ابو الوليد البتار
05 / 04 / 2009, 48 : 04 PM
قاعدة ( ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه )
بإطلاق تناقض أصلاً من أصول أهل السنة
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif
قال الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان :
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ... أما بعد:
فاعلم أن العصمة والنجاة في الوقوف مع الألفاظ الشرعية
كما أن الدين ما دلت عليه تلك الألفاظ من المعاني...
وأما الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة
فإن تعليق الاعتقادات والأعمال والأحكام عليها يجر إلى أقوال باطلة ...
واعلم وفقك الله أن السني لا يقول حتى يقول الله ورسوله، كما أمره الله: (لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)
والبدعي جعل دينه ما قالته شيوخه، فإذا جاءت نصوص الوحي، قال هذا مجمل! هذا مؤول ...
وقد أدى اجتهاد بعض الدعاة إلى تأصيل قواعد دعوية يعمل بمقتضاها في الدعوة إلى الله ...
ومن جملة هذه القواعد المتداولة في صفوف بعض الجماعات الدعوية
قاعدة: ( يعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه ، ونتعاون فيما اتفقنا عليه ) ...
والسبب الباعث لتأليف هذه الرسالة
هو أن أحد طلبة العلم أصلحه الله، وصف هذه القاعدة بقوله: عليها نور من أثر النبوة ...
وأين هذا من الأئمة الراسخين الذين لا يطلقون ما لم يؤثر من العبارات...
وسترى في رسالتنا هذه ... ما يترتب على إعمال هذه القاعدة ...
هذا؛ وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بما كتبت ...
ـــــــــ
الأقوال والقواعد المجملة سبب لظهور البدع
اللفظ المجمل: هو الذي يفهم منه معان، بعضها حق وبعضها باطل
ومن تأمل في تاريخ الأمة الإسلامية؛ وجد أن من طرائق المبتدعة الإتيان بألفاظ وقواعد مجملة
ليست في الكتاب ولا في السنة، وجعل هذه الألفاظ والقواعد من المسلمات
ليتوصلوا به إلى إبطال ما دل عليه القرآن والسنة
مثل: الجسم والحيز، وقولهم: (الأعراض لا تقوم إلا بجسم والأجسام متماثلة)
وأول من تكلم في الجسم نفيا وإثباتا هو هشام بن الحكم الرافضي ...
ــــــ
الخلاف أمر كوني
لا شك أن الله عز وجل قضى كونا وأراد الاختلاف
كما قال تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) ...
وبعض الجهال يستدل بهذه الأدلة على وجوب التسليم والإذعان للاختلاف لأن الله أراده !
وهذا يلتبس على من لا يفرق بين ما أراده الله وقضاه كونا، وما أراده وقضاه شرعا
فالخلاف مما قضاه الله وأراده كونا لحكمة بالغة؛ حتى يتميز المتبع من المبتدع
ويقوم المتبع بمجاهدة المبتدع بالحجة والبيان
فالخلاف كالكفر باعتبار إرادة الله له كونا؛ فالله لا يحبه
ولكنه سبحانه شاءه وأراده إرادة كونية قدرية...
فكما أنه لا يمكن لمسلم أن يرضى بالكفر، فكذلك ينبغي أن لا يرضى بالخلاف ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( ... أنه لابد أن يكون بين المسلمين تنازع واختلاف
لكنه لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها
حتى تقوم الساعة )
ــــــــ
الخلاف سمة أهل البدع
قال تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا)
قال البغوي : ( هم أهل البدع والأهواء ) ...
وقال الشاطبي : ( الفرقة من أخس أوصاف المبتدعة ) ...
ــــــــ
الخلاف شر
...قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( قال الله تعالى: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)
فأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون، وأهل الرحمة هم أتباع الأنبياء قولا وفعلا
وهم أهل القرآن والحديث من هذه الأمة
فمن خالفهم في شيء؛ فاته من الرحمة بقدر ذلك ) ...
ــــــــــ
حديث ( اختلاف أمتي رحمة )
ضعيف السند والمتن
لم يرد في شيء من المصنفات الحديثية حديث بهذا اللفظ
والمشهور حديث: «اختلاف أصحابي رحمة» ...
قال السبكي: ليس بمعروف عند المحدثين
ولم أقف على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع
وقال أبو محمد بن حزم:
وأما الحديث المذكور؛ فباطل مكذوب
من توليد أهل الفسق ...
قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني :
( ... ولا يسعني إلا أن أقول: إذا كان اختلاف أمتي رحمة، هل يكون اجتماعها عذابا ؟!
أما الرضى به وتسميته رحمة؛ فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذمه
ولا مستند له إلا هذا الحديث الذي لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ـــــــــ
الخلاف الذي قام الدليل على كل واحد من أطرافه
هذا النوع من الخلاف، كل واحد من المختلفين مصيب فيه بلا تردد
لأنه قد قام الدليل على مشروعية كل واحد منهما
ويذم إذا بغى فيه أحد الطرفين على الآخر
وهذا النوع من الاختلاف يسميه العلماء باختلاف التنوع ...
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
( سمعت رجلا قرأ آية سمعت رسول الله يقرأ خلافها
فأخذت بيده، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهة، وقال:
( كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا؛ فهلكوا ) )
ــــــــــ
الحق عند الله واحد وما عداه فخطأ
... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا حكم الحاكم، فاجتهد، فأصاب؛ فله أجران، وإذا حكم، فأخطأ؛ فله أجر واحد )
وهذا الحديث صريح في أن الحق في جهة واحدة
للتصريح بتخطئة القول المخالف...
وبهذا تعرف خطأ مذهب البعض فيما ذهب إليه بقوله: (كل مجتهد مصيب)
فإنها مصادمة للنصوص، ومن أصرحها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإذا اجتهد الحاكم فأخطأ …)
فتلك العبارة ليست متلقاة عن القرون المفضلة، بل إن أصولها بدعية
قال القاضي أبو الطيب الطبري :
وقد ذكر أبو الحسن الأشعري القولين جميعا. وقد أبان أن (الحق في واحد)
ولكنه مال إلى اختيار: (كل مجتهد مصيب) وهذا مذهب معتزلة البصرة
وهم الأصل في هذه البدعة، وقالوا هذا لجهلهم بمعاني الفقه ...
ــــــــــ
هل يعذر كل من تأول تأويلاً خاطئاً ؟
قال تعالى: {ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم}
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا عذر لأحد في ضلالة ركبها، حسبها هدى
فقد بينت الأمور، وثبتت الحجة، وانقطع العذر...
قال قوام السنة أبو القاسم الأصبهاني:
المتأول إذا أخطأ وكان من أهل عقد الإيمان؛ نظر في تأويله
فإن كان قد تعلق بأمر يفضي به
إلى خلاف بعض كتاب الله، أو سنة يقطع بها العذر، أو اجتماع
فإنه يكفر، ولا يعذر ...
ومن تعمد خلاف أصل من هذه الأصول، وكان جاهلاً لم يقصد إليه من طريق العناد
فإنه لا يكفر؛ لأنه لم يقصد اختيار الكفر ولا رضي به، وقد بلغ جهده، فلم يقع له غير ذلك
وقد أعلم الله سبحانه أنه لا يؤاخذ إلا بعد البيان، ولا يعاقب إلا بعد الإنذار
فقال تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم}
فكل من هداه الله عز وجل ودخل عقد الإسلام؛ فإنه لا يخرج إلى الكفر إلا بعد البيان
بإطلاق تناقض أصلاً من أصول أهل السنة
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif
قال الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان :
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ... أما بعد:
فاعلم أن العصمة والنجاة في الوقوف مع الألفاظ الشرعية
كما أن الدين ما دلت عليه تلك الألفاظ من المعاني...
وأما الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة
فإن تعليق الاعتقادات والأعمال والأحكام عليها يجر إلى أقوال باطلة ...
واعلم وفقك الله أن السني لا يقول حتى يقول الله ورسوله، كما أمره الله: (لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)
والبدعي جعل دينه ما قالته شيوخه، فإذا جاءت نصوص الوحي، قال هذا مجمل! هذا مؤول ...
وقد أدى اجتهاد بعض الدعاة إلى تأصيل قواعد دعوية يعمل بمقتضاها في الدعوة إلى الله ...
ومن جملة هذه القواعد المتداولة في صفوف بعض الجماعات الدعوية
قاعدة: ( يعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه ، ونتعاون فيما اتفقنا عليه ) ...
والسبب الباعث لتأليف هذه الرسالة
هو أن أحد طلبة العلم أصلحه الله، وصف هذه القاعدة بقوله: عليها نور من أثر النبوة ...
وأين هذا من الأئمة الراسخين الذين لا يطلقون ما لم يؤثر من العبارات...
وسترى في رسالتنا هذه ... ما يترتب على إعمال هذه القاعدة ...
هذا؛ وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بما كتبت ...
ـــــــــ
الأقوال والقواعد المجملة سبب لظهور البدع
اللفظ المجمل: هو الذي يفهم منه معان، بعضها حق وبعضها باطل
ومن تأمل في تاريخ الأمة الإسلامية؛ وجد أن من طرائق المبتدعة الإتيان بألفاظ وقواعد مجملة
ليست في الكتاب ولا في السنة، وجعل هذه الألفاظ والقواعد من المسلمات
ليتوصلوا به إلى إبطال ما دل عليه القرآن والسنة
مثل: الجسم والحيز، وقولهم: (الأعراض لا تقوم إلا بجسم والأجسام متماثلة)
وأول من تكلم في الجسم نفيا وإثباتا هو هشام بن الحكم الرافضي ...
ــــــ
الخلاف أمر كوني
لا شك أن الله عز وجل قضى كونا وأراد الاختلاف
كما قال تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) ...
وبعض الجهال يستدل بهذه الأدلة على وجوب التسليم والإذعان للاختلاف لأن الله أراده !
وهذا يلتبس على من لا يفرق بين ما أراده الله وقضاه كونا، وما أراده وقضاه شرعا
فالخلاف مما قضاه الله وأراده كونا لحكمة بالغة؛ حتى يتميز المتبع من المبتدع
ويقوم المتبع بمجاهدة المبتدع بالحجة والبيان
فالخلاف كالكفر باعتبار إرادة الله له كونا؛ فالله لا يحبه
ولكنه سبحانه شاءه وأراده إرادة كونية قدرية...
فكما أنه لا يمكن لمسلم أن يرضى بالكفر، فكذلك ينبغي أن لا يرضى بالخلاف ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( ... أنه لابد أن يكون بين المسلمين تنازع واختلاف
لكنه لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها
حتى تقوم الساعة )
ــــــــ
الخلاف سمة أهل البدع
قال تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا)
قال البغوي : ( هم أهل البدع والأهواء ) ...
وقال الشاطبي : ( الفرقة من أخس أوصاف المبتدعة ) ...
ــــــــ
الخلاف شر
...قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( قال الله تعالى: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)
فأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون، وأهل الرحمة هم أتباع الأنبياء قولا وفعلا
وهم أهل القرآن والحديث من هذه الأمة
فمن خالفهم في شيء؛ فاته من الرحمة بقدر ذلك ) ...
ــــــــــ
حديث ( اختلاف أمتي رحمة )
ضعيف السند والمتن
لم يرد في شيء من المصنفات الحديثية حديث بهذا اللفظ
والمشهور حديث: «اختلاف أصحابي رحمة» ...
قال السبكي: ليس بمعروف عند المحدثين
ولم أقف على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع
وقال أبو محمد بن حزم:
وأما الحديث المذكور؛ فباطل مكذوب
من توليد أهل الفسق ...
قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني :
( ... ولا يسعني إلا أن أقول: إذا كان اختلاف أمتي رحمة، هل يكون اجتماعها عذابا ؟!
أما الرضى به وتسميته رحمة؛ فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذمه
ولا مستند له إلا هذا الحديث الذي لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ـــــــــ
الخلاف الذي قام الدليل على كل واحد من أطرافه
هذا النوع من الخلاف، كل واحد من المختلفين مصيب فيه بلا تردد
لأنه قد قام الدليل على مشروعية كل واحد منهما
ويذم إذا بغى فيه أحد الطرفين على الآخر
وهذا النوع من الاختلاف يسميه العلماء باختلاف التنوع ...
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
( سمعت رجلا قرأ آية سمعت رسول الله يقرأ خلافها
فأخذت بيده، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهة، وقال:
( كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا؛ فهلكوا ) )
ــــــــــ
الحق عند الله واحد وما عداه فخطأ
... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا حكم الحاكم، فاجتهد، فأصاب؛ فله أجران، وإذا حكم، فأخطأ؛ فله أجر واحد )
وهذا الحديث صريح في أن الحق في جهة واحدة
للتصريح بتخطئة القول المخالف...
وبهذا تعرف خطأ مذهب البعض فيما ذهب إليه بقوله: (كل مجتهد مصيب)
فإنها مصادمة للنصوص، ومن أصرحها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإذا اجتهد الحاكم فأخطأ …)
فتلك العبارة ليست متلقاة عن القرون المفضلة، بل إن أصولها بدعية
قال القاضي أبو الطيب الطبري :
وقد ذكر أبو الحسن الأشعري القولين جميعا. وقد أبان أن (الحق في واحد)
ولكنه مال إلى اختيار: (كل مجتهد مصيب) وهذا مذهب معتزلة البصرة
وهم الأصل في هذه البدعة، وقالوا هذا لجهلهم بمعاني الفقه ...
ــــــــــ
هل يعذر كل من تأول تأويلاً خاطئاً ؟
قال تعالى: {ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم}
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا عذر لأحد في ضلالة ركبها، حسبها هدى
فقد بينت الأمور، وثبتت الحجة، وانقطع العذر...
قال قوام السنة أبو القاسم الأصبهاني:
المتأول إذا أخطأ وكان من أهل عقد الإيمان؛ نظر في تأويله
فإن كان قد تعلق بأمر يفضي به
إلى خلاف بعض كتاب الله، أو سنة يقطع بها العذر، أو اجتماع
فإنه يكفر، ولا يعذر ...
ومن تعمد خلاف أصل من هذه الأصول، وكان جاهلاً لم يقصد إليه من طريق العناد
فإنه لا يكفر؛ لأنه لم يقصد اختيار الكفر ولا رضي به، وقد بلغ جهده، فلم يقع له غير ذلك
وقد أعلم الله سبحانه أنه لا يؤاخذ إلا بعد البيان، ولا يعاقب إلا بعد الإنذار
فقال تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم}
فكل من هداه الله عز وجل ودخل عقد الإسلام؛ فإنه لا يخرج إلى الكفر إلا بعد البيان