تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة في طريق الدعوة والإحسان


ثائر الكبيسي
13 / 04 / 2009, 31 : 06 PM
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه وسلم وبعد:
فبعد واجب التقوى فليكن في حياتنا وفيما نهتم به نصيب للدعوة إلى الله تعالى ، وهي الغاية التي بعث من أجلها الرسل ، وأنزلت لها الكتب ، قال تعالى على لسان رسوله   قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي (يوسف: من الآية108) وهذه الآية صريحة أن النهوض بواجب الدعوة إلى الله والتعريف بدين الله واجب على كل مسلم ومسلمة ، وهو لا يقل أهمية عن واجب الصلاة والصيام والزكاة ، والدعوة إلى الله شرف عظيم يقول تعالى  وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (فصلت:33) .
إن كلمة الدعوة هي أحسن كلمة تقال في الأرض وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء ، ولكن مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ، فاصدق لله ولو بكلمات قليلة ، قل أي شيء ، ابذل أي شيء لدين الله ، عبر عن انتمائك لهذا الدين لأن وقعنا يستنفرنا لنصرة رسول الله  وقد أخبر الله تعالى عن أتباعه وأنصاره فقال  فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  (الأعراف: من الآية157) فقد علمنا الصحابة  حقيقة الانتماء ، علمونا أن الانتماء لدين الله يوجب على من انتمى إليه أن يبذل بعض الجهد لهذا الدين ، وفي حَجة الوداع كان عدد الصحابة مائةً وأربعة وعشرين ألفاً ، لم يبقى من الصحابة في مكةَ والمدينة إلا عشرة آلاف قد انتشروا في البلاد وقبورهم شاهدة على ذلك في الصين وتركيا وسوريا والأردن والعراق ، وقد علم الصحابة أن الصلاة في مكة تعدل مائة ألف صلاة ، وفي المدينة تعدل ألف صلاة ، ومع ذلك خرجوا يبلغون دعوة الله ، لأن الله تعالى يقول  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ  هذا تشريف  أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ هذا تكليف ، وهذا ربعي بن عامر الرجل البدوي لما قال له رستم قائد جيش الفرس من أنتم ؟ فأجاب إجابة خلدها التاريخ قال نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، وعن جرير ابن عبد الله قال  بايعتُ رسول الله على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
وقد قال رسول الله  لعليٍ  يحثه على هدايت الخلق ( فواللهِ لأَن يهدي الله بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ مِنْ أَنْ يَكونَ لَكَ حُمْر النَّعَمِ ) رواه مسلم .
وقد يتوهم البعض أن واجب الدعوة إلى الله لا يلزمه لأنه ليس من طلبة العلوم الدينية أو يعلل بان هذه الوظيفة هي وظيفة العلماء ، ولكن الحقيقة هي الحرمان من هذا الواجب المقدس ، وهذا الفهم لم يفهمه الصحابة  ، بل فهموا أن قضية العمل لدين الله قضية الجميع ، وهذا هو صديق الأمة أبو بكر رضي الله عنه يشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويتحرك على الفور بعد هذه الكلمة ليعمل لدين الله ، وقد علم الصديق أن الشهادتين تلزمانه بالحركة والبذل لدين الله ، تحرك الصديق لأن الصدق يحرك القلوب فعاد في اليوم الثاني بخمسة من العشرة المبشرة بالجنة ، فاصدق لله ولو بكلمات قليلة ودع النتائج إلى الله فقد تتحرك مخلصاً وقد تتحرك صادقاً ولكن لا يهتدي لدعوتك أحد فلست أخلص من الأنبياء الذين أخبر عنهم رسول الله   عُرِضَتْ عليَّ الأمم ، فرأيت النبيَّ ومعه الرُهَيطُ ، والنبيَّ ومعه الرجلُ والرجلان ، والنبيَّ وليس معه أحد  وإليك أخي في الله نموذج آخر عرف واجبه منذ اللحظة الأولى من إسلامه إنه الطفيل ابن عمرو الدوسي  كان سيداً مطاعاً في قومه، التقى برسول الله  فعرض عليه الإسلام فأسلم مكانه قال يا رسول الله إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم فداعيهم للإسلام ، فقال الطفيل ثم خرجت إلى قومي فدعوتهم للإسلام فأبطئوا عليَّ وأعرضوا عني فجئت إلى رسول الله بمكة فقلت يا رسول الله أنه غلبني على دوس الزنى فدعوا الله عليهم ، قال فرفع رسول الله يديه وأستقبل القبلة ، فقلت في نفسي هلكت دوس فقال اللهم أهد دوساً ، اللهم أهد دوساً ، اللهم أهد دوساً ، ثم قال أرجع إلى قومك وأدعوهم وأرفق بهم فقال الطفيل فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى أسلموا عن بكرة أبيهم ، والشاهد هاهو الطفيل يسلم في التوِّ واللحظة يشعر بمسؤوليته تجاه هذا الدين ويفهم حقيقة الانتماء للإسلام ، فيقول للمصطفى  أرسلني داعية إلى قومي ، إذاً فقضية العمل لدين الله يجب أن تملأ قلوبنا حتى أن النبيَّ  أراد أن لا يعتذر أحد من واجب الدعوة فقال  بلغوا عني ولو آيه فقال العلماء (رحمهم الله) نصاب الدعوة آيه ، إذاً فلابد أن يكون لك دور في الحياة ، فالمرأة السوداء التي كانت تقم مسجد رسول الله  قامت بدورها في الحياة ، ودخلت بهذا الدور الجنة ، وأُلفِتُ النظرَ إلى أمر لا يجوز أن ينسى ، هذا العصر عصر الأديان كل صاحب دين يدافع عن دينه اليهودي يدافع عن يهوديته ، والنصراني يدافع عن نصرانيته حتى السيخ الذين يقدسون البقر يدافعون عنها ، ونحن عندنا دينٌ

ابو الوليد البتار
14 / 04 / 2009, 55 : 02 PM
نسال الله ان يعفو عن تقصيرنا


جزاك الله خير اخي ****** ثائر

ابو قاسم الكبيسي
14 / 04 / 2009, 45 : 10 PM
جزاك الله خيرا واثابك الجنة

ثائر الكبيسي
29 / 01 / 2010, 36 : 09 PM
مشكور مروركم بارك الله فيكم
اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

شريف حمدان
07 / 05 / 2011, 37 : 10 AM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
اخي ******
ادعوا الله ان يجعلها فى
مثقلات موازين حسناتك غفر الله لك
ولنا ولاموات المسلمين اجمعين