانت فتنة المرأة سبب تكليفها بلباس شرعي إسلامي معين فعند غياب الفتنة يصح أن تسير كما تريد المرأة وتهوى...
وهكذا...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
02 رمضان 1440 هــ ~ 07 مايو 2019م.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 05 / 2019, 18 : 07 PM
عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ(*) «„ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -:
„ مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَ لَا تَقْضِي الصَّلَاةَ ؟ ‟ ؛
فَقَالَتْ لَهَا :
„ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ ‟ ؛
فَقَالَتْ:
„ لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ .. وَلَكِنِّي أَسْأَلُ ‟ ،
فَقَالَتْ:
„ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فُنُؤْمَرُ بِــــ :
قَضَاءِ الصَّوْمِ ...
وَ
لَا
نُؤْمَرُ بِــ
قَضَاءِ الصَّلَاةِ(1) ‟».
02 رمضان 1440 هــ

شريف حمدان
07 / 11 / 2020, 46 : 11 AM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 07 / 2021, 38 : 10 PM
« هَذَاشَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ»
[رَوَاهُ الشَّيْخَانِ]
ولم يقف الأمر عند ما رواه الإمام البخاري والإمام مسلم .. فنقرأ عند
( أبي الحسن ؛ علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي،
الشهير بــ
الماوردي ...
(المتوفى: 450هـ))


[ 1 ] المصدر الأول [الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي؛ (فروع الفقه الشافعي) الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب.."الماوردي" ؛ دار الكتب العلمية ؛ سنة النشر: 1419هـ / 1999م ؛ دون ذكر رقم الطبعة ]














قال الماوردي في كتابه الحاوي الكبير :
„ وَ رَوَى يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: « „ لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَاهُ اللَّهُ -تَعَالَى- عَنْهَا قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى- :
« يَا آدَمُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ »،
قَالَ : « „ زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ ‟ »،
قَالَ : « إِنِّي عَاقَبْتُهَا :
- " أَلَّا تَحْمِلَ إِلَّا كُرْهًا
- وَلَا تَضَعَ إِلَّا كُرْهًا
- وَدَمَيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ "..
قَالَ :„ فَرَأَيْتُ حَوَّاءَ عِنْدَ ذَلِكَ‟. فَــ
قَالَ : «„ عَلَيْكِ الرِّثَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ‟».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
قلتُ(الرمادي) هذا القول يحتاج إلى تخريج وتدقيق ومراجعة وبحث .. .. فاستعن بالله -عز وجل- .. فــإليكِ أختي الفاضلة الكريمة العزيزة البيان ....

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 07 / 2021, 17 : 11 PM
لي عدة وقفات مع ما ذكره الإمام الماوردي في موسوعته :" الحاوي"..

1.] هذا النص ينسب إلى ترجمان القرآن :" ابْنِ عَبَّاسٍ ".. فهو ليس بحديث نبوي شريف! ولكنه قول لأبن عباس رضي الله تعالى عنهما..!

2.] أقف عند دلالة الألفاظ والكلمات والتي وردت في هذا النص ...

3.] الاستئناس بما جاء في الذكر الحكيم والفرقان المبين والقرآن الكريم ... وأيضا ما جاء على لسان الصادق المصدوق نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ..

ما معنى قَوله : « عَلَيْكِ الرِّثَّةُ ... ».
فهل هو دعاء عليها أم تقبيح لها !؟
ولما اردف البنات .. وهن بناته وبناتها ولم يفعلن شيئاً يذكر : « وَعَلَى بَنَاتِكِ ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
‏الجمعة‏، 13‏ ذو الحجة‏، 1442هــ ~* ‏23 يوليو، 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 07 / 2021, 15 : 03 PM
« „ تمهيد ‟ ».


كافةُ المسائلِ المتعلقةِ بالمرأةِ - سواء في الشرق أو الغرب؛ أو في النظم القمعية الذكورية أو الليبرالية المنفلتة مِن كل عقال وقيد؛ وخاصةً مسائل المرأة المسلمة؛ وأُلحقُ بها زميلاتها واللآئي لا يُؤمنَّ بالإسلام عقيدةً ومنهاجا أو أنه طراز خاص من العيش وطريقة معينة في الحياة وكيفية خاصة في معالجة كافة المسائل- هذة المرأة تعاني الأمرين منذ أن فُتح لها باب الحياة العامة بكافة أشكالها على مصرعيه؛ وأغلقت بيدها حياتها الخاصة؛ فخلعت كساء الحياء باسم المساواة وتعرت باسم المدنية؛ فكشفت عورتها أمام كل ذئب بشري؛ وأظهرت مــفــاتــنــها لعيون ذكور جوعى لا قيّم عندهم ولا مبادئ.. فتجد في مناطق عدة إشكالية التحرش(!)؛ وإن سنت قوانين في برلمانات الدول الديموقراطية الــ ليبرالية الحرة..

أقول : كافة مسائلها يتحكم فيها ذكر وليس رجل.. من خلال سَن قوانين تفسد لا تصلح -مثال: رئيس تونس المقبور رغب في مساواتها مع الذكر في الميراث؛ فهاجت بعض الأصوات دون أن تفعل شيئا يذكر- مما وصلنا نحن جميعا فيه اليوم -مثال: في جمهورية النمسا قُتلت حتى هذا الإسبوع [24 يوليو] العام 2021 .. 17 سبع عشرة امرأة على أيدي ذكور؛ وهذا يحتاج لدراسة الدوافع- فــ كافة مسائل المرأة تتأرجح بين حرية غير مسؤولة ومساواتها باعطاءها حقوق الرجل وزيادة؛ مع أنها أنثى..- لها كينونتها؛ ودورها المنوط بها في الحياة؛ ولا يصلح غيرها أن تقوم به- لها حقوقها كطفلة وصبية وشابة وامرأة وقبل ذلك وبعده أنثى؛ ونعترف بهذا جميعا .. وبين رجعية إما جاهلية أو كهنوتية تعتمد مصادر فاسدة مخطئة.. وبالتالي غاب عن الساحة وتلاشى من العرض والتقديم النموذج الإسلامي الفذ والمثال القدوة الرائع المعجز للمرأة من خلال منهاج سماوي صحيح وطريقة معينة من العيش وطراز خاص من الحياة جاء به نبي الهدى والرحمة-صلى الله عليه وآله وسلم-أُعتمد فيه نص الكتاب الكريم وسنة المبعوث الخاتم من رب العالمين للبشر أجمعين.. -راجع ما كتبته في بحث سيرة أم المؤمنين : خديجة بنت خويلد-


https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=123175
المشاركة الرابعة ...




وصرنا نسير في طريق تقليد النموذج الغربي الفاسد.. وهم في الغرب يعانون من تبعاته ويتألمون من نتائجه..

أختي الكريمة !

-في الصفحة السابقة نقلت ما قال به الصحابي الجليل عبدالله بن عباس-رضي الله عنهما.. دون بحثه- هنا أكمل تقديم افكار حول النص وليس بحث النص ذاته-
أقول (مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ الرَّمَادِيُّ):

كل المسائل الغيبية يجب أن تؤخذ عن طريق الوحي-لأنه أصح وأدق طريق- المنزل من السماء بواسطة أمين السماء جبريل على قلب أمين الأرض والسماء محمد -عليهما السلام- ؛ تلك المسائل الغيبية :

- كمسألة إيجاد أبي البشر آدم؛ من عدم.. وكيفية خلقه

- مسألة تخليق أم البشر-المرأة الأولى- (حواء
) وكيفية خلقها

- سُكناهما في جنةِ .. وتفصيل ما تم فيها؛ ومن ثَمَّ خروجهما منها؛ وهبوطهما إلى الأرض، ومَن هبط معهما(!)

- مسألة الجنة والنعيم فيها

- مسألة النار والجحيم وما أعد للكافرين والمشركين فيها

- أحداث سبقت البعثة المحمدية-على صاحبها الصلاة والسلام- كأحداث الأنبياء والمرسلين ؛ ودعوتهم لــ أقوامهم من لدن آدم حتى المولد العجيب المعجز لابن مريم المسيح عيسى-على جميعهم الصلاة والسلام- تبياناً لقدرة الخالق -سبحانه- على الخلق والإيجاد من عدم وعلى الإبداع والإختراع دون مثال سابق.. وكذا أخبار الأمم السابقة والشعوب السالفة؛ والكتب المنزلة وحياً من رب البشر لتيسير حياتهم ..

وهذا مما يتعلق بمسائل التوحيد والإيمان والاعتقاد ..

أما ما يتعلق بمسائل الإخبار ولا يتعلق بها حكم شرعي كــ أفعل أو لا تفعل أو الندب والكراهية ولا يبنى عليها وجهة نظر في الحياة ولا تبني عليها نظرة بعينها إلى الآخر .. فهي مجرد إخبار.. قد تفيد الظن أو تصلح للاستشهاد بها في موضع قصة أو حكاية أو عظة وتذكير.. ما لم يسعف المفسر أو الفقيه والمجتهد نص صحيح.. وقد أسهب بعض مَن يعلو المنابر في هذه الجزئية لأنها تروق للسامع -خاصة في زمن الضعف الشديد الذي طرأ على أذهان المسلمين في فهم الإسلام وعقيدته وأحكامه- فتؤثر في مشاعره وأحاسيسه وتجذب انتباه المتلقي من باب التخويف أو الزجر؛ أو الترهيب والترغيب؛ دون تبيان درجة صحة القصة أو الرواية فترسل مِن عقالها وتتلقاها العامة بالتسليم والدهماء بالقبول على أساس أن القائل شيخ زاوية كهنوتية أو ملازم طريقة صوفية وما أكثر ما نسمع وحتى لحظة كتابة هذه المداخلة..

ونحمد الله تعالى العلي القدير أنه سبحانه قد كلف علماء أجلاء لتوضيح هذه المقولات وتلك الروايات -ولا أدعي في نفسي العصمة-..-وهذه الجزئية تحتاج لتوضيح وتبيان-

وعليه فهناك روايات وقصص عدة ليس لها أصل صحيح يعتمد عليه في الاستشهاد بها في موضعها.. وقد تلقينا الكثير من الروايات والحكايات في مسائل التفسير -مثلا- ونعيم الجنة وعذاب النار وقصص الأنبياء والمرسلين من خلال بعض أهل السلف-رحمهم الله تعالى أجمعين- نُقلتْ من/عن أهل الكتاب وهذا ما يسمى في علم المصطلح بــ « „ الإسرائيليات ‟ ». وبعض مِن كتب في التفسير وتجدها في كثير من دواوين المواعظ والرقائق والزهد والآداب والموت وعذاب القبر وأحوال الآخرة ولرقة القلب وإدماع العين ملئت بقصص وحكايات لا اصل لها..

أقول(الرَّمَادِيُّ ) هذه الجزئية تحتاج لمزيد مراجعة وبحث وتدقيق وتحقيق وتخريج .. ولا أملك الأن -لحظة تسطير هذه المداخلة- من الوقت وايضا المراجع ما أوضحها؛ وأرجو من السميع العليم القدير البصير أن يهيأ لي الفهم الصحيح والاستيعاب الدقيق لبحث هذه المسألة.

اختي الكريمة العزيزة!

هذا ما اردت أن اقوله لكِ تنبيهاً وتعليقا موجزا عن ما قاله ترجمان القرآن !.. عبدالله بن عباس-رضي الله عنه..

وتتبقى في الحلق كلمة:

أن الكثير من ذكور البشر في كافة اصقاع الأرض ما زالت تسيطر عليهم النظرة الذكورية العلوية تجاه الأنثىٰ.. وهو ميراث جاهلي جاء من خلال تلك النظرة الدونية لها.. وكنتُ قد رغبت أن أتحدث عن ــــ .
《 « „ الإعجاز الإجتماعي
في
الإسلام الحنيف
من
خلال النص القرآني الكريم
و
الهدي المحمدي المصطفوي العظيم ‟ »》..
ولم أتمكن لضيق الوقت ومشاغلي اليومية؛ أضيفُ أنني لست متفرغاً كي أنجز ما أريده وأرغب فيه ..ـويتبقى لي قوة العزيمة والله -عز وجل- على كل شئ قدير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

لم يرد اسمها في الكتاب الكريم ولا في الذكر الحكيم؛ وجاء اسمها في أحاديث نبوية لا ترتقي لدرجة الصحة ؛ وذكرها الطبري ؛ أبو جعفر في تفسيره العظيم نقلا عن أهل الكتاب.( احتاج لبحث هذه المسألة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

‏السبت‏، 14‏ ذو الحجة‏، 1442هــ ~* ‏24‏ تموز‏، 2021 م



(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 07 / 2021, 46 : 11 PM
التخريج

مَن يبحث عن ما قاله الصحابي الجليل؛ ترجمان القرآن عبدالله بن العباس-رضي الله تعالى عنهما- ونقلتُه مِن الحاوي في فقه الشافعي؛ للماوردي؛ وهذا المصدر الأول.. تجده أيضاً في :

« المصدر الثاني :

[ تفسير السورة التي يذكر فيها البقرة؛ آية رقم : ( 36 ) عند قوله :" فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ " ؛ السيوطي ؛ الدر المنثور . ]..
أما بقية المصادر فهي :

1. ] أَخْرَجَ أحمد بْنُ مَنِيعٍ في "مسنده" كما في
2. ] المطالب العالية " (215) ، وَ
3. ] ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ " الرقة والْبُكَاءِ " (307) ، وَ
4. ] ابْنُ الْمُنْذِرِ في " الأوسط " (779) ، وَ
5. ] أَبُو الشَّيْخِ فِي " الْعَظَمَةِ " (5 /1583) ، وَ
6. ] الْحَاكِمُ في " المستدرك " (3437) وَصَحَّحَهُ، وَ
7. ] الْبَيْهَقِيُّ فِي " الشُّعَبِ الإيمان" (5407)"، وَ
8. ] ابْنُ عَسَاكِرَ :
جميعا من طريق عباد بن العوام ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ « „ قَالَ اللَّهُ لِآدَمَ : يَا آدَمُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟، قَالَ : يَا رَبِّ زَيَّنَتْ لِي حَوَّاءُ . قَالَ : فَإِنِّي عَاقَبْتُهَا بِأَنْ لَا تَحْمِلَ إِلَّا كُرْهًا، وَلَا تَضَعَ إِلَّا كُرْهًا وَدَمَيْتُهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّتَيْنِ . قَالَ : فَرَنَّتْ حَوَّاءُ عِنْدَ ذَلِكَ .. فَقِيلَ لَهَا : عَلَيْكِ الرَّنَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ ‟ »...



هذا من حيث التخريج ... أما من حيث متن الحديث فإليكِ ما يلي :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 07 / 2021, 39 : 12 PM
لنذهب معاً إلىٰ المعنىٰ اللُغوي[ * ] .


فــ: " الرنين: اسم لــ

- صوت الحزين ؛
- صوت الحمار في نَهيقه ؛
- صوت الحمامة في سَجْعها ؛
- صوت المعدن ؛
- صوت الوتر



* . ] الصياح عند البكاء .
* . ] صوت المرأة في النواح والصياح ؛
وهنا المعنى الذي أراده المتكلم..

و
الرَّنَّةُ: : الصَّيْحَةُ ذاتُ الصَّوْتِ الْمُرْتَفِعِ

الرَّنَّةُ: الصوتُ الحزين عند الغناءِ أو البكاء

في صَوْتِها رَنَّةٌ : - صَوْتٌ فيهِ حُزْنٌ عِنْدَ الغِنَاءِ أَوِ البُكاءِ.

الرنين : - صوت المرأة في النواح والصياح..

وهذا ما فُهم من الحديث الذي جرى بين آدم وحواء(!) عليهما السلام عند موت أبنهما..

فقد جاء في [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء » من الطبقة الأولى من التابعين » مما رواه : " محمد بن المنكدر "» فصل : أخباره في التذكير .. هذا هو المصدر ]
حَدَّثَنَا أبو محمد بن حيان ، ثَنَا محمد بن عباس ، ثَنَا محمود بن خداش ، ثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا مَاتَ ابْنُهُ ، قَالَ : يَا حواء مَاتَ ابْنُكِ ، قَالَتْ : وَمَا الْمَوْتُ ؟ قَالَ : لَا يَأْكُلُ ، وَلَا يَشْرَبُ ، وَلَا يَقُومُ ، وَلَا يَمْشِي ، وَلَا يَتَكَلَّمُ أَبَدًا ، قَالَ : فَــ „ صَاحَتْ ‟ حواء ، فَقَالَ آدَمُ :عَلَيْكِ „ الرَّنَّةُ ‟وَعَلَى بَنَاتِكِ ، وَأَنَا وَبَنِيَّ مِنْهَا بَرَآءٌ .

أقول (مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ):
والشاهد من الحديث تصرفها عند سماع الخبر وتوضيح آدم لها معنى الموت :
فتصرف حواء ...أنها :« „ صَاحَتْ ‟ »..
فقال لها آدم ردا على صياحها : « „ عَلَيْكِ „ الرَّنَّةُ ‟وَعَلَى بَنَاتِكِ ، وَأَنَا وَبَنِيَّ مِنْهَا بَرَآءٌ ‟ ».

‏وهذه الرواية إخبار من „ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ ‟

والشاهد قوله„ بَلَغَنِي ‟

واللفظة مبنية للمجهول ..(!)..
- فمن أين بلغه.. و
- مَن الذي بلغه!!

ولنا نحن أهل الإسلام أحكام الجنائز من سنّة المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ * ] لا يترتب على مثل هذه الروايات أحكام شرعية في حق المسلمين؛ ولكن قد تصلح للعظة والتذكير والتنبيه يتناولها القصاص في مجالسهم!.. فالأصل عندنا (أهل الإسلام) قال الله تعالى .. وقال رسوله ونبيه محمد بن عبدالله (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 07 / 2021, 09 : 02 PM
غالب الروايات ذكرت لفظة „الرَّنَّةُ‟: هنا بالنون... -ما عدا ما ذكره الماوردي في الحاوي في الفقه الشافعي-وعنده ذكر لفظة : „الرَّثَّةُ‟ .. بالثاء ..
وهذ الكلمة غير تلك من حيث المعنى .. وأخرتها في عرضها لما تشوبها من معان سيئة قبيحة متأثرة بوجهة النظر عند يهود(*)(!) تجاه المرأة ومن ثم تأثرت بها مسيحية بولس من تارسوس (الرسول).. المؤسس الفعلي الأصلي للمسيحية الحالية ..

وإليكِ المعنى المقصود

:" الرَّثُّ : رَدِيءُ المتاع ،
و
الرَّثُّ سَقَطُ البيتِ.".
:"الرَّثُّ بالفتح البالي ؛ وجمعه رِثَاثٌ بالكسر .. وقد رَثَّ يرث بالكسر رَثَاثَةً بالفتح و أرَثَّ الثوب أخلق".
:" - رَثَاثَةُ ثَوْبٍ :- اِهْتِرَاؤُهُ، أيْ صَيْرُهُ بَالِياً مُمَزَّقاً.".
:" الرَّثْيَةُ : الضَّعْف والفُتُور. ويقال: في أَمره رَثْيَة.



ونقترب رويداً رويداً من المعنى المقصود لما ذكره الماوردي:

و الرَّثْيَةُ الحُمْقُ.

الرِّثَّةُ: المرأَةُ الحَمقاءُ.

الرِّثَّةُ : سَفِلة الناس وضعفاؤهم

رِثَّةُ: الحَمْقاءُ، وضُعَفاءُ الناسِ.

فاللفظة تخبر عن :" الضَّعْفُ، والحُمْقُ،".

:" و الرِّثَّة: خُشارة الناس وضُعَفاؤُهم، شُبِّهُوا بالمتاع الرديء. ".

:" ومنه قولُ خَنْساءَ حين خَطَبَها دريدُ ابن الصِّمَّة، على كِبَرِ سِنِّه:

أَتَرَوْنَني تاركةً بني عَمِّي، كأَنهم عَوالي *
الرِّماحِ، و مُرْتَثَّةً شيخَ بني جُشَمٍ؟

أَرادت: أَنه مذ أَسَنَّ وقَرُبَ من الموت وضَعُف، فهو بمنزلة مَن حُمِلَ من المَعْركة، وقد أَثْبَتَتْه الجراحُ لضَعْفِه.

:" وفي حديث أُم سلمة: فرآني مُرْتَثَّةً أَي ساقطةً ضعيفة؛ و
أَصلُ اللفظة من الرَّثِّ: الثوب الخَلَق.".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(*) من المفيد أن نتحدث عن المرأة في الديانات القديمة الوضعية.. وعند الشعوب والأمم والأقوام.. وأيضاً وضعها وحالها في الديانات السماوية المنزلة على أنبياء الله -تعالى- ورسله.. ولن أقول الديانات " الإبراهيمية "..
أدرسُ تلك الديانات لمعرفة وضع وحال المرأة في الديانة اليهودية.. ولن تجد بالكامل ما قاله نبي الله ورسوله موسى بن عمران وأخوه هارون بن عمران -وحي الله تعالى المنزل في التوراة- إذ حدث تعديل وتبديل وتغيير وتحريف.. وهذا ليس هجوم أو تقليل من شأنهم.. بل هو وصف واقع وما آلت إليه الأمور.. فعلينا أن نتكلم بما تحت أيدينا اليوم من مصادر وكتب سماوية ونقرأها.. إذ أن النسخة الأصلية مفقودة .. كما يجب معرفة وضعها وحالها في الديانة المسيحية(النصرانية).. وأخيرا في شريعة الإسلام ومنهاج القرآن وسنّة رسول الله ونبيه خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : محمد بن عبدالله-صلى الله تعالى على جميع أنبيائه ورسوله وسلم تسليما كثيراً-..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 07 / 2021, 31 : 02 PM
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: « لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا ؛ قَالَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَهُ:„ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ عَصَيْتَنِي؟ ‟، قَالَ: „ رَبِّ زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ ‟ ، قَالَ:„ فَإِنِّي أَعْقَبْتُهَا أَنْ لَا تَحْمِلَ إِلَّا كُرْهًا ، وَلَا تَضَعَ إِلَّا كُرْهًا . وَدَمَّيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ ‟ ، فَلَمَّا سَمِعَتْ حَوَّاءُ ذَلِكَ رَنَّتْ . فَقَالَ لَهَا:„ عَلَيْكِ الرَّنَةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ ‟ »...

ومع أن إسناده صحيح إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- . قال ابن حجر في "المطالب العالية" (215) :" هذا موقوف صحيح الإسناد ". انتهى

- إلا أن في النفس منه شيئا [نقلا عن المنجد؛ في جواب سؤال..]، فإن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- كان ممن أخذ عن كعب الأحبار، وهو ينقل عن بني إسرائيل، فيُخشى أن يكون ذلك مما أخذه عن كعب الأحبار.

- والحافظ ابن كثير قد نقل عدة آثار عن ابن عباس -رضي الله عنهما- ، إلا أنه توقف في الاحتجاج بها لأجل هذه العلة .

- قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1 /21) :" وَهُوَ مَحْمُولٌ إِنْ صَحَّ نَقْلُهُ عَنْهُ على أنه أخذه ابن عباس -رضى الله عنه- عَنِ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ " انتهى .

- وقال ابن كثير أيضا في "تفسير القرآن العظيم" (5 /293) :" أخرجه أبوجعفر بن جرير، وابن أبي حاتم في تفسيريهما، كلهم من حديث يزيد بن هارون به. وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس -رضي الله عنه- مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره " انتهى.

- وقال في "تفسيره" أيضا (7 /69) :" إسناده إلى ابن عباس قوي، ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس - إن صح عنه - من أهل الكتاب " انتهى.

- وقد نص ابن الصلاح في مقدمته "علوم الحديث" (ص182) ، أن العبادلة ممن رووا عن كعب الأحبار .

- وقال شيخ الإسلام في "الرد على البكري" (2 /581) :" فلما رخص في الحديث عن بني إسرائيل استجاز ذلك عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عباس ". انتهى.
ــــــــــــــ
ويتبقى لي كلمة :
أن اصل الخلقة للمرأة أو الرجل لم تتغير منذ الخلق الأول - حواء(!) .. آدم- والإبداع الأول وأن التركيبة الأصلية لم يطرأ عليها تغيير يذكر.. ومَن يخالف ذلك فعليه بالدليل!

شريف حمدان
25 / 07 / 2021, 42 : 02 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/yrk63795.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 09 / 2021, 41 : 08 PM
« ...وَلَوْلا حَوَّاءُ ... »
لا يظن ظان من بعض جزئيات هذا البحث أنني أريد التقليل من قيمة المرأة - حاشا لله - أو وصفها بنعت لا يليق بها أو صفة ذميمة - معاذ الله - فلا يصح أن يتبادر إلى الذهن مثل هذه الخواطر، فقد خاطبنا الحق تبارك وتعالى فقال :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا منَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَايَغْتَب ْ بَعْضُكُمْ بَعْضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إنّ َاللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ[(47)]، فالمرأةُ إنسانٌ مثل الرجل تماماً مع فارق وجود وظائف حياتية وعضوية لكل منهما ووجود من الناحية التشريحية بعض الأعضاء والأجهزة تختلف ما بين الذكر والأنثى، ومظاهر ملموسة لمظاهر الحياة عندهما، ولا دخل للإنسان في هذه الخِلقة، المسألة عندي هي البحث في نصوص نفندها وعرض أقوال العلماء وإستبيان حالات تخص المرأة كما وردت بها الأدلة؛ سواء النقلية أو العقلية ، أما بخصوص الأدلة النقلية فسنستعين بنصوص الكتب المقدس خاصة العهد العتيق[(48)] [2] وسأوردُ نصوصاً من العهد الجديد؛ إذا احتاجت الفكرة التي نبحثها لشرح نجده في الكتاب؛ سواء العهد العتيق أو الجديد أو الحديث[(49)][3]
ــــــــــــــــ
المراجع والهوامش
[(47)] [1. * ] آية 12 من سورة الحجرات ورقمها 49 وفق مصحف المدينة المنورة .
[(48)] [2. * ] جاء في مصنف عبدالله بن محمد بن أبي شيبة؛ طبعة دار الفكر، 1414هــ ~ 1994م، الجزء السادس، كتاب الأدب تحت عنوان .الرخصة في حديث بني إسرائيل :[ رقم 3658 (182) فِي الرُّخْصَةِ فِي حَدِيثِ بَنِي إسْرَائِيلَ ، أربعة أحاديث الأول عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والثاني عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، والثالث عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ "، والرابع عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمْ أَعَاجِيبُ ".
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ في شرح معنى الحديث : الْحَرَجُ فِي الْأَصْلِ الضِّيقُ ، وَيَقَعُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْحَرَامِ، فَمَعْنَاهُ أَيْ لَا بَأْسَ وَلَا إِثْمَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ مَا سَمِعْتُمْ ، وَإِنِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأَمَّةِ مِثْلُ مَا رُوِيَ أَنَّ ثِيَابَهُمْ كَانَتْ تَطُولُ ، وَأَنَّ النَّارَ كَانَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُ الْقُرْبَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ ، لَا أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ . وَيَشْهَدُ لِهَذَا التَّأْوِيلِ مَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ فَإِنَّ فِيهِمُ "الْعَجَائِبَ" ؛ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ إِذَا أَدَّيْتَهُ عَلَى مَا سَمِعْتَهُ ، حَقًّا كَانَ أَوْ بَاطِلًا ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ إِثْمٌ لِطُولِ الْعَهْدِ وَوُقُوعِ الْفَتْرَةِ، بِخِلَافِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ الْعِلْمِ بِصِحَّةِ رِوَايَتِهِ وَعَدَالَةِ رُوَاتِهِ ؛ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوبِ لِأَنَّ قَوْلَهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ : ( بَلِّغُوا عَنِّي ) عَلَى الْوُجُوبِ ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِقَوْلِهِ : ( وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ ).[نقلا عن لسان العرب ابن منظور ، حرف الحاء، دار صائد 2003م]
[(48)] [3 . * ] قصدتُ من العهد العتيق :التوراة، والجديد : الأناجيل، والحديث القرآن.
***

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 09 / 2021, 08 : 09 PM
﴿ سبب بيان حكم الحيض ﴾
السَّبَبُ فِي بَيَانِ حُكْمِ الْحَيْضِ وَمَا يَلْزَمُ اجْتِنَابُهُ مِنَ الْحَائِضِ :
مَا رُوِيَ أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَعَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ وَثَابِتَ بْنَ الدَّحْدَاحِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ حُكْمِ الْحَيْضِ وَ الْحَائِضِ .
وَاخْتُلِفَ فِي سَبَبِ سُؤَالِهِمْ :
فَقَالَ قَتَادَةُ : كَانَ سَبَبُ سُؤَالِهِمْ أَنَّ الْعَرَبَ ، وَمَنْ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ يَجْتَنِبُونَ مُسَاكَنَةَ الْحَائِضِ وَمُوَاكَلَتَهَا وَمُشَارَبَتَهَا فَسَأَلُوا عَنْهُ لِيَعْلَمُوا حُكْمَ الشَّرْعِ فِيهِ .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : بَلْ كَانُوا يَعْتَزِلُونَ وَطْأَهُنَّ فِي الْفَرْجِ وَيَأْتُوهُنَّ فِي أَدْبَارِهِنَّ مُدَّةَ حَيْضِهِنَّ فَسَأَلُوا لِيَعْلَمُوا حُكْمَهُ فِيهِ [1]، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ » . [2] .

*****

وَقَوْلُهُ : « فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ » [2] فِيهِ تَأْوِيلَانِ :
أَحَدُهُمَا :
اعْتِزَالُ جَمِيعِ بَدَنِهَا أَنْ يُبَاشِرَهُ بِشَيْءٍ مِنْ بَدَنِهِ .. وَهَذَا قَوْلُ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ اسْتِعْمَالًا لِعُمُومِ اللَّفْظِ .
وَ
التَّأْوِيلُ الثَّانِي :
أَنَّ الْمُرَادَ اعْتِزَالُ وَطْئِهَا دُونَ غَيْرِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ لِرِوَايَةِ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ الْيَهُودَ كَانَتْ إِذَا حَاضَتْ مِنْهُنَّ الْمَرْأَةُ أَخْرَجُوهَا مِنَ الْبَيْتِ وَلَمْ يُوَاكِلُوهَا ، وَلَمْ يُشَارِبُوهَا وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الْبَيْتِ ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:« وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى » [2 ] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« جَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ وَاصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ » ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ:" مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ " .
وَرَوَتْ صَفِيَّةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ « رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي فَيَقْرَأُ وَأَنَا حَائِضٌ » .
وَ
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « إِنِّي لَأَدْنُو إِلَى الْحَائِضِ ، وَمَا لِي إِلَيْهَا ضَرُورَةٌ » أَيْ : مَيْلٌ إِلَيْهَا لِحَاجَةٍ .

****************

وهذه رواية ثانية:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛ أَنَّ الْيَهُودَ كَانَتْ إِذَا حَاضَتْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ أَخْرَجُوهَا مِنَ الْبَيْتِ ، وَلَمْ يُوَاكِلُوهَا ، وَلَمْ يُشَارِبُوهَا ، وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الْبَيْتِ ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ » إِلَى آخِرِ الْآيَةِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«جَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ ، وَاصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ النِّكَاحِ »، فَقَالَتِ الْيَهُودُ :" مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ " ، فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَا لَهُ :" يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ تَقُولُ كَذَا ، وَكَذَا أَفَلَا نَنْكِحُهُنَّ فِي الْمَحِيضِ " ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا ، فَخَرَجَا فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمَا فَسَقَاهُمَا ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا . [3]
ـــــــــــــ
[1.*] هذا ما جاء عند أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري؛ في كتابه الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي .
[2 . *] آية 222 من سورة الْبَقَرَةِ وفق مصحف المدينة المنورة .
[3. * ] الحديث أَخْرَجَه مُسْلِمٌ وَأَهْلُ السُّنَنِ وَغَيْرُهُمْ ، وأيضاً : حاشية التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد؛ لــ أبي عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر ؛ وانظر أيضاً فتح القدير؛ الجامع بين فني الرواية والدراية ؛ لمؤلفه : محمد بن علي بن محمد الشوكاني]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
18 / 09 / 2021, 41 : 09 PM
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
.... لا تلام المرأةُ على شئٍ كُتبَ عليها ولا يقللُ هذا الشئ مِن قَدْرِها....


هناك وقائع حدثت؛ وبعد وقوعها ترتب عليها أشياء،
كما وأن هناك أحداث وقعت وبعد حدوثها ترتب عليها أحكام، فــ
قد ترتب على علم آدم-عليه السلام- باسماء المسميات؛ وجهل كافة الملآئكة بها أن سجدت الملآئكة - إلا إبليس - له تكريماً وتعظيماً، وقد أصابنا نحن أبناء آدم نصيبنا من هذا التكريم .. إن أحسنا العلم والعمل...
ثم
ترتب على الأكل من الشجرة التي نهى الله -تعالى ذكره- لكل منهما - حواء
وآدم - أن طردا مِن الجنة،
و ترتب على الطرد والعيش على الأرض أن يشقى آدم وحده دون حواء
،
ثم
ترتب على ما فعلته حواء
في الجنة مع الشجرة أنها دُميتْ[وفق رواية أهل الكتاب]،
و
ترتب على الندم على المعصية والتوبة منه أن تاب الله -سبحانه- على آدم -عليه السلام-؛
فــ
جاء عند فتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ؛ كتاب القدر؛ باب تحاج آدم وموسى عند الله :" رقم الحديث(6240)؛ عَنْ طَاوُسٍ؛ أنه قال سَمِعْتُ أَبَاهُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى:" يَا آدَمُ ! .. أَنْتَ أَبُونَا.. خَيَّبْتَنَا .. وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ "..
قَالَ لَهُ آدَمُ :" يَا مُوسَى .. ! اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ .. أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً ..... فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا.
وجاء عند العسقلاني :"وفِي رِوَايَةِ:" فَكَيفَ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ .. أَوْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ " ... وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُدَّةَ" ،
وقال العسقلاني في حاشيته :" وعَنِ الْأَعْرَجِ " يَا آدَمُ !... خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ.. ثُمَّ نَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ثُم َّ قَالَ لَكَ كُنْ فَكُنْتَ ثُمَّ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ.. ثُمَّ قَالَ لَكَ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَنَهَاكَ عَنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ فَعَصَيْتَ " ..
وَ زَادَ الْفِرْيَابِيُّ " وَأَكَلْتَ مِنْهَا "،
وجاء عنده أيضاً ""وفِي رِوَايَةِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ" أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ " فقال الطِّيبِيُّ " قَوْلِهِ حَجَّ آدَمُ وَمُوسَى غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ "،
وذكر العسقلاني :" وَثَبَتَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ بِلَفْظِ " فَاحْتَجَّا إِلَى اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى .. قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" . نستخلص من الحديث أن الحجة كان مع آدم .
فالقدر قد سبق..
وما قُدّر وقع ..
وما كُتب نفذ ..
والمثال السابق أوضح بجلاء ما ذهبتُ إليه، ولتوضيح ما رميتُ إليه أذكر مثالاً ثانياً ذكر فيه لفظ " كُتبَ "
فقد جاء النص في السنة المطهرة :" هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ(*) "
وجاء في رواية آخرى :« فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ(*) » .
فمن هنا ، فلا تُلام المرأة على شئٍ قد كُتبَ عليها من الخالق وهو السميع البصير العليم ، وهذا « الشئ» وإن ذكر التنزيل أنه " أذى " إلا أنه لا يقلل من قيمة المرأة أو قدرتها على الإبداع كما ولا يجعلها أقل درجة من الرجل أو أدنى مرتبة منه . فالأمر ليس بيدها وليس عليها حرج مما كتبه الله عليها .
*****

وفق ما تيسر عندي من مراجع .. لا أعلم مصدرا إسلامياً معتبراً تكلم وسماها -زوج آدم [ زَوْجُكَ ؛ كما جاءت في السورة التي تذكر فيها البقرة .. والأعراف.. وطه - حواء ... إلا نقلا من أهل الكتاب.... والمسألة ما زالت موضع بحث عندي ... وسأعود بإذنه تعالى لهذه الجزئية مرة ثانية!
(*) ننتبه إلى أن الحديث جاء بصيغة ” بنات آدم“ ... ولم يقل الحديث ” بنات حواء(!) “ ... !!!

شريف حمدان
18 / 09 / 2021, 29 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/vaf52967.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 09 / 2021, 16 : 10 PM
فائدة :
ينبهنا صحاب المنار الشيخ الجليل محمد رشيد رضا -رحمه الله- في تفسيره عند تأويل قوله -تعالى- ذكره :« وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل »، إذ يقول بأن القصاصين ومن تبعهم من المفسرين جاءوا بأمر خطير فيقول سماحته الــ :" ظاهر في أنهما ـ أي إبراهيم وابنه إسماعيل ـ هما اللذان بنيا هذا البيت لعبادة الله ـ تعالى - في تلك البلاد الوثنية ، ولكن القصاصين ومن تبعهم من المفسرين جاءونا من ذلك بغير ما قصه الله - تعالى - علينا ، وتفننوا في رواياتهم عن قِدم البيت ، وعن حج آدم ومن بعده من الأنبياء إليه ، وعن ارتفاعه إلى السماء في وقت الطوفان ، ثم نزوله مرة أخرى ، وهذه الروايات يناقض أو يعارض بعضها بعضا ، فهي فاسدة في تناقضها وتعارضها ، وفاسدة في عدم صحة أسانيدها ، وفاسدة في مخالفتها لظاهر القرآن ، ولم يستح بعض الناس من إدخالها في تفسير القرآن وإلصاقها به وهو برئ منها " .
ثم يكمل فيقول :" ومن ذلك زعمهم أن الكعبة نزلت من السماء في زمن آدم ، ووصفهم حج آدم إليها وتعارفه بحواء في عرفة ، بعد أن كانت قد ضلت عنه بعد هبوطهما من الجنة ، وحاولوا تأكيد ذلك بتزوير قبر لها في جدة . وزعمهم أنها ـ الكعبة ـ هبطت مرة أخرى إلى الأرض بعد ارتفاعها بسبب الطوفان وحليت بالحجر الأسود ، وأن هذا الحجر كان ياقوتة بيضاء - وقيل : زمردة - من يواقيت الجنة أو زمردها ، وأنها كانت مودعة في باطن جبل أبي قبيس فتمخض الجبل فولدها " .
ولعلما يهمنا هنا هو ما قاله سماحته غفر الله له ـ :


وأن الحجر إنما اسود لملامسة النساء الحيض له ،



وقيل: لاستلام المذنبين إياه ، وكل هذه الروايات خرافات إسرائيلية بثها زنادقة اليهود في المسلمين ليشوهوا عليهم دينهم وينفروا أهل الكتاب منه . انتهى .
قلت(الرمادي)، إذاً يفهم من كلام الشيخ أن ليس كل ما قاله أهل الكتاب يصدق ويؤخذ به أو يستأنس به، خاصة ما يتعلق بالنساء؛ ولعلي افرد فصلا مستقلاً في النهاية كبحث مقارنة عن المرأة في الديانات الثلاثة والديانات الوضعية، وعليه يكون الإستدلال بقولهم يشوبه الكثير من الحذر، فالثقافة الحالية عند الكثير من الرجال توارثوها عن الأجداد دون إعمال عقل أو إعادة نظر، والعنف ضد المرأة أو إساءة معاملتها أو إهانتها أو ضربها أو التقليل من شأنها ثقافة متجذرة في تراث الشعوب؛ ومحاولات تحرير المرأة إتجهت غير الوجهة الصحيحة التي كان ينبغي أن تتجه إليها...." .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 09 / 2021, 24 : 09 PM
مسألة : «„ الحيض ‟» عند التي بلغت مبلغ النساء؛ وتركت خلفها زمن الطفولة؛ وإن كانت صغيرة السن.. وما يترتب على هذه المسألة في الحياة اليومية للمرأة ؛ إثناء الحيض من أحكام عملية وأمور وأحوال وتصرفات وأعمال.. وهذه آحدى مسائل الشريعة الإسلامية.. والتي خوطبت المرأة بها ويشاركها الرجل في معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه المسألة .. خشية الوقوع في المحذور!!
إذاً فهي مسألة شرعية، وليس فقط مسألة نظافة، وتطهير محل خروج الدم بشطفه بالماء أو وضع فوطة صحية.. أي أن الشارع -سبحانه وتعالى- أعطىٰ حكماً -بنفسه العلية(!)- وأنزل بفضله وكرمه وإحاطته بخلقه أمراً شرعيا فيها -النص القرآني-، وبيّن نبي الإسلام؛ نبي الهدى والرحمة بسنته الطاهرة العطرة هذا الحكم.
إذاً مسألة الحيض عند المرأة نزل فيها قرآن كريم .. ذكر حكيم .. وفرقان مبين .. كما بُلغنا عن طريق سنة رسول الإسلام ونبي الهدى والرحمة -عليه السلام- أحاديث نبوية عملية في المسألة ذاتها..
أي تدخل الشرع بمنهجه وتشريعه في تبيان حكم المسألة ... ولم يجعلها مسألة نظافة أو ما يعتاد عليه الناس في كيفية المعاملة في مثل هذه المسألة ..
وتوجد قاعدة ذهبية شرعية تقول: «„ الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي ”»،بمعنىٰ: قبل القيام بالفعل -أياً كان- يجب معرفة حكم الله -عز وجل- في المسألة المبحوثة؛ ومعرفة الكيفية العملية الشرعية التي وردت في السنة الطاهرة للإتيان بهذا الفعل،
فكما قال المصطفى الهادي -صلى الله عليه وآله وسلم- : «„ صلوا كما رأيتموني أصلي ”» فالصلاةُ تتم بالكيفية العملية التي قام بها المصطفى وليس لأحد الحق في تبيان كيفية الصلاة إلا هو -عليه السلام-، وهذا معلوم ،
كما وهو القائل : «„ خذوا عني مناسككم ”» : في مسألة الحج ، أي نفعل في مناسك الحج كما فعل هو وليس كما يريد أو يرغب البعض منا، ومن هنا وجب معرفة الفقه وضرورة الإلمام بالمسألة، فيجب أن تعلم الفتاة والتي بلغت مبلغ النساء الأحكام الفقهية المتعلقة بــ الحيض والنجاسة والطهارة قُبيل نزول الدم عليها .. بمعنى ينتبه ولي الأمر بعلامات البلوغ عندها!ـ
وتساعدها عند غلبة الظن ببلوغها مبلغ النساء :
- الأم أو
- الخالة أو
- المربية من العائلة -وليس خادمات البيوت من الهند أو غيرها(مثلا)- ـ فعليهن تعليمها أنه قرب أن تأتيها دورتها الشهرية .
بيد أنه يجب أن تعلم هذه السيدة الأحكام الشرعية العملية من خلال المصدر الأول القرآن والمصدر الثاني : السنة المحمدية والمسألة فقهياً وفق المذهب(!) والذي يسير ولي الأمر أو تسيّر العائلة أمورها وفق اجتهاده ...أي معرفة الحكام الشرعية وليس ما تتداوله النساء فيما بينهن (خبرة النسوان) !!!..
هذه واحدة ..
أما الثانية فهي -الطفلة- الصبية-الفتاة- صارت امرأة؛ وصار لها عورة يجب معرفة حكمها في الإسلام!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 09 / 2021, 41 : 09 PM
تحقيق الأدلة الشرعية !
الباحث دائماً أبداً يراعي أن يعتمد على أدلةٍ تسند بحثه وتُثبت وجهة نظره، وأحياناً ينزلق في متاهات الكتب ونقول العلماء وإختلافاتهم دون تحقيق لمدىٰ صحة الأدلة التي أوردها، والكتب المقدسة(!) وموسوعات التراث وأقوال علماء الأمة كلها أدلة تصلح، لكن الإِشكالية تكمن في مدىٰ إنطباق الدليل علىٰ جزئيات البحث، أو صحته وضعفه،
لذا رأيت أن أقوي البحث بتحقيق الأدلة التي اعتمد عليها وليس فقط مجرد النقل .

التخريج

ورد المتن في صحيح البخاري : عَنْ مَالِكٍ بْنِ الْحُوَيْرِثِ الليثي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ ، ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ [ فتح الباري شرح البخاري ]
فقد روى البخاري عن مالك بن الحويرث الليثي رقم: 631 و 6008 و 7246:" أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا، أو قد اشتقنا، سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه، قال:" ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم . وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها : وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم " .
والحكم على الحديث بأنه "مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ"؛ وهو مصطلح يقصد به الإمام البخاري والامام مسلم؛ يرده علي بن سلطان محمد القاري في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، دار الفكر ، سنة النشر: 1422هـ / 2002م قال:" قَالَ السَّيِّدُ : لَمْ يَذْكُرْ مُسْلِمٌ :" صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " ، فَقَوْلُ الْمُصَنِّفِ؛ صاحب مشكاة المصابيح : مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، مَحَلُّ بَحْثٍ .
وقال النووي في شرحه لمسلم :"وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ [ شرح النووي على مسلم، يحيي بن شرف أبو زكريا النووي ؛ دار الخير، سنة النشر: 1416هـ /1996م ]
وقال الذهبي في تنقيح التحقيق رقم: 1 /164 حديث صحيح، وقال ابن الملقن في البدر المنير رقم: 3 /307 و 4 /600:" متفق على أصله "، حديث ثابت .
وعبدالله بن عباس كان يوالي في قراءة الفاتحة، وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي كما ذكر ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير؛رقم: 1 /384، وعلق ابن حجر بقوله :" أما حديث الموالاة فلم أره صريحا .
وقال الشوكانيفي الفتح الرباني رقم: 6 /2761 حديث: ثابت .
وتتبع الألباني حديث مالك بن الحويرث الليثي في صحيح الجامع رقم: 893، وفي صحيح الأدب المفرد رقم: 156" وقال الألباني : حديث صحيح .
وروى الدارقطني عن أبي قلابة عبدالله بن زيد الجرمي في سننه رقم: 1 /704 وقال : صحيح
**
.. هذا .. كي يطمئن قلبي لصحة ودقة الأدلة
وكتبه
محمدفخرالدين الرمادي
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 15‏ صفر‏، 1443هــ ~ 22 سبتمبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
22 / 09 / 2021, 50 : 09 PM
"والحديث الثاني لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ،
والحديث الثاني
" أَبُو الزُّبَيْرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ؛ وَيَقُولُ :" لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ " . [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] .

ثم
شرح النووي فقال :" وَأَمَّا قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ"؛ فَهَذِهِ اللَّامُ لَامُ الْأَمْرِ، وَمَعْنَاهُ : خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ : وَهَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ مُسْلِمٍ، وَتَقْدِيرُهُ هَذِهِ الْأُمُورُالَّتِي أَتَيْتُ بِهَا فِي حَجَّتِي مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ وَالْهَيْئَاتِ هِيَ أُمُورُ الْحَجِّ وَصِفَتُهُ وَهِيَ مَنَاسِكُكُمْ فَخُذُوهَا عَنِّي وَاقْبَلُوهَا وَاحْفَظُوهَا وَاعْمَلُوا بِهَا وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ .
ثم يكمل -رحمه الله- :" وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَهُوَ نَحْوُ قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الصَّلَاة :" صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي." .


وَ
قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" لَعَلِي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ " فِيهِ : إِشَارَةٌ إِلَى تَوْدِيعِهِمْ وَإِعْلَامِهِمْ بِقُرْبِ وَفَاتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَحَثِّهِمْ عَلَى الِاعْتِنَاءِ بِالْأَخْذِ عَنْهُ، وَانْتِهَازِ الْفُرْصَةِمِنْ مُلَازَمَتِهِ، وَتَعْلَمِ أُمُورِ الدِّينِ، وَبِهَذَا سُمِّيَتْ حَجَّةُ الْوَدَاعِ(!) . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . [يحيي بن شرف أبو زكريا النووي؛ شرح النووي على مسلم، دار الخير، سنة النشر: 1416هـ ~ 1996م. ]
وجاء عند ابن الملقن في البدر المنير: 6 / 183 و 273/ ثم قال : أما مبيته بمنى فصحيح مشهور، وإسناده صحيح ، وعنده -ابن الملقن- أيضا في غاية المأمول : 30 وقال : حديث صحيح، وعند ابن حجر العسقلاني في فتح الباري رقم: 3 /675 : حديث ثابت .
وقال الألباني في كتابه حجة النبي رقم 33 أنه صح عن عمر، وأضاف الألباني في صحيح الجامع رقم: 7882، وقال صحيح، بيد أن ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ رقم: 3 /1267، قال : [فيه] أحمد بن بديل الأيامي ضعيف .".

حياة العرب
30 / 09 / 2021, 46 : 07 PM
https://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/bsmala.gif

https://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/salam.gif

https://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/gazak.gif

https://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/roseopen.gif
. (https://alazkar.net)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
05 / 10 / 2021, 23 : 01 PM
بناءً على القاعدتين السابقتين :


أتحدث عن موضوع ..
" الفِقْهُ الإسلاميُّ ".


تـمهيد :

ما يحدث في الحياة اليومية للإنسان من قضايا ومسائل ومشاكل وأمور وتصرفات يحتاج لتبيان حكمها،
والبيان :
-إما أن يأتي من الإنسان نفسه ليعالج مشاكل ومسائل نفسه؛ وهذه وجهة نظر؛ و
-إما يحتاج المرء لتبيانها من الخالق المبدع المصور لقصور الإنسان وعجزه وضعفه.. وهذه وجه نظر آخرىٰ؛
وبما أننا -جميعاً- نجزم بوجود قوة أعظم مِن الإنسان بدليل ما يحدث الأن في عُمان والإمارات من هيجان إعصار :« شاهين»؛ ما أدىٰ لغرق طفل صغير في تجمع مائي ومن بعده 11 إنسان لقوا مصرعهم من شدة الرياح وقوة الإعصار وأمس تحول من إعصار إلى موجة مدارية.. وهذا كله تم ليس بفعل الإنسان وليس بما لديه اليوم من قدرات مادية عظيمة! ..
فمن الفاعل!؟..
.. وكما يحدث في بركان بأسبانيا؛ جزر الكناري ـ:« لابالما »؛ وقد وصلت الحمم لشاطئ المحيط .. فمن الفاعل!؟..
ومعالجة قضايا الإنسان ومشاكله وحلها تحتاج لمن يعرف الإنسان وكينونته ومكوناته.. والظاهر أن الطب ما زال عاجزا عن معالجة بعض أمراض الإنسان البدنية أو النفسية.. بدليل وباء كورونا -كوفيد19-..
إذاً هناك مشاكل لابد أن تتدخل قوة أعظم من الإنسان في حلها!
وهنا كمسائل سُمح للإنسان أن يحلها بنفسه دون الإستعانة بهذه القوة العظمى..
لذا فلنتفق من البداية على أن هذه القوة العظمى هي التي خلقت الإنسان وتعلمه جيداً؛ وأن هذه القوة العظمى أرسلت للإنسان على مدار وجدوه وحياته في جنةٍ قبل الهبوط إلى الأرض... وعلى الأرض .. هذه القوة العظمى أرسلت رُسل برسائل تبين للإنسان الصواب من الخطأ والصحيح من الفاسد..
صحيح لم تتدخل هذه القوة العظمى في كل شؤون الإنسان فقد تركت حيزا كبيرا نسبيا ليحل الإنسان قضاياه ومشاكله بعقله وإدراكه وفهمه للأشياء ...


تبقى الأن أن نسمي هذه القوة العظمى.. إما خالق .. إما مبدع .. إما مصور .. .. ثم حلت المسألة بأن هذه القوة العظمى سمت نفسها في كل رسائلها إلى البشر وأكتفي بالرسالة الأخيرة الخالدة فقد قالت هذه القوة العظمى -والتي لا ندركها بالحواس الخمس والتي نملكها- عن نفسها: { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ } ؛ ثم بينت هذه القوة العظمى فقالت: { لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا } ؛ ثم تدخلت هذه القوة العظمى في قضية شاملة فقالت : { فَاعْبُدْنِي }؛ ثم بينت هذه القوة العظمى مثالا من العبادات فقالت: { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي } [طه:14] ؛ ثم بينت بوضوح لا لبس فيه: { إِنِّي أَنَا رَبُّكَ }[طه:12]؛ والرب هنا بمعنى المالك المتصرف بملكه كيف شاء.. وقت ما شاء.. كيفما شاء.. كمثال الأعاصير والبركان ووباء كوفيد19..
فنعلم من خلال رسالته الخاتمة بأن تلك القوة العظمىٰ تُسمىٰ .{ اللَّهُ }؛ ثم نعلم بأنه المالك المتصرف.. ومن هنا جاءت الأحكام العملية المتعلقة بالإنسان من خلال رسله ..
ومتمم الرسل وآخر الأنبياء هو محمد بن عبدالله؛ فكذلك بيَّن لنا الله من خلال رسالته الآخيرة بأن : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ.. } [الفتح:29]
ثم يزيد الأمر وضوحاً: { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب:40]
ولكي يعلم الجميع ؛ خاصةً من سبقنا من الأمم والشعوب برسالته فنطقت الرسالة الخاتمة لتقول : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين } [الصف:6]
وهذا الإخبار لمن سيتبع عيسى ابن مريم -في زمنه- ومن أتبع -من قبل- مَن أنزلت عليه التوراة أي موسى بن عمران.. فالمسألة حلت وأحكمت بإتباع آخر نبي ومتمم الرسل محمد بن عبدالله...
وعليه سيتدخل الله -عز وجل-.باعتباره الخالق المبدع المصور العالم بكينونة الإنسان في مسائل وقضايا هذا الإنسان ومن ضمنها مسألة الحيض؛ أي نزول دماء في حالة الصحة والمعافاة وليست حالة مرضية تحتاج لتدخل أهل صنعة الطب والدواء؛ ويخرج الدم بشكل معتاد خلال الدورة البيولوجية للمرأة: فنطقت رسالة محمد تقول : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ } ؛ فيأتي الجواب مِن الرب المالك الخالق المصور وليس منه هو كإنسان أو رجل.. قد يتعفف أو يتأنف أو يستقذر من أمر ما .. كمسألة تأنفه من أكل لحم حيوان موجود في جبال الجزيرة ألا وهو الضب.. فهو لم يحرمه بل تأنف الإطعام منه وعلل ذلك بأنه غير موجود بـــ أرض قومه (يقصد قريش أو آل عبدالمطلب بن هاشم) ..
لكن نزل الأمر في هذه المسألة كــ تكليف رباني لبشر يؤمنون بآله وبرسالة مِن أرسله هذا الآله للبشر أي نبي.. فحكم على الخارج من رحم المرأة بأنه { قُلْ هُوَ أَذًى } ؛ ثم بين ماذا يفعلون وقت و زمن الحيض: { فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ } ؛ اعتزال الموضع الخارج منه الدم وليس اعتزالها كلها ... هذا أولاً ؛ وثانياً : { وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ } في المكان الصالح لإنبات الولد. ...... { حَتَّىَ يَطْهُرْنَ } واللافت للإنتباه تدخل الشرع في كيفية الطهارة وليست النظافة.. فهناك فارق في شرع الرسالة الأخيرة بين النظافة وهي تكاد موجودة عند غالبية البشر بغض النظر عن الدين والثقافة وبين الطهارة... واستطيع [الرَّمَادِيُّ] القول أنه موجودة [الطهارة] فقط عند صنف من البشر هم أهل الإسلام.. . ......{ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ } والحديث هنا عن نوعين من الطهارة ؛ إذ أن القرآن لا يعيد كلماته ولا يكررها إلا إذا جدّ معنى آخر جديد مخالف للأول{ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين } [البقرة:222]
ثم تتدخل رسالة السماء الخاتمة في كيفية معالجة المرأة كــ [زوجــ(ــة)] إذايقول : { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ } وهذا تعبير راقٍ رفيع المستوىٰ : { لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } [البقرة:223] ومكان الحرث هو مكان إنبات الولد.. وهذه بلاغة عالية وتعبير راق ومستوى رفيع في الحديث عن علاقة حميمية خاصة لا يطلع عليها آحد.. حتى ولا والدتها....
أما إثناء المعالجة فهذه تحتاج سؤال أهل الخبرة والتخصص وليس حديث على المحمول او في المنتديات!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، 28 ‏صفر‏، 1443هــ ~ ‏05‏ أكتوبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 10 / 2021, 13 : 01 PM
" الشرع الحنيف اعطىٰ لكل مسألة حكما لها، لذا كان فهم المسألة فهماً دقيقاً يعين علىٰ إعطاءها الحكم الشرعي الصحيح والمناسب لها ، فكان التفقه في الدين مسألة ضرورية .

قال الزحيلي في موسوعته (1) :" وقد بدأت نشأة الفقه تدريجياً في حياة النبي-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-وفي عصر الصحابة ، وكان
سبب نشوئه وظهوره المبكر بين الصحابة هو :
- حاجة الناس الماسة إلى معرفة أحكام الوقائع الجديدة ، و
ظلت الحاجة إلى الفقه قائمة في كل زمان لــ :
- تنظيم علاقات الناس الاجتماعية، و
- معرفة الحقوق والواجبات لكل إنسان، و
- إيفاء المصالح المتجددة، و
- درء المضار والمفاسد المتأصلة والطارئة " .
ـــــــــــــــــــ
(1) الزُّحَيْلِيّ؛ أ. د. وَهْبَة، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها، دار الفكر؛ سوريَّة؛ دمشق، الطَّبعة الرَّابعة المنقَّحة .
ـــــــــــــــــــــ
الْفِقْهُ عند ابن منظور هو :
" الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ وَالْفَهْمُ لَهُ "،
ثم
يضيف جزئية جوهرية تنم عن وعيه وفطنته فيقول :
" وَغَلَبَ عَلَى عِلْمِ الدِّينِ لِسِيَادَتِهِ وَشَرَفِهِ وَفَضْلِهِ عَلَىٰ سَائِرِ أَنْوَاعِ الْعِلْمِ "..
ويأتي بمثال توضيحي : " كَمَا غَلَبَ النَّجْمُ عَلَىٰ الثُّرَيَّا ".
وَ:" الْعُودُ عَلَىٰ الْمَنْدَلِ".

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَقَدْ جَعَلَهُ الْعُرْفُ خَاصًّا بِعِلْمِ الشَّرِيعَةِ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَتَخْصِيصًا بِعِلْمِ الْفُرُوعِ مِنْهَا.

قَالَ غَيْرُهُ: وَالْفِقْهُ فِي الْأَصْلِ " الْفَهْمُ ".
يُقَالُ : أُوتِيَ فُلَانٌ فِقْهًا فِي الدِّينِ .. أَيْ فَهْمًا فِيهِ .
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :« لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ »؛ أَيْ لِيَكُونُوا عُلَمَاءَ بِهِ، وَفَقَّهَهُ اللَّهُ؛
وَدَعَا النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ:« اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الدِّينَ وَفَقِّهْهُ فِي التَّأْوِيلِ »؛ أَيْ فَهِّمْهُ تَأْوِيلَهُ وَمَعْنَاهُ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَفَقِهَ فِقْهًا : بِمَعْنَىٰ عَلِمَ عِلْمًا .
قال ابْنُ سِيدَهْ:" وَقَدْ فَقُهَ فَقَاهَةً وَهُوَ فَقِيهٌ مِنْ قَوْمٍ فُقَهَاءَ.
وَالْأُنْثَىٰ فَقِيهَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ فَقَائِهَ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: نِسْوَةٌ فُقَهَاءُ، وَهِيَ نَادِرَةٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ : وَأَفْقَهْتُهُ أَنَا أَيْ بَيَّنْتُ لَهُ تَعَلُّمَ الْفِقْهِ.

قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ كِلَابٍ وَهُوَ يَصِفُ لِي شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ قَالَ : أَفَقِهْتَ ؟؛ يُرِيدُ أَفَهِمْتَ .
وَرَجُلٌ فَقُهٌ : فَقِيهٌ،
وَالْأُنْثَىٰ فَقُهَةٌ .
وَيُقَالُ لِلشَّاهِدِ : كَيْفَ فَقَاهَتُكَ لِمَا أَشْهَدْنَاكَ، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ .

الْأَزْهَرِيُّ: وَأَمَّا فَقُهَ، بِضَمِّ الْقَافِ، فَإِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي النُّعُوتِ. يُقَالُ : رَجُلٌ فَقِيهٌ ، وَقَدْ فَقُهَ يَفْقُهُ فَقَاهَةً إِذَا صَارَ فَقِيهًا وَسَادَ الْفُقَهَاءَ .
وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: أَنَّهُ نَزَلَ عَلَى نَبَطِيَّةٍ بِالْعِرَاقِ فَــ
قَالَ لَهَا : هَلْ هُنَا مَكَانٌ نَظِيفٌ أُصَلِّي فِيهِ ؟
فَقَالَتْ : طَهِّرْ قَلْبَكَ وَصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ،
فَقَالَ سَلْمَانُ : فَقِهَتْ؛ أَيْ فَهِمَتْ وَفَطِنَتْ لِلْحَقِّ وَالْمَعْنَىٰ الَّذِي أَرَادَتْ، وَلَوْ قَالَ فَقُهَتْ كَانَ مَعْنَاهُ صَارَتْ فَقِيهَةً .
وَرَجُلٌ فَقِيهٌ : عَالِمٌ .
وَكُلُّ عَالِمٍ بِشَيْءٍ فَهُوَ فَقِيهٌ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ : فُلَانٌ مَا يَفْقَهُ وَمَا يَنْقَهُ ؛ مَعْنَاهُ لَا يَعْلَمُ وَلَا يَفْهَمُ .

وَنَقِهْتُ الْحَدِيثَ أَنْقَهُهُ إِذَا فَهِمْتَهُ.

وَفَقِيهُ الْعَرَبِ : عَالِمُ الْعَرَبِ .
وَتَفَقَّهَ : تَعَاطَىٰ الْفِقْهَ .
وَفَاقَهْتُهُ إِذَا بَاحَثْتُهُ فِي الْعِلْمِ .
وَالْفِقْهُ : الْفِطْنَةُ .
وَفِي الْمَثَلِ : خَيْرُ الْفِقْهِ مَا حَاضَرْتُ بِهِ ، وَشَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ .
وَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ : قَالَ لِي أَعْرَابِيٌّ : شَهِدْتُ عَلَيْكَ بِالْفِقْهِ أَيِ الْفِطْنَةِ .

وَفِي الْحَدِيثِ : " لَعَنَ اللَّهُ النَّائِحَةَ وَالْمُسْتَفْقِهَةَ "، هِيَ الَّتِي تُجَاوِبُهَا فِي قَوْلِهَا لِأَنَّهَا تَتَلَقَّفُهُ وَتَتَفَهَّمُهُ فَتُجِيبُهَا عَنْهُ.
انظر: [ابن منظور؛ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم؛ لسان العرب؛ دار صادر؛ سنة النشر:2003م ]
***
*.] قلتُ: مما سبق ذكره من بطون أمهات الكتب المعتبرة وجب علينا رفع مستوىٰ التحدث والكتابة والكلام باللُغةالعربية الفصحى -لُغة القرآن الكريم .. والذكر الحكيم .. والفرقان المبين؛ ولغة سيد المرسلين .. وإمام المتقين .. وخاتم الأنبياء .. وآخر المرسلين : محمد بن عبدالله النبي الأمين-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كي نحسن فهم شرعته؛ والتفقه في شريعته ونسير على منهاجه ونتقيد بهديه-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.

جاء عند الزحيلي ما نصه :" معنى الفقه وخصائصه:
- الفقه لغة: الفهم (1) ،ومنه قوله تعالى :« قالوا: ياشعيب، ما نفقه كثيراً مما تقول » [هود:11 /91]، وقوله سبحانه :« فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً » [النساء:4 /78] .

- وفي الاصطلاح الشرعي:
عرفه أبوحنيفة رحمه الله تعالى بأنه « معرفة النفس ما لها وما عليها »(2) ،
والمعرفة:" هي إدراك الجزئيات عن دليل " .
والمراد بها هنا سببها: وهو الملكة الحاصلة من تتبع القواعد مرة بعد أخرى .
- وهذا تعريف عام يشمل :
أحكام الاعتقاديات ، كــ :
وجوب الإيمان ونحوه ،
والوجدانيات أي الأخلاق والتصوف ،
والعمليات كــ :
- الصلاة و
- الصوم و
- البيع ونحوها ،
وهذا هو الفقه الأكبر .
يكمل الزحيلي فيقول : وعموم هذا التعريف كان ملائماً لعصر أبي حنيفة الذي لم يكن الفقه فيه قداستقل عن غيره من العلوم الشرعية، ثم استقل، فأصبح :
- علم الكلام ( التوحيد ) يبحث في الاعتقاديات، و
- علم الأخلاق والتصوف كـ : الزهد والصبر والرضا وحضور القلب في الصلاة ونحوها ، يبحث في الوجدانيات.
وأما الفقه المعروف حالياً فموضوعه أصبح مقصوراً على معرفة ما للنفس وما عليها من الأحكام العملية ، وعندئذ زاد الحنفية في التعريف كلمة ( عملاً ) لتخرج الاعتقاديات والوجدانيات.

- وعرف الشافعي رحمه الله الفقه بالتعريف المشهور بعده عند العلماء بأنه:
العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية (3) .
- والمقصود بالعلم هنا:
هو الإدراك مطلقاً الذي يتناول اليقين والظن ؛ لأن الأحكام العملية قد تثبت بــ :
- دليل قطعي يقيني ، كما
- تثبت غالباً بدليل ظني.
--------------------------------
(1) يقال: فقه يفقه كعلم يعلم، أي فهم مطلقاً، سواء أكان الفهم دقيقاً أم سطحياً، ويقال: فقه يفقه مثل كرم يكرم، أي صار الفقه له سجية. ويقال: تفقه الرجل تفقهاً: أي تعاطى الفقه، ومنه قوله تعالى:" ليتفقهوا في الدين" [التوبة:9 /122].
(2) مرآة الأصول: 44/1، التوضيح لمتن التنقيح: 10/1 .
(3) شرح جمع الجوامع للمحلي: 32/1 وما بعدها، شرح الإسنوي: 24/1، شرح العضد لمختصر ابن الحاجب: 18/1، مرآة الأصول: 50/1، المدخل إلى مذهب أحمد: ص58.
--------------------------------
-والأحكام: جمع حكم، و
هو مطلوب الشارع الحكيم ،
أو هو خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين اقتضاء أو تخييراً أو وضعاً.
والمراد بالخطاب عند الفقهاء: هو الأثر المترتب عليه ، كــ
- إيجاب الصلاة ، و
- تحريم القتل ، و
- إباحة الأكل ، و
- اشتراط الوضوء للصلاة .
- واحترز بعبارة ( العلم بالأحكام ) عن العلم بالذوات والصفات والأفعال.
- و (الشرعية ): المأخوذة من الشرع ، فيحترز بها عن الأحكام الحسية مثل:
- الشمس المشرقة ، و
الأحكام العقلية مثل:
- الواحد نصف الاثنين ، و
- الكل أعظم من الجزء ، و
الأحكام اللُغوية أو الوضعية ، مثل:
- الفاعل مرفوع ،
أو نسبة أمر إلى آخر إيجاباً أو سلباً مثل زيد قائم ، أو غير قائم.
- و (العملية ): المتعلقة بالعمل القلبي كـ :
- النية ،
أو
غير القلبي مما يمارسه الإنسان مثل :
- القراءة و
- الصلاة ونحوها من عمل الجوارح الباطنة والظاهرة.
والمراد أن أكثرها عملي ، إذ منها ما هو نظري ، مثل :
- اختلاف الدين مانع من الإرث . و
احترز بهاعن الأحكام العلمية والاعتقادية ، كــ :
- أصول الفقه ، و
- أصول الدين كــ
- العلم بكون الإله واحداً سميعاً بصيراً.
وتسمى العملية أحياناً: ( الفرعية ) والاعتقادية: (الأصلية).
- و (المكتسب) صفة للعلم:
ومعناه المستنبط بالنظر والاجتهاد ، وهو احتراز عن علم الله تعالى ، وعلم ملائكته بالأحكام الشرعية ، وعلم الرسول -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-الحاصل بالوحي ، لا بالاجتهاد ، وعلمنا بالبدهيات أو الضروريات التي لا تحتاج إلى دليل ونظر ، كــ :
- وجوب الصلوات الخمس ، فلا تسمى هذه المعلومات فقهاً ، لأنها غير مكتسبة.
- والمراد بالأدلة التفصيلية:
ما جاء في :
١. ] القرآن، و
٢ . ] السنة، و
٣ . ] الإجماع، و
٤ . ] القياس.
واحترز بها عن علم المقلد لأئمة الاجتهاد، فإن المقلد لم يستدل على كل مسألة يعملها بدليل تفصيلي ، بل بدليل واحد يعم جميع أعماله ، وهو مطالبته بسؤال أهل الذكر والعلم ، فيجب عليه العمل بناء على استفتاء منه.
هذا..
وقد أصبح الفقه أخيراً كما في قواعد الزركشي:
هو معرفة أحكام الحوادث نصاً واستنباطاً، علىٰ مذهب من المذاهب.

- وموضوع الفقه :
هو أفعال المكلفين من حيث مطالبتهم بها ، إما فعلاً كــ :
- الصلاة ،
أو
تركاً كــ:
- الغصب ،
أو
تخييراً كــ :
- الأكل.

-والمكلفون :
هم البالغون العاقلون الذين تعلقت بأفعالهم التكاليف الشرعية.

- خصائص الفقه :
- الفقه : هو الجانب العملي من الشريعة ، و
الشريعة: كل ما شرع الله تعالى لعباده من الأحكام ، سواء بــ :
- القرآن ،
أم بــ :
- السنة ،
و سواء ما تعلق منها بكيفية الاعتقاد ، ويختص بها علم الكلام أو علم التوحيد ،
أو بكيفية العمل، ويختص بها علم الفقه.
[انظر : الزُّحَيْلِيّ ؛ أ.د. وَهْبَة، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها، دار الفكر؛ سوريَّة؛ دمشق، الطَّبعة الرَّابعة المنقَّحة ]
**
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏السبت‏، 24‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏ 30 أكتوبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
30 / 10 / 2021, 19 : 01 PM
**
تعريف الفقه.
والفقه اصطلاحا: هو
العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية ،
ويطلق أيضاً على مجموع الأحكام المستنبطة.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ".
[ د.عبدالعزيز عزت عبدالجليل حسن، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف 22 /12/ هــ 1416 ، 10 /5/ م1996، ] .
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏السبت‏، 24 ‏ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 30 أكتوبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
31 / 10 / 2021, 13 : 02 PM
يتميز منهاج النبي الرسول محمد
-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-
وتتميز شريعته الغراء بأن الشئ الداخل إلىٰ جسد الإنسان من منافذه الطبيعية أو العمليات الجراحية له حكم شرعي؛ وبالتالي فإن ما يخرج من بدن الإنسان في الحالات العادية أو المرضية له -أيضا- حكم شرعي؛ وأيضاً استخدام الأشياء الموجودة في البيئة المحيطة به والإنتفاع بها.. وحكم هذه الأشياء الداخلة أو الخارجة إلى جسد الإنسان أو المستخدمة؛ الأصل فيها ما جاء وحياً مِن عند خالق الإنسان والأشياء = رب الكون والحياة -سبحانه وتعالىٰ شأنه- .

والمستحدثات الطبية والآتية من الغرب -أوروبا وأمريكا- أو الشرق -الصين-؛ وإن دخل في تركيبتها ما هو محرم.. نجد في عموم الشريعة سعة في استخدامها؛ إن لم يكن هناك بديلا حلالا لها(*).

وهذه الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بالإنسان المسلمــ(ــة) من حيث الطهارة هي بالطبع تختلف عن :« النظافة الشخصية »؛ عندهــ(ــا) أو عند الآخرين.. إذ أنها -كيفية النظافة؛ والأشياء المستخدمة- تتغير من موضع إلى آخر؛ وتختلف من مكان إلى غيره؛ وهي قد تنشأ نتيجة عادات موروثة أو تقاليد اعتاد عليها الناس، هذا أمر ..
والأمر الثاني :

ما يطلق عليه حديثاً :« الطب الوقائي »؛ فهو نتيجة أبحاث معملية ومختبرية؛ ولتقدم العلوم ظهرت خلال الخمسين عاما الآخيرة وصار لها رواجا بين الناس وقبولا.. وقد يستفيد المسلمــ(ــة) منها (!)..

وهذا كله بخلاف منهجية الرسول محمد وشريعته وهديه؛ وطريقة عيشه الشرعي؛ وطراز الحياة الخاصة عند المسلمين .. وما جاءه -عليه السلام- وحياً من ربه -تعالى- بواسطة أمين السماء جبريل..

فهي -الطهارة- من جانب :
أ . ] ناحية تعبدية؛ ورد بكيفيتها الشرع الحنيف.. وفي كافة المجالات والحالات -الحالة العادية ( وجود مثلا : ماء كاف للغُسل أو الوضوء..) أو الحالات الاستثنائية (كــ : التيمم؛ أو : كــ أكل ما حرم لمَن سيشرف على الهلاك)- ومن جانب آخر من :
ب . ] خلال البحوث العلمية الطبية المجهرية تثبت فائدتها: (كــ :
1.) السواك..
أو ك: مثال آخر:
2.) ختان الذكر: وعدم تعرض المرأة لسرطان عنق الرحم من خلال مجامعة زوجها غير مختون؛ لما يترسب من أوساخ وتكاثر بكتريا وفيروسات تحت الحشفة.. تذوب خلال المجامعة)..
والموضوع بحث كبير أقتصر على مسألة هذا الكتاب.

كما لا ينبغي أن نهمل قاعدة شرعية تقول أن :« الأصل في الأشياء الإباحة ما لم دليل التحريم(**) »؛ إذ حال كثير من بلاد المسلمين تستخدم ما ينتجه الغرب -أوروبا وأمريكا- أو الشرق -الصين- وهما لا يراعيان الأحكام الشرعية بل المهم المكسب المادي؛ بغض النظر عن نظافة البيئة؛ أو المواد الداخلة في تركيبة هذه الأشياء والتي يستخدمها المسلمــ(ــة).. وهي مسألة تحتاج إلى إعادة نظر وبحث فقهي.. أجعله.. إذا يسر لي الرحمن -جل وعلا- الإنتهاء من هذا الكتاب أن أجعل له ملاحق!!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

(*) راجع كلمة د. أحمد عبدالعزيز الحداد؛ عضو مجلس إفتاء الإمارات؛ تحت عنوان : "ما يستجد من الطب ولم يرد نص شرعي بتحريمه الأصل فيه الإباحة ".[17 - 10 - م2018 ]
(**) قلتُ( الرَّمَادِيُ): ينبغي عليَّ تأصيل هذه القاعدة وشرحها وتبيانها لأن مسألة :" الحظر والإباحة.. فمن الناس من يقول: إن :

أ . ] الأشياء علىٰ الحظر، إلا ما أباحته الشريعة، فإن لم يوجد في الشريعة ما يدل علىٰ الإباحة فيستمسك بالأصل وهو الحظر.. ومن الناس من يقولُ بضده، وهو أن:

ب.] الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما حظره الشرع، "
[شرح متن الورقات في أصول الفقه؛ (20): الأصل في الأعيان المنتفع بها قبل ورود الشرع- استصحاب الحال؛ الشيخ/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأحد‏، 25‏ ربيع الأول‏، 1443 هــ ~ 31 أكتوبر، 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
31 / 10 / 2021, 11 : 07 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
وابدءُ؛ بعدَ الحمدِ والشكرِ لله -تعالى- والثناء عليه وتمجيده -تعالى ذكره- والاعتراف بفضله -جلَّ وعلا- والخضوع لأمره -سما في علاه وتقدست اسماؤه- والإلتزام بشريعته والتقيد بمنهجه في الحياة؛ فهو القائل :{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين }[البقرة:222] و : { مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون }[المائدة:6] .
ثم يقول : { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَام } [الأنفال:11] . وقوله عز وجل: { وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا }[الفرقان:48.]، والاستهداء بسنةِ خاتم أنبياءه؛ والسير وفق سيرة متمم المبتعثين وآخر المرسلين؛ أبدءُ ببحث المسائل المتعلقة بــ
كتاب:

الجَامعُ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ..
سلسلة بُحُوث:
« سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء »
„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة ‟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 11 / 2021, 07 : 03 PM
« إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ »
تمهيد:
يقول الله –تعالى في سماه وتقدست اسماه-
[١] ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُوا اْاللَّه الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [آية رقم : (١)؛ من سورة النساء؛ ورقمها : (٤) ] .
[ ٢ ] ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [ آية رقم : (١٨٩)؛ من سورة الأعراف ؛ ورقمها : (٧) ] .
[ ٣ ] ﴿ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [ آية رقم : (٧٢)؛ من سورة النحل؛ ورقمها : (١٦) ] .
[ ٤ ] ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [ آية رقم : (٢١) ؛ من سورة الروم؛ ورقمها : (٣٠) ].
[ ٥ ] ﴿ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ... يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [ آية رقم: (٦) من سورة الزمر؛ ورقمها : (٣٩) ] .
[ ٦ ] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [ آية رقم : (١٣)؛ من سورة الحجرات؛ ورقمها : (٤٩) ] .
[ ٧ ] ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴾ [ آية رقم : (٤٥) من سورة النجم؛ ورقمها : (٥٣) ] .
[ ٨ ] ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً ﴾ [ آية رقم : (٨) من سورة النبأ؛ ورقمها : (٧٨) ] .
[ ٩ ] ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧) ﴾ [ ارقام الآيات من (٥) إلى رقم (٧) من سورة الطارق؛ ورقمها : (٨٦)] .
[ ١٠ ] ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴾ [آية رقم: (٣) من سورة الليل؛ ورقمها : (٩٢)].
-*-*-*
" الجَامعُ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ.. ".
[تمهيد للتمهيد]

[ ١] لا يمكننا أن نتحدث عن الفقه ومسائله وأبحاثه وكأننا نعيش في مجتمع ذكوري فقط.. فنهمل الجانب الأنثوي القوي والضخم في وجوده العام وتأثيره الظاهر.. والعالم من حولنا حسب لغتنا الجميلة أنثوي الطابع أنثوي المزاج..
فالشمس حسب لغة العرب مؤنثة وتشرق على الأرض وهي ايضاً مؤنثة..
قال شوقي في برقية يهنئ الأميرة المصرية „ فتحية ‟ :
مولايّ إنّ „ الشمسَ ‟ في عليائها * أنثى ، وكلُّ الطيباتِ بناتُ !

.. والقمر يبخل بطلتّه وهو ذكر..
فقال فيهما المتنبي:
وما التأنيثُ لاسمِ „ الشّمسِ ‟ عَيبٌ * ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
01 / 11 / 2021, 47 : 07 PM
بما أنني أتحدثُ عن أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة؛ وهو صلب وأساس هذا البحث .. وبما أن هذا أمر كتبه الله -خالق الأنثى ومبدعها ومنشأها ومكونها ومصورها كيف شاء سبحانه وتعالى شأنه- .. كتبه على بنات آدم.. فسأبدء الحديث عن الحدث؛ ثم مسألة النجاسة فيليها الطهارة!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
02 / 11 / 2021, 41 : 12 AM
" الــحَــدَ ث "
— —

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
[الْآيَةَ:٣٠؛سُورَةُ: النمل: ٢٧ ]
الحَدَثُ


:" تعريف ا لــحَــدَ ث :
لغةً : ما تجدد وجوده فهو حادث.
اصطلاحاً : هو ما يوجب الغسل أو الوضوء وينافي الطهارة.
[ كشف القناع: (1 /92) ]

أحْدَثَ المرء : وقع منه ما ينقض طهارته.
الحَدَث : و عند الفقهاء : النَّجاسة الحُكْمية التي ترتفع بالوضوء أو الغُسْل أو التيمُّم.



الحدث نوعان :
أ. ) حقيقي ، و
ب.) حكمي .
أما الحقيقي فهو خروج النجس من الآدمي الحي كيفما كان من السبيلين(*) أو غيرهما معتاداً أو غير معتاد قليلاً كان أو كثيراً [7تُحفة الفقهاء السمرقندي ؛ ص 23] .
أنواعه :
الحدث الأكبر
وهو ما يوجب الغسل .
وللحدث الأكبر عند النساء أسباب منها :
أ.) الحيض وقد كانت أم المؤمنين عائشة تنهى النساء أن يغسلن من الحيض حتى يَرَيْنَ القِـَصَّةَ البيضاء.[ عبدالرزاق: ( 1 /302 ) ، المغني لابن قدامه : ( 1 /349 و 364 ) ] [ يراجع -أيضاً -ما قاله ابن نجم في البحرالرائق.]
ب.) النفاس:
النفاس والحيض صنوان ؛ أحكامهما واحدة فإذا كان الحيض حدث أكبر فــ النفاس كذلك . [ موسوعة عائشة ص: (272) ].
الجنابة
لا يكون الإنسان جنباً عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلا بالأسباب التالية :
أ.) خروج المني ،
ب.) الإيلاج . [موسوعة عائشة ص ؛ ( 238 ) ] .

قَالَ الشَّافِعِيُّ :" إنَّ الْغُسْلَ وَالْوُضُوءَ مِنْ الْحَدَثِ وَالْجَنَابَةِ لَيْسَ لِأَنَّ الْمُسْلِمَ نَجَسٌ وَلَكِنَّ الْمُسْلِمَ مُتَعَبِّدٌ بِهِمَا " .

الشافعي عند موسوعته الأم : " لا وضوء فيما خرج من الجسد ولا أخرج منه غير الفروج الثلاثة القبل والدبر والذكر لأن الوضوء ليس على نجاسة ما يخرج ، الا ترى أن الريح تخرج من الدبر ولا تنجس شيئا فيجب بها الوضوء كما يجب بالغائط، وأن المني غير نجس، والغسل يجب به، وإنما الوضوء والغسل تعبد ."

:" قال الشافعي: وكل ما قلت يوجب الوضوء على الرجل في ذكره أوجب على المرأة إذا مست فرجها أو مست ذلك من زوجها كالرجل لا يختلفان . أخبرنا القاسم بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر قال الربيع أظنه عن عبيدالله ابن عمر عن القاسم عن عائشة قالت إذا مست المرأة فرجها توضأت قال وإذا مس الرجل ذكره بينه وبينه شيء ما كان إلا أنه غير مفض إليه لم يكن عليه وضوء فيه رق ما بينه وبينه أو صفق " [ الأم الشافعي .].
قال الإمام النووي رحمه الله في روضة الطالبين: الحدث يطلق على ما :
- يوجب الوضوء،
وعلى ما
- يوجب الغسل. فيقال:
- حدث أكبر، و
- حدث أصغر، وإذا أطلق كان المراد الأصغر. انتهى.
فعلى هذا فالحدث الأكبر ما يوجب الغسل، وهو ثلاثة أنواع:
- الجنابة و
- الحيض و
- النفاس، فــ
الجنب و الحائض و النفساء حدثهم حدث أكبر، ولا يرتفع إلا بالغسل، وأما الحدث الأصغر فلا يوجب الغسل، ويكفي فيه الوضوء، "
*-*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(*) :" فالسبيلان هما القبل والدبر، وما خرج منهما يشمل الآتي:
أولاً:
البول:
والدليل على نقضه للوضوء حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم.
ثانياً:
الغائط:
والدليل على نقضه الوضوء حديث صفوان بن عسال السابق.
ثالثاً:
الريح :
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ، قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط. [رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري].
رابعاً:
- المني و
- المذي و
- الودي:
والدليل على نقضها للوضوء حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاء، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أما المني ففيه الغسل، وأما المذي ففيه الوضوء. [أخرجه أحمد في مسنده وصححه الأرناؤوط].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المني والودي والمذي فأما المني ففيه الغسل، وأما المذي والودي ففيهما الوضوء ويغسل ذكره. [أخرجه ابن أبي شيبة].
خامساً:
الدم،
والدليل على أن خروجه من الفرج ناقض للوضوء، أمره صلى الله عليه وسلم للمستحاضة أن تتوضأ لوقت كل صلاة.
سادساً:
قد يخرج من السبيلين شيء نادر كــ
حصى أو
دود، وهذا ينقض قياساً على ما ذكر.
وبهذا تبين أن جميع ما يخرج من السبيلين ينقض الوضوء. والله أعلم.
[راجع : الأدلة على نقض الوضوء بما خرج من السبيلين.. الفتوى رقم : 23589 ؛ تاريخ النشر: الأحد 3 ذو الحجة 1424 هـ - 25-1-2004 م ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الإثنين‏، 26‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 01 نوفمبر‏، 2021م
-*-*
أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
02 / 11 / 2021, 23 : 02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

« مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ »

كتاب
" أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة "

27 من شهر ربيع اول 1443 هجرية

الــنَـجَـاسَــة :


لاَ نَجِسَ إلاَّ مَا سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالىَ أَوْ رَسُولُهُ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- نَجِسًا،
وَ
إِزَالَةُ النَّجَاسَةِ وَكُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِإِزَالَتِهِ فَهُوَ فَرْضٌ.
هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ، يَجْمَعُهَا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، بِــ
- اجْتِنَابِهِ
أَوْ
جَاءَ نَصٌّ بِتَحْرِيمِهِ،
أَوْ
أَمَرَ كَذَلِكَ بِــ
- غَسْلِهِ
أَوْ
- مَسْحِهِ، فَــ
كُلُّ ذَلِكَ فَرْضٌ .. يَعْصِي مَنْ خَالَفَهُ، و
أَنَّ غَسْلَ النَّجَاسَةِ وَاجْتِنَابَ الْمُحَرَّمَاتِ فَرْضٌ بِلاَ خِلاَفٍ.



وَبَيْنَ النَّجِسِ فِي اللُّغَةِ ؛ وَالنَّجِسِ فِي عُرْفِ الْمُتَشَرِّعَةِ عُمُومٌ وَخُصُوصٌ مِنْ وَجْهٍ، فَــ
الْأَعْمَالُ السَّيِّئَةُ نَجِسَةٌ لُغَةً لَا عُرْفًا،
وَ
الْخَمْرُ نَجِسٌ عُرْفًا وَهُوَ أَحَدُ الْأَطْيَبَيْنِ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ،
وَ
الْعَذِرَةُ نَجِسٌ فِي الْعُرْفَيْنِ.
وَ
اَلَّذِي فِي كُتُبِ اللُّغَةِ أَنَّ النَّجِسَ ضِدُّ الطَّاهِرِ،
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : النَّجِسُ بِالْفَتْحِ وَبِالْكَسْرِ وَبِالتَّحْرِيكِ .. وَكَــ كَتِفٍ وَعَضُدٍ ضِدُّ الطَّاهِرِ.

و
النجاسة قذر مخصوص يمنع جنسه الصلاة، فــ


النجاسات على ثلاثة أنواع :
- نجاسة مغلظة :
وهي نجاسة الكلب ونحوه.
و
- نجاسة مخففة :
وهي نجاسة الغلام الذي لا يأكل الطعام .
و
نجاسة بين ذلك :
وهي بقية النجاسات .



الطهارة :
الأصل في الأعيان الطهارة، وأن التحريم لا يلزم النجاسة، و
أما النجاسة فيلازمها التحريم، فــ
كل نَجس محرم ولا عكس؛
وذلك لأن الحكم في النجاسة هو المنع عن ملابستها على كل حال، فــ
الحكم بنجاسة العين حكم بتحريمها، بخلاف الحكم بالتحريم؛ فــ
إنه يحرم لبس الحرير والذهب، وهما طاهران ضرورة شرعية وإجماعاً.



تعريفها :
لغةً:
من نجس ينجس نجساً فهو نَجِس: أي القذرُ من كل شئ. ( لسان العرب مادة نجس).

اصطلاحاً:
الوصف القائم بالبدن أو بالبقعة الذي يمنع من الصلاة ونحوها.



بيان النجاسات:
النجاسات جمع نجاسة وهي الخارج من فرجي ( السبيلين: وتكلمتُ عنهما في الصفحة السابقة ) الآدمي من :
- عذرة أو
- بول أو
- مذي أو
- ودي أو
- مني،
وكذا :
بول وروث ورجيع كل حيوان لم يبح أكل لحمه وكذا ما كان كثيرا فاحشاً من دمٍ أو قيحٍ أو قئٍ متغير،
وكذا :
أنواع الميتة وأجزائها إلا الجلود إن دبغت فإنها تطهر بالدباغ لقول الرسول -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- :" أَيَّمَا إهَابٍ دبغَ فقد طَهُرَ" [رواه مسلم].

أنواع النجاسة :
أ. ) نجاسة معنوية:
وهي كــ
- الشرك و
- الجنابة و
- الحيض و
- الأحداث الناقضة للوضوء،
ب. ) نجاسة حسية:
وهي ما كان لها جسم كــ :
- الميتة، و
- الدم؛ و
- الخمر، و
- البول، و
- الغائط: لقوله تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّر }.
قال ابن سيرين : " اغسلها بالماء "،
وقال -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:«„ تنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه ”»؛ و
أمر -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-المرأة أن تغسل ثوبها إذا أصابه دم الحيض .. وتصلي فيه، و
أمر بــ دلك النعلين ثم الصلاة فيهما، و
أمر بــ صب الماء على البول الذي حصل في المسجد (بول الأعرابي في المسجد).
و
النجاسات هي :
- غائط الإنسان مطلقاً، و
- بوله.. إلا الذكرَ الرضيعَ، و
- لُعاب الكلب، و
- رَوْث، و
- دمُ حَيض، و
- لحم خنزير. و
فيما عدا ذلك خلاف.

أخيـ(ـتــي) المسلمــ(ــــة) ! عليكَــــِ أن تهتم بالطهارة :
- ظاهرا و
- باطنا:
باطنا بالتوحيد والإخلاص لله عز وجل في القول والعمل،
وظاهرا بالطهارة من الحدث والأنجاس؛ فإن ديننا دين الطهارة والنظافة والنزاهة من الأقذار الحسية والمعنوية.
فالمسلمُــ(ــةُ) طاهرٌ(ةٌ) نزيهٌ ملازم للطهارة، وقال -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «„ الطهور شطر الإيمان .. ”».



الأحاديث التي وردت في هذا الباب: الــنَّـجَـاسَــة هي:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «„ سُئِلَ رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- عَنْ اَلْخَمْرِ تُتَّخَذُ خَلًّا!؟، قَالَ: "لَا". ”» [أَخْرَجَه ُمُسْلِمٌ] ؛ (صحيح.رواه مسلم (1983) .) .
وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ:«„ لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَبَا طَلْحَةَ فَنَادَى: "إِنَّ اَللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ اَلْحُمُرِ[اَلْأَهْلِيَّةِ]، فَإِنَّهَا رِجْسٌ" ”» [مُتَّفَقٌ عَلَيْه ِ صحيح. ) ؛ (رواه البخاري (2991)، ومسلم (1940) من طريق محمد بن سيرين، عن أنس به. وزاد مسلم: "من عمل الشيطان". ) .
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَة رضي الله عنه قَالَ:«„ خَطَبَنَا رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بِمِنًى، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ عَلَى كَتِفَيَّ. ”» [ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ؛ وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَه ُ ) ؛ صحيح. رواه أحمد (487)، و الترمذي (2121)، وهو وإن كان في سنده ضعف إلا أن له ما يشهد له، وللحديث تتمة. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ) .
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «„ ”»{ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَغْسِلُ اَلْمَنِيَّ؛ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى اَلصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ اَلثَّوْبِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ اَلْغُسْلِ فِيهِ ”» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ) ؛ صحيح. رواه البخاري (229)، ومسلم (289) من طريق سليمان بن يسار، عن عائشة . واللفظ المذكور لمسلم. ) .
وَلِمُسْلِمٍ: «„ لَقَدْ كُنْتُ أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبٍ رَسُولِ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَرْكًا؛ فَيُصَلِّي فِيهِ ”»[ صحيح.رواه مسلم (288). ) .
وَفِي لَفْظٍ لَهُ: «„ لَقَدْ كُنْتُ أَحُكُّهُ يَابِسًا بِظُفُرِي مِنْ ثَوْبِهِ ”»[ مسلم (290) من طريق عبدالله بن شهاب الخولاني، قال: كنت نازلا على عائشة. فاحتلمت في ثوبي، فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة، فأخبرتها، فبعثت إلي عائشة فقالت: ما حملك على ما صنعت بثوبيك!؟، قال: قلت: رأيت ما يرى النائم في منامه. قالت: هل رأيت فيهما شيئا؟ قلت: لا. قالت: فلو رأيت شيئا غسلته. لقد رأيتني، وإني لأحكه من ثوب رسول الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يابساً بظفري. ) .
وَعَنْ أَبِي اَلسَّمْحِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ اَلنَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- «„ يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ اَلْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ اَلْغُلَامِ ”» [ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ؛ وَالنَّسَائِيُّ؛ وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِم ُ ) ؛ صحيح.رواه أبوداود (376)، والنسائي (158)، والحاكم (166) بسند حسن، عن أبي السمح، قال: كنت أخدم النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، فكان إذا أراد أن يغتسل، قال: "ولني قفاك" فأوليه قفاي، فأستره به، فأتي بحسن (أو) حسين رضي الله عنهما، فبال على صدره، فجئت أغسله، فقال -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فذكر الحديث.[وله شواهد أخرى كثيرة له. ) .
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا؛ أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ - فِي دَمِ اَلْحَيْضِ يُصِيبُ اَلثَّوْبَ-: «„ " تَحُتُّهُ، ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ تَنْضَحُهُ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ" ”» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ صحيح. رواه البخاري (227)، (307)، مسلم (291) من طريق فاطمة بنت المنذر،عن جدتها أسماء، به .].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَتْ خَوْلَةُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا :«„ يَارَسُولَ اَللَّهِ، فَإِنْ لَمْ يَذْهَبْ اَلدَّمُ!؟، قَالَ: "يَكْفِيكِ اَلْمَاءُ، وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ " ”» [أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ) ؛ حسن. رواه أبو داود (365) وغيره].
"تنبيه"
عزو الحافظ الحديث للترمذي إنما هو من باب الوهم وإن تبعه على ذلك غيره. وأما تضعيفه لسند الحديث فــ لعلة غير قادحة.



و
هذه النجاسة تنتقل إلى غيرها .. ولها أحكام على النحو التالي:
أولاً :
رطوبة فرج المرأة : لحديث أبيِّ بن كعب
وفي المذهب الحنبلي، في رطوبة فرج المرأة روايتان:
إحداهما :
نجاسته، لأنه بلل في الفرج لا يخلق منه الولد أشبه المذي،
و
الثانية :
طهارته، لأن المني طاهر، وإذا كان من جماع فلابد ان يصيب رطوبة الفرج،
يعلق ابن قدامه هنا بقوله: "ولأننا لو حكمنا بنجاسته لحكمنا بنجاسة مني المرأة لأنه يتنجس برطوبة فرجها لخروجه منه.
وقال القاضي: ما أصاب منه في حال الجماع فهو نجس لأنه لا يسلم من المذي وهذا ممنوع فإن الشهوة أذا إشتدت خرج المني دون المذي كحالة الاحتلام. [ المغني ابن قدامة: (ج 1 ؛ ص343)].
و
ترى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نجاسة رطوبة فرج المرأة التي تصيب الرجل اثناء جماعه لها، وأنه يجب عليه غسله وأن الصلاة لا تصح بالثوب الذي تصيبه تلك الرطوبة ما لم يغسل.



ثانياً : الدم :
من النجاسات التي يجب تطهيرها عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقد قالت:" كانت إحدانا تحيض ثم تقرِضُ الدمَ من ثوبها عند طهرها فتغسله وتَنضَحُ على سائره ثم تصلي فيه . [ صحيح البخاري : ( 1 /410 ) ؛ و ( 412 ) في الحيض.].
الأصل في ذلك ما أخرجه البخاري: "«„ سألت امرأة رسولَ الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فقالت يارسول الله أرأيت أحدانا إذا أصاب ثوبها الدمُ من الحيض كيف تصنع!؟ ، فقال رسول الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيض فلتقرصه ثم تنضحه بماء ثم تصلي فيه ”». [ صحيح البخاري : ( 1 /410 )].
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ : «„ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلَى النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ إحْدَانَا يُصِيبُ ثَوْبَهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ كَيْفَ تَصْنَعُ ؟ ، فَقَالَ : تَحُتُّهُ ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ تَنْضَحُهُ ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ ”» [ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ] .



ما لا يعتبر نجساً :
أ. ) بدن الحائض،
ب. ) عَرَق الحائض.



آثار النجاسة :
يحرم على الحائض والنفساء المكث في المسجد، ومسائل آخرى سأوضحها -إن شاء الله تعالى - في مكانها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، 27‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏ 02‏ نوفمبر‏، 2021م
-*-*
أعد هذا الملف :د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 11 / 2021, 49 : 09 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيمِ
{ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّن ْ:«„ حَرَجٍ “» وَلَـكِن يُرِيدُ لِــ :«„ يُطَهَّرَكُمْ “» وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ..} ..[المائدة:6]..
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ :«„ الْيُسْرَ “» وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ .. } [البقرة:185]
{ يُرِيدُ اللّهُ لِــ :«„ يُبَيِّنَ “» لَكُمْ وَ :«„ يَهْدِيَكُمْ “» سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ..} [النساء:26]
{ يُرِيدُ اللّهُ أَن :«„ يُخَفِّفَ “» عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا } [النساء:28]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
قارئُ القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين.. قراءة تدبر وتمعن.. وتفهم بفقه.. وتبصر فتعقل بإدراك.. ودراسة بتفسير وتأويل؛ فتطبيق في الحياة المعاشة اليومية وتفعيل النص القرآني والاستهداء بالحديث الشريف في السلوك الإنساني.. فتمسك بالشريعة الغراء.. وإلتزام بمنهج السماء.. فسيسعد هذا القارئ في الدنيا وينعم.. وأيضا برحمته ومغفرته -سبحانه وتعالى- سيسعد في الآخرة وينعم ...
وهذا هو الفارق بين هداية رافع السماء بغير عمدٍ وإرادة رب الأرض ومن عليها وإرادة رب السماء ومن فيها.. وبين مَن يشرع من عقله ويمنهج حياة الإنسان بذهنه ويفلسف طريقة عيش الإنسان بقدراته المحدودة وفهمه الضيق وعقله القاصر..
فتجد مِن رحمته تعالى بخلقه والإنسان:
- رفع الحرج و
- إبعاد العسر والتعسير و
- إرادة التطهير و
- إتمام النعمة و
- إرادة اليسر والتيسير و
- إرادة تبيان شريعته -عز وجل- و
- الهداية و
- التخفيف..
ويقابل كل هذا تدخل الإنسان بضعفه وعجزه وتقصيره وجهله في أمور إصلاح الناس دون هدي رباني وسنة محمدية!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03‏ نوفمبر، 2021م
-*-*
*مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 11 / 2021, 21 : 11 PM
*.] توجد بعض مسائل -أحكام- :„ انفردت “ بها المرأة عن الرجل؛ وقد تحيّر في هذه المسألة : « رطوبة فرج المرأة » علماء الفقه قبل أن تتحير المرأة -نفسها- فيها.. وأقوالهم -اجتهاداتهم وتعددها بين „ النجاسة “ و „ الطهارة “- زادت حيرة المرأة.. ولعل إجتهادات السادة العلماء جميعها في السابق -قديم البحوث الفقهية- بُنيت على ما فُهم -وقتذاك- من واقع المسألة.. وملابسات الحال.. أو كيفية إدراك الخارج من فرج المرأة.. أي كيفية خروج (أي المخرج)؛ أو مِن أي مكان -موضع- تخرج هذه الرطوبة -سائل-.
وغابت (لعل) الناحية التشريحية للعضو الأنثوي؛ ولم تتوفر الأجهزة العلمية الحديثة !.. (ولعل) كان آنذاك تصور ذهني!؟..
وبناءً على فهم المسألة وواقعها : فهل يمكننا أن نقول بأن „ رطوبة “ فرجها هو نفسه „ إفراز مهبلي„ “ وهو في حد ذاته „ سائل “ يخرج من موضعه دون أدنى إرادة منها؛ فليس له علاقة برغبة جماع أو استعداد وتهيئة للمجامعة مع الزوج أو بعد خروج البول أو قبيل نزول دم الحيض أو حتى الإنتهاء من زمن دورتها الشهرية !! ..
فهذه المسألة -في حقيقتها- ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالمذي أو الحيض أو البول أو المني... بل هو -„ السائل “ الخارج من المهبل- حالة خاصة بالأنثى .. باعتبارها أنثى!
لذا فوجب على المرأة المسلمة أن تعلم ما حكم هذا السائل -رطوبة فرجها- كي تتمكن من أداء الصلاة بطمأنينة قلبية وهدوء نفسي.. أو تتم صومها في شهر كامل قد يصادف أنها خالية فيه من دم الحيض! فيأتي -يبدء- زمن حيضها في نهاية شهر رمضان الكريم وينتهي ليلة قبل بدء شهر الصيام!
فالله المستعان.. والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان والحمد لله على نعمة العقل والفهم والإدراك !
وسأسعى بفضل من الله تعالى وكرم بتبيان واقع المسألة :
*

« „ الإفرازات “ المهبلية »

أو
« „ رطوبة “ فرج المرأة »
لم أبالغ حين كتبتُ في مقدمة هذا البحث :„ تعيش الأنثىٰ [حين بلوغها مبلغ النساء] في شهرها أوقاتاً معلومة في عالمٍ خاصٍ بها دون [زميلها في الإنسانية ورفيقها في الآدمية؛ فهي وهو من بني آدم] الرجل.. فلها أحوال لا يطلع عليها إلا المقربات منها.. [أو طبيبتها الخاصة بها؛ أو المتخصص، وهناك حالات مرضية(!)] فتعيش بمفردها هذه التحولات.. “، فإذا ما أنتهت دورتها وتطهرت منها وأغتسلت ترى من حين إلى آخر وتشعر بــ „ إفرازات “ من نفس المخرج..
هذا وينبغي عليها أن تعلم مصدرها وحكمها، فهل تلحقها بــ دم الحيض؛ فتأخذ حكمه،
أم
هذه „ الرطوبة “ شئ آخر، لذا جاء هذا الجزء من بحث „ الدماء الخارجة من رحم المرأة “.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28 ‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03 نوفمبر،2021م
-*-*
*مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 11 / 2021, 29 : 11 PM
كتبتْ السيدة الفاضلة د. فاطمة بنت عمر بن محمد نصيف :
" الإفرازات المهبلية ( رطوبة فرج المرأة ) من الأعراض الشائعة عند معظم النساء... ولأن هذه الإفرازات تنزل :بــ
- صفة دائمة و
- مستمرة عند أغلب النساء و
- لا يمكن التحكم فيها ..
خاصةً في أماكن العبادة كـ : الحرمين .. والمساجد ، و أوقات العبادة كـ : الطواف حول البيت والصلاة .. خاصةً عند عدم القدرة على التطهر إذ الزم الأمر لعدم توفر دورات مياه مناسبة قريبة من أماكن العبادة أو لـ صعوبة الوصول إليها في أغلب الأحيان ...".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28 ‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03 نوفمبر،2021م
-*-*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
03 / 11 / 2021, 47 : 11 PM
"و أبدأ من حيث اللغة :
"الرَّطْبُ - بِالْفَتْحِ - : ضِدُّ الْيَابِسِ .
وَالرَّطْبُ : النَّاعِمُ .
رَطُبَ بِالضَّمِّ يَرْطُبُ رُطُوبَةً وَرَطَابَةً ،
وَغُلَامٌ رَطْبٌ : فِيهِ لِينُ النِّسَاءِ .
وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ : يَا رَطَابِ! ، تُسَبُّ بِهِ ،
وَالرَّطْبُ : الْمُبْتَلُّ بِالْمَاءِ .
وَرَطَّبَ الثَّوْبَ وَغَيْرَهُ وَأَرْطَبَهُ كِلَاهُمَا : بَلَّهُ (1)
وَفِي الْحَدِيثِ :«„ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا “»؛ ؛ أَيْ لَيِّنًا لَا شِدَّةَ فِي صَوْتِ قَارِئِهِ .
فالرطوبةُ إذاً حالة من البلل .
**
أما من حيث الشرع ، فنأتي بدليل تحت عنوان :«„ أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ “»؛ لقوله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ لَقِيَهُ النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ فَتَفَقَّدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فَلَمَّا جَاءَهُ ؛ قَالَ :«„ أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ “»؛ قَالَ :„ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ حَتَّى أَغْتَسِلَ “؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:«„ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ “» (3) .
وعلق النووي في كتاب الحيض بشرحه على مسلم بقوله :" فِيهِ قَوْلُهُ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:«„ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ “»؛
وَ
فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : «„ إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ “»؛
ثم يقول ، أي النووي : هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي طَهَارَةِ الْمُسْلِمِ حَيًّا وَمَيِّتًا .. فَأَمَّا الْحَيُّ فَطَاهِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ " (4) .
ثم قال :" حَتَّى الْجَنِينُ إِذَا أَلْقَتْهُ أُمُّهُ وَعَلَيْهِ رُطُوبَةُ فَرْجِهَا . قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : هُوَ طَاهِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ.
وقَالَ : وَلَا يَجِيءُ فِيهِ الْخِلَافُ الْمَعْرُوفُ فِي نَجَاسَةِ رُطُوبَةِ فَرْجِ الْمَرْأَةِ ". انتهى. (5)
قلت(الرمادي) : وهنا يضطرب الفهم ، فلما الجنين الذي عليه رطوبة فرج أمه طاهر ، ولما على الإطلاق نجاسة رطوبة فرج المرأة ، لذا وجب علينا ـ حسب القدرة والإستطاعة تبيان المسألة ، والله المستعان وعليه التكلان ."
-*-*-*.
:"غير أن الحطاب، من رجال المذهب المالكي يرده بقوله :" فِي هَذَا نَظَرٌ عَلَىٰ مَا حَكَاهُ النَّوَوِيُّ أَنَّ بَلَلَ جَنِينِ الْآدَمِيِّ حِينَ خُرُوجِهِ الِاتِّفَاقُ عَلَىٰ طَهَارَتِهِ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " . (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28 ‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03 نوفمبر،2021م
-*-*
*مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 11 / 2021, 56 : 10 PM
﴿﴿«««««„„„ إن الله لا يستحيي من الحق‟‟»»»»﴾﴾ :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 11 / 2021, 12 : 11 PM
:{.. وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } .{الأحزاب:53}.
جزء من الآية: 53 من سورة الأحزاب، وبدايتها قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ .. وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ {الأحزاب:53}.


ومعنى المقطع المذكور من الآية الكريمة كما قال البغوي: أَيْ: لَا يَتْرُكُ تَأْدِيبَكُمْ، وَبَيَانَ الْحَقِّ حَيَاءً. اهـ.

وقال السعدي: { واللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } فالأمر الشرعي، ولو كان يتوهم أن في تركه أدبا وحياء، فإن الحزم كل الحزم اتباع الأمر الشرعي، وأن ما خالفه ليس من الأدب في شيء. والله -تعالى- لا يستحي أن يأمركم، بما فيه الخير لكم، والرفق لرسوله كائنًا ما كان. اهـ.
والآية تعلم الصحابة، والمسلمين من بعدهم الأدب الرفيع في الزيارة، ودخول بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم-.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 11 / 2021, 34 : 03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
«„ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ”»
من باب تعلم الأحكام الشرعية العملية..

". حديث: "في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل قال تغتسل "

قال الإمام البخاري-رحمه الله تعالى- : باب الحياء في العلم.
وقال مجاهد: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر.
وقالت عائشة : نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدِّين.
ثم روى - البخاري - بإسناده : عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة
:" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُومُعَاوِيَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ جَاءَتْ(*) أُمُّ سُلَيْمٍ(**) [-امرأةُ أَبِي طَلحة-(***)] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فَقَالَتْ :„ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ(****)، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ !؟”؛ قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-‏:«„ إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ(*****) ”»؛‏ فَغَطَّتْ(*)(*) أُمُّ سَلَمَةَ ـ تَعْنِي وَجْهَهَا ـ وَقَالَتْ:„ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَحْتَلِمُ[أوَتَحْتَلِمُ ] الْمَرْأَةُ !؟”؛ قَالَ :«„ نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا ”».
[Sahih Bukhari Book: 3, Hadith: 130]+[ والحديث مخرّج في الصحيحين .] (1) درجة الحديث: ذكر أنه متفق عليه، يعني: على صحته وعلى تخريجه بين البخاري، ومسلم .
:" وقد وقعت هذه المسألة لنساءٍ من الصحابيات:
لــ
- خولة بنت حكيم .. عند : أحمد، والنسائي، وابن ماجه.
ولــ
- سهلة بنت سهيل .. عند : الطبراني.
ولــ
- بُسْرة بنت صفوان .. عند : ابن أبي شيبة.
فتلك
:" الصحابيات -رضوان الله عليهن- كنَّ يسألن النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الأحكام، وما منعهن الحياء من السؤال لشدة حاجتهن للعلم، وللتعبد لله -جل وعلا-".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
الحديث تجده عند :

(1) البخاري : الأدب (6121)؛ ومسلم : الحيض (313)؛ والترمذي : الطهارة (122)؛ والنسائي : الطهارة (197)؛ وابن ماجه : الطهارة وسننها (600)؛ وأحمد (6/292)؛ ومالك : الطهارة (118). (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(*) في صحيح النسائي؛ تخريج الألباني؛ ورد النص :" - أنَّ امرأةً قالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنَّ اللَّهِ لا يستَحي مِنَ الحقِّ ، هل علىٰ المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت ؟ . قالَ : نعَم إذا رأَتِ الماءَ (*)(*) فضحِكَت أمُّ سلمةَ ، فقالت : أتَحتَلِمُ المرأةُ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ : ففيمَ يشبِهُها الولَدُ ".
[روته: أم سلمة؛ أم المؤمنين؛ انظر : الألباني في : صحيح النسائي: (197)الحديث : صحيح]
(**) سهلة بنت ملحان الأنصارية؛ أم أنس بن مالك، أسلمت متقدمة مع قومها من الأنصار.
(***) زوجته، وهو: زيد بن سهل الأنصاري، وفيه نزلت: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون).
(****) إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ : لا يمتنع من ذكره أو فعله حياء، والغرض من هذه الجملة: تقديم الاعتذار عما ستسأل عنه.
(*****) الماء: المني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
التعليق :
الحياءُ كلُّه خَيرٌ، وهو مِن الإيمانُ، ومِن الأخلاقِ المَحمودةِ التي يجِبُ أنْ يَتحلَّى بها الرِّجالُ والنِّساءُ على السَّواءِ.
و
في هذا الحَديثِ تُخبِرُ زَينبُ ابنةُ أمِّ سَلَمةَ -رَضيَ اللهُ عنهما- أنَّ أمَّ سُلَيمٍ -وهي والدةُ أنسِ بنِ مالكٍ وزَوجةُ طَلحةَ بنِ عُبيدِاللهِ -رَضيَ اللهُ عنهم جميعًا- أتتْ إلى رسولِ اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- في حُضورِ أمِّ سَلَمَة -رَضيَ اللهُ عنها- زَوجِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فمَهَّدَتْ لسُؤالِها، مما يتعلق بالفروج، وهي مما يستحيا من ذكره عادة قدمت بين يدي سؤالها تمهيداً لإلقاء سؤالها؛ حتى يخف موقعه على السامعين.. وهي تطلب الحق، ولا تتكلم بذلك في غير طلب الحق، والتعبد لله -جل وعلا-
وقالت: إنَّ اللهَ -عز وجل- لا يَسْتحيي مِن الحقِّ، فلا يَمتنِعُ مِن بَيانِه وإظهارِ الحق الذي يستحيا من ذِكره من أجل الحياء، ما دام في ذكره فائدة؛ وذلك لأنَّ ما ستَذكُرُه للنبيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- مِمَّا تَسْتحيي النِّساءُ مِن ذِكْرِه عادةً بحَضْرةِ الرِّجالِ، فلما ذكرت أم سليم هذه المقدمة التي لطفت بها سؤالها، دخلت في صميم الموضوع،
ثمَّ
سَألَتْ سُؤالَها: هل يَجِبُ على المرأةِ مِن غُسْلٍ إذا احتلَمَتْ؛ أي : تخيلت في المنام أنها تجامع؟، فرَأَتْ في مَنامِها أنَّ الرَّجُلَ يُجامِعُها؟ .
فأجابَها -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنَّ الغُسْلَ يَجِبُ عليها إذا رَأَتِ «الماءَ»، أي: المَنِيَّ؛ إذا استَيقظَتْ مِن نَومِها، فإذا لم تَرَهْ [ آثر يدل على وجوده ونزوله ] فلا غُسْلَ عليها، فــ
غَطَّتْ أمُّ سَلَمَةَ -رَضيَ اللهُ عنه-ا وجْهَها حَياءً مِن السُّؤالِ؛ لأنَّ نُزُولَ المَنِيِّ منهنَّ يدُلُّ على قُوَّةِ شَهوتِهنَّ للرِّجالِ،
و
سَألَتِ النبيَّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- تَعجُّبًا: أَوَتَحتلِمُ المرأةُ؟ ؛ أي: أتَرى المرأةُ المَنِيَّ، وتَحتلِمُ كالرِّجالِ، فــ
أجابَها -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: نَعمْ؛ تَحتلِمُ وتَرى المَنيَّ.
ثمَّ
قال لها: «تَرِبَتْ يَمينُك»، أي: افتقَرَتْ وصارَتْ على التُّرابِ، وهي كَلمةٌ جاريةٌ على ألْسِنةِ العرَبِ لا يُريدونَ بها الدُّعاءَ على المخاطَبِ،
ثمَّ
قال -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: فبِمَ يُشبِهُها وَلَدُها؟ ، والمعنى: فبأيِّ شَيءٍ يُشْبِهُها وَلَدُها لو لم يكُنْ لها ماءٌ؟ .
وماءُ الرَّجلِ غَليظٌ أبيضُ،
وماءُ المرأةِ رَقيقٌ أصفرُ، و
قد جاء أنَّ أيَّ الماءينِ عَلا الآخَرَ أو سَبَقَ، كان منه الشَّبَهُ الذي في وَلَدِهما.
وهذا تشبيه بلاغي لزمن النبوة؛ وقد ثبت بالعلم الحديث اليوم ما يقارب هذا المعنى!

وفي الحديثِ: النَّهيُ عن الحَياءِ في طَلَبِ العِلمِ والسُّؤالِ عن الدِّينِ؛ لأنَّه حقٌّ.
فــ أن ذكر ما يستحيا منه غير مكروهٍ إذا كان لمعرفة الحق والتفقه في الدين.

(لا يستحيي من الحق): المراد بالحياء هنا معناه اللُّغوي؛ إذ الحياءُ الشرعيُّ خير كله، والمراد: إن الله لا يأمر بالحياءِ في الحق.

قوله: "إن الله لا يستحي من الحق" الحياء صفة عامة كلية من الصفات التي تكون قائمة بالله -جل وعلا- وتكون قائمة ببعض المخلوقات، فالإنسان فيه حياء، ومن صفاته الحياء، والله -جل وعلا- من صفاته الحياء، واسمه أو من أسمائه حيي، كما جاء في حديث سلمان الذي في السنن: «إن الله حيي ستير»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[انظر : النسائي : الغسل والتيمم (406)، وأبوداود : الحمام (4012)، وأحمد (4/224). (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#2)] .
فالله -جل وعلا- موصوف بالحياء الحق على ما يليق بجلاله -جل وعلا- وعظمته ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0);)﴾
[ سورة الشورى: 11 (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#3)]
فهذا المعنى، أو هذه الصفة صفة الحياء صفة كلية، لا ينبغي، بل لا يجوز أن تفسر في حق الله -جل وعلا- بما هو المعهود في حق المخلوق، بل نعلم معناها في اللُغة، ونثبتها على ظاهرها لله -جل وعلا- دل عليه قولها: "إن الله لا يستحي من الحق" فالله سبحانه لا يستحي من الحق، ولا يستحي من ضرب الأمثال الحق كما قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0);)﴾
[ (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#reference4) سورة البقرة: 26 (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#4)]
ـــــــــــ
وفي الحديث : جواز استفتاء المرأة بنفسها عن أمر دينها .
وفيه: بيان ما عليه الصحابيات من الاهتمام بأمر دينهن والسؤال عنه .
و
من أحكام الحديث:
أولا: دل الحديث على حسن السؤال من أم سليم -رضي الله عنها- وأن حُسن السؤال مهم جدا في إلقائه، وفي إجابة المجيب، فكثيراً ما يمنع السائل من الجواب الحَسن، أو الجواب المُفصل؛ لأنه لم يُحْسِن السؤال؛ لهذا أبلغت أم سليم -رضي الله عنها- في حُسن السؤال حيث قالت: "إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت" قال: "نعم إذا رأت الماء".
وفيه: بَيانُ أنَّ للمَرأةِ ماءً (مني)، وأنَّها تَحتلِمُ كالرِّجالِ، فـ
المرأة تُنْزِل كما يُنْزِلُ الرجل، فــ
(احتلمَتْ): بمعنى: الاحتلام افتعال من الحُلم، وهو ما يراه النائم في نومه، والمراد به هنا أمر خاصٌّ هو الجماع.
فــ
الاحتلام: هو رؤية منام، وسُمي حصول المعاشرة في المنام احتلاماً دون رؤيا؛ لأنها من الشيطان، فالاحتلام سواء كان احتلاما بمن تحل للإنسان، أو احتلام للمرأة بمن يحل لها، أم غير ذلك، هذا كله من الشيطان؛ ولهذا لم يقل في الاحتلام، إنه رؤيا مع أنه هو رؤيا منام، لكنه قيل: الاحتلام؛ لأنه من الحلم، والحلم من الشيطان، والرؤيا من الله - جل وعلا-.
فــ :
من أحكام الحديث:
ثانياً : دل الحديث على أن المرأة تحتلم كما يحتلم الرجل، والاحتلام في الرجال كثير، وفي النساء قليل، وذلك لغلبة طبع الرجل في هيجان مائه، وكثرته دون هيجان ماء المرأة، فالمرأة ماؤها قليل، والرجل ماؤه من حيث التولد كثير؛ لهذا يصاب الرجال بالاحتلام أكثر من النساء، بل قليل من النساء من تحتلم.
ومن ذاك يكون الشَّبَهُ في الولد بالأُمِّ. كما أشار إلى هذا بقية الحديث .
وفيه: المرأة يجب عليها الغسل حين تحتلم، إذا أنزلت ورأت الماء . أي: المنِي بعد الاستيقاظ.
و من أحكام الحديث:
ثالثاً: دل الحديث على أن المرأة، يجب عليها الغسل إذا حصل لها التلذذ، والشهوة في احتلامها بأن رأت الماء، يعني: في ملابسها أو بعض ملابسها، أو نحو ذلك، أو هي رأته يعني: رأت في المنام، أنها تلذذت وبلغت الشهوة، فيجب عليها الغسل بذلك، فالمرأة في ذلك مثل الرجل؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- نعم إذا رأت الماء، والرجل كذلك يجب عليه الغسل إذا رأى الماء، لا بمجرد الاحتلام.
رابعاً:أفاد الحديث أن كلمة على، عليكِ كذا على المرأة كذا، أنها من الألفاظ التي تفيد الوجوب، وهذا مقرر في أصول الفقه، فإن من الألفاظ التي نستفيد منها الوجوب أن يعبر عن الشيء بــ عليك، كذا كقوله -جل وعلا-: ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0);)﴾
[ (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#reference5)سورة المائدة: 105 (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#5)]
وكقوله: ﴿كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:void(0);)﴾
[ (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#reference6)سورة النساء: 24 (https://halakat.taimiah.org/index.aspx?function=Printable&id=936&node=2756#6)]
وهذا يفيد الوجوب، وهنا قال: "نعم" يعني: على المرأة غسل إذا احتلمت، إذا رأت الماء، نفهم من قوله: على المرأة، يعني: أن ذلك واجب عليها.
قوله: "إذا رأت" المقصود بالرؤية هنا، رؤية الآثار بعد اليقظة، وليس المقصود أنها رأت ذلك في المنام.
وفيه: الأمْرُ بالغُسلِ لِمَن يَحتلِمُ إذا رَأى الماءَ «المَنِيَّ» بعْدَ الاستِيقاظِ. و
وفيه: ثُبوتُ شَبَهِ الوَلَدِ بأبيهِ أو أُمِّه ".
وفيه: إثبات صفة الحياء لله -جلّ وعلا-، إثباتا يليق بجلاله، على أنه لا يمتنع -تعالى- من قول الحق لأجل الحياء .
وأن الحياء لا ينبغي أن يمنع من تعلُّم العلم، حتى في المسائل التي يستحيا منها .
ومن الأدب وحسن المخاطبة، أن يقدم أمام الكلام الذي يستحيا منه مقدمة تناسب المقام، تمهيدا للكلام، لِيَخِفَّ وقعه، ولئلا ينسب صاحبه إلى الجفاء .
وفضيلة أم سليم -رضي الله عنها- بحرصها على الفقه في الدين، وحسن أدبها؛ بتقديم ما يمهد لعذرها .
نفي صفة الحياء من الحق عن الله -عز وجل-، أي الامتناع عن الحق بسبب الحياء؛ وذلك لكمال عدله ورحمته .
هذا.. ومن الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- التوفيق والصلاح والهداية !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


{ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ }

صفحة
من

كتاب « أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة»
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏الأحد‏، 02‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ 07 نوفمبر‏، 2021م
أعد هذا الملف :د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
07 / 11 / 2021, 56 : 10 PM
« الرطوية الخارجة من فرج(*) المرأة »:
فهي الإفرازات -سائلة- التي تخرج من الرحم(*) وهي شفافة ، وقد لا تشعر المرأة بخروجها ، وتختلف النساء فيها قلةً وكثرةً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) حقيقتها أنها إفرازات سائلة مهبلية وليست آتية من قعر الرحم!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما من حيث الحكم :
فهي - الإفرازات - طاهرة؛ وليست بنجسة، ولا يجب الاغتسال منها. وإنما فقط تنقض الوضوء(!!)، وعليه: فلا يجب غسلها ولا غسل الثياب (*) التي أصابتها ، وهي ناقضة للوضوء(!!) ، إلا إذا كانت مستمرة من المرأة ، فإنها تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ، ولا يضرها خروج الرطوبة بعد ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يستحسن وضع فوطة صحية بين الملابس الداخلية وفتحة الفرج؛ و هي -الفوطة الصحية- تمتص السائل الخارج!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحقيقة فقه المسألة من حيث حكم رطوبة فرج المرأة، فإنها مسألة اختلف فيها العلماء، وتحريرها في بيان مسألتين :
١ .] : المسألة الأولىٰ :
هل تلك الرطوبة طاهرة أم نجسة ؟
١ . ١.] : القول الأول :
أنها طاهرة،
مذهب :
- أبي حنيفة ؛ و
هو مذهب :
- الشافعي (وإحدى الروايتين عن الشافعي -وصححها النووي-) ؛ و
- أحمد .
و
اختار هذا القول الشيخ ابن عثيمين ، رحم الله الجميع.
فــ قال في الشرح الممتع (1 /457) : "وإذا كانت -يعني هذه الإفرازات- من مسلك الذكر فهي طاهرة، لأنها ليست من فضلات الطعام والشراب، فليست بولاً، والأصل عدم النجاسة حتى يقوم الدليل على ذلك، ولأنه لا يلزمه إذا جامع أهله أن يغسل ذكره، ولا ثيابه إذا تلوثت به، ولو كانت نجسة للزم من ذلك أن ينجس المني، لأنه يتلوث بها" [اهـ .وانظر : "المجموع" (1/406) ، "المغني" (2/88)] .
وعلىٰ هذا، فلا يجب غسل الثياب أو تغييرها إذا أصابتها تلك الرطوبة .
١ . ٢ . ] : القول الثاني :
أنها نجسة .
والراجح هو القول الأول، لعدم الدليل علىٰ نجاسة تلك الرطوبة،
قال في المغني :" لأن عائشة كانت تفرك المني من ثوب رسول الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وهو من جماع ... وهو يلاقي رطوبة الفرج، ولأننا لو حكمنا بنجاسة فرج المرأة لحكمنا بنجاسة منيها " [ا.هـ ].
--*-*
٢ .] : المسألة الثانية:
" هل تلك الرطوبة ناقضة للوضوء؛ بمعنى : هل ينتقض الوضوء بخروج هذه الإفرازات.. أم لا ؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين :
٢ . ١ .] : القول الأول:"
أنها ناقضة للوضوء، وهذا مذهب الجمهور [أي ما ذهبَ إليه أكثر العلماء ]، واستدلوا بأن النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أمر المستحاضة أن تتوضأ لكل صلاة، وتلك الرطوبة أو السوائل ملحقة بالاستحاضة، فـــ
في صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ( جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فقالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة فقال رسول الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لا إنما ذلك عرق وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ) ... قال - يعني هشام - : وقال أبي - يعني عروة بن الزبير - (" ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت ) [ رواه البخاري برقم 228 ]
قال الحافظ في الفتح في زيادة الأمر بالوضوء :" وادعى بعضهم أن هذا معلق، وليس بصواب، بل هو بالإسناد المذكور عن محمد عن أبي معاوية عن هشام، وقد بين ذلك الترمذي في روايته، وادعى آخر أن قوله: ثم توضيء من كلام عروة موقوفا عليه، وفيه نظر، لأنه لو كان كلامه لقال : ثم تتوضأ بصيغة الإخبار، فلما أتى به بصيغة الأمر شاكله الأمر الذي في المرفوع وهو قوله : فاغسلي " ا.هـ [ الفتح 1 / 332 ، وانظر 1 / 409 ، وانظر الإرواء 1 / 146 ، 224 ]
والذي اختاره ابن عثيمين رحمه الله هو : أنها تنقض الوضوء؛ حتى قال : " الذي ينسب عني غير هذا القول غير صادق، والظاهر أنه فهم من قولي إنه طاهر أنه لا ينقض الوضوء" [اهـ. مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (11 /287)] .
وقال أيضاً (11 /285): " أما اعتقاد بعض النساء أنه لا ينتقض الوضوء فهذا لا أعلم له أصلا إلا قول ابن حزم" اهـ .
لكن . . إذا كانت هذه الرطوبة تنزل من المرأة باستمرار ، فإنها تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ولا يضرها نزول هذه الرطوبة بعدذلك، ولو كانت في الصلاة .
قال ابن باز رحمه الله : "إذا كانت الرطوبة المذكورة مستمرة في غالب الأوقات فعلى كل واحدة ممن تجد هذه الرطوبة الوضوء لكل صلاة إذا دخل الوقت ، كالمستحاضة ، وكصاحب السلس في البول، أما إذا كانت الرطوبة تعرض في بعض الأحيان –وليست مستمرة- فإن حكمها حكم البول متى وُجدت انتقضت الطهاة ولو في الصلاة" اهـ. مجموع فتاوى ابن باز (10 /130) .
٢ . ٢ .] : القول الثاني :"
أنها غير ناقضة للوضوء، وهو قول ابن حزم .
ولــ ابن تيمية قولان في المسألة كالمذهبين السابقين، فــ
- في الاختيارات، اختار عدم النقض، و
- في مجموع الفتاوى اختار قول الجمهور .انظر مجموع الفتاوى (21 /221) ، والاختيارات ص27 .
وقد فصّل ابن عثيمين حكم المسألتين السابقتين فقال:" الظاهر لي بعد البحث أن السائل الخارج من المرأة إذا كان لا يخرج من المثانة وإنما يخرج من الرحم فهو طاهر [. . . هذا هو حكم السائل من جهة الطهارة، فهو طاهر لا ينجس الثياب ولا البدن . ] .. [ و ..... أما حكمه من جهة الوضوء فهو ناقض للوضوء ، إلا أن يكون مستمراً عليها فإنه لا ينقض الوضوء ، لكن على المرأة أن لا تتوضأ للصلاة إلا بعد دخول الوقت وأن تتحفظ . ] و
لكنه ينقض الوضوء وإن كان طاهراً، لأنه لا يشترط للناقض للوضوء أن يكون نجساً، فها هي الريح تخرج من الدبر(*)وليس لها جرم [حجم]، ومع ذلك تنقض الوضوء، و
على هذا إذا خرج من المرأة وهي على وضوء، فإنه ينقض الوضوء وعليها تجديده، فإن كان مستمراً، فإنه لا ينقض الوضوء، ولكن لا تتوضأ للصلاة إلا إذا دخل وقتها وتصلي في هذا الوقت الذي تتوضأ فيه فروضاً ونوافل وتقرأ القرآن وتفعل ما شاءت مما يباح لها، كما قال أهل العلم نحو هذا فيمن به سلس البول.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يُعترض على قوله -رحمه الله تعالى- قياساً لأن الريح الخارجة من الدبر جاء فيها نص واضح؛ وهذه المسألة -خروج إفرازات سائلة من عنق المهبل- لم يرد فيها نص؛ كما وأن القياس ليس في محله؛ فالإفرازات تخرج لترطيب المهبل كقناة داخلية للمرأة سواء أكانت كثيرة أو قليلة.. وأسباب خروج الريح من الدبر تختلف تماماً عن سبب ترطيب المهبل. وهي ليست كمسألة مَن به سلس البول...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
أما إن كان متقطعاً وكان من عادته أن ينقطع في أوقات الصلاة، فإنها تؤخر الصلاة إلى الوقت الذي ينقطع فيه ما لم تخش خروج الوقت، فإن خشيت خروج الوقت، فإنها تتوضأ وتتلجم (تتحفظ(*)) وتصلي. ولا فرق بين القليل والكثير، لأنه كله خارج من السبيل فيكون ناقضاً قليله وكثيره. [اهـ مجموع فتاوى ابن عثيمين (11 /284) .] .
وأما اعتقاد بعض النساء أنه لا ينقض الوضوء، فهذا لا أعلم (محمد بن صالح العثيمين) له أصلاً إلا قولاً لابن حزم ـ رحمه الله ـ فإنه يقول : إن هذا لا ينقض الوضوء، ولكنه لم يذكر لهذا دليلاً، ولو كان لـه دليل من الكتاب والسنة أو أقوال الصحابة لكان حجة، وعلى المرأة أن تتقي الله وتحرص على طهارتها، فإن الصلاة لا تقبل بغير طهارة ولو صلت مائة مرة، بل إن بعض العلماء يقول:" إن الذي يصلي بلا طهارة يكفر لأن هذا من باب الاستهزاء بآيات الله سبحانه وتعالى .[مجموع فتاوى ابن عثيمين (1 /284-286)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(*) كما بينتُ في أعلى الصفحة.. ومعنى (تتحفظ) أنها تجعل على الفرج خرقة أو قطنة [فوطة صحية] أو نحو ذلك حتى تقلل من خروج هذا السائل، وتمنع انتشاره على الثياب والبدن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
ويتضح علم الشيخ وفقهه حين قال ابن عثيمين في الفتاوى (1 /291) :" المعروف عند أهل العلم أن كل ما يخرج من المرأة فهو نجس إلا شيئاً واحداً وهو المني فإن المني طاهر وإلا فكل شيء ذي جرم (حجم) يخرج من السبيلين فإنه نجس وناقض للوضوء وبناء على هذه القاعدة يكون ما يخرج من المرأة نجساً وموجباً للوضوء هذا ما توصلت إليه بعد البحث مع بعض العلماء وبعد المراجعة ..
ثم يستدرك فيقول (رحمه الله تعالى) : ولكني مع ذلك في حرج منه لأن بعض النساء يكون معها هذه الرطوبة دائماً وإذا كانت دائماً فإن التخلص منها أن تُعامل معاملة من به سلس البول(!!) فتتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها وتصلي؛
ثم يكمل فيقول فــ : إني بحثت مع بعض الأطباء فتبين أن هذا السائل إن كان من المثانة فهو كما قلنا وإن كان من مخرج الولد فهو كما قلنا في الوضوء منه لكنه طاهر لا يلزم غسل ما أصابه . والله تعالى أعلم ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
التويجري(*) في موسوعته الفقية يختصر المسألة في نقطتين فيتحدث عن:.حكم الرطوبة التي تخرج من فرج المرأة:
بأن الرطوبة التي تخرج من فرج المرأة لها حالتان:
أ . ]ــ إن كانت الرطوبة تخرج من الرحم، فهي طاهرة لا تنقض الوضوء، وهذا هو الغالب.
و
ب . ]ــ إن كانت تخرج من مخرج البول، فهي نجسة، ويجب منها الوضوء، فإن كانت مستمرة فحكمها حكم مَنْ به سلس البول.".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) موسوعة الفقه الإسلامي؛ التويجري (http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81%D9%88%D9%86/التويجري/i3468&p2)؛ محمد بن إبراهيم بن عبدالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

*.] وجاء في الموسوعة الفقهية الصادرة من الدرر السَّنية؛ الفرع السَّابع:
رُطوبةُ فَرْجِ المرأةِ:
رُطوبة فَرْجِ المرأة(1) طاهرةٌ، وهذا مَذهَبُ الجُمهورِ:
- الحنفيَّة (2)، و
- الأصح عند الشَّافعيَّة(3)، و
- الحنابلة (4).
الرُّطوبةُ الخارجة من فَرْجِ المرأة (مسلَك الذَّكَر)؛ لا تنقُضُ الوضوءَ، وهذا اختيارُ ابنِ حَزمٍ، وابنِ عُثَيمين .
الأدلَّة:
أوَّلًا: من الكتاب : عمومُ قَولِ الله تعالى: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [الحج:78].
وجهُ الدَّلالة:
أنَّ في نَقْضِ الوضوءِ مِن رُطوبةِ فرْجِ المرأة حَرَجًا ظاهرًا؛ وذلك لأنَّ الرُّطوبةَ مِن طبيعةِ الفرْج، والبلوى به عند النِّساءِ عامَّة.
ثانيًا: مِن السُّنَّةِ :
عن أمِّ عطيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت : " كنَّا لا نعُدُّ الكُدرةَ والصُّفرةَ شيئًا ".
وجه الدَّلالة:
أنَّ عُمومَ الأثَرِ يدلُّ على أنَّهنَّ كنَّ لا يَعتبِرْنَ ما يخرُجُ بعد الحَيضِ شيئًا، لا من حيث النَّجاسةُ، ولا من حيث نقضُ الوضوءِ.
ثالثًا: أنَّه لم يأتِ قُرآنٌ، ولا سُنَّة صحيحةٌ، ولا إجماعٌ بإيجابِ وُضوءٍ في شيءٍ من ذلك، ولا شرْعَ إلَّا ما أوجَبَه اللهُ تبارك وتعالى، وأتانا به رسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
عن علقمةَ والأسودِ: " أنَّ رجلًا نزَل بعائشةَ، فأصبَحَ يَغسِلُ ثوبَه، فقالت عائشةُ: إنَّما كان يُجزِئُك إنْ رأيتَه أن تغسِلَ مكانَه، فإنْ لم تَرَ نضَحْتَ حوله، ولقد رأيتُني أفركُه مِن ثَوبِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فركًا، فيُصلِّي فيه "(5).
وجه الدَّلالة:
أنَّ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها كانتْ تفرُكُ المنيَّ مِن ثَوبِ رَسولِ اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وهو مِن جِماعٍ، وهو يُلاقي رطوبةَ الفَرْجِ، فلو حَكَمْنا بنجاسةِ رُطوبةِ فَرْجِ المرأة، لحَكَمْنا بنجاسةِ منيِّها؛ لأنَّه يخرُجُ مِن فَرجِها؛ فيتنجَّسُ برُطوبَتِه (6).
ثانيًا: أنَّ القَولَ بنجاسةِ رُطوبةِ فرْجِ المرأةِ، فيه حرجٌ شديدٌ؛ لأنَّ في التحرُّزِ منه مشقَّةً كبيرةً، فلو أنَّ الرُّطوبةَ نَجِسةُ العين لخُفِّفَ ذلك من أجْل المشقَّةِ؛ فإنَّ كلَّ ما لا يُمكِنُ الاحترازُ عن مُلابَسَتِه، فهو مَعفوٌّ عنه(7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
(1) (https://dorar.net/feqhia/158/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86#e nc-79) رُطوبة الفَرْج: ماءٌ أبيضُ، متردِّد بين المذْي والعَرَق. [ المجموع؛ للنووي: (2 /570)].
(2) (https://dorar.net/feqhia/158/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86#e nc-80) رُطوبة فَرْج المرأة عند الحنفيَّة على قسمين:
- القسم الأوَّل: رطوبة فَرْجِ المرأة إذا ظهَرَت من الخارج، فهذه طاهرةٌ باتِّفاقهم.
- القسم الثَّاني: رطوبة فَرْج المرأة من الدَّاخِل، فهذه طاهرةٌ عند أبي حنيفةَ، خلافًا لأبي يوسف ومحمَّد بن الحسن. [حاشية الطَّحطاوي؛ (ص: 64)]، قال ابن عابدين: ( وهذا إذا لم يكُنْ معه دم، ولم يخالِطْ رطوبةَ الفَرْج مذْيٌ أو منيٌّ من الرَّجُلِ أو المرأة). [حاشية ابن عابدين؛ (1 /349)].
(3) (https://dorar.net/feqhia/158/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86#e nc-81) رطوبة الفَرْج عند الشافعيَّة على ثلاثة أقسام:
- طاهرة قطعًا، وهي ما تكون في المحلِّ الذي يظهر عند جُلوسِها، وهو الذي يجب غَسْلُه في الغُسلِ والاستنجاءِ،و
- نَجِسة قطعًا، وهي ما وراء ذَكَر المُجامِع، و
- طاهرة على الأصحِّ، وهي ما يصلُه ذَكَر المُجامِع. [المجموع؛ للنووي (2 /570)]، [مغني المحتاج؛ للشربيني (1 /81)] ، [حاشية الشرواني على تحفة المحتاج؛ (1 /301)] .
قال النوويُّ: (وقد استدلَّ جماعةمن العلماءِ بهذا الحديث على طهارةِ رُطوبة فرْج المرأة، وفيها خلافٌ مشهور عندنا [السادة الشافعية]، وعند غيرنا، والأظهَرُ طهارتُها).[شرح النووي على مسلم؛ (3 /198)].
(4) (https://dorar.net/feqhia/158/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86#e nc-82) [الإنصاف؛ للمرداوي (1 /341)]، وينظر: [ المغني؛ لابن قدامة (2 /65)]، قال ابن تيميَّة: ( وأمَّا الرُّطوبةُ التي في فَرْج المرأة، فطاهرةٌ في أقوى الرِّوايتينِ). [ شرح عمدة الفقه لابن تيميَّة- من كتاب الطهارة والحج؛ (1 /112) ].
(5) (https://dorar.net/feqhia/158/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86#e nc-83) رواه مسلم (288).
(6) (https://dorar.net/feqhia/158/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86#e nc-84) [ المغني؛ لابن قدامة (2 /65)] . قال ابن عثيمين: (إذا كانت (الرطوبة) مِن مَسلَكِ الذَّكر، فهي طاهرةٌ؛ لأنَّها ليست من فَضلاتِ الطَّعامِ والشَّراب، فليست بَولًا، والأصل عدَم النَّجاسةِ، حتى يقومَ الدَّليل على ذلك؛ ولأنَّه لا يلزَمُه إذا جامَع أهلَه أن يغسِلَ ذَكَره ولا ثيابَه إذا تلوَّثَت به، ولو كانت نَجِسةً للزمَ من ذلك أن يَنجُس المنيُّ؛ لأنَّه يتلوَّثُ بها). [الشرح الممتع؛ (1 /457)].
(7) (https://dorar.net/feqhia/158/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84:-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86#e nc-85) [مجموع الفتاوى؛ لابن تيميَّة (21 /592)].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
(1) (https://dorar.net/feqhia/407/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3:-%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9#enc-1) قال ابن حزم- وهو يُعدِّدُ الأمورَ التي لا تَنقُض الوضوءَ-: ( ولا شيءٌ يخرُجُ من فرْجِ المرأةِ مِن قَصَّةٍ بيضاءَ، أو صُفرةٍ أو كُدرةٍ، أو كغسَّالةِ اللَّحم، أو دمٍ أحمر لم يَتقدَّمْه حيضٌ) [المحلى؛ (1 /236)].
(2) (https://dorar.net/feqhia/407/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3:-%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9#enc-3) للدكتورة: رُقية المحارب بحث بعنوان:" رُطوبةُ فَرجِ المرأة"، سجَّلت في غِلافه بخطِّ ابن عثيمين رحمه الله قوله: (راجعتُه فرأيتُ أقوى دليلٍ على أنَّ الرُّطوبةَ لا ينتقِضُ بها الوضوءَ أنَّ الأصلَ عدَمُ النَّقضِ إلَّا بدليلٍ). [مسائل خاصة بالمرأة؛ (ص: 47)]. وفي تعليق محقِّقي [الشرح الممتع؛ لابن عثيمين: (هذا ما كان يراه شيخُنا رحمه الله سابقًا، ثم إنَّه رجَعَ عن ذلك، وقال: إنَّ المستحاضةَ ونحوها ممَّن حدَثُه دائِمٌ، لا يجِبُ عليه الوضوءُ لكلِّ صلاةٍ، بل يُستحَبُّ... وأمَّا رطوبةُ فرْجِ المرأة فالقَولُ بوجوبِ الوُضوءِ منها أضعفُ مِن القَولِ بوُجوبِه في الاستحاضةِ؛ لأنَّ الاستحاضةَ ورد فيها حديثٌ، بخلافِ رُطوبةِ فرْج المرأة، مع كثرة ذلك من النِّساءِ، والله أعلم) [الشرح الممتع؛ (1 /503- هامش2)].
(3) (https://dorar.net/feqhia/407/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3:-%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9#enc-4) صحيح البخاري : (رقم : 326)
(4) (https://dorar.net/feqhia/407/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3:-%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9#enc-5) المحلى؛ لابن حزم (1 /236). كما أنَّ عامَّة الفُقَهاءِ لم يذكُروا هذه المسألةَ في كُتُبِهم، بحسَبِ ما وقَفنا عليه، وأهلُ العلم ذَكَروا نواقِضَ الوضوء بالتَّفصيل حتى ما يندُرُ وُقوعُه، ومع ذلك لم يذكروا رطوبةَ فَرجِ المرأة من ضِمنِها، مما قد يدلُّ على عَدَمِ اعتبارِها ناقضةً للوضوءِ عندهم. والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
سعيتُ(الرَّمَادِيُّ ) بتقصي اقوال ومتابعة بحوث السادة أهل العلم؛ أولاً : كي يطمئن قلبي لما اقول به واثبته في كتابي؛ وثانياً : بإعتباره حكماً شرعياً سيُقرأ وتأخذ به بنات المسلمين البالغات مبلغ النساء؛ والسيدات النساء مَن سيقرأنَّ بحثي.. لذا أميل؛ إلى قول ابن حزم وما أثبته موقع الدرر السَّنِية .. والله تعالى أعلم !
.*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأحد‏، 02‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ ‏ 07‏ نوفمبر ‏، 2021م
-*-*
أعد هذا الملف :د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 11 / 2021, 07 : 02 PM
قال -تعالى ذكره- : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة: 222].

افرازاتالمهبل

« Vaginal Discharge»

تمهيد للمسألة :
:" بشكل عام فإن الإفرازات المهبلية (https://www.webteb.com/multimedia/slideshows/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D 8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%84-%D9%87%D9%8A-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A7) طبيعية، وعادةً ما تكون بيضاء اللون أو شفافة، كما أن بعض النساء تعانين من تلك الإفرازات بشكل يومي، في حين أن هناك أخريات تلاحظنَّ ذلك أحيانًا، ".

ولأن الموقع تحت اسم :«„ ملتقى أهل العلم ”»؛ لذا حرصتُ -كاتب هذه السطور- أن أُلقي على مباحث المسألة نظرة فقهية موثقة ونظرة علمية تجريبية.. فألقي نظرة علمية -حسب ما توصل إليه الطب الحديث والتجارب السريرية والمختبرات - بعد أن تحدثتُ عن النظرة الفقهية الشرعية لــ مسألة البحث:

-بدايةً يجب أن أؤكد علىٰ أن الأنثىٰ تتميز عن الذكر وتتغاير عنه بشكل واضح للعيان وفي كافة مراحل عمرها؛ وأطوار إنتقالها من فترة إلى آخرى.. وهذا من حيث الخِلْقَة الأصلية والتكوين العضوي والتنشأة الابتدائية والتصوير في رحم الأم؛ ثم التغيرات البيولوجية في تركيبة بدنها وتغيرات في أعضائها الحيوية:
.. وأقسمُ هذه المراحل -الأطوار- بدءً من :
١ . ] مرحلة الطفولة(*)البريئة واللعب واللهو وعدم وجود مسؤولية أو تكليف.. وهي تبدء منذ لحظة الخروج إلى الدنيا؛ ورضاعتها؛ وقُبيل بلوغها مبلغ النساء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مِن إتمام هذه الجزئية من المراحل والأطوار والتي تمر بها الأنثى السوية .. ينبغي أن أتحدث عن مسألتين :

الأولىٰ منهما : بول الطفلــ(ــــة) الرضيع؛

والثانية: اللعب بالعرائس؛ بما :" تَحكيه أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّها كانت تَلعَبُ بالبناتِ عندَ النَّبيِّ-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وهي التَّماثيلُ المُسمَّاةُ بلُعَبِ البناتِ، وكان لها صَواحبُ مِن أقرانها يلعَبْنَ معها بِهنَّ، ".

.. وسأكتفي بالحديث -هنا- عن المسألة الأولى، وأرجئُ الثانية لبحوث " أمهات المؤمنين؛ السيدات زوجات النبي المصطفى والرسول المجتبى والحــبــيــب المرتضى والخليل المحتبى صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.. فلنقرأه هناك -بإذنه تعالى-
[من منشورات موقع: ملتقى أهل العلم ]!

والمسألة الأولىٰ مرتبطة بهذا البحث فنقرأ عند التويجري؛ في موسوعته الفقهية:

* . ] درجات النجاسة:

النجاسة علىٰ ثلاث درجات:
قلتُ(الرمادي): وأكتفي هنا بــ:

«„1”»..الأولىٰ من النجاسات:
النجاسة الخفيفة:

مثل بول الصبي الرضيع الذي لم يأكل الطعام، إذا أصاب الثوب ونحوه.

وكيفية تطهيرها:
أن يرش عليها الماء حتىٰ يغمرها.

وينضح بول الغلام، و

يغسل بول الجارية،
وهذا إذا لم يطعما، فإذا طعما وجب غسل بولهما.

[المصدر : التويجري موسوعة الفقه]
--*-*-*-*-
أما الشيخ عطية صقر -رحمه الله تعالى- [مايو 1997م]؛ فقد أجاب على الأسئلة التالية:

".: حكم بول الصبى؛ بول الطفل[ذكر .. أنثى]:

السؤال:" تقول سائلة :
يحدث أن طفلي الرضيع يبول على ملابسي؛ وأجد مشقة فى قلعها[ خلعها ] وغسلها من أجل الصلاة، فهل يكفي المسح عليها دون حاجة إلى غسلها؟

هذا سؤال .. والسؤال الثاني" وهل هناك فرق بين بول الطفل وبول الطفلة؟

الجواب: " جاء فى صحيح البخارى ومسلم أن النبى صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كان يؤتى بالصبيان فيبرِّك عليهم يدعو لهم بالبركة - ويحنِّكهم بالتمر...
فأتته أم قيس بنت محصن بابن لها لم يأكل الطعام، فبال في حجره صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فلم يزد على أن دعا بماء فنضحه، أى رشه على ثوبه ولم يغسله غسلا،

وروى أحمد وأصحاب السنن إلا النسائى قوله صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-" بول الغلام ينضح عليه وبول الجارية يغسل "

قال قتادة: وهذا ما لم يطعما، فإن طعما غسل بولهما.

يؤخذ من هذا أن بول الطفل والطفلة نجس، ويجب تطهير الثوب منهما، فقد ثبت ذلك من فعل النبى صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ومن قوله، والتطهير يكون بنضح بول الطفل الذكر، وبغسل بول الطفلة الأنثى، والشرط فى ذلك عدم تغذيهما بالطعام كما قال قتادة.

ذكر الإمام النووى فى شرح صحيح مسلم [(ج 3)؛ ص: ( 193)] "اختلاف العلماء فى كيفية طهارة بول الولد والبنت وقال إن القول بوجوب غسلهما، والقول بالاكتفاء بنضجهما شاذان ضعيفان،

-أى القول بوجوب الغسل مطلقا فيهما، والقول بالاكتفاء بالنضح مطلقا فيهما شاذان ضعيفان -

واختار القول الصحيح المشهور عند :
- الشافعية
و
- الحنابلة وما ذهب إليه
- ابن وهب من أصحاب مالك،
و
روى عن أبى حنيفة -وهو نضح بول الولد وغسل بول البنت كما يدل عليه حديث أحمد ومن معه، وحكم بصحته الحافظ ابن حجر فى الفتح.
(أبوحنيفة ومالك يقولان بوجوب غسلهما فى المشهور عنهما) [مسلم ج 3 ص 193] .
و
النضح -كما اختاره النووى من أقوال العلماء - هو غمر الثوب بالماء غمرا كثيرا لا يبلغ درجة جريانة وتقاطره، ولا يشترط عصره، والشرط فى الاكتفاء بالنضح كما قال قتادة إلا يطعم الرضيع شيئا غير لبن المرضع، فلو تناول طعاما على جهة التغذية فإنه يجب غسل بوله بلا خلاف.
وعليه :
فإن الأولاد الذين يعتمدون الآن على الغذاء الصناعى أكثر من لبن المرضع يجب غسل بولهم ولا يكتفى بالنضح والرش، ولا يجوز المسح كما يقول السؤال [(ج: 8 /ص: (455)] ".

:" الحكمة من التفريق بين بول الصبي والصبية:"

السؤال: " هل هناك من حكمة للتفريق بين بول الصبي وبول الصبية؟

الجواب: " أما عن الفرق فى الحكم بين الصبى والصبية فأقول [الشيخ عطية صقر في جوابه]:
مبدئيا أقول:
- إن تنفيذ الأحكام الشرعية لا يشترط له النص على حكمة مشروعيتها،
و
- لا فهم هذه الحكمة، فإن كانت منصوصة فبها[ونعمة]، و
- إلا كان علينا الاتباع ولا بأس (ولا مانع) من البحث لالتماس (لمعرفة) حكمة للتشريع، وسواء صح ما وصل إليه البحث أو لم يصح .. فذلك لا يؤثر على الحكم الشرعى، وقد
- حاول العلماء أن يجدوا حكمة لهذا التفريق فأتوا بوجوه ذكر صاحب "كفاية الأخيار" فى فقه الشافعية عن الشيخ تقى الدين ابن دقيق العيد أنها ركيكة جدًا لا تستحق أن تذكر،

وهى راجعة إلى :

-اختلاف طبيعة البول لكل منهما -الولد والبنت- تحتاج فى تحقيقها إلى ذوى الخبرة، [وقد تبين إختلاف ما مخبرياً بين البولين]

ومن أقرب الوجوه :

- أن النفوس أشد تعلقا بالصبيان ولذلك يميلون -الناس وبخاصة الآباء والأمهات- إلى حملهم كثيرا .. فخفف الله عنهم طهارة بولهم،

وهذا المعنى مفقود غالبا بالنسبة للإناث، فجرى الغسل فيهن على القياس، هذا ما قالوه فىَ ذلك والله أعلم بصحته، وإن كان الحكم لا يتغير [ (ج: 8 /ص: (456-457) ] ".
ثم يأتي :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢ . ] مرحلة بلوغ الطفلة مبلغ النساء....


*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 05‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ ‏10‏ نوفمبر 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 11 / 2021, 24 : 11 PM
تمهيد للمسألة :
أخذ تفسير وتأويل وفهم نصوص الوحي بشقيه : القرآن الكريم والحديث الشريف وقتا زمنيا بإنتقاله عبر مراحل عدة ومعينة؛ وحسب فهمي لن تنتهي هذه المحاولات في الفهم والتأويل والتفسير إلى أن يرث الله -تعالى ذكره ـ الأرض ومن عليها..
فــ كان الاعتماد في تفسير القرآن الكريم وتأويل الذكر الحكيم وفهم الفرقان المبين أولا على تفسير القرآن الكريم بالقرآن نفسه أو التأويل بالآثر أو التفسير الْلُغوي؛ ومنذ زمن يسير بدء نوع جديد في محاولة فهم القرآن الكريم والحديث الشريف بما توصل إلى العلم الحديث؛ فجاء مما يمكن تسميته بــ :«„ الإعجاز العلمي ”»لتفسير القرآن الكريم وفهم الحديث النبوي الشريف..

أعود لمسألة البحث.. فــ لعل السادة العلماء القدامى لم ينتبهوا إلى مسألة التركيب الكيماوي لبول الصبيــ(ــة).

فنجد عبدالمتعال الصعيدي[(28 /551)] نشر في مجلة المنار بحثا له يقول فيه :" رجعنا إلى بعض الأطباء؛ فأمكننا أن نحصل منهــ(ــم) علىٰ هذه الأمور :

( 1 ) أهم أجزاء البول هي :

- البولينا؛ و

- حمض البوليك؛ و

- كلور الصوديوم؛ و

- السولفات؛ و

- الفوسفات؛ و

- أكسيدات الجير و

- الصودا .

( 2 ) إن هذه الأجزاء توجد في بول الذكور والإناث بكميات متساوية، ولا فرق في ذلك بين الكبار والصغار من النوعين .

( 3 ) تختلف النسبة بين أجزاء البول بــ
- اختلاف السن وبــ
- اختلاف الأغذية و
- كيفية هضمها .
فمن يتغذىٰ بالألبان كالأطفال؛ تقل في بوله كمية البولينا وحمض البوليك، وهما اللذان يكسبان البول الرائحة الكريهة الخاصة به.

ولعل هذا هو السر الذي يهدينا إليه العلم الحديث في تفريق الشارع بين بول الأطفال الرضع وغيرهم في الاكتفاء في طهارته بالنضح؛ لأنه لا يوجد فيه من الرائحة الكريهة بسبب هذا ما يستوجب الاعتماد في طهارته على الغسل، وكذلك الأطفال لسلامتهم من الأمراض المعدية كالبلهارسيا وغيرها؛ يكون بولهم خاليًا من جراثيم تلك الأمراض، فلا يخاف منه كما يخاف من بول غيرهم، ولذا لم يشدد الشارع في طهارته، واكتفى فيها بالنضح، وشدد في طهارة غيره، وأوجب فيها الغسل الذي يزول به ضرره، وتتقى عدواه.

فانظر كيف استفدنا من الرجوع إلى العلم في هذا الحكم، وكيف وقفنا على هذه الأسرار الجليلة التي تدل علىٰ فضل الشريعة الغراء . ". انتهى من مجلة المنار : [(28 /551)] .

قلت(الرَّمَادِيُّ) : وكأن عبدالمتعال الصعيدي مالَ إلى رأي أبي حنيفة ومالك؛ ولا يوجد إشكال؛ طالما أن المسألة من مسائل الإجتهاد ومحاولة فهم للنصوص.

ثم بتتبع المسألة؛ وجدتُ أنه قد صدر بحث من :

- الأستاذة أصيل محمد علي؛ جامعة دهوك – كلية العلوم – قسم الفيزياء – العراق و

الدكتور أحمد محمد صالح؛ جامعة دهوك – كلية الطب – قسم الاحياء المجهرية الطبية – العراق

*تحت عنوان : تميز بول الغلام الرضيع من دلائل النبوة الخاتمة؛ نشر بتاريخ : ديسمبر2019م، وبعد أن ذكر أحاديث الباب؛ مع تخريجها: فقد :
- ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد عن أم قيس بنت محصن: ”أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فبال على ثوبه فدعا بماء -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فنضحه ولم يغسله“ . [رواه البخاري ومسلم وابو داود وأحمد].

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال: ”بول الغلام الرضيع يُنضح وبول الجارية يُغْسَل“ [رواه الإمام أحمد، وقال الترمذي حديث حسن، وصححه الحاكم وقال هو على شرط الشيخين].

وعن أم الفضل قالت: ”بال الحسين بن علي في حجر النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول اللَّـه أعطني ثوبك والبس ثوبا غيره حتى أغسله، فقال: ”إنما ينضح من بول الذكر ويغسل من بول الأنثى“ [رواه أحمد وأبو داود وقال الحاكم: هو صحيح. ]

وفي الباب أحاديث أخرى ذكـرها ابن القيم في كتابه “تحفة المودود” وقال: ”وقد ذهب إلى القول بهذه الأحاديث جمهـور أهل العلم من أهل الحديث والفقهاء لكن بشرط أنه طفل يرضع لم يأكل الطعـام“.

ويُفهم من تلك الأحاديث فقهيا أن بول الغلام الذي لم يأكل الطعام نجاسته مخففه ويكتفي فيها بالنضح أي الرش بالماء، ويفهم منها علميا وجود فارق طبيعي يجعل بول الغلام الذي لم يأكل الطعام أقل عرضة للتلوث وأخف نجاسة، مما تطلب بحثا علميـا يثبت عمليا بالتجربة قبل اكتشاف البكتريا بقرون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي معلما من قبل العليم الحكيم.

مختصر الدراسة العلمية

التي قامت بها الأستاذة أصيل محمد علي ؛ والدكتور أحمد محمد صالح : شملت الدراسة 73 طفلا [ 38 ذكر ؛ و35 أنثى ] وصنفـوا إلى أربع فئات عمرية:
- دون شهر و
- من شهــر إلى شهرين ثم إلى
- ثلاثة ثم
- أكثر من ثلاثـة مع تزايد احتمال تناول أطعمة.. وجمعت العينات ونقلت مباشرة لتفحص معمليا واستمر العمل لعدة أشهر مع مراعاة أقصى ما يمكن من درجات التعقيم وتجنب التلوث.

- استخدمت طريقة د. هانز كريستيان جرام [1853 – 1938 Hans Christian Gram (https://en.wikipedia.org/wiki/Hans_Christian_Gram)(The Gram Stain) (https://en.wikipedia.org/wiki/Gram_staining) والتي اكتشفها عام 1884 في صبغ البكتريا حيث تكون البنفسجية موجبة والحمراء سالبة
- اختبرت جميع العينات باختيار حقل مجهري لعد البكتريا بتكبير موحد هو 100 مرة ووجد أن جميعها سالبة الجرام وصنفت البكتريا على أنها بكتريا القولون.

وقد كانت النتائج على النحو التالي:

(أولا) في الفئة العمرية حتى 30 يوما كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 95.44% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 41.9 بينما بلغ العدد 2 في نفس الحقل للرضع الذكور.

(ثانيا) في الفئة العمرية 1 – 2 شهرا كانت نسبـة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 91.48% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 2.25 في حالة الرضع الذكور.

(ثالثا) في الفئة العمرية 2 – 3 شهرا كانت نسبـة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 93.69% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 1.6 في حالة الرضع الذكور.

(رابعا): في الفئة العمرية أكثر من 3 شهور كانت نسبة البكتريا في بول الرضع الإناث 69% أكثر من الرضع الذكور.

حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 13.9 بينما بلغ العدد 6.8 في حالة الرضع الذكور.
الرضيع الذكر يتزايد عدد البكتريا مع التقدم في العمر

ويلاحظ في حالة الرضع الإناث :
- تناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر، وفي
- حالة الرضع الذكور عقب انخفاض أولي تزايد عدد البكتريا مع تناول الطعام والتقدم في العمر تماما كما أفاد الحديث النبوي.

هذا هو أول بحث تجريبي في هذا المجال؛ وبالطبع لم يدرك أحد منذ زمن الوحي فروقا بين بول الجارية وبول الغلام الذي لم يأكل الطعام بعد حتى أن الفقهاء قد حاروا في التعليل، لكن براهين الوحي تشع اليوم بنور اليقين، ودين تتفق تشريعاته مع حقائق التكوين لن تبيده أبدا حيل مهما بلغت أو عتاد.

وختاما

لا بد من الإشارة إلى إن هذا البحث يكشف أن الذين يرمون الإسلام لا يدركون أن تشريعاته تتفق مع الفطرة؛ وتراعي الفروق الطبيعية بين الذكر والأنثى وأن كل ميسر لما خلق له، فهو ليس تصديقا فحسب لفيض الوحي في النبوة الخاتمة وإنما هو أيضا تأكيد على أن هذه الشريعة الغراء تراعي ما غفلوا عنه أو تغافلوا عن عمد وهو الفروق الطبيعية التي ميزت كل التشريعات الإسلامية التي تخص الجنسين.

ساعد في هذا البحث من خلال توجيهاته العلمية السديدة كل من :
- الدكتور مقداد رحمة الله الجواري قسم البايولوجي – كلية العلوم – جامعة الموصل، و
- الدكتور محمد دودح عضو في هيئة الاعجاز العلمي و
- الدكتورة ابتسام عبدالمجيد سعيد، قسم الفيزياء – كلية العلوم – جامعة دهوك، و
- مركز خبات؛ مدير المركز الدكتور ايوب حسن علي؛ و
- بيان رشيد سعيد و
- بيان رشيد شكري و
- قسم الكيمياء الاستاذ عزام عبد الستار موسى. انتهى البحث
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع
1-التمهيد لابن عبدالبر
2-سنن الترمذي ط: در إحياء التراث العربي-بيروت.
3-سنن النسائي ط: دار الكتب العلمية – بيروت
4-شرح السنة للبغوي ط: المكتب الإسلامي – بيروت.
5-صحيح ابن حبان . ط: دار الكتب العلمية – بيروت 1407هـ
6-صحيح البخاري ط المكتبة السلفية بالقاهرة عام 1400هـ ،
7-صحيح مسلم ط دار إحياء التراث العربي – بيروت
8-فتح الباري شرح صحيح البخاري ط دار المعرفة – بيروت.
9-المسند للإمام أحمد ط : المكتبة السلفية بالقاهرة.
10-مصنف عبدالرزاق – توزيع المكتب الإسلامي – ط عام 1403هـ
11-The Bacterial Flora of Humans
©2002 Kenneth Todar University of Wisconsin-Madison Department of Bacteriology
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
قلت (الرَّمَادِيُّ) بهذه البحوث: الفقهية؛ والعلمية المختبرية .. أرى أنني قد وفيت البحث حقه .. وأكتفي بهذا القدر وأنتقل إلى النقطة التالية من البحث !
ثم يأتي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢ . ] مرحلة بلوغ الطفلة مبلغ النساء....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 05‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ ‏10‏ نوفمبر‏، 2021م
أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 11 / 2021, 01 : 10 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ثانياً :
٢ . ] مرحلة بلوغ الطفلة مبلغ النساء؛ فتصبح امرأة تُكلف بالأحكام الشرعية العملية المتعلقة بالمسلمــ(ــة)؛ وتقوم بها وتنفذها.. وهذا يعني أن تتعلم وتدرس وتتفقه فتدرك وتعقل أمور دينها :
أيْ كافة مسائل العقيدة والإيمان؛ وكافة المسائل الشرعية الفقهية العملية اليومية المستنبطة من الكتاب الكريم والسنة المحمدية أو المتعلقة بحياتها كمسائل الطهارة.. والنظافة الشخصية.. والصحة الوقائية.. مسائل ما قبل الصلاة.. والصلاة وما بعدها.. الصيام ... وهكذا.. فيجرى عليها القلم والحساب.. بغض الطرف عن سنين عمرها؛ فعامل السن [ تسع سنوات أو أقل أو أزيد] ليس الأساس الذي يبنى عليه التكاليف بل بلوغها مبلغ النساء بنزول أول قطرة دم وهي سليمة البدن وبصحة؛ بمعنى أنه ليس بسبب مرض .. من هنا .. يصيبها ما كتبه الله - الخالق المصور المنشأ المبدع؛ الذي تعالىٰ في سماه وخلق الإنسان في أحسن تقويم وابهاه- عليها..
فالدماء الخارجة من رحم المرأة أما -
(*): حيض..
(*): استحاضة..
(*): إثناء الولادة .. أو ما بعدها:
(*): النفاس- شئ كتبه- عَزَّ وَجَلَّ - على بنات آدم(*)؛ أَيْ : قَدَّرَهُ.
و
فيه :" تَسْلِيَةٌ لَهَنَّ إِذِ الْبَلِيَّةُ إِذَا عَمَّتْ طَابَتْ".[شرح القاري:"] "...
فكل بنات آدم (جنس النساء) سيصيبهن ما اصاب أمهاتهن وجداتهن.. وقد تطول-الدورة- أياماً؛ فــ
إما أن تكون :
- دورة -عادة- شهرية منتظمة؛
أو :
- غير منتظمة عدد الأيام..
وقد يكون هناك أمر آخر سُمي :"استحاضة". وهذا كله سيبحث بإذنه ومشيئته وعونه وتوفيقه - عَزَّ وَجَلَّ - في البحوث والمسائل القادمة...



- وقبل التعرض لــ الأدلة على هذا الجزء من البحث .. ينبغي أن :
لا يغيب عن ذهن المسلم أن الإسلام الحنيف:
- نظام حياة خاص؛ و
- طراز خاص من العيش و
- كيفية معينة في الحياة .. لا يشبه نظاما آخر ولا يشابهه.. وليس ديناً كهنوتياً وليس عادات الأمهات وتقاليد الأباء؛ ونمط عيش السابقين..
ولذا أختي الكريمةـ أعزك الله تعالى بحسن طاعته؛ ورفع شأنك في الدنيا والآخرة بتمام التقييد بأوامره والبعد عن نواهيه .. أختي الكريمة.. عليكِ أن تتعلمي أحكام دينك الحنيف من مصادره الأصلية.. وتحت يد أم/ أخت كبرى / خالة/ عمة(!) كل واحدة منهن تفهم وتعي دينها لتفهمي أمور دينك..



- وهذه أدلة شرعية أسوقها لتبيان المسألة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ـــ
(*) .ذِكْرُ كَتْبِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الْحَيْضَ عَلَىٰ بَنَاتِ آدَمَ:
-حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا أَبُونُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ حَتَّىٰ نَزَلْنَا سَرَفًا ..
قَالَتْ فَخَرَجَ رَسُول اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: « مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلَا ».
قَالَتْ: وَكَانَ مَعَ رَسُول اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَ النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِهِ ذَوِي قُوَّةٍ كَانَ مَعَهُمُ الْهَدْيُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عُمْرَةً
قَالَتْ: فَالْأَخْذُ بِالْأَوَّلِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ وَالتَّارِكُ بِهَا.
قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ [الحديث : عَنْ عَائِشَةَ ] رَسُول اللهِ - صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَبْكِي .. فَقَالَ: «مَايُبْكِيكِ؟» .
قُلْتُ: سَمِعْتُ قَوْلَكَ لِأَصْحَابِكَ فَمُنِعْتُ الْعُمْرَةَ،
قَالَ: «وَمَا شَأْنُكِ؟» .
قُلْتُ: لَا أُصَلِّي !
قَالَ: « فَلَا يَضُرُّكِ إِنَّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ؛ كَتَبَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَيْكِ مَا كَتَبَ عَلَيْهِنَّ(*) .. فَكُونِي فِي حَجِّكِ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَرْزُقَكِيهَا » وَذَكَرَ الْحَدِيثَ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قلتُ (الرَّمَادِيُّ) ومع أن الحديث الشريف يساق في أحكام المناسك وكيفية الحج ؛ إلا أنه -الحديث - تعرض في جزئية من هدي الحــبــيب عن مسألة تتعلق بالنساء.. إذا جدث لهن ما كُتب عليهن..
ورد الرسول الأعظم -عليه الصلاة والسلام- على حالة أمنا عائشة-رضي الله تعالى عنها- كما بينتها له .. يبين بوضوح أنها مثل بقية النساء ؛ فهي أبنة آدم -عليه السلام- حالها كحال بقية بناته ؛ وهذا ما جعلني اذهب لهذا القول في مقدمة هذه الفقرة.. توضيحاً لنصه الكريم فهو عليه السلام يقول مخاطباً أمنا أم المؤمنين عائشة :
" أَنْتِ : (عائشة)
أ.] امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ؛(وهذا حال كل النساء) كَتَبَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَيْكِ مَا كَتَبَ عَلَيْهِنَّ ".(وهذا حالهنَّ)
[الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف ؛ ص: (39 )؛ كتاب الْحَيْضِ ]
(أما الدليل الثاني لهذه الفقرة ؛ وهو من الأهمية بمكان ؛ خاصةً في هدي النبي الرحيم بأمته )


[ ب.] .ذِكْرُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَائِضَ لَيْسَتْ بِــ نَجَسٍ:

-حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُاللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-قَالَ لَهَا:
«نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ»،
فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ: « إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي يَدِكِ».
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُاللهِ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ.
- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، وَغَيْرُ، وَاحِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ، رَحِمَهَا اللهُ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُول اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا حَائِضٌ..
[المصدر السابق ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
ثم يليه موضوع :
٣ . ] خِطبة النساء :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
الثلاثاء : 11 ربيع الثاني 1443 هــ ~ 16 نوفمبر 2021 م.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 11 / 2021, 02 : 11 PM
التخريج:
" قالَ: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، إنَّ هذا شيءٌ كتبَهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ على بَناتِ آدمَ، :" .
روته : عائشة أم المؤمنين؛ انظر : النسائي (2741) واللفظ له،
- الألباني؛ في : صحيح النسائي: (274) ؛ الحديث : صحيح:
- أخرجه البخاري (294)، و
- [ مسلم (1211) رواه : جابر بن عبدالله؛ انظر: مسلم؛ في : )1213صحيحه: ( ]، و
- أبو داود (1782)،
و
- أحمد (25880).
المعنى:
:" فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ هذا أي: الحَيْضَ أمرٌ، كتَبَهُ الله أي:قَدَّرَهُ على بَناتِ آدَمَ ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 11 / 2021, 44 : 12 PM
قلتُ في المشاركة رقم :"٨٢" :
-بدايةً يجب أن أؤكد علىٰ أن :«„ الأنثىٰ “»تتميز عن الذكر وتتغاير عنه بشكل واضح للعيان وفي كافة مراحل عمرها؛ وأطوار إنتقالها من فترة إلى آخرى.. وهذا من حيث الخِلْقَة الأصلية والتكوين العضوي والتنشأة الابتدائية والتصوير في رحم الأم؛ ثم التغيرات البيولوجية في تركيبة بدنها وتغيرات في أعضائها الحيوية: وهذا هو الملاحظ المحسوس الذي يراه كل إنسان بغض النظر عن عقيدة ما أو مبدأ أو نظام حياة .. بيد أن :«„ إسلام النبي الرسول محمد “» تدخل في شكل هذا النظام وكيفية تطبيق هذا المنهج في حياة الإنسان؛ فتجد ما أطلق عليه العلماء :«„ آيات الأحكام “»؛..
:
فيأتي الموضوع الثالث:
٣ . ] خِطبة النساء :
1.] :" من آيات الأحكام المتعلقة بالعلاقات الزوجية نقرأ قوله تعالىٰ:
{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيم } [البقرة:235]
2.] :" هذه الآية تنفي الحرج -وهو الإثم- عمن عرَّض بالزواج بالمرأة المتوفى عنها زوجها، أو المعتدة من طلاق بائن " .
مِن خلال هذه الآية الكريمة كــ مثال على علاقة الرجل بالمرأة وما يترتب على هذه العلاقة يتبين بوضوح تام أن الإسلام نظام حياة يعالج كافة مسائل الإنسان؛ لذا لزم على المسلمــ(ــــة) معرفة الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بحالتهــ(ــا) قبل القيام بالفعل أو القول..
وأكتفي بهذا القدر الضئيل من الكلام .. وبحث هذه المسألة تجدها في كتب الفقه؛
وإن تيسر لي الوقت ومن بعد إذنه تعالىٰ لعلي أكتب مذكرات في مثل هذه المسائل.. والحمد لله على كل حال وبكل لسان.

وبمعونة الله تعالى يتم التوفيق؛ ومنه الصلاح والهداية!.
--*-*-
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 11 / 2021, 27 : 01 PM
بقية المسائل المتعلقة بالأنثى!
٤ . ] :«„ الزواج “»؛ و :«„ عشرة المرأة “»:

-*-*-

٥ . ] مرحلة :«„ الحمل “»؛ وهذه تستغرق شهوراً تتفاوت ما بين سبعة شهور أو تسعة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ـــ

٦ . ] زمن :«„ الولادة “»؛ وقد تطول لساعات عدة؛ والولادة الأولىٰ -الطفل الأول- تحتاج عملية ولادته-بإذن الله تعالى- لمولدة ماهرة كي لا تترك الوليد يشق طريقه في الخروج بتمزيق المنطقة ما حول مخرجه؛ وهذا يسبب ألماً ومعاناة بعد إتمام عملية الولادة؛ وقد تضطر طبيبة الولادة لتدخل جراحي ما يسمى بالعملية :" القيصرية".. اضيف هناك تمارين رياضية خاصة لربات البيوت؛ وصاحبات الحركة المحدودة ؛ كذلك هناك تمرين من باب العلاج الطبيعي لتوسعة وتهيئة عضلات مخرج الولد!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ـــ

٧ . ] زمن :«„ النفاس “»؛

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ـــ

٨ . ] زمن:«„ الرضاعة الطبيعية “»؛ وهي فترة تخص النساء ؛

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

(*) :" { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير}
[البقرة:233]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

٩ . ] فترة :«„ إنقطاع الطمث “»؛

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

(*) { وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}
[الطلاق:4]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

-*-*-*-*

١٠ . ] حكم :«„ الأرملة “»

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

(*) :" { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}
[البقرة:234]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

-*-*-*-*

{ لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِين }
[البقرة:236]

{ وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير } [البقرة:237]

-*-*-*-*

ظهر بوضوح -وضوح الشمس في رابعة النهار -أن الإسلام ؛ خاتم الأديان له نظام خاص إجتماعي كبقية نظمه المتعلقة بحياة الإنسان على الأرض ومن ثم بعد الحياة .. الموت ..

ولعل هذا يلزمني إن تيسر لي الحال وسمح الوقت بالكتابة عن مسألة : عشرة النساء :

" { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }
[النساء:19]

-*-*-*

فــ سأسعىٰ خلال الصفحات القادمات بتسليط الضوء بشكل واضح لمثل هذه النقاط وما سيستجد .

الثابت وفق النصوص الشرعية: آيات الأحكام من القرآن الكريم؛ وأحاديث الأحكام لنبي الهدى والرحمة .. الثابت تعرض هذه النصوص الشرعية لهذه المسائل المتعلقة بالأنثىٰ؛ ووفق ما نعلمه لم تتعرض النصوص الشرعية لحالات تنتاب الرجل خلال مرحلة عمره البيولوجية -بعد بلوغ الصبي مبلغ الرجال- كما شرحت للأنثىٰ . ووفق ما أعلمه- وابحث المسألة بتفصيل- فلم تتعرض الأديان القديمة أو الحالية لمثل هذه المسائل.. ما يستلزم مني الكتابة بعد البحث في موضوع ما أطلق عليه مقارنــ(ــبــ)ــة الأديان!
وسيتم هذا بتوفيق ورعاية الله -عَزَّ وَجَلَّ - .

*-* ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 11 / 2021, 59 : 04 PM
يفضل أن أضع خطة بحث للمسائل القادمة نسير على هداها؛ ثم أضيف ما يستجد!
:" فِهْرِسْتُ(*) المسائل
باب :«„ الحيض “» ؛ و :«„ النِّفاس “»؛ "


1. ] الفصل(**) الأوَّل: أحكام الحيض (https://dorar.net/feqhia)

1 . 1 . ] المبحث الأول: تعريفُ الحيض وصِفةُ دمِه (https://dorar.net/feqhia/586)

1. 2 . ] المبحث الثاني: زمن الحيض ومدَّته (https://dorar.net/feqhia)

1. 2 . 1 . ] المطلب الأوَّل: السنُّ الذي تحيضُ فيه المرأةُ (https://dorar.net/feqhia/589)

1. 2 . 2 . ] المطلب الثَّاني: أقلُّ مدَّة الحيض (https://dorar.net/feqhia/591)

1. 2 . 3 . ] المطلب الثَّالث: أكثر مدَّة الحيض (https://dorar.net/feqhia/593)

1 . 2 . 4 . ] المطلب الرَّابع: حيض الحامل (https://dorar.net/feqhia/595)

1. 3 . ] المبحث الثَّالث: أحكام المُبتدأة (https://dorar.net/feqhia/597)

1. 4 . ] المبحث الرابع: الحائض المعتادة (https://dorar.net/feqhia/599)

1. 5 . ] المبحث الخامس: أحكام الكُدْرة والصُّفرة (https://dorar.net/feqhia/601)

1. 6 . ] المبحث السادس: أحكام الحائض (https://dorar.net/feqhia)

1. 6 . 1 . ] المطلب الأوَّل: حُكم طهارة بدن وعرَق الحائض (https://dorar.net/feqhia/604)

1. 6 . 2 . ] المطلب الثَّاني: ما تُمنَعُ منه الحائِضُ وما لا تُمنَع (https://dorar.net/feqhia)

1. 6 . 2 . 1 . ] الفرع الأوَّل: الصَّلاة (https://dorar.net/feqhia/607)

1. 6 . 2 . 2 . ] الفرع الثَّاني: صوم الحائض (https://dorar.net/feqhia/609)

1. 6 . 2 . 3 . ] الفرع الثَّالث: أحكام الحائض في الحجِّ والعمرة (https://dorar.net/feqhia/611)

1. 6 . 2 . 4 . ] الفرع الرَّابع: قراءة القرآن، ومسُّ المصحف، وذِكر الله (https://dorar.net/feqhia/613)

1. 6 . 2 . 5 . ] الفرع الخامس: المُكث في المسجد، والمرورُ منه (https://dorar.net/feqhia/615)

1. 6 . 2 . 6 . ] الفرع السَّادس: وطء الحائض (https://dorar.net/feqhia/617)

1. 6 . 2 . 7 . ] الفرع السَّابع: طلاق الحائض (https://dorar.net/feqhia/619)

1. 6 . 2 . 8 . ] الفرع الثامن: الطَّبخُ والعَجنُ للحائضِ (https://dorar.net/feqhia/621)

1. 6 . 2 . 9 . ] الفرع التاسع: تناول الدَّواء لتأخير الحيض (https://dorar.net/feqhia/623)

2 . ] الفصل الثاني: أحكام النِّفاس (https://dorar.net/feqhia)

2 . 1. ] المبحث الأول: تعريف النِّفاس لُغةً واصطلاحًا (https://dorar.net/feqhia/626)

2 . 2 . ] المبحث الثاني: حُكم دم النِّفاس (https://dorar.net/feqhia/628)

2 . 3 . ] المبحث الثالث: أكثَرُ النِّفاس وأقلُّه (https://dorar.net/feqhia/630)

2 . 4 . ] المبحث الرابع: ما يثبُت بالنِّفاسِ من الأحكام (https://dorar.net/feqhia/632)

3 . ] الفصل الثَّالث: أحكام الطُّهر من الحيض والنِّفاس (https://dorar.net/feqhia)

3 . 1. ] المبحث الأوَّل: أكثرُ الطُّهر (https://dorar.net/feqhia/635)

3 . 2 . ] المبحث الثَّاني: أقلُّ الطُّهر (https://dorar.net/feqhia/637)

3 . 3 . ] المبحث الثَّالث: علامات طُهر الحائض (https://dorar.net/feqhia/639)

3 . 4 . ] المبحث الرَّابع: الغُسلُ بعد الطُّهر من الحيض (https://dorar.net/feqhia/641)

4 . ] الفصل الرابع: أحكام الاستحاضة (https://dorar.net/feqhia)

4 . 1 . ] المبحث الأول: تعريفُ الاستحاضة وصِفةُ دَمِها (https://dorar.net/feqhia/644)

4 . 2 . ] المبحث الثاني: المستحاضة المعتادة المميِّزة (https://dorar.net/feqhia/646)

4 . 3 . ] المبحث الثَّالث: المستحاضة المعتادة غير المميِّزة (https://dorar.net/feqhia/648)

4 . 4 . ] المبحث الرابع: المستحاضة المميِّزة غير المعتادة (https://dorar.net/feqhia/650)

4 . 5 . ] المبحث الخامس: المستحاضة غير المعتادة ولا المميِّزة (https://dorar.net/feqhia/652)

4 . 6 . ] المبحث السادس: أحكام المستحاضة (https://dorar.net/feqhia)

4 . 6 . 1 . ] المطلب الأوَّل: اختلاف حكم الاستحاضة عن حكم الحيض (https://dorar.net/feqhia/655)

4 . 6 . 2 . ] المطلب الثَّاني: الاستنجاءُ عند دخولِ وقت كلِّ صلاةٍ (https://dorar.net/feqhia/657)

4 . 6 . 3 . ] المطلب الثالث: وضوءُ المستحاضة (https://dorar.net/feqhia/659)

4 . 6 . 4 . ] المطلب الرابع: وجوبُ تحفُّظِ المستحاضة من الدم (https://dorar.net/feqhia/661)

4 . 6 . 5 . ] المطلب الخامس: إذا غلب الدَّمُ بعد الشَّدِّ والتلجُّم (https://dorar.net/feqhia/663)

4 . 6 . 6 . ] المطلب السَّادس: غُسل المستحاضة (https://dorar.net/feqhia/665)

4 . 6 . 7 . ] المطلب السَّابع: وطء المستحاضة (https://dorar.net/feqhia/667)

-*-*-
(*) تمت الاستعانة بفهرس الدرر السنية في إعداد هذا الفهرس!!!
(**) هذه البحوث جزء من كتاب : « „العبادات‟» قسم : « „الطهارة‟» باب : « „الحيض والنِّفاس‟»

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏الثلاثاء‏، 18‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ ‏23‏ نوفمبر‏، 2021م

-*-*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 11 / 2021, 33 : 10 PM
قبل البحث والمراجعة والتحقيق والكتابة مع إعادة النظر في مسائل الدماء الخارجة من رحم المرأة! ..

أود التنبيه لموضوع هام..

فقد يضيق صدر الغالية صاحبة الحيض مِن حالها؛ وتنزعج لما أصابها.. وتضجر لما يصاحبها لعدة أيام.. مع علمها السابق بأنه شيء كتبه الذي خلقها-سبحانه- عليها مثل بقية بنات آدم ..
واللطيف في المسألة أن بعضهم تكلم أن بعض المخلوقات تحيض أيضاً -وهذ ليس من باب المقارنة والمشابهة ولكنه من باب الملاطفة(*) ..
إلا أنه -عند المرأة- يتكرر وتعاد في كل شهر قمري نفس الأمور :
- مقدمات نزول دم الحيض:
- تقلصات اسفل البطن؛
- قد يصاحبها ألم ..
ثم
- حالة مزاجية ليست جيدة ..
- رائحة مزعجة .. بــ
الإضافة لمسألة :
- التنظيف وتشطيف الموضع باستمرار.. و
- تغيير الملابس الداخلية.. وقد
- تصاب الملابس الخارجية بقطرة أو قطرات مِن السائل الخارج من الرحم..
- تغيير الفوطة الصحية من وقت لآخر.. وقد
- يتعذر إيجاد مكان مناسب.. وقد
- لا يتوفر في حقيبة اليد ما تحتاجه صاحبة الحيض ..
ثم
الاغتسال [غُسل كامل للبدن] ..
مع وجود كيفية معينة في القول قبل الغُسل وبعده[سأتكلم عنها] .. وكيفية معينة أيضا في الغُسل[سأبحثها]؛ ثم تمرير قطعة من المسك على موضع الإخراج[سأبينها]..
مع
مقارنة بــ الصبي أو الشاب مثلها يلعب ويلهو بجهازه الجديد (المحمول) أو يضيع وقته -أكثر من 90 دقيقة- في الفرجة على رياضة لا يمارسها أو فيلم (!)..
لهذا كله وأمور آخرى أحببتُ التركيز على ما يجب معرفته للـ الأخت المسلمة؛ خاصةً أن الكتاب الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين -الشق الأول من الوحي- وسنة سيد المرسلين وإمام المتقين وآخر المبتعثين ورسول رب العالمين لكافة البشر أجمعين-الشق الثاني من الوحي- تكلما عن مسألة تخصك أنتِ .. بالذات أنت دون سواك .. فذكرت حالتك -من بدايتها إلى انتهائها- يا صاحبة الحيض-
وقد ألزمتُ نفسي البحث في كتب السابقين - أهل التوراة وأهل الإنجيل- عن هذه المسألة ومسائل آخرى تحت باب مقارنــ(ــبــة) الأديان:

من تلك المسائل المهمة التي توضع أمام النظر :

(١) الاعتصام بالكتاب (١)

﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٥].
والقرآن المبارك تكلم عن مسألة المحيض!

(٢) الاعتصام بالكتاب

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ عَنِ النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : « مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِىٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ أُومِنَ ـ أَوْ آمَنَ ـ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ إِلَىَّ، فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ » [رواه البخاري (٧٢٧٤)].
وقد تحدث الوحي عم حالتك!

الحثُّ على التمسُّك بالسنَّة المطهَّرة

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: ٧].
والسنة النبوية بينت أحكام المسألة !

السنَّة النبويَّة صِنْوُ القرآن الكريم

عَنْ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِي كَرِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رسول الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : « يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بحديثي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ أَحْلَلْنَاهُ وَمِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- مَا حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ» [رواه أبو داود: (٤٦٠٦)، والبيهقي: (١٩٩٤٨)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٢٦٥٧)].

(١) التمسُّك بالكتاب والسنَّة عصمةٌ ونجاةٌ

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ ـ ٧١].
طاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه السلام بالتقييد بما جاء وثبت !

(٢) التمسُّك بالكتاب والسنَّة عصمةٌ ونجاةٌ

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «كُلُّ أمتي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلَّا مَنْ أَبَى» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أطاعني دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عصاني فَقَدْ أَبَى» [رواه البخاري: (٧٢٨٠)].
وهذه مسالة خطيرة جداً!

(٣) التمسُّك بالكتاب والسنَّة عصمةٌ ونجاةٌ

﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٥٤].

(٤) التمسُّك بالكتاب والسنَّة عصمةٌ ونجاةٌ


عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي اللهُ عَنْهُمَا قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- : «إني تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِى أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بيتي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَىَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِى فِيهِمَا» [رواه الترمذي: (٤١٥٧)، وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٤٥٨)]. (**)
"
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ:قَدْ يَئِسَ الشَّيْطَانُ بِأَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ وَلَكِنَّهُ رَضِيَ أَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا تُحَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ ، فَاحْذَرُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، إِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخٌ مُسْلِمٌ ، الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ ، وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ ، وَلَا تَظْلِمُوا ، وَلَا تَرْجِعُوا مِنْ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.". [وإسناده صحيح] . (**)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(*) جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب؛ لــ : شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (المتوفى : 1188هـ) ما نصه :" مطلب: الذي يحيض من الحيوانات ثمانية
وقد ذكر العلماء أن اللواتي تحيض من الحيوانات ثمانية:
- المرأة، و
- الضبع، و
- الخفاش، و
- الأرنب، و
- الكلبة، و
- الفرس، و
- الناقة، و
- الوزغ.
ونظمها بعضهم في قوله:
إن اللواتي يحضن الكل قد جمعت ... في ضمن بيت فكن ممن لهن يعي
امرأة .. ناقة .. مع أرنب .. وزغ ... وكلبة .. فرس .. خفاش.. مع ضبع ".
وأضيفُ:" قد تكلم العلماء في هذه المسألة؛ فــ زعم بعضهم أن الذي يحيض من الحيوان أربع فقط، وزاد بعضهم على ذلك، وزعم بعضهم أن كل ذات أربع تحيض.
قال النووي: قال الجاحظ في كتاب الحيوان: والذي يحيض من الْحَيَوَانِ أَرْبَعٌ:
- الْمَرْأَةُ، وَ
- الْأَرْنَبُ، وَ
- الضَّبُعُ، وَ
- الْخُفَّاشُ، وَ
- حَيْضُ الْأَرْنَبِ وَالضَّبُعِ مَشْهُورٌ فِي أَشْعَارِ الْعَرَبِ. انتهى.
و
قال الجاحظ في الحيوان: والناس يتقزّزون من الأرانب والضّباع؛ لمكان الحيض. وقد زعم صاحب المنطق أنّ ذوات الأربع كلّها تحيض، على اختلاف في القلّة والكثرة، والزّمان، والحمرة والصفرة، والرقّة والغلظ. انتهى.

وقال في حياة الحيوان: الذي يحيض من الحيوان أربعة: المرأة، والضبع، والخفاش، والأرنب. ويقال: إن الكلبة أيضا كذلك.
روى أبوداود في سننه من حديث جابر بن الحويرث عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال في الأرنب: «إنها تحيض» . وجابر بن الحويرث، قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات، ولا يعرف له إلا هذا الحديث. انتهى.
والذي في سنن أبي داود من طريق خالد بن الحويرث. والحديث ضعفه الألباني.
-*-*-
:"ولكن الحيوان الوحيد الذي يحيض بالطريقة التي تحيض بها أنثى الإنسان هي أنثى القرد، حيث أن الشمبانزي والجبيونز والقردة التي تعيش في إفريقيا واسيا تحيض، وتنزف نزف شبيه بأنثى الإنسان تماماً، ويكون الدم غزيز وكثيف.".
قلتُ: في موسوعة عالم الحيوان اليوم يمكننا نعرف الكثير عن هذه المسألة... فسبحان الخالق !!!

(**) يلزمني بحث دِراسة حديثية فقهية لما ورد : ( كتاب الله و"عترتي") و (.. "سنتي") .. ( حَديثُ الثَّقلَينِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 19‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ 24 ‏ نوفمبر ‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 11 / 2021, 18 : 01 AM
باب:«„ الحيض“» ؛ و :«„ النِّفاس “»

1. ] الفصل الأوَّل: أحكام الحيض (https://dorar.net/feqhia)

-*-*-

1 . 1 . . ] المبحث الأول: تعريفُ الحيض وصِفةُ دمِه (https://dorar.net/feqhia/586):

1.] :" المبحث الأول: تعريفُ الحيض وصِفةُ دمِه:

" المختصر"

الحيضُ لُغةً : السَّيلانُ، ومنه قولهم: حاض السَّيل، إذا فاض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
انظر :
- تحرير ألفاظ التنبيه؛ للنووي (ص: 44)،
- لسان العرب؛ لابن منظور (7 /143)،
- المصباح المنير؛ للفيومي (1 /159).]


ثم يأتي :
" الشرح والتبيان "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الخميس‏، 20‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ ‏ 25 نوفمبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 11 / 2021, 08 : 05 PM
:"الشرح والتبيان: "

تَعْريف الحيض :
[ أ . ] :" الشرح والتبيان من حيث اللُغة:
" * . ]: " وَلْنُقَدِّمِ الْكَلَامَ عَلَىٰ:
( ١ . ) لَفْظِهِ ، وَ
( ٢ . ) حَقِيقَتِهِ ، وَ
( ٣ . ) سَبَبِهِ ،
ثُمَّ
الْكَلَامَ عَلَىٰ
( ٤ . ) فِقْهِهِ .
:" أَمَّا :
( ١ . ) لَفْظُهُ .أيْ. تَفْسِيرُهُ لُغَةً :.
1 . ] الحيضُ لغةً :
" الْحَاءُ وَالْيَاءُ وَالضَّادُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ "حَيَضَ".[(1)] .
2 . ] فـ عند ابن نجم لُغَةً :
.. فَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَصْلُهُ[(2)] [أي الحيض في اللُغة عبارة عن[(3)] السَّيَلَانُ.. وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ مِنَ السَّيَلَانِ[(4)] وَالِانْفِجَارِ[(5)] ، فــ:" قال صاحب الفتح؛ ابن حجرالعسقلاني : " أصله السيلان "؛ يُقَالُ حَاضَ السَّيْلُ وَ الْوَادِي.. أَيْ سَالَ مَاؤُهُ[(6)] ؛
فــ
جاء في تاج العروس :" هذا من قَوْلهم : حَاضَ السَّيْلُ إِذا فاضَ .".
فَسُمِّيَ حَيْضًا لِسِيلَانِهِ فِي أَوْقَاتِهِ "[(7)]...
فــ قال صاحب المرقاة؛ ملا علي القاري : " وَهُوَ فِي أصل اللُغة مصدَرُ حاضَ يَحيضُ إذا سال[(8)]
و
يقول صاحب رسالة في الدماء الطبيعية للنساء؛ ولقد أحسن اختيار اسم رسالته :
2. ] الحيضُ لُغةً : سيلان الشيء وجريانه [(9)] :
" فـــ
لَفْظُهُ : حَكَىٰ صَاحِبُ التَّنْبِيهَاتِ [الحديث للــ القرافي؛ المالكي] فِيهِ احْتِمَالَيْنِ :
[ ١ . ] : الْأَوَّلُ : أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ : حَاضَتِ السَّمُرَةُ إِذَا خَرَجَ مِنْهَا مَاءٌ أَحْمَرُ [(10)] ؛
و
جاء بلفظ :" وَحَاضَتْ الشَّجَرَةُ إذَا سَالَ مِنْهَا الصَّمْغُ الْأَحْمَرُ [(11)] [(12)] ؛ أَيْ سَالَتْ رُطُوبَتُهَا[(13)] ؛ فَشَبَّهَ دَمَ الْحَيْضِ بِهِ[(14)] . وَحَاضَتْ الْأَرْنَبُ[(15)] [(16)] :"
وَ
[ ٢ . ] : ثَانِيهِمَا : أَنَّ الْحَيْضَ ، وَالْمَحِيضَ مُجْتَمَعُ الدَّمِ ، وَمِنْهُ الْحَوْضُ لِاجْتِمَاعِ الْمَاءِ فِيهِ ،
إشكال لُغوي ينبه إليه القرافي في الذخيرة .. فيقول :
وَهُوَ مُشْكِلٌ [من حيث اللغة]؛ لِأَنَّ الْحَوْضَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ ، وَالْحَيْضَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ ،فَهُمَا مُتَبَايِنَانِ ، وَلِذَلِكَ جَعَلَهُمَا صَاحِبُ الصِّحَاحِ فِي بَابَيْنِ [(17)] ..
بيد أن صاحب تحفة المحتاج تكلم عن أمر آخر فاضاف:
"وَيُقَالُ إنَّ الْحَوْضَ مِنْهُ لِحَيْضِ الْمَاءِ أَيْ سَيَلَانِهِ] [(18)] وَ الْعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ عَلَى الْيَاءِ وَبِالْعَكْسِ نِهَايَةٌ أَيْ تَأْتِي بِأَحَدِهِمَا بَدَلَ الْآخَرِ [(19)]، .. وَتَقُولُ : حَاضَتِ الْمَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضًا ، وَمَحِيضًا ، فَهِيَ حَائِضٌ[(20)]، وَحَائِضَةٌ ،
قال صاحب الذخيرة؛ الإمام القرافي :" وَقَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ : إِنْ أَرَدْتَ الْحَالَةَ الْمُسْتَمِرَّةَ ، وَالصِّفَةَ الْمُعْتَادَةَ قُلْتَ :
- حَائِضٌ ، وَ
- طَاهِرٌ ، وَ
- طَالِقٌ ، وَإِنْ أَرَدْتَ الْحَالَةَ الْحَاضِرَةَ قُلْتَ:
- حَائِضَةٌ ، وَ
- طَاهِرَةٌ ، وَ
- طَالِقَةٌ[(21)] ، وَ
الْحَيْضَةُ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَلَوْ دَفْعَةً بِفَتْحِ الْحَاءِ ؛
وَلَكِنَّ اصْطِلَاحَ الْمَذْهَبِ ـ المالكي ـ عَلَى أَنَّهَا الْمُدَّةُ الَّتِي تَعْتَدُّ بِهَا مِنْ زَمَانِ الْحَيْضِ فِي الْعَدَدِ ، وَالِاسْتِبْرَاءِ ، وَالْحِيضَةُ - بِكَسْرِ الْحَاءِ - الِاسْمُ ، وَالْخِرْقَةُ[(22)] الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا ، وَكَذَلِكَ الْمَحِيضَةُ .
-*-*-*
إذاً:
3. ] الْحَيْضُ فِي اللُّغَةِ : هُوَ الدَّمُ الْخَارِجُ[(23)]
و
عند بن مازه تقرأ :" الحيض لغة: اسم لــ درور الدم من أي شخص كان، تقول العرب حاضت الأرنب إذا خرج الدم من فرجها[(24)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعليه :
" فَــ الْحَيْضُ فِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِخُرُوجِ الدَّمِ مِنْ الْفَرْجِ عَلَى أَيِّ صِفَةٍ كَانَ مِنْ آدَمِيَّةٍ أَوْ غَيْرِهَا حَتَّى قَالُوا حَاضَتْ الْأَرْنَبَةُ إذَا خَرَجَ مِنْ فَرْجِهَا الدَّمُ[(25)]
*-*-*-

والمتابع للُغة العرب الأقحاح يجد :

كَيْدُ النساء

وَ
رُبَّمَا سَمَّوُا الْحَيْضَ كَيْدًا

قال أبوالحسين أحمد بن فارس بن زكريا في معجم مقاييس اللغة :" وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْحَيْضَ كَيْدًا . ".
قال صاحب لسان العرب :" وَكَادَتِ الْمَرْأَةُ تَكِيد كَيْداً : حَاضَتْ ؛
وَ
مِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى جَوَارٍ قَدْ كِدْنَ فِي الطَّرِيقِ فَأَمَرَ أَنْ يَتَنَحَّيْنَ ؛ مَعْنَاهُ حِضْنَ فِي الطَّرِيقِ . ". ثم يكمل فيقول:" يُقَالُ : كَادَتْ تَكِيدُ كَيْدًا إِذَا حَاضَتْ . ".
و
الطريف في المسألة لغةً قولهم :
" وَكَادَ الرَّجُلُ : قَاءَ . ". فـ
الْكَيْدُ : الْقَيْءُ ؛
وَمِنْهُ
حَدِيثُ قَتَادَةَ: إِذَا بَلِغَ الصَّائِمُ الْكَيْدَ أَفْطَرَ".
فـ الْكَيْدُ : الْحَيْضُ .
قال صاحب لسان العرب :" وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَخْرُجُ الْمَرْأَةُ إِلَى أَبِيهَا يَكِيدُ بِنَفْسِهِ أَيْ عِنْدَ نَزْعِ رُوحِهِ وَمَوْتِهِ. "
ولعل هذا كان من عادات حرائر العرب وقتذاك!.
-*-*-*-*
:" نأتي لتعبير آخر لُغوي وأيضاً شرعي :
الْــ قُرْءُ:
وَالْقُرْءُ : الْحَيْضُ وَالطُّهْرُ ضِدٌّ .
وَذَلِكَ أَنَّ الْقَرْءَ الْوَقْتُ؛ فَقَدْ يَكُونُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ .
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الْقَرْءُ يَصْلُحُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ .
قَالَ : وَأَظُنُّهُ مِنْ أَقْرَأَتِ النُّجُومُ إِذَا غَابَتْ .
وَ
الْأَقْرَاءُ: الْأَطْهَارُ ؛ وَأَصْلُهُ مِنْ دُنُوِّ وَقْتِ الشَّيْءِ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :" الْقَرْءُ : اسْمٌ لِلْوَقْتُ فَلَمَّا كَانَ الْحَيْضُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ وَالطُّهْرُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ جَازَ أَنْ يَكُونَ الْأَقْرَاءُ حِيَضًا وَ أَطْهَارًا . قَالَ : وَدَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ بِقَوْلِهِ :" وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ": الْأَطْهَارَ،
وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمَّا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، وَهِيَ حَائِضٌ فَاسْتَفْتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا فَعَلَ، فَقَالَ : مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ.
ــــــــــــ
قلتُ: مسائل عدة متعلقة بالحيض والقرء سنبحثها في مكانها؛ بإذنه تعالى .... فالمسألة ليست فقط دورة [عادة] شهرية وتنتهي بل أحكام شرعية متعلقة بها ، نصيبٌ منها يخص صاحبة الحيض ونصيبٌ يخص مرافق الحائض ـ
ـــــــــــ
وَقَالَ أَبُوإِسْحَاقَ:"الَّذِي عِنْدِي فِي حَقِيقَةِ هَذَا أَنَّ " الْقَرْءَ " فِي اللُّغَةِ:" الْجَمْعُ "، وَأَنَّ قَوْلَهُمْ قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ أُلْزِمَ الْيَاءَ فَهُوَ جَمَعْتُ ، وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ: لَفَظْتُ بِهِ مَجْمُوعًا[(26)]
قلتُ: الإشتراك في اللغة : لفظة تعطي معنيان متغايران أو عدة معان مختلفة ؛ كــ
- العين: تطلق على العين الباصرة في الإنسان؛
و عين الماء [البئر] ؛ والعين علينا أي الجاسوس .
وَالْحَيْضُ، وَالطُّهْرُ يُسَمَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قُرْءًا،
وَ
قُرْءًا بِضَمِّ الْقَافِ ، وَفَتْحِهَا .
بحث المسألة :" القرء" :" اللفظ مَوْضُوعٌ لِلْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ ، وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ الْمُشْتَرَكِ ، فَــ
قِيلَ :اجْتِمَاعُ الدَّمِ فِي الْجَسَدِ زَمَانَ الطُّهْرِ ،
أَوْ فِي الرَّحِمِ زَمَانَ الْحَيْضِ ، فَإِنَّ أَصْلَ الْقُرْءِ الْجَمْعُ ، وَمِنْهُ قَرَأْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إِذَا جَمَعْتُهُ، وَمِنْهُ الْقِرَاءَةُ لِلْكُتُبِ ، فَإِنَّهُ جَمْعُ حَرْفٍ إِلَى حَرْفٍ ، وَكَلِمَةٍ إِلَى كَلِمَةٍ ،
هذا قولٌ؛
والثاني :
وَقِيلَ: الْمُشْتَرَكُ الزَّمَانُ لِقَوْلِهِمْ : جَاءَ فُلَانٌ لِقُرْئِهِ ؛ أَيْ : لِزَمَانِهِ ، وَلَمَّا كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَمَانٌ يَخُصُّهُ قِيلَ لَهُ قُرْءٌ ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ : اسْتُحِيضَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا اسْتَمَرَّ دَمُهَا بَعْدَأَيَّامِهِ ، فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ[(27)] ،
وَ
تَحَيَّضَتْ ؛ أَيْ : قَعَدَتْ أَيَّامَ حَيْضِهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ : ( تَحَيَّضِي فِي عِلْمِ اللَّهِ سِتًّا ، أَوْ سَبْعًا ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

[(1)] معجم مقاييس اللغة؛ أبوالحسين أحمد بن فارس بن زكريا؛ دار الجيل؛ 1420هـ /1999م] .
[(2)] أصلُ الحيضِ في اللغة : السيلان؛ والمراد هنا الدم الخارج من قُبل المرأة حال صحتها من غير ولادة ولا افتضاض.
أنظر:
- سابق: ج: (1) ؛ ص: (102)؛ و
انظر أيضاً :
- كفاية الأخيار؛ الحصني؛ص: (143) .
[(3)] مجمع الأنهر شرح ملتقىٰ الأبحر في الفقه الحنفي .
[(4)] تفسير القرطبي: الجامع؛ مج: ( 2 )؛ ج: ( 3 )؛ ص: ( 55 ) .
[(5)] قلتُ: لم أجد هذا القول للقرطبي في كتب اللغة وسوف أعود إليه: إما عند التفسير أو في بحث الحيض هذا..
[(6)] تحفة المحتاج شرح المنهاج .
[(7)] البحر الرائق ؛( بَابُ الْحَيْضِ ). وانظر :
مجمع الأنهر شرح ملتقىٰ الأبحر في الفقه الحنفي .
[(8)] شرح الوقاية؛ عليُّ بن سلطان محمد القاري الحنيفي الحنفي .
[(9)] محمد بن صالح العثيمين؛ رسالة في الدماء الطبيعية للنساء؛ مجموع فتاوى ورسائل - المجلد الحادي عشر .
[(10)] القرافي؛ الذخيرة.
[(11)] تَبْيِينِ الْحَقَائِقِ شَرْحٌ كَنْزِ الدَّقَائِقِ:( بَابُ الْحَيْضِ ) .
[(12)] قَالَه : الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ الزَّاهِدُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إمْلَاءً]؛ وانظر :"
العناية شرح الهداية ".
[(13)] تفسير القرطبي.
[(14)] القرافي؛ الذخيرة.
[(15)] القرافي؛ الذخيرة.
[(16)] قَالَه : الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلّ ُالزَّاهِدُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إمْلَاءً]؛ وانظر : "
العناية شرح الهداية "..
[(17)] القرافي؛ الذخيرة..
[(18)] و زَادَ أَبوإِسْحَاقَ : "ومَحَاضاً فَهِيَ حَائِضٌ ، وَحَائِضَةٌ : أي سال دمها؛ والمحيض اسم ومصدر ومنه الحوض لأن الماء يسيل إليه. والانفجار. انظر:"
نيل الأوطار؛ الشوكاني؛ج: (1) ؛ ص: (338). " .
[(19)] تحفة المحتاج شرح المنهاج .
[(20)] وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ : " وَيُقَالُ حَاضَتْ الْمَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضًا وَمَحِيضًا وَمُحَاضًا فَهِيَ حَائِضٌ بِحَذْفِ التَّاءِ؛ لِأَنَّهُ صِفَةُ الْمُؤَنَّثِ خَاصَّةً فَلَا تَحْتَاجُ إلَى عَلَامَة ِالتَّأْنِيثِ بِخِلَافِ قَائِمَةٍ وَمُسْلِمَةٍ هَذِهِ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ الْمَشْهُورَةُ . ابن نجم . " [انظر ابن نجم] .. بيد أن القرطبي في تفسيره في :" قَوْلُهِ تَعَالَى { .. عَنِ الْمَحِيضِ ..} [البقرة:222]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
: عَنِ الْمَحِيضِ (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=2&ayano=222#docu) الْمَحِيضُ : الْحَيْضُ وَهُوَ مَصْدَرٌ، يُقَالُ : حَاضَتِ الْمَرْأَةُ حَيْضًا وَمَحَاضًا وَمَحِيضًا، فَهِيَ حَائِضٌ، وَحَائِضَةٌ أَيْضًا، عَنِ الْفَرَّاء ِوَأَنْشَدَ :
كَحَائِضَةٍ يُزْنَى بِهَا غَيْرَ طَاهِرِ
وَنِسَاءٌ حُيَّضٌ وَحَوَائِضٌ.
وَالْحَيْضَةُ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ .
وَالْحِيضَةُ (بِالْكَسْرِ) الِاسْمُ، وَالْجَمْعُ الْحِيَضُ.
وَ
الْحِيضَةُ أَيْضًا : الْخِرْقَةُ الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا الْمَرْأَةُ. قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لَيْتَنِي كُنْتُ حِيضَةً مُلْقَاةً.
وَ
كَذَلِكَ الْمَحِيضَةُ، وَالْجَمْعُ الْمَحَائِضُ. ".
[(21)] القرافي؛ الذخيرة.
[(22)] قلتُ: هذ ا ؛ " الخِرقة" إستعمال السادة العلماء في القديم على وصف الحال وما كانت تقوم وتستخدمه النساء في تلك الأزمان السابقة؛ واليوم توجد مسميات متعددة مثل "فوطة" نسائية. وتوجد في المحلات عدة شركات تطرح مثل هذه بأشكال متعددة وأحجام مختلفة.
[(23)] قَالَه :الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ الزَّاهِدُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إمْلَاءً]؛ وانظر :"
العناية شرح الهداية "..
[(24)] المحيط البرهاني في الفقه النعماني ؛ محمود البخارى بن مازه .
[(25)] [الجوهرة النيرة ؛ شرح مختصر القدوري في فروع الحنفية ؛ أبوبكربن علي بن محمد الحداد الزبيدي ]
[(26)] لسان العرب؛ ابن منظور .
[(27)] والمستحاضة لها حكمها في الشرع ؛ وهذا الحالة قد تكون عند بعض النساء ؛ فوجب معرفة حكمها ؛ و
هل هي حالة مرضية!؟
أم هذه هي طبيعة جسمها. وهذه تحتاج إلى طبيب متخصص؛ وليس ما يقال في صالونات الهوانم.
-*-*-*-*-

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏ .


**

سلسلة بحوث

﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾

„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ‟

سلسلة "التصفية والتربية "؛
السلسلة الثالثة :
العبادات؛
مسائل الطهارة

باب الحيض والنفاس

مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ الرَّمَادِيّ ُبِـ ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ

-حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى -

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

حُرِّرَ في يوم الجمعة ٢١ من شهر ربيع الثاني ١٤٤٣ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٢٦ من شهر نوفمبر عام ٢٠٢١ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.

-*-*-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 01 / 2022, 57 : 03 PM
هل النَّظافَةُ هي عينها الطهارة !؟ .
يعني.. هل هما مترادفتان لمعنى واحدٍ!؟
أي :
هل النظافة الشخصية هي الطهارة الشخصية!؟

أم أنهما يقتربان في مواضع ويفترقان في مسائل آخر!؟

وهل الدين (الأديان : السماوية .. أو الوضعية) تدخلت في مسألة الطهارة أم تحدثت عن النظافة .
وهل عادات وتقاليد الشعوب والأمم تدخلت في هذه المسألة !
وهل الطب الحديث .. مسألة الطب الوقائي.. ونحن في وسط أزمة فيروس كورونا المستجد تدخل بشكل جذري في النظافة الشخصية !؟..
وهل حكومات العالم تدخلت وأقرت في برلماناتها بقوانين ملزمة بالنظافة الشخصية !؟؟..
وهل اصبح الدخول إلى البيوت الخاصة والمحلات العامة تلزم -تأدباً.. أو إلزاماً- بغسل الأيدي وإجراءات صحية بعينها !؟؟..
وهل ستستمر هذه المسألة بعد إنتهاء-إن شاء الخالق - الجائحة كتقليد عاش فيه سكان الأرض ما يزيد عن عامين -حتى كتابة هذه السطور-.. أم يعود الأمر لما كان عليه !؟؟..
وهنا ..
أعود لما بدأته من الحديث... لتأكيد أن الإسلام تدخل في الحياة الخاصة - كــ كيفية قضاء الحاجة.. -مثلاً- وكيفيه الدخول إلى بيت الخلاء وكيفية الجلوس بداخله بل وما يجب أن يقوله الداخل وما يصح أن يقوله الخارج منه.. مع أنها مسألة تتم في اليوم والليلة عدة مرات وفي أماكن مختلفة متعددة ... كالمَنزل .. البيت .. المدرسة أماكن العمل .. المكاتب العامة كــ مبان الوزارات والجهات الحكومية .. المطاعم النُزل-أوتيل- في الطائرة أو ضيوف عند أحد.. في الصحراء .. والمزارع..
.. فهل توقف الإسلام عند هذا الحد وتلك المسألة...
كلا!
بل تدخل الإسلام في الحياة الخاصة والعلاقة الحميمية بين الزوج وزوجه-أيضاً كمثال- (ولنا تنبيه جاءت به أم المؤمنين عائشة زوج النبي المصطفى -عليها الرضوان-.. )
وعلية يظهر بوضوح تام لمن يتتبع أحكام الإسلام العملية -آيات القرآن الكريم .. وأحاديث المصطفى- أن الوحي بيَّن كيفية حياة المسلمــ(ــة) في النهار والليل.. ما يجعلني أركز على أن الإسلام طريقة معينة في الحياة وطراز خاص من العيش .. لا يشبهه نظام آخر!!!
لذا وجب معرفة الفارق بين النظافة الشخصية ... والطهارة .. ومسائل الطب الوقائي.. والإجراءات الصحية !

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 01 / 2022, 59 : 03 PM
عند تصفح كتب الفقه المعتبرة لا تجد باباً يتكلم عن النظافة.. أو كتابا تحت عنوان النظافة بل تجد فقط :

" كِتَاب الطَّهَارَةِ "
وهذا ما سأعتمده خلال الصفحات القادمة مع ذكر معنى النظافة لغةً وبحوث حولها .
وما وجدته في بعض التعريفات أن عند تعريف الوضوء مثلاً يستخدم تعبير نظافة ...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 01 / 2022, 18 : 04 PM
.. استسمح القارئةَ العزيزة والمتصفحةَ الكريمة : أن تُعطي لـ مـوضوع يهمها في حياتها كلها؛ قدراً مِن الإهتمام؛ فـ أنت حين تتزوجين ويشاء الله تعالى فتنجبين تصبحين أماً ويجاورك الأب ينتظر متى سـ تبلغ ابنته سن النساء ومبلغ السيدات فـ تصير شابة كاملة الخصوبة؛ أنثى كاملة؛ تودع أعوام الطفولة؛ لترعى هي بنفسها رجالَ المستقبل والسيدات الهوانم؛ لتكون صالحة أن تكوّن أسرة وتبني مستقبل أمة ؛ أقصد هنا : موضوع الحيض.

واتمنى أن ترافقني فـ تـبحرِ معي إلى لغة العرب ـ ثوان ـ ؛ وتفهم وتدرك معي أن العرب حين نزل :"دستور" الأمة الإسلامية من فوق سبع سموات طباقاً.. و"منهاج" حياتهم ـ القرآن الكريم ـ بلغتهم؛ أدركوا وفهموا أن في لغتهم ميزة تختلف عن بقية اللغات وسائر الألسنة ؛ وحين تحدث المصطفى الهادي -صلوات الله وسلامه عليه وآله- قائلاً :" أوتيتُ جوامع الكلم "؛ بلغة العرب ويعتز ويفتخر بـ قرشيته كــ لغة ؛ وأنه تربى في صغره في ديار بني سعد [بكر] مع أمه من الرضاع السيدة " حليمة السعدية " : إذ هي اللغة التي لديها قدرأ هائلاً من التأثير؛ والقدرة على الإنتشار؛ والقدرة على التوسع، فـ تسيدوا العلم؛ وركبوا على أشرعة الثقافة وعصروا سحاب المدنية فـ سعدت البشرية ؛ وانزلوا من المزن مبادئ الحضارة الإسلامية الراقية ؛ فعم الخير والعدل ؛ فـ تمكنوا من لغة الضاد في فقه الأحكام الشرعية العملية ؛ وحين تكلمنا بـ لغة ركيكة ولهجة محلية .. عامية : إسكندرانية.. أو بورسعيدية.. أو خليجية أو مغاربية أو لغة القرى والنجوع ضاعت هويتهم وصاروا في مهب ريح بقية الأمم فـ تمكنت منهم بقية الشعوب واحتلتهم لصوص الأمم...
لذا أختي الكريمة !
أود أن ترافقيني ركوباً في زورق لغة الضاد ؛ لنعلم كيف بحث رجال القلم وندرك ما سطروه في قرطاس العلم .... لنتابع المحصول العلمي الذي نقدمه بعد إنحناءة العز والإفتخار أمام المرأة التي تحيض.. فهي مشروع مستقبل .. إذا كنت لا تحسنين السباحة بين دفتي بحر العلم فـ بـ ضوء عينيك سأتمكن من البحث والتعريف ...
إذاً نـ نطلق على بركة الله تعالى وهدي رسوله الأعظم.....

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 01 / 2022, 49 : 04 PM
" الْحَيْضُ "
قال صاحب المرقاة؛ علي القاري :" وَهُوَ فِي اللُّغَةِ : مَصْدَرُ حَاضَ إِذَا سَالَ " ؛
جاء في تاج العروس :" هذا مِن قَوْلهم : حَاضَ السَّيْلُ إِذا فاضَ ".
و قال في صاحب الفتح؛ ابن حجر العسقلاني : أصله السيلان(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أصل الحيض في اللغة : السيلان؛ والمراد هنا الدم الخارج من قُبل المرأة حال صحتها من غير ولادة ولا افتضاض. [أنظر : سابق: ج:1 ؛ ص: 102؛ وانظر أيضاً : كفاية الأخيار؛ الحصني؛ ص143].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال محمد بن صالح العثيمين :" أي سَيَلان الشيء وجريانه ؛
قال في تاج العروس :" حَاضَتِ المَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً "،
و زَادَ أَبو إِسْحَاقَ : " ومَحَاضاً فَهِيَ حَائِضٌ ، وَحَائِضَةٌ : أي سال دمها؛ والمحيض اسم ومصدر ومنه الحوض لأن الماء يسيل إليه (2).والانفجار(3) ؛
ــــــــــــــــــــــــــ
(2) نيل الأوطار؛ الشوكاني؛ ج1؛ 338.
(3) الجامع؛ القرطبي؛ مج 2؛ ج3؛ ص55. .
قلتُ: لم أجد هذا القول للقرطبي في كتب اللغة وسوف أعود إليه ؛ إما عند التفسير أو في بحث الحيض هذا.
ــــــــــــــــــــــ
وَالْحَيْضَةُ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَلَوْ دَفْعَةً بِفَتْحِ الْحَاءِ ؛
وَلَكِنَّ اصْطِلَاحَ الْمَذْهَبِ ـ المالكي ـ عَلَى أَنَّهَا الْمُدَّةُ الَّتِي تَعْتَدُّ بِهَا مِنْ زَمَانِ الْحَيْضِ فِي الْعَدَدِ ، وَالِاسْتِبْرَاءِ ، وَالْحِيضَةُ - بِكَسْرِ الْحَاءِ - الِاسْمُ ، وَالْخِرْقَةُ(*) الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا ، وَكَذَلِكَ الْمَحِيضَةُ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قلتُ: هذ ا ؛ "الخِرقة" إستعمال السادة العلماء في القديم على وصف الحال وما كانت تقوم وتستخدمه النساء في تلك الأزمان السابقة ؛ واليوم توجد مسميات متعددة مثل "فوطة" نسائية. وتوجد في المحلات عدة شركات تطرح مثل هذه بأشكال متعددة وأحجام مختلفة.. حسب ظروف ا لحائض وحالتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نأتي لتعبير آخر لُغوي وأيضاً شرعي :

الْقُرْءُ:
وَالْقُرْءُ : الْحَيْضُ وَالطُّهْرُ ضِدٌّ .

وَذَلِكَ أَنَّ الْقَرْءَ الْوَقْتُ ؛ فَقَدْ يَكُونُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ .

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الْقَرْءُ يَصْلُحُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ . قَالَ : وَأَظُنُّهُ مِنْ أَقْرَأَتِ النُّجُومُ إِذَا غَابَتْ .


وَالْأَقْرَاءُ : الْأَطْهَارُ ؛ وَأَصْلُهُ مِنْ دُنُوِّ وَقْتِ الشَّيْءِ .

قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" الْقَرْءُ : اسْمٌ لِلْوَقْتُ فَلَمَّا كَانَ الْحَيْضُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ وَالطُّهْرُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ جَازَ أَنْ يَكُونَ الْأَقْرَاءُ حِيَضًا وَأَطْهَارًا . قَالَ : وَدَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ بِقَوْلِهِ :" وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ": الْأَطْهَارَ ،

وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمَّا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، وَهِيَ حَائِضٌ فَاسْتَفْتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا فَعَلَ ، فَقَالَ : مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ :
" الَّذِي عِنْدِي فِي حَقِيقَةِ هَذَا أَنَّ " الْقَرْءَ " فِي اللُّغَةِ :" الْجَمْعُ "، وَأَنَّ قَوْلَهُمْ قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ أُلْزِمَ الْيَاءَ فَهُوَ جَمَعْتُ ، وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ : لَفَظْتُ بِهِ مَجْمُوعًا(*)
ـــــــــــــــــــــــــــ
(*) لسان العرب؛ ابن منظور .
ـــــــــــــــــــــ
وَفِي الْعُرْفِ :
" جَرَيَانُ دَمِ الْمَرْأَةِ مِنْ مَوْضِعٍ مَخْصُوصٍ فِي أَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ " ؛ كما قال صاحب الفتح.

قال السعدي :
" دمُ الحيضِ الطبيعي؛ هو الدم الذي تراه الحُيّضُ من النساء ويَعرفْنه.

وقال صاحب التعاريف :
" وهو معاهدة اندفاع الدم العفن الذي هو في الدم بمنـزلة البول والعذرة في فضلتي الطعام والشراب من الفرج .(1)

قال الأزهري والهروي وغيرهما من الأئمة :" الحيض : جريان دم المرأة بعد بلوغها " .(2) ؛ واضاف ابن قدامة : فـ إذا بلغت المرأة يعتادها في روينا معلومة لحكمة تربية الولد، فإذا حملت انصرف ذلك الدم بإذن الله إلى تغذيته ولذلك لا تحيض الحامل، فإذا وضعت الولد قلبه الله تعالى بحكمته لبنا يتغذى به ؛ ولذلك قلما تحيض المرضع، فإذا خلت المرأة من حمل وضاع بقي ذلك الدم لا مصرف له فيستقر في مكان ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة، وقد يزيد على ذلك ويقل، ويطول شهر المرأة يقصر على حسب ما ركبه الله تعالى في الطباع .(3)

قال صاحب الذخيرة القرافي المالكي في :" كِتَابُ الطَّهَارَةِ :

" الطَّهَارَةُ فِي اللُّغَةِ:
التَّبْرِئَةُ مِنَ الْأَدْنَاسِ ، وَيُقَالُ طَهُرَ بِضَمِّ الْهَاءِ ، وَفَتْحِهَا طَهَارَةً فِيهِمَا ، وَ
الطُّهْرُ ، وَهُوَ أَيْضًا ضِدُّ الْحَيْضِ ، وَ
الْمَرْأَةُ طَاهِرَةٌ مِنَ الدَّنَسِ ، وَالْعُيُوبِ ، وَ
طَاهِرٌ مِنَ الْحَيْضِ بِالتَّاءِ فِي الْأَوَّلِ [الْمَرْأَةُ طَاهِرَةٌ مِنَ الدَّنَسِ] دُونَ الثَّانِي [طَاهِرٌ مِنَ الْحَيْضِ] ، وَ
تُسْتَعْمَلُ الطَّهَارَةُ مَجَازًا فِي التَّنَزُّهِ عَنِ الْعُيُوبِ ، فَيُقَالُ قَلْبٌ طَاهِرٌ ، وَعِرْضٌ طَاهِرٌ تَشْبِيهًا لِلدَّنَسِ الْمَعْلُومِ بِالدَّنَسِ الْمَحْسُوسِ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التعاريف (1/303) ؛ لمحتُ في مكتبة جدي -رحمه الله تعالى- الكتاب؛ ولم اتمكن من العودة إليه لسبب السفر .
(2) شرح النووي على صحيح مسلم (3/204) .
(3) المغني؛ ابن قدامة الحنبلي: (1/188) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 01 / 2022, 14 : 05 PM
أما شرعاً:
فـ الحَيْضُ خِلقةٌ في النساء؛ وطَبعٌ معتاد معروف منهنَّ.

قال صاحب المرقاة :" وَفِي الشَّرْعِ دَمٌ يَنْفُضُهُ رَحِمُ امْرَأَةٍ سَلِيمَةٍ مِنَ الدَّاءِ ؛ وَالصِّغَرِ".

فهو : دمٌ يحدث للأنثى بمقتضى الطبيعة بدون سبب في أوقات معلومة.

فهو دم على سبيل الصحة وليس له من مرض أو جرح أو سقوط أو ولادة.

وبما أنه دم طبيعي فإنه يختلف بحسب حال الأنثى وبيئتها وجوّها.

ولذلك تختلف فيه النساء اختلافاً متبايناً ظاهراً .

فـ الحيضُ دمٌ [١] طبيعة (سجية [٢]) وجِبِلَّة (خلقه الله سبحانه وتعالى وكتبه على بنات آدم؛ يرخيه الرحم إذا بلغت المرأة ثم يعتادها في أوقات معلومة و (يخرج من قعر الرحم [3])؛ فهو دم طبع الله عز وجل النساءَ وجبلهن عليه وليس بـ دم فساد.
ــــــــ
[١] يخرج من الفرج ثلاثة دماء:
(أ) دم الحيض،
(ب) ودم النِّفاس
(ج) ودم الإستحاضة؛ كفاية الأخيار؛ الحصني, ص143.
[٢] المبدع في شرح المقنع؛ بن مفلح المؤرخ الحنبلي؛ ج1؛ ص258.
[٣] المبدع في شرح المقنع؛ بن مفلح المؤرخ الحنبلي؛ ج1؛ ص258.
**
عرفَ أن أصل الدم الخارج من الأنثى حيض لأن وجوده في وقته يدل على الصحة والاعتدال ؛ أما

عدمه يدل على ضد ذلك ؛ وهذا المعنى متفق عليه بين أهل العلم بالشرع ؛ والعلم بالطب ، بل معارف الناس وعوائدهم وتجاربهم دلتهم على ذلك.

ولذلك قال العلماء في حده هو :" دم طبيعة وجبلة يأتي الأنثى في أوقات معروفة ، والتسمية تابعة لذلك ، والشارع أقر النساء على هذه التسمية لهذا الدم الخارج منهن ، وعلق عليه من الأحكام الشرعية ما علق،

فـ فهمَ الناسُ عنه هذه الأحكام وعلقوها على وجود هذا الدم ،

ومتى زال زالت لأن الحكم يدور مع علته وجوداً ،

فلهذا كان الصحيح بل الصواب المقطوع به أنه لا حد لــ أقل الحيض سناً وزمناً ولا لــ أكثره ولا لــ أقل الطهر بين الحيضتين ،


بل الحيض هو وجود الدم والطهر فقده ولو زاد أو نقص أو تأخر أو تقدم لظاهر النصوص الشرعية وظاهر عمل المسلمين ولأنه لا يسع النساء العمل بغير هذا القول ،



بل خلقه الخبير العليم لحكمة غذاء الولد (المخلوق من مائهما (1) ولتربيتة؛
ـــــــــــــ
[١]المبدع في شرح المقنع, بن مفلح المؤرخ الحنبلي, ج1, ص258.
ــــــــــــ
**
والحكمة فيه أنه لما كان الجنين في رحم أمه لا يمكن أن يتغذى به من كان خارج البطن ولا يمكن لــ أرحم الخلق به أن يوصل إليه شيئاً من الغذاء حينئذ جعل الله تعالى في الأنثى افرازات دموية يتغذى بها الجنين في رحم أمه بدون الحاجة إلى أكل وهضم تنفذ إلى جسمه من طريق السرة حيث يتخلل الدم عروقه فيتغذى به فتبارك الله أحسن الخالقين.

فــ هذه هي الحكمة في هذا الحيض ولذلك إذا حملت المرأة انقطع الحيض عنها فلا تحيض إلا نادراً.

وكذلك المراضع يقل من تحيض منهن لا سيما في أول زمن الرضاع.

ولذلك من حكمة وجود منها أنه أحد أركان مادة حياة الإنسان ففي رحم الأم يتغذى بالدم.

فإذا حملت انصرف ذلك الدم بإذن الله إلى تغذيته : إذ لو شاركها في غذائها ؛ لضعفت قواها ، فـ جعل الله له هذا الغذاء، لذلك لا تحيض الحامل، وجاء في الملخلص الفقهي : قل أن تحيض الحامل؛ فإذا وضعت الولد قلبه الله تعالى بحكمته لبناً يتغذى به الطفل لذلك قلما تحيض المرضع؛

فإذا خلت المرأة من حمل ورضاع بقي ذلك الدم لا مصرف له فيستقر في مكان من رحمها ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة وقد يزيد على ذلك ويقل ؛ ويطول شهر المرأة ويقصر على حسب ما ركبه الله تعالى في الطباع (1)،
**
ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بــ "بر الأم " ؛ ثلاث مرات، وبــ "بر الأب " مرة واحدة [2)]
ـــــ
[1] المغني ابن قدامة ج1 ص 347.
[2] المبدع في شرح المقنع, بن مفلح المؤرخ الحنبلي, ج1, ص259.
ــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 01 / 2022, 48 : 07 PM
والمرأة في وقت نزول الدم عليها لها ثمانية أسماء:
1 : ] الأول: الحائض،
2 : ] الثاني: عارك؛
3 : ] الثالث: فارِك،
4 : ] الرابع: طامس،
5 : ] الخامس: دارِس،
6 : ] السادس: كابر؛
7 : ] السابع: طامث؛
8 : ] الثامن: ضاحك.

وله أسماء:
1 : ] الأول: حَيْضٌ؛
2 : ] الثاني: عِرَاكٌ؛
3 : ] الثالث: ضَحِكٌ ؛
4 : ] الرابع: إِكْبَارٌ؛
5 : ] الخامس: إِعْصَارٌ؛
6 : ] السادس: طَمْثٌ؛
7 : ] السابع: دِرَاسٌ؛
8 : ] الثامن: فِرَاك
9 : ] التاسع: طَمْسٌ
10 : ] العاشر: نِفَاسٌ
وَزَادَ بَعْضُهُمْ
11 : ] " طَمْتٌ " بِالْمُثَنَّاةِ
وَ
12 : ] طَمْءٌ بِالْهَمْزَةِ(*)
ــــــ
(*) انظر كفاية الأخيار؛ الحصني؛ ص143، وأيضاً البحر الرائق شرح كنز الدقائق.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2022, 32 : 06 PM
﴿الحيض ﴾
"مخرجه :
الحيض يخرج من قعر رحم المرأة١
أجمع العلماء على أن للمرأة ثلاثة أحكام في رؤيتها الدَّمَ الظّاهر السائلَ من فرجها، فمن ذلك الحيضُ المعروف، ودمُه أسودُ خاثِرٌ تعلوه حُمرةٌ؛ تترك له الصلاة والصومَ لا خلاف في ذلك.
وقد يتصل وينقطع؛ فإن اتصل فالحكمُ ثابتٌ له، وإنْ انقطع فرأت الدم يوماً والطّهر يوماً أو رأت الدَّمَ يومين والطهر يومين أو يوماً فإنها تترك الصلاة في أيام الدّم، وتغتسل عند انقطاعه وتصلّي، ثم تُلفِّق٢ أيام الدَم وتُلغي أيامَ الطهر المتخللة لها، ولا تحتسب بها طهراً في عدّة ولا استبراء٣.
فدم الحيض وهو الخارج على جهة الصحة٤.
ـــــــــــــــــــــــ
١سبل السلام شرح بلوغ المرام، الصنعاني، ج 1؛ ص 107، انظر ايضا كفاية الأخيار؛ الحصني؛ ص143.
٢. سنفرد للتلفيق بحثاً خاصاً تحت عنوان "التلفيق".
٣. الجامع؛ القرطبي؛ مج 2ج3ص55.
٤. ابن رشد القرطبي؛ ص 36.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2022, 35 : 06 PM
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
[ آية 30؛سورةالنمل 27]
رَبِ يَسِّرْ ..
الْكَلَامُ فِي „ الحيض ” فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَ : تَفْسِيرِهِ
[١] لُغَةً [تكلمتُ عنه في الصفحات السابقة]
وَ
[٢] شَرْعًا [تكلمتُ عنه في الصفحات السابقة]
وَ
[٣] سَبَبِهِ
وَ
[٤] رُكْنِهِ
وَ
[٥] شَرْطِهِ
وَ
[٦] قَدْرِهِ
وَ
[٧] أَلْوَانِهِ
وَ
[٨] أَوَانِهِ
وَ
[٩] وَ قْتِ ثُبُوتِهِ
وَ
[١٠] الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ .
-*//*-
مع أطيب تحياتي الوردية
والبنفسجية الزاهية ؛ وخالص تمنياتي القلبية
بصحة وعافية وأوقات سعيدة دون متاعب..
محمد

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
26 / 02 / 2022, 09 : 07 PM
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
[ آية 30؛سورةالنمل 27]
رَبِ يَسِّرْ ..
الْكَلَامُ فِي „ الحيض ” فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَ : تَفْسِيرِهِ
[١] لُغَةً [تكلمتُ عنه في الصفحات السابقة]
وَ
[٢] شَرْعًا [تكلمتُ عنه في الصفحات السابقة]
وَ
[٣] سَبَبِهِ
وَ
[٤] رُكْنِهِ
وَ
[٥] شَرْطِهِ
وَ
[٦] قَدْرِهِ
وَ
[٧] أَلْوَانِهِ
وَ
[٨] أَوَانِهِ
وَ
[٩] وَ قْتِ ثُبُوتِهِ
وَ
[١٠] الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ .
-*//*-
مع أطيب تحياتي الوردية
والبنفسجية الزاهية ؛ وخالص تمنياتي القلبية
بصحة وعافية وأوقات سعيدة دون متاعب..
محمد