دكتور محمد فخر الدين الرمادي
24 / 07 / 2023, 46 : 04 PM
عاشوراء 1445
قد يتساءل آحدهم :
هل يحتاج المرء مِن حين إلىٰ آخر لتفريغ طاقات محبوسة بين أضلاعه!؟..
وقد يأتي سؤال :
هل يحتاج الإنسان في لحظة ما إلىٰ تصريف ما بداخله مِن شحنات سلبية!؟
وبالتالي يأتي استفسار :
وما هو السبيل الطبيعي الصحيح لتفريغ تلك الشحنات السلبية وتصريف هذه الطاقات المحبوسة!
وقد يتبادر إلى الذهن :
أيملك إنسان الأمس أو اليوم الأدوات المعينة له والكيفيات لتفريغ هذا الڪم الهائل من الطاقات والشحنات .. وعليه :
فيحتاج -فعلاً- إلىٰ التنفيس عما بداخله أو ڪما يقال « „ فشَّ خُلْقَه ” » في الآخر ؛ أو ما يسمىٰ: « „ cholerisch ” » . والشخص يوصف بأنه: « „ choleriker ” » . وهذا وصفٌ للبعض ..
ويعاد التساءل من جديد :
أم أن الطريق الأصوب والأصح للإنسان يأتي عن طريق مَن خلقه في أحسن تقويم .. وأنعم عليه بارئه بإرسال الرسل وبعث الأنبياء بكتب جاءت عن طريق الوحي ..
ونسرع فنتدارك القول :
إذ أن الإنسان صناعته وهو الذي خلقه .. والخالق منشؤه .. والمبدع هو الذي ڪونه .. فهو -سبحانه وتعالىٰ- الأعلم بحاله ولن يترڪه سدىٰ ..
والمحصلة :
أن تلك التخبطات والتراجعات التي اصابت الإنسان على مر الدهور وڪر السنين إلا نتيجة البُعد السوي عن فطرته !
-*/*-
بيد الظاهر للعيان والمشاهد المحسوس أن الإنسان بصفته الآدمية يحتاج في ڪل مناسبة لــ تفريغ تلك الطاقات وتصريف تلك الشحنات .. يحتاج للتنفيس وبوسائل شتىٰ :
فــ
*.)] في حالة الفرح يرغب البعض في أن يطير في الهواء؛ وإن ڪان ليس بمقدوره ذلك أو فعله.. ويقوم بحرڪات غير طبيعية لا تشاهد في غير تلك الحالة .. أو يبڪي بڪاءً بعين باردةً وعند بعض النساء « تفقع زغروطة حلوه رنت في بيتها » ؛
وعڪس تلك الحالة حالة الحزن والآسىٰ
*.)] فيبڪي البعض بڪاءً حاراً تجف منه المدامع وتذبل الخدود .. بل وبعض النسوة تشد شعورهنَّ وتمزق ثيابهن؛ ولڪي تسخن الجلسة تأتي « „ ندابة » ؛ لتحي المشاعر العميقة الدفينة في النفس البشرية لفقدان عزيز أو الآسىٰ لما فات وراح ..
يرافق تلك الحالتين لإڪمال المشهد :
*.) ملابس مناسبة لتلك الحالة أو الآخرىٰ .. ملابس ذات ألوان زاهية أو غامقة أو إشارة ما توضع علىٰ الهندام!
أضف :
*.) أضواء وشموع وزينة !
*.) وعطور وورود وأزهار حسب المناسبة ووفقا للحالة!
أو
*.) جرح علىٰ الصدر أو الظهر ودماء تسيل .. وقد يقتل المرء نفسه؛ ويتذڪر البعض في حالة فناء العندليب الأسمر انتحرت [(6)] فتيات .. وعند النڪسة المِصرية 67 خرجت الجماهير ترفض التنحي وعند فناء الزعيم الخالد خرجت الملايين في وداعه الأخير .. وفي ثورة الربيع العربي(!) أُلقي من فوق أسطح المنازل مَن يعارض!؛ ودمرت واجهات محال وممتلكات للدولة كأنها خصم.. وأحرقت مراڪز للشرطة تعبيرا عن حالة غضب أو تفيساً عن مشاعر مڪبوتة منذ زمن!
وفڪرة الزعيم الخالد عند المِصريين (والعرب) تقترب مِن فڪرة الآلهة في الحضارات القديمة [(إذا صح التعبير أنها تعتبر حضارة بمفهومها الشامل الجامع المانع)]؛ وعند فناء الصالحون القدماء حزن عليهم مَن جاورهم فصنعوا -للذڪرىٰ- لهم تمثالا فصار للذكرىٰ الخالدة .. ومن رافقهم أحدثوا احتراما قلبيا شديدا وتبجيلا روحياً ڪبيرا وبمرور الزمن عُبِدَت الصورة أو التمثال سواء : مِن خشب الشجر أو صوان حجر أو عجوة تمر أو رمل مِن الصحراء قفر صب عليها حليب ماعز للتماسك .. وفق البيئة المحيطة بالإنسان ..
ومَن انتفع من فڪرة موت الآله ينبغي عليه بل يجب تخليده والثقافة الفرعونية أو اليونانية -خير شاهد علىٰ صحة ما ذهبتُ إليه- فقد أبدعت في فڪرة التخليد لما نراه اليوم رؤية العين مِن آثار تدل عليهم.
وفڪرة موت الآله بغض النظر عن الڪيفية والشخص البشري تدل علىٰ نمط بسيط في التفڪير إذ أن الآله إنسان .. والمحسوس والمعلوم أن له نهاية بل ڪل ما له بداية حتما ينتهي لنهاية .. والفڪرة وضيعة في التعقل عند مَن يقول بها .. بيد أنها تُشبع عاطفة ما حبيسة بين الأضلاع إذ أنها تجسد الآله إما في صورة أو تمثال .. والإنسان جُلب علىٰ إدراك الأشياء بحواسه الخمس والبعض يزيد سادسة وهي ما لا تدرك (!).. فـ يُرى الآله بالعين -صورة أو تمثال- ليل نهار يتذڪر حياة وآلام هذا الإنسان فيعيد تذڪره وڪأنه يرغب أن يتجرع من نفس الكأس لآثام قام بها وخطايا اقترفها قام بها فيختصرها في آله قتله بيده أو بيد غيره .. وينبغي أن تحڪم هذه المسألة بمتلازمات متتالية بعدها تقنع أو تحاول إقناع مَن يعتقد في صحة هذه الفڪرة .. أو .. الوجه الآخر لهذه الفڪرة ڪما قال الفيلسوف „ نيتشه ” فهو يبحث عن الإنسان القوي والذي لا يقهر ولا يحتاج لأحد .. ڪنتيجة حتمية لتطور بني آدم فيصل إلىٰ « „ السوبر مان ” » فيملك الإنسان أمره فلا يحتاج إلىٰ إلهٍ بعد .. فحين تفرغ العقيدة مِن مضمونها الصحيح يتدخل الإنسان في إعادة صياغتها وإعادة ترڪيبة مفرداتها .. وما يجب ملاحظته هنا هو البيئة والوسط والمناخ الذي عاش فيه الفيلسوف الألماني [(Friedrich Nietzsche)] .. خاصة البيئة المسيحية البروستانتية والمناخ الذي يدعو للتحرر [(ولد في 15 أڪتوبر 1844م؛ ينبغي أن نلاحظ أن مارتن لوثر ولد قبله بأربعة قرون في 10 نوفمبر 1483؛ فأوجد تشقق في الهيڪل الأساسي للڪنيسة)] ..
-*/*-
أبسط ما يمڪن تفهمه في هذه المسألة « „ الآله ” » ؛ أنه يجب أن يغاير هذا الآله الإنسان تمام المغايرة ويخالفه في ڪل شئ تماما ڪالألة ومَن صنعها والسيارة ومن يركبها والجمل ومن يسوقه هنلك مغايرة .. تماما ڪالڪائن الحي والجماد مختلفان .. ومثل مَن يعيش في الهواء الطلق ومَن يعيش تحت أعماق الماء .
-*/*
وهنا تأتي ملاحظة هامة أن الفڪرة وليدة المناخ العام والبيئة الحاضنة لهذا الشخص والأفڪار السائدة في هذا المجتمع والقيم التي تحڪمه والمفاهيم التي تؤثر في سلوك افراده والقناعات المنبثقة مِن عقيدته بغض الطرف عن صحتها أو فسادها .. أو ما يطرأ عليها ..
والخطأ القاتل حين تنشأ فڪرة في غير محيطها الطبيعي الأصلي وبيئتها الأولىٰ الحاضنة ومناخها العام المسيطر :
مثل مَن يوحد الآله ويصفه بصفات العلا ونعوت الڪمال وباسمائه الحسنىٰ ثم تتلاقح افڪار مخالفة لتلك في عقله فقد يحدث تشويش بسيط أو مركب وقد يحدث إنحراف عن الأصل ..
ڪطالب الأزهر الشريف يتلقىٰ علومه ڪلها في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي ثم يتحصل على شهادته العليا في سربون مدينة النور!
ولعل أقرب مثال يحضرني -الأن- فكرة الغيبوبة الذهنية التي اصطنعها أتباع ديانات وضعية أرضية وبعض أرباب الطرق الصوفية .. في ذات الآله وصفاته عند الفئة الأولىٰ .. أو ما سُميَّ العشق الآلهي -ڪمثال فقط وليس للحصر- عند بعض الطرق .. والأدب مع الله -جل وعلا- ينبغي أن يڪون حبه .. فقد نطق القرآن الڪريم يقول : {يحبهم ويحبونه} [المائدة: 54] .. {والذين آمنوا أشد حبًا لله} [البقرة: 165] ..
بيد مَن يقرأ أبيات شعر رابعة العدوية « „ أم الخير ” » ؛ [(وقد اختلف في نسبها وفي قصتها)] يتبين أنها تتحدث عن ذڪر .. عن رجل .. أو اختلطت الأوراق في ذهنها فصارت لا تفرق بين آله يعبد ڪما يحب هو ويرضى وبين ذلك نبيه ورسوله ومصطفاه -عليه السلام- وبين ذڪر .. وبين رجل تحبه المرأة ڪما يريد هذا الذڪر أو ڪما تشتهي هذه الأنثىٰ ..
ولعلها هي التي مهدت الطريق للحلاج وأمثاله!
إشڪالية المصادر التي نعتمد عليها ڪصناعة الشاشة الفضية السينمائية في تصوير شخصيات مثل تلك -للأسف قد شكلت وجهة النظر عن تلك الشخصيات عند البعض-؛ أو المراجع غير موثقة .. ولا يصح أعتماد -فقط- حسن النية وصفائها عند أم الخير رابعة أو عند مَن :" أنشئ في القاهرة عام ١٩٦٣م في عهد جمال عبدالناصر مسجد علىٰ اسم رابعة العدوية بمدينة نصر، وأطلق علىٰ الميدان المقابل للمسجد اسم ميدان رابعة العدوية. " ..
بيد أن :" هناك مَن يرىٰ أن ما ورد مِن شعرها في العشق أبيات مِن قصيدة أبي فراس الحمداني في الأسر، وهو وارد في ڪل طبعات ديوانه. ".
والمشكل الثاني هو غياب المثل الأعلىٰ في شخصية الأنبياء والذي يحتذىٰ به والقدوة العلا في الرسل وما صح وثبت من ڪتبهم المقدسة!
-*/*
الظاهر والمشاهد المحسوس أن الإنسان يحتاج لتنفيس عن مشاعر وعواطف تڪمن بين جنبيه .. أو ڪتعبير عن فشل ما أو عدم استطاعته فعل أمر ما .. فإذا غاب العقل المميز وتعطلت القوىٰ العاقلة وتخلف الإدراك وضعف الوعي يصيب الإنسان حالة مِن التخبط فيلجأ إلىٰ وسيلة ما لتهدئة ما اصابه .. إما أذىٰ يصيب جسده ويجرح نفسه أو تعاطي ما يغيب عقله!
و إهمال وحي السماء وتعاليم الرسل والأنبياء !
-*/*-
تلك كانت الْمُقَدِّمَة عن أحداث يوم عاشوراء عند السادة الشيعة !
ــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــــــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــــ ـــــ ــــــــ
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٥ من الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الإثنين٧ محرم ~ ٢٤ يوليو 2023 من سنة الميلاد العجيب
ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
قد يتساءل آحدهم :
هل يحتاج المرء مِن حين إلىٰ آخر لتفريغ طاقات محبوسة بين أضلاعه!؟..
وقد يأتي سؤال :
هل يحتاج الإنسان في لحظة ما إلىٰ تصريف ما بداخله مِن شحنات سلبية!؟
وبالتالي يأتي استفسار :
وما هو السبيل الطبيعي الصحيح لتفريغ تلك الشحنات السلبية وتصريف هذه الطاقات المحبوسة!
وقد يتبادر إلى الذهن :
أيملك إنسان الأمس أو اليوم الأدوات المعينة له والكيفيات لتفريغ هذا الڪم الهائل من الطاقات والشحنات .. وعليه :
فيحتاج -فعلاً- إلىٰ التنفيس عما بداخله أو ڪما يقال « „ فشَّ خُلْقَه ” » في الآخر ؛ أو ما يسمىٰ: « „ cholerisch ” » . والشخص يوصف بأنه: « „ choleriker ” » . وهذا وصفٌ للبعض ..
ويعاد التساءل من جديد :
أم أن الطريق الأصوب والأصح للإنسان يأتي عن طريق مَن خلقه في أحسن تقويم .. وأنعم عليه بارئه بإرسال الرسل وبعث الأنبياء بكتب جاءت عن طريق الوحي ..
ونسرع فنتدارك القول :
إذ أن الإنسان صناعته وهو الذي خلقه .. والخالق منشؤه .. والمبدع هو الذي ڪونه .. فهو -سبحانه وتعالىٰ- الأعلم بحاله ولن يترڪه سدىٰ ..
والمحصلة :
أن تلك التخبطات والتراجعات التي اصابت الإنسان على مر الدهور وڪر السنين إلا نتيجة البُعد السوي عن فطرته !
-*/*-
بيد الظاهر للعيان والمشاهد المحسوس أن الإنسان بصفته الآدمية يحتاج في ڪل مناسبة لــ تفريغ تلك الطاقات وتصريف تلك الشحنات .. يحتاج للتنفيس وبوسائل شتىٰ :
فــ
*.)] في حالة الفرح يرغب البعض في أن يطير في الهواء؛ وإن ڪان ليس بمقدوره ذلك أو فعله.. ويقوم بحرڪات غير طبيعية لا تشاهد في غير تلك الحالة .. أو يبڪي بڪاءً بعين باردةً وعند بعض النساء « تفقع زغروطة حلوه رنت في بيتها » ؛
وعڪس تلك الحالة حالة الحزن والآسىٰ
*.)] فيبڪي البعض بڪاءً حاراً تجف منه المدامع وتذبل الخدود .. بل وبعض النسوة تشد شعورهنَّ وتمزق ثيابهن؛ ولڪي تسخن الجلسة تأتي « „ ندابة » ؛ لتحي المشاعر العميقة الدفينة في النفس البشرية لفقدان عزيز أو الآسىٰ لما فات وراح ..
يرافق تلك الحالتين لإڪمال المشهد :
*.) ملابس مناسبة لتلك الحالة أو الآخرىٰ .. ملابس ذات ألوان زاهية أو غامقة أو إشارة ما توضع علىٰ الهندام!
أضف :
*.) أضواء وشموع وزينة !
*.) وعطور وورود وأزهار حسب المناسبة ووفقا للحالة!
أو
*.) جرح علىٰ الصدر أو الظهر ودماء تسيل .. وقد يقتل المرء نفسه؛ ويتذڪر البعض في حالة فناء العندليب الأسمر انتحرت [(6)] فتيات .. وعند النڪسة المِصرية 67 خرجت الجماهير ترفض التنحي وعند فناء الزعيم الخالد خرجت الملايين في وداعه الأخير .. وفي ثورة الربيع العربي(!) أُلقي من فوق أسطح المنازل مَن يعارض!؛ ودمرت واجهات محال وممتلكات للدولة كأنها خصم.. وأحرقت مراڪز للشرطة تعبيرا عن حالة غضب أو تفيساً عن مشاعر مڪبوتة منذ زمن!
وفڪرة الزعيم الخالد عند المِصريين (والعرب) تقترب مِن فڪرة الآلهة في الحضارات القديمة [(إذا صح التعبير أنها تعتبر حضارة بمفهومها الشامل الجامع المانع)]؛ وعند فناء الصالحون القدماء حزن عليهم مَن جاورهم فصنعوا -للذڪرىٰ- لهم تمثالا فصار للذكرىٰ الخالدة .. ومن رافقهم أحدثوا احتراما قلبيا شديدا وتبجيلا روحياً ڪبيرا وبمرور الزمن عُبِدَت الصورة أو التمثال سواء : مِن خشب الشجر أو صوان حجر أو عجوة تمر أو رمل مِن الصحراء قفر صب عليها حليب ماعز للتماسك .. وفق البيئة المحيطة بالإنسان ..
ومَن انتفع من فڪرة موت الآله ينبغي عليه بل يجب تخليده والثقافة الفرعونية أو اليونانية -خير شاهد علىٰ صحة ما ذهبتُ إليه- فقد أبدعت في فڪرة التخليد لما نراه اليوم رؤية العين مِن آثار تدل عليهم.
وفڪرة موت الآله بغض النظر عن الڪيفية والشخص البشري تدل علىٰ نمط بسيط في التفڪير إذ أن الآله إنسان .. والمحسوس والمعلوم أن له نهاية بل ڪل ما له بداية حتما ينتهي لنهاية .. والفڪرة وضيعة في التعقل عند مَن يقول بها .. بيد أنها تُشبع عاطفة ما حبيسة بين الأضلاع إذ أنها تجسد الآله إما في صورة أو تمثال .. والإنسان جُلب علىٰ إدراك الأشياء بحواسه الخمس والبعض يزيد سادسة وهي ما لا تدرك (!).. فـ يُرى الآله بالعين -صورة أو تمثال- ليل نهار يتذڪر حياة وآلام هذا الإنسان فيعيد تذڪره وڪأنه يرغب أن يتجرع من نفس الكأس لآثام قام بها وخطايا اقترفها قام بها فيختصرها في آله قتله بيده أو بيد غيره .. وينبغي أن تحڪم هذه المسألة بمتلازمات متتالية بعدها تقنع أو تحاول إقناع مَن يعتقد في صحة هذه الفڪرة .. أو .. الوجه الآخر لهذه الفڪرة ڪما قال الفيلسوف „ نيتشه ” فهو يبحث عن الإنسان القوي والذي لا يقهر ولا يحتاج لأحد .. ڪنتيجة حتمية لتطور بني آدم فيصل إلىٰ « „ السوبر مان ” » فيملك الإنسان أمره فلا يحتاج إلىٰ إلهٍ بعد .. فحين تفرغ العقيدة مِن مضمونها الصحيح يتدخل الإنسان في إعادة صياغتها وإعادة ترڪيبة مفرداتها .. وما يجب ملاحظته هنا هو البيئة والوسط والمناخ الذي عاش فيه الفيلسوف الألماني [(Friedrich Nietzsche)] .. خاصة البيئة المسيحية البروستانتية والمناخ الذي يدعو للتحرر [(ولد في 15 أڪتوبر 1844م؛ ينبغي أن نلاحظ أن مارتن لوثر ولد قبله بأربعة قرون في 10 نوفمبر 1483؛ فأوجد تشقق في الهيڪل الأساسي للڪنيسة)] ..
-*/*-
أبسط ما يمڪن تفهمه في هذه المسألة « „ الآله ” » ؛ أنه يجب أن يغاير هذا الآله الإنسان تمام المغايرة ويخالفه في ڪل شئ تماما ڪالألة ومَن صنعها والسيارة ومن يركبها والجمل ومن يسوقه هنلك مغايرة .. تماما ڪالڪائن الحي والجماد مختلفان .. ومثل مَن يعيش في الهواء الطلق ومَن يعيش تحت أعماق الماء .
-*/*
وهنا تأتي ملاحظة هامة أن الفڪرة وليدة المناخ العام والبيئة الحاضنة لهذا الشخص والأفڪار السائدة في هذا المجتمع والقيم التي تحڪمه والمفاهيم التي تؤثر في سلوك افراده والقناعات المنبثقة مِن عقيدته بغض الطرف عن صحتها أو فسادها .. أو ما يطرأ عليها ..
والخطأ القاتل حين تنشأ فڪرة في غير محيطها الطبيعي الأصلي وبيئتها الأولىٰ الحاضنة ومناخها العام المسيطر :
مثل مَن يوحد الآله ويصفه بصفات العلا ونعوت الڪمال وباسمائه الحسنىٰ ثم تتلاقح افڪار مخالفة لتلك في عقله فقد يحدث تشويش بسيط أو مركب وقد يحدث إنحراف عن الأصل ..
ڪطالب الأزهر الشريف يتلقىٰ علومه ڪلها في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي ثم يتحصل على شهادته العليا في سربون مدينة النور!
ولعل أقرب مثال يحضرني -الأن- فكرة الغيبوبة الذهنية التي اصطنعها أتباع ديانات وضعية أرضية وبعض أرباب الطرق الصوفية .. في ذات الآله وصفاته عند الفئة الأولىٰ .. أو ما سُميَّ العشق الآلهي -ڪمثال فقط وليس للحصر- عند بعض الطرق .. والأدب مع الله -جل وعلا- ينبغي أن يڪون حبه .. فقد نطق القرآن الڪريم يقول : {يحبهم ويحبونه} [المائدة: 54] .. {والذين آمنوا أشد حبًا لله} [البقرة: 165] ..
بيد مَن يقرأ أبيات شعر رابعة العدوية « „ أم الخير ” » ؛ [(وقد اختلف في نسبها وفي قصتها)] يتبين أنها تتحدث عن ذڪر .. عن رجل .. أو اختلطت الأوراق في ذهنها فصارت لا تفرق بين آله يعبد ڪما يحب هو ويرضى وبين ذلك نبيه ورسوله ومصطفاه -عليه السلام- وبين ذڪر .. وبين رجل تحبه المرأة ڪما يريد هذا الذڪر أو ڪما تشتهي هذه الأنثىٰ ..
ولعلها هي التي مهدت الطريق للحلاج وأمثاله!
إشڪالية المصادر التي نعتمد عليها ڪصناعة الشاشة الفضية السينمائية في تصوير شخصيات مثل تلك -للأسف قد شكلت وجهة النظر عن تلك الشخصيات عند البعض-؛ أو المراجع غير موثقة .. ولا يصح أعتماد -فقط- حسن النية وصفائها عند أم الخير رابعة أو عند مَن :" أنشئ في القاهرة عام ١٩٦٣م في عهد جمال عبدالناصر مسجد علىٰ اسم رابعة العدوية بمدينة نصر، وأطلق علىٰ الميدان المقابل للمسجد اسم ميدان رابعة العدوية. " ..
بيد أن :" هناك مَن يرىٰ أن ما ورد مِن شعرها في العشق أبيات مِن قصيدة أبي فراس الحمداني في الأسر، وهو وارد في ڪل طبعات ديوانه. ".
والمشكل الثاني هو غياب المثل الأعلىٰ في شخصية الأنبياء والذي يحتذىٰ به والقدوة العلا في الرسل وما صح وثبت من ڪتبهم المقدسة!
-*/*
الظاهر والمشاهد المحسوس أن الإنسان يحتاج لتنفيس عن مشاعر وعواطف تڪمن بين جنبيه .. أو ڪتعبير عن فشل ما أو عدم استطاعته فعل أمر ما .. فإذا غاب العقل المميز وتعطلت القوىٰ العاقلة وتخلف الإدراك وضعف الوعي يصيب الإنسان حالة مِن التخبط فيلجأ إلىٰ وسيلة ما لتهدئة ما اصابه .. إما أذىٰ يصيب جسده ويجرح نفسه أو تعاطي ما يغيب عقله!
و إهمال وحي السماء وتعاليم الرسل والأنبياء !
-*/*-
تلك كانت الْمُقَدِّمَة عن أحداث يوم عاشوراء عند السادة الشيعة !
ــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــــــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــــ ـــــ ــــــــ
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٥ من الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الإثنين٧ محرم ~ ٢٤ يوليو 2023 من سنة الميلاد العجيب
ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ