ابو الوليد البتار
21 / 04 / 2009, 21 : 09 PM
http://www.islammessage.com/sanadkids3/images/categories/353.gif
http://www.islammessage.com/sanadkids3/images/categories/355.gif
نُورُ التَّوحِيدِ(ب)
فِي هَذَا اليَومِ, وَبَعدَ نَهَارٍ مَلِيءٍ بِالعَمَلِ الشَّاقِّ, تَحَلَّقَ الأَوْلادُ بَعدَ تَنَاوُلِ طَعَامِ العَشَاءِ,
بِشَوقٍ لِبَدْءِ بَرْنَامِجِهِمْ الحِوَارِيِّ, وَكَانَ سَندُ, وَمُحَمَّدٌ, وَأُسَامَةُ, وَعَبْدُ اللهِ، هُمْ أَوَّلَ الوَاصِلِينَ لِلْمَكَانِ؛ لِمَا عُرِفَ عَنْهُمْ مِنْ حُبِّ الخَيرِ, وَالجِدِيَّةُ فِي الأُمُورِ, حَتَّى أَنَّ المُعَلِّمَ كَانَ يُوَكِّلُ أَحَدَهُمْ حَالَ غِيَابِهِ.
أَخَذَ مَرْزُوقٌ بِالانْشِغَالِ فِي تَنْظِيفِ مَا حَوْلَهُ مِنْ غُبَارٍ وَنَحْوِهِ؛ كَيْ يُشْغِلَ البَقِيَّةَ عَنْهُ.
وَصَلَ المُعَلِّمُ، وَأَسْرَعَ مَنْ تَبَقَّى مِنَ الأَوْلادِ إِلَيهِ, إِلا سَعْداً فَقَدْ كَانَ كَعَادَتِهِ مُنْهَمِكاً فِي تَنَاوُلِ الحَلْوَى, لاحَظَ إِبْرَاهِيمُ انْهِمَاكَ سَعْدٍ فِي الأَكْلِ فَذَهَبَ نَحْوَهُ، وَقَالَ بِلُطْفٍ:هَلْ تَعْلَمُ أَسْبَابَ إِصَابَةِ الإِنْسَانِ بِمَرَضِ (السُّكَّرِ) يَا سَعْدُ؟
http://www.islammessage.com/media_bank/image/عقدتي%201.jpg
أَجَابَ سَعدٌ بِصَوتٍ غَلِيظٍ, وَفَمُهُ مَمْلُوءٌ بِالحَلْوَى: لا، لِمَ تَسْأَلُنِي ؟
إِبْرَاهِيمُ: فَقَطْ لأُخْبِرَكَ أَنَّ أَحَدَ أَسْبَابِ هَذَا المَرَضِ هُوَ: البَدَانَةُ, وَأَنَّ أَحَدَ أَقْوَى أَسْبَابِ البَدَانَةِ هُوَ: تَنَاوُلُ السُّكَّرِيَّاتِ بِإِفْرَاطٍ, وَهُوَ مَا قَرَّرَهُ الأَطِبَّاءُ.
تَوَقَّفَ سَعْدٌ عَنْ مَضْغِ الحَلْوَى, وَقَطَّبَ جَبِينَهُ وَقَالَ: هَلْ تَعْنِي أَنَّنِي سَأُصَابُ بِـ(السُّكَّرِ) لأَنَّنِي بَدِينٌ ؟
إِبْرَاهِيمُ: لا أَقْصِدُ ذَلِكَ, فَلا أَحَدَ يَعْلَمُ الغَيبَ إِلا اللهَ تَعَالَى.
سَعْدٌ: هَلْ أَنْتَ جَادٌّ فِيمَا تَقُولُ يَا إِبْرَاهِيمُ ؟
إِبْرَاهِيمُ بِكُلِّ ثِقَةٍ: المُسْلِمُ لا يَكْذِبُ يَا أَخِي.
سَعْدٌ بِتَأَثُّرٍ : أَشْكُرُ لَكَ نَصِيحَتَكَ , وَسَأَتنَاوَلُهَا بِاعْتِدَالٍ مِنْذُ اليَومَ.
....انْتَبَهَ المُعَلِّمُ لِغِيَابِ إِبْرَاهِيمِ وَسَعْدٍ ؛ فَنَادَاهُمَا بِصَوتٍ مُرْتَفِعٍ؛ فَجَاءَ الاثْنَانِ عَلَى عَجَلٍ.
المُعَلِّمُ: نَبْدَأُ لَيْلَتَنَا بِسُؤَالِ إِبْرَاهِيمَ وَسَعْدٍ اللَّذَيْنِ تَأَخَّرَا, وَنَقُولُ لإِبْرَاهِيمَ: لأَيِّ شَيءٍ خَلَقنَا اللهُ تَعَالَى ؟
إِبْرَاهِيمُ: لِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَطَاعَتِهِ بِامْتِثَالِ مَا أَمَرَ بِهِ؛ أَيْ فِعْلُ مَا أَمَرَ بِهِ، وَتَرْكِ مَا نَهَى عَنْهُ، كَمَا قَالَ رَبُّنَا تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[الذَّارِيَاتِ:56].
المُعَلِّمُ: هَلْ لَكَ أَنْ تُفَسِّرَهَا, يَا سَندُ؟
سَندُ: نَعمْ أَيْ: مَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ، وَبَعَثْتُ جَمِيعَ الرُّسُلِ إِلا لِغَايَةٍ وَاحِدَةٍ, هِيَ: عِبَادَتِي وَحْدِي..كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [ المائدة:72 ], أَيْ: أَنَّهُ مَنْ يَعْبُدْ مَعَ اللهِ غَيرَهُ، فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ, وَجَعَل النَّارَ مُسْتَقَرَّه, وَلَيسَ لَهُ نَاصِرٌ يُنقذُه مِنْهَا.
http://www.islammessage.com/media_bank/image/عقيدتي%20الله.gif
نَظَرَ المُعَلِّمُ نَحْوَ سَعْدٍ وَقَالَ: أَتَعْنِي أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْنَا لَنَلْعَبَ, أَوْ نَتَمَتَّعَ بِأَطَايِبِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.
قَالَ سَعدٌ: بِالطَّبْعِ كَلَّا.
المُعَلِّمُ : أَحْسَنْتَ ,فَلَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ الكَرِيمُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: « مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيُّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيُّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ»[أخرجه ابنُ ماجَه في: "سننه"، برقم: (3474)].
... نَظَرَ سَعْدٌ نَحْوَ إِبْرَاهِيمَ، وَهَزَّ رَأْسَهُ، وَبَعدَ انْصِرَافِ الجَمِيعِ نَحْوَ خِيَامِهِمْ, تَوَجَّهَ سَعْدٌ نَحْوَ إِبْرَاهِيمَ، وَقَالَ: شُكْراً لَكَ عَلَى نُصْحِكَ يَا أَخِي, وَأَعِدُكَ بِعَدَمِ الإِفْرَاطِ فِي الطَّعَامِ مَرَّةً أُخْرَى.
http://www.islammessage.com/sanadkids3/images/categories/355.gif
نُورُ التَّوحِيدِ(ب)
فِي هَذَا اليَومِ, وَبَعدَ نَهَارٍ مَلِيءٍ بِالعَمَلِ الشَّاقِّ, تَحَلَّقَ الأَوْلادُ بَعدَ تَنَاوُلِ طَعَامِ العَشَاءِ,
بِشَوقٍ لِبَدْءِ بَرْنَامِجِهِمْ الحِوَارِيِّ, وَكَانَ سَندُ, وَمُحَمَّدٌ, وَأُسَامَةُ, وَعَبْدُ اللهِ، هُمْ أَوَّلَ الوَاصِلِينَ لِلْمَكَانِ؛ لِمَا عُرِفَ عَنْهُمْ مِنْ حُبِّ الخَيرِ, وَالجِدِيَّةُ فِي الأُمُورِ, حَتَّى أَنَّ المُعَلِّمَ كَانَ يُوَكِّلُ أَحَدَهُمْ حَالَ غِيَابِهِ.
أَخَذَ مَرْزُوقٌ بِالانْشِغَالِ فِي تَنْظِيفِ مَا حَوْلَهُ مِنْ غُبَارٍ وَنَحْوِهِ؛ كَيْ يُشْغِلَ البَقِيَّةَ عَنْهُ.
وَصَلَ المُعَلِّمُ، وَأَسْرَعَ مَنْ تَبَقَّى مِنَ الأَوْلادِ إِلَيهِ, إِلا سَعْداً فَقَدْ كَانَ كَعَادَتِهِ مُنْهَمِكاً فِي تَنَاوُلِ الحَلْوَى, لاحَظَ إِبْرَاهِيمُ انْهِمَاكَ سَعْدٍ فِي الأَكْلِ فَذَهَبَ نَحْوَهُ، وَقَالَ بِلُطْفٍ:هَلْ تَعْلَمُ أَسْبَابَ إِصَابَةِ الإِنْسَانِ بِمَرَضِ (السُّكَّرِ) يَا سَعْدُ؟
http://www.islammessage.com/media_bank/image/عقدتي%201.jpg
أَجَابَ سَعدٌ بِصَوتٍ غَلِيظٍ, وَفَمُهُ مَمْلُوءٌ بِالحَلْوَى: لا، لِمَ تَسْأَلُنِي ؟
إِبْرَاهِيمُ: فَقَطْ لأُخْبِرَكَ أَنَّ أَحَدَ أَسْبَابِ هَذَا المَرَضِ هُوَ: البَدَانَةُ, وَأَنَّ أَحَدَ أَقْوَى أَسْبَابِ البَدَانَةِ هُوَ: تَنَاوُلُ السُّكَّرِيَّاتِ بِإِفْرَاطٍ, وَهُوَ مَا قَرَّرَهُ الأَطِبَّاءُ.
تَوَقَّفَ سَعْدٌ عَنْ مَضْغِ الحَلْوَى, وَقَطَّبَ جَبِينَهُ وَقَالَ: هَلْ تَعْنِي أَنَّنِي سَأُصَابُ بِـ(السُّكَّرِ) لأَنَّنِي بَدِينٌ ؟
إِبْرَاهِيمُ: لا أَقْصِدُ ذَلِكَ, فَلا أَحَدَ يَعْلَمُ الغَيبَ إِلا اللهَ تَعَالَى.
سَعْدٌ: هَلْ أَنْتَ جَادٌّ فِيمَا تَقُولُ يَا إِبْرَاهِيمُ ؟
إِبْرَاهِيمُ بِكُلِّ ثِقَةٍ: المُسْلِمُ لا يَكْذِبُ يَا أَخِي.
سَعْدٌ بِتَأَثُّرٍ : أَشْكُرُ لَكَ نَصِيحَتَكَ , وَسَأَتنَاوَلُهَا بِاعْتِدَالٍ مِنْذُ اليَومَ.
....انْتَبَهَ المُعَلِّمُ لِغِيَابِ إِبْرَاهِيمِ وَسَعْدٍ ؛ فَنَادَاهُمَا بِصَوتٍ مُرْتَفِعٍ؛ فَجَاءَ الاثْنَانِ عَلَى عَجَلٍ.
المُعَلِّمُ: نَبْدَأُ لَيْلَتَنَا بِسُؤَالِ إِبْرَاهِيمَ وَسَعْدٍ اللَّذَيْنِ تَأَخَّرَا, وَنَقُولُ لإِبْرَاهِيمَ: لأَيِّ شَيءٍ خَلَقنَا اللهُ تَعَالَى ؟
إِبْرَاهِيمُ: لِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَطَاعَتِهِ بِامْتِثَالِ مَا أَمَرَ بِهِ؛ أَيْ فِعْلُ مَا أَمَرَ بِهِ، وَتَرْكِ مَا نَهَى عَنْهُ، كَمَا قَالَ رَبُّنَا تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[الذَّارِيَاتِ:56].
المُعَلِّمُ: هَلْ لَكَ أَنْ تُفَسِّرَهَا, يَا سَندُ؟
سَندُ: نَعمْ أَيْ: مَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ، وَبَعَثْتُ جَمِيعَ الرُّسُلِ إِلا لِغَايَةٍ وَاحِدَةٍ, هِيَ: عِبَادَتِي وَحْدِي..كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [ المائدة:72 ], أَيْ: أَنَّهُ مَنْ يَعْبُدْ مَعَ اللهِ غَيرَهُ، فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ, وَجَعَل النَّارَ مُسْتَقَرَّه, وَلَيسَ لَهُ نَاصِرٌ يُنقذُه مِنْهَا.
http://www.islammessage.com/media_bank/image/عقيدتي%20الله.gif
نَظَرَ المُعَلِّمُ نَحْوَ سَعْدٍ وَقَالَ: أَتَعْنِي أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْنَا لَنَلْعَبَ, أَوْ نَتَمَتَّعَ بِأَطَايِبِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.
قَالَ سَعدٌ: بِالطَّبْعِ كَلَّا.
المُعَلِّمُ : أَحْسَنْتَ ,فَلَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ الكَرِيمُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: « مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيُّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيُّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ»[أخرجه ابنُ ماجَه في: "سننه"، برقم: (3474)].
... نَظَرَ سَعْدٌ نَحْوَ إِبْرَاهِيمَ، وَهَزَّ رَأْسَهُ، وَبَعدَ انْصِرَافِ الجَمِيعِ نَحْوَ خِيَامِهِمْ, تَوَجَّهَ سَعْدٌ نَحْوَ إِبْرَاهِيمَ، وَقَالَ: شُكْراً لَكَ عَلَى نُصْحِكَ يَا أَخِي, وَأَعِدُكَ بِعَدَمِ الإِفْرَاطِ فِي الطَّعَامِ مَرَّةً أُخْرَى.