ابو الوليد البتار
10 / 04 / 2009, 34 : 07 PM
في وداع الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
صالح بن علي العمري
http://www.alriyadh.com/2008/02/20/img/202070.jpg
لَحَا اللهُ دنيا لا يدومُ لها عهــدُ *** وفي أمْنها غدرٌ.. وفي قُربها بُعْدُ
وفي حلوها مُرٌّ.. وفي سعدها أسى *** وشانئهـا حُرٌّ.. وعاشقــها عبدُ
إذا جدّدت أبلتْ.. وإن بشّرتْ نعتْ *** وإن أضحكتْ أبكتْ.. وفي وصلها فقدُ
وأيامُها جهدٌ وكـربٌ وغصّــةٌ *** وأولُّها ضعفٌ.. وآخرُها لحدُ..
وإن رفعت أوهت.. وإنْ تمَّ عِقـْدُها *** ففي غمضة الأجفانِ ينفرطُ العقدُ
وللموتِ من بين المقاديرِ وثبةٌ *** تضجُّ بها الشكوى.. ويشتعلُ الوجدُ
أبا زيد.. يا بكر المكارمِ والندى *** رحلتَ وفي أكفانكَ العلمُ والمجدُ
وقد كنتَ للأيــامِ قـُرّةَ عينها *** فيا ضيعة السلوى وقد عظُمَ الفقدُ
وقفتَ على صرح الفضيلة حارسا *** وفي كفّك القرآنُ والعقلُ والرُّشدُ
وحليّت طُلابَ العلــومِ بحليـةٍ *** عقائقها الآيـاتُ والسُّنـة ُ العِقدُ
وكنتَ على الإفسـادِ سيـفا مُهندا *** تجرّدَ في الرحمن ليس له غمدُ
ودبّجت في فقــه النوازل باقة *** فما هي إلا النورُ والعطرُ والشهدُ
وجاءت سيولُ الغربِ تقتحمُ المدى *** فكنت لها سدّا.. ألا بورك السـدُّ
وكم بدعةٍ غارت.. وكم سنّةٍ فشت *** وما أنت إلا الحقُّ والبذلُ والجدُّ
وفيٌّ خفيٌّ.. ما احتفيتَ بشُهرةٍ *** وأنت شعارُ الزهدِ ما ذُكرَ الزهدُ
وفي لفظكَ المسبوكِ يعشوشب الفلا *** وتُستنبتُ التقوى.. ويضّوّعُ الندُّ
وعندك فصلُ القولِ إن ماجتْ الحجا *** وأنت سِقاءُ العلمِ إن قُصدت نجدُ
وفي وعظكَ الرقراقِ لينٌ وحكمة *** وسيرتُكَ الأخلاقُ والعدلُ والقصدُ
مرضتَ وفي الأسقامِ طُهْرٌ ورفعةٌ *** وأنفاسكُ الأذكارُ والشكرُ والحمدُ
نغالطُ فيكَ السمـعَ حُبَّـا وخشية *** على أنَّ وِرْدَ الموتِ ليسَ له بُدُّ
فلمّا تناهى الخطب في كلِّ بقعـةٍ *** وطابت بإذن الله- في رِفدكَ الخُلدُ
تأسّى حبيبٌ.. واستراح منـافقٌ *** فلا عاش من أزرى بوجدانهِ الحقدُ
أيا شيخُ تبكيكَ الدموعُ توجّــدا *** ويحملكُ الوجدانُ والأعينُ السُّهْدُ
عليكَ سلام الله ما أومضَ السّنـا *** وما أمطرتْ سُحْبٌ وما أعبقَ الورد
وأسقى ثراك اليُمنُ والطيبُ والثنا *** وظللكَ الرضوانُ والبرُّ والسعدُ..
صالح بن علي العمري
http://www.alriyadh.com/2008/02/20/img/202070.jpg
لَحَا اللهُ دنيا لا يدومُ لها عهــدُ *** وفي أمْنها غدرٌ.. وفي قُربها بُعْدُ
وفي حلوها مُرٌّ.. وفي سعدها أسى *** وشانئهـا حُرٌّ.. وعاشقــها عبدُ
إذا جدّدت أبلتْ.. وإن بشّرتْ نعتْ *** وإن أضحكتْ أبكتْ.. وفي وصلها فقدُ
وأيامُها جهدٌ وكـربٌ وغصّــةٌ *** وأولُّها ضعفٌ.. وآخرُها لحدُ..
وإن رفعت أوهت.. وإنْ تمَّ عِقـْدُها *** ففي غمضة الأجفانِ ينفرطُ العقدُ
وللموتِ من بين المقاديرِ وثبةٌ *** تضجُّ بها الشكوى.. ويشتعلُ الوجدُ
أبا زيد.. يا بكر المكارمِ والندى *** رحلتَ وفي أكفانكَ العلمُ والمجدُ
وقد كنتَ للأيــامِ قـُرّةَ عينها *** فيا ضيعة السلوى وقد عظُمَ الفقدُ
وقفتَ على صرح الفضيلة حارسا *** وفي كفّك القرآنُ والعقلُ والرُّشدُ
وحليّت طُلابَ العلــومِ بحليـةٍ *** عقائقها الآيـاتُ والسُّنـة ُ العِقدُ
وكنتَ على الإفسـادِ سيـفا مُهندا *** تجرّدَ في الرحمن ليس له غمدُ
ودبّجت في فقــه النوازل باقة *** فما هي إلا النورُ والعطرُ والشهدُ
وجاءت سيولُ الغربِ تقتحمُ المدى *** فكنت لها سدّا.. ألا بورك السـدُّ
وكم بدعةٍ غارت.. وكم سنّةٍ فشت *** وما أنت إلا الحقُّ والبذلُ والجدُّ
وفيٌّ خفيٌّ.. ما احتفيتَ بشُهرةٍ *** وأنت شعارُ الزهدِ ما ذُكرَ الزهدُ
وفي لفظكَ المسبوكِ يعشوشب الفلا *** وتُستنبتُ التقوى.. ويضّوّعُ الندُّ
وعندك فصلُ القولِ إن ماجتْ الحجا *** وأنت سِقاءُ العلمِ إن قُصدت نجدُ
وفي وعظكَ الرقراقِ لينٌ وحكمة *** وسيرتُكَ الأخلاقُ والعدلُ والقصدُ
مرضتَ وفي الأسقامِ طُهْرٌ ورفعةٌ *** وأنفاسكُ الأذكارُ والشكرُ والحمدُ
نغالطُ فيكَ السمـعَ حُبَّـا وخشية *** على أنَّ وِرْدَ الموتِ ليسَ له بُدُّ
فلمّا تناهى الخطب في كلِّ بقعـةٍ *** وطابت بإذن الله- في رِفدكَ الخُلدُ
تأسّى حبيبٌ.. واستراح منـافقٌ *** فلا عاش من أزرى بوجدانهِ الحقدُ
أيا شيخُ تبكيكَ الدموعُ توجّــدا *** ويحملكُ الوجدانُ والأعينُ السُّهْدُ
عليكَ سلام الله ما أومضَ السّنـا *** وما أمطرتْ سُحْبٌ وما أعبقَ الورد
وأسقى ثراك اليُمنُ والطيبُ والثنا *** وظللكَ الرضوانُ والبرُّ والسعدُ..