تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية الله تعالى في الجنة


حنان
18 / 04 / 2009, 00 : 10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) . ثم قرأ ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ). متفق عليه.
والمعنى أنكم سترون ربكم فوقكم كما ترون القمر لا يضار بعضكم بعضاً بزحام ونحوه ، وعلى رواية التخفيف فالمعنى لا يراه بعضكم دون بعض من الضيم الذي هو الظلم.
والتشبيه في هذا الحديث تشبيه لرؤية الله برؤية القمر لا تشبيه الله تعالى بالقمر فإن الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فإنكم ترونه كذلك ...) الحديث أخرجه البخاري.

- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ) قلنا لا قال ( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ). متفق عليه

- عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل أهلُ الجنّةِ الجنة ، يقول تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدُكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّضْ وجوهَنا ؟ ألم تُدخلْنا الجنةَ وتنجِّنا من النار ؟ قال: فيكشف الحجابَ ، فما أُعْطوا شيئا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربِّهم تبارك وتعالى». زاد في رواية : ثم تلا هذه الآية : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس:26] أخرجه مسلم والترمذي.

- ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه دعا ربه أن يرزقه لذة النظر إلى وجهه _ وسيأتي قريباً_ ولو كانت رؤية الله تعالى مستحيلة لكان الدعاء بها عبثاً وجهلاً وقد نزه الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن هذين الوصفين فإنه أعلم الناس بربه تبارك وتعالى.
وختاماً:

فإن رؤية المؤمنين لربهم مما ثبت صراحة في أدلة الكتاب المتكاثرة وأحاديث السنة المتواترة وأجمع عليه السلف الصالح وهو أعظم نعيم تتشوف إليه نفوس المؤمنين، وتقتدي بنبيها في سؤالها ربها إياه كما في قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه:

( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينى ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي اللهم أسألك خشيتك فى الغيب والشهادة وأسألك كلمة الإخلاص فى الرضا والغضب وأسألك القصد فى الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين) أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه .

ومن طريف ما يذكر في هذا المقام هذه القصة التي أختم بها، أخرج الخطيب في تاريخ بغداد (7/66) عن عثمان بن سعيد الرازي قال حدثنا الثقة من أصحابنا قال:
لما مات بشر بن غياث المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي فلما رجع من الجنازة المريسي أقبل عليه أهل السنة والجماعة قالوا:
يا عدو الله: تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟!!
قال: أنظروني حتى أخبركم. ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في شهود جنازته. لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت:
- اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون
-اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحداً من العالمين
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة اللهم فلا تشفع فيه أحداً من خلقك يوم القيامة.
قال: فسكتوا عنه وضحكوا) اهـ



اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم
منقول

ابو الوليد البتار
18 / 04 / 2009, 16 : 10 PM
جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة حنان ..وبارك الله في جهودك ..ومواضيعك القيمة ذا فائدة ,
جعل ماتقدمينه في ميزان حسناتك
اللهم آمين

للعلم ان الرافضة ..وبعض الفرق الضالة , ينكرون رؤية الله جلا وعلا يوم القيامة !!
فلقد اجريت حوار مع احد الجهال الروافض حول رؤية الله يوم القيامة
فوالله هالني مارأيت من ردوده ومشاركاته العقيمة السقيمة !

قاتل الله الجهل مااقبحه يارافضة !

اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم

اللهم آمين

ابو الوليد البتار
18 / 04 / 2009, 20 : 10 PM
قال تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{26}) [يونس:26] .
وقد ذكر ابن الجوزي – رحمه الله – في تفسير الزيادة ستة أقوال:
أحدها: إنها النظر إلى الله عز وجل .. [وذكر من قال بهذا القول من الصحابة وغيرهم وسيأتي].
الثاني: أن الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب، رواه الحاكم عن علي، ولا يصح.
الثالث: أن الزيادة مضاعفة الحسنة إلى عشرة أمثالها، قاله ابن عباس، والحسن.
الرابع: أن الزيادة مغفرة ورضوان، قاله مجاهد.
الخامس: أن الزيادة ما أعطاهم في الدنيا لا يحاسبهم به في القيامة.
السادس: أن الزيادة: ما يشتهونه .." (1) .
فأما القول الأول وهو تفسير الزيادة بالنظر إلى الله تعالى، فقد ثبت، وصح مرفوعاً، وموقوفاً على عدد من الصحابة والتابعين.
فأما المرفوع فمنه ما رواه مسلم في صحيحه عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً (2) .
أزيدكم؟ فيقولون ألم تبيِّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل (3) . وفي رواية أخرى (4) ثم تلا الآية: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) [يونس:26] . .
وروي مختصراً عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قولـه (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) وقال: الحسنى الجنة والزيادة نظرهم إلى وجهه "ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة" بعد نظرهم إليه (5) .
وروى الدارقطني عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يبعث الله عز وجلّ يوم القيامة منادياً بصوت يسمع أولهم وآخرهم: إن الله عز وجل وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله عز وجل (6) .
وروي أيضاً عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( للذين احسنوا الحسنى وزيادة ) قال: "الذين أحسنوا العمل في الدنيا والحسنى:هي الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم (7) .
وروي البيهقي عن حماد بن سلمة قوله: وروينا عن أبي بن كعب وكعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قولـه: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال: "النظر إلى وجه الرحمن" (8) .
وأما ما جاء موقوفاً على عدد من الصحابة فمنهم أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – روى ابن أبي عاصم عن عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق في قولـه تعالى: "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" قال: النظر إلى وجه الله تعالى (9) .
وروي أيضاً عن حذيفة، روى الدارقطني عن مسلم بن نذير السعدي عن حذيفة في قولـه عز وجل: "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" قال: النظر إلى وجه الله عز وجل (10) .
وروي أيضاً عن أبي موسى الأشعري في قولـه تعالى: ( للذين احسنوا الحسنى وزيادة ). الآية، قال الجنة، والزيادة هي النظر إلى الله
عز وجل(11).
وقد روي في هذا التفسير عن عدد من التابعين منهم سعيد بن المسيب، وعبدالرحمن بن أبي ليلى وعبدالرحمن بن سابط وقتادة والحسن البصري، وعكرمة مولى ابن عباس والسدي والضحاك ومجاهد وغيرهم (12) .

ابو قاسم الكبيسي
18 / 04 / 2009, 16 : 11 PM
جزاكي الله خيرا واثابكي الجنة

الجودي-1
20 / 04 / 2009, 52 : 10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) . ثم قرأ ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ). متفق عليه.
والمعنى أنكم سترون ربكم فوقكم كما ترون القمر لا يضار بعضكم بعضاً بزحام ونحوه ، وعلى رواية التخفيف فالمعنى لا يراه بعضكم دون بعض من الضيم الذي هو الظلم.
والتشبيه في هذا الحديث تشبيه لرؤية الله برؤية القمر لا تشبيه الله تعالى بالقمر فإن الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فإنكم ترونه كذلك ...) الحديث أخرجه البخاري.

- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ) قلنا لا قال ( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ). متفق عليه

- عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل أهلُ الجنّةِ الجنة ، يقول تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدُكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّضْ وجوهَنا ؟ ألم تُدخلْنا الجنةَ وتنجِّنا من النار ؟ قال: فيكشف الحجابَ ، فما أُعْطوا شيئا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربِّهم تبارك وتعالى». زاد في رواية : ثم تلا هذه الآية : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس:26] أخرجه مسلم والترمذي.

- ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه دعا ربه أن يرزقه لذة النظر إلى وجهه _ وسيأتي قريباً_ ولو كانت رؤية الله تعالى مستحيلة لكان الدعاء بها عبثاً وجهلاً وقد نزه الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن هذين الوصفين فإنه أعلم الناس بربه تبارك وتعالى.
وختاماً:

فإن رؤية المؤمنين لربهم مما ثبت صراحة في أدلة الكتاب المتكاثرة وأحاديث السنة المتواترة وأجمع عليه السلف الصالح وهو أعظم نعيم تتشوف إليه نفوس المؤمنين، وتقتدي بنبيها في سؤالها ربها إياه كما في قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه:

( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينى ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي اللهم أسألك خشيتك فى الغيب والشهادة وأسألك كلمة الإخلاص فى الرضا والغضب وأسألك القصد فى الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين) أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه .

ومن طريف ما يذكر في هذا المقام هذه القصة التي أختم بها، أخرج الخطيب في تاريخ بغداد (7/66) عن عثمان بن سعيد الرازي قال حدثنا الثقة من أصحابنا قال:
لما مات بشر بن غياث المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي فلما رجع من الجنازة المريسي أقبل عليه أهل السنة والجماعة قالوا:
يا عدو الله: تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟!!
قال: أنظروني حتى أخبركم. ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في شهود جنازته. لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت:
- اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون
-اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحداً من العالمين
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة اللهم فلا تشفع فيه أحداً من خلقك يوم القيامة.
قال: فسكتوا عنه وضحكوا) اهـ



اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية الله في الدنيا والآخرة
الحَمْدُ لله رَبِّ العّاْلمَيِن والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى أَشْرَفِ المُرْسَلِيْن وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين أَمَّا بَعْد:
لقد حازت مسألة رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة جزءًا من مساحة الخلاف في العقائد بين المذاهب الإسلامية مما حتم بحثها من خلال أدلة أهل السنة ليتبين أنه لا خلاف حقيقيًّا فيها وإنما هو خلاف غير الراسخين في العلم إذ إن الأدلة أثبتت أنها غير ممكنة ولا يحل لأحد القول بإمكانها يدل على ذلك من القرآن الكريم وسنة أهل السنة:
1- قول الله تبارك وتعالى{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الأنعام:103]. وفي هذه الآية نفى الله تبارك وتعالى إدراك الأبصار لله تعالى، والأبصار جمع بصر والبصر هو حاسة الرؤية( 1)، وحاسة الرؤية حاستان العين والقلب فالعين ترى وتعمى وكذلك القلب يرى ويعمى ولكن رؤية القلب وعماه ليست كرؤية العين وعماها، يدل على ذلك قول الله تبارك وتعالى{قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ}[الأنعام:104]، وقوله{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}[الأعراف:198]، وقوله{وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ}[يونس:43]، وقوله{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}[السجدة:12]، وقوله{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ}[غافر:58]، وقوله{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}[الذاريات:21]، وقوله{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج:46]، وقوله{فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ}[الأعراف:64]، ويطلق على القلب الرائي الفاقه العاقل المتفكر المتدبر المعتبر عين كما يطلق عليه بصر لاشتراكه مع العين في الرؤية اشتراكًا لفظيًّا أو لأن رؤية العين كما سمع الأذن وسيلة إليه، يدل على ذلك قول الله تبارك وتعالى{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179]. ورؤية القلب هي رؤية علم وعقل وفقه لأحكام الله وآياته ورؤية إيمان بالله واعتبار، وهذه هي التي كلف الله بها المكلفين من عباده ووصف القلوب بها وبالعمى إن انتفت عنها، يدل عليها قول الله تبارك وتعالى وقوله{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}[الحشر:2]، وقوله{وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ}[يونس:43]، وقوله{وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}[الإسراء:72]، وقوله{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}[محمد:23]، وقوله{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج:46]، وأما رؤية الإحاطة بالله وإدراك حقيقته فهذه ليست من رؤية القلوب بالمرة وإن كان هناك من ينسبها إليها كذبًا وافتراءً أو جهلاً وضلالاً، وهي التي نفاها الله مع رؤية الأعين المبصرة لله تعالى بقوله{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام:103]. لأن كلمة (تدرك) تشمل هاتين الرؤيتين( 2)، ولذلك عبر الله عن نفي الرؤية بقوله {لاَّ تُدْرِكُهُ} بدلاً من القول لا تراه لينفي رأي العيون المبصرة لله تعالى وينفي إحاطة القلوب بالله وإدراكها حقيقته ويبقي رؤية القلوب لله التي بينا لزومها غير منفية، ولو قال (لا تراه) لنفى رؤية القلوب اللازمة وأجاز إدراكها حقيقة الله المستحيلة وهذا محال.
والنفي في الآية ينفي مطلق الإدراك الشامل لإدراك القلب حقيقة الله ورؤية العين لله نفيًا غير مؤقت أي ليس في الدنيا فحسب وإنما في الدنيا والآخرة، ويؤكد ذلك أن لفظ الأبصار لفظ عام يشمل كل الأبصار المخلوقة في الدنيا والآخرة ولا تصلح الأحاديث الواردة في إثبات رؤية الله في الآخرة مقيدة لهذا الإطلاق وجعل النفي مؤقتًا بالحياة الدنيا وذلك لأن النفي ليس نفي رؤية وإنما هو نفي إدراك ولو قلنا إن الأبصار ترى الله يوم القيامة للزم القول بأنها تدركه كذلك لأن نفيهما ورد بلفظ واحد، وهذا محال لم يقل به أحد، ولأن هذه الآية مكية والأحاديث المروية في إثبات الرؤية مدنية لأن أكثر رواتها ممن أسلموا بعد الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة أمثال أبي هريرة وجرير وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله، فيكون المسلمون بهذا القول قد اعتقدوا عقيدة فاسدة في الرؤية سنوات طويلة بعلم الله وفي حياة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لأن الله أنزل عليهم حكمًا ناقصًا فيها، وهذا محال والقول به في قمة الفساد والبطلان، وبذلك نستطيع القول إن هذه الأحاديث معارضة لهذه الآية، وهذه المعارضة تصلح لردها وعدم الاحتجاج بها، ومن هذه الأحاديث ما روي عن جرير قال "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}"( 3)، وعن صهيب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تريدون شيئًا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم سبحانه وتعالى"(4 )، وعن أبي سعيد الخدري قال "قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارُّون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً؟ قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارُّون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارُّون في رؤيتهما. ثم قال: ينادي مناد: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، وغُبَّرات من أهل الكتاب، ثم يؤتى بجهنم تُعرض كأنها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنم ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون، حتى يبقى من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منَّا إليه اليوم، وإنا سمعنا مناديا ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبَّار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً، ثم يؤتى بالجسر فيُجعل بين ظهري جهنم قلنا: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة، تكون بنجد، يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلَّم وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحباً، فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم مِنَ المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا، في إخوانهم، يقولون: ربنا إخواننا، كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرِّم الله صورهم على النار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيُخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيُخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيُخرجون من عرفوا، قال أبو سعيد: فإن لم تصدقوني فاقرءوا{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}، فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار، فيخرج أقواماً قد امتُحِشوا، فليقون في نهر بأفواه الجنة يقال له: ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحِبَّة في حميل السيل، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة، إلى جانب الشجرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان منها إلى الظل كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم، فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه"( 5).
2- قول الله تبارك وتعالى{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}[الشورى:51]. وفي هذه الآية نفى الله تبارك وتعالى رؤية أحد له حتى الذين يكلمهم من عباده في الدنيا وفي الآخرة لأنه لا يكلمهم إلا من وراء حجاب، وكلمة (بشر) من ألفاظ العام فهي نكرة جاءت في سياق النفي فهي تشمل كل البشر في الدنيا والآخرة، ويؤكد ذلك أن هذا النفي لم يقيد بزمان لنقول هو متعلق بما يكون في الدنيا وليس في الآخرة، ولو قلنا إن هذه الآية إنما تبين الحكم في الحياة الدنيا فلا يعني ذلك أن الله يرى في الآخرة لأن القول بذلك يحتاج إلى دليل وإن الدليل السابق أثبت عدم الرؤية وعدم صحة الاحتجاج بالأحاديث التي أثبتتها. والله تعالى أعلم وأحكم.
ولقد ذهبت إلى الاستدلال بآيتي الأنعام والشورى على عدم رؤية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ربه أم المؤمنين عائشة فعن مسروق قال "قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث، من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}،{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ}، ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} ، ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين"( 6)، وفي رواية مسلم قال "كنت متكئًا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية. قلت ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال وكنت متكئًا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجليني ألم يقل {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}،{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطًا من السماء سادًّا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض فقالت أو لم تسمع أن الله يقول{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؟ أو لم تسمع أن الله يقول{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}؟ قالت: ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله يقول{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}. قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول{قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}، وأخرجه ابن مردويه من طريق أخرى فقالت " أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله عن هذا فقلت: يا رسول الله هل رأيت ربك ؟ فقال : لا إنما رأيت جبريل منهبطًا"( 7).
3- ما روي عن أبي موسى قال "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية أبي بكر النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"( 8)، وفي هذا الحديث إخبار بأن الله لو كشف الحجاب المانع من رؤية خلقه له لأحرقت سبحات وجهه كل خلقه وهذا يعني استحالة الرؤية لأن الرائي سيحترق قبل أن يرى، وهذا يكون في الدنيا كما يكون في الآخرة لأن هذا الخبر لم يقيد بزمن. والله تعالى أعلم وأحكم.
4- وما روي عن أبي ذر قال "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال نور أنى أراه"، وفي رواية عن عبد الله بن شقيق قال "قلت لأبي ذر لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته فقال عن أي شيء كنت تسأله قال كنت أسأله هل رأيت ربك قال أبو ذر قد سألت فقال رأيت نورا"( 9)، ووجه الدلالة في هذا الحديث أن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيه (نور) هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره حجابه، وبين ذلك بقوله في الرواية الثانية(رأيت نورًا)، فالذي رآه الرسول هو نور حجابه وليسن سبحات وجهه، ثم إن قوله (أنى أراه) هو استفهام إنكاري ينكر فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إمكان رؤيته الله عز وجل في كل زمان أي في الدنيا والآخرة، وبأي كيفية كانت، ومن أي مكان كان، لأن (أنى) لها معان ثلاثة كلها مرادة هنا وهي (كيف)، و(من أين)، و(متى)، ولا يمكن أحد ادعاء أن هذه المعاني الثلاثة لا تجتمع في (أنى) لثبوت ذلك في قوله تعالى{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[البقرة:223]. والله تعالى أعلم وأحكم.
ولقد استدل القائلون برؤية المؤمنين ربهم في الآخرة إضافة إلى الأحاديث التي أثبتنا عدم حجيتها في المسألة بآيات قرآنية ظنية ظاهرة الاحتمال ولا يمكن حملها على الاحتمال المدعى المفيد رؤية الله لأن ذلك يتعارض مع الأدلة القطعية السابقة التي تفيد استحالة رؤية الله في الدنيا والآخرة، وإليك هذه الآيات والرد على استدلالاتهم بها:
1- قول الله تبارك وتعالى{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ.إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }[القيامة:22-23]. فقالوا إن هذه الآية نص في رؤية الصالحين ربهم يوم القيامة لأن ناظرة لا يمكن أن يراد بها منتظرة لأنها عديت بحرف الجر إلى ولو أريد بها منتظرة لقال ربها منتظرة، ولأن الأصل كذلك حمل الكلام على الحقيقة ولا يصار إلى المجاز إلا بقرينة فيحمل النظر إلى ربها لا إلى رحمته وفضله لعدم وجود القرينة الصارفة، واعتبروا هذه الآية مقيدة للإطلاق في آيتي الأنعام والشورى فهما في رؤية الدنيا وهي في رؤية الآخرة. وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: نعم إن كلمة ناظرة هنا لا تعني منتظرة لأنها عديت بحرف الجر إلى، ولكن ناظرة لا تعني فقط أنها نظرت إليه بالعين وإنما النظر كما بيناه نظران نظر القلب ونظر العين والرؤية رؤيتان رؤية القلب ورؤية العين وكلاهما حقيقة وليس مجازًا، فما المراد بالنظر هنا من هذين المعنيين الحقيقيين؟ مع العلم بأن الله تعالى لم يقل أعين ناظرة أو قلوب ناظرة ليحسم الأمر وإنما استخدم المجاز وقال وجوه وهي محل الأعين والآذان التي هي محل الرؤية والوسيلة إلى رؤية القلب حيث لا يرى القلب دون أن يسمع أو يرى المرء، ولذلك يطلق النظر ويراد به الاستماع الذي هو الوسيلة إلى نظر القلب ورؤيته كما في قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[البقرة:104]، ولو قلنا المراد هو نظر العين أو النظران معًا لتعارض القول مع ما جاءت به الأدلة المانعة من الرؤية العينية لله تعالى فلم يبق لنا إلا القول بأن المراد هو الرؤية القلبية وهذا ما يتوافق مع ما جاءت به الأدلة المانعة من الرؤية لله بالأعين في الدنيا والآخرة وهو ما نراه حقًّا والله تعالى أعلم وأحكم. ومن لم ير ذلك فلا بد له من حمل القول على المجاز لأن الظاهر يتناقض مع الأدلة المانعة من الرؤية فيصير المراد والله تعالى أعلم: إلى رحمة ربها وفضله ناظرة. والله تعالى أعلم وأحكم.
2- قول الله تبارك وتعالى {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}[المطففين:15]. فقالوا فإذا حجب الكفار فمفهومه أن المؤمنين غير محجوبين. وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: أولاً: إن الاستدلال بالمفهوم في إثبات عقيدة لا يصح لأن المفهوم ليس حجة لا في عقيدة ولا في عمل، وثانيًا: إن قول الله تعالى"عَن رَّبِّهِمْ" ليس قطعيًّا في أن المراد بالحجب هنا عن الرؤية وإنما قد يكون عن الرحمة أو الكلام أيضًا وتحديد أحد هذه الاحتمالات ليس قطعيًّا ولا ثبوت لعقيدة بظن أضف إلى ذلك أنه يلزم رفض كل احتمال يتعارض مع قطعي، وقد أثبتت القطعيات عدم الرؤية فلزم رفض احتمال أن يكون المراد بالآية أنهم محجوبون عن رؤيته لو كان المفهوم حجة. والله تعالى أعلم وأحكم.
3- قول الله تبارك وتعالى{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }[الأعراف:143]. فقالوا هذه الآية دليل على رؤية الله في الآخرة بصورة غير مباشرة، وذلك من خلال النقاط التالية:
• لو كانت الرؤية ممتنعة مطلقًا ما سألها موسى، وهو العليم بربه.
وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: الاستفهام أي الاستخبار قسمان: استفهام غير العالم بالشيء وهو طلب العلم بالشيء لم يكن معلومًا له من قبل كما في قوله تعالى{يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}[الأعراف:87]، واستفهام العالم بالشيء مع علمه به. وهذا الاستفهام لا يقصد به المعنى الحقيقي للاستفهام وهو معنى الاستفهام الأول وهو طلب العلم بالشيء بل يراد به أغراض أخرى تدل عليها القرائن. ومن هذه الأغراض الأمر، والنهي، والتحضيض، والتقرير، والإنكار، والعتاب، والتذكير، والتحضيض، والتخويف والتقريع، والعرض، والترغيب والتحبيب، وغيرها، والاستفهام هنا ليس من النوع الأول وإنما هو من النوع الثاني ولغرض مشروع وهو بيان الحكم لقومه الذين سألوه ليؤمنوا به أن يريهم ربه وعلقوا إيمانهم على ذلك، أو ليبكتهم ويقرعهم ويوبخهم على سؤالهم ما لا يحل لهم أبدًا ومن ثم يستحقون العذاب بما كسبت أيديهم، يدل على ذلك قول الله تبارك وتعالى{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ.ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[البقرة:55-57]، وقوله{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً}[النساء:153]، ومما يدل على أن سؤال موسى عليه السلام النظر إلى ربه كان بعد طلب قومه منه ذلك الذي يعتقد بطلانه وسفاهتهم بسببه قول الله تعالى{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}[الأعراف:155].
• لم ينكر الله على موسى طلبه كما أنكر على نوح لما قال إن ابني من أهلي قال الله{إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}. وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: إن موسى كما تبين لنا لم يسأل عن جهل بالحكم حتى ينكر الله عليه سؤاله، وإنما سأل ليبين لقومه الحكم أو يوبخهم على عدم الإيمان به وقد أنكر الله عليهم عدم الاستجابة بتعذيبهم وهلاكهم إذ هم السائلون الحقيقيون. والله تعالى أعلم وأحكم.
• الله تجلى للجبل وموسى أكرم على الله من الجبل . وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: إن تجلي الله للجبل لا يعني أنه ظهر له فرآه وإلا لاحترق الجبل واحترق الكون كله كما بيناه، والله تعالى أعلم وأحكم.
• لم يقل الله لموسى لا أرى وإنما قال لن تراني أي الآن في الدنيا لأن لن لا تفيد التأبيد. وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: لن نناقش مسألة (لن) هل تفيد النفي التأبيدي أم لا؟ لأن المسألة اختلف فيها النحاة ولكل أدلته، ولكن أقول لمن يقول بأن لن تفيد النفي على التأقيت بدون قرينة وليس على التأبيد وبناء عليه قال بأن النفي هنا مؤقت وإنما يراد بنفي الرؤية في الدنيا وليس في الآخرة: هل نفي الرؤية في الدنيا يعني إثباتها في الآخرة؟ أم لا بد وأن يطلب الدليل على الرؤية في الآخرة هل هي ممكنة أم غير ممكنة؟ وقد جاءت الأدلة بنفيها كما بيناه فكيف نلغي هذه الأدلة أو الاحتجاج بها لنأخذ بما ليس حجة بالمرة؟!
• علق الله الرؤيا على ممكن فقال{فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}وما علق على ممكن فهو ممكن. وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: من الذي أثبت أن استقرار الجبل ممكن لو رأى الجبل ربه ليقول إن الله تعالى علق الرؤية على ممكن فرؤيته إذًا ممكنة؟ وهذا قول في منتهى الفساد وإنما هو تعليق على مستحيل لأن الجبل سيحترق لو كشف الله حجابه كما بين ذلك حديث أبي موسى السابق قال "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية أبي بكر النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"( 10)، وبذلك يكون هذا القول مردودًا من أصله. والله تعالى أعلم وأحكم.
وبذلك يتبين لنا بالدليل القاطع استحالة وعدم إمكانية رؤية أي مخلوق الله تعالى في الدنيا والآخرة، وعدم حجية أي دليل على خلاف ذلك، وهذا ما ذهب إليه أئمة أهل البيت وتبعهم العلماء من شيعتهم وهو خلاف الذي ذهب إليه أهل السنة، والحق أحق أن يتبع. والله تعالى أعلم وأحكم.
----------------------------------------------------------------------------------------
( 1) قال ابن منظور في لسان العرب " قال ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى البَصِيرُ، هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير جارحة، والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ. الليث: البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر، وقيل: البَصَرُ حاسة الرؤْية. ابن سيده: البَصَرُ حِسُّ العَين والجمع أَبْصارٌ. بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ: نظر إِليه هل يُبْصِرُه...وأَبْصَرْتُ الشيءَ: رأَيته...ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ: خلاف الضرير".

( 2) قال ابن منظور في لسان العرب " قال ابن منظور في لسان العرب "الدَّرَكُ: اللحَاق، وقد أَدركه... وأَدْرَكْتُه ببصري أَي رأَيته".


( 3) رواه البخاري(فتح)ج2 ص33،ج8ص297 ، ومسلم، وأبو داود رقم4729، والترمذي رقم2554، وابن ماجة رقم177، وأحمد ج4ص360، والبيهقي في السنن الكبرى ج1ص359،والطبراني في الكبير ج2ص332، وأبو عوانة ج1ص376.


( 4) رواه البخاري(فتح)ج8 ص144 ، ومسلم في الإيمان297، والحاكم ج1ص82، وابن حبان رقم2647.


( 5) رواه البخاري(فتح)ج8 ص147،ج6ص56،ج9ص156،158 ، ومسلم في الإيمان 302والزهد26، وأبو داود رقم4730، وأحمد ج2ص257،293،534،والحاكم ج4ص582،وعبد الرزاق رقم20856.


( 6) رواه البخاري(فتح)ج8 ص606.

( 7)رواه مسلم (شرح النووي)ح3ص8-9.


( 8) رواه مسلم (شرح النووي)ح 3ص 12-13، وابن ماجة رقم 195وأحمد ج4ص400،401، والطيالسي رقم 491، والبغوي في شرح السنة ج1ص173،وأبو عوانة ج1ص145-146.


( 9)رواه مسلم (شرح النووي)ح3ص12.


(10 ) رواه مسلم (شرح النووي)ح 3ص 12-13، وابن ماجة رقم 195وأحمد ج4ص400،401، والطيالسي رقم 491، والبغوي في شرح السنة ج1ص173،وأبو عوانة ج1ص145-146.

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 24 : 01 PM
[quote=الجودي-1;100681]
وبذلك يتبين لنا بالدليل القاطع استحالة وعدم إمكانية رؤية أي مخلوق الله تعالى في الدنيا والآخرة، وعدم حجية أي دليل على خلاف ذلك، وهذا ما ذهب إليه أئمة أهل البيت وتبعهم العلماء من شيعتهم وهو خلاف الذي ذهب إليه أهل السنة، والحق أحق أن يتبع. والله تعالى أعلم وأحكم.
----------------------------------------------------------------------------------------
quote]


ههههههههههههههه
بداية نرحب بزميلنا الشيعي الجودي او صاحب الميل الشيعي !
اخي الكريم هل انا مستعد للحوار معي !
حول رؤية الله جلا وعلا في الجنة ؟؟!!
لأنك اتيت بشبه وفلسفات ماانزل الله بها من سلطان !
ولتسمحلي ولتعذرني الاخت الفاضلة حنان
باقتحامي للموضوع والمشاركة فيه ,
ننتظر رد الزميل الجودي .

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 36 : 01 PM
ولامانع اخي الكريم الجودي ان توضح ان كنت شيعي..
فأخبرنا بذلك , وكن شجاعا ً ! لكي استدل بكتبكم ايضا ً
مجرد تأكيد فقط , لأن ردك تبين منه انك شيعي !

لي عودة لاحقا ً وانا بنتظارك يازميل

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 58 : 04 PM
ننتظر رد الجودي !!
اني اراك الان بين الموجودين , الذين يشاهدون الموضوع !

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 24 : 05 PM
سبحان الله ! مادمت طرحت شبهاتك يازميلي العزيز في الموضوع , ماالذي يمنعك من قبول الحوار حول الرؤية التي تنفونها ياشيعة ؟!!

بانتظارك

وهذه هدية لك تزود بها يااخي الجودي !
http://ahlalalm.org/vb/f54.html

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 38 : 05 PM
[quote=الجودي-1;100681]
وبذلك يتبين لنا بالدليل القاطع استحالة وعدم إمكانية رؤية أي مخلوق الله تعالى في الدنيا والآخرة، وعدم حجية أي دليل على خلاف ذلك، وهذا ما ذهب إليه أئمة أهل البيت وتبعهم العلماء من شيعتهم وهو خلاف الذي ذهب إليه أهل السنة، والحق أحق أن يتبع. والله تعالى أعلم وأحكم.
----------------------------------------------------------------------------------------
quote]

اتحداك انت وجميع علمائكم ومراجعكم ومن في قم جميعا ً
أن تثبت أن اهل البيت رضوان الله عليهم اجمعين ,ينفون رؤية الله جلا وعلا في الجنة بدليل صريح صحيح ؟!!
واذا اثبت ذلك, فأني ساعلن تشيعي !!
الساعة الآن 5:37
الموافق 20 \ 4 \ 2009
يوم الأثنين

رقيه
20 / 04 / 2009, 09 : 06 PM
اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم
آمين
الحمد لله الذي جعلنا من اهل السنة المتبعين
كم هو محزن تفكير الشيعة ، نسأل الله ان يهديهم الى الطريق المستقيم
بارك الله فيج اختي على الموضوع القيم

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 14 : 06 PM
للتخفيف عليك ياااخي الجودي
نعطيك ثلاث اختيارات
1- الاتصال بصديق !
2- او الاستعانة بمراجعكم في قم !
3- او احضار زملائك لمساعدتك !

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 02 : 07 PM
قال تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ

صقر الاسلام
20 / 04 / 2009, 28 : 07 PM
وبذلك يتبين لنا بالدليل القاطع استحالة وعدم إمكانية رؤية أي مخلوق الله تعالى في الدنيا والآخرة، وعدم حجية أي دليل على خلاف ذلك، وهذا ما ذهب إليه أئمة أهل البيت وتبعهم العلماء من شيعتهم وهو خلاف الذي ذهب إليه أهل السنة، والحق أحق أن يتبع. والله تعالى أعلم وأحكم.
.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابو الوليد افاد واجاد ولكن من منطلق الافادة اكثر فنني اود ان اساهم بهذا الموضوع والذي فيه الرد الكافي على من انكر رؤية الله للمؤمنين يوم القيامة ...


من مسائل الاعتقاد التي تضافرت على إثباتها دلائل الكتاب والسنة، وأجمع السلف الصالح عليها؛ مسألة رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة. إذ دلت الأدلة الشرعية على أن المؤمنين يرون ربهم عيانا، ولا يضارون في رؤيته؛ كما لا يضارون في رؤية الشمس والقمر.
فمن أدلة الكتاب على الرؤية قول الحق سبحانه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة: 22-23)، قال ابن عباس في تفسير الآية: "تنظر إلى وجه ربها إلى الخالق". وقال الحسن البصري: "النضرة الحسن، نظرت إلى ربها عز وجل فنضرت بنوره عز وجل".
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} (المطففين: 15). قال الإمام الشافعي: "وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ". ووجه ذلك أنه لما حجب أعداءه عن رؤيته في حال السخط؛ دل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا. وإلا لو كان الكل لا يرى الله تعالى، لما كان في عقوبة الكافرين بالحجب فائدة إذ الكل محجوب.
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة أيضا؛ قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس:26). والزيادة وإن كانت مبهمة، إلا أنه قد ورد في حديث صهيب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها بالرؤية.
كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}.
أما أحاديث السنة فقد نص أهل العلم على أن أحاديث الرؤية متواترة. وممن نصَّ على ذلك العلامة الكتاني في نظم المتناثر، وابن حجر في فتح الباري، والعيني في عمدة القاري، وابن حزم في الفصل، وابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل وغيرهم، ومن جملة تلك الأحاديث:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك" (رواه مسلم).
ومعنى " تضارون": أي لا يزاحم بعضكم بعضا، أو يلحق بعضكم الضرر ببعض بسبب الرؤية. وتشبية رؤية الباري برؤية الشمس والقمر؛ ليس تشبيها للمرئي بالمرئي. وإنما تشبيه الرؤية في وضوحها وجلائها برؤية العباد الشمس والقمر؛ إذ يرونهما من غير مزاحمة ولا ضرر.
2- حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم عيانا" (رواه البخاري).
3- حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}" (رواه مسلم).
4- حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" (متفق عليه).
5- حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه" (رواه البخاري). أما الإجماع فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية، كما في مجموع الفتاوى: "أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن المؤمنين يرون الله بأبصارهم في الآخرة ".
ورغم هذا الإجماع وتلك الأدلة التي بلغت حد التواتر -والتي لم نذكر سوى اليسير منها- فإن المعتزلة أنكرت رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وزعمت أن ذلك محال. وسلكوا في سبيل تأييد قولهم ونصرته مسلكين؛ المسلك الأول: الاعتراض على استدلالات أهل السنة. والمسلك الثاني: الاستدلال لمذهبهم، وسوف نعرض لكلا المسلكين -بعد ذكرهما- بالنقد والتمحيص ليستبين ضعف ما بنوا عليه مذهبهم وفساده.


اعتراضات المعتزلة



اعترض المعتزلة على ما أورده أهل السنة من أدلة الكتاب باعتراضات، من ذلك قولهم: أن المراد بالنظر في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} هو انتظار الثواب لا النظر بالأبصار.

وأجاب أهل السنة عن ذلك بأن تفسير النظر في الآية بمعنى الانتظار خطأ بيّن، لأن النظر إذا عُدِّي بإلى كان ظاهرا في نظر الأبصار، يقول العلامة اللغوي أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة (14/371):" ومن قال: إن معنى قوله: {إلى ربها ناظرة}: بمعنى منتظرة فقد أخطأ؛ لأن العرب لا تقول: نظرت إلى الشيء بمعنى انتظرته، وإنما تقول: نظرت فلانا، أي: انتظرته، ومنه قول الخطيئة:
ومما يدل على أن النظر هنا ليس بمعنى الانتظار أن الآية سيقت مساق الامتنان بذكر نعيم أهل الجنان، ولو فُسِّر النظرُ بالانتظار لما عدّ ذلك من النعيم، فإن الانتظار تنغيص وكدر -كما لا يخفى- إضافة إلى أن أهل الجنة لا ينتظرون شيئا فمهما تمنوا شيئا أتوا به.
واعترض نفاة الرؤية على الاستدلال بقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} بأنه ليس في الآية تصريح بالرؤية. والزيادة يمكن تفسيرها بأوجه مختلفة كمن فسرها بمضاعفة الحسنات، أو المغفرة والرضوان، وعليه فلا يصح حملها على الرؤية، وإلا أصبح ذلك تكلفا وقولا على الله بغير علم.

والجواب على ذلك من وجهين:

* أن ما ذُكِرَ من أوجه التفسير لا ينافي تفسيرها بالرؤية. فالزيادة هنا مبهمة، وهي شاملة لكل ما يتفضل الله به على عباده بعد مجازاتهم بجنته. يقول الإمام الطبري -بعد أن ذكر أقوال المفسرين في الزيادة؛ كمن فسّرها بتضعيف الحسنات، أو المغفرة والرضوان، ومن فسرها بالرؤية: "وغير مستنكر من فضل الله أن يجمع ذلك لهم، بل ذلك كله مجموع لهم إن شاء الله. فأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يعمَّ".

* أن تفسير من فسّر الزيادة بالرؤية لم يأت اعتباطا. وإنما جاء بناء على التفسير النبوي لها. فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر رؤية المؤمنين لربهم تلا هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، ولو لم يكن كلامه صلى الله عليه وسلم تفسيرا للآية التي قرأها، لما كان في قراءتها فائدة، ولكان ذكرها في الحديث لغوا وحشوا، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك.
أما اعتراضهم على أحاديث السنة؛ فيتلخص في ردهم الاستدلال بها بدعوى أنها أحاديث آحاد، لا يقبل الاستدلال بها في مسائل الاعتقاد. وهي دعوى مردودة بلا شك.

وتدل على جهل قائلها بعلم الحديث وطرقه ورجاله، ذلك أن أهل العلم بالحديث قد نصوا صراحة على تواتر أحاديث الرؤية، وقد سبق ذكر من نص على ذلك. يقول العلامة ابن الوزير اليماني -كما في الروض الباسم- ردا على من زعم أن أحاديث الرؤية أحاديث آحاد، وأنها من رواية جرير بن عبد الله البجلي فحسب: "وهذا من الإغراب الكثير والجهل العظيم, فإن المحدثين يروون في الرؤية أحاديث كثيرة تزيد على ثمانين حديثا عن خلق كثير من الصحابة أكثر من ثلاثين صحابيا.. وروى حديث الرؤية علماء الحديث كلهم في جميع دواوين الإسلام من طرق كثيرة" ا.هـ.

ولو سلمنا جدلا بكون أحاديث الرؤية أحاديث آحاد؛ فلا يجوز ترك الاستدلال بها إذا صح سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.



نفي الإدراك لا ينفي الرؤية



استدل المعتزلة على نفي الرؤية بآيات منها قوله تعالى: {لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام: 103). قالوا: ومتعلق الإدراك المنفي إدراك البصر فكان ذلك ظاهرا في نفي الرؤية.

وأجاب العلماء عن ذلك بأن المنفي هو الإحاطة لا مطلق البصر، بمعنى أن رؤية المؤمنين ربهم لا تعني أنهم يحيطون به سبحانه، ولا أنهم يدركون برؤيتهم له حقيقة ذاته. وممن ذهب إلى هذا التفسير ابن عباس رضي الله عنهما حين عارضه سائل بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} (الأنعام: 103) فقال له: ألست ترى السماء؟ فقال: بلى، قال: أتراها كلها؟ قال: لا. فبين له أن نفي الإدراك لا يقتضي نفي الرؤية.
وعن قتادة في قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} قال: "هو أجل من ذلك وأعظم أن تدركه الأبصار" وعن عطية العوفي في تفسير الآية قال: "هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيط بهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإذن المعنى أنه يُرى ولا يُدرك ولا يُحاط به، فقوله: {لا تدركه الأبصار}، يدل على غاية عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية".
ومما استدل به المعتزلة على نفي الرؤية، قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهِ جَهْرَةً} (النساء: 153).
يقول الجاحظ المعتزلي في رسائله: "قد رأينا الله استعظم الرؤية استعظاما شديدا، وغضب على من طلب ذلك وأراده، ثم عذب عليه، وعجب عباده ممن سأله ذلك، وحذرهم أن يسلكوا سبيل الماضين، فقال في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}.
فإن كان الله تعالى -في الحقيقة- يجوز أن يكون مرئيا، وببعض الحواس مدركا، وكان ذلك عليه جائزا، فالقوم إنما سألوا أمرا ممكنا، وقد طمعوا في مطمع، فلِمَ غضب هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام، وضرب به هذا المثل، وجعله غاية في الجرأة وفي الاستخفاف بالربوبية؟".
والجواب على ذلك أن الله غضب عليهم هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام؛ لكونه وقع على سبيل التعنت. والربط بين إجابة سؤالهم والإيمان به سبحانه، كما في الآية الأخرى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} (البقرة:55). فالله غضب عليهم لا لأن رؤيته غير جائزة، بل لأنهم ربطوا بين إيمانهم به سبحانه وبين رؤيته، وهذا منتهى التعنت والاستهتار.
ومما استدل به منكرو الرؤية قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} (الفرقان:21). قالوا: ألا ترى أن الله قد عدَّ قول الكفار "أو نرى ربنا" من أسباب الكفر والعتو. أليس في ذلك أعظم الأدلة على امتناع رؤيته سبحانه واستحالتها.
والجواب على ذلك كالجواب على سابقه، بدليل قولهم: {لولا أنزل علينا الملائكة}، فهل يقول قائل: إن نزول الملائكة على البشر ممتنع ومستحيل بهذه الآية؟! كلا لا يقول بذلك أحد، حتى الذين ينفون الرؤية، لأن نزول الملائكة على بعض البشر ثابت بأدلة الشرع ولا يمنعه العقل، وإنما عدّ الله ذلك من أسباب الكفر والعتو لإعراضهم عن الحق رغم وضوحه، وتوقفهم عن الاستجابة له حتى يحصل لهم ما طلبوا من تلك الآيات.
ولقد وردت الآية السابقة في سياق ذكر تعنت المشركين، وفرضهم شروطا مسبقة على إيمانهم. وليس لأن المشركين طلبوا رؤية الله بدافع الشوق والرغبة. يقول الإمام الطبري في تفسير الآية: "يقول تعالى ذكره: وقال المشركون الذين لا يخافون لقاءنا، ولا يخشون عقابنا: هلا أنزل الله علينا ملائكة، فتخبرنا أن محمدا محق فيما يقول، وأن ما جاءنا به صدق، أو نرى ربنا فيخبرنا بذلك.
كما قال جل ثناؤه مخبرا عنهم: {وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا} (الإسراء :90) ثم قال بعد: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً} (الإسراء: 92). ويقول الله: لقد استكبر قائلو هذه المقالة في أنفسهم، وتعظموا، {وعتوا عتوا كبيرا}؛ لأنهم تجاوزوا في الاستكبار بقولهم ذلك حدَّه".


عن سؤال موسى



ومما استدل به المعتزلة على إنكار الرؤية قوله تعالى لموسى. وقد سأله رؤيته سبحانه: {لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} (الأعراف: 143).

قالوا: وهذا النفي عام في الدنيا والآخرة؛ فلو حصل في زمن ما لكان منافيا لمقتضى الآية. وقالوا: إن حرف النفي "لن" عند علماء اللغة يفيد النفي المؤبد، أي لن يكون هذا أبدا. وأوّلوا طلب موسى رؤية ربه؛ بأنه كان بدافع إقامة الحجة على قومه الذين ألحوا عليه أن يروا الله جهرة.
الوجه الأول: أن سؤال موسى ربه أن يراه دليل على جواز رؤيته سبحانه. إذ موسى أعلم بالله من أن يسأله مستحيلا في حقه، ودعوى أنه إنما سأله ليقيم الحجة على قومه عارية عن الدليل؛ بل هي محض تخرص، فموسى إنما سأل ربه منفردا ودون سابق طلب من قومه.
كما تدل عليه الآيات في قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ . وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (الأعراف:142-143).
فواضح أنه لا دلالة في منطوق النص ولا في مفهومه؛ على أن طلب موسى الرؤية كان لإقناع بني إسرائيل باستحالتها. كيف وقد طلب الرؤية حال اعتكافه وخلوته. ثم لماذا يطلب التوبة من سؤاله الرؤية إذا كان؛ إنما سألها لإقامة الحجة على بني إسرائيل.
الوجه الثاني: أن الله لم ينكر عليه سؤاله، ولو كان ما سأله محالا وممتنعا لأنكر الله عليه سؤاله. كما أنكر على نوح عليه السلام سؤاله نجاة ابنه. وقال سبحانه لنبيه نوح عليه السلام: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين}.
الوجه الثالث: أنه تعالى قال: {لن تراني} ولم يقل إني لا أُرى، أو لا تجوز رؤيتي، أو لست بمرئي. والفرق بين الجوابين ظاهر، ألا ترى أن من كان في كمِّهِ حجر فظنه رجل طعاما فقال أطعمنيه، فالجواب الصحيح أن يقول: إنه لا يؤكل، أما إذا كان طعاما، صح أن يقال إنك لن تأكله.
وهذا يدل على أنه سبحانه مرئي؛ ولكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار، لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته تعالى. يوضحه قوله: {ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني} فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت للتجلي في هذه الدار؛ فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف!.
الوجه الرابع: تجليه سبحانه للجبل: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا}. فإذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد؛ فكيف يمتنع أن يتجلى لرسله وأوليائه في دار كرامته؟.
الوجه الخامس: قوله تعالى: {ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني} حيث علّق سبحانه رؤيته على استقرار الجبل، واستقرار الجبل أمر ممكن، والمعلّق على الممكن ممكن.
الوجه السادس: أن دعواهم أن "لن" تفيد النفي المؤبد مردودة؛ كما قد نص على ذلك أئمة اللغة، يقول ابن مالك في ألفيته:

ومن رأى النفي بلن مؤبدا * فقوله اردد وسواه فاعضدا

ومما يدل على بطلان ادعاء أن "لن" تفيد النفي المؤبد، قوله تعالى عن الكفار: {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم} أي: الموت. فلو كانت "لن" تفيد التأبيد المطلق؛ لما صح أن يتمنى كافر الموت لا في الدنيا ولا في الآخرة.

لكن الله ذكر أن الكفار يتمنون الموت في الآخرة؛ كما في قوله سبحانه: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} (الزخرف: 77). فدل على أن "لن" لا تفيد النفي بإطلاق؛ بل يمكن تقييدها بأدلة أخرى، وعليه فيكون معنى قوله تعالى لموسى: {لن تراني} أي في الدنيا.
ومما استدل به منكرو الرؤية قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (الشورى:51).
ووجه استدلالهم بالآية على نفي الرؤية أن الله حصر تكليمه للأنبياء في ثلاثة أوجه: وهي الوحي بأن يلقي في روعه ما يشاء، أو يكلمه بواسطة من وراء حجاب، أو يرسل إليه رسولا فيبلغه عنه، فيستلزم ذلك انتفاء رؤيته حال التكلم.
والجواب أن الآية تتحدث عن صور الوحي لا عن الرؤية، والوحي إنما يقع في الدنيا لا في الآخرة، فالآية موافقة لمذهب السلف في نفي الرؤية في الدنيا ولا تعارض أدلة إثباتها في الآخرة.

نور أنى أراه!

وعما استدلوا به من السنة؛ فقد انتقوا بعض الأحاديث؛ كحديث أبى ذر رضي الله عنه أَنَّهُ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنى أراه" (رواه مسلم). قالوا: هذا الحديث ينفي الرؤية مطلقا حيث استبعد حصول الرؤية بقوله: "أنى أراه" وأنى بمعنى كيف. ولو علم صلى الله عليه وسلم بأنه سيراه في الآخرة؛ لأخبر أبا ذر رضي الله عنه.

والجواب عن هذا الاستدلال بأنه خطأ بيِّن، فسؤال أبي ذر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم "هل رأيت ربك؟"؛ متعلق بحادثة المعراج. وهي حادثة وقعت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. فهي في الدنيا وليست في الآخرة. وعليه فالنفي النبوي لا ينسحب على الرؤية في الآخرة.
وكونه صلى الله عليه وسلم لم يخبر أبا ذر في نفس الحديث بأنه سيراه في الآخرة غير لازم؛ لأن سؤاله رضي الله عنه عن واقعة المعراج فحسب، فجاء الجواب مقتصرا على تلك الحادثة.
أما المروي عن مجاهد في هذه المسألة، وما نقل عنه من تفسير قوله تعالى: {إلى ربها ناظرة} فهو رأي تفرد به، وعدَّه العلماء شذوذا. قال الإمام القرطبي تفسيره: "قال ابن عبد البر: مجاهد وإن كان أحد الأئمة بالتأويل، فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم: أحدهما هذا -يعني أن الله سبحانه يجلس نبيه صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه- والثاني في تأويل {وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة} قال: معناه تنتظر الثواب، وليس من النظر".
ومع هذا فلا يدل قوله هذا على أنه -رحمه الله- لا يرى الرؤية. وإنما غاية ما فيه أنه ذهب في تفسير الآية مذهبا مخالفا لمذهب من أثبتها. ولا يعني انتفاء دلالة الآية عنده على الرؤية انتفاء دلالة غيرها من الأدلة الأخرى. ولا سيما الأحاديث والتي بلغت حدَّ التواتر.
تلك كانت شبهات من أنكر رؤية الباري سبحانه. وتلك كانت ردود أهل السنة عليهم؛ والتي ظهر بها مدى صحة مذهب السلف في إثبات الرؤية، ومدى ضعف وتهافت أدلة من أنكرها.

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 36 : 07 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي ****** صقر ,, وان كنت اود ان ااجل الرد ! على العموم , ننتظر الاخ جودي بالنسبة للرد بقبول الحوار للغد !
فإما القبول او الرفض!! وسوف تفاجأ غدا ً بمفاجأة كبيرة جدا ً ..,ياجودي ومن كتبكم ايضا ً !

وللعلم... مازال التحدي قائما ً ؟!!

وهذا سؤال :

قال تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ

ماتفسير هذه الآية ؟؟؟؟

صقر الاسلام
20 / 04 / 2009, 50 : 07 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي ****** صقر ,, وان كنت اود ان ااجل الرد ! على العموم , ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهذا سؤال :

قال تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ

ماتفسير هذه الآية ؟؟؟؟



1- قول الله تبارك وتعالى{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ.إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }[القيامة:22-23]. فقالوا إن هذه الآية نص في رؤية الصالحين ربهم يوم القيامة لأن ناظرة لا يمكن أن يراد بها منتظرة لأنها عديت بحرف الجر إلى ولو أريد بها منتظرة لقال ربها منتظرة، ولأن الأصل كذلك حمل الكلام على الحقيقة ولا يصار إلى المجاز إلا بقرينة فيحمل النظر إلى ربها لا إلى رحمته وفضله لعدم وجود القرينة الصارفة، واعتبروا هذه الآية مقيدة للإطلاق في آيتي الأنعام والشورى فهما في رؤية الدنيا وهي في رؤية الآخرة. وللرد على هذا الاستدلال أقول وبالله تعالى التوفيق: نعم إن كلمة ناظرة هنا لا تعني منتظرة لأنها عديت بحرف الجر إلى، ولكن ناظرة لا تعني فقط أنها نظرت إليه بالعين وإنما النظر كما بيناه نظران نظر القلب ونظر العين والرؤية رؤيتان رؤية القلب ورؤية العين وكلاهما حقيقة وليس مجازًا، فما المراد بالنظر هنا من هذين المعنيين الحقيقيين؟ مع العلم بأن الله تعالى لم يقل أعين ناظرة أو قلوب ناظرة ليحسم الأمر وإنما استخدم المجاز وقال وجوه وهي محل الأعين والآذان التي هي محل الرؤية والوسيلة إلى رؤية القلب حيث لا يرى القلب دون أن يسمع أو يرى المرء، ولذلك يطلق النظر ويراد به الاستماع الذي هو الوسيلة إلى نظر القلب ورؤيته كما في قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[البقرة:104]، ولو قلنا المراد هو نظر العين أو النظران معًا لتعارض القول مع ما جاءت به الأدلة المانعة من الرؤية العينية لله تعالى فلم يبق لنا إلا القول بأن المراد هو الرؤية القلبية وهذا ما يتوافق مع ما جاءت به الأدلة المانعة من الرؤية لله بالأعين في الدنيا والآخرة وهو ما نراه حقًّا والله تعالى أعلم وأحكم. ومن لم ير ذلك فلا بد له من حمل القول على المجاز لأن الظاهر يتناقض مع الأدلة المانعة من الرؤية فيصير المراد والله تعالى أعلم: إلى رحمة ربها وفضله ناظرة. والله تعالى أعلم وأحكم.


اخي ابو الوليد ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد فسر لنا الاخ جودي الاية المطلوبة في صلب موضوعه وهذا يدل دلالة انه لن يغير من كلامه شيء .. وردنا ما هو الا تأكيد على زيف ادعائه وبطلان حججه .

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 56 : 07 PM
صحيح اخي الغالي صقر ... ومااردته انا فقط منه , سوى بالرد على طلبي اما بالقبول او الرفض !
وان تأخر للغد بدون رد ..! فسوف اكتفي ببعض الاضافات التي تبين جهله في عقيدته وان لايقرأ مافي كتبهم ..!

ابو الوليد البتار
20 / 04 / 2009, 57 : 07 PM
نسيت ان ارد عليك السلام ياغالي !

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الجودي-1
21 / 04 / 2009, 56 : 05 AM
ههههههههههههههه
بداية نرحب بزميلنا الشيعي الجودي او صاحب الميل الشيعي !
اخي الكريم هل انا مستعد للحوار معي !
حول رؤية الله جلا وعلا في الجنة ؟؟!!
لأنك اتيت بشبه وفلسفات ماانزل الله بها من سلطان !
ولتسمحلي ولتعذرني الاخت الفاضلة حنان
باقتحامي للموضوع والمشاركة فيه ,
ننتظر رد الزميل الجودي .[/quote]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اهلا وسهلا بكم يامن اتهنتنا بالتشيع من دون سابق انذار ولااعتذار ودخلت كذلك بدون استئذان وكما بينت ونوهت بانك اقتحمت علينا اقتحاما وبدأت اتهاماتك وافتراءاتك وكل هذا ليس من ادب التعارف ولامن ادب الحوار ولايمت للاسلام بصلة لانه ليس من خلق الرسول صلى الله عليه وأله وسلم , ثم من قال لك انني على استعداد وموافق على ما تقول وتنتظر كذلك والسلام على من اتبع الهدى

ابو الوليد البتار
21 / 04 / 2009, 54 : 05 PM
اهو هروب يازميلي العزيز الجودي
اذا صدر مني مايزعجك فانا اعتذر ..!
هيا بادر يااخي الكريم ودافع عن عقيدتك , لأنك سوف تسأل يوم القيامة ان لم تتدافع عن عقيدتك ومذهبك !

ابو الوليد البتار
21 / 04 / 2009, 35 : 06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ...

اقول للشيعة أجمع :
ياشيعة اقرؤا كتبكم !!



يعتقد أهل السنة والجماعة أتباع سلف الأمة العظيم أن المؤمنين سيرون ربهم عيانا ولدينا من الأدلة ما رسخه في قلوبنا وورثناه كابرا عن كابر ... والحمد لله
وكثيرا ماانتقد الشيعة أهل السنة والجماعة في مسألة الرؤية ((( رؤية الله جل جلاله )))
في الآخرة ...

وعابوا عليهم ....... ونسو أن كتبهم طافحة بالروايات التي ضحكوا على أهل السنة منها ..http://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/biggrin.gif


ألا قاتل الله الحماقة

لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها

أدلة أهل السنة والجماعة على رؤيتهم لربهم سبحانه من الكتاب العزيز ...........


وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)
سورة القيامة

وفي تفسير ابن كثير

إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ

أي تراه عيانا كما رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه " إنكم سترون ربكم عيانا " وقد ثبتت رؤية

المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن

دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة وهما في الصحيحين أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا

يوم القيامة ؟ فقال" هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب ؟ " قالوا لا قال " فإنكم ترون

ربكم كذلك" . وفي الصحيحين عن جرير قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال"

إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها

فافعلوا " وفي الصحيحين عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" جنتان من ذهب

آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله عز وجل إلا رداء

الكبرياء على وجهه في جنة عدن " . وفي أفراد مسلم عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "

إذا دخل أهل الجنة الجنة قال : يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم

تدخلنا الجنة وتنجينا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم وهي

الزيادة " ثم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة "


الآن لنرى .من كتب الشيعة ....


أخرج الصدوق في " التوحيد" (ص117ح20 ) بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له:

أخبرني عن الله عز وجل هل يراه المؤمنون يوم القيامة ؟ قال: نعم ، وقد رأوه قبل يوم القيامة ، فقلت: متى

؟ قال: حين قال لهم : { أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ قَالُوا بَلَى } ثم سكت ساعة ، ثم قال: وإن المؤمنين ليرونه في الدنيا

قبل يوم القيامة ، ألست تراه في وقتك هذا ؟ قال أبو بصير : فقلت : له جعلت فداك فأحدث بهذا عنك ؟

فقال لا ، فإنك إذا حدثت به أنكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ثم قدر أن ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية

بالقلب كالرؤية بالعين ، تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون .



جاء في "لآلىء الأخبار" (4/410-411 ) لعمدة العلماء والمحققين محمد التوسيركاني

في " باب في أن أهل الجنة يسمعون صوته " هذا الحديث - وهو حديث طويل - ونصه : ( في أن أهل الجنة

يسمعون صوته تعالى ويخاطبهم وينظرون إليه وهما ألذ الأشياء عندهم قال (ع) في حديث يذكر فيه

إشتغال المؤمنين بنعم الجنة : فبينما هم كذلك إذ يسمعون صوتاًمن تحت العرش : يا أهل الجنة كيف ترون

منقلبكم ؟ فيقولون : خير المنقلب منقلبنا وخير الثواب ثوابنا ، قد سمعنا الصوت واشتهينا النظر وهو أعظم

ثوابنا وقد وعدته ولا تخلف الميعاد فيأمر الله الحجاب فيقوم سبعون ألف حاجب فيركبون على النوق والبرازين

وعليهم الحلى والحلل فيسبرون في ظل العرش حتى ينتهوا إلى دار السلام وهي دار الله دار البهاء والنور

والسرور والكرامة فيسمعون الصوت فيقولون : يا سيدنا سمعنا لذاذة منطقك وأرنا وجهك فيتجلى لهم

سبحانه وتعالى ، حتى ينظرون إلى وجهه تبارك وتعالى المكنون من كل عين ناظر فلا يتمالكون حتى يخروا

على وجوههم سجدا فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك يا عظيم قال فيقول : يا عبادي إرفعوا

رؤسكم ليس هذا بدار عمل .... فإذا رفعوا رفعوها وقد أشرقت وجوههم من نور وجهه سبعين ضعفا ثم

يقول : يا ملائكتي أطعموهم واسقوهم ..يا ملائكتي طيبوهم فيأتيهم ريح من تحت العرش يمسك أشد بياضا

من الثلج ويعبر وجوههم وجباههم وجنوبهم تسمى المثيرة فيستمكنون من النظر إلى وجهه فيقولون يا

سيدنا حسبنا لذاذة منطقك والنظر إلى وجهك لا نريد به بدلا ولا نبتغي به حولا فيقول الرب إني أعلم أنكم

إلى أزواجكم مشتاقون وان أزواجكم إليكم مشتاقات ارجعوا إلى أزواجكم قال : فيقولون : يا سيدنا اجعل لنا

شرطاً قال فإن لكم كل جمعة زورة ما بين الجمعة سبعة آلاف سنة مما تعدّون قال فينصرفون فيعطى كل

رجل منهم رمانة خضر في كل رمانة سبعون حلة .... حتى يبشروا أزواجهم وهن قيام على أبواب الجنان

قال: فلما دنى منها نظرت إلى وجهه فأنكرته من غير سوء ، وقالت: حبيبي لقد خرجت من عندي وما أنت

هكذا قال: فيقول: حبيبتي تلومني أن أكون هكذا وقد نظرت إلى وجه ربي تبارك وتعالى فأشرق وجهي من

نور وجهه ، ثم يعرض عنها فينظر إليها نظرة فيقول: حبيبتي لقد خرجت من عندك و ماكنت هكذا فنقول :

حبيبي تلومني أن أكون هكذا، وقد نظرت إلى وجه الناظر إلى وجهه ربي فأشرق وجهي من وجه الناظر إلى

وجه ربي سبعين ضعفا ، فنعانقه من باب الخيمة والرب يضحك إليهم ).







وفي دعاء السجاد رحمه الله .....اثبات مؤكد للرؤية ..لكنه الغباء
جاء اثبات الرؤية من كلام الامام السجاد رحمه الله تعالى" بالنص الصريح في الصحيفة السجادية ص 317

وإليكم ما يحضرني من نصوصها في الموضوع "

قال في دعاء المتوسلين : ( وأقررت أعينهم بالنظر إليك يوم لقائك ) .


وقال في دعاء آخر وهو دعاء المحبين : ( ولا تصرف عني وجهك ) .

وفي دعاء آخر وهو : ( وشوقته إلى لقائك وضيته بقضائك ومنحته

بالنظر إلى وجهك ).

وفي دعاء آخر وهو مناجاة الزاهدين : ( ولا تحجب مشتاقيك عن النظر إلى جميل رؤيتك ) .

وفي دعاء آخر وهو مناجاة المفتقرين : ( واقدر أعيينا يوم لقائك برؤيتك ) .

وفي دعاء آخر وهو في استكشاف الهموم ( رغبتي شوقاً إلى لقائك ..)

الصحيفة السجادية الكاملة ص: 317





ماذا تقول ياسماحة اية الله العضمى (( الجودي )) ؟!!

مزنه
22 / 04 / 2009, 52 : 12 AM
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)

اللهم اجعلنا منهم ، اللهم لا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم

والله يا للعجب ان يكون بيننا من لا يفهم كلام الله الصريح الواضح ، والله ان الاجسام تقشعر من نكران هذه الفئات لما جاء في كتاب الله ، او ان يحرفون الكلام على هواهم وما يريدون ، رؤية الله من النعيم الذي يتنعم به اهل الجنة ، اللهم اجعلنا منهم ووالدينا والمسلمين
وماجاء الاخ في تبيانه من آيات هي واضحة المعنى اي انه لا يمكن رؤية الله في الدنيا كما حدث لموسى عندما كلمه الله سبحانه عند الجبل
اللهم إهدي بنا أقوام أظلوا

اللهم اهديهم مادام بهم عرق ينبض

اللهم اهدهم قبل الغرغرة

اللهم اهدهم قبل نهاية آجالهم الى السراط المستقيم

رقيه
22 / 04 / 2009, 24 : 01 AM
اللهم لا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم

آآمين يااااااااااارب

هدى الله الاخ جودي وجميع الطوائف الى الحق
بارك الله فيج اختي

ابو الوليد البتار
22 / 04 / 2009, 45 : 01 PM
رقية
مزنة

بارك الله فيكم ..وفي حرصكم ..ومروركم الكريم
واشكر الاخت مزنة على التعقيب الطيب وعلى حرصها الكريم
ونسال الله ان يهدي الأخ جودي الى الحق

أخي الجودي .. انتظرك هنا ! بارك الله فيك .

http://ahlalalm.org/vb/t16909.html