تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الذي استلف الف دينار


ثائر الكبيسي
31 / 03 / 2009, 00 : 10 AM
ما أحوج الإنسان في زمن طغت فيه المادة , وتعلق الناس فيه بالأسباب إلا من رحم الله , إلى أن يجدد في نفسه قضية الثقة بالله , والاعتماد عليه في قضاء الحوائج , وتفريج الكروب , فقد يتعلق العبد بالأسباب , ويركن إليها , وينسى مسبب الأسباب الذي بيده مقاليد الأمور , وخزائن السماوات والأرض , ولذلك نجد أن الله عز وجل يبين في كثير من المواضع في كتابه هذه القضية , كما في قوله تعالى : {وكفى بالله شهيدا} (الفتح 28) , وقوله : {وكفى بالله وكيلا } (الأحزاب 3) , وقوله : { أليس الله بكاف عبده } (الزمر 36) , كل ذلك من أجل ترسيخ هذا المعنى في النفوس , وعدم نسيانه في زحمة الحياة , وفي السنة قص النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجلين من الأمم السابقة , ضربا أروع الأمثلة لهذا المعنى .

والقصة رواها البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل , سأل بعض بني إسرائيل أن يُسْلِفَه ألف دينار , فقال : ائتني بالشهداء أُشْهِدُهُم , فقال : كفى بالله شهيدا , قال : فأتني بالكفيل , قال : كفى بالله كفيلا , قال : صدقت , فدفعها إليه إلى أجل مسمى , فخرج في البحر , فقضى حاجته , ثم التمس مركبا يركبها يقْدَمُ عليه للأجل الذي أجله , فلم يجد مركبا , فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار , وصحيفةً منه إلى صاحبه , ثم زجَّجَ موضعها , ثم أتى بها إلى البحر , فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسَلَّفْتُ فلانا ألف دينار , فسألني كفيلا , فقلت : كفى بالله كفيلا , فرضي بك , وسألني شهيدا , فقلت : كفى بالله شهيدا , فرضي بك , وأَني جَهَدتُ أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له , فلم أقدِر , وإني أستودِعُكَها , فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه, ثم انصرف , وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده , فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله , فإذا بالخشبة التي فيها المال , فأخذها لأهله حطبا, فلما نشرها , وجد المال والصحيفة , ثم قَدِم الذي كان أسلفه , فأتى بالألف دينار , فقال : والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه , قال : هل كنت بعثت إلي بشيء , قال : أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه , قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة , فانْصَرِفْ بالألف الدينار راشدا )إن هذه القصة تدل على عظيم لطف الله وحفظه , وكفايته لعبده إذا توكل عليه وفوض الأمر إليه , وأثر التوكل على الله في قضاء الحاجات , فالذي يجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه على الدوام , وفي جميع الأحوال , والله عز وجل عند ظن العبد به , فإن ظن به الخير كان الله له بكل خير أسرع , وإن ظن به غير ذلك فقد ظن بربه ظن السوء .

ابو قاسم الكبيسي
31 / 03 / 2009, 17 : 12 PM
بارك الله فيك اخي ثائر على الموضوع القيم جزاك الله خيرا وحياك وبياك ومرحبا بك بين اخوانك اعضاء الملتقى وننتظر المزيد منك لننهل من علمك واثابك الجنة

مزنه
31 / 03 / 2009, 33 : 09 PM
اهلا ومرحبا بك اخونا ثائر وحيالله عائلة الكبيسي كلهم

وجزاك الله خير اخي على القصة المعبرة ، من توكل على الله كفاه

ابو الوليد البتار
31 / 03 / 2009, 58 : 10 PM
اهلا ومرحبا بك اخونا ثائر وحيالله عائلة الكبيسي كلهم

وشكر الله لك حرصك الطيب

ثائر الكبيسي
02 / 04 / 2009, 18 : 12 AM
مشكور مروركم بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

الفارس الاسلامي
02 / 04 / 2009, 47 : 02 PM
السلام عليكم

ما اروع احسان الظن بالله والاتكال عليه ... اثابك الله ورزقك احدى الحسنيين

ثائر الكبيسي
04 / 07 / 2010, 25 : 03 PM
بارك الله فيك

مشكور مرورك الكريم

اكرمك الله وجزاك الله خيرا

محمد نصر
05 / 07 / 2010, 18 : 03 AM
بارك الله فيكم اخي الكريم علي هذا الموضوع الطييب

جزاكم الله خيرا

شريف حمدان
23 / 08 / 2010, 20 : 05 PM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على المجهود الرائع