المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص رائعة لرجال الحسبة .!!


ابو الوليد البتار
30 / 03 / 2009, 10 : 11 PM
القصة الأولى

قال الشيخ محمد بن أحمد الفراج - حفظه الله - :
يذكر عن أحد الصالحين، وهو من الدعاة الصالحين، بل لا أبالغ إن قُلتُ أحد المُجددين، وهو رجلٌ قد جاء مهاجراً من بلدةٍ بعيدة إلى الله عز وجل، ثُمَّ إلى هذه البلاد، وهو الشيخ عبد الكريم الدرويش، و له قصصٌ عطرة، و سيرةٌ طيبة،
كان مثلاً في التوكل على الله عز وجل واليقين، دخل على أحد الظلمة فنصحه ووعظهُ، وقال لهُ كلاماً غليظاً، وخوفه من مغبة الظلم، فتركه، ثم أخذ عدة جنيهات وقال لرجل من أصحابه إن أخذها جئني برأسه، لأنَّه طالب دنيا، وإن تركها اتركه، فأعطاه كيساً مملوءاً بالجنيهات فأخذ واحداً وقال هذا للنعال .
لأنَّ نعالهُ قد انقطعت، ورمى البقية وقال هذا ترابٌ على تراب، أو رمادٌ على رماد، فتركه هذا الرجل.
وله قصةٌ تدل على يقينهِ العظيم، فقد كانت مدينة الزلفي نهباً للصراعات قبل أن تستقر لهذا الحكم، وكان الرجل في هذه المدينة يُجاهدُ في الله حق جهاده، حتى إنَّهُ كان يعمل سُنَّة قد تركت الآن.
يخرجُ قبل أذان الفجر ويطرقُ الأبواب، ويقول: أيُّها الناس جاءتكم الراجفة تتبعاها الرادفة، وهذه سنةٌ نبوية صحة عنه- عليه الصلاة والسلام- وكان يمرُّ على أميرِ الزلفي في ذلك الوقت، ويوقظهُ لصلاة الفجر، ويغضب منه ويتوعده، وذات يومٍ قال له إن جئتني فو الله لا تصبحُ حياً أو كما قال، فجاءَ الناسُ وتكاثروا على بيت الشيخ الدرويش، وقالوا له نرجوك لا تخرج، فقال لهم- عليه رحمة الله- بثقةِ المؤمن بالله عز وجل، الله فوقَ فلان يعني الأمير.
فلمَّا كان الفجر خرج كعادته، وإذا هو يرى عجباً في تلك الليلة، أغارت سريةٌ من جهة الجنوب على المدينة، فخرج الرجل ينظر في المرقب، وقالوا ما ثارت إلاَّ رصاصةً واحدةً إلى صدر الأمير فسقط على الأرض، ويمرُّ به الدرويش- عليه رحمه الله- يمر به ويوقظه إلى صلاة الفجر، ثُمَّ يمرُ به ويركله، ويقول: يا فلان قم اقتل الدرويش، ويذهب إلى المسجد بعد أن أيقظ الناس، يقين بالله تعالى.

المصدر : شريط ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) .

القصة الثانية

أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله تعالى :
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (10316-320) في أحداث سنة إحدى وثلاثين ومائتين:
وكان فيها مقتل أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله وأكرم مثواه .
وكان سبب ذلك ان هذا الرجل ، وهو أحمد بن نصر الخزاعي بن مالك بن الهيثم الخزاعي ، وكان جده مالك بن الهيثم من اكبر الدعاة إلى دولة بني العباس الذين قتلوا ولده هذا
وكان أحمد بن نصر هذا له من وجاهة ورياسة ، وكان أبوه نصر بن مالك يغشاه أهل الحديث.
وقد بايعه العامة في سنة إحدى ومائتين على القيام بالأمر والنهي حين كثرت الشطار والدعار في غيبة المأمون عن بغداد - كما تقدم ذلك - وبه تعرف سويقة نصر ببغداد
وكان أحمد بن نصر هذا من أهل العلم والديانة والعمل الصالح والاجتهاد في الخير ، وكان من أئمة السنة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وكان ممن يدعو إلى القول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق
وكان الواثق من اشد الناس في القول بخلق القرآن ، يدعو إليه ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، اعتمادا على ما كان عليه أبوه قبله وعمه المأمون ، من غير دليل ولا برهان ولا حجة ولا بيان ولا سنة ولا قرآن
فقام أحمد بن نصر هذا يدعو إلى الله وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، في أشياء كثيرة دعا الناس إليها ، فاجتمع عليه جماعة من أهل بغداد ، والتف عليه الألوف أعداد ، وانتصب للدعوة إلى أحمد بن نصر هذا ، رجلان وهما أبو هارون السراج يدعو أهل الجانب الشرقي ، وآخر يقال له طالب يدعو أهل الجانب الغربي ، فاجتمع عليه من الخلائق ألوف كثيرة وجماعات غزيرة
فلما كان شهر شعبان من هذه السنة انتظمت البيعة لأحمد بن نصر الخزاعي في السر على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والخروج على السلطان لبدعته ودعوته إلى القول بخلق القرآن ، ولما هو عليه وأمراؤه وحاشيته من المعاصي والفواحش وغيرها ، فتواعدوا على أنهم في الليلة الثالثة من شعبان - وهي ليلة الجمعة - يضرب طبل في الليل ، فيجتمع الذين بايعوا في مكان اتفقوا عليه ، وأنفق طالب وأبو هارون في أصحابه دينارا دينارا ، وكان من جملة من أعطوه رجلان من بني اشرس يتعاطيان الشراب .
فلما كانت ليلة الخميس شربا في قوم من أصحابهم ، واعتقدا ان تلك الليلة هي ليلة الوعد ، وكان ذلك قبله بليلة ، فقاما يضربان على طبل في الليل ليجتمع إليهما الناس ، فلم يجئ أحد ، وانخرم النظام ، وسمع الحرس في الليل ، فاعلموا نائب السلطنة - وهو محمد بن غبراهيم بن مصعب - وكان نائبا لأخيه إسحاق بن إبراهيم ، لغيبته عن بغداد ، فاصبح الناس متخبطين ، واجتهد نائب السلطنة على احضار ذينك الرجلين ، فاحضرا فعاقبهما فاقرا على أحمد بن نصر ، فطلبه وأخذ خادما له ، فاستقره فاقره بما أقر به الرجلان
فجمع جماعة من رؤوس أصحاب أحمد بن نصر معه وأرسل بهم إلى الخليفة بسر من رأى ، وذلك في آخر شعبان .
فأحضر له جماعة الأعيان ، وحضر القاضي أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي ، وأحضر أحمد بن نصر ، ولم يظهر منه على أحمد بن نصر عتب ، فلما أوقف أحمد بن نصر بين يدي الواثق لم يعاتبه على شيء مما كان منه في مبايعته العوام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره ، بل أعرض عن ذلك كله ، وقال له : (ما تقول في القرآن ؟) فقال : (هو كلام الله) قال : (أمخلوق هو ؟) قال : (هو كلام الله ) .
وكان أحمد قد استقتل وباع نفسه وحضر وقد تحنط وتنور وشد على عورته ما يسترها
فقال له : (ما تقول في ربك ، أتراه يوم القيامة ؟)
فقال : (يا أمير المؤمنين قد جاء في القرآن والأخبار بذلك ، قال تعالى : ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته )) ، فنحن على الخبر
زاد الخطيب : قال الواثق : (ويحك ! أيرى كما يرى المحدود المتجسم ؟! ويحويه مكان ، ويحصره الناظر ؟! أنا أكفر برب هذه صفته ) .
قلت : وما قاله الواثق لا يجوز ولا يلزم ولا يرد به هذا الخبر الصحيح والله أعلم
ثم قال أحمد بن نصر للواثق : وحدثني سفيان بحديث يرفعه : أن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الله يقلبه كيف شاء .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )). فقال له إسحاق بن إبراهيم : (ويحك ! انظر ما تقول)
فقال : (أنت أمرتني بذلك) ، فأشفق إسحاق من ذلك ، وقال : (أنا أمرتك ؟!)
قال : (نعم أنت أمرتني أن أنصح له) .
فقال الواثق لمن حوله : (ما تقولون في هذا الرجل ؟ ) فاكثروا القول فيه، فقال عبد الرحمن بن إسحاق - وكان قاضياً على الجانب الغربي فعزل ، وكان موادا لأحمد بن نصر قبل ذلك - : (يا أمير المؤمنين هو حلال الدم).
وقال أبو عبد الله الأرمني - صاحب ابن أبي دؤاد : (اسقني من دمه يا أمير المؤمنين)
فقال الواثق : لا بد أن يأتي ما تريد وقال ابن أبي دؤاد : (هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل)
فقال الواثق : ( إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معي ، فإني احتسب خطاي ثم نهض بالصمصامة - وقد كانت سيفا لعمرو بن معد يكرب الزبيدي أهديت لموسى الهادي في أيام خلافته وكانت صحيفة مسحورة في أسفلها مسمورة بمسامير - فلما انتهى إليه ضربه بها ضربة على عاتقه وهو مربوط بحبل قد اوقف على نطع ، ثم ضربه أخرى على رأسه ، ثم طعنه بالصمصامة في بطنه ، فسقط صريعا رحمه الله على النطع ميتا .
فإنا لله وإنا إليه راجعون ، رحمه الله وعفا عنه ثم انتضى سيما الدمشقي سيفه فضرب عنقه وحز رأسه وحمل معترضا حتى أتى به الحظيرة التي فيها بابك الخرمي فصلب فيها، وفي رجليه زوج قيود وعليه سراويل وقميص، وحمل رأسه إلى بغداد فنصب في الجانب الشرقي أياماً وفي الغربي أياماً ، وعنده الحرس في الليل والنهار، وفي أذنه رقعة مكتوب فيها : " هذا رأس الكافر المشرك الضال أحمد بن نصر الخزاعي، ممن قتل على يدي عبد الله هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين، بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن ونفي التشبيه، وعرض عليه التوبة ومكنه من الرجوع إلى الحق ، فأبى إلا المعاندة والتصريح، فالحمد لله الذي عجله إلى ناره ، وأليم عقابه بالكفر ،فاستحل أمير المؤمنين بذلك دمه ولعنه .
ثم أمر الواثق بتتبع رؤوس أصحابه فأخذ منهم نحوا من تسع وعشرين رجلا ، فأودعوا في السجون وسموا الظلمة ، ومنعوا أن يزورهم أحد وقيدوا بالحديد ولم يجر عليهم شيء من الأرزاق التي كانت تجري على المحبوسين ، وهذا ظلم عظيم وقد كان أحمد بن نصر هذا من أكابر العلماء العاملين القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وسمع الحديث من حماد بن زيد وسفيان بن عينية وهاشم بن بشير ، وكانت عنده مصنفاته كلها ، وسمع من الإمام مالك بن انس أحاديث جدية ، ولم يحدث بكثير من حديثه ،
وحدث عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي وأخوه يعقوب بن إبراهيم ويحيى بن معين ، وذكره يوما فترحم عليه وقال : (ختم الله له بالشهادة ) وكان لا يحدث ويقول : (إني لست أهلا لذلك) وأحسن يحيى بن معين الثناء عليه جدا ، وذكر الإمام أحمد بن حنبل يوما فقال : (رحمه الله ما كان أسخاه بنفسه لله ، لقد جاد بنفسه له ) .
وقال جعفر بن محمد الصائغ : (بصر ت عيني وإلا فقئتا وسمعت أذناي وإلا فصمتا ، أحمد بن نصر الخزاعي حين ضربت عنقه يقول رأسه : " لا إله إلا الله " وقد سمعه بعض الناس وهو مصلوب على الجذع ورأسه يقرأ : ((الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)) قال : (فاقشعر جلدي) .
القصة الثالثة

شيخ الإسلام وقصة تكسير عمود المخلق
جاء في الجامعِ لسيرةِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ خلال سبعة قرون (ص 134) ، تحت فصلٍ فيما قام به ابنُ تيميةَ وتفرد به وذلك في تكسير الأحجارِ لخادمِ شيخِ الإسلامِ إبراهيم بن أحمد الغياني ما نصه : فبلغ الشيخ أن جميعَ ما ذكر من البدعِ يتعمدها الناسُ عند العمودِ المُخَلَّقِ الذي داخل (البابِ الصغيرِ) الذي عند (دربِ النافدانيين).
فشدَّ عليه وقام ، واستخار اللهَ في الخروجِ إلى كسرهِ ، فحدثني أخوهُ الشيخُ الإمامُ القدوةُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ ابنُ تيميةَ قال : فخرجنا لكسرهِ فسمع الناسُ أن الشيخَ يخرجُ لكسرِ العمودِ المُخَلَّقِ ؛ فاجتمع معنا خلقٌ كثيرٌ . قال : فلما خرجنا نحوه ، وشاع في البلدانِ : ابنُ تيميةَ طالعٌ ليسكر العمودَ المُخَلَّقَ، صاح الشيطانُ في البلدِ ، وضجتِ الناسُ بأقوالٍ مختلفةٍ.
هذا يقولُ : ما بقيت عينُ الفيجةِ تطلعُ ، وهذا يقولُ : ما ينزلُ المطرُ، ولا يثمرُ الشجرُ .
وهذا يقولُ : ما بقي ابنُ تيميةَ يفلحُ بعد أن تعرّض لهذا ، وكل من يقولُ شيئاً غير هذا .
قال الشيخُ شرفُ الدينِ : فما وصلنا إلى عنده إلا وقد رجع عنا غالبُ الناسِ ، خشية أن ينالهم في أنفسهم آفةٌ من الآفاتِ أو ينقطعُ بسببِ كسرهِ بعضُ الخيراتِ .
قال : فتقدمنا إليه، وصحنا على الحجَّارين : دونكم هذا الصنم فما جسر أحدٌ منهم يتقدمُ إليه .
قال فأخذتُ أنا والشيخ المعاول منهم ، وضربنا فيه ، وقلنا : ((جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)) (الإسراء : 81) .
وقلنا : إن أصاب أحداً منه شيءٌ نكونُ نحن فداهُ . وتابعنا الناسُ فيه بالضربِ حتى كسرناهُ ، فوجدنا خلفهُ صنمين حجارة مجسَّدة مصوَّرة ، طول كل صنم نحو شبر ونصف .
وقال الشيخُ شرفُ الدين : قال الشيخُ النووي : اللهم أقم لدينك رجلاً يكسر العمودَ المُخَلَّقَ ، ويخرب القبر الذي في جيرون فهذا من كراماتِ الشيخِ محيى الدين ( أي النووي ) .
فكسرناهُ ولله الحمدُ ، وما أصاب الناسُ من ذلك إلا الخيرَ . والحمدُ للهِ وحدهُ '' .ا.هـ.

القصة الرابعة

شيخ الإسلام وقصة عساف النصراني
قال ابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنهايةِ (13/335 - 336) : واقعةُ عَسَّافٍ النصراني : كان هذا الرجلُ من أهلِ السويداء ] مكانٌ من جبلِ حوران [، قد شهد عليه جماعةٌ أنهُ سبَّ النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - ، وقد استجار عَسَّاف هذا بابنِ أحمدَ بنِ حجى أميرِ آل عليٍّ ، فاجتمع الشيخُ تقي الدينِ ابنُ تيميةَ ، والشيخُ زينُ الدينِ الفارقي شيخُ دارِ الحديثِ ، فدخلا على الأميرِ عز الدينِ أيبك الحموي نائبِ السلطنةِ فكلماهُ في أمرهِ فأجابهما إلى ذلك ، وأرسل ليحضرهُ فخرجا من عنده ومعهما خلقٌ كثيرٌ من الناسِ ، فرأى الناسُ عسافاً حين قَدِم ، ومعه رجلٌ من العربِ فسبوهُ وشتموهُ .
فقال ذلك الرجلُ البدوي : هو خيرٌ منكم - يعني النصراني - فرجمهما الناسُ بالحجارةِ ، وأصابت عسافاً ووقعت خبطةٌ قويةٌ فأرسل النائبُ فطلب الشيخين ابنَ تيميةَ والفارقي فضربهما بين يديهِ ، ورسم عليهما في العذراوية ، وقدم النصراني فأسلم ، وعُقد مجلسٌ بسببهِ ، وأثبت بينه وبين الشهودِ عداوةً ، فحُقن دمهُ .
ثم استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك ببلادِ الحجازِ ، فاتفق قتلهُ قريباً من مدينةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قتلهُ ابنُ أخيهِ هنالك ، وصنف الشيخُ تقيُّ الدينِ ابنُ تيميةَ في هذه الواقعةِ كتابهُ '' الصارم المسلول على ساب الرسول .ا.هـ.
وقال أيضاً ابنُ كثيرٍ عن عاقبةِ الذي أجار عَسَّافاً النصراني (13/360) : وفيها - أي : سنة 694 هـ - : في أواخرِ ربيع الأول جاء الخبرُ بأنّ عسافَ بنَ أحمد بن حجى، الذي كان قد أجار ذلك النصراني الذي سب الرسولَ قُتل ففرح الناسُ بذلك '' .ا.هـ.
فبسببِ احتسابِ شيخِ الإسلامِ رحمهُ اللهُ على عَسَّافٍ النصراني ألف كتابهُ '' الصارم المسلول ، والذي عالج فيه شيخُ الإسلامِ - رحمهُ اللهُ - مسائل عدة من أهمها : حكمُ شاتمِ الرسولِ - صلى اللهُ عليه وسلم - ورجح - رحمهُ اللهُ - أن الساب يُقتلُ سواء كان مسلماً أو كافراً ، ويُعدُّ الكتابُ من أهم الكتبِ المصنفةِ في المسألةِ ، ومرجعاً لا يستغني عنه من أراد التحقيقَ في شتمِ الرسولِ - صلى اللهُ عليه وسلم -
وأختمُ بكلامٍ نفيسٍ لأبي حفصٍ البزار في الأعلامِ العليةِ (ص 22) عن مصنفاتِ شيخِ الإسلام ابنِ تيميةَ - رحمهُ اللهُ - ومنها الصارم المسلول فقال : صنّف عدةَ كتبٍ صغاراً وكباراً ، وذكر فيها ما احتاج إلى ذكرهِ من الأحاديث والآثارِ وأقوالِ الصحابةِ وأسماءِ المحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم ، وعزا كلَّ شيءٍ من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم، وذكر أسماءَ الكتبِ التي ذكر فيها ، وفي أي موضعٍ فيها ، كل ذلك بديهة من حفظهِ لأنه لم يكن عنده حينئذٍ كتابٌ يطالعهُ، ونُقبت واعتُبرت ، فلم يوجد بحمد الله خللٌ ولا تغييرٌ، ومن جملتها كتاب الصارم المسلول على شاتمِ الرسول ، وهذا من الفضلِ الذي خصه اللهُ به.ا.هـ.

محب الشيخ علي جابر
31 / 03 / 2009, 57 : 12 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عمرو القوصي
31 / 03 / 2009, 37 : 03 PM
بارك الله فيك

ابو الوليد البتار
31 / 03 / 2009, 48 : 06 PM
ابونبهان

عمرو


جزاكم الله خيرا على المرور الكريم العطر

محمد نصر
04 / 09 / 2009, 41 : 06 PM
الله يبارك فيكم اخي ****** ابو الوليد

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا