ابو قاسم الكبيسي
30 / 01 / 2009, 39 : 08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أراد أن يشكّك المسلمين في دينهم , فأصبح مسلمًا !
يقول راوي القصّة :
أنا شابٌّ فلسطيني , عمري 25 سنة , نشأتُ على النّصرانيّة , وكان أهلي يُحبُّونني حبًّا شديدًا وكانت كلّ طلباتي مجابة , وكانُوا أيضًا حريصين على أن أذهب إلى الكنيسة كلّ يوم أحد من أجل الصّلاة فيها . وعندما كبرْتُ , تعرَّفتُ على مجموعة من الشّباب النّصارى مثلي , فكنّا نذهب إلى الكنيسة بانتظام , وهناك كنّا نجتمعُ بأحد القساوسة لكي يُعلِّمنا أمور ديننا .
وفي أحد الأيّام , قال لنا هذا القسّيس :
مَن مِنكُم يُحبُّ يَسُوع (عيسى عليه السّلام) ؟ فصاح كلُّ واحد منّا :
أنا , أنا !
فقال : إنّ مَن يُحبّ شخصًا يجبُ أن يُدافع عنه .
فقلنا : بالتّأكيد يجبُ أن ندافع عنه لأنّه الرَّبُّ المُخَلِّص !
فقال : إنّ المسلمين لا يُحبُّون يَسوع . ثمّ أخذ يشرحُ لنا كيف أنّ الإسلام يَدعُو إلى كُرْه المسيحيّة , وأنّه دينُ إرهاب ويجبُ علينا أن نُحاربهُ بكلّ الطُّرُق والوسائل .
فقلتُ له : وكيف ذلك ؟
قال : بسيطة , عندما ترونَ مسلمًا , اسألُوه أسئلة تُشَكِّكُه في دينه . ثمّ أعطانَا كُتُبًا وقال لنا : ادْرُسُوها جيّدًا !
أخذتُ الكُتُب وحملْتُها إلى بيتي , وقضَّيتُ اللّيلَ كلّه أقرأها حتّى حفظتُ مُعظَم الشُّبُهات التي تجعلُ أيَّ مسلم يَشُكُّ في دينه . وبعد ستّة أشهر من القراءة والدّراسة أنا وأصدقائي , قرَّرنا أن نبدأ الحربَ على المسلمين .
فكُنّا نتعمَّد الذّهاب إلى المسجد الأقصى ونجلس بجواره نُناقش المُصلِّين لِساعات طويلة . وكنّا أيضًا نُرسِلُ الرّسائل بالإنترنت إلى العديد من المسلمين لكي نُشَكِّكهم في دينهم .
وفي أحد الأيّام , وهذا اليوم أعتبره نقطة تحوّلي من الظّلام إلى النّور ومن جُور الأديان إلى عدل الإسلام ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد , ذهبتُ أنا وأصدقائي كالعادة إلى المسجد الأقصى , فرأينا مجموعة من الشّباب جالسين يقرءون القرآن . اقتربنا منهم , فإذا بهم يقرءون سورة النّور , عن حادثة الإفك بخصوص السّيّدة عائشة رضي اللّه عنها (زوجة النّبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم) .
فقلتُ لأصحابي : سوف ترونَ ما أنا فاعِلٌ بهؤلاء المسلمين , سأجعلُهم يكرهون القرآن !
اقتربنا من الشّباب أكثر ,
وقلتُ لهم : عفوًا على المقاطعة , أنا مسيحي وأريد أن أعرف بعض الأشياء عن دينكم . فأجابني أحدُهم :
ماذا تريد أن تعرف ؟
فقلتُ : كيف كان وَجْهُ عائشة عندما تكلَّم عنها النّاسُ في المدينة واتّهمُوها في شَرَفها ؟!
فقال لي أحد أصحابي : من أين جئتَ بهذا السّؤال ؟!
إنّكَ فعلاً شيطان !
فتبسّم الشّابُّ المسلم وقال : كان وجهُها مثل وَجه مريَم عندما أتَت قومها تَحمِلُه
(أي تحمل عيسى عليه السّلام بعد أن وَلَدَتْه) !
صُدِمْتُ بالإجابة , ولم أدْرِ بماذا أُرُدّ ,
فقلتُ : ولكنّهم اتَّهَموها بالزِّنا , ولا أعرفُ إذا كانت شريفة أم لا ؟!
فقال : يا هذا ! هناك امرأتان اتُّهِمَتَا بالزِّنا وجاء القرآنُ ببَراءتِهِنّ :
أمّا الأولى , أقصدُ عائشة , فكانتْ متزوِّجة ولم تأتِ بِوَلَدٍ تحملُه , وأمّا الثّانية , وهي مريم , فكانتْ عَزْباء وأتَتْ بِوَلَدها تَحملُه . فأيُّهما أقرب أن نتَّهمها بالزِّنا ؟!
لا أقصدُ بهذا الإهانة , ولكنَّنا نحن المسلمون نحترمُ مريَم أكثر منكم , وإذا لَم تُصدِّقني فارجعْ إلى أناجيلكُم , وستجدُ فيها خُزعبلات وتخاريف لا أساس لها من الصّحّة . ثمّ أخذ يُحدِّثُني بأشياء في الإنجيل صُدِمتُ بمعرفتها , ولم أكن أتخيّل أنّها موجودة فيه !
شعرتُ بالإهانة بين أصحابي , فأخذتُ أسبُّ الإسلام والنّبيَّ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم . فقال لي الشّابّ : اسمع !
اسمي عبد المطّلب , سُبَّني أنا ولا تَسُبَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم !
صُعِقْتُ لهذا الكلام ,
فقلتُ : سوف أعود إليكَ مرّة ثانية وسنتَواجه . ثمّ رجعتُ إلى بيتي وأخرجتُ الإنجيل أبحثُ فيه , فوجدتُ أنّ كلّ ما ذكره الشّابّ صحيحًا . فتساءلتُ في نفسي :
هل يُعقَل أن يكون هذا كلامُ اللّه ؟!
أين كان عقلي ؟!
بعد أيّام , اتَّصلتُ بعبد المطّلب , فشرح لي الإسلام , فوجدتُه دينًا مختلفًا تمامًا عمّا كنتُ أسمعُ عنه ,
فأسلمتُ للّه ربّ العالمين , وأبدلتُ اسمي :
من أنطوان إلى عبد اللّه .
نقلاً , مع تصرّف بسيط في سرد القصّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أراد أن يشكّك المسلمين في دينهم , فأصبح مسلمًا !
يقول راوي القصّة :
أنا شابٌّ فلسطيني , عمري 25 سنة , نشأتُ على النّصرانيّة , وكان أهلي يُحبُّونني حبًّا شديدًا وكانت كلّ طلباتي مجابة , وكانُوا أيضًا حريصين على أن أذهب إلى الكنيسة كلّ يوم أحد من أجل الصّلاة فيها . وعندما كبرْتُ , تعرَّفتُ على مجموعة من الشّباب النّصارى مثلي , فكنّا نذهب إلى الكنيسة بانتظام , وهناك كنّا نجتمعُ بأحد القساوسة لكي يُعلِّمنا أمور ديننا .
وفي أحد الأيّام , قال لنا هذا القسّيس :
مَن مِنكُم يُحبُّ يَسُوع (عيسى عليه السّلام) ؟ فصاح كلُّ واحد منّا :
أنا , أنا !
فقال : إنّ مَن يُحبّ شخصًا يجبُ أن يُدافع عنه .
فقلنا : بالتّأكيد يجبُ أن ندافع عنه لأنّه الرَّبُّ المُخَلِّص !
فقال : إنّ المسلمين لا يُحبُّون يَسوع . ثمّ أخذ يشرحُ لنا كيف أنّ الإسلام يَدعُو إلى كُرْه المسيحيّة , وأنّه دينُ إرهاب ويجبُ علينا أن نُحاربهُ بكلّ الطُّرُق والوسائل .
فقلتُ له : وكيف ذلك ؟
قال : بسيطة , عندما ترونَ مسلمًا , اسألُوه أسئلة تُشَكِّكُه في دينه . ثمّ أعطانَا كُتُبًا وقال لنا : ادْرُسُوها جيّدًا !
أخذتُ الكُتُب وحملْتُها إلى بيتي , وقضَّيتُ اللّيلَ كلّه أقرأها حتّى حفظتُ مُعظَم الشُّبُهات التي تجعلُ أيَّ مسلم يَشُكُّ في دينه . وبعد ستّة أشهر من القراءة والدّراسة أنا وأصدقائي , قرَّرنا أن نبدأ الحربَ على المسلمين .
فكُنّا نتعمَّد الذّهاب إلى المسجد الأقصى ونجلس بجواره نُناقش المُصلِّين لِساعات طويلة . وكنّا أيضًا نُرسِلُ الرّسائل بالإنترنت إلى العديد من المسلمين لكي نُشَكِّكهم في دينهم .
وفي أحد الأيّام , وهذا اليوم أعتبره نقطة تحوّلي من الظّلام إلى النّور ومن جُور الأديان إلى عدل الإسلام ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد , ذهبتُ أنا وأصدقائي كالعادة إلى المسجد الأقصى , فرأينا مجموعة من الشّباب جالسين يقرءون القرآن . اقتربنا منهم , فإذا بهم يقرءون سورة النّور , عن حادثة الإفك بخصوص السّيّدة عائشة رضي اللّه عنها (زوجة النّبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم) .
فقلتُ لأصحابي : سوف ترونَ ما أنا فاعِلٌ بهؤلاء المسلمين , سأجعلُهم يكرهون القرآن !
اقتربنا من الشّباب أكثر ,
وقلتُ لهم : عفوًا على المقاطعة , أنا مسيحي وأريد أن أعرف بعض الأشياء عن دينكم . فأجابني أحدُهم :
ماذا تريد أن تعرف ؟
فقلتُ : كيف كان وَجْهُ عائشة عندما تكلَّم عنها النّاسُ في المدينة واتّهمُوها في شَرَفها ؟!
فقال لي أحد أصحابي : من أين جئتَ بهذا السّؤال ؟!
إنّكَ فعلاً شيطان !
فتبسّم الشّابُّ المسلم وقال : كان وجهُها مثل وَجه مريَم عندما أتَت قومها تَحمِلُه
(أي تحمل عيسى عليه السّلام بعد أن وَلَدَتْه) !
صُدِمْتُ بالإجابة , ولم أدْرِ بماذا أُرُدّ ,
فقلتُ : ولكنّهم اتَّهَموها بالزِّنا , ولا أعرفُ إذا كانت شريفة أم لا ؟!
فقال : يا هذا ! هناك امرأتان اتُّهِمَتَا بالزِّنا وجاء القرآنُ ببَراءتِهِنّ :
أمّا الأولى , أقصدُ عائشة , فكانتْ متزوِّجة ولم تأتِ بِوَلَدٍ تحملُه , وأمّا الثّانية , وهي مريم , فكانتْ عَزْباء وأتَتْ بِوَلَدها تَحملُه . فأيُّهما أقرب أن نتَّهمها بالزِّنا ؟!
لا أقصدُ بهذا الإهانة , ولكنَّنا نحن المسلمون نحترمُ مريَم أكثر منكم , وإذا لَم تُصدِّقني فارجعْ إلى أناجيلكُم , وستجدُ فيها خُزعبلات وتخاريف لا أساس لها من الصّحّة . ثمّ أخذ يُحدِّثُني بأشياء في الإنجيل صُدِمتُ بمعرفتها , ولم أكن أتخيّل أنّها موجودة فيه !
شعرتُ بالإهانة بين أصحابي , فأخذتُ أسبُّ الإسلام والنّبيَّ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم . فقال لي الشّابّ : اسمع !
اسمي عبد المطّلب , سُبَّني أنا ولا تَسُبَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم !
صُعِقْتُ لهذا الكلام ,
فقلتُ : سوف أعود إليكَ مرّة ثانية وسنتَواجه . ثمّ رجعتُ إلى بيتي وأخرجتُ الإنجيل أبحثُ فيه , فوجدتُ أنّ كلّ ما ذكره الشّابّ صحيحًا . فتساءلتُ في نفسي :
هل يُعقَل أن يكون هذا كلامُ اللّه ؟!
أين كان عقلي ؟!
بعد أيّام , اتَّصلتُ بعبد المطّلب , فشرح لي الإسلام , فوجدتُه دينًا مختلفًا تمامًا عمّا كنتُ أسمعُ عنه ,
فأسلمتُ للّه ربّ العالمين , وأبدلتُ اسمي :
من أنطوان إلى عبد اللّه .
نقلاً , مع تصرّف بسيط في سرد القصّة