تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخطوط العريضة لخطبة الجمعة


دكتور محمد فخر الدين الرمادي
20 / 10 / 2020, 37 : 01 PM
الخطوط العريضة
لــ
خطبة جمعة :


22 رجب 1432
الثاني والعشرون من شهر رجب
العام ألف وأربعمائة واثنان وثلاثون




* * **
[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....]
و
[ الــمدرسة النبوية..... و....الـجامعة المحمدية...]
* * *
[ بناء العابد الساجد... ]
قبل
[بناء الحيطان وزخرفة المساجد...]



جامع:





النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى



[ الخطبة الأولى ]

-*-*-*-*-*-*




اعداد وإلقاء:



( الدكتور:
مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ
مِنْ
الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ
بِـــ
مِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
21 / 10 / 2020, 27 : 09 PM
الخطوط العريضة
لــ
خطبة جمعة :
1432-07-22
22 رجب 1432
الثاني والعشرون من رجب
العام ألف وأربعمائة واثنان وثلاثون
﴿ ﴿ „ 22 ‟ ﴾ ﴾ من شهر رجب من العام الهـجري ١٤٣٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „ 24 ‟ ﴾ ﴾ من شهر يونيو من العام ٢٠١١ الميلادي ﴾
* * **
﴿ [ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾
و
﴿ [ الــمدرسة النبوية..... و....الـجامعة المحمدية...] ﴾:
***
﴿ [ بناء العابد الساجد... ] ﴾
قبل
﴿ [بناء الحيطان و زخرفة المساجد...] ﴾
جامع:

﴿ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَىٰ ﴾

﴿ „ ١ “ ﴾ [ الخطبة الأولىٰ ]
-*-*-*-*-*-*
-*/-*/-*/
« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »
وجدتُ -وارجو مِن الذي تعالى فوق عباده بعد أن خلقهم .. وخيرهم بحسن عبادته وأثابهم برحمته جنة أعدت للمتقين وأكرمهم.. وسما بعظمته وكبرياءه فوق رؤوس خلقه فأرشدهم بابتعاث خير ولد آدم وخير خلقه النبي المصطفى والرسول المجتبى والــحـــبــــيـــــــب المرتضى.. ارجو منه سبحانه التوفيق والهداية والقبول- ..

اقول : وجدتُ أنه مِن المفيد جمع الخطوط العريضة لـ خطب الجمعة في ملف واحد ليسهل للقارئــ(ـــة)الكريمــ(ــة)مراجعتها بدلًا مِن تفريقها في العديد مِن الصفحات؛ كما يسهل لي -وماسميت إنسانا إلا لنسياني- كذلك مراجعة أفكاري وترتيبها بدلا مِن الإعتماد على الذاكرة وقد ينسى المرء أو تختلط عليه الأمور ....

والخطوط العريضة لخطب الجمع هذه ؛ هي المحاور الرئيسة التي تدور حولها الخطبة ؛ والحقيقة أنه يكون هناك زيادات كثيرة وإضافات.. حيث أنني -بحمد الله تعالى؛ وبعد نصيحة أستاذ لي لا أقرأ مِن ورقة- وقد يكون في خطتنا حفظ الخطبة صوتاً وصورة لتسمع ويتم التجاوب الفعلي مع كيفية آداءها والقاءها ؛
ومِن الله تعالى في علاه التوفيق والهداية والقبول .. فهو على كل شئ قدير ..

كما .. وارجو مِن السادة أهل العلم وأصحاب الفضل: السادة الإخوة الأفاضل القائمين والمشرفين على هذا الموقع -ملتقى أهل العلم- حفظهم الله تعالى وزادهم من علمه وفضله .. قبول فكرتي هذه... والسماح بنشر ما أحضره من خطب الجمع .. وأكون لهم جميعاً -بارك الله تعالى فيهم- من الشاكرين..

محمد

03 ربيع الأول 1442 هــ ~ 20 أكتوبر 2020م

-*/-*/-*/

« الإنسانُ في القرآن »

« الخطبة الأولىٰ »


الحمد لله رب العالمين ؛ واجد الخلائق أجمعين؛ وسبحانه وتعالىٰ الذي خلق الإنسان من طين ؛ وكرمه بنعمتيّ العقل والدين ؛ ثم أنعم عليه بنعمة الإدراك واليقين ، ثم الحمد لله الذي أمر ملآئكته بالسجود لآدم وتمنعت الشياطين ، ثم الحمد لله الذي أكرمنا بنعمة الإسلام والإيمان ؛ و وعدنا بالعز في الدنيا والتمكين .
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=5079) قَالَ :« جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- ؛ فَــ
قَالَ :" يا أبا القاسم ؛ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ- السَّمَاوَاتِ عَلَىٰ إِصْبَعٍ [ ... وفي رواية آخرىٰ : " إن الله -تعالىٰ- يمسك السماوات يوم القيامة علىٰ إصبع ... " ] ، وَ الأَرَضِينَ عَلَىٰ إِصْبَعٍ، وَ الْجِبَالَ و الشجر عَلَىٰ إِصْبَعٍ، والماء والثرىٰ علىٰ إصبع، وَالْخَلائِقَ كُلَّهَا عَلَىٰ إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ،
ثُمَّ
يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ.
فلمن الملك اليوم !؟
لله .. لا آله إلا الله .
ثم
يكمل ابن مسعود الحديث فـــ
يقَولَ : لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-ضَحِكَ تعجبا مما قال الحَبْر حَتَّىٰ بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، تَصْدِيقًا لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُول ُاللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :« وَ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ، سبحانه وتعالىٰ عما يشركون »
[ الزمر: 67 ]
[تخريج الحديث : رقم الحديث: 755 (حديث مرفوع) ... أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْكَشِّيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْمَدِينِيُّ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=5792) ، قَالَ : حَدَّثَنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِالْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُبَيْدَة (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=5448)].
* * *
فنشهد أن ملك الملوك وقاهر الجبابرة وقاصم القياصرة والذي أمره بين الكاف والنون .. نشهد أنه الآله الواحد الأحد الفرد الصمد

* * * * *
« وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=720) ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،
قَالَ : " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَ لا فَخْرَ ، وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَ لا فَخْرَ ، وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلَقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ وَ لا فَخْرَ ، وَ لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي وَ لا فَخْرَ " .»
[المصدر : الجزء العاشر من الفوائد المنتقاة ؛ حديث مرفوع].

فنشهد بأن مَنْ قال هذا هو النبي المصطفى والرسول المجتبى و الــحــبــيــب المرتضى والخليل المحتبى.. النبي الرسول الأمي خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم

*****
عينٌ تقع علىٰ وحي رب العالمين بشقيه: الكتاب المبين؛ وسنة النبي الأمين ... وعين تقع على واقع الأمة الإسلامية اليوم!
* * *
معاشر السادة المسلمين!
نعيشُ في جمعتنا هذه لحظات مع كائن غائي
أشرف الكائنات على الإطلاق وأكرم المخلوقات دون منازع
ليس بملاك ساجد ولا ملك مقرب
وليس بشيطان ولا جن رجيم
جمع فضائل الخصائص وصهرها وبوتقها في كينونته
قد يجمع المتناقضات أحياناً ويكاد يفرق بين المقابلات



معاشر السادة المسلمين!


بدأتُ به لأن سلوكَه بعد إرادة الخالق سبحانه ؛ ومعيشته على الأرض تصلح الكون أو تفسده
قد ينحدر إلى أسفل سافلين
وقد يسمو إلى درجة الأنبياء والشهداء والأولياء والصالحين



كائن غائي .. عجيب غريب؛ إذا سما جاور الثريا ؛ و أوشك أن يجلس تحت شجرة المنتهى ؛ وإذا فجر سكن مع الخنازير و آوى إلى زرائب البهائم ؛ إذا غَيَّبَ الإدراك والفهم تساوى مع الأنعام ؛ وإذا أوقد شرارة الفقه حضرت الملآئكةُ مجلسَه
ورضيَّ عنه الملأ الأعلى وقارب درجة الأنبياء والمرسلين وورثها.



* * *



عن مَنْ نتحدث ، حديثنا اليوم عن
قوله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
« وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً * فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً * ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ »



فــ
هل سكت القرآن العظيم والذكر الحكيم والوحي الكريم!؟.
كلا !
بل يقول رافع السموات بغير عمد ترونها : " ثم إنكم بعد ذلك لميتون " ؛
فــ
هل سكت القرآن!!؟.
كلا !
بل يكمل فيقول :" ثم إنكم يوم القيامة تبعثون"
(المؤمنون :12– 14 )
إعجاز ما بعده إعجاز ، حقائق قرآنية.. وحقائق كونية..وحقائق علوية!
أعلم مَنْ أنت!!
حين خُلقَ الإنسان اقترنت به إرادة الله -عز وجل- ، فالخالق هو الكمال المطلق.. والمخلوق أيضا جاء على الكمال المطلق الممكن تخيله في شأن مخلوق وقد نص الله -تعالى- على هذا حرفا وكلماته حين قال {... ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي...}
[ ص:75]
أي أن هذا الخلق بيد الله -تعالى-،
يدُ مَن!! ...
يد الله -بلا تشبيه بل تنزيه- فنقترب أو نكاد من الكمال المطلق.. فأنت صناعة ربانية؛
فــ
هل هناك من دليل! ..
نعم!
قوله -عزوجل- { لقدخلقنا الإنسان في أحسن تقويم }
[التين:4]،
هذا الإنسان قد قوم في أحسن تقويم!
و
التقويم أي التجهيز بكل ما يمكّن
هذا الإنسان من القيام والاضطلاع بمهامه، التي قد ذرئ في هذه الأرض في هذا الكون من أجل القيام بها،
إذاً الخلق هو خلق غائي أي أن هذا الإنسان قد خلق لغاية ، أن يُستخلف { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } ،
هناك غاية من الخلق
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
[51 الذاريات : 56]
و
يقول الخالق المحي المميت :" وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
[ 99 الحجر : 15]
و
اليقين هنا الموت .
سأصلي حتى أموت.
حتى حرف غاية
سأجمع المال حتى اتمكن من أداء الحج .
حتى حرف غاية
****
موضوع الخلق هنا كآيات كثيرة تتكرر بألفاظها وتتكرر بمعانيها ، هل لهذا التكرار في موضوع خلق الإنسان في القرآن الكريم من مغزى أو من غرض ما ؟
ليس هناك مغزى بل هناك العديد العديد !
هذا الخلق .. خلق غائي ، خلق هذا الإنسان وقوم بهذا التقويم الأحسن من أجل أن يقوم بأدوار معينة أي أن هذا الخلق كان مستجيبا لهذه الأدوار التي يراد للإنسان أن يقوم بها التي قد حمل أمانة القيام بها.
فمن حيث التعدد للآيات التي قد وردت في القرآن بهذا الشأن فإنها يسري عليها ما سماه الله -عزوجل- التصريف،
أي أن هناك تصريف للآيات ، كل مرة ، كل مرة يمكن الإنسان أن ينظر:
إلى حقيقة من الحقائق؛
إلى مركب مفاهيمي؛
إلى مجموعة من المعطيات من زاوية معينة، فــ
ورود هذه الآيات ضمن سياقها هو الذي يعطيها شخصيتها المعنوية فكل مرة ترد هذه الآية في سياق يكون الإنسان قادرا على النظر إلى هذه الحقائق من زوايا متعددة بتكاملها يتمكن الإنسان من بناء رؤيته لذاته وبناء رؤيته لدوره في هذا الكون وفي هذا الوجود.
****
نادىٰ أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب علىٰ ابنه حين جاءته لحظة الوفاة فقال :" ياعبد الله .. ضع خدي علىٰ التراب .. لعل الله ينظر إليَّ فيرحمني " ،
الفاروق عمر
قال على بن أبي طالب في حقه :" حكمتَ فعدلت فأمنت فنمت ياعمر " ، فلا عسكر تحمي عرش ولا حرس جمهوري أو رئاسي ولا قوات أمن مركزي ولا جيش موالي للحاكم ضد شعبه بل ... عدل .

استغفروا الله والتائب من الذنب كمن لا ذنب
*** ** ** *** ** **
الحمد لله وكفى
والصلاة السلام على الرسول المصطفى
وأشهدأن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُون
(الروم:20) .
وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً )
(الفرقان:54) .
ففي الآية الأولى إشارة إلىٰ خلق الإنسان من تراب؛ و
في الثانية من الماء،
ثم
في آية ثالثة : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )
(المؤمنون :12 )
وما الطين سوى مزيج من التراب والماء . و
هكذا ففي الآيات السابقة إشارة إلى أن أصل الإنسان ومعدنه الأساسي هو من طينة هذه الأرض ومن معدنها، و
بشكل أدق :
خلاصةٌ من هذه الأرض ( سلالة من طين ) .. فماذا يقول لنا المخبر عن ذلك ؟



عينٌ تقع على الكتاب الكريم فنقرأ حقائق قرآنية وعين تقع على الواقع العملي من خلال الفحص المخبري :
فلو أرجعنا الإنسان إلى عناصره الأولية، لوجدناه أشبه بمنجم صغير، يشترك في تركيبه حوالي ( 21) عنصراً، تتوزع بشكل رئيسي على :
1ـ أكسجين (O) ـ هيدروجين( H) على شكل ماء بنسبة 65% ـ 70% من وزن الجسم
2 ـ كربون (C)، وهيدروجين( H) وأكسجين (O) وتشكل أساس المركبات العضوية من سكريات ودسم ، و بروتينات وفيتامينات، وهرمونات أو خمائر .
3 ـ مواد جافة يمكن تقسيمها إلى:
آ ـ ست مواد هي : الكلور ( CL) ، الكبريت (S)، الفسفور (P)، والمنغزيوم (MG ) والبوتاسيوم (K)، والصوديوم (Na)، وهي تشكل 60 ـ 80 % من المواد الجافة .
ب . ست مواد بنسبة أقل هي : الحديد (Fe)، والنحاس (Cu) واليود (I) والمنغنزيوم (MN) والكوبالت ( Co)، والتوتياء ( Zn) والمولبيديوم (Mo) .
جـ ـ ستة عناصر بشكل زهيد هي : الفلور ( F)، والألمنيوم (AL)، والبور (B)، والسيلينيوم ( Se) ، الكادميوم ( Cd)والكروم ( Cr).





أولاً:
تتركب أساساً من الماء ، وبنسبة عالية، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يستمر حياً أكثر من أربعة أيام بدون ماء، رغم ما يمتلكه من إمكانيات التأقلم مع الجفاف ، و ينطبق ذلك على جميع الكائنات الحية فــ -تبارك الله- إذ يقول ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)
(الأنبياء:30)





ثانياً :
كل هذه العناصر موجودة في تراب الأرض، ولا يشترط أن تكون كل مكونات التراب داخلة في تركيب جسم الإنسان، فهناك أكثر من مئة [100] عنصر في الأرض بينما لم يكتشف سوى (22) عنصراً في تركيب جسم الإنسان، وقد أشار لذلك القرآن حيث قال : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ)
(المؤمنون:12)
هذه هي حقيقتك!!؟..
وفي ذلك إعجاز علمي بليغ .



تتبقى قضية مصيرية ومسألتان



- القضية المصيرية هي ثورة مصر ودور مصريي الخارج تجاهها فيجب على مصري الخارج القيام بدورهم الإيجابي في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وعند مناقشة الدستور ولحظة إنتخاب رئيس / قائد مصر القادم.



المسألة التربوية التعليمية هي تدريس الجنس في المرحلة الإبتدائية وما هو دور التجمع في هذا التوجيه والتعليم،
وهناك مراحل عمّرية يجب أن ننتبه إليها ؛ وهي :
- إلى ما قبل سن البلوغ
- ما بين سن البلوغ إلى ما قبل سن الزواج
- مدرسة الأزواج،
ثم
مسألة الطهارة والنظافة خاصة عند الفتيات و
- تدريس فقه السيدة عائشة -رضي الله عنها-





-المسألة الثالثة : هي مسألة ربط تراث الأجداد بالأجيال القادمة فقد مر هذه الأيام 900 عام على وفاة الإمام أبي حامد الغزالي وهذا يكون على المحاور التالية :
1.) التأويل عند الإمام الغزالي
2.) علوم الحديث والسنة
3.) اللغة العربية والفكر والدين
4.) تربية النفس وعلاج أمراضها
5.) الأفكار السياسية
6.) السياسة والأخلاق
7.) موازنة بين بين الغزالي وابن خلدون
8.) تـأثيره على فكر ابن رشد وابن تيمية

24 . 06 . 2011
اعداد وإلقاء:
(الدكتور: مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 10 / 2020, 12 : 12 AM
« آثر الميديا على الذوق العام »

الحمدُ لله حمدَ الشاكرين ، ونستعينُه إستعانة العاجزين ، ونستغفره إستغفار التائبين ، ونثني عليه ثناءُ الكاملين ، اسمع إلى مَن أمره بين الكاف والنون :[ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ]
( الإسراء: 17 /111 ).
ثم اسمع إلى ملك الملوك وربَّ كلِ الأكوان والمخلوقات حين يقول :[ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ]
(آل عمران: 18)
فــ
نشهد بما شهد به الربُ و ملآئكته وأولو العلم بـــ أنه الربُّ وحده ، خالق الكون والخلائق أجمعين .. هو الأول فلا شئ قبله وهو الآخر فلا شئ بعده ، وهو الظاهر فليس فوقه شئ والباطن فليس دونه شئ ، وهو مالك يوم الدين : [ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ]
( 6 الأنعام: 101)
[ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) ]
( الفرقان: 25 /2 )
فهل ترك الإنسان هكذا هَملاً !
لا بل قال [ هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) ،
فهل سكت واكتفى !!؟
كلا بل أكمل :[ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) ] ،
فهل سكت واكتفى !!؟
كلا بل أكمل :[ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) ] ،
فهل سكت واكتفى !!؟
كلا بل أكمل :[ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) ،
فهل سكت واكتفى !!؟
كلا بل أكمل :[ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) ،
لما تفعلون كل هذا !!؟..
فيجئ الجواب ويرتفع الإستفهامُ والإبهام :
[ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)،
فيجئ الجواب على الوجه السرعة وفي الحال:
[ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)،
لما كل هذا فيقول الرحيم والودود :
[ إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)]
(76 الإنسان /1-3).
رب العباد ليقول لعباده :[ وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ]
* * * * *
ونشهد أنه ارسل فينا خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ، هو ، اللهُ ... الذي أرسل للعالمين رسولا وللمؤمنين بشيراً وهاديا ومبينا ً ورحيماً .. وللعاصين والكافرين نذيرا.
ونشهدُ بأنه البشرى التي آتت على لسان سيدنا عيسى بن البتول الحَصَان مريم عليه السلام :
[ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ]
(61 الصف 6) ..
اسْمُهُ أَحْمَدُ ...






لي فيكِ يا أرض الحجازِ حــبــيــــبُ
نورُ العيونِ وللقلوبِ طبيبُ

في الأرضِ أحمدُ

في السماءِ محمدٌ

عند الآله مقربٌ محبوبُ

****

وصدق من قال

وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ * فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ

*****

فنصلي ونسلم على مَنْ قال عن نفسه العليَّة وأخلاقه الساميّة ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " أنا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي أَحْشُرُ النَّاسَ ، وَأَنَا الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرُ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ وَالَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ " .
وفي حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ، عَنْ ابْنِ غَنْمٍ ، قَالَ : " نَزَلَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلامُ- عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَشَقَّ بَطْنَهُ ، ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ : " قَلْبٌ وَكِيعٌ فِيهِ أُذُنَانِ سَمِيعَتَانِ وَعَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الْمُقَفِّي ، الْحَاشِرُ ، خُلُقُكَ قَيِّمٌ ، وَلِسَانُكَ صَادِقٌ ، وَنَفْسُكَ مُطْمَئِنَّةٌ " ،
قَالَ أَبُو مُحَمَّد : وَكِيعٌ يَعْنِي : شَدِيدًا .



صاحبِ الوجه الأنور والجبين الأزهر ؛ المبعوثِ للأسود والأبيض والأحمر وعلى الشفيع فينا يوم الدين وعلى صاحب القول المبين وعلى الذي فرق بين الضلالة واليقين على المصطفى الهادي نبينا ، الذي بهداه بإذن ربه أخرجنا من الظلمات إلى النور وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته والتزم هديه وتمسك بسنته ، والتزم الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
** * * * *
هذا هو الله وهذا هو عبده و نبيه ورسوله ..
أما أنت فمع مَن أنت تسير !؟
فمع مَن أنت تسير مع رب مالك قادر رازق محيي مميت بيده الخير ، ومع نبي يأتيه الوحي من فوق سبع سموات طباق..
أما إذا كنت مع حكام العرب فأسألك بربك وقل لي :" أين المخلوع من تونس ، أو المخلوع من اليمن ، أو المخلوع من مصر ، أنت مع مَن !!
اما الذين مع الله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ... وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ]
(رواه ابن ماجه بسند صحيح).
* * * * *
عينٌ تقع على وحي رب العالمين بشقيّه الكتاب المبين وسنة النبي الأمين .
وعين تقع على حال الأمة الإسلامية







معاشر السادة المسلمين !
يقول الذي رفع السموات من غير عمد ترونها [ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ]
فمَن أنتم!!؟
(حديث قدسي) عن أَبِي حَلْبَسٍ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، تَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه-ُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، مَا سَمِعْتُهُ يُكَنِّيهِ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا ، يَقُولُ :" إِنَّ اللَّهَ -عَزَّوَجَلَّ- قَالَ : يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، إِنِّي بَاعِثٌ بَعْدَكَ أُمَّةً إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ حَمِدُوا وَشَكَرُوا ، وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ احْتَسَبُوا وَصَبَرُوا ، وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ ، قَالَ : يَارَبِّ ، وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا لَهُمْ وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ ؟ قَالَ : أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي "
[الأسماء والصفات للبيهقي » رقم الحديث: 235 عند البيهقي؛ بَابُ : مَا جَاءَ فِي إِثْبَاتِ صِفَةِ الْعِلْمِ؛ وقال الألباني رحمه الله :" ضعيف " ."السلسلة الضعيفة " (رقم/4038) ]؛ وقال محققو مسند أحمد ـ ط ـ الرسالة : "إسناده ضعيف لجهالة حال أبي حَلْبَس يزيد بن ميسرة " .) ] .

* * *
منذ مائة أو يزيد والأمتان العربية والإسلامية تعيشان في حالة من التخبط والإضطراب والقلق والفوضى ، بل قل إن شئت العالم بأجمعه ..
فمنذ زمن يسير وقفنا حيرى ، تناقضات ؛ شعب يباد عن بكرة أبيه ، ودولة مهددة بالإفلاس ، وصراعٌ بين ممثلي الشعب النمساوي في البرلمان حول إضافة كلمة في النشيد القومي لجمهورية الألب .
أين دور الأقلية فاعل أم غائب!
وغاب عن الحضور نقاش القضايا الأساسية كأن راتب المرأة أقل من راتب الرجل، وتبؤها مراكز قيادية داخل المؤسسات الحيوية الرسمية ، ومن له حق الحصول على أجازة الوضع : الرجل أم المرأة!!؟...
ويقف المرء حيران عند إزدواجية المعايير في دول العالم الأول ، وخنوع وخوف وتقهقر عند بقية دول العالم الثالث ، دولة بشعبها وأجهزتها ورجال سياستها وأحزابها تمد يدها للعوز والإحتياج ، وفي المقابل بذخ وإسراف .
بيد أن بصيص أملٍ يظهر في الأفق بإنبثاق فجر الثورة العربية وطلوع شمس الحرية ، ما الذي فجر هذه الثورات ... إليك البيان





في جانب من العالم يعيش الإنسان على أقل من دولارين في اليوم وفي المقابل يُصرف أكثر من 17 مليون إسترليني في ليلة واحدة في حفل زفاف تتولى الحكومة البريطانية وبعض المؤسسات الأخرى مسؤولية الإجراءات المرتبطة بالزفاف، ومنها إجراءات تأمين الحفل. ويتولى خمسة آلاف شرطي مهمة تأمين الزفاف، وتقدر تكلفة هذه الإجراءات الأمنية بنحو 20 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 22.5 مليون يورو). ويضع الزفاف المزيد من الأعباء على الدولة، إذ ستقوم بصرف علاوات لجميع الموظفين الذين سيعملون في هذا اليوم الذي أعلن أنه سيكون عطلة رسمية في البلاد...





في ثوان بيعت لوحة لبيكاسو بـــ 13.5 مليون إسترليني و
في العام الماضي بيعت لوحة لبيكاسو بــ 65 مليون إسترليني ،
إحداهن تقول :" فستان الزفاف كلفني 100 ألف إسترليني من أحد بيوت الأزياء بولاية نيويورك الأمريكية، واضطرت للسفرإلى نيويورك ثلاث مرات لشراء ذلك الفستان ؛ الذي قالت إنها حققت حلمها بالحصول عليه."
وفي المقابل في وسط وجنوب أفريقيا جفاف وحروب... 10 ملايين إنسان يحاصرهم الجفاف ، وأنحاء آخرى من قارات العالم الخمس كالهند وآسيا.
قالت صحيفة :" نيوز أوف ذي وورلد " أن ثرياً عربياً عرض مليون جنيه إسترليني (1.8 مليون دولار) على الممثلة البريطانية الهندية الأصل ليلى رواس مقابل تناول العشاء معه، وطائرة مجانية تحضرها وإقامة في فندق خمس نجوم ، وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة تجد الشحات والمحتاج .
هناك بشر يفترشون الأرض بصخرها ورمالها وجفافها وخشنها ويلتحفون السماء بأمطارها وبرقها ورعدها ويمضغون العلقم والصبر ليل صباح



في النمسا ... في الغرب الأوروبي فنادق للكلاب ومربية للكلاب في حالة أخذ صاحب الكلب أو القط إجازة و


هناك يولد طفل معاق جسديا وعقليا ونفسياً لأن أمه لم تتحصل على الغذاء الكافي ولم تتناول التطعيمات الواقية لها من الأمرا ض

أثرياء سعوديون يهدون الأمير وليام مجوهرات بـ 60 مليون جنيه إسترليني بمناسبة زواجه! ... من 301 من الأحجار الكريمة بما يعادل 60 مليون جنيه استرليني (350 مليون ريال .... لتقديم هدية واحدة لأمير انجليزي تطعم الاف الاسر الفقيرة في بلادهم . أضف إلى ذلك اكثر من مليونين
وستمائة الف عانس ومطلقة ما بين سن الـ 18 - 45 الكثير من الشباب بكل
اسف فوق سن الــ 25 سنة
تناقض صريح .
أطفال تنادي من غزة أريد حقي في الدواء ، اريد حقي في العلم والتعليم
اريد حقي في الكساء
وسلطات بعض الدول في العالم الأول تمنع إستراد بعض الحيوانات خوفاً من إنقراضها ، وفي المقابل تموت وتذبح وتباد شعوب بالآلة العسكرية الجهنمية لحكام بلاد حفاظاً على عرش الملك أو توريث أبنه الحكم.
ينبغي أن نرسل رسالة إلى الإنسانية العالمية وإلى أحرار العالم بأن هناك جوعى ومرضى وثكلى وارامل في منطقة بشرية إنهم يتألمون كما نتألم ولكنهم شرفاء عظماء لا يتسولون .
حدثان متناقضان عرس لأمير موناكو وكل مكونات وجبة الاحتفال التي تتسم بالبذخ على جانب من القارة الأوروبية وعلى طرفها الثاني حصار تجويع وتشريد وإبادة في قطاع غزة منذ سنوات .
إنّ لكم ربّا لطيفا خبيرا يعلمُ ما يُصلح شأنكم [ ألا يعلمُ منْ خلق وهو اللّطيف الخبير]
إنّ لكم ربّا رحيما لم يترككم هملا ولا ضياعا؛ فأنزل على نبيّكم محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- رحمة وهدى نظاماً من عنده تتّبعونه فلا تضلّون ولا تشقون، يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز :[ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَايَشْقَى ]



350.000 لاجئ ليس لهم خيام مأوى
قتلٌ بيد باردة على يد النظام البعثي العلوي والعربي الأمين مفرقة العرب يرى أملاً
قتلٌ بيد حديدية في ليبيا الحرة ومازال حلف النيتو يحاول إنقاذ المواطنين الأبرياء
إضراب عن الطعام حتى الهلاك في مصر الثورة لضغط على المجلس العسكري والوزارة
عشرة ملايين جائع متشرد بلا مأوى في وسط أفريقيا وينظر العالم ببلاهة
طفلٌ من كل عشرةٍ يجوع إلى الموت ولم تتحرك الأيدي الناعمة البيضاء لإنقاذ أرواح الأبرياء
ما يحدث الأن في أفريقيا هو الأسوء منذ عام 1991م ولم تتحرك بعض هيئات الإغاثة العالمية أو الإقليمية بالقدر الكافي
فوضى ...
عمرُ الفاروق ، عمرُ الخليفة الثاني بعد أبي بكرٍ - رضي الله تعالى عنهما - وعن بقية الصحابة والأتباع ،
عمر تلميذُ المدرسة النبوية وخريجُ الجامعة المصطفوية وحاصل على درجة الأمتياز من يد خير البرية ... خرج يعسس ليلاً مع غلامِه [ أسلم ] يعسس ليلاً ، لم يجلس في إستراحته الصيفية بالمعمورة على شط الأسكندرية ولم يذهب إلى فيلته في شرم الشيخ بل خرج ليلاً يعسس ويتفقد أحوال الرعية ورأي من بعيد ناراً وامرأةً حولها أطفال يبكون
اقترب عمر وسلم عليها وسألها :" يا أمةَ الله لما يبكون ، لما تبكي الصبية "..
فردت بكلمة واحدة لم تثني عليها قالت وهي لا تعلم مع مَن تتحدث ، قالت والألم يعتصر قلب الأم الحنون :" الجوع "
فسالها :" وما هذا الذي تصنعينه ، أطعام !!؟"
فردت عليه:" بل ماء في القدر وحصى ، أحركه حتى ينام الأطفال "
ثم رفعت وجهها الشاحب إلى سماء الرحمن وعلياء الذي رزقه بلا حدود وقالت :" الله بيننا وبين عمر "
وقعت الكلمة على قلب عمر لا أذنه ،
ذُكِرَ بالله ، رجل ٌ من الرعيل الأول رجل ٌمن العشرة المبشرين بجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين ، ومع ذلك : هل اتكل على هذا؟
لا بل كان إمامُ الخاشعين ، كان يمر بالآية في ورده ، فتخنقه ، فيبقى في البيت أياماً يعاد يحسبونه مريضًا ، ومن صفاته -رضي الله عنه- أنه كان في خديه خطان أسودان من أثر البكاء من خشيته لله ، وقرأ يومًا :[ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ[1] حتى انتهى إلى قوله -تعالى- :[ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ[10] “ سورة التكوير “ فخر مغشياً عليه.
عمر الفاروق عمر وكان يأخذ عودَ نباتٍ ، فيقول:' يا ليتني كنت هذا العود، يا ليت أم عمر لم تلد عمر ، يا ليتني كنت شجرة تعضد- أي: تقطع-' .
رحمك الله يا عمر
نعود لأم الأطفال الجياع ... قال عمر للمرأة :" يرحمك الله ما يدري عمر عنك "
فردتُ المرأة بعزيمة صاحب الحق ولسان صاحب قضية :" أيتولى امرنا ثم يغفل عنا "
ذرفَ الدمعَ و بكى و هرول إلى بيت مال المسلمين مع غلامه أسلم فحضر دقيقاً وسمناً وعسلاً ، ثم قال لغلامه أسلم :" أحمل عليَّ "
فقال أسلم له :" أحمل أنا عنك يا أمير المؤمنين " . فقال له بل أحمل عليَّ قال ثانية يا أمير المؤمنين عنك أم عليك " .
غضبَ الفاروق ، الأسد الهصور وقال له :" وحيك يا أسلم ، لا أم لك ، ثكلتك أمك ، أتحملُ عني اوزاري يوم القيامة"
أحمل على ظهري الطعام لفقراء المسلمين ، وينتقل إلى المرأة بدقيق وسمن وعسل .



هناك في الوطن العربي ، وخاصة في مصر ، شريحة من شباب المستقبل ورجال وأمهات الغد يطلق عليهم :" أبناء الشوارع " ،


عمر الفاروق ، عمر بن الخطاب أبو حفص القرشي العدوي ارتمى تحت القدر ينفخ في النار والدخان ينبعث من بين جنابات لحيته
المبشر بالجنة يخاف نار الدنيا فيرتمي على غبراء الأرض ينفخ في النار
اسمع لقول نبيك محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- :" لو كان بعد نبي لكان عمر "
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :[" لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ " فقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يُحَدَّثُ ؟ قَالَ : تَتَكَلَّمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى لِسَانِهِ ] ،
[ وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ : " إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ ]
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ..... قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ .
... هكذا كانوا فارتفعوا إلى الثريا بأقدامهم وسادوا العالم وهكذا أصبحنا.



نضج الطعام وأكل الصبية وبعد أن هنئوا بالطعام وشبعوا وهناءهم أخذوا يلعبون في سرور وفرح ، ثم قال عمر لأسلم :" الجوع الذي اسهرهم وأبكاهم"



قال حافظ إبراهيم:

فَمَنْ يُبـَارِي أبَا حَفْصٍ وَسـِيَرتِـه

أوْ مَنْ يُحَاوِلُ للفَارُوقِ تَشـْبِيهاً
يَوْمَ اشْتَهتْ زَوْجه الحَلْوَى فَقَالَ لَهَا :

مِنْ أَيّنَ لِي ثَمِنِ الحَلْوىَ فَأَشْرِيها
مَا زَادَ عَنْ قُوتِنَا فالمُسْلمون بِه أوْلَى فَقُومِي لبيّـتِ المَــالِ رُدْيهـا
كَذَاكَ أخْلاقُـه كانـَتْ ومَـا عَهِـدَت بَعْــد َالنّبُوةِ أخْلاقٌ تُحَاكِيهــا

****



أين ستذهبون !!
أين تفرون !!
إلى مَن تلتجؤون !!!،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :" لَتُؤدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ".
(أخرجه أحمد 2/ 235 (7203) ؛ و"البُخاري" في الأدب المفرد (183) ؛ و"مسلم" 8/18).




الأمانة تقوم على القوة والنزاهة ، القوة على تحمل أعباء المنصب والقيام عليه على الوجه اللائق ، و
الأمانة التي تجعلك تؤدي إلى كل ذي حق حقه ،
قال يوسف -عليه السلام- لملك مصر وقد جاء منقذًا :" اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ " .
(سورة يوسف : 55) ،
فكانت مؤهلاته في :
- علمه و
- حفظه و
- أمانته و
- قوته .



وقالت المرأة الصالحة لأبيها :" يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ "
(سورة القصص: 26 ).





وهذه الأمانة لا تؤخذ إلا بحقها ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ: قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي ؟


قَالَ :" فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ :" يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا".
(أخرجه مسلم 6/6 (4746)).



وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ :" جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَتَقَاضَاهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ لَهُ أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِلاَّ قَضَيْتَنِى ، فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُهُ ، وَقَالُوا :" وَيْحَكَ تَدْرِى مَنْ تُكَلِّمُ !!! ؟ ، قَالَ:" إِنِّى أَطْلُبُ حَقِّى " ، فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-:" هَلاَّ مَعَ صَاحِبِ الْحَقِّ كُنْتُمْ " ،
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، فَقَالَ لَهَا :" إِنْ كَانَ عِنْدَكِ تَمْرٌ فَأَقْرِضِينَا حَتَّى يَأْتِيَنَا تَمْرٌ فَنَقْضِيَكِ" ،
فَقَالَتْ :" نَعَمْ بِأَبِى أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ "،
قَالَ :" فَأَقْرَضَتْهُ فَقَضَى الأَعْرَابِىَّ ، وَأَطْعَمَهُ " ،
فَقَالَ الأعرابي للنبي :"أَوْفَيْتَ ؛ أَوْفَى اللَّهُ لَكَ "،
فَقَالَ النبي :" أُولَئِكَ خِيَارُ النَّاسِ إِنَّهُ لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لاَ يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ ". (أخرجه ابن ماجة (2426) رقم : 1857 في صحيح الجامع ).



أفلا ينبغي لنا أن نسمع لقوله :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُـوا اسْتَجِيبُـوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُـولِ إِذَا دَعَـاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُـوا أَنَّ اللَّهَ يَحُـولُ بَيْنَ الْمَـرْءِ وَقَلْبِـهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَـرُونَ ]



الإمام -سيدي- أحمد بن حنبل: وهو صاحب الورع والخشية كان جالساً يوماً مع تلاميذه يحدثهم، فاقشعر بدنه، وشعر بحلاوة الإيمان، فقام وتأخر على التلاميذ، وذهب أحد التلاميذ؛ ليرى أين ذهب الإمام، فاقترب من باب الغرفة، فسمع الإمام أحمد يتمثل هذين البيتين، ويبكي بكاءً شديداً :

إذا ما خلوتَ الدهرَ يوماً فلا تقل خلوتُ .. ولكن قل :"عليَّ رقيبُ
ولا تحسبن الله يغفلُ ساعةً ... ولا أن ما تخفي عليه يغيبُ

والتائب من الذنب كمن لا ذنب له

* * * * *

الخطبة الثانية

وعَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- ، أَنَّهُ قَالَ : "
- يَاعِبَادِي ، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ، فَلاَ تَظَالَمُوا ..
- يَا عِبَادِي ، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ،
- يَا عِبَادِي ، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ،
- يَا عِبَادِي ، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ،
- يَاعِبَادِي ، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ،
- يَا عِبَادِي ،إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي ، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي ،
- يَا عِبَادِي ، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ،
- يَا عِبَادِي ، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا ،
- يَا عِبَادِي ، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي ، إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ،
- يَا عِبَادِي ، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ".
(أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" 490 ؛ و"مسلم" 8/ 16 (6664) ).
قال -تعالى- :" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "
( (90) سورة النحل).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أُلقيت بتاريخ :
21 شعبان 1432هـ ~ 22 . 07 . 2011

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
27 / 10 / 2020, 47 : 01 AM
رمضان 1432هــ ~
خطبة من إعداد : د. محمد الرمادي
2011 أغسطس 5.



« الخطبة الرابعة »

« الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يقول « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»
(آية رقم 186 من سورةالبقرة ورقمها 2)
لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا »
(111 الإسراء 17). فالحمدُ لله حمدُ الشاكرين، ونستعينُه إستعانةُ العاجزين، ونستغفرُه إستغفارُ التائبين، ونثني عليه ثناءُ الكاملين.
ونشهدُ كما يقول :« شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »
[آل عمران: 18]
فنشهد بأنه :« بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ »
(6 الأنعام: 101)
ونشهد بأن الذي قال :"إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ".
[الحديث رواه وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ].
القائل هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ،
فنشهد بأنه أُرسلَ للعالمين رسولا، و للمؤمنين بشيراً وهاديا ومبيناً، و للعاصين والكافرين نذيرا.
فنصلي على صاحبِ الوجه الأنور ونسلم على صاحب الجبين الأزهر؛ ونصلي ونسلم على المبعوثِ للأسود والأبيض والأحمر وعلى الشفيع ِفينا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم وقال إنني من المسلمين ، ونزيد على الصلوات والسلامات التسليم بأنه صاحب القول المبين والذي فرق بين الضلالة واليقين على المصطفى الهادي نبينا، الذي بهداه وبإذن ربه أخرجنا من الظلمات إلى النور وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته والتزم هديه وتمسك بسنته ، والتزم الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7) .
و جماع القول الصحيح : « وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا »
[آية 17 من سورة الفتح ؛ ورقمها 48]
معاشر السادة المسلمين!!
: عينٌ تقع على وحي رب العالمين بشقيه الكتاب المبين وسنة النبي الأمين .
وعين تقع على حال الأمة الإسلامية
فإذا نظرنا بعيننا اليمنى على وحي رب العالمين قرأنا ، ووجدنا أن الخالق تبارك وتعالى ذكره اصطفى هذه الأمة وميزها تكريمٌ ما بعده تكريم وتبجيل ما فوقها تبجيل فهو القائل :
« وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا "
ثم
جاء في نهاية الآية :" إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم » ،
فهل سكت الوحي واكتفى!!
كلا بل قال : « هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ».
فهل سكت الوحي وانقطع، كلا بل اختار اللهُ تبارك وتعالى لهذه الأمة أفضلَ المناسكِ و خيرَ الشرائعِ والمناسبات و الأيام و البقاع وجعل لهذه الأمة من مواسم الاجتهاد في العبادات والطاعات ما يتكرر ويدور ليتبدد الفتور، ويتجدد النشاط، وتوقظ الغافلين .
يجب أن تعلموا أوصافكم التي وردت في وحي رب العالمين وحملها أمين السماء لتتناسب أعمالكم مع وصفكم ،


أتعلمون أولاً من هو أمين السماء إنه جبريل عليه السلام : «فعن عكرمة بن خالد أن رجلا قال: يارسول الله أي الخلق أكرم على الله؟
قال: لا أدري فجاءه جبريل فقال يا جبريل أي الخلق أكرم على الله؟
قال: لا أدري فعرج جبريل ثم هبط فقال أكرم الخلق على الله جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت -عليهم السلام-فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تنبت وكل ورقة تسقط
و أما ملك الموت فهو موكل بقبض كل روح عبد في بر أو بحر وأما إسرافيل فأمين الله بينه وبينهم»
فمنزلته من ربه منزلة الحاجب من الملك
فهل سكت الوحي وانقطع!!؟؟...
، كلا ، بل جاء حاجب ربه جبريل أمين السماء إلى محمد أمين السماء والأرض ونادى :
« يامحمد، من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله،
قل : آمين،
فقال :آمين »
(رواه الطبراني) ،
وقال صلى الله عليه وسلم:
«رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له »
(رواه الترمذي).
فهل توقف الوحي وانقطع !!؟...
، كلا بل روى أَبِو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول ُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« صَلُّوا خَمْسَكُمْ ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ »
(رَوَاهُ أَحْمَد؛ ُوَ التِّرْمِذِيُّ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13948) )
فهل سكت الوحي وانقطع
!!؟..
كلا بل روى الأمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر »
فـــ
أي تكريم هذا !
وأي تشريف هذا !
وأي تبجيل هذا !
إنها خاصة بأمة محمد
وهذا هو إسلامُ محمدٍ بن عبدالله
هو دينُ اليسرِ و رفعِ الحرج
فيسأل سائل :« فهل من دليل على ما تقول !؟ »
نعم وربِّ الكعبة ونأتيك بمئة دليل :
آية البقرة :« يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ »
فهل سكت الوحي واكتفى ك!!؟؟..
لا بل قال :« مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ »
[آية 6 من سورة المائدة؛ ورقمها 5]
فهل سكت الوحي واكتفى !!.. ؟؟..
كلا بل قال :« وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ »
[آية 78 من سورة الحج،ورقمها 22 ]
فهل سكت الوحي واكتفى ك
!!؟...
لا بل يقول :« لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ »
[آية 17 من سورة الفتح ؛ ورقمها 48]
ثم
تأتي السنة المطهرة مبينة وكاشفة فيقَوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اُسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ »
فقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، لِلَّذِي أَكَلَ وَشَرِبَ نَاسِيًا : تِمَّ عَلَى صَوْمِك ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَك اللَّهُ وَسَقَاك»
[التخريج : رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ السِّتَّةُ فِي " كُتُبِهِمْ " مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي دَاوُد ، قَالَ:« جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أَكَلْت وَشَرِبْتُ نَاسِيًا ، وَأَنَا صَائِمٌ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَطْعَمَك وَسَقَاك »
(وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " صَحِيحِهِ" فِي النَّوْعِ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ ، مِنْ الْقِسْمِ الرَّابِعِ ، وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي" سُنَنِهِ { أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إنِّي كُنْت صَائِمًا فَأَكَلْت وَشَرِبْت نَاسِيًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتِمَّ صَوْمَك ، فَإِنَّ اللَّهَ أَطْعَمَك وَسَقَاك }
(وَزَادَ الدَّارَقُطْنِيُّ ) فِي لَفْظٍ : { وَلَا قَضَاءَ عَلَيْك } ،
( وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13863)فِي "مُسْنَدِهِ " بِلَفْظِ الْجَمَاعَةِ ، وَزَادَ فِيهِ : { فَلَا يُفْطِرْ ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ } ، وَزَادَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِيهِ : { فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَةَ } ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " صَحِيحِهِ" مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : { مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ نَاسِيًا فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ ،وَلَا كَفَّارَةَ }
وقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا عَبْدُالصَّمَدِ ثَنَا بَشَّارُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ دِينَارٍ عَنْ مَوْلَاتِهَا { أُمِّ إِسْحَاقَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ ، فَأَكَلَتْ مَعَهُ ، وَمَعَهُ ذُو الْيَدَيْنِ ، فَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرْقًا ، فَقَالَ : يَا أُمَّ إِسْحَاقَ أَصِيبِي مِنْ هَذَا ، فَأَصَبْتُ ، ثُمَّ ذَكَرْتُ ، أَنِّي صَائِمَةٌ ، فَبَرَدَتْ يَدِي لَا أُقَدِّمُهَا وَلَا أُؤَخِّرُهَا ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَتِمِّي صَوْمَك ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إلَيْك }
قَالَ فِي " التَّنْقِيحِ " : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، غَيْرُ مُخَرَّجٍ فِي" السُّنَنِ " ، وَبَعْضُ رُوَاتِهِ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ ، وَبَشَّارُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ ضَعِيفٌ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيّ : يَرْوِي عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ حَكِيمِ ابْنَةِ دِينَارٍ ، وَرَوَى عَنْهُ مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ ، وَعَبْدُالصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ
فِي "التَّارِيخِ " : بَشَّارُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ يُعَدُّ فِي الْبَصْرِيِّينَ ، قَالَ لَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ : ثَنَابَشَّارُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَكِيمٍ ، سَمِعْتُ مَوْلَاتَهَا أُمَّ إِسْحَاقَ الْعَنَزِيَّةَ ، قَالَتْ : هَاجَرْتُ إلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.]
وَفِي الْحَدِيثِ:« أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ قَضَاءِ أَيَّامٍ مِنْ رَمَضَانَ أَفَيُجْزِينِي أَنْ أَصُومَ مُتَفَرِّقًا فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْك دَيْنٌ فَقَضَيْت الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ أَكَانَ يُقْبَلُ مِنْك فَقَالَ : نَعَمْ فَقَالَ : اللَّهُ أَحَقُّ بِالتَّجَاوُزِ وَالْقَبُولِ »
* * *
ففي أي زمان و أي شهر وأي وقت ، أنتم الأن يا أتباع الهدى في خير زمانٍ وأفضل شهرٍ وأحسن وقتٍ ، أنتم الأن وكما جاء عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« إذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ »
(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا { « إذَا دَخَلَ رَمَضَانُ » وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ« إذَا كَانَ رَمَضَانُ »
فكيف نُعرِّفُ الصيام ،
هناك تعريفٌ لُغوي وآخر شرعي وقد يلتقيان في التعريف،
وَ الصيام فِي اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِمْسَاكِ وَ
مِنْهُ قولها عليها السلام وعلى ابنها كلمة الله :« إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا »
[آية رقم26 من سورة مَرْيَم َ؛ ورقمها 19 ] .
و
الصيام فِي الشَّرِيعَةِ : عِبَارَةٌ عَنْ إمْسَاكٍ [1.* ] مَخْصُوصٍ، وَهُوَ الْكَفُّ عَنْ قَضَاءِ الشَّهْوَتَيْنِ شَهْوَةِ الْبَطْنِ وَشَهْوَةِ الْفَرْجِ مِنْ [2. * ] شَخْصٍ مَخْصُوصٍ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مُسْلِمًا طَاهِرًا مِنْ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَفِي [3. * ] وَقْتٍ مَخْصُوصٍ، وَهُوَ مَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إلَى وَقْتِ غُرُوبِ الشَّمْسِ [4. * ] بِصِفَةٍ مَخْصُوصَةٍ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ عَلَى قَصْدِ التَّقَرُّبِ، فَالِاسْمُ شَرْعِيٌّ فِيهِ مَعْنَى اللُّغَةِ، فيكون:« إِمْسَاكٌ جَمِيعَ النَّهَارِ عَنِ الْمُفْطِرَاتِ مِنْ إِنْسَانٍ مَخْصُوصٍ مَعَ النِّيَّةِ .
أي الْإِمْسَاكُ عَنْ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ نَهَارًا مَعَ النِّيَّةِ ، إلَّا أَنَّهُ زِيدَ عَلَيْهِ النِّيَّةُ فِي الشَّرْعِ لِتَتَمَيَّزَ بِهَا الْعِبَادَةُ مِنْ الْعَادَةِ ، وَالطَّهَارَةُ عَنْ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ شَرْطُ الْأَدَاءِ فِي حَقِّ النِّسَاءِ











فما هو وقت الصوم !!؟؟...
وَقْتُ الصَّوْمِ مِنْ حِينِ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِي إلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:« وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ »
إلَى أَنْ قَالَ:
« ثُمّ َأَتِمُّوا الصِّيَامَ إلَى اللَّيْلِ » .
وَالْخَيْطَانِ بَيَاضُ النَّهَارِ وَسَوَادُ اللَّيْلِ.
فمن الذي شرع لنا الصوم بهذه الكيفية وبهذه الطريقة وفرضه علينا السميع الخبير العليم الذي خلق الإنسان وخلق الأكوان وخلق الليل والنهار وخلق الأزمان والشمس والقمر بحسبان، فهو تعالى ذكره يعلم أن الصيام في أشهر الصيف شديد لأن نهاره طويل وليله قصير عكس الشتاء
ويَجِبُ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ لثلاثة أدلة :
- الأول قرآن و
- الثاني سنة مطهرة و
- الثالث إجماع الصحابة المعتبر ، فالدليل الأول وَأَصْلُ فَرْضِيَّةِ الصَّوْمِ ثَبَتَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى ذكره:«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ » إِلَى قَوْلِهِ :« فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ » فَفِيهِ بَيَانُ السَّبَبِ الَّذِي جَعَلَهُ الشَّرْعُ مُوجِبًا ، وَهُوَ شُهُودُ الشَّهْرِ وَأَمَرَ بِالْأَدَاءِ نَصًّا [آية 182-183 من سورة الْبَقَرَةِ ؛ورقمها2 ] ولدليل الثاني قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ » فَذَكَرَ مِنْ جُمْلَتِهَا صَوْمَ رَمَضَانَ .
وَالْإِجْمَاعُ مُنْ عَقِدٌ عَلَى وُجُوبِهِ .
وَفُرِضَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ ، فَصَامَ عَلَيْهِ السَّلَامُ تِسْعًا، قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :«صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ الْهِلَالُ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا »
[أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« إذَا رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ »
وَقَدْ كَانَ وَقْتُ الصَّوْمِ فِي الِابْتِدَاءِ مِنْ حِينِ يُصَلِّي الْعِشَاءَ أَوْ يَنَامُ وَهَكَذَا كَانَ فِي شَرِيعَةٍ مَنْ قَبْلِنَا ثُمَّ خَفَّفَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَمْرَ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَجَعَلَ أَوَّلَ الْوَقْتِ مِنْ حِينِ يَطْلُعْ الْفَجْرُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ } الْآيَةَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ الصُّبْحُ الصَّادِقُ وَالْخَيْطُ اللَّوْنُ وَفِي حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ { الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ بَيَاضُ النَّهَارِ وَسَوَادُ اللَّيْلِ } وَسَبَبُ هَذَا التَّخْفِيفِ مَا اُبْتُلِيَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ { وَمَا اُبْتُلِيَ بِهِ صِرْمَةُ بْنُ أَنَسٍ حِينَ رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْهُودًا فَقَالَ : مَا لَك أَصْبَحْت طَلْحًا أَوْ قَالَ طَلِيحًا } الْحَدِيثُ وَمَعْنَى التَّخْفِيفِ أَنَّ الْمُعْتَادَ فِي النَّاسِ أَكْلَتَانِ الْغَدَاءُ وَالْعَشَاءُ فَكَانَ التَّقَرُّبُ بِالصَّوْمِ فِي الِابْتِدَاءِ بِتَرْكِ الْغَدَاءِ وَالِاكْتِفَاءِ بِأَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الْعَشَاءُ ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَبْقَى لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَكْلَتَيْنِ جَمِيعًا ، وَجَعَلَ مَعْنَى التَّقَرُّب ِفِي تَقْدِيمِ الْغَدَاءِ عَنْ وَقْتِهِ كَمَا أَشَارَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّحُورِ إنَّهُ الْغِذَاءُ الْمُبَارَكُ وَالتَّقَرُّبُ بِالصَّوْمِ مِنْ حَيْثُ مُجَاهِدَةُ النَّفْسِ وَالْمُجَاهَدَةُ فِي هَذَا مِنْ وَجْهَيْنِ :
- أَحَدُهُمَا : بِمَنْعِ النَّفْسِ مِنْ الطَّعَامِ وَقْتَ الِاشْتِهَاءِ وَ
- الثَّانِي بِالْقِيَامِ وَقْتَ حُبِّهَا الْمَنَامَ وَمِنْ الْمُجَاهَدَةِ حِفْظُ اللِّسَانِ وَتَعْظِيمُ مَا عَظَّمَ اللَّهُ تَعَالَى كَمَا بَدَأَ بِهِ الْكِتَابَ
وَذَكَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ جَاءَ رَمَضَانُ وَذَهَبَ رَمَضَانُ وَلَكِنْ لِيَقُلْ جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَذَهَبَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ لَا أَدْرِي لَعَلَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَكَأَنَّهُ ذَهَبَ فِي هَذَا إلَى مَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { لَا تَقُولُوا جَاءَ رَمَضَانُ وَذَهَبَ رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى } وَفِي رِوَايَةٍ { وَلَكِنْ عَظِّمُوهُ كَمَا عَظَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى } وَاخْتَارَ بَعْضُ مَشَايِخِنَا قَوْلَ مُجَاهِدٍ فِي هَذَا فَقَالَ : وَالصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُكْرَهُ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَمْ يُبِنْ مَذْهَبَ نَفْسِهِ ، وَلَا رَوَى خَبَرًا بِخِلَافِ قَوْلِ مُجَاهِدٍ وَقَالُوا : فِي بَيَانِ الْمَعْنَى إنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ الْإِرْمَاضِ ، وَهُوَ الْإِحْرَاقُ وَالْمُحْرِقُ لِلذُّنُوبِ الْمَذْهَبُ لَهَا هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَاَلَّذِي عَلَيْهِ عَامَّةُ مَشَايِخِنَا أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { : عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً } وَقَالَ { : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَامَهُ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُمَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ } وَقَالَ { : إنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ } وَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ رَمَضَانَ وَاثِبَاتُ الِاسْمِ لَا يَكُونُ بِالْآحَادِ وَإِنَّمَا يَكُونُ بِالْمُتَوَاتِرِ وَالْمَشَاهِيرِ ، وَلَوْ كَانَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ اسْمٌ مُشْتَرَكٌ كَالْحَكِيمِ وَالْعَالِمِ وَلَا بَأْسَ بِأَنْ يُقَالَ : جَاءَ الْحَكِيمُ وَالْعَالِمُ وَالْمُرَادُ بِهِ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْمُسْتَحَبُّ قَوْلُ : شَهْرِ رَمَضَانَ كَمَا صُرِّحَ بِه ِتَبَعًا لِلنَّصِّ، وَلَا يُكْرَهُ بِإِسْقَاطِ شَهْرٍ فِيقَوْلِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ،
سبب التسمية :
وَسُمِّيَ رَمَضَانَ إما :
[ 1. *] لِحَرِّ جَوْفِ الصَّائِمِ فِيهِ وَرَمْضِهِ، وَالرَّمْضَاءُ : شِدَّةُ الْحَرِّ، وَقِيلَ
[2. *] : لَمَّا نَقَلُوا أَسْمَاءَ الشُّهُورِ عَنِ اللُّغَةِ الْقَدِيمَةِ فَوَافَقَ شِدَّةَ الْحَرِّ، وَقِيلَ
[3 . *] : لِأَنَّهُ يَحْرِقُ الذُّنُوبَ، وَقِيلَ
[ 4 . *] : مَوْضُوعٌ لِغَيْر ِمَعْنًى،كَبَقِيَّةِ الشُّهُورِ .
وهنا تأتي مسألة تربية الأولاد وكيفية تربيتهم في بلد كالنمسا و ما بها من قوانين وأحكام، وما يعاني الكثير من الأباء والأمهات والكثيرات من بنات المسلمين لسوء معاملة الرجل لأمرآته تذهب إلى بيت النساء „Frauenhäuser“ و يذهب الأولاد إلى „Kriesenzentrum“ oder„Jugendamt“
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ:« مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَى تَرْكِهَا لِعَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ » ،
وَاللَّهُ تَعَالَى ذكره يَقُولُ:« يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ » [آية 6 من سورة التَّحْرِيمِ؛ ورقمها 66 ] . وَقَالَ الحسن :«عَلِّمُوهُمْ وَأَدِّبُوهُمْ وَفَقِّهُوهُمْ »
فالنبي يقول وقوانين النمسا تقول فأين ستقفون!!
المسلمون في جمهورية النمسا لديهم أكثر من [5] مدرسة إسلامية وكذا من رياض الأطفال والأكاديمية الإسلامية والمعهد الديني ومعهد بحوث الإسلامية ـ جامعة فييناـ والدراسات الإسلامية، ولانبحث مثل هذه المسائل، وهذا يعود لأمر من أثنين أما لخوف على العيش داخل النمسا والخوف من الطرد والملاحقة وإما إهمال شرع الله تعالى
ونحن نملك فقه الواقع أو فقه الأقليات
وسأرجأ هذا البحث إلى بداية دخول المدارس
*********
وَأَمَّا رُكْنُهُ : فَالْإِمْسَاكُ عَنْ الْأَكْلِ، وَالشُّرْبِ، وَالْجِمَاعِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَبَاحَ الْأَكْلَ، وَالشُّرْبَ، وَالْجِمَاعَ فِي لَيَالِي رَمَضَانَ لِقَوْلِه ِتَعَالَى:« أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ » إلَى قَوْله: « فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ »
أَيْ : حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ ضَوْءُ النَّهَارِ مِنْ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ مِنْ الْفَجْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْإِمْسَاكِ عَنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فِي النَّهَارِ بِقَوْلِه ِعَزَّوَجَلَّ:« ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلَى اللَّيْلِ » فَدَلَّ أَنَّ رُكْنَ الصَّوْمِ مَا قُلْنَا فَلَا يُوجَدُ الصَّوْمُ بِدُونِهِ
فهناك ركن ونية
الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ : قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:« لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَنْوِ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ »
وَلَا يَجِبُ الصَّوْمُ إِلَّا عَلَى الْمُسْلِمِ الْبَالِغِ الْعَاقِلِ الْقَادِرِ عَلَى الصَّوْمِ إِجْمَاعًا وَلَا يَجِبُ عَلَى كَافِرٍ مُطْلَقًا ، لِأَنَّهُ عِبَادَةٌ مَحْضَةٌ تَفْتَقِرُ إِلَى النِّيَّةِ فَكَانَ مِنْ شَرْطِهَا الْإِسْلَامُ كَالصَّلَاةِ وَلَا مَجْنُونٍ وَلَا صَبِيٍّ لِعَدَمِ تَكْلِيفِهِمَا ، وَرَفْعِ الْقَلَمِ عَنْهُمَا لَكِنْ يُؤْمَرُ بِهِ إِذَا أَطَاقَهُ وَيُضْرَبُ عَلَيْهِ لِيَعْتَادَهُ كَذَا قَالَهُ الْأَكْثَرُ ، أَيْ : يَجِبُ عَلَى الْوَلِيِّ ذَلِكَ ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ ، وَعَنْهُ : يَجِبُ عَلَيْهِ إِذَا أَطَاقَهُ ، اخْتَارَهُ أَبُو بَكْرٍ ، وَابْنُ أَبِي مُوسَى ، وَقَالَهُ عَطَاءٌ وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْمُمَيِّزُ ، وَحَدَّ ابْنُ أَبِي مُوسَى طَاقَتَهُ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ مِنْ غَيْرِ ضَرَرٍ ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ :« إِذَا أَطَاقَ الْغُلَامُ صِيَامَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَجَبَ عَلَيْهِ صِيَامُ رَمَضَانَ » وَلِأَنَّهَا عِبَادَةٌ بَدَنِيَّةٌ ، أَشْبَهَتِ الصَّلَاةَ ،
وَأَمَّا كَوْنُ الْقُدْرَةِ مِنْ شُرُوطِهِ ، فَلِأَنَّ الْعَاجِزَ عَنِ الشَّيْءِ لَا يُكَلَّفُ بِهِ لِلنَّصِّ .
وقد رَوَى أَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أُخْتِهِ حَفْصَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« مَنْ لَمْ يَجْمَعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ » [ بِلَفْظِ أَبِي دَاوُد ، وَالتِّرْمِذِيِّ، وَلَفْظُ ابْنِ مَاجَهْ :« لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَفْرِضْهُ مِنْ اللَّيْلِ»
عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ:« مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ ، فَلَا صِيَامَ لَهُ»
التَّسَحُّرُ فَهُوَ مَنْدُوبٌ إلَيْهِ مُسْتَحَبٌّ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:« تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً » لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« اسْتَعِينُوا بِقَائِلَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ وَبِأَكْلَةِ السُّحُورِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ » [ البخاري : قَوْلُهُ بَابُ الْقَائِلَةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ ) أَيْ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَهِيَ النَّوْمُ فِي وَسَطِ النَّهَارِ عِنْدَ الزَّوَالِ وَمَا قَارَبَهُ مِنْ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ قِيلَ لَهَا قَائِلَةٌ لِأَنَّهَا يَحْصُلُ فِيهَا ذَلِكَ وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٌ مِثْلُ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا الْقَيْلُولَةُ وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ :« اسْتَعِينُوا عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ بِالسُّحُورِ وَعَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ بِالْقَيْلُولَةِ »وَفِي سَنَدِهِ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ وَفِيهِ ضَعْفٌ .
فِي الْحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي" الْأَوْسَطِ " مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَفَعَهُ قَالَ قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ وَفِي سَنَدِهِ كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَأَخْرَجَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي جَامِعِهِ مِنْ حَدِيثِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْقُوفًا قَالَ :« نَوْمُ أَوَّلِ النَّهَارِ حَرْقٌ وَأَوْسَطِهِ خَلْقٌ وَآخِرِهِ حُمْقٌ » وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ]
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا:« أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« فَرْقُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْل ِالْكِتَابِ أَكْلُ السُّحُورِ »
وَالتَّأْخِيرُ مَنْدُوبٌ إلَيْهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُرْسَلِينَ تَعْجِيلُ الْإِفْطَارِ وَتَأْخِيرُ السُّحُورِ وَالسِّوَاكُ » وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:« ثَلَاثٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ : تَأْخِيرُ السُّحُورِ ، وَتَعْجِيلُ الْإِفْطَارِ ، وَوَضْعُ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ تَحْتَ السُّرَّةِ فِي الصَّلَاةِ » وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ :« ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُرْسَلِينَ

قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:« تَسَحَّرُوا ، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً »[ أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا أَبَا دَاوُد عَنْ عَبْدِالْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ .
الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ : قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : :« ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُرْسَلِينَ : تَعْجِيلُ الْإِفْطَارِ ، وَتَأْخِيرُ السَّحُورِ ، وَالسِّوَاكُ »[ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)فِي " مُعْجَمِهِ " ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ الْعَبَّادَانِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُرْسَلِينَ : تَعْجِيلُ الْإِفْطَارِ ، وَتَأْخِيرُ السَّحُورِ ، وَوَضْعُ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلَاةِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي " مُصَنَّفِهِ " مَوْقُوفًا وَذَكَرَ أَنَّ الدَّارَقُطْنِيّ فِي " الْأَفْرَادِ " رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا ، بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ
وَمِنْ أَحَادِيثِ الْبَابِ : مَا أَخْرَجَاهُ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْ أَنَسٍ عَنْ { زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُمْنَا إلَى الصَّلَاةِ ، قُلْت : كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : خَمْسِينَ آيَةً } ، انْتَهَى .
{ حَدِيثٌ آخَرُ } : أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ { سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كُنْت أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي ، ثُمَّ يَكُونُ سُرْعَةٌ بِي أَنْ أُدْرِكَ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ }انْتَهَى .





حَدِيثُ اخْتِلَافِ الْمَطَالِعِ :
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ كُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ { أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ بَعَثَتْهُ إلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ ، قَالَ : فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا ، وَاسْتَهَلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بِالشَّامِ ، فَرَأَيْنَا الْهِلَالَ يَعْنِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ ، فَسَأَلَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ الْهِلَالِ ، فَقَالَ : مَتَى رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ ؟ فَقُلْتُ : رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : أَنْتَ رَأَيْته ؟ قُلْت : نَعَمْ ، رَآهُ النَّاسُ ، وَصَامُوا ، وَصَامَ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ : لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ ، فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ ، أَوْ نَرَاهُ ، فَقُلْت : أَلَا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ ؟ فَقَالَ : لَا ، هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } انْتَهَى . وَهُوَ حُجَّةٌ عَلَى الْمَذْهَبِ ، لَكِنْ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي " الْمَعْرِفَةِ " : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عَبَّاسٍ إنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِانْفِرَادِ كُرَيْبٌ بِهَذَا الْخَبَرِ ، وَجَعَلَ طَرِيقَهُ طَرِيقَ الشَّهَادَاتِ ، فَلَمْ يَقْبَلْ فِيهِ قَوْلَ الْوَاحِدِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتِبَارًا بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : { فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمَلُوا الْعِدَّةَ }" ، وَيَكُونَ ذَلِكَ قَوْلَهُ ، لَا فَتْوَى مِنْ جِهَتِهِ ، أَخْذًا بِهَذَا الْخَبَرِ انْتَهَى .
وَأَجَابَ صَاحِبُ " التَّنْقِيحِ " ، فَقَالَ " : إنَّمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ لَا يُفْطِرُونَ بِقَوْلِ كُرَيْبٌ وَحْدَهُ ، وَبِهِ نَقُولُ ، وَإِنَّمَا مَحَلُّ الْخِلَافِ وُجُوبُ قَضَاءِ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ ، وَلَيْسَ هُوَ فِي الْحَدِيثِ انْتَهَى .
وَهَذَا الْجَوَابُ هُوَ جَوَابُ الْأَوَّلِ لِلْبَيْهَقِيِّ ، وَهُوَ بِنَاءٌ عَلَى مَذْهَبِهِمَا فِي عَدَمِ قَبُولِ الْوَاحِدِ فِي هِلَالِ رَمَضَانَ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
:« دَعْ مَا يَرِيبُك إلَى مَا لَا يَرِيبُك »، زَادَ التِّرْمِذِيُّ :« فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَالْكَذِبُ رِيبَةٌ » قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " صَحِيحِهِ " وَالْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ " ، وَقَالَ : صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ انْتَهَى .
حَدِيثٌ آخَرُ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " مُعْجَمِهِ الصَّغِيرِ " حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ابْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ إدْرِيسَ ثَنَا عَمِّي إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ:« الْحَلَالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، فَدَعْ مَا يَرِيبُك إلَى مَا لَا يَرِيبُك » . وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي " كِتَابِ الزُّهْدِ " وَهُوَ مُجَلَّدٌ وَسَطٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِهِ ، وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ، وَرِوَايَةُ أَبِي حَاتِمٍ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ مَنْ قَالَ : عُبَيْدُاللَّهِ انْتَهَى كَلَامُهُ .

الخطبةالثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
خطباء المنابر التقليديون يقيمون الدنيا ولا يقعدوها في شهر واحد في العام بمناسبة شهر الصيام ، ثم يقيمون الدنيا ولا يقعدوها في شهر ثانٍ وهو ذو الحجة بمناسبة الحج ثم يقيمون الدنيا ولا يقعدوها في شهر ربيع أول بمناسبة المولد النبوي الشريف وشهر المولد فيه إختلاف كبير ، هؤلاء هم خطباء المواسم والأعياد والمناسبات ،
وكأن الإسلام حصر في صيام رمضان
وكأن الإسلام حصر في حج البيت
وكأن الإسلام حصر في شهر المولد
وكأن الإسلام حصر في عمرة محرم أو العمرة الربيعية أو الرجبية أو عمرة رمضان
وكأن الإسلام حصر في صيام يوم عاشوراء أو يومي الإثنين والخميس
أو صيام الثلاثة أيام البيض
بيْدَ أن الإسلامَ هو سلوكٌ عملي ترجمة سلوكية حياتية مع كل لحظة تحياها، حتى نومك ورقادك عبادة إذا كان من أجل أن تتقوى على العبادة ، إذا أن العبادةُ هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ذكره ويرضاه .
فالإسلام لم يقتصر فقط على العبادة ، فــ
- اين المعاملات من تجارة وبيع
- أين أحكام المضاربة والعارية وأحكام الربا سواء أكان النسيئة أو الفضل
- وأين أحكام النظام الإجتماعي كزواج وطلاق ،
- أين أحكام الفروض المواريث ،
- أين الأخلاق وحسن المعاملة ،
- رب رمضان هو رب بقية شهور السنة وأيام العام ،
خطأ شرعي أن ينظر إلى الإسلام على أنه مواسم وأعياد ومناسبات ،


انْتَهَى .
*

كم كنت اتمنى أن يكون لنا دروساً في المسائل التي نحتاجها قبل القيام بالفعل وليس إثناء القيام به فلا يصح أن نعلم الحكم في الصلاة إثناء الصلاة بل قبلها لأن النبي صلَّى ثم قال لأصحابه: "النبي
قال :" عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، عَنْ رَسُول اللَّهِ ؛ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَوَّلِ أَمْرِي : دَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبِشَارَةِ عِيسَى ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْنِي وَقَدْ خَرَجَ لَها نُورٌ أَضَاءَتْ لَها مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ . . " حديث مرفوع بخاري ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ ، قَالَ : " أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَفِيقًا ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدِ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا ؟ ، فَأَخْبَرْنَاهُ ، قَالَ : ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ ، وَعَلِّمُوهُمْ ، وَمُرُوهُمْ ، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا ، أَوْ لَا أَحْفَظُهَا ، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ " .

".:وهو القائل في الحج :" " خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ ، فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ" .
نصلي ونسلم على الذي قال حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَنَامٍ ،حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ،حَدَّثَنَا سَيَّارٌ ،حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْفَقِيرُ ، أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً . .

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ " .
+ كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ الإسْلامِ بِأَرْبَعٍ ، كُنَّا نَقُولُ : "اعْمَلْ فِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ ، وَاعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لشُغْلِكَ ، وَاعْمَلْ فِي صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ ، وَاعْمَلْ فِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ " .
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ :" أَضْحَكَنِي ثَلاثٌ ، وَأَبْكَانِي ثَلاثٌ ؛ أَضْحَكَنِي : مُؤَمِّلُ دُنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ ، وَغَافِلٌ وَلَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ ، وَضَاحِكٌ بِمِلْءِ فِيهِ ، وَلا يَدْرِي ، أَرْضَى اللَّهَ أُمْ أَسْخَطَهُ ؟ وَأَبْكَانِي : فِرَاقُ الأحِبَّةِ ، مُحَمَّدٍ وَحِزْبِهِ ، و َهَوْلُ الْمَطْلَعِ عِنْدَ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ، وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَي ِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ تَبْدُوَ السَّرِيرَةُ عَلانِيَةً ، ثُمَّ لاأَدْرِي إِلَى الْجَنَّةِ أَمْ إِلَى النَّارِ ؟ " .






نهاية الخطبة الثانية











فقال سبحانه: { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } (النور 31) ، وقسَّم العباد إلى تائب وظالم فليس ثم قسم ثالث ، قال سبحانه:{ ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون }(الحجرات : 11) ، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) (رواه مسلم) .
وإذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة ) رواه مسلم ، فكيف بغيره من المذنبين والمقصرين .
دعاء
إقامة الصلاة

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
31 / 10 / 2020, 36 : 09 PM
خطبة جمعة 30 أكتوبر 2020





.

الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿ ﴿ „ ١٣ ‟ ﴾ ﴾ من شهر ربيع أول من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „ ٣٠ ‟ ﴾ ﴾ من أكتوبر من العام ٢٠٢٠ الميلادي ﴾

* * * *

﴿ [ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾

و

﴿ [ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:

***

﴿ [ بناء العابد الساجد... ] ﴾

قبل

﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾



﴿„ ٨٦“﴾ [ الخطبة السادسة والثمانون ]

-*-*-*-*-*-*

الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛
فــ
الحمد لله على نعمة الخلق والتنشأة والتكوين والإيجاد ؛
ثم
الحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛
و
الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛
و
الحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ، و



نشهد أن الذي قال:

{ الم } [العنكبوت:1] { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون } [العنكبوت:2] { وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين } [العنكبوت:3]

و أن الذي قال:

{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ« ١ » وَأَبْنَآؤُكُمْ« ٢ » وَإِخْوَانُكُمْ« ٣ » وَأَزْوَاجُكُمْ« ٤ » وَعَشِيرَتُكُمْ« ٥ » وَأَمْوَالٌ« ٦ » اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ« ٧ » تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ« ٨ » تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ« ١ » وَرَسُولِهِ« ٢ » وَجِهَادٍ« ٣ » فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين } [التوبة:24]

و أن الذي قال:


{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }
{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:18 :19]

القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فلم تكن له صاحبة ولم يكن له ولد ،
و

نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم } [البقرة:129]

و أن الذي نزل في حقه قوله تعالى:


{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين } [آل عمران:164]

و أن الذي نزل في حقه قوله تعالى:

{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين } [الجمعة:2]

الذي نزل في حقه هذه الايات الكريمات الشريفات والتي كُتبت بحروف من ذهب على فضة خالصة أضاءات حروفها عنان السماء وسطعت بنورها على أضواء الكواكب والنجوم وأنارت الأرض ؛ الذي نزل في حقه هذه الآيات هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

أَمَّا بَعْدُ :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
31 / 10 / 2020, 57 : 09 PM
كان مِن المقرر ليَّ اليوم وفق الخطة الموضوعة لخطب الجمع .. كان من المقرر أن أتكلم عن نبوأت العهد العتيق -توراة السيد الجليل كليم الله موسىٰ بن عمران-؛ بمبعث الرسول محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم - ثم أُكمل ببشارات العهد الحديث -إنجيل كلمة الله وروح منه عيسى ابن مريم الزهراء العذراء البتول- بقرب قدومه


و

لكن جرى حدث هز الأرض ومَن عليها بل يغضب رب السماء ..
إزاء أو قتل الأبرياء دون ذنب أو جريرة أو فعل يستحق أن يهاجر شاب في الحادية والعشرين من عمره بلده -تونس- ولم يكمل تعليمه الإلزامي من أسرة متواضعة الحال -والحمد لله على كل حال- يغادر بلده إلى جنوب إيطاليا ومن ثم إلى جنوب فرنسا ليفعل فعلته!



عدة حوادث منها قتل في نيس بفرنسا ؛ وأفنيون ....
ثم بجدة بالملكية السعودية .. جرح حارس القنصلية الفرنسية ...

فتلطخ ذيل البردة في مناسبة احتفال مولد سيد الأنام-يحتفل البعض مرةً في العام - تلطخ ذيل البردة بدماء برئية !


يَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-
ونقسم قوله إلى مشاهد لنفهم مراده ؛
المشهد الأول :

{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ }
من نقاتل: { الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } ..
المشهد الثاني : وَلاَ تَعْتَدُواْ
المشهد الثالث : إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين } [البقرة:190]

عَنْ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :" كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةٍ فَرَأَى النَّاسُ مُجْتَمِعِينَ عَلَىٰ شَيْءٍ ، فَبَعَثَ رَجُلًا فَــ
قَالَ : " انْظُرُوا عَلَىٰ مَا اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ ؟ " ؛ فَــ
جَاءَ فَقَالَ:" عَلَىٰ امْرَأَةٍ قَتِيلٍ " [ مَقْتُولَةٍ ] ؛ فَــ
قَالَ:" مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ " [ ، فَلِمَ قُتِلَتْ ؟ » ]

[ وَفِي لَفْظٍ فَقَالَ : «„ هَاهْ ... مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ‟ ». ] .

[ و َ: « „ هَاهْ ‟ ». كَلِمَةُ زَجْرٍ وَالْهَاءُ الثَّانِيَةُ لِلسَّكْتِ ] . وَ
[ كان ] عَلَى الْمُقَدِّمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَبَعَثَ -صلى الله عليه وآله وسلم - رَجُلًا فَــ
قَالَ : قُلْ لِخَالِدٍ:" لَا تَقْتُلِ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا : [ أي : أَجِيرًا ]
[ وَ تَابِعًا لِلْخِدْمَةِ ، وَلَعَلَّ عَلَامَتَهُ أَنْ يَكُونَ بِلَا سِلَاحٍ . ] .

رَوَاهُ :" ١ " أَبُو دَاوُدَ وَكَذَا :" ٢ " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ ؛ وأَيْضًا :" ٣ " ابْنُ مَاجَهْ، وَكَذَا :" ٤ " أَحْمَدُ فِي مَسْنَدِهِ ، وَ:" ٥ " ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَ:" ٦ " الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ؛ فــ [ الْحَدِيثُ صَحِيحًا عَلَىٰ شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ] .

وَأَخْرَجَ السِّتَّةُ إِلَّا النَّسَائِيَّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، [ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ . قَالَ:" لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ " ]
وفي رواية :
" أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَقْتُولَةً ........ فَنَهَىٰ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ "

و [ عَنِ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً ،

فَــ " :
1. ] " أَنْكَرَ ذَلِكَ ، "
و

في رواية :" فَكَرِهَ ذَلِكَ "

وَ"
2 . ] " نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ " ]

[ لَا يَجُوزُ قَتْلُ صِبْيَانِهِمْ وَلَا قَتْلُ نِسَائِهِمْ ]
لذا قال ابن رشد بناء على حديث ابن عمر :" الْكَفِّ عَنْ قَصْدِ :
- النِّسَاءِ وَ
- الصِّبْيَانِ وَ
- الرُّهْبَانِ وَ
- الشَّيْخِ الْفَانِي بِالْقَتْلِ ".
أي [ أَهْلِ الصَّوَامِعِ الْمُنْتَزِعِينَ عَنِ النَّاسِ وَ
- الْعُمْيَانِ وَ
- الزَّمْنَىٰ [ أصحاب الأمراض المزمنة ] وَ
- شُّيُوخِ الَّذِينَ لَا يُقَاتِلُونَ وَ
- الْمَعْتُوهِ وَ
- الْحَرَّاثِ [أهل الزرع : الفلاحين ] وَ
- الْعَسِيفِ [الأجير ] ، فَقَالَ الإمام مَالِكٌ : " لَا يُقْتَلُ الْأَعْمَىٰ وَلَا الْمَعْتُوهُ وَلَا أَصْحَابُ الصَّوَامِعِ ، وَيُتْرَكُ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَعِيشُونَ بِهِ ، وَكَذَلِكَ لَا يُقْتَلُ الشَّيْخُ الْفَانِي عِنْدَهُ ، وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ . ]

1. ] القاعدة الأولى : [الْمُبِيحَ لِلْقَتْلِ عِنْدَنَا هُوَ الْحِرَابُ وَلَا يَتَحَقَّقُ مِنْهُمْ ]

2 . ] القاعدة الثانية : [أَنَّ الشَّارِعَ -المشرع؛ وهنا الله تعالى- لَيْسَ مِنْ غَرَضِهِ إفْسَادُ الْعَالَمِ، وَإِنَّمَا غَرَضُهُ إصْلَاحُهُ ]

1. ] ابْنِ عَبَّاسٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :" كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ : لَا تَقْتُلُوا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ " .

2. ] :" عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَىٰ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ ".

وَأَيْضًا : مَا رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - قَالَ:" لَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً .... " خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ .

وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا : مَا رَوَاهُ مَالِكٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ:" سَتَجِدُونَ قَوْمًا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ فَدَعُوهُمْ وَمَا حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ " ، وَفِيهِ : " وَلَا تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا وَلَا كَبِيرًا هَرِمًا. ".

:" عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَتَلَ هَذِهِ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرْدَفْتهَا خَلْفِي فَأَرَادَتْ قَتْلِي فَقَتَلْتهَا ، فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ . ".

وهناك : [ 25 ] حديثاً عند مصنف ابن ابي شيبة تبين الأحكام المتعلقة بالمسألة .

1.] قال الله تعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم } [الزُّمَر:53]

2 . ] { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [النساء:110]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
15 / 02 / 2021, 32 : 02 AM
الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿ ﴿ „ ١ ‟ ﴾ ﴾ من شهر رجب من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „ ١٢ ‟ ﴾ ﴾ من فبراير من العام ٢٠٢٠ الميلادي ﴾

* * * *

﴿ [ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....] ﴾

و

﴿ [ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية...] ﴾:

***

﴿ [ بناء العابد الساجد...] ﴾

قبل

﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد...] ﴾

الجامع المِصري

﴿ „ ٩٣ “ ﴾ [ الخطبة الثالثة والتسعون ]

-*-*-*-*-*-*

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله ..
الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛ و
الحمد لله على نعمة الخلق والتنشأة والتكوين والإيجاد ؛ و
الحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛ و
الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛ و
الحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ،
و
نشهد أن الذي قال: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ[١.] وَأَبْنَآؤُكُمْ[٢.] وَإِخْوَانُكُمْ[٣.] وَأَزْوَاجُكُمْ[٤.] وَعَشِيرَتُكُمْ[٥.] وَأَمْوَالٌ [٦.] اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ[٧.] تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ[٨.] تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ[١.] وَرَسُولِهِ[٢.] وَجِهَادٍ[٣.] فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين } [التوبة:24]

{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ[١.] وَالْمَلاَئِكَةُ[٢.] وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ[٣.] قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }
{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:18 :19]

القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فلم تصح أن تكون له صاحبة ولم يجوز أن يكن له ولد ،
و
نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ[١.] وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ[٢.] وَالْحِكْمَةَ[٣.] وَيُزَكِّيهِمْ[٤.] إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم } [البقرة:129]
الذي نزل في حقه هذه الاية الكريمة الشريفة هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين النبي المرتضى والرسول المجتبى المحتبى: محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

*/ :

" ثُمَّ أَمَّا بَعْدُ". :

:" فِي ما بعد جائحة كورونا:"

ثبت بما لا يدع مجالا للشك أو أدني درجة مِن اليقين أن الإنسان ومنذ أكثر من سنةٍ لم يستطع أن يقف وبلا حول ولا قوة أمام كائن مجهري .. جرثومة.. فيروس..
فشهدنا جميعاً إنهزاما جسديا بدنيا للبشر جميعا بلا فرق بين أمير وخفير أو وزير وحقير في كل القارات . شاهدنا إنهزاما في مجال الطب.. وما يدعى بالتقدم العلمي في دول العالم الأول.. وشاهدنا إنهزاما في مجال الاقتصاد..
و
إني أتساءل: أين الأمة الإسلامية وتعدادها يزيد على مليار و سبع مئة مليون..
فما قدمت للبشرية!؟..
وما قدمت في مجال مكافحة هذا الوباء!؟...
وما قدمت لمنع انتشار هذا البلاء.!!
بل
وأتساءل :" أين التجمعات العربية وتصل تعدادها إلى أكثر من أربعة مئة وخمسين مليوناً..
ما قدمت شيئاً يذكر في مجال الوقاية أو العناية ...
دولة الصين -بمفردها- كسبت منذ مارس 2020 وحتى قبيل أعياد ميلاد 2020م .. كسبت 56 مليار ايورو من الكمامات وأدوات الوقاية والعناية بخصوص هذا الوباء...

الأمة الإسلامية كان وما زال أول خطاب تكليفي نزل على قلب نبي المرحمة صلى الله عليه وآله وسلم وخصها خالق الإنسان والحياة والكون بهذا الخطاب هو ما جاء في أول خمس آيات من سورة العلق :
فهذا هو المشهد الأول ..
ننتقل بحضراتكم على وجه السرعة إلى مكة المكرمة ونصعد الجبل ..
جبل النور ونقف أمام غار حراء
ونسمع مخاطبة المَلك جبريل عليه السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
المشهد الأول : [ 1 . ] :" اقرأ باسم ربك ..."...
طلب منا قراءة كتابين
الأول منهما : القرآن الكريم .. قراءة فهمية .. تطبيقية .. تشريعية . سلوكية ..أخلاقية .. وليس قراءة الدراويش أو قراءة قراء القبور .. بالإضافة إلى القراءة التعبدية ...
توقفت أمة اقرأ عن قراءة القرآن الكريم والذكر والحكيم والفرقان المبين العظيم عن قراءته القراءة المنهجية التشريعية وتوقفنا عند قراءته القراءة التعبدية...
[ 2 . ] المشهد الثاني ..... :" .. الذي خلق.."
وهذه هي القراءة الثانية ..
القراءة الأولى القرآن العظيم المحفوظ في القلوب والصدور
أما القراءة الثانية فقراءة الكتاب الذي هو في الكون منشور ...
نحن أمة محمد .. أمة اقرأ ..
فيأتي القرآن بمثال .. :" خلق الإنسان.. ". طلب منا أن نقرأ كتاب الإنسان من الناحية الطبية والنفسية والعلمية العقلية والسيكولوجية ..
جاء القرآن الكريم بمثال واحد :" الإنسان "..
مما يلزمنا أن نقرأ :
- الكون و
- الحياة
- الطبيعة .. الحيوان النبات الجماد ..
فنكون علماء في الطب والهندسة والصيدلة والزراعة .. "
ثم نذهب إلى المشهد الثالث : كي تكتمل الصورة العلمية في قراءة الكتاب المنشور في الكون والحياة والإنسان ..
فيخبرنا مسلم النيسابوري في صحيحه .. وهنا يأتي المشهد الثالث

[3 . 1. ] فعن طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه - قال: « مَرَرْتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِقَوْم على رؤوس النخلِ. فــ
قال: ما يصنع هؤلاء؟،
قالوا: يُلْقِحُونه ، يجعلون الذَكَر في الأنثى فتلْقَح. فــ
قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : ما أظن يُغني ذلك شيئا ، فَأْخْبِرُوا بذلك. فتركوه. فأُخْبِرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك. فــ
قال: إن كان ينفعهم ذلك فَلْيَصْنَعُوهُ ، فَإِنّي إنما ظننت ظَنّا. فلا تُؤَاخِذُوني بالظَّنِّ. ولكن إِذا حَدّثتكم عن الله بشيء فخذوا به. فإني لن أكذِبَ على الله».

وفي رواية : « فإِن الله لا يُخْلِفُ وَعْدَهُ ». [أخرجه مسلم].



[ 3 . 2 . ] وعن رافع بن خَديج - رضي الله عنه - قال: « قَدِمَ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة - وهم يأبِرُون النخل - فــ
قال: ما تَصْنَعُون؟
قالوا: كنا نَصْنَعُهُ.
قال: لعلكم لو لم تفعلوا لكان خيرا. فتركوه. فَنَفَضَتْ -أو قال: فنقصت- قال: فَذُكِرَ ذلك له. فقال: إنما أنا بَشَر. إِذا أمَرْتُكُمْ بشيء من دينكم فخذوا به، وإِذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر». [أخرجه مسلم].



[3 . 3 . ] وعن أنس ، وعائشة - رضي الله عنهما - : « أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرّ بِقَوْم يُلَقِّحُونَ. فقال: لو لم تفعلوا لَصَلُحَ قال: فخرج شِيصا. قال: فمرَّ بهم. فقال: ما لِنَخْلِكم؟ فقالوا: قلتَ كذا وكذا. قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم». [أخرجه مسلم].

-**-
أنتبه :
- أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ بقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقالَ: لو لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ
قالَ: فَخَرَجَ شِيصًا، فَمَرَّ بهِمْ
فَقالَ: ما لِنَخْلِكُمْ؟
قالوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا،
قالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بأَمْرِ دُنْيَاكُمْ.
مَن الراوي : أنس بن مالك..
إنه أنس .. سيدنا أنس تحصل على درجة :" خادم " ..
لمن !؟؟.
خادم الرسول !...
أما أنا وأنت مَن نخدم !؟؟..
أنخدم الأموال !!؟...
أم نخدم الجاه والسمعة والدرجات العلمية !!؟؟.
مَن نخدم !؟..
أنخدم القرآن!!؟..
أنخدم السنة النبوية العطرة!!؟
قل لي :"كيف!؟..
أنخدم سنته العطرة !
قل لي :" كيف"..



- أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ بقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقالَ: لو لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قالَ: فَخَرَجَ شِيصًا، فَمَرَّ بهِمْ فَقالَ: ما لِنَخْلِكُمْ؟ قالوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا، قالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بأَمْرِ دُنْيَاكُمْ.. [صحيح مسلم]

يَحكي أَنسٌ رضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّ بقَومٍ "يُلقِّحون" أي: يَجعَلون الذَّكرَ في الأُنْثَى فيَتلقَّحُ" و
مَعناه: إدخالُ شَيءٍ مِن طَلعِ الذَّكرِ في طَلعِ الأُنْثى فتَعْلَقُ بإِذنِ اللهِ؛ و
المعنى: يُشقِّقون طَلْعَ الإِناثِ ويَذَرونَ فيه طَلعَ الذَّكَرِ لِيجيءَ ثَمرُه جيِّدًا،
فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو لَمْ تَفعَلوا لصَلَحَ؛ فخَرَجَ "شَيِّصًا"، وهو التَّمرُ الرَّديءُ الَّذي لا يَكونُ فيه ما يُؤكلُ، وإنَّما يَكونُ قِشرةً ونَواًة، فمرَّ بِهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ما لِنخلِكم؟ فأَجابوا: قُلتَ كَذا وكَذا، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَنتُم أَعلمُ بأَمرِ دُنياكم، أي: مِنه، وَهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَعلمُ بأَمْرِ أُخراهم مِنهُم؛ فإنَّ الأَنبياءَ والرُّسلَ إنَّما بُعِثوا لإِنقاذِ الخَلائقِ مِنَ الشَّقاوةِ الأُخرويَّةِ وفَوزِهم بالسَّعادةِ الأَبديَّةِ.

في الحديثِ: بيانُ الفَرقِ بَين ما قالَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن مَعايشِ الدُّنيا عَلى سَبيلِ الرَّأيِ وبَين ما قالَه شَرعًا وحدَّثَ به عن رَبِّ العزَّةِ عزَّ وجلَّ. ".

-**-
مَعايشِ الدُّنيا .. أنتم أدرى بشؤون دنياكم !..
أنتم أعلم بأمور دنياكم !!
أنظر لكمال هذا الدين .. ودقة هذا الدين وعلو هذا الدين !
أعطى لنا الخطوط الخضراء العريضة في الكتاب الكريم والسنة المحمدية العطرة!!
كي نتقدم ونعلو!
طُلبَ منا أن نقرأ الكتاب؛ ثم طُلب منا أن نقرأ خارطة الإنسان وما في الكون والحياة والطبيعة.. ثم ترك لنا أن ندبر مَعايشِ الدُّنيا !!
فماذا فعلنا !..
ننتظر التلقيح ضد الوباء وأجهزة التنفس الصناعي والكمامات من الصين أو الهند .. أو أمريكا أو أوروبا .. أو روسيا!..
أهل نحن أمة نقرأ!؟
أم نحن أمة تدبير مَعايشِ الدُّنيا !!!
أم أننا نتسول من الآخرين .. حتى الدواء!!.


-**-**-**-**-*-*


الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ: :"


قال الله تعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم } [الزُّمَر:53]

" أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه: أنه يغفر الذنوب جميعًا لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه؛ بالندم، والإقلاع من الذنوب، والعزم أن لا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة، ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته، وهو: اليأس، مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع، وعفوه أعظم"
2.] { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [النساء:110]

‌قال ابن عباس-رضي الله عنه-» وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبه أَعْظَم مِنْ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال. «.
توبوا إلى الله
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له



-*-*-*-*-
الأحد القادم 14 فبراير يوجد في الغرب عيد أسمه عيد الحب للعشاق!!!
والرسول من معجزاته يخبرنا عما سيكون !!!




:" أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لما خرج إلى غزوة حُنَيْن مَرَّ بِشَجَرَة للمشركين كانوا يُعَلِّقُونَ عليها أسلحتَهُمْ، يقال لها : ذاتُ أنواط، فقالوا : يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواطِ، كما لهم ذَاتُ أنواط، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : سبحان الله ! هذا كما قال قومُ موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده : لَتركَبُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم » أخرجه الترمذي.

وزاد رزين « حَذْوَ النعل بالنعل، والقُذَّة بالقُذَّة، حتى إنْ كان فيهم من أتى أُمَّهُ يكون فيكم، فلا أدري : أتعبدون العِجْل، أم لا ؟ ».



أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لتَتَّبِعُنَّ سَنَن مَنْ كان قبلكم شِبْرا بِشِبر، وَذِرَاعا بِذِراع حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبّ لَتَبِعْتُموهُمْ، قلنا : يارسول الله اليهودُ والنصارى ؟ قال : فَمَنْ ؟ » أخرجه البخاري ومسلم.


أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « لا تقومُ الساعة حتى تأخذَ أُمَّتي مأخذ القُرونِ قَبْلَها شِبْرا بِشِبر، وَذِرَاعا بِذِرَاع، قيل له : يا رسول الله، كفَارِسَ والروم ؟ قال : مَنِ الناسُ إلا أولئك ؟ » أخرجه البخاري.



-*-*
واليوم الجمعة أول رجب ... ولا يوجد في شهر رجب الفرد عبادة زائدة !!!


-**-*-*-*-**-*-

-**-

《 إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 》﴿النحل: ٩٠﴾
《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا》﴿الأحزاب: ٥٦﴾
الدعاء
إقامة الصلاة
تنبيه : لا صلاة سنن في الجامع .. ولا إنتظار لصلاة العصر!!
الصلاة في وقتها
-**-
الرقية الشرعية لبعض الحالات الأن مباشرة الأن!!!

محمد نصر
21 / 02 / 2021, 03 : 08 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
12 / 03 / 2021, 05 : 11 PM
خطبة جمعة 12 مارس 2021





.

الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿ ﴿ „ ٢٩ ‟ ﴾ ﴾ من شهر رجب من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „ ١٢ ‟ ﴾ ﴾ من مارس من العام ٢٠٢١ الميلادي ﴾

* * * *

﴿[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....]﴾

و

﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية...]﴾:

***

﴿[ بناء العابد الساجد...]﴾

قبل

﴿[ بناء الحيطان وزخرفة المساجد...]﴾

الجامع المِصري

﴿„ ٩٦ “ ﴾ [ الخطبة السادسة والتسعون]

-*-*-*-*-*-*

الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛ والحمد لله على نعمة الخلق والتنشأة والتكوين والإيجاد ؛ والحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛ والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛ والحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ،


و

نشهد أن الذي قال: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ[١.] وَأَبْنَآؤُكُمْ[٢.] وَإِخْوَانُكُمْ[٣.] وَأَزْوَاجُكُمْ[٤.] وَعَشِيرَتُكُمْ[٥.] وَأَمْوَالٌ [٦.] اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ[٧.] تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ[٨.] تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ[١.] وَرَسُولِهِ[٢.] وَجِهَادٍ[٣.] فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين } [التوبة:24]

{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ[١.] وَالْمَلاَئِكَةُ[٢.] وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ[٣.] قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }
{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:18 :19]

القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فلم تكن له صاحبة لم يكن له ولد ،



و

نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ[١.] وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ[٢.] وَالْحِكْمَةَ[٣.] وَيُزَكِّيهِمْ[٤.] إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم } [البقرة:129] الذي نزل في حقه هذه الاية الكريمة الشريفة هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.


أَمَّا بَعْدُ :


قبيل أن يرحل عنا رجب يجب أن نقف وقفة مع خير عباد الله تعالى؛ والوقفة نقسمها إلى مشاهد :

" قَالَ: عُبَادَةُ :

: 《 ١ 》
. المشهد الأول:" فعن أي عبادة نتحدث!..
أنه الأنصاري .. الخزرجي، أَبُو الْوَلِيد، وأمه قرة العين..
شهد العقبة الأولى، والثانية، و
كان نقيبًا عَلَى القوافل بني عوف بْن الخزرج، و
آخى رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين أَبِي مرثد الغنوي، و
شهد :
بدرًا، و
أحدًا، و
الخندق، و
المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - و
استعمله النَّبِيّ عَلَى بعض الصدقات، وقال له: " اتق اللَّه، لا تأتي يَوْم القيامة ببعير تحمله له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثؤاج! "،
قال: فوالذي بعثك بالحق لا أعمل عَلَى اثنين.

جمع القرآن في زمن النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسة من الأنصار: منهم : عباد بْن الصامت، و

كان عبادة يُعلم أهل الصفة القرآن، و

لما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بْن الخطاب، ليعلم الناس القرآن بالشام ويفقههم في الدين، و

أقام عبادة بحمص،

ثم

صار بعد إِلَى فلسطين، و

كان معاوية خالفه في شيء أنكره عبادة، فأغلظ له معاوية في القول: فــ

قال عبادة: لا أساكنك بأرض واحدة أبدًا، و

رحل إِلَى المدينة، فــ

قال عمر: ما أقدمك؟ فــ

أخبره، فــ

قال: ارجع إِلَى مكانك، فقبح اللَّه أرضًا لست فيها أنت ولا أمثالك، و

كتب (الفاروق عمر) إِلَى معاوية: لا إمرة لك عليه.

قال الأوزاعي: أول من ولي قضاء فلسطين عبادة بْن الصامت.

وتوفي عبادة سنة أربع وثلاثين بالرملة، و

قيل: بالبيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان طويلًا جسيمًا جميلًا ". يرحمه الله تعالى




-*****-
إذن حديثنا اليوم ونحن نودع شهر رجب عن عبادة بن الصامت -رضي الله تعالى عنه-






" قَالَ: عُبَادَةُ : 《 إِنَّا بَايَعْنَاهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَى 》 :

علينا أن نتتبع العهد المبرم بين الأنصار - رضي الله تعالى عنهم- وبين ****** محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -
ونتساءل : هل نحن منهم !؟؟..


《 إِنَّا بَايَعْنَاهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَى 》 :

《 .٢》. المشهد الثاني: السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ،
وَ 《 إِنَّا بَايَعْنَاهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَى 》 :

: 《 ٣》. المشهد الثالث :عَلَى النَّفَقَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ،
وَ 《 إِنَّا بَايَعْنَاهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَى 》 :

: 《 ٤》.. عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ،
وَ 《 إِنَّا بَايَعْنَاهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَى 》 :

: 《 ٥》.. أَنْ نَقُولَ فِي اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَلَا نَخَافَ لَوْمَةَ لَائِمٍ فِيهِ،
وَ 《 إِنَّا بَايَعْنَاهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَى 》 :

: 《 ٦》.المشهد السادس : أَنْ نَنْصُرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا يَثْرِبَ

: 《 ٧》.. فَنَمْنَعَهُ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَزْوَاجَنَا وَأَبْنَاءَنَا،

وَ
: 《 ١》.. لَنَا الْجَنَّةُ فَهَذِهِ بَيْعَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي بَايَعْنَا عَلَيْهَا
فَــ

: 《 ١ 》.. مَنْ نَكَثَ، فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ،
وَ

:《 ٢》.. مَنْ أَوْفَى بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَّى اللهُ بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.




رواه أحمد وابنه في زوائد السنن؛ و صحيح ابن ماجه .

كان هذا الحدث في السنة الثانية عشر للبعثة في العاشر من رجب. ".
فهل نحن اقتربنا منهم أو على طريقهم !
-***-



الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

: " تتابع مجيء نصر الله تعالى على نبيه من خلال دراسة السيرة النبوية العطرة :

: 《 1》." النصر الأول "إسلام عداس"

:《 2》. " النصر الثاني "إسلام الجن"

: 《 3》." النصر الثالث "إجارة المطعم بن عدي"

:《 4 》. " النصر الرابع "أضواء وسط ظلام القبائل"

:《 4 . 1. 》. " - إسلام سويد بن الصامت رضي الله عنه

:《 4 . 2. 》. " - إسلام إياس بن معاذ رضي الله عنه

: 《 4 . 3 . 》." - إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

: 《 4 . 4 . 》." - إسلام الطفيل بن عمرو رضي الله عنه

: 《 4 . 5 . 》." - إسلام ضماد الأزدي رضي الله عنه

: 《 5 》." النصر الخامس "الإسراء والمعراج"

: 《 6 》. " النصر السادس "إسلام الأنصار""

:" فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : « أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا ؛ فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : „ إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ ، وَهُوَ يُخْبِرُنَا بِأَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً ، فَنَزَلَتْ : وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا } ؛ وَنَزَلَ: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ } الْآيَةَ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ ؛ { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا } . (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&searchKey=MtU3RYzNqASmziDM5d8Q&ID=2552&flag=1&bk_no=48&RecID=13&srchwords=%D0%ED%20%C7%E1%E3%CC%C7%D2&R1=1&R2=0&hIndex=#docu)نَزَلَتْ فِي وَحْشِيٍّ قَاتِلِ حَمْزَةَ ؛قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ.".

1.] :" قال الله تعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم } [الزُّمَر:53]

:" وقد أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه: أنه يغفر الذنوب جميعًا لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه؛ بالندم،والإقلاع من الذنوب، والعزم أن لا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة، ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته، وهو: اليأس، مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع، وعفوه أعظم " .

2 . { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [النساء:110]

‌قال ابن عباس-رضي الله عنه-« وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبه أَعْظَم مِنْ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال..»

١ . ] :"《 إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 》﴿النحل: ٩٠﴾

《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 》﴿الأحزاب: ٥٦﴾
الدعاء .. والصلاة...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
16 / 04 / 2021, 02 : 12 PM
خطبة جمعة : ﴿﴿„٤ ‟﴾﴾ من شهر رمضان الكريم من العام الهـجري ١٤٤٢ الموافق: 16 أبريل 2021





.

الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿﴿„٤ ‟﴾﴾ من شهر رمضان الكريم من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿﴿„١٦‟﴾﴾ من أبريل من العام ٢٠٢١ الميلادي ﴾

* * * *

﴿[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....]﴾

و

﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية...]﴾:

***

﴿[ بناء العابد الساجد...]﴾

قبل

﴿[ بناء الحيطان وزخرفة المساجد...]﴾



﴿„ ٩٩“﴾ [ الخطبةالتاسعة والتسعون]

-*-*-*-*-*-*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 04 / 2021, 40 : 02 PM
الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛ والحمد لله على نعمة الخلق والتنشأة والتكوين والإيجاد ؛ والحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛ والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛ والحمد لله الذي جعلنا مِن المسلمين الموحدين المؤمنين ،
و

نشهد أن الذي قال: { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون }
[البقرة:184]

القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد.. فلم تكن له صاحبة لم يكن له ولد ، و

نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون }
[البقرة:186]

الذي نزل في حقه هذه الاية الكريمة الشريفة هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-.

أَمَّا بَعْدُ :

فنحمد الله -تعالى في سماه وتقدست اسماؤه - أن بلغنا شهر الصيام والقيام -شهر رمضان 1442 هــ - ونحن في صحة وعافية وكرم منه - سبحانه - فرفع عنا الوباء وحفظنا من البلاء .



أهل الإيمان .. أهل القرآن !

أَمام التكاليف الشرعية والأوامر الآلهية والقيام بعمل أو تصرف وفق كتاب ربنا -سبحانه- وتبياناً مِن سنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد يرى البعض في هذه التكاليف والأوامر مشقة إنسانية وتكاليف بدنية .. لذا فــ يخاطب الخالق الرازق في محكم كتابه بقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ }
ولم يخاطب الذين "أسلموا"..
فانتبه!
ثم يخاطبهم - أي: الَّذِينَ آمَنُواْ - فيأتي بالأمر التكليفي؛ وبمناسبة حكم الصيام كفرض والقيام في ليله كنافلة فيقول -تعالى- { كُتِبَ عَلَيْكُمُ } أي فرض عليكم ؛ فالتكليف جاء مِن مَن خلق الإنسان -سبحانه وتعالى-؛ وهو -عز وجل- الأعلم به فهو واجده مِن عدم .. فيحدد نوع التكليف الذي يناسب هذا الإنسان بصفته الآدمية ويوافق أصله البشري، وهو { الصِّيَامُ } بمعنى : أن مَن بلغ سن التكليف مِن الذكور والأناث -بغض النظر عن سن أعمارهم : أي تسع أعوام قمرية أو أكثر أو أقل - عليهم - الَّذِينَ آمَنُواْ - الإمساك والامتناع عن الطعام والشراب والمجامعة ؛ وهذا الامتناع والإمساك مِن الفجر الصادق إلى غروب شمس هذا النهار.
وهذا التكليف من قِبل خالق الإنسان؛ وهو -سبحانه- أعلم به ..

ولكي يخفف على المؤمنين - الَّذِينَ آمَنُواْ - هذا التكليف وتلك المشقة ينبه -مَن سما في علاه وتقدست اسماه - أن الصيام ليس فقط مسألة شرعية تكليفية تخصكم يا من أمنتم بالله الواحد الأحد وأمنتم برسوله؛ تخصكم أنتم دون بقية الناس.. إذ أن الإيمان هو :" التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل؛ والدليل إما عقلي استدراكي وإما نقلي مِن نصوص الكتاب الحكيم وسنة نبيه الكريم؛ أي أننا نؤمن إيماناً جازما يقينا راسخاً بأن للحياة وللكون وللإنسان واجد -خالق- واجب الوجود وهو -تعالى-ليس كالإنسان أو كالحياة أو الكون؛ هنا ينبه هذا الخالق -سبحانه- بأنه كتب وفرض الصيام { كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } [البقرة:183] . سواء مَن كان قبلنا مباشرة النصارى.. أتباع السيد الجليل المعجزة في الخلق والإيجاد عيسى أبن مريم العذراء الزهراء البتول -عليهما السلام- أو أيضا مَن سبقهم من أتباع موسى بن عمران وأخيه هارون بن عمران أو مَن سبق من أمم نزل في حقهم كتاب؛ وأرسل الله الخالق -سبحانه -لهم رسول أو نبي!.

وهذه هم التخفيف الأول 1 . ] . لتلك المشقة التي قد يراها البعض في الإمتناع طوال النهار عن الشراب والطعام بعد أن كان مباحا ومسموحا في كل وقت وفي كل حين...

وبما أن القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين يخاطب فئة خاصة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ } بدليل التنبيه الواضح في قوله تعالى : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ‎﴿الحجرات: ١٧﴾‏.. ولم يقل أن هداكم للإسلام؛ وإن كان بعض السادة العلماء لا يفرقون بينهما .

لذا نجد أن التكاليف يسبقها خطاب قرآني كــ قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
‎﴿البقرة: ١٥٣﴾‏.
أو
قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
‎﴿البقرة: ١٧٨﴾‏.

وكقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
‎﴿البقرة: ٢٥٤﴾‏.

وكقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ‎}
﴿البقرة: ٢٦٤﴾‏

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ‎}
﴿البقرة: ٢٦٧﴾‏

ثم يبين سبحانه محصلة الإيمان بقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎}
﴿البقرة: ٢٧٧﴾‏.

ثم يكمل القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين الخطاب التكليفي الشرعي لتخفيف تلك المشقة في التكليف فيقول في التنبيه:

٢ . ] . الثاني :{ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ } فسبحانه يبلغنا من قبل أن نبدء فريضة الصوم بأنه معدود الأيام .. قليلها .. وأنتَ( ِ ) -أخــ(تــ)ــي الصائمــ(ــة) ترى أن اليوم الجمعة هو اليوم الرابع [ 4 ] مِن الشهر الفضيل الكريم~الموافق 16 أبريل 2021م:

وأما التنبيه :

٣ . ] . فقوله تعالى : { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون } [البقرة:184]

وهنا يأتي الربط المحكم بين العبادة الصرفة لوجهه الكريم وبين العلم ؛ ونتفاجأ بأن عالم ياباني وآخر أمريكي وثالث ألماني؛ وهم جميعا ليسوا مِن المسلمين يقدموا صورة صيام الإسلام لمرضاهم كنوع مِن العلاج الطبي الفاعل والفعال؛ والمسلمون يترجمون هذه البحوث إلى اللغة العربية ؛ وإن بدأت صحوة علمية قرآنية سنية نبوية منذ حين !..
فالصيام يرفع درجة حصانة الجسم الأدمي ضد الأمراض والأوبئة والميكروبات والفيروسات
أو ما يسمى بــ الطب الحديث .. إذ أن جهاز المناعة يرسل إشارات للقضاء على الخلايا الميتة أو المريضة أو الضعيفة.. ثم يأتي

٤ . ]. التنبيه الرابع ؛ فينزل الخطاب السماوي الآلهي الرباني على قلوب المؤمنين فيخبرهم بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة لا يحتمل أي تفسير أو تأويل سوى ما جاء في النص القرآني فينطق القرآن يقول :{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ }.. فنحن نمتنع عن الطعام ونتوقف عن الشراب ونؤخر لمن تبقى له فسحة من الوقت الاقتراب من النساء بعد كل هذا الامتناع والإمساك فيأتي النص الصريح : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ }.. والمعنى لمن يتدبره أكتمل ووضح مراد الله -تعالى- وليس رغبته أو تمنياته فــ النص صريح بقوله -تعالى- :{ يُرِيدُ اللّهُ }.. ولكي لا يكون هناك أدنى شك أو تساؤل أكمل المعنى -سبحانه وتعالى- ؛ وهنا يخاطب النفس البشرية والتركيبة الأصلية الآدمية والذهنية الفهمية الإدراكية الاستيعابية الإنسانية . " فيكمل فيقول -جل جلاله-. { وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } . لذا اقول بأن إسلام خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين جاء لمخاطبة الإنسان بغض الطرف عن زمانه وبيئته ومعاشه ولون بشرته فهو -الوحي السماوي- خطاب رب.. مالك.. خالق.. رحيم.. رؤوف للإنسان بصفته البشرية وطبيعته الآدمية!

1.] : قال الله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم }
[الزُّمَر:53]
فـ أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه: أنه يغفر الذنوب جميعًا لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه؛ بالندم، والإقلاع من الذنوب، والعزم أن لا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة، ونهاهم -سبحانه- عن القنوط من رحمته، وهو: اليأس، مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع، وعفوه أعظم.
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.. فاستغفروه يغفر لكم وتوبوا إليه توبة نصوح لا تعودون بعدها ابدا لمعصيته!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
17 / 04 / 2021, 02 : 03 PM
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ :

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا ند ولا مثيل له ولا وزير ولا معين له ؛ ولا صاحبة ولا ولد له... وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله .. اصطفاه من الخلق أجمعين ليكون هاديا للمؤمنين وبشيرا للطائعين ونذيرا للعاصين وللكافرين!

أما بعد :

قبيل صلاة التراويح كصلاة تطوع؛ وكنافلة بعد آداء صلاة العشاء لم يرد نص نبوي سُني يقول:" قوموا لصلاتكم ".. أو " صلاة القيام اثابكم الله" ؛ بل الذي جاء عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- في صلاة الكسوف : "الصلاة جامعة"؛ وفي خلافة الصديق؛ -الوزير الأول والخليفة الأول- للنبي لو ترد هذه الكلمة؛ وفي خلافة الفاروق - الوزير الثاني والخليفة الثاني- لم ترد ايضا هذه العبارة التي نسمعها؛ وعليه فلا أذان أو إقامة أو أي قول يسبق هذه الصلاة .. والأصل التمسك بسنته والسير على هديه!

هذه واحدة!

أما الثانية: لوحظ أن البعض يسهر الليل بطوله ويصلي الفجر ثم ينام فتضيع عليه صلاة الظهر والعصر وهما فرض ؛ ويجتهد في حضور صلاة القيام -التراويح – وهي نافلة.

والثالثة : أشد وطئة من الثانية فالبعض لا يصلي في بقية ايام العام ويحضر صلة التراويح..
لذا وجب التنبيه!

١ . ] 《 إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 》
﴿النحل: ٩٠﴾

٢ . ]《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 》
﴿الأحزاب: ٥٦﴾

الدعاء .. والصلاة ..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
23 / 04 / 2021, 52 : 12 PM
خطبة جمعة: ١١ من شهر رمضان الكريم من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق : 23 أبريل 2021م

الخطوط العريضة

لــ

﴿ خطبة جمعة :

﴿ ﴿ „ ١١ ‟ ﴾ ﴾ من شهر رمضان الكريم من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿ ﴿ „٢٣ ‟ ﴾ ﴾ من أبريل من العام ٢٠٢١ الميلادي ﴾

* * * *

﴿[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....]﴾

و

﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية...]﴾:

***

﴿[ بناء العابد الساجد...]﴾

قبل

﴿[ بناء الحيطان وزخرفة المساجد...]﴾

الجامع المِصري

﴿ „ ٠٠ ١ “ ﴾ [ الخطبة الْمِائَةُ الْأُولَىٰ
]

-*-*-*-*-*-*

تنقلتُ - مِن فضل الله تعالى عليّ وكرمه وتلطفه - خطيباً ومحاضراً ومدرساً في عدة مساجد ومصليات .. وتجاوز عددها - والحمد لله رب العالمين من قبل و من بعد - [ 6 ] ستة مساجد ؛ منها على سبيل المثال لا الحصر :
- مسجد الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -
- مسجد الفتح ..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 04 / 2021, 00 : 09 PM
الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛
والحمد لله على نعمة الخلق والتنشأة والتكوين والإيجاد ؛
والحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛
والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛
والحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ،
و
نشهد أن الذي قال: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } [البقرة:185]
القائل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي ليس له مثيل ولا وزير ولا معين والذي لم يلد ولم يولد .. فلا تجوز أن تكون له صاحبة ، ولا يصح أن يكون له ولد ،
و
نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }
[الفرقان:56]
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } [الأحزاب:45] { وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا } [الأحزاب:46] { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا } [الأحزاب:47]

هو النبي المصطفى والرسول المجتبى والــحــبــــيــب المرتضى والسيد الجليل المحتبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله واصحابه واتباعه ومن استن بسنته وسار على طريقته والتزم هديه !

أَمَّا بَعْدُ :
نضيف اليوم -ونحن في الجمعة الثانية من الشهر الفضيل شهر الصيام والقيام .. نضيف انفسنا عند اربعة من كبار صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم جميعا .. وصلى الله تعالى عليه وآله وسلم في بحثِ مسألة تعلقت بالمؤمنين ثم تعلقت بالناس... كما جاءت في بداية آيات الصيام ونهايتها...

مضيفنا الأول أبو هريرة ؛ عبدالرحمن بن صخر:
فــ
بسند فيه نظر عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه قال:
قال رجل لأبي هريرة رضي الله عنه: ما التقوى؟ .
فقال أبو هريرة: هل أخذت طريقًا ذا شوك؟
[يعني: هل مشيت في أرض فيها شوك؟ ] ،
قال الرجل: نعم.
قال: فكيف صنعت؟
قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه، أو جاوزته، أو قصرت عنه.
[اي: توقّيته بجهدي].
فقال أبو هريرة :" ذاك التقوى"..
[ ثم قال: فتوقّ الخطايا بجهدك].


وقد أخذ ابن المعتز هذا المعنى من أبي هريرة، فقال:


خلِّ الذنوبَ صغيرَها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كــ ماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى

لا تَحقرن صغيرةً إن الجبال من الحصى.


إذ أننا نبحث في قوله -تعالى في سماه وتقدست اسماؤه-:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون }
[البقرة:183].
{ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون }
والخطاب في هذه الآية من آيات الصيام موجه بخصوص : { الَّذِينَ آمَنُواْ } ..
ثم تجد الخطاب في نهاية آيات الصيام في السورة التي يذكر فيها البقرة يتغير إذ نطق القرآن يقول : { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون }
[البقرة:187]..
{ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون }
تغير الخطاب من المؤمنين الذين سيقومون بالتكليف الذي فُرض عليهم بشروطه إلى الناس كافة..
وهنا تجد قوله تعالى : { يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ }
[البقرة:187]..
هنا تأتي مسألة الإظهار .. أي يجب على مليار و700 مليون إظهار هذا الدين على المعمورة ..
أنظر إلى جناح البعوضة والذبابة والفراشة ..
عمل الجناح هو الطيران ...
فلماذ بتلك اللوان الزاهية في الفراشة دون البعوضة والذبابة والكل يطير بجناحيه !!
..
دليل قاطع على الخلق والإيجاد والتكوين والتنشأة من عدم ليدلل الناس على وجود خالق خلق الجميع من عدم ....



{ آيَاتِهِ }
المقصود هنا ليس الآيات القرأنية؛ اي النصوص القرآنية بل مراد الله -تعالى- علامات وجوده الأزلي.. أي أنه خالق وواجد من عدم الحياة بكل صورها وأشكالها والكون بما فيه والإنسان على اختلاف لون بشرته ولون عينيه ..
إذ أن التقوى هي الوقاية والصون والحماية من شئ يضر..



ونذهب للمضيف الثاني والثالث رضوان الله تعالى عليهما - :" فإنَّ التقوى كما بَيَّنَ أُبَيٌّ - رضوان الله عليه - للفاروقِ عمرَ - رضي الله عنه وأرضاه - إذ يسألُهُ وهو الفاروقُ الذي أتَاهُ اللهُ ربُّ العالمينَ ما آتاهُ مِنَ الخيرِ والفضلِ والعطاءِ الجزيلِ، الذي يقولُ فيهِ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنَّه مِنَ المُحَدَّثِينَ؛ مِنْ أصحابِ الإلهامِ؛ كانَ يتنزلُ القرآنُ على ما يَرَى في كثيرٍ مِنَ المواضعِ كما هو معلومُ - رضوان الله عليه وعلى الصحابةِ أجمعينَ -، لا يستنكفُ أنْ يسألَ إذا لم يعلم عن الأمرِ الذي لا يعلمُهُ يستفسر مِن مَنْ يَعْلَمُهُ، فــ
يقولُ: يا أُبَي! ما التقوى؟
فــ
يقولُ: يا أميرَ المؤمنينَ: أمَا سِرْتَ في طريقٍ ذِي شوكٍ؟
قالَ: بلى.
قال: ما صَنَعْتَ؟
قال: شَمَّرْتُ واجتهدتُ.
قال: فتلكَ التقوى.
فانظر إلى هذا الصحابيِّ الجليلِ - الذي هو أَقْرَأُ أُمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كيفَ نَوَّرَ اللهُ ربُّ العالمينَ بَصِيرَتَهُ، وألقَى اللهُ ربُّ العالمينَ النُّورَ على لسانِهِ، وحَمَلَ عمرَ - رضوان الله عليه - حَمَلَهُ من وادِي المعاني إلى وادي المبانِي، وأخذَ بيدِهِ- رضوان الله عليهِمَا - إلى وسيلةٍ توضيحيةٍ تعليميةٍ ظاهرةٍ بأمرٍ حسيٍّ معلومٍ مُشَاهَدٍ - بل هو مُجَرَّبٌ -؛ لأنَّهُ سألَهُ عمَّا يصنعُ عندما يسيرُ في طريقٍ ذي شوكٍ، فَقَرَّرَهُ بدءًا: أمَا سِرْتَ في طريقٍ ذي شوكٍ؟ فعادت في المَخِيلَةِ الذهنيةِ العُمَرِيَّةَ وقائعُ مرتْ - وهي كثيرةٌ -، إذ كان يرعَى الغنمَ للخَطَّابِ، وكان الخَطَّابُ غليظَ الطبعِ جدًّا؛ فكان يضرِبُهُ ويُجِيعُهُ ويؤذيهِ كما أخبرَ هو عن أبيهِ بَعْدُ - رضوان الله عليه -، وكان يُدْعَى (عُمَيْرًا)فَسُمِّيَ عُمَر - رضوان الله عليه -، كان مُتَوَقِّيًا، واللهُ ربُّ العالمينَ شهيدٌ على ذلكَ خبيرٌ به، إذ كانَ يَخْطبُ يومًا ومُسترسلًا في خَطَابَتِهِ كما ينبغي أنْ يكونَ لسانُ الفاروقِ - رضوان الله عليه -، ثم فجأةً حَادَ عن النهجِ الذي كانَ فيه سالكًا، وحادَ عن القصدِ الذي كانَ إليهِ قاصدًا، ثم أخذَ يقولُ مخاطبًا نفسَهُ: يا ابن الخَطَّابِ! لقد كنتَ وَضِيعًا فَرَفَعَكَ اللهُ، وكنتَ ذَلِيلًا فَأَعَزَّكَ اللهُ، وكنتَ تُدْعَى(عُمَيْرًا) فأصبحتَ تُسَمَّى (عُمَر) ، وكنتَ، وكنتَ ، وكنتَ .... ، حتى صِرْتَ أميرًا للمؤمنينَ.

ثمَّ عاد إلى وَصْلِ ما انقَطَعَ من خُطْبَتِهِ، فلمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عليه صحبُهُ فــ
قالوا: سمعنَا منكَ اليومَ حديثًا عجبًا، فأيُّ شيءٍ هذا؟!
قال: إنِّي قد أعجبتني نفسِي في حالِ خَطَابَتِي فأردتُ أنْ أُؤدِّبَهَا، وأنْ أُلْزِمَهَا حَدَّهَا، وأنْ أُعَرِّفَهَا قَدْرَهَا - رضوان الله عليه -.

ومع ذلك وهو مُعَلِّمُ التقوى الخبيرُ بمسالكِهَا، النَّبِيهُ لجميعِ مَزَالِقِهَا، الحريصُ على تَتَبُّعِ كُلِّ ما أتى فيها..
يسألُ أُبَي- رضوان الله عليه -: ما التقوى يا أُبَيُّ؟ .
فيأخذُ أُبَيٌّ يدَاهُ إلى جَادَّةِ المعلومِ المُشاهدِ المُجَرَّبِ:
- أمَا سِرْتَ في طريقٍ ذي شوكٍ وأنتَ ترعى للخَطَّابِ أغنامَهُ، و
- أنتَ سائرٌ في سبيلِ اللهِ ربِّ العالمينَ مجاهدًا، و
- أنتَ تَعُسُّو بالليلِ تتفقدُ أحوالَ الرَّعِيَّةِ التي جعلَهَا اللهُ ربُّ العالمينَ مُعَلَّقَةً بخيطِ رقبتِكَ،
- أمَا سِرْتَ في طريق ذي شوكٍ؟
قال: بلى.
قال: مَا صنعتَ؟
قال - في لَفْتَةٍ عُمَرِيَّةٍ ذكيةٍ مختصرةٍ مِنْ غيرِ ما إسهابٍ ولا تعويلٍ على كلامٍ لا يُفيد قالَ -: شَمَّرْتُ واجتهدتُ.

وانظر إليه مُشَمِّرًا وقد بانتْ ساقُهُ - رضوان الله عليه -، وقد أخذَ بِحُجْزَةِ إِزَارِهِ له رافعًا،
ثم
هو مجتهدٌ يجعلُ الخَطْوَ رفيقًا، ويجعلُ الأناةَ رائدًا، ويجعلُ التمهلَ سائقًا، وينزلُ على أطرافِ الأصابعِ يُمَكِّنُ لرجلِهِ لقدمِهِ شيئًا مِنْ بعدِ شيءٍ يَتَوَقَّى، فإذا ما أحسَّ بأولِ أثرٍ مِنْ ألمٍ تَوَقَّى عن الألمِ رافعًا،
يقولُ: فتلكَ التقوى يا أميرَ المؤمنينَ.

وهذا دربُ الحياةِ مليءٌ بأشواكِهَا، مليءٌ بأشواكِ الحياةِ في التعاملِ مع الخَلْقِ، في التعاملِ مَعَ الخَلْقِ المُفْضِي حتمًا إلى شحناءَ لا يحبُّهَا اللهُ ربُّ العالمينَ ولا يرضَاهَا، إلى أحقادٍ وأحسادٍ، إلى همومٍ وغُمومٍ، إلى ظلمٍ وطغيانٍ وعُدْوَانٍ، وكذا التعاملُ مَعَ البشرِ، كما قالَ الشاعرُ الأولُ:
عَوَى الذئبُ فَاسْتَأْنَسْتُ بالذئبِ إذ عَوَى ... وَصَوَّتَ إنسانٌ فكدتُّ أطيرُ

فما بالنا ونحن في رمضان شهر كريم فضيل !

هكذا، هكذا في دربِ الحياةِ في أشواكِهَا، فعلى المرءِ أنْ يكونَ مُتَوَقِّيًا، في أيام رمضان ولياليه وفي بقية شهور العام، وأنْ يُعْطِيَ كَلَّ ذي حقٍّ حَقَّهُ، وأنْ يأخذَ بزمامِ القلبِ بيدٍ مِنْ حديدٍ حتى يُقِيمَهُ على صراطِ ربِّنَا الحميدِ حتى لا يَزِلَّ ولا يَضِلَّ، وحتى لا يأخذَ الهَوَى بزمامِ قلبِهِ فيُطَوَّحَ به في مَطَارِحَ لا تليقُ بمؤمنٍ أبدًا فضلًا عن أنْ يكونَ محسنًا، فضلًا عن أنْ يكونَ للغفرانِ راجيًا... خاصة وفي كل ليلة يغفر خالقنا لمن يدعوه تضرعا وخيفة!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 04 / 2021, 25 : 12 PM
.. وقبل أن ننتقل إلى مضيفنا الرابع يصلح أن اقول :" ان أهل السنة يعرفون التقوىٰ بتعاريف عدة باختلاف الأسباب وبتنوع الاتجاهات والمشارب.

ومضيفنا الرابع .. باب مدينة العلم ..
أين تربى!؟ ..
تربى في بيت أمنا خديجة الكبريٰ وفي كنف الرسول الكريم والنبي العظيم:" وقد نسب بعض العلماء كلمة للإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه - قالها في تعريف التقوى قال: « هي
- الخوف من الجليل، و
- العمل بالتنزيل، و
- الرضا بالقليل، و
- الاستعداد ليوم الرحيل » ."
و

كَمَا قَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ فِي التَّقْوَى : هِيَ
- الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ ،
- تَرْجُو ثَوَابَ اللَّهِ ، وَ
- تَرْكُ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ ،
- تَخَافُ عِقَابَ اللَّهِ .

وقيل: التقوى هي:
- ألا يراك الله حيث نهاك، و
- لا يفتقدك حيث أمرك.



وَهَذَا هُوَ الْإِيمَانُ وَالِاحْتِسَابُ الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي كَلَامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَقَوْلِهِ : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا "
وَ
" مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ " ..
فَالصِّيَامُ وَالْقِيَامُ : هُوَ الطَّاعَةُ وَالْإِيمَانُ : مُرَاقَبَةُ الْأَمْرِ . وَإِخْلَاصُ الْبَاعِثِ : هُوَ أَنْ يَكُونَ الْإِيمَانُ الْآمِرَ لَا شَيْءَ سِوَاهُ . وَالِاحْتِسَابُ : رَجَاءُ ثَوَابِ اللَّهِ .

فَالِاعْتِصَامُ بِحَبْلِ اللَّهِ يَحْمِي مِنَ الْبِدْعَةِ وَآفَاتِ الْعَمَلِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . ".
استراحة قصيرة
ثم
الخطبة الثانية

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
25 / 04 / 2021, 00 : 01 PM
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

الحمد لله.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له ولا مثيل له ولا وزير ولا معين له..
وشهد أنه أرسل فينا صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والشفيع المشفع يوم المحشر : محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم

أما بعد

نطق القرآن العظيم والذكر الحكيم والفرقان المبين .. فاستمع إليه بقلبك قبل أذنك وأدخله في روحك قبل أن يلامس اذنك .. وهو يقول: { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين }
[البقرة:194]

ثم استمع إليه؛ حين تأتي البشرى على التحقيق بلفظة قرآنية سماوية علوية نورانية :" لَعَلَّكُمْ " عندما يقول : { وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون }
[آل عمران:130]

ثم يغاير الخطاب بقوله تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب }
[الحشر:7]

ويتم توضيح المسألة مباشرة في آية آل عمران والتي تليها بقوله تعالى : { وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين }
[آل عمران:131]

1.] قال الله تعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم } [الزُّمَر:53]

أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه: أنه يغفر الذنوب جميعًا لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه؛ بالندم،والإقلاع من الذنوب، والعزم أن لا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة، ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته، وهو: اليأس، مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع، وعفوه أعظم.

2.] { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }
[النساء:110]

‌قال ابن عباس-رضي الله عنه- « وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبه أَعْظَم مِنْ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال .»

اللهم تقبل لوجهك الكريم منا صيامنا
وتقبل منا قيامنا
فاللهمَّ! طَهِّرَنَا وبَرِّئْنَا من الشركِ ظاهرًا وباطنًا.
اللهمَّ! طهرنَا مَنَ الشحناءِ ظاهرًا وباطنًا.
اللهمَّ! أحسنْ أحوالَنَا، وأخلص نياتِنَا.
اللهمَّ! وحَسِّنْ أعمالَنَا، وأخلص نياتِنَا لوجهِكَ الكريمِ يا ربَّ العالمينَ! ويا أرحمَ الراحمينَ! ويا أكرمَ الأكرمينَ.
اللهمَّ! أَحْيِنَا ما عَلِمْتَ الحياةَ خيرًا لَنَا، وتَوَفَّنَا إذا كانت الوفاةُ خيرًا لَنَا.
اللهمَّ! أَحْسِنْ خاتمَتَنَا - يا ربَّ العالمينَ! -.
اللهمَّ! إِنَّا نعوذُ بِكَ أنْ يَتَخَبَّطْنَا الشيطانُ عندَ الموتِ،
اللهمَّ! طَهِّرْ قلوبَنَا. اللهمَّ! و بَلِّغْنَا مِمَّا يُرْضِيكَ آمالَنَا.
اللهمَّ! ثَبِّتْ أقدامَنَا، واهْدِ قلوبَنَا ، اسْلُلْ سَخِيمَةَ قلوبِنَا
اللهمَّ! اسْلُلْ حقدَ قلوبِنَا، واسْلُلْ حسدَ قلوبِنَا، واسْلُلْ غِلَّ قلوبِنَا.
اللهمَّ! اغفرْ لَنَا ولإخوانِنَا الذينَ سبقونَا بالإيمانِ، ولا تجعلْ في قلوبِنَا غِلًّا للذينَ آمنُوا.
اللهمَّ! خُذْ بأيدِينَا إليكَ، وأَقْبِلْ بقلوبِنَا عليكَ.
اللهمَّ! يا ربَّ العالمينَ! ويا أرحمَ الراحمينَ! ويا أكرمَ الأكرمينَ! ويا ذَا القوةِ المتين!
اللهمَّ! أَدْرِكْ أُمَّةَ نبيِّكَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم. اللهمَّ! أَلِّفْ بينَ قلوبِ أبنائِهَا.
اللهمَّ اجمعْ شملَ المسلمينَ، وَحِّدْ صفوفَ المسلمينَ.
اللهمَّ اسْتُرْ عوراتِ المسلمين،, وآمِنْ روعَاتِ المسلمينَ.
اللهمَّ! احْقِنْ دماءَ المسلمينَ. اللهمَّ! سَلِّمْ وطنَنَا وجميعَ أوطانِ المسلمينَ، وطَهِّرْ أرضَ المسلمينَ - يا ربَّ العالمينَ! - مِنْ كُلِّ غَازٍ معتدٍ أثيمٍ.
يا أكرمَ الأكرمينَ! ويا أرحمَ الراحمينَ! ويا ذَا القوةِ المتين! أَلِّفْ بينَ قلوبِ المسلمينَ حُكَّامًا ومحكومينَ، واجْمَع الجميعَ على طاعتِكَ - يا ربَّ العالمينَ! -.
اللهمَّ! خُذْ بأيدِينَا إليكَ، وأَقْبِلْ بقلوبِنَا عليكَ. اللهمَّ! احْرُسْنَا بعينِكَ التي لا تنامُ، وبِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ، وبقدرتِكَ علينَا، لا نَهْلِكُ وأنتَ رَجَاؤُنَا.
اللهمَّ! اخْتِمْ لَنَا بِخَاتِمَةِ السَّعَادَةِ أجمعينَ.


١ . ] 《 إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 》
﴿النحل: ٩٠﴾

٢ . ]《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 》
﴿الأحزاب: ٥٦﴾
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ،
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
04 / 05 / 2021, 35 : 01 PM
الخطوط العريضة

لــ
﴿ خطبة جمعة :
﴿﴿„ ١٨ ‟﴾﴾ من شهر رمضان الكريم من العام الهـجري ١٤٤٢ ~ الموافق ﴿﴿„٣٠‟﴾﴾ من أبريل من العام ٢٠٢١ الميلادي ﴾
* * * *
﴿[ الـــعلم الآلهي... و... الـــــتعليم الرباني....]﴾
و
﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية...]﴾:
***
﴿[ بناء العابد الساجد...]﴾
قبل
﴿[ بناء الحيطان وزخرفة المساجد...]﴾
الجامع المِصري
﴿„ ٠١ ١ “﴾ [ الخطبة الْأُولَىٰ بعد الْمِائَةُ الأولى]
-*-*-*-*-*-*
الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛ والحمد لله على نعمة الخلق والتنشأة والتكوين والإيجاد ؛ والحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛ والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛ والحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ،
و
نشهد أنه هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فلم تصح أن تكون له صاحبة ولم يجوز أن يكون له ولد ، و
نشهد أن خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين هو محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. النبي المصطفى والرسول المجتبى والحـــبــــيــب المرتضى !

أَمَّا بَعْدُ :

نقف اليوم مع الترجمة العملية والتطبيق الفعلي لنصوص القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين في حادثة نادرة حدثت من 1440 عاما : فقد نطق النص القرآني الكريم يقول { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم }
[القلم:4]
يظهرها لنا النبي المصطفى ويترجمها الرسول المجتبى لفعل في لحظة من أصعب اللحظات؛ إذ هو الرحمة المهداة فنطق القرآم الكريم يقول : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين }
[الأنبياء:107]

ننتقل بحضراتكم من مسجدنا هذا .. إلى اقرب مكان من بئر بدر؛ نحن الأن في العهد المدني ؛ في السنة الثانية من الهجرة الشريفة المنيفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل الرحمات ومزيد من التنعيم والتكريم والتشريف والتفخيم ؛ وعلى صاحبه في الهجرة الصديق أبي بكر رضي الله تعالى عنه وعن زوجته أم رومان وأبنتيه.. أي ما يوافق السنة 623 م [ووفق حساب آخر مارس624 م] من الميلاد العجيب ..
نحن في صبيحة يوم الجمعة في شهر رمضان والناس صيام؛
بالتمام منذ 1440 عاماً.
حديثنا اليوم في الجمعة 18 من رمضان لعام 1442 حول :
1. ] وَقْعَةُ بَدْرٍ
1. 1. ] يَوْمَ الْجُمُعَةِ
1. 2. ] صَبِيحَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ".



:" ابْنُ غَزِيَّةَ وَضَرْبُ الرَّسُولِ لَهُ فِي بَطْنِهِ بِالْقَدَحِ [(سهم)]) ".



:" حب سواد بن غزية الكبير لرسول الله ".
فمن هو.. ضيف هذه الجمعة المباركة من شهر رمضان المبارك !؟.
هو الصحابي الجليل : سَوَادُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ وَهْبِ من بني عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، و
قيل: حليفٌ لهم،
من بْنِي بَلِيّ من قُضَاعة.
:" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ وَاسِعِ بْنِ حِبَّانَ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
....
:" كان صلى الله عليه وسلم في بدرٍ يعدِّل الصُّفوف، ويقوم بتسويتها؛ لكي تكون مستقيمةً، متراصةً؛ وبيده سَهْمٌ لا ريش له، يُعَدِّل به الصَّف، ":

الرجل الأول في الكيان الجديد في المدينة المنورة.. والتي طيَّب الله تعالى ثراها بمرقده وبجواريه الصديق والفاروق...

« „1 ‟ » عَدَّلَ صُفُوفَ أَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ،
وَفِي
« „2ــ ‟ » يَدِهِ : [ قِدْحٌ ] سهم". يُعَدِّلُ بِهِ الْقَوْمَ،
فَــ
« „3ــ ‟ » مَرَّ بِــ: « „ سَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ ‟ » ، حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ مُسْتَنْتِلٌ مِنْ الصَّفِّ
:[ مُستَنْتِلٌ (متقدم) ].-
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: مُسْتَنْصِلٌ مِنْ الصَّفِّ-
فَــ
« „4ــ ‟ » طُعِنَ فِي بَطْنِهِ بِالْقِدْحِ،
وَ
« „5ــ ‟ » قَالَ: « اسْتَوِ يَا سَوَّادُ »
فَــ
« „6ــ ‟ »قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : „ أَوْجَعْتنِي ‟.
وَ
قَدْ : « „ 6 . 1 . ‟ » : „ بَعَثَكَ اللَّهُ بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ‟،
قَالَ سَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ :„ فَأَقِدْنِي‟ [ مكِّنِّي من القصاص لنفسي ].
قَالَ :„ يا رسولَ اللهِ، إنك طَعَنْتَنِي وليس عليّ قَمِيصٌ ‟
فَــ: « „7ــ ‟ » كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَطْنِهِ، وَقَالَ: « اسْتَقِدْ» ، [(أي: اقتص)]
قَالَ: فَـ
« „8. ‟ » اعْتَنَقَهُ فَــ
« „9. ‟ » قَبَّلَ بَطْنَهُ:
فَــ
[مرغ وجهه في بطن النبي صلى الله عليه وسلم؟ ]
« „10. ‟ » قَالَ رَسُولَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ : « مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَّادُ » . ؟
« „11. ‟ » قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَضَرَ مَا تَرَى ؛ „ فَلَمْ آمَنِ الْقَتْلَ ‟.
فَــ
„ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ الْعَهْدِ بِكَ أَنْ يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ ‟.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 05 / 2021, 21 : 11 AM
:1.] " وَعَنِ ( 1 ) ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ( 2 ) عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ؛ ( 3 ) وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ؛ ( 4 ) وَعَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، (5) وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ( 6 ) وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ( 7 ) وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ( 8 ) وَ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ ( 9) وَعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ( بألفاظ متقاربة ):
«أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ارْتَقَىٰ الْمِنْبَرَ، فَأَمَّنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ

قَالَ: « „ تَدْرُونَ لِمَ أَمَّنْتُ؟” ».

قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،

قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ:

1.] " إِنَّهُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ دَخَلَ النَّارَ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَأَسْحَقَهُ،
قُلْتُ: آمِينَ.
وَ

2.] " مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا دَخَلَ النَّارَ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَأَسْحَقَهُ،
قُلْتُ: آمِينَ.
وَ

1.] "؛ وجاء برواية :
" أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، ".
مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ دَخَلَ النَّارَ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَأَسْحَقَهُ،
فَقُلْتُ: آمِينَ» ".

2.] :" -وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ(1) + [وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ(2)] قَالَ:«صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -الْمِنْبَرَ فَقَالَ:" آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ ". فَلَمَّا نَزَلَ قِيلَ لَهُ. فَقَالَ:" أَتَانِي جِبْرِيلُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ. وَرَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ. وَرَجُلٌ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ» ".

[(1) رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ؛
(2) [رَوَاهُ الْبَزَّارُ هَكَذَا، وَفِيهِ جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ الْفُقَيْمِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ].

أما الرواية الثانية: "وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ:" آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ ". ثُمَّ قَالَ:" مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُولُوا: آمِينَ. وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُولُوا: آمِينَ. وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُولُوا: آمِينَ» ".

[رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ]. ".

التطبيق العملي:
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ضَرَب بسوط ظلماً، اقتُصَّ منه يوم القيامة) رواه الطبراني وصححه الألباني. "

انظر مَن ظلمتَ!؟

انظر مَن اخذت منه حقاً!؟

انظر من هضمت له أرثا !؟

انظر مَن أخذت منه مالا!؟.

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
لا يوجد في دين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم :

« „الجمعة اليتيمة” » .

و لا يوجد

« „جمعة الوداع” » .

يوجد الاجتهاد في العبادة لــ:
« „ العشر الأواخر” » .

ويوجد : « „ زكاة الفطر” »

1.] :" قال الله تعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم }
[الزُّمَر:53]

" أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه: أنه يغفر الذنوب جميعًا لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه؛ بالندم، والإقلاع من الذنوب، والعزم أن لا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة، ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته، وهو: اليأس، مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع، وعفوه أعظم " .

2.] " { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }
[النساء:110]

‌قال ابن عباس-رضي الله عنه-» وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبه أَعْظَم مِنْ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال «..

١ . ] 《إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ》
﴿النحل: ٩٠﴾

٢ . ]《 إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىٰ النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا》
﴿الأحزاب: ٥٦﴾
الدعاء ورفع الإقامة والصلاة

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
06 / 05 / 2021, 05 : 12 PM
الخطوط العريضة
لــ
﴿ خطبة جمعة :

﴿ ﴿ „ ٢٥ ‟ ﴾ ﴾ من شهر رمضان الكريم من العام الهـجري ١٤٤٢
الموافق ﴿﴿„٧ ‟﴾﴾ من مايو من العام ٢٠٢١ الميلادي ﴾



* * **
﴿[ الـــعلم الآلهي...و... الـــــتعليم الرباني....]﴾
و
﴿[ الــمدرسة النبوية.....و.... الـجامعة المحمدية...]﴾:
***
﴿[ بناء العابد الساجد...]﴾
قبل
﴿[ بناء الحيطان وزخرفة المساجد...]﴾
الجامع المِصري
﴿„ ١٠٢ “﴾ [ الخطبة الثَّانِية بعد الْمِائَةُ الْأَوَّلىٰ ]
-*-*-*-*-*-*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 05 / 2021, 25 : 04 PM
الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة تكريماً لعلمه وتقديراً لعقله ؛ والحمد لله على نعمة الخلق والتنشأة والتكوين والإيجاد ؛ والحمد لله على نعمة العقل والفهم والاستيعاب والإدراك ؛ والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان ؛ والحمد لله الذي جعلنا من المسلمين الموحدين المؤمنين ،
و
نشهد أن الذي قال { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر } [القدْر:1] { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر } [القدْر:2] { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر } [القدْر:3] { تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْر } [القدْر:4] { سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر } [القدْر:5]
القائل هو الله الواحد الأحد ؛ الذي ليس له مثيل ولا وزير ولا معين ، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فلم تكن له صاحبة لم يكن له ولد ، و
نشهد أن الذي نزل في حقه قوله تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون } [البقرة:186]
الذي نزل في حقه هذه الاية الكريمة الشريفة هو خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
أَمَّا بَعْدُ :

شريف حمدان
09 / 05 / 2021, 53 : 04 PM
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 05 / 2021, 49 : 05 PM
أَمَّا بَعْدُ :

نحن ما زلنا نعيش مع أحداث وقعة بدر الكبرى؛ فلضيق الوقت في جمعتنا السابقة لم نستطع أن نكمل أهم أحداثها؛ اليوم ننتقل بحضراتكم من مسجدنا هذا إلى القرب من ماء بئر بدر؛ فنرى أنه صلى الله عليه وآله وسلم يقوم بــ

1.] :" عقد الألوية، فكان لواء رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأعظم، :
- لواء المهاجرين مع مصعب بْن عمير، و
- لواء الخزرج مع الحُباب بن المنذر، و
- لواء الأوس مع سعد بن معاذ، ".

2.] الاستشارة فى المَنْزِل

وَكَانَتْ لَيْلَةُ بَدْرٍ، لَيْلَةَ الْجُمْعَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَ [ 17 ] مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ [ 2 ] مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَدْ بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ يُصَلِّي إِلَى جِذْمِ شَجَرَةٍ هُنَاكَ، وَيُكْثِرُ فِي سُجُودِهِ أَنْ يَقُولَ:
« „ يَا حَيَّ يَا قَيُّومَ ‟ » . يُكَرِّرُ ذَلِكَ وَيُلِظُّ بِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.



ولنا هنا وقفة مع سُنةٍ نبوية محمدية؛ قد تكون غائبة عند البعض منا ؛ وهي مع إعلامه وتأكده الكامل بأن النصر من عند الله تعالى إلا أنه يدعوه سبحانه وتعالى ويلح في الدعاء ؛ كــ كيفية سُنيه نبوية في الرجاء في الله وطلب المعونة منه وحده؛ مع توفر اسباب النصر .



قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُبَادِرُهُمْ إِلَى الْمَاءِ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَدْنَى مَاءٍ مِنْ بَدْرٍ، نَزَلَ بِهِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحُدِّثْتُ عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، أَنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ الْحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ قَالَ :
„ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ هَذَا الْمَنْزِلَ، أَمَنْزِلًا أَنْزَلَكَهُ اللَّهُ، لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلَا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ ‟
[ وهناك رواية : „ أم هو الرأي في الحرب؟‟]
وهنا وقفة آخرى .. انظر لحضرات السادة الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- وانظر لأدبهم في مخاطبة الرسول ؛ وهو هنا -صلى الله عليه وآله وسلم- الرجل الأول في الكيان المدني الجديد ؛ إذ أن هذه الواقعة حدثت في العام الثاني من الهجرة المباركة .. يتحدث الصحابي الجليل الحُباب فيخاطب الرسول والقائد الأعلى :
„ أَمَنْزِلًا أَنْزَلَكَهُ اللَّهُ ‟ ... يعني هذا وحي من عنده تعالى ؛ يجب لنا فيه السمع والطاعة والتقيد والتنفيذ دون لماذا وكيف ومتى وإلى أين !!؟؟؟...؛ وهنا تظهر دلالة خاصة عند المسلمين الأوائل وينبغي أن تكون عند الأواخر : أن الأوامر الآلهية والتكليفات الربانية وما يأمر به نبي الهدى والرحمة عند نزولها لا تحتاج لكثير عناء تفكير ؛ ولكن ينبغي التأكد الجازم بأنه وحي وتكليف وليس رأي ومشورة واستشارة؛ فيتم التحادث والتخاطب والحوار .. وهنا يبرز على سطح المشهد أهل الخبرة ورجال العلم سواء - في هذه الحالة - رجال العسكرية أو في موضع آخر رجال الزراعة في قصة تأبير النخل ؛ أو في موضع آخر رجال الطب أو الصيدلة أو الهندسة فلا يتحدث أحد إلا بعلم ؛ وليس كما نسمع ونرى كل من „ هب ودب ‟ يرسل على منصات التواصل الإجتماعي ما يرسله!؟..
ثم يوضح الحُباب استفساره بقوله ، „ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلَا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ‟ ، فهو أمر آلهي وتكليف سماوي؛ ثم يستوثق من أمر الرسول بقوله : ، „ أَمْ هُوَ „ الرَّأْيُ ‟ وَ „ الْحَرْبُ ‟ وَ „ الْمَكِيدَةُ؟ ‟ أو الرواية الآخرى : „ أم هو الرأي في الحرب؟‟..
وقد يتساءل البعض كيف يرد آحد الرجال لما قاله أو فعله الرسول الأعظم والنبي الأكرم؛ وهنا تظهر التربية المحمدية والتنشأة النبوية لرجاله فيأتي الرد دون خجل من الرجل الأول في الكيان الجديد بأن :قال: « بل هو الرأي [بالحرب] » قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم:" بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَ الْحَرْبُ وَ الْمَكِيدَةُ ".
فيتكلم الحُباب -رضي الله تعالى عنه وارضاه- باعتباره من رجال التخصص وأهل العلم والتجربة العسكرية ...
ثم يضع الحُباب الخطة العسكرية التي تدل عن فهم عميق ودراية ويقسم الخطة إلى خطوات عملية :
اسمع إليه : !!!
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَــ
1 . ] إِنَّ هَذَا لَيْسَ لك بمنزل، فــ
2 . ] انهض بالناس حتى
3 . ] نأتي أدنى ماء من القوم [ فننزله، ثم
4 . ] نغور ما سواه من القُلُب ، ثم
5 . ] نبني عليه حوضا فــ ــ
6 . ] نملؤه، ثم نقاتل القوم، فــ
7 . ] نشرب ولا يشربون.

[، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:"لقد أشرت بالرأى" ]

فنزل جبريل فقال: الرأي ما أشار به الحباب. فنهض ومن معه حتى أتى أدنى ماء من القوم] فنزل عليه، وأمر بالقُلب فغورت ، وبنى حوضا على القليب الذي كان عليه، [ثم] قذفوا فيه الأنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولنا وقفة مع هذه الحادثة فلا ينبغي أن تمر مرور الكرام ؛ إذ أن من الأقوال الراجحة بأن أول آيات النزول هي تلك الخمس الأول من سورة العلق : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } اي الكتاب الأول المحفوظ في الصدور : كتاب القرآن المجيد والذكر الحكيم والفرقان المبين لقوله { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } يعني { بِاسْمِ رَبِّكَ } = { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} [النمل:30] أمر تكليفي بقراءة ما تيسر من الذكر الحكيم ؛ يأتي الأمر بقراءة الكتاب الأول ؛ ثم يليه كتاب ثان؛ إذا أمة محمد مطالبة بقراءة كتابين وليس كتابا واحداً... الكتاب الثاني الذي يجب قراءته { الَّذِي خَلَق } [العلق:1] ثم يأتي بمثال في قراءة الكتاب الثاني الذي كلفت أمة محمد بقراءته :{ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق } [العلق:2] .. وهنا نفهم أن الطب البشري؛ البيولوجي وعلم التشريح ودراسة التطورات النفسية ؛ وعلم الصيدلة والأدوية ؛ وما شابه ذلك علوم يجب على أمة محمد دراستها والتخصص فيها .. ثم يكمل بقية مفردات الآيات فيقول { الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم } [العلق:4] ثم يكمل { عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم } [العلق:5] ومن حكمته البالغة أنه قال { خَلَقَ الإِنسَانَ } { عَلَّمَ الإِنسَانَ } ... واللافت هنا الحديث عن أول تكليف سماوي في خاتمة الدين :" اقرأ ".. ثم الحديث عن الإنسان بصفته البشرية الآدمية وليس الحديث عن المؤمنين أو المسلمين أو العابدين !!!!
لذا تجده يقول { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ } [محمد:19]

بدء بالعلم أولاً في آية سورة محمد .. بدء بالعلم ثم ثنى بالألوهية والربوبية...
ولكي يبلور المسألة كاملة نطق القرآن يقول : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ } [ق:16] { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوب } [ق:38] ثم يبدء النص القرآني في التنبيه بمسألة هامة للغاية فنطق القرآن الكريم يقول { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ } { لِقَوْمٍ يَعْلَمُون } [يونس:5] .. يتحدث عن قومٍ يعلمون ونكمل معا قراءة القرآن الكريم فيقول : { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون } [الذاريات:49] .. { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون } [البقرة:164] الحديث هنا عن قوم يعقلون .. { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَاب } [آل عمران:190] الحديث هنا عن أولي الألباب.. { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون }[الروم:21] .. هذ أمة محمد .. أمة التفكر والتعقل والاستيعاب والتفهم والإدراك ...
أمة محمد هي أمة العلم والتخصص .. أمة رجال العلم .. رجال الخبرة.. لا يوجد دين على وجه الأرض شرقا أو غربا أهتم بالعلم والتعليم والتعلم والتخصص كدين محمد .. الأمة الإسلامية هي صاحبة نظرية التعلم الرباعي :[1] Bildung تعلم مبادئ الحساب والحروف والقراءة؛ وتكون في المستوى الأولى من رياض الأطفال والتعليم الإلزامي في الابتدائية ,[2] Ausbildung درجة أعلى من الأولى؛ وهي التعليم المتوسط والإعدادي بإضافة أكثر من لغة أجنبية جديدة وبعض مبادئ الإحياء والكيمياء , [3] Weiterbildung درجة أعلى من السابقة لتعليم مواد علمية أو أدبية للتأهيل للدراسة في الجامعة والمعاهد العليا التخصصية , [ 4] التعليم التخصصي في مجال الطب والصيدلة والهندسة للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة ثم الدورات التأهيلية العليا في مجالات التخصص الأعلى والبعثات العلمية لزيارة الجامعات العالمية وتبادل الخبرات الخاصة في شتى مجالات العلم والتكنولوجيا والعلوم الحديثة والأجهزة الحديثة وآخر ما توصل إليه العلم الحديث أو ما يسمى بــ Fohrtbildung!
الله تعالى الخالق أوجد منطقة حباها اللهُ بالخيرِ: منطقة مهد الحضارات ومهد الديانات حباها بخيرات وثروات تحت باطن الأرض وبشباب ورجال ونساء فوق سطح الأرض.
ثم يأتي التكريم السماوي العلوي الملآئكي فنطق القرآن يقول ويخصكم أنتم .. أمة محمد دون سواكم : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [البقرة:143].

نحن أمة العلم .. نحن أمة التقدم العلمي .. نحن أمة التكنولوجيا الحديثة .. نحن أمة الأختراعات التي تفيد ويستفيد منها الناس جميعاً ..
واتألم حين أسأل: فهل نحن صنعنا لقاحا ضد فيروس كوفيد 19 أم أنه الشرق : الروس وأهل الصين.. أو في الغرب : صاحبة الأسد العجوز بريطانيا أو ألمانيا .. أين نحن على خريطة العالم العلمي!؟
....
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .. فاستغفروه فهو الغفور الرحيم !

دكتور محمد فخر الدين الرمادي
09 / 05 / 2021, 36 : 06 PM
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر }
[القدْر:3]

تكلم القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين عن ليلة اُبهمت في العشر الأواخر من رمضان ؛ شهر الصيام وشهر القيام؛ { لَيْلَةُ الْقَدْرِ }.. مَن قامها إيماناً واحتسابا غُفر له .. كما جاء في حديث الرسول الأعظم -عليه السلام- .. فوصفها القرآن الكريم بأنها { خَيْرٌ }!؟..
ولم يتحدث كثيرا عن خيرتها واي نوع من الخير يجده المؤمن عند قيامه في ليلتها ؛ ثم يتكلم عن أن خيرتها أو ما فيها من الخير { خَيْرٌ ... مِّنْ أَلْفِ شَهْر }... واللافت هنا للإنتباه أن القرآن لم يتكلم فيقول أنها { خَيْرٌ } كــ { أَلْفِ شَهْر } أو { خَيْرٌ } مثل { أَلْفِ شَهْر }... بل النص الكريم يقول { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر } [القدْر:3]

وذهب السادة العلماء إلى حسابها فقالوا إنها تعدل عبادة 83 وثلاثة اشهر ..
وهنا ينبغي أن نفهم القرآن الكريم ونسعى لإدراك نص الذكر الحكيم من خلال الوسط المتعارف عليه زمن نزوله والوضع البيئي لما عليه أهل ذاك الزمان والمناخ العام الذي نزل فيه النص القرآني الكريم أي كيفية مخاطبة القرآن الكريم -الوحي المنزل- بما يفهمه وقتذاك الذي نزل عليهم وهم صحبة محمد -عليه السلام.. ورضوان الله تعالى عليهم أجمعين-؛ فهم - صحابته- كانوا لا يعرفون رقم حسابي أكثر من { الْــ أَلْف }

فلم يكن يعرفون المليون أو المليار أو الأرقام التي نتداولها اليوم .. وإليك الدليل والحديث عن : خريم بن أوس الطائي فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَنَسَبَهُ إِلَى أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني . وخريم هذا -رضي الله عنه- مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَهُوَ الَّذِي لَمَّا أَنْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ أَصْحَابَهُ أَنَّ الْحِيرَةَ رُفِعَتْ لَهُ فَرَأَى الشيماء بنت بقيلة مُعْتَجِرَةً [تغطي رأسها] بِخِمَارٍ أَسْوَدَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ [بيضاء]- قَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ نَحْنُ فَتَحْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ هِيَ لِي؟"... قَالَ : " هِيَ لَكَ ".
ثُمَّ سَارَ مَعَ خالد إِلَى مسيلمة ، فَقَتَلُوا مسيلمة ثُمَّ سَارَ مَعَهُ نَحْوَ الطَّفِّ حَتَّى دَخَلُوا الْحِيرَةَ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَهُمْ فِيهَا بنت بقيلة عَلَى الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ كَمَا نَعَتَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَعَلَّقَ بِهَا خريم وَادَّعَاهَا ، فَشَهِدَ لَهُ محمد بن مسلمة وعبدالله بن عمر فَسَلَّمَهَا إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ . فَنَزَلَ إِلَيْهَا أَخُوهَا عبدالمسيح ، فَقَالَ لَهُ : بِعْنِيهَا . فَقَالَ : لَا أَنْقُصُهَا وَاللَّهِ مِنْ عَشْرِ مِائَةٍ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ أَلْفًا . وَقَالَ : لَوْ قُلْتَ مِائَةَ أَلْفٍ لَدَفَعْتُهَا إِلَيْكَ . فَقَالَ : مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ مَالًا أَكْثَرُ مِنْ عَشْرِ مِائَةٍ .
والتعبير الآخير [ مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ مَالًا أَكْثَرُ مِنْ عَشْرِ مِائَةٍ ] هو الشاهد إلى ما ذهبتُ إليه!

ولنا أن نطمع في خير الله تعالى الذي لا يبيد ولا يفنى !!



ثم علينا أن نعلم بأن في هذه الليلة : { تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْر } [القدْر:4] كرماً منه سبحانه تتنزل والملائكة ومعها جبريل عليه السلام منذ غروب شمس هذا اليوم إلى الفجر لقوله : { سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} [القدْر:5]



الدعاء.. الإقامة .. الصلاة !

شريف حمدان
10 / 05 / 2021, 05 : 03 AM
جزاكم الله خيرا