ابو قاسم الكبيسي
23 / 02 / 2009, 46 : 01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تبارك وتعالى
س : إن هداية الناس ثمرة لانتشار العلم الشرعي بين الناس . ولكن من الملاحظ أن الباطل أكثر انتشارا عبر الصحافة ، وكافة وسائل الإعلام ومناهج التدريس . فما موقف الدعاة والعلماء من هذا؟ .
ج :
هذه واقعة منتشرة في الزمان كله ، وحكمة أرادها الله سبحانه كما قال تعالى :
(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)
ويقول سبحانه :
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)
لكن هذا يختلف :
ففي بلاد يكثر وفي بلاد يقل ، وفي قبيلة يكثر ، وفي قبيلة يقل ، وأما بالنسبة إلى الدنيا فأكثر الخلق على غير الهدى .
ولكن هذا يتفاوت بالنسبة إلى بعض الدول ، وبعض البلاد وبعض القرى ، وبعض القبائل ، فالواجب على أهل العلم أن ينشطوا ، وألا يكون أهل الباطل أنشط منهم .
بل يجب أن يكونوا أنشط من أهل الباطل ، في إظهار الحق والدعوة إليه أينما كانوا في الطريق وفي السيارة ، وفي الطائرة وفي المركبة الفضائية ، وفي البيت ، وفي أي مكان ، عليهم أن ينكروا المنكر بالتي هي أحسن ، ويعلموا بالتي هي أحسن ، بالأسلوب الطيب والرفق واللين ،
يقول الله عز وجل :
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
ويقول سبحانه :
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)
فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل ، فإن هذا غلط عظيم ، ومن أسباب انتشار الشر والبدع واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة .
فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ، ويدعوا إليه ، وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ، ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة كما قال الله عز وجل :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)
وذلك بعد العناية بأسباب تحصيل العلم ، من دراسة على أهل العلم وسؤالهم عما أشكل ، وحضور حلقات العلم والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره ومراجعة الأحاديث الصحيحة ، حتى تستفيد وتنشر العلم كما أخذته عن أهله بالدليل ، مع الإخلاص والنية الصالحة والتواضع ، ويجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة ، وألا يكون أهل الباطل أنشط في باطلهم ، وأن تحرص على نفع المسلمين في دينهم ودنياهم .
وهذا واجب العلماء شيوخا وشبابا أينما كانوا ، بأن ينشروا الحق بالأدلة الشرعية ، ويرغبوا الناس فيه ، وينفروهم من الباطل ، ويحذروهم منه ، عملا بقول الله عز وجل :
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)
وقوله سبحانه :
(وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
هكذا يكون أهل العلم أينما كانوا يدعون إلى الله ، ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق فيما يأمرون به وفيما ينهون عنه وفيما يدعون إليه . حتى تنجح دعوتهم ، ويفوز الجميع بالعاقبة الحميدة والسلامة من كيد الأعداء . والله المستعان .
من ضمن الأسئلة المقدمة لسماحته من جريدة الندوة ونشرت في عددها 11293 الصادر في يوم السبت 15/8/1416هـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تبارك وتعالى
س : إن هداية الناس ثمرة لانتشار العلم الشرعي بين الناس . ولكن من الملاحظ أن الباطل أكثر انتشارا عبر الصحافة ، وكافة وسائل الإعلام ومناهج التدريس . فما موقف الدعاة والعلماء من هذا؟ .
ج :
هذه واقعة منتشرة في الزمان كله ، وحكمة أرادها الله سبحانه كما قال تعالى :
(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)
ويقول سبحانه :
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)
لكن هذا يختلف :
ففي بلاد يكثر وفي بلاد يقل ، وفي قبيلة يكثر ، وفي قبيلة يقل ، وأما بالنسبة إلى الدنيا فأكثر الخلق على غير الهدى .
ولكن هذا يتفاوت بالنسبة إلى بعض الدول ، وبعض البلاد وبعض القرى ، وبعض القبائل ، فالواجب على أهل العلم أن ينشطوا ، وألا يكون أهل الباطل أنشط منهم .
بل يجب أن يكونوا أنشط من أهل الباطل ، في إظهار الحق والدعوة إليه أينما كانوا في الطريق وفي السيارة ، وفي الطائرة وفي المركبة الفضائية ، وفي البيت ، وفي أي مكان ، عليهم أن ينكروا المنكر بالتي هي أحسن ، ويعلموا بالتي هي أحسن ، بالأسلوب الطيب والرفق واللين ،
يقول الله عز وجل :
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
ويقول سبحانه :
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)
فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل ، فإن هذا غلط عظيم ، ومن أسباب انتشار الشر والبدع واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة .
فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ، ويدعوا إليه ، وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ، ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة كما قال الله عز وجل :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)
وذلك بعد العناية بأسباب تحصيل العلم ، من دراسة على أهل العلم وسؤالهم عما أشكل ، وحضور حلقات العلم والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره ومراجعة الأحاديث الصحيحة ، حتى تستفيد وتنشر العلم كما أخذته عن أهله بالدليل ، مع الإخلاص والنية الصالحة والتواضع ، ويجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة ، وألا يكون أهل الباطل أنشط في باطلهم ، وأن تحرص على نفع المسلمين في دينهم ودنياهم .
وهذا واجب العلماء شيوخا وشبابا أينما كانوا ، بأن ينشروا الحق بالأدلة الشرعية ، ويرغبوا الناس فيه ، وينفروهم من الباطل ، ويحذروهم منه ، عملا بقول الله عز وجل :
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)
وقوله سبحانه :
(وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
هكذا يكون أهل العلم أينما كانوا يدعون إلى الله ، ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق فيما يأمرون به وفيما ينهون عنه وفيما يدعون إليه . حتى تنجح دعوتهم ، ويفوز الجميع بالعاقبة الحميدة والسلامة من كيد الأعداء . والله المستعان .
من ضمن الأسئلة المقدمة لسماحته من جريدة الندوة ونشرت في عددها 11293 الصادر في يوم السبت 15/8/1416هـ.