تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شجرة التوحيد !!


ابو الوليد البتار
27 / 04 / 2009, 15 : 10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالي
[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ] [إبراهيم:24-25]

شبه -سبحانه وتعالى- الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع وهذا ظاهر على قول جمهور المفسرين الذين يقولون الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة
فكل عمل صالح مرضي لله ثمرة هذه الكلمة وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال كلمة طيبة شهادة أن لا إله إلا الله كشجرة طيبة وهو المؤمن أصلها ثابت قول لا إله إلا الله في قلب المؤمن وفرعها في السماء يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .

"""من كتاب إعلام الموقعين لابن القيم"""
الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها فإذا قطع عنها السقي أوشك أن تيبس فهكذا شجرة الإسلام في القلب إن لم يتعاهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح والعود بالتذكر على التفكر والتفكر على التذكر وإلا أوشك أن تيبس

وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه [إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم] وبالجملة فالغرس إن لم يتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك ومن هنا تعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات وعظيم رحمته وتمام نعمته وإحسانه إلى عباده بأن وظفها عليها وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم .
ومنها أن الغرس والزرع النافع قد أجرى الله سبحانه العادة أنه لا بد أن يخالطه دغل ونبت غريب ليس من جنسه فإن تعاهده ربه ونقاه وقلعه كمل الغرس والزرع واستوى وتم نباته وكان أوفر لثمرته وأطيب وأزكى وإن تركه أوشك أن يغلب على الغرس والزرع ويكون الحكم له أو يضعف الأصل ويجعل الثمرة ذميمة ناقصة بحسب كثرته وقلته ومن لم يكن له فقه نفس في هذا ومعرفة به فإنه يفوته ربح كثير وهو لا يشعر فالمؤمن دائما سعيه في شيئين سقي هذه الشجرة وتنقية ما حولها فبسقيها تبقى وتدوم وبتنقية ما حولها تكمل وتتم والله المستعان وعليه التكلان فهذا بعض ما تضمنه هذا المثل العظيم الجليل من الأسرار والحكم ولعلها قطرة من بحر بحسب أذهاننا الوقفة وقلوبنا المخطئة وعلومنا القاصرة وأعمالنا التي توجب التوبة والاستغفار وإلا فلو طهرت منا القلوب وصفت الأذهان وزكت النفوس وخلصت الأعمال وتجرت الهمم للتلقي عن الله ورسوله لشاهدنا من معاني كلام الله وأسراره وحكمه ما تضمحل عنده العلوم وتتلاشى عنده معارف الخلق وبهذا تعرف قدر علوم الصحابة ومعارفهم وأن التفاوت الذي بين علومهم وعلوم من بعدهم كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والله أعلم حيث يجعل مواقع فضله ومن يختص برحمته .

ابو الوليد البتار
27 / 04 / 2009, 16 : 10 PM
كيف تنمي شجرة التوحيد في قلبك ؟




أخي ****** إن التوحيد شجرة تنمو في قلب المؤمن، فيبسقُ فرعها ، ويزداد نموها، ويزدان جمالها كلما سقيت بالطاعة المقربة إلى الله ، عز وجل ، فتزداد بذلك محبة العبد لربه، ويزداد خوفه منه، ورجاؤه له، ويقوى توكله عليه، وبهذا يكتمل التوحيد ويتحقق ؛ فليس تحقيقه بالتمني ، ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق . وإنما يتحقق بما وقر في القلب من عقائد الإيمان، وحقائق الإحسان، وصدّقته الأخلاق الجميلة ، والأعمال الصالحة الجليلة .



ومن الأسباب التي تنمي التوحيد في القلب ما يلي :



فعل الطاعات؛ رغبة بما عند الله .
ترك المعاصي؛ خوفاً من عقاب الله .
التفكر في ملكوت السماوات والأرض( تلك العبادة التي يغفل عنها كثير من المسلمين – عبادة التفكر ) .
معرفة أسماء الله وصفاته ومقتضياتها وآثارها، وما تدل عليه من الجلال والكمال .
التزود من العلم النافع ، والعمل به .
قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه وما أريد به .
التقرب إلى الله - تعالى - بالنوافل بعد الفرائض .
دوام ذكر الله على كل حال ؛ باللسان والقلب .
إيثار ما يحبه الله عند تزاحم المحاب .
التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة ، ومشاهدة بره وإحسانه ، وإنعامه على عباده .
إنكسارالقلب بين يدي الله، وافتقاره إليه .
الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخير، وتلاوة القرآن في هذا الوقت ، وخَتْمُ ذلك بالاستغفار ، والتوبة .
مجالسة أهل الخير والصلاح ، والإخـلاص ، والمحبين لله - عز وجل - والاستفادة من كلامهم وسمتهم .
الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل .
ترك فضول الكلام ، والطعام ، والخلطة ، والنظر .
أن يحب العبد لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه ، وأن يجاهد نفسه على ذلك .
سلامة القلب من الغل للمؤمنين ، وسلامته من الحقد، والحسد، والكبر ، والغرور ، والعجب .
الرضا بتدبير الله - عز وجل .
الشكر عندالنعم ، والصبر عند النقم .
الرجوع إلى الله عند ارتكاب الذنوب .
كثرة الأعمال الصالحة من بر ، وحسن خلق ، وصلة أرحام ، إلى غيرذلك .
الاقتداء بالنبي r في كل صغيرة وكبيرة .
الجهاد في سبيل الله .
إطابة المطعم .
الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر .

ابو قاسم الكبيسي
28 / 04 / 2009, 44 : 06 AM
جزاك الله خيرا واثابك الجنة

ابو الوليد البتار
28 / 04 / 2009, 32 : 05 PM
اللهم امين واياك اخي ******