تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من هو المظلوم في هذه الاية


ابو قاسم الكبيسي
26 / 03 / 2009, 59 : 07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الجليل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله الذي نشهده على محبتنا فيك


السؤال: قول الله جل وعلا في سورة لقمان (إن الشرك لظلم عظيم) من المظلوم في هذه الآية؟ وهل يصح القول بأن أعظم الظلم ظلم العبد لربه ؟


وإن كان هذا يصح


فكيف نوفق بينه وبين قوله تعالى في الحديث القدسي (إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني) وقوله (العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته) وقوله في القرآن (ولاتضروه شيئا) وفي مقابلها قوله في الحديث القدسي (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر...)


وماهي أقسام الظلم؟ وهل نقتصر على تقسيم الله تعالى له في الحديث القدسي (إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما)، فالحديث قسم الظلم إلى قسمين قسم نفاه عن نفسه وهو ظلم الخالق للمخلوق وقسم لايرضاه قدرا شرعيا وهو نافذ قدرا كونيا لحكمة منه ولو شاء ما حصل، وهو الذي بين العباد؟ فلو أن هنالك قسما ثالثا لذكره الله.


نفع الله بكم وبعلمكم.



جواب الشيخ عبدالرحمن السحيم:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأحبك الله الذي أحببتني فيه .


أعلى أنواع الظلم ظُلْم العبد لِنفسه بالشرك بالله ، فقد سأل ابن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك . قال : قلت لـه : إن ذلك لعظيم . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يَطعم معك . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تُزاني حَليلة جَارِك . فأنـزل اللهُ تصديقَ ذلك : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) رواه البخاري ومسلم .


ولَمَّا نَزَل قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّنَا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ : (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ؟ رواه البخاري ومسلم . .


قال الشاطبي في قوله تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ): فإن سياق الكلام يدل على أن المراد بالظلم أنواع الشرك على الخصوص ، فإن السورة من أولها إلى آخرها مقررة لقواعد التوحيد ، وهادمة لقواعد الشرك . اهـ .


ثم ظُلم الإنسان لنفسه بالكبار والموبقات . ثم ظُلم الإنسان لنفسه بالصغائر ، وهي الْمُحقَّرات التي حذّر منها النبي صلى الله عليه وسلم .


هذا ما يتعلق بِظُلْم الإنسان لنفسه ، وهو النوع الأول.


وأما النوع الثاني فهو ظُلْم الإنسان لِغيره ، وهو كثير . وقد ذَكَر ابن رجب رحمه الله أنواع الظلم وفصّل فيها في شرح الأربعين النووية ، وذلك في كتابه " جامع العلوم والْحِكم " .


ولا يصح أن يُقال : " بأن أعظم الظلم ظلم العبد لربه " ؛ لأن العبد لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا ، فكيف يُقال : ظُلْم العبد لِربِّـه ؟!


والله تعالى أعلم .

رقيه
26 / 03 / 2009, 36 : 11 PM
بارك الله فيك اخي موضوع قيم

ابو قاسم الكبيسي
27 / 03 / 2009, 03 : 12 AM
جزاكي الله خيرا واثابكي الفردوس الاعلى

ابو الوليد البتار
27 / 03 / 2009, 35 : 06 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . اخي ****** الكبيسي

ابو قاسم الكبيسي
28 / 03 / 2009, 42 : 12 AM
جزاك الله خيرا واثابك الجنة

محمد نصر
28 / 03 / 2009, 44 : 01 AM
بارك الله فيكم اخي الكريم ابو قاسم

وجزي الله الشيخ عبد الرحمن السحيم خيرا

ابو قاسم الكبيسي
28 / 03 / 2009, 43 : 12 PM
جزاك الله خيرا واثابك الجنة