روضة
06 / 01 / 2009, 10 : 07 PM
هـجـران مـســاجـد الضِّــرَار.للشيخ الاسير والعالم النحرير ابو قتاده الفلسطينى
هـجـران مـســاجـد الضِّــرَار
n بقلم الشيخ / عمر محمود أبو عمرn
قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيه،ِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة 107- 110]
قال ابن القيم في فوائد غزوة تبوك:
ومنها تحريق أمكنة المعصية التي يعصى الله ورسوله فيها وهدمها كما حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد الضرار وأمر بهدمه، وهو مسجد يصلى فيه ويذكر اسم الله فيه لما كان بناؤه ضراراً وتفريقاً بين المؤمنين ومأوى للمنافقين، وكل مكان هذا شأنه فواجب على الإمام تعطيله، إما بهدم أو تحريق وإما بتغيير صورته وإخراجه عما وضع له.
ومما تدخل في معنى مسجد الضرار، وينطبق عليها الوصف الشرعي، تلك المساجد التي بناها الطواغيت لتُذكر فيها أسماؤهم وتسمى بهم، وهذه المساجد فيها الكثير من معاني الضرار؛ منها أنها بنيت رياءً وسمعةً وأموالها إنما بنيت من سرقات هؤلاء الطواغيت وبعضها من الربا.
من المهم جداً أن يعلم أهل الإسلام أن من طرق الشيطان وجنده، ومن سبيل المجرمين أن يموّهوا على أهل الإسلام دينهم الحق، ومن طرق صرف المسلمين عن دينهم هو تحوير الدين نفسه، وتقديم دين آخر تحت اسم الإسلام، فحينها تختلط على جماعة كبيرة من أهل الإسلام أي دين يتبعون، والجميع يدعون إلى اسم واحد وشعار واحد، ثم يصبح الكثير منهم لديه الحجة -زاعماً- أنّ الدين له صور كثيرة ولا يستطيع أن يتبين الصواب منها فيهجرها جميعاً، حقها وباطلها، وهذه طريقة قديمة حديثة، تتكرر حوادثها وأفرادها. ومن هذه الأحداث والأفراد هو بناء المساجد إضراراً بالإسلام وأهله.
ومسجد الضرار الأول الذي بناه أبو عامر الراهب -رجل من الخزرج وهو والد حنظلة الغَسيل رضي اللـه عنه وسماه رسول اللـه صلى الله عليه وسلم الفاسق- كانت أسباب بنائه كما تذكر الآيات هي:
أ - اتخاذه لمضارة المؤمنين وإيقاع الإيذاء بهم، وذلك أن بناءه كان لصرف الناس عن مسجد قباء، لا رغبة في الطاعة ولكن ليقع في النفوس الأذى ويؤدي إلى الخصومة والمشاحنة بينهم، وهذا من أعظم الضرر.
ب - الكفر وتقويته، وذلك أن انفرادهم في مسجد خاص لهم يسهل لهم ولإخوانهم من الكافرين والمنافقين الاجتماع والتشاور، وأهل الإسلام لا يشكون بهم كونهم في مسجد لا يتوقع صدور الأذى منه، ثم إنه حجة لمن ترك الصلاة في مسجد المسلمين أنه صلى فيه، فيسهِّل للمنافقين نفاقهم وتركهم أمر اللـه تعالى.
ج- التفريق بين المؤمنين في الملة الواحدة، فإن من مقاصد صلاة الجماعة هو الاتفاق والائتلاف وحصول المودة، قال الشيخ رضا في المنار: ولذلك كان تكثير المساجد وتفريق الجماعة منافياً لمقاصد الإسلام. ا.هـ.
قلت: التكثير إن كان لعلة الكثرة واتساع المدينة فنعم، وإلا كان تفريقاً بين المؤمنين.
د- الإرصاد لمن حارب اللـه ورسوله، وذلك أنه يكون مقرّاً لكل من أتى لحرب المؤمنين، وبذلك تسهل له مهمته، وتمرر مقاصده على المسلمين، كيف لا وقد أتاهم من قبل بيت اللـه تعالى وخاطبهم فيه.
وهذا المسجد -الضرار-
كان حكمه أن من الصلاة فيه بقوله:
{لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا}
فكانت الصلاة منع اللـهُ رسولَه بهدمه وحرقه،rفيه حراماً، وعند بعض الأئمة وهو الصواب باطلة، ثم أمر رسول اللـه ولعل حكم حرقه وهدمه أخذ من قوله تعالى: { أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} فإن الكثير من الأصوليين يرون جواز الاحتجاج بأفعال اللـه بعبيده على جواز الفعل بهم إلا لقرينة. قال ابن ،تيمية:
«الأصل قول اللـه تعالى وفعله، وتركه القول وتركه الفعل، وقول رسول اللـه وفعله، وتركه القول -وتركه الفعل- وإن كانت جرت عادة الأصوليين أنهم لا يذكرون من جهة اللـه إلا قوله الذي هو كتابه».
هـجـران مـســاجـد الضِّــرَار
n بقلم الشيخ / عمر محمود أبو عمرn
قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيه،ِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة 107- 110]
قال ابن القيم في فوائد غزوة تبوك:
ومنها تحريق أمكنة المعصية التي يعصى الله ورسوله فيها وهدمها كما حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد الضرار وأمر بهدمه، وهو مسجد يصلى فيه ويذكر اسم الله فيه لما كان بناؤه ضراراً وتفريقاً بين المؤمنين ومأوى للمنافقين، وكل مكان هذا شأنه فواجب على الإمام تعطيله، إما بهدم أو تحريق وإما بتغيير صورته وإخراجه عما وضع له.
ومما تدخل في معنى مسجد الضرار، وينطبق عليها الوصف الشرعي، تلك المساجد التي بناها الطواغيت لتُذكر فيها أسماؤهم وتسمى بهم، وهذه المساجد فيها الكثير من معاني الضرار؛ منها أنها بنيت رياءً وسمعةً وأموالها إنما بنيت من سرقات هؤلاء الطواغيت وبعضها من الربا.
من المهم جداً أن يعلم أهل الإسلام أن من طرق الشيطان وجنده، ومن سبيل المجرمين أن يموّهوا على أهل الإسلام دينهم الحق، ومن طرق صرف المسلمين عن دينهم هو تحوير الدين نفسه، وتقديم دين آخر تحت اسم الإسلام، فحينها تختلط على جماعة كبيرة من أهل الإسلام أي دين يتبعون، والجميع يدعون إلى اسم واحد وشعار واحد، ثم يصبح الكثير منهم لديه الحجة -زاعماً- أنّ الدين له صور كثيرة ولا يستطيع أن يتبين الصواب منها فيهجرها جميعاً، حقها وباطلها، وهذه طريقة قديمة حديثة، تتكرر حوادثها وأفرادها. ومن هذه الأحداث والأفراد هو بناء المساجد إضراراً بالإسلام وأهله.
ومسجد الضرار الأول الذي بناه أبو عامر الراهب -رجل من الخزرج وهو والد حنظلة الغَسيل رضي اللـه عنه وسماه رسول اللـه صلى الله عليه وسلم الفاسق- كانت أسباب بنائه كما تذكر الآيات هي:
أ - اتخاذه لمضارة المؤمنين وإيقاع الإيذاء بهم، وذلك أن بناءه كان لصرف الناس عن مسجد قباء، لا رغبة في الطاعة ولكن ليقع في النفوس الأذى ويؤدي إلى الخصومة والمشاحنة بينهم، وهذا من أعظم الضرر.
ب - الكفر وتقويته، وذلك أن انفرادهم في مسجد خاص لهم يسهل لهم ولإخوانهم من الكافرين والمنافقين الاجتماع والتشاور، وأهل الإسلام لا يشكون بهم كونهم في مسجد لا يتوقع صدور الأذى منه، ثم إنه حجة لمن ترك الصلاة في مسجد المسلمين أنه صلى فيه، فيسهِّل للمنافقين نفاقهم وتركهم أمر اللـه تعالى.
ج- التفريق بين المؤمنين في الملة الواحدة، فإن من مقاصد صلاة الجماعة هو الاتفاق والائتلاف وحصول المودة، قال الشيخ رضا في المنار: ولذلك كان تكثير المساجد وتفريق الجماعة منافياً لمقاصد الإسلام. ا.هـ.
قلت: التكثير إن كان لعلة الكثرة واتساع المدينة فنعم، وإلا كان تفريقاً بين المؤمنين.
د- الإرصاد لمن حارب اللـه ورسوله، وذلك أنه يكون مقرّاً لكل من أتى لحرب المؤمنين، وبذلك تسهل له مهمته، وتمرر مقاصده على المسلمين، كيف لا وقد أتاهم من قبل بيت اللـه تعالى وخاطبهم فيه.
وهذا المسجد -الضرار-
كان حكمه أن من الصلاة فيه بقوله:
{لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا}
فكانت الصلاة منع اللـهُ رسولَه بهدمه وحرقه،rفيه حراماً، وعند بعض الأئمة وهو الصواب باطلة، ثم أمر رسول اللـه ولعل حكم حرقه وهدمه أخذ من قوله تعالى: { أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} فإن الكثير من الأصوليين يرون جواز الاحتجاج بأفعال اللـه بعبيده على جواز الفعل بهم إلا لقرينة. قال ابن ،تيمية:
«الأصل قول اللـه تعالى وفعله، وتركه القول وتركه الفعل، وقول رسول اللـه وفعله، وتركه القول -وتركه الفعل- وإن كانت جرت عادة الأصوليين أنهم لا يذكرون من جهة اللـه إلا قوله الذي هو كتابه».